إن الحمد لله نحمده ونستعينه نستتهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا انه من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هاد له، ونشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد إن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد،.
هذه الخطبة عنوانها ” أزمة صدرية ” ، ونأجل تتمة الحديث عن الوسواس إلى الجمعة القادمة.
جاء فى معجم الطبرانى وفى الزهد المبارك عن ابى امية الجمحي رضي الله عنه ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: ” إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ثَلاثًا: إِحْدَاهُنَّ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأصَاغِرِ ” إن من اشراط الساعة انه من عظيم رحمة الله سبحانه وتعالى ومن عظيم نعمته على العباد إن اخبرهم واعلمهم بكل ما يحتاجون اليه لصلاح فهو سبحانه وتعالى يوحى لرسوله صلى الله عليه وسلم بعلم الغيوب المستقبلة الاشياء التى ستقع على مر الزمان وعلى مر العصور لكى يعلمها عباد الله تبارك وتعالى لكى ينتفعون بهذا العلم ولكى يستعدون للقاء الله سبحانه وتعالى وتلك الايام التى ستأتيهم فى مستقبل حياتهم فكان من جملة ما علمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخبرنا عن اشراط الساعة والأشراط هى العلامات التى تأذن بقرب يوم القيامة وما فائدة العلم بهذه الاشراط؟؟؟ قال الله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ.
فهو تبارك وتعالى يخبرنا عن زلزلة الساعة لكى نستعد ونتجهز لهذا اللقاء وهذه العلامات هى دالة على التغير باتجاه الشر والفساد انقلاب الموازين وتبدل الاحوال من الصالح إلى السىء فاذا ما تم النقصان وإذغ ما ضاع الإيمان والحق والخير والعلم فى الأرض بالكلية ولم يبق الاالشرك والفساد والفجور حينئذ قامت القيامة فهى كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم إلا على شرار الخلق ولا يذكر حينئذ اسم الله تبارك وتعالى وكما قلنا من قبل عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله فنحن نقولها ” .
ويدرس يعنى يبلى العلم الاسلام محدش يدرا ولا يعرف يعنى ايه صلاة ولا صيام ولا زكاة النقطاع التام عن القرأن عن الرجوع اليه قال تعالى وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ انه إذا اعرض عنه الناس كان أعز إن يكون بين ظهرانيهم يهملونه ولا يعزونه فيرفع فتبقى المصاحف ورق ابيض فلا يبقى فيها حرف من كتاب الله فهو صلى الله عليه وسلم يخبر عن النقصان الذى يعترى هذه الدنيا ويعترى امة الاسلام على مر الأزمان وعلى مر عصورها هذه الاشراط إذا تعكس التغير والتبدل لكى يحذره الانسان ويجتنبه وتبقى لديه المعايير سليمة وصحيحة فمن جملة هذه الاشراط وهذه العلامات ما جاء فى هذا الحديث ” أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأصَاغِرِ ” .
ما المقصود بهذه الكلمة؟ وهذا التعبير الأصَاغِرِ المقابل لهذه الكلمة الأكابر؟ الله سبحانه وتعالى هو الكبير وهو الأكبر ولذلك أمرنا أن نستفتح صلاتنا بهذه الكلمة الله أكبر لنعظم في أنفسنا قدر ومقام ربنا تبارك وتعالى فهو سبحانه وتعالى الكبير المتعال وهو سبحانه وتعالى الأكبر من كل شيء ومن كل خلق ومن كل نقص ينسبه اليه عبد من عباد فإذا كان الله سبحانه وتعالى هو الكبير وهو الأكبر.. كان نوره وكان دينه وكان منهاجه هو الأكبر هذا المنهاج الأكبر وهذا المنهاج الأعظم إنما يدركه ويعرف حقه وقدره الأكابر من عباد الله تبارك وتعالى ولذلك قال الله تبارك وتعالى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ثم قال بعدها فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ ما هو معنى القيم..؟
القيم هو المستقيم المعتدل القائم بنفسه الذي لا يفتقر إلى غيره الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الدين القيم الذي يقيم الحياة على وفق الصورة الأكمل والأعظم والأتم لذلك قال الله تبارك وتعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ما هو معنى قوامون أى أنهم هم الذين يحفظون أمورهم ويقيمون شئونهن فإذن أمور النساء موكولة للرجال بالحفظ والعناية والرعاية حق المسئولية فكلمة القيام ولذلك قال الله تبارك وتعالى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ما هو معنى القيوم؟ هو الذى يقوم بنفسه فهو سبحانه وتعالى مستغنن عن خلقه فهو سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى دما ولا إلى تاييد ولا إلى مساعدة فهو سبحانه وتعالى الذى يقيم عباد فالقيوم الذى يقيم نفسه فهو سبحانه وتعالى مستغنن عن عباده وهو الذى يقيم عباده هو الذى يلبى احوالهم هو الذى يصلح شئونهم هو الذى يرزقهم هو الذى يعطيهم هو الذى يمنحهم فهو سبحانه وتعالى الحى القيوم لذلك قال سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى اللَّهِ نجن محتاجون دائما إلى الله القيوم الذى يقيم امورنا يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ يبقى إذا الدين القيم المستقيم المعتدل الذى لا يحتاج إلى غيره الكامل الذى يقيم ويصلح امره قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قيما اى قائما معتدلا مستقيما تاما محفوظا وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ الملة أو الشريعة القائمة المستقيمة أو دين القيمة دين الفطرة المستقيمة أو دين الامة المستقيمة يبقى الدين القيم المستقيم هو اللى هتفىء اليه الامة الصالحة التى يريد لها القوة يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
يبقى إذا هذا الدين القيم العظيم يحتاج إلى كبار الرجال لكى يعودوا ويدركوه ويكونوا على وزانه وعلى قدره وعلى نسقه وعلى منواله هذا الشىء العظيم من الذى يقدر على إن يدرك أبعاده يدرك عظمته يستنبط منه مايحتاج اليه الناس إنما يحتاج ذلك إلى كبار الرجال إلى عظماء الناس فإذا التمس العلم عند الأصاغر حينئذ يضيع الدين وبالتالى يضيع الناس الذين يلتمسون هذا العلم عند الاصاغر إذا الإصاغر تعنى صغر فى الوعى والفهم والإدراك صغر وضيق فى النفسفمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ عشان يستوعب الاسلام عشان يفهم الاسلام عشان يدرك الاسلام لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ يحتاج إلى أناس كبير علم كبير ادراكهم اناس كبيرة صدورهم كبيرة نفوسهم كبيرة عزائمهم يصبرون على تحمل هذه الامانة إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا امانة الايمان ” إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأصَاغِرِ ” التماس العلم وعبر الرسول صلى الله وسلم بالإلتماس لأنه التقارب الشديد؟ لأن فى ناس حقيقة حريصة على انها تعرف حريصة على انها تفهم بتتلمسه بتبحث عنه بتجتهد فى طلبه مش مقصرة فى هذا الاتجاه ولكنها تخطىء السبيل لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ.
وإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأصَاغِرِ لابد من حدوث ذلك عند وجود الاكابر ولايوجد اصاغر إلا إذا كان يقابلهم أكابر وإلا لاتتم صفة الأصاغر إذا لماذا يحيد الناس عن الاكابر حال وجودهم ويلتمسون علمهم عند الاصاغر اولا لعدم وضوح الميزان ثانيا ربما لكون الاصاغر هم الظاهريين أو المرأيين وعدم وضوح الميزان يعنى أن هذا العلم وهذا الوعى وهذا الادراك وهذه السعة من الذى سيزنه إذا لم نكن نمتلك معايير واضحة وصحيحة لم نكن نقدر على تقييمه كيف نقيم ما لا ندركه مش قادر ادرك موازين ومقادير الرجال وبالتالى مدى تمكنهم ومدى علمهم ومدى تفقههم فى هذا الفقه لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. لأن الفقه ده يجعله يسير على طريق مستقيم ويجعله يمتلك موازين الحكم على الناس والحكم على الفهم الحاجة التانية إن يتنحى الاكابر ويتصدر الاصاغر فإذا تصدر الأصاغر وإذا تصدر الاصاغر لم يجد ملتمسوا هذا العلم إلا الاصاغر فيرجعوا اليهم ويلتمسون هذا العلم لديهم فحينئذ يضيع العلم ده مرحلة يلحقها مرحلة أصعب فالعلم يلتمس عند الأصاغر فيهمل هؤلاء الاكابر فيذهبون ويذهب ما معهم من العلم لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا يبقى إذا التمس العلم عند الصاغر واهمل الاكابر اتت سنة الله سبحانه وتعالى على هؤلاء الاكابر وضياع علمهم لأنه لم يخرج من صدورهم لذلك عى بن أبى طالب رضى الله عنه كان يتأسف على العلم الذى اتاه الله اياه ويقول إِنَّ هَاهُنَا – وَأَشَارَ بِيَدِهِ إلى صَدْرِهِ – لَعِلْماً جَمّا لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلْ أَصَبْتُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، وَمُسْتَظْهِراً بِحُجَجِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ بيدور على حد يحمل هذا العلم ينقله له يورثه هذا العلم بس هو بيدور مش لاقى يبقى هو عشان العلم ده عزيز مينفعش يديه لاى حد بيدور على مستحقيين له عشان يجملوا هذه الامانه لكنهم محتاجين اوصاف كما قال الله تبارك وتعالى قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ
القوة فى العلم الفهم والوعى والادراك اما الامانة إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء العلم ده هيتقى الله فيه حيث سيسأل عنه يوم القيام هو يقول إن الناس الل حواليه فى اطار المسجد نوعين من الناس لقنن هو بيحفظ كويس ده عنده الملكة العلمية كويسة جدا لكن غير مأمون عليه يستعمل الة الدين للدنيا هيوظفه انه يكتسب به الاموال أو المناصب والصنف الأخر فيه الامانة والوعى ولكن عمق الاستيعاب لادراك هذا العلم وهو علم الاكابر مش موجود مش هينفع وْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْعِلْمِ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ، هو رجل كويس ماش مع الناس الكويسين لكن معندوش البصيرة والعلم هو ضعيف اليقين اى حاجة ممكن تهزه قال أَلَا لَا ذَا وَلَا ذَاكَ أو مَنْهُوماً بِاللَّذَّاتِ، سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ، أو مُغْرَم بِالْجَمْعِ وَالِادِّخَارِ، لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ، هما الاتنين دول الموجودين القريبين من دائرة العلم أو المعرفة واحد عنده دراية ومعرفة عقلية بس مش مأتمن وواحد مأتمن لكن معندهوش الادراك والبصيرة والسعة هو مش عارف لا يعطى هذا ولا ذاك هو قسم المجتمع إلى اربع شرائح اتنين قريبين من التدين واتنين بعاد اللى هم واحد لا شىء يشغله إلا الشهوات واللذات محاط بدائرة المعاصى واستحواذ الشيطان والثانى لا يشغله إلا الاموال وجمعها فهو هنا رضى الله عنه يذكر الازمة التى يمر بها وهى أزمة هذا العلم ماذا يصنع به ولمن ينقله من صدره إلى هؤلاء الاكابر لأنه سيسأل عنه بعد مماته لذلك سيموت وهذا العلم فى صدره ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فإنه لا يرفع إلا بقبض العلماء فاذا مات هؤلاء الاكابر ومات ما معهم من العلم لم يبقى إلا الأصاغر ومعهمما معهم من العلم يورثونه للأصاغر وبعدين؟؟ ما احنا محتاجين حد نتعلم منه نفهم منه الدين مش هنلاقى حد غيرهم ” اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ” ايه اللى حملهم على كده؟ إن أنا مش عايز اظهر بمظهر الذي يجهل أو الذي لا يعلم وقد نصبت نفسي رئيساً، اعمل إيه؟ حجاوب .. ” فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا “، يبقى إذن الناس لابد لهم من رئيس، لابد لهم من ناس يسوسنهم يوجهونهم، فإذا كانوا اهلاً لذلك فقد نجوا، وإن لم يكونوا؟ فقد هلكوا
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم – ما لهمش رؤساء – وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الحمد لله
يقول عبدالله بن مسعود: لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من علمائهم وكبرائهم وذوي أسنانهم فإذا أتاهم العلم عن صغارهم وسفهائهم فقد هلكوا.
معيار الخيرية فى الأمة إتيان العلم من أهل الإستحقاق من الكبراء حيث أنهم اجتازوا مراحل صغر السن وما يعتريها من ربما نزق خفة تسرع أو تعجل فهو جمع خبرة السن وبعد النظر إلى العلم والفقه والفهم وفى المقابل الهلاك ولذلك بقول عمر عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ” قَدْ عَلِمْتُ مَتَى صَلاحُ النَّاسِ وَمَتَى فَسَادُهُمْ، إِذَا جَاءَ الْفِقْهُ مِنْ قِبَلِ الصَّغِيرِ اسْتَعْصَى عَلَيْهِ الْكَبِيرُ، وَإِذَا جَاءَ الْفِقْهُ مِنْ قِبَلِ الْكَبِيرِ، قَالَ: تَابَعَهُ الصَّغِيرُ فَاهْتَدَيَا ” سيدنا عمر يخبر متى يكون العلم صالح ومتى يكون فاسد إذا جاء من قبل الصغير علما أو سنا أو قدرا الكبير يستنكف إن يتلقى من الصغير علما لذلك قال هرقلكذلك الرسل تبعث فى انساب قومها عشان كبراء القوم ميستنكفوش يخدوا الحق لانه فى وضع دونى من حيث المكانة أو الجاه أو النسب وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بالناس رغم لزوم الحق من اى مكان اتى به إلا إن رحمة الله تعالى إن يأتى الحق من هذا المحل ليعين الناس على الامتثال والاستجابة عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: ” إِنَّكَ فِي زَمَانٍ قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ، وَيُضَيَّعُ حُرُوفُهُ، قَلِيلٌ مَنْ يَسْأَلُ, كَثِيرٌ مَنْ يُعْطِي، يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلاةَ، وَيُقْصِرُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ، يُبْدُونَ فِيهِ أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ, قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، تُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ، وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ كَثِيرٌ مَنْ يَسْأَلُ، قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِي، يُطِيلُونَ الْخُطْبَةَ، وَيُقْصِرُونَ الصَّلاةَ، وَيُبْدُونَ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ “
يبين ابن مسعود صورتا أو حالتا الزمان الأول زمن الخير القراءة قليلة الناس اللى حفظت قأن وعاها إجازات وقرأت قليله ولكن من يفهم القرأن كثير هم الناس كلها فاهمة القرأن فاهمة يعنى ايه دين يعنى ايه قرأن فيتحركوا بفهم ووعى وبصيرة ولكن كمستوى حفظ قليل وليس بكثير حقيقة العلم موجودة ولكن مستوى العلم مش كتير لأنهم مركزين على ايه على انه عايز يفهم القرأن عايز يتدبر القرأن وده المطلوب الناس اللى بتسأل وتطلب قليلة والناس إلى بتعطى سخية وجوادة لأن الناس اللى بتسأل وبتطلب من الرجاء من الله تبارك وتعالى وأنه لا يريق ماء وجهه قليلون والأخر مما علمه الدين وعلمه اياه الرسول صلى الله عليه وسلم من السخاء والجود وإنتظار ما عند الله بيعطى فالناس اللى بتدى كتير والناس اللى بتطلب قليلين العلم هو اللى يقود الواحد يظبط نفسه على مرضاة الله سبحانه وتعالى بعد كده التبدل القرأة تكتر والعلم يقل لأن احنا بنركز على الحروف وإجادة الألفاظ وننسى الحقيقة فنقيم الحروف ونضيع الحدود مشكلة اخرى وهى عند إقامة الحروف وحفظ القرأن تم إكتساب حال من الرضا اعتبرت نفسى كويس وإن انا من اهل القران وخاصته وضعت ده فى غير محله فاكتسبت رضا عن النفس واستعلاء وجه دون حق اثر ضياع العلم ايه اللى يدى قليل واللى بيسأل ويطلب كتيير والهوى الذى يقود اخيرا فتتبدل الاحوال وتتبدل الموازين رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالشُّحُّ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ وَيَظْهَرَ مِنْهَا كَأَفْوَاجِ الشَّجَرِ تَلْبَسُهَا نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، يَعْلُوَ التُّحُوتَ الْوُعُولَ قُلْنَا: وَمَا التُّحُوتُ الْوُعُولُ؟ قَالَ: ” سُقُولُ الرِّجَالِ أَهْلُ الْأَبْيَاتِ الْغَامِضَةِ يُرْفَعُونَ قَبْلَ صَالِحِهِمْ، وَأَهْلُ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ ” . يعنى اللى تحت يبقى فوق واللى فوق يبقى تحت
الدين كما وصفه الله دين قيم جليل يحتاج استيعابه ووعيه وفقه وإقامته إلى كبراء وعظماء الرجال هؤلاء ينبغى أن نبحث عنهم ونلتف حولهم نتلمس الدين عندهم ومنهم وإذا أعرضنا عن هؤلاء وذهبنا عن هؤلاء والتمسنا ديننا وعلمنا عند الاصاغر الذين لا يعون ولا يفهمون ولا يطيقون القيام بهذه الامانة حينئذ نضيع العلم كمرحلة اولى ثم المرحلة الثانية أن يموت هؤلاء الذين اهملناهم وتركناهم وعلمهم فى صدورهم إما يموتون ميتة طبيعية بإنقضاء الأجل أو يموتون كمدا وغيظا لما وجدوه من إهمال وترك لما معهم من علم حينئذ تتسبب الأزمة الصدرية لأن العلم فين كما أخبر الله تعالى بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ أزمة صدرية حيث توكل العلم لمن هو صدره ضيق وليس عنده من السعة لتقبل العلم أو العلماء الحق يصابوا بأزمة صدرية وذبحة وجلطة ويروحوا بسببب الإهمال وبسبب قلة التقدير وقلة التعظيم فيضيع من بين ايدينا العلم ويضيع من بين ايدينا العلم ثم نكل امورنا إلى هولاء الذين هم من الاصاغر فيفتون بغير علم ويوجهون بغير رشد فيضلون ويضلون.
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه
اللهم فقهنا في ديننا، اللهم فقهنا في ديننا.
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما علمت الحياة خير لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خير لنا
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى، ونسألك الرضاء بعد القضاء، ونسألك رغد العيش بعد الموت، ونسألك نعيماً لا ينفد، ونسألك قرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
اللهم زيننا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، اللهم زيننا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، اللهم زيننا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلما لأوليائك حرباً لأعدائك، نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.