بسم الله والحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
فى صحيح مسلم عن أبى ذر رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قلت أخبرنى بأحب الكلام إلى الله. فقال صلى الله عليه وسلم: إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده.
وفى صحيح مسلم أيضا عن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الكلام إلى الله أربعا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضرك بأيهنّ بدأت.
هذه الكلمات يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أحب الكلام الذى يذكر به العبد ربه تبارك وتعالى وأنها أحب الكلمات إلى الله عز وجل. وقد تقدم معنا قبل قول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث أبى هريرة عند البخارى ” كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان إلى الرحمن .. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ” .
وذكرنا قبل معنى سبحان الله وبحمده وأن التسبيح كلمة تعظيم وإجلال لله تبارك وتعالى وتنزيهه عن كل نقص وعيب ينافى كماله وعظمته وجلاله.
وذكرنا قبل ذلك أيضا أعظم آية فى كتاب الله وهى آيه الكرسى وذكرنا شيئا من معانيها وذكرنا أنها كانت أعظم آية فى كتاب الله لأنها تتكلم عن عظمة العظيم سبحانه وتعالى ذو الجلال والإكرام.وكذلك هذه الكلمات أحب الكلمات إلى الله تبارك وتعالى لأنها أيضا إنما تدل على تعظيم وتكبير وإجلال العبد لله تبارك وتعالى. أحب الكلام إلى الله أربع .. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاالله والله أكبر .. هذه الكلمات هى أحب الكلام إلى الله ولكى تكون أربعة يجب أن تكون سبحان الله غير الحمد لله غير لا إله إلا الله غير الله أكبر. إحنا عندنا كلهم حاجة واحدة، لما بقول سبحان الله زي ما بقول الحمد لله زي ما بقول الله أكبر.
ولا تكون هذه الكلمات أربع كلمات إلا لو كان الإنسان مستشعراً أو مستحضراً هذه المعانى بحيث لا يقع فى قلبه ما يقول حين يقول سبحان الله يضاف إلى ما يقع فى قلبه حين يقول الحمد لله يضاف إلى ما يقع فى قلبه حين يقول لاإله إلا الله يضاف إلى ما يقع فى قلبه حين يقول الله أكبر فيكون تكامل هذه الجمل الأربع وهذه الكلمات الأربع العظيمات معط للعبد ومشعر للعبد بعظمة وجلال الله تبارك وتعالى.فى حديث أبى ذر أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده. فى خواتيم الزمر وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ثم بعدها وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وبعدها بآيات الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ إذن هذه أول جزئية فى حصاد رمضان أربع كلمات .. الكلمة الأولى: أننا أدركنا من خلال هذه الكلمات كما قلنا أن أصل الدين ولب الدين هو تعظيم الإنسان لله وإشعار الإنسان بعظمة الله سبحانه وتعالى .. هذا هو أول معنى نحن نحب أن نخرج به من هذه الأيام المباركة. إحساس الإنسان بعظمة الله سبحانه وتعالى كما قلنا هذا فى كتاب الله فى أربع كلمات أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا.
أربع كلمات .. الله هو الولى، هو الحكم، هو الرب، وهو الإله من كلام الله تعالى.
هذا هو الأمر الأول الذى نحب أن نخرج به من هذه الأيام إستشعار الإنسان الدائم لعظمة الله تبارك وتعالى.
الأمر الثانى القرآن، نحن منّ الله عز وجل علينا بما طالعنا وإستمعنا إلى كتاب الله هذه نعمة عظيمة لانحب أن نسلبها أوأن نفقد هذه النعمة.الله تبارك وتعالى لايزيل عن العباد النعم إلا بما غيروا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ فهذه نعمة عظيمة من الله تبارك وتعالى لانريد أن نسلبها أو نفقدها.
الثالثة: المسجد .. منّة عظيمة من الله إن يكون الإنسان ملازما للمسجد,أن يكون الإنسان دائما يأوى إلى جناب الله تبارك وتعالى, فلا نحب أيضا أن نفقد هذه النعمة بعد أن منّ الله عز وجل علينا بها. فالأولى التعظيم واستشعار عظمة الله, الثانية القرآن، الثالثة المسجد, الرابعة هذه الكلمات .. ذكر الله تبارك وتعالى. يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث النعمان بن بشير فى مسند الإمام أحمد الذين يذكرون من جلال الله من تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يتعاطفن حول العرش لهن دوىّ كدوىّ النحل يذكّرن بصاحبهنّ,ألا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله عز وجل ما يذكّر به؟ النبى صلى الله عليه وسلم يقول أن هذه الكلمات,ما يذكر العبد به ربه تبارك وتعالى من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل يتعاطفن,أى يطفن, حول عرش الله تبارك وتعالى كما يطوف المؤمن حول الكعبة. لهنّ دوىّ – صوت – كدوىّ النحل يذكّرن بصاحبهنّ. ثم يقول صلى الله عليه وسلم ألا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله تبارك وتعالى شىء يذكّر به؟ هذه الكلمات تصعد إلى السماء حتى تطوف حول العرش تذكّر بصاحبها الذى ذكر الله عز وجل بها.ليس هناك أشرف ولا أكرم ولا أفضل من هذا الوصف وهذا الحال.
وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبى هريرة قال الله تبارك وتعالى أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى,فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى, وإن ذكرنى فى ملإ ذكرته فى ملإ خيرمنه. إذن هى أربع كلمات .. إستشعار عظمة الله، تلاوة كتاب الله, الإتصال ببيت الله, مداومة ذكر الله تبارك وتعالى. فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ.
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.