Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

أنا وأنت

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

نتحدث عن محاولة الإنسان لفهم الإنسان، تأمل الإنسان في أحوال الإنسان، تفكير الإنسان في دوافع الإنسان، تفكير الإنسان في احتياجات الإنسان.

كل إنسان له في باطنه دوافع تحركه، هذه الدوافع عبارة عن قوة داخلية توجّه الإنسان في وجهة، هذه الوجهة ما هي؟ هي الأشياء التي يشعر الإنسان أنه يحتاجها، يشعر بأنها ضرورية بالنسبة إليه، وعلى مقدار الإحساس بالاحتياج، على مقدار قوة الدافع الداخلي عند الإنسان.

إذاً الإنسان في محاولته أن يفهم نفسه محتاج لأن يعرف ما الذي بداخله وما الذي يحركه لكي يستطيع أن يتعامل مع نفسه، وبالتبع الإنسان إذا أراد أن يفهم من حوله من الناس كيف يفكرون وما الذي يحركهم وبالتالي يستطيع أن يعرف أن يتعامل معهم فهو محتاج أن يحاول أن يضع نفسه مكانهم لكي يفهم بماذا يشعرون، وفيم يفكرون وبالتالي يعرف كيف يتعامل معهم، ولذلك نحن قلنا قبل ذلك أكثر من مرة أن الإنسان يحتاج في علاقته مع نفسه وفي علاقته مع الناس لشيئان؛ الفهم والتفهم، وقلنا أنه يوجد فرق بين هذا وبين هذا، الفهم: أنك تفهم كيف أفكر، ما منطلقاتي، أما التفهم: تفهم حالتي النفسية المترتبة على أفكار هذه.

إذاً أنا لدي أفكار وتوجّهات تترتب عليها حالة نفسية، فالهم أنك تفهم كيف أفكّر، والتفهم أنك تتقبل وضعي النفسي وبالتالي تستطيع أن تتعامل معي.

فقنا أن هذه المحاولة من الإنسان أنه يشاهد الإنسان، فهو من أين أتى بهذا الكلام، هو ظلّ يشاهد ويحلل عيّنة ومن خلال هذه العيّنة يعطي أحكام عامة، هذا ما يسمى في العلم المنهج العلمي التجريبي، يأتي بعيّنة ويدرس هذه العينة، ويستخرج من خلال دراسة العينة نظرية هذه النظرية يعممها على كل الناس ولذلك في عالم المادة من الممكن أن يكون هذه القوانين تكون قوانين حتمية، لكن في عالم الإنسان، والتباينات الكبيرة ما بين الناس لأسباب كثيرة دينية وثقافية واجتماعية وحضارية لا تستطيع أن تجعل عينة صغيرة محدودة هي حكم على جنس الإنسان ككل، ولذلك كان الخطأ الأساس بالنسبة لفرويد في دراسة الإنسان هذا الجزء، ويوجد جزء: أنه يريد أن يضع الإنسان في دائرة معينة، لإن البحث العلمي ما معناه؟ أنني عندما أدرس فأنا أتجرد من أفكاري أو من رؤيتي لا يمكن أن يكون لدي وجهة نظر أو فكرة أريد أن أبثّها في الناس فأستخدم شرائح تحليلية لكي أوصل لما أريد أن أصل إليه، هذا ليس علماً، لذلك ربنا سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ربنا يكون في الأمام والنبي صلى الله عليه وسلم في الأمام؛ القرآن والسنة وأنا في الخلف أتعلم وأطبق ما أتعلمه، فلا يصلح أن يكون لدي نظرية أو لدي أفكار مسبقة أنا تبنّيتها ثم أبحث لها عن دليل من الكتاب والسنة، فهو كان يريد أن يقول للإنسان أنك في الحقيقة لست إلا مجرد حيوان لا تحركك إلا نزعات الشهوة، هو كان يريد أن يصل إلى هذا، ضع هذا مع كلام دارون أن الإنسان بالحقيقة أصله حيوان، فما يكون هذا؟ هذه محاولة متعمدة للحط من قدر الإنسان نفسياً وبالتالي يتعامل وهو كحيوان، فالإنسان كان أصله حيوان وتطور وجاء فرويد قال أنه لم يتطور في حقيقته، هو تطور في شكله وفقط، لكن من الداخل غرائزة مازالت حيوانية محضة وصرفة،، هذا واحد. أنا لدي فكرة أريد أن أوصلها.

الأمر الثاني: أنني تعاملت على دراسة عيّنات هذه العيّنات في حالة من حالات عدم السواء النفسي،، أي أنا سآتي بمرضى أدرسهم ثم أقول أن هؤلاء المرضى هم الإنسان،،، الأصحاء والأسوياء لهم حكم المرضى والمضطربين، فأنا سأصنع عيّنة من المضطربين وأقول أن هؤلاء المضطربين هم كل الناس وبالتالي لابد أن تخرج النتائج حتى لو قلنا أن أصولها علمية فهي نتائج مختلة، فعموماً الإنسان يحاول من خلال الذي يراه أن يفهم الإنسان.

لكننا اليوم نريد أن نتكلم عن خالق الإنسان ماذا قال عن الإنسان، هل هناك فارق ما بين كلام الإنسان عن الإنسان وكلام خالق الإنسان عن الإنسان هذه نقطة فيصلية محورية؛ حينما يتكلم الرب، حينئذٍ يصغي وينصت العبد، لا يصلح أن يكون كلام الرب يوضع في نفس المنزلة التي يوجد بها كلام العبد، حينما يتكلم الرب ينبغي أن ينصت ويصغي ويتعلم العبد، فلماذا؟ للقانون البسيط العظيم الذي وضعه ربنا سبحانه وتعالى قال تعالى أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ” من خلق ” هذه عائدة على الخالق وعائدة على المخلوق، وهذا من إعجاز القرآن أن ربنا سبحانه وتعالى يبثّ كلمة هذه الكلمة بداخلها عديد من المعاني تتكامل لكي تعطي رؤية متكاملة؛ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ أي هل يمكن أن يكون الخالق لا يعلم أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ألا يعلم الله سبحانه وتعالى طبيعة الناس الذي خلقهم وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ذكر سبحانه وتعالى أسماء تتعلق بعمق العلم، الخبرة: هو العلم الدقيق المحيط أما اللطف فهو العلم بخفايا الأمور التي تغيب عن العباد أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قال تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ فنحن نتكلم عن الخالق العليم وهو يخاطب الإنسان لكي يقول له ما هو الإنسان.

العلم الإلهي ما مداه؟ قال تعالى يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ الأشياء التي في حدود الإدراك الإنساني،، وَمَا خَلْفَهُمْ الأشياء التي فوق قدرتنا على الإدراك لأن حواس الإنسان هي في النهاية محدودة بحدود معينة، لها في كل شيء حد أقصى وحد أدنى، لا يمكن أن تكون فوق هذا ولا يمكن أن تكون تحت هذا،، عقل الإنسان وقلبه: هو الآلة التي تترجم المعارف التي تدركها الحواس وبما أن حواس الإنسان محدودة، إذاً لابد أن يكون عقل الإنسان كذلك محدوداً لأنه مقيّد بالمحدودات يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ

فعلمه سبحانه وتعالى يشمل الموجودات ويشمل المعدومات، هو سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما سيكون، كل هذا مفهوم،، ولكنه سبحانه وتعالى يعلم مالم يكن ” الأشياء التي لن تحدث ” لو كانت كيف كانت تكون، الأشياء التي لم تحدث إذا حدثت كيف تحدث؛ على أي صورة وعلى أي هيئة.

ربنا سبحانه وتعالى يقول وهو يخاطب الصحابة حينما خرجوا للاعتمار في الحديبية؛ فيقول سبحانه وتعالى وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا هم لم يحاربوا،، ماذا كان سيحدث؟ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ويقول سبحانه وتعالى وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ المنافقين لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً هم تبطاؤوا وتكاسلوا لئلا يخرجوا وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ لماذا كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ؟ يقول تعالى لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ هم لم يخرجوا، ولكن لو خرجوا كيف سيكون خروجهم لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ هذا مشهد مستقبلي من مشاهد يوم القيامة فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا تمني يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ نرجع إلى الدنيا ونأخذ فرصة أخرى، فرصة واحدة أخرى يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ لكي نفعل ماذا وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فربنا سبحانه وتعالى يقول بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لن يحدث وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ يقول تعالى وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ۝ إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ أي يشدد عليكم في طلب التصدق، ماذا يحدث؟ هذا لم يحدث وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ لماذا؟ من عظيم رحمة ربنا سبحانه وتعالى بالناس، لماذا؟ يقول إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ ماذا يحدث؟ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ إذاً يوجد أشياء سيئة سلبية موجودة في عمق القلب ربنا سبحانه وتعالى مطّلع عليها ولكنه من رحمته لا يحاسب الإنسان عليها ولا يؤاخذه بها ولا يحاول أن يستخرجها منه بالضغط عليها، ” تبخلوا ” هذا الفعل، ثم وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ إذاً هذا الضغن أين يوجد؟ في القلب، ليس غير موجود؛ هو موجود.

النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتكلم عن الرؤية التي أراها له الله؛ قال ” رأيت بقراً يذبح؛ وبقرٌ والله خير؛ ورأيت ثلمة في ذبابة سيفي ” السيف سيكسر جزء منه من أعلى ” فأولتها رجل يقتل من اهل بيتي ” كان حمزة، ” ورأيت أني أدخلت يدي في درعٍ حصينة فأولتها المدينة ” هو لم يكن يريد الخروج لأجل هذا، فنحن لدينا يوجد صورتان، لو تحصّنوا في المدينة لن يستطيعوا أن يجتاحوهم، ولو خرجوا فسيحدث هذا، إذاً الأمر في علم الله من الممكن أن يكون هكذا ومن الممكن أن يكون هكذا، ولكن الصورة النهائية التي سيؤول الأمر إليها معلومة مكتوبة مسجلة في اللوح المحفوظ.

إذاً العلم الإلهي علم ليس له مدى.

ربنا سبحانه وتعالى وهو يخاطب الإنسان عن الإنسان يقول سبحانه وتعالى لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ هو نفسيّاً مخلوق على الصورة المثلى؛ معرفة ربنا، محبة ربنا، الرغبة في التوجه إلى الله، لكنه ماذا يفعل في الغالب؟ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ سيظلّ يتدنّى ويتدلى بالمعصية والإعراض؛ شرك، وفجور، فسق،، لكن يوجد أناس في دائرة العصمة؛ الذين سيحافظون على الصورة النفسية الأولى إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ

أما البنية الإنسانية؟! ربنا سبحانه وتعالى يقول يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا فأصل بنية الإنسان بنية بها ضعف، ونحن ذكرنا قبل ذلك أكثر من مرة حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم حيث يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم عليه السلام تركه ماشاء الله أن يتركه، إذاً ربنا سبحانه وتعالى سوّاه وترك مدة قبل أن ينفخ فيه الروح، فجعل إبليس يطيف به، ” يطيف به ” أي يدور من حوله، لماذا؟

يقول صلى الله عليه وسلم ” يطيف به ينظر ما هو ” ايه ده؟ ” فلما رآه أجوف عرف أنه خُلق خلقاً لا يتمالك ” الإنسان كائن ضعيف التماسك الداخلي، بنية الإنسان الداخلية بها ضعف لأنها مبنية على التركيب، كائن مركّب أحشاؤه جوفاء، هذا تجويف يجعل الإنسان كائن هش من الداخل، وهذا يعني بالتبع أن الجن ليس هكذا.

فالآية هكذا؛ إذاً هم طبيعتهم ليست هكذا، إذاً الإنسان كائن مجوّف من الداخل وهذا التجويف يصنع قدر من الخواء وقدر من الهوى وقدر من الاضطراب، قال الله تبارك وتعالى إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ فهذه طبيعة إنسانية لن تعالج إلا بالصلاة، والصلاة هنا على معنى الإيمان،، سيأتي معنا الكلام عن هذا لكن ليس الآن.

فالشاهد أن ربنا سبحانه وتعالى يوصف الإنسان بماذا؟ بأن الإنسان خلق هلوعاً، فما معنى الهلع؟ الهلع هذا يساوي ” لا يتمالك ” كائن لا يتمالك، ما معنى لا يتمالك؟ أي أنه إذا اعتراه ما يسرّ أو ما يحزن، أو إذا توقّع ما يسر أو ما يحزن يحدث عنده حالة من الاضطراب وربما إذا وجد ضغط، تكون حالة من الانهيار، إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا فيم يتمثّل هذا الهلع إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا لا يوجد صبر وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا لا يوجد ثقة، عندما يوجد ضغط لا يوجد صبر، وحينما توجد النعمة لا توجد الثقة، فهو يريد أن يحافظ عليها لأن محافظته عليها هي الأمان بالنسبة له، وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا يوجد ضعف، ويوجد هلع يتمثّل في الجزع وفي المنع، ويوجد استعجال فهو يدعو بالخير هذا مفهوم، أما يدعو بالشر؟، على نفسه حينما توجد شدة، وعلى غيره لأدنى درجة من درجات الإغضا له،، الأم أو الأب من الممكن أن يدعو على أولاده، شخص يدعو على نفسه وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ هذا مرده لماذا؟ لطبيعة نفسية بداخله وهي العجلة، قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي ماذا يحدث؟ إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ هذا في الطبيعة الإنسانية، قال الله تبارك وتعالى وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا فما موقف الإنسان من النعم؟ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ فما الظلم؟ النعمة؛ النعمة منّة إلهية كيف سأشكر النعمة؟ أنني أوجّها إلى حيث يحب ويرضى المنعم سبحانه وتعالى، أنا لن أفعل هكذا، فهذا الظلم، أما الكفر؟ أجحد فضل المنعم سبحانه وتعالى عليّ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ يخاصم ربنا سبحانه وتعالى وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا

فالإنسان في علاقته مع ربنا سبحانه وتعالى: جحود للفضل، عدم شكر للنعمة، ومجادلة واعتراض على التوجيهات والأوامر الإلهية مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ۝ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ۝ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ

فنحن لدينا في الطبيعة الإنسانية يوجد جزء أساسي من الخلل الداخلي، البناء الداخلي به ضعف وقلق وتوتر وقابلية سريعة للانهيار.

وفي علاقة الإنسان بالله؟ ربنا سبحانه وتعالى يذكر الظلم، الكفر، الجحود، إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ جاحد فضل ربنا عليه وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ كل شيء يفعله تدل على ذلك، وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ – المال – لَشَدِيدٌ ۝ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ۝ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ۝ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

هذه الطبيعة: كفران النعم، جحود فضل ربنا سبحانه وتعالى، هل تجعل الإنسان على هذه الصفة وبهذا الحال ينعزل عن الله؟ لا، ربنا يقول سبحانه وتعالى وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ هاهو يرجع ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ للهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ۝ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ۝ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ۝ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ذاقها ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ يأس من رحمة الله، الذي أخذ منه لن يرجع إليه أبداً، انتهى هو سيستقر في هذه المعاناة، كَفُورٌ كل نعم ربنا السابقة التي كانت معه من ثانية، نسيها كلها، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم في علاقة النساء بالرجال، الزوجات بالأزواج؛ حثّهم على الصدقة ووصفهم بالكفر لأجل هذا ” لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهر – زمن طول – ثم رأت منك شيئاً ” هذا في طبيعة الإنسان لا أحد يكون على حالة معيّنة من الاستقامة والإحسان دائماً، طبيعة الإنسان هكذا يتقلب، ماذا يحدث؟ كل الذي فات يكون كأن لم يكن ” قالت: ما رأيت منك خيراً قط ” خيراً من الممكن أن نمررها،، أما ” قط ” لا تمرر، ” قط ” هذه نفي لكل شيء؛ أبداً لم يوجد يوم حسن.

فهذا في الخاص، أما في العام هذا هو الإنسان مع الله إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ وربنا سبحانه وتعالى برحمته سيرجعها له مرة أخرى وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي أمن أن هذا من الممكن أن ينزع منه في المستقبل، فسيركن إليه ” أيامك السوداء ولّت ” إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ يتبطر ويتكبر على عباد ربنا بالنعم التي أورثه ربنا إياها، من المستثنى من هذا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا في الأولى وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ في الثانية،، حينما جاءت نَزَعْنَاهَا مِنْهُ صبر، وحينما أنعم عليه ربنا سبحانه وتعالى مرة أخرى وضع هذا في الخير فشكرأُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ.

لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ اليأس والقنوط من أن تصيبه رحمة ربنا سبحانه وتعالى وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي أنا أستحقه، وأنا سعيت إليه،، أنا الذي بنيت له وأنا أستحقه، هَذَا لِي إلى هنا عادي، ولكن وبعد ذلك وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً ما الذي أتى بها هنا.

فالآن وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي مفهومة، هذه مفهومة، وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً لماذا؟ ما الذي أتى بالشك والجحود للآخرة هنا؟ لأن هذه النعمة هو لا ينوي أن يشكرها وفكرة الآخرة ستقلقه للوقوف بين يدي الله، ولكنه لن يسكت هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى هذه التركيبة تستطيع أن تشرحها لي؟ كيف تأتي هكذا يَئُوسٌ قَنُوطٌ ثم هَذَا لِي ثم لا يوجد آخرة، ولو وجت آخرة إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى ما هذا، ما هذا، كيف يركب كل هذا في نفسية إنسان؟، وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ۝ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ۝ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ۝ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ لا يوجد أوسع من هذا ولا أعظم من هذا برّ أو نعمة أو إحسان، أول جملة فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ نحن كنا أصحاب في نفس الظروف والأحوال، وأنا ربنا سبحانه وتعالى أنعم عليّ وأمدني بالنعم التي وصفها ربنا هذه، أول شيء أفعله ما هو؟ أرجع لهذا الشخص الذي وُصِف بالصحبة فأحسن إليه،، آخذ بيده، أدعمه، أساعده، لا لا لا،، فأنقل من هنا إلى عالم آخر وأترك هذه العالم خلفي لا أيضاً،، التفاخر على العباد أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا عزوة ومال وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لمن؟ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ۝ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا نفس الكلام الذي كان في سورة فصلت، وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ۝ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ۝ لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ۝ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ ما الذي كان من المفترض أن يحدث قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ هذا من فضل ربنا سبحانه وتعالى وعطاؤه لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ليس بالقوة الذاتية، بمنة ربنا سبحانه وتعالى وإحسانه إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ۝ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ هنا أو هناك، هنا أو هناك، فآخر الحياة ليس هنا،، هناك، وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ۝ أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ۝ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ لم يبقى منها شيء، وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ۝ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ وَأَعَزُّ نَفَرًا مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ۝ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ للهِ الْحَقِّ الذي يتولاه ربنا سبحانه وتعالى وحده هو السعيد هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا خير ثواب للشاكر هنا لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَخَيْرٌ عُقْبًا للشاكرين في الآخرة، الثواب هنا وهناك، هنا الحفظ وهناك النعيم.

إذاً ربنا سبحانه وتعالى وصف الإنسان بأن له تركيبة، هذه التركيبة فيها قدر كبير من الضعف والخور والقلق والاضطراب الداخلي وضعف الثقة، كيف يعالج هذا؟ لكي يعالج هذا ربنا سبحانه وتعالى أنزل الدين لكي يعالج هذه النفسية، لكي يضع الإنسان في دائرة الأمان وفي دائرة الاطمئنان، وفي دائرة الثقة وفي دائرة الظن الحسن برب العالمين، في دائرة الشكر، في دائرة التوكل على الله والتفويض لله والتسليم لله لأن كل ما قلناه هذا، الإنسان ربنا أعطاه طاقات وقدرات كبيرة ولكن بالداخل؟! الوعاء النفسي الداخلي هذا هو الذي منه يؤتى الإنسان فرب الإنسان سبحانه وتعالى يصفه، لأجل هذا ربنا سبحانه وتعالى أنزل الدين وجعله ضرورة للإنسان، ضرورة لاستقامة النفسية، ضرورة للهدوء النفسي، ضرورة لعلاج الضعف، علاج العجلة، علاج الهلع، والجزع والمنع والظلم والجهالة والكفر، كل هذا علاجه ودواؤه في مدى ارتباط الإنسان بالله، لأجل هذا ربنا سبحانه وتعالى عندما يصف الإنسان الذي سلك طريقه إلى الله وصف هذه النفس بالاطمئنان والسكون، هذه هي النفس التي تخلو من الاضطراب ومن القلق ومن التوتر، هل لديك حل آخر غير هذا؟ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الطمأنينة: هي السكون، الهدوء، الاستقرار، الهلع: التوتر والاضطراب والطيش والخفة؛ عكسه الاطمئنان، فهذا الاطمئنان لن يأتي إلا بطريق واحد، وهذا من رحمة ربنا بالإنسان،، فهو من حكمة ربنا أنه خلقه هكذا لكي يكون توجهه لربنا ضروري، حاجته إلى ربنا ضرورية، وربنا سبحانه وتعالى سطّر في القرآن وغيره أن الإنسان دائماً يلجأ إلى الله لكن متى؟ عندما يشعر أنه مكروب وفي شدة فقط، لا قبل ذلك ولا بعده، لا يقدر على الاستغناء عن ربنا، لا يقدر في الاستغناء عن وجود ربنا في حياته، لا يقدر يستغني عن احتياجه إلى الله، ولكن حال وحال، لأجل ذلك ربنا قال سبحانه وتعالى يكلم الناس الكفار، لا يكلم الناس المؤمنين، يقول للناس الكفار أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ نحن ننسى، ننسى لحظات الاضطرار، ننسى لحظات كشف السوء، ننسى تهيئة ربنا لنا للفرص بعد الفرص، فربنا يذكّرنا، هل يوجد أحد آخر يفعل ذلك أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ المضطر هو الإنسان الذي على يقين أنه لن يقدر على نجاته إلا ربنا، لا يرى أمامه إلا الله وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ” ضلّ ” هذه أي تاه، أنا لا أراه، في لحظات الشدة الحقيقية أنت لن ترى إلا ربنا، أي شيء آخر أنت كنت تركن عليها ستضيع لأنك على يقين أنك لا تملك شيء آخر أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ فربنا سبحانه وتعالى يوجد شخصان ربنا سبحانه وتعالى لا يرد دعاءهم ولو كانوا كفّاراً: المضطّرون والمظلومون،، المضطّرون والمظلومون؛ ربنا سبحانه وتعالى لا ينظر إلى شكرهم أو إيمانهم، في هذه اللحظات، لحظة اضطرار وتعلّق القلب بربنا سبحانه وتعالى وحده، ولحظة انكسار النفس واحساس الإنسان بأنه مقهور ولا أحد يلجأ إليه إلا ربنا وحده، هذه دعوات لا ترد.

إذاً نحن تكلمنا الجمعة الماضية عن الإنسان وهو يحاول أن يفهم الإنسان، واليوم تكلّمنا جزئياً عن خالق الإنسان وهو ينعم ويتفضل علينا بأن يشرح ما الإنسان، لكي يفهم الإنسان من خلال ذلك ما ضروراته الحقيقية، ما احتياجاته الحقيقية، كيف سيرتب سلّمه بصورة صحيحة، يستهدي فيها بخالق الإنسان، وليس بالإنسان.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك

اللهم اشف مرضانا، اللهم اشف مرضانا، اللهم ارحم موتانا، اللهم ارحم موتانا ولا تخيّب اللهم فيك رجائنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم