بسم الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
كان من المفترض إننا نتمم الكلام حول حديث الشورى والشربة والشرباتية نسوم للفعل المحسوب لكن أنا أثرت إني اتكلم في قضية أخرى تتعلق بهذه القضية بسبب وثيق هي قضية أين نحن؟
إن ربنا تبارك وتعالى نور قال تعالى اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وقال صلى الله عليه وسلم: حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ.
وكتابه سبحانه وتعالى نور قال تعالى: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
ورسوله صلى الله عليه وسلم نور يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا
ودينه تبارك وتعالى نور يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
يبقى إذن الدين حرب على الظلم وحرب على الظلمة وحرب على ظلمات كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
قال صلى الله عليه وسلم ” تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ ” الطريق النيرة الواضحة المسفرة الجلية ” لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ “
يبقى إذن أصل عظيم من أصول الدين إن الدين ده نور إذن يجلي لنا كل قضية ينير لنا كل سبيل فإذن واقع الغياب والتغييب اللي احنا عايشينه ده يتنافى تماماً مع الدين لابد تكون كل الأمور اللي حولينا أو كل مجريات الأمور اللي تتعلق بحياتنا واضحة بالنسبة لنا مرئية بالنسبة لنا لازم يكون في وضوح وجلاء في كل قضية لازم احنا نتحرك على بصيرة يبقى عندنا إدراك إيه اللي بيحصل الدنيا بتمشي إزاي ده شيء أساسي جداً في الأصول اللي بني عليها هذا الدين الذي ندين الله سبحانه وتعالى به
حديث ابن عباس رضي الله عنه في البخاري أن عمر رضي الله عنه وهو في منى في الحجة الأخيرة التي حجها جاءه رجل قال أرأيت إذا فلاناً، يقول: أن لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلاَنًا – لو عمر مات أنا حبايع فلان واحد مع نفسه كده حيقوم مبايع واحد كده فتلزم بيعته للكافة – فقَالَ عمر: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ العَشِيَّةَ فِي النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُم. أنا حقف بقى وسط الحجاج كلهم في منى لأحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم عايزين يستأثروا بأمر هذه القضية العظمى اللي هي قضية البيعة والخلافة. واحد حيبايع واحد وخلاص كده.
يبقى إذن عمر رضي الله عنه أراد إن هو ينشر ده وينشر علم هذا على كل الناس يجلي حقائق الأمور على كل الناس كل حاجة تبقى واضحة لكل شخص بينتمي إلى هذه الأمة فقال له عبد الرحمن بن عوف قال: يا أمير المؤمنين فَإِنَّ المَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ – الناس اللي هيه معندهاش وعي ولا إدراك – فَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ – أنت لما بتقعد مين الناس اللي تقعد تتلم عليك؟ أصل الناس العاقلة بتبقى هادية ومتقعدش تتنطط لكن الناس اللي بتزاحم وتزق هما دول اللي في النهاية بيستأثروا بالقرب من عمر رضي الله عنه – وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لاَ يَعُوهَا، وَأَنْ لاَ يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا – بيقول أخشى أن هؤلاء لا يعوا مقالتك ويطيروا بها كل مطار ولا يضعونها موضعها – ، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ المَدِينَةَ، فَإِنَّهَا دَارُ الهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ العِلْمِ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فعمر أول ما رجع المدينة في أول خطبة جمعة طلع على المنبر وخاطب الناس جميعاً وأخبرهم بهذا الخبر وأخبرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم وقال محذر أن شخص يستأثر بهذه البيعة قال إن الشخص لو فعل ذلك فلا يبايع لا هو ولا الذي بايعه تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلاَ. يعني حقهم إذا استأثروا بها من دون المسلمين إن هما يقتلوا.
فإذن هنا عمر رضي الله عنه جعل هذه القضية القضايا العامة التي تمس الأمة لابد تكون معلومة واضحة وبيدركها أي حد.
عند الطبري أيضاً من حديث زياد بن جزء رحمه الله بيخبر عن مصالحة عمرو بن العاص رضي الله عنه للمقوقس حاكم الإسكندرية فبيقول إن المقوقس أرسل إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول إني كنت أدفع الجزية لمن هو أبغض إلي منكم معشر العرب – لفارس والروم – فإن أحببت أن أعطيك الجزية على أن ترد إلى من أخذتموهم أو أسرتموهم من سبايانا فعلت.
يعني هما كان حصل بينهم قتال قبل كده وأسروا جماعة من هؤلاء أهل هذه الديار فأراد حاكم الإسكندرية أن يصالحه وأن يدفع له الجزية مقابل أن يطلق لهم هؤلاء الأسرى، فقال عمرو رضي الله عنه: إن ورائي أميراً – اللي هو عمر رضي الله عنه في المدينة – لا أستطيع أن أقضي أمراً بدونه – مقدرش بدون ما أشوره إن أنا أخذ قرار – فإن أحببت أن تكف عني وأكف عنك – نعمل هدنه – حتى أرسل إليه فإن قبل الذي راسلتني به أو أخبرتني به، وإن أمرني بغير ذلك مضيت لأمره.
قال: قد فعلت. فكتب عمرو إلى عمر رضي الله عنه.
الشاهد بقى، يقول زياد بن جزء: وكانوا لا يخفون علينا كتاباً يكتبون به إلى أمراءهم – ده الشاهد اللي نقصده – الكتاب ده اللي سيدنا عمرو كتبه سيدنا عمر أخبره به الخبر قرأه على الجيش كله من أول كده اللواء الركن لحد المسباشي لحد العسكري اللي دائماً يعلقولوا حاجة في صدره، كل الناس دول كلهم عندهم خبر بمضمون الرسالة اللي واصلة من قائد الجيش عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى أمير المؤمنين في المدينة، ولما جه الرد قرأه عليه كلهم، فكلهم على دراية وعلى علم بتفاصيل مجريات ما يحدث.
ده على فكرة حق لهم مش منة حد بيمتن عليهم بها ولذلك لا تكون ثم شورى إلا إذا كان في وعي وإدراك وفهم، فعمر رضي الله عنه كتب كتاب للرد فقال: الجزية تكون لنا ولمن بعدنا من المسلمين أحب إلينا من فيء يقسم ثم يكون لا شيء يعني دلوقتي الجزية ديه حاجة سنوية بتطلع ضريبة سنوية حتدفع تدخل في خزانة بيت المال فيبقى ده إيراد ثابت حتزداد به الموارد كل سنة بيقول ده أفضل من إن احنا نغزوهم عنوة وبعد كنا نأخذ غنائم ونقسمها على الناس وراحت هو بينظر نظر مستقبلي إن ده أنفع لأهل الإسلام بهذا الجيل ولمن وراءه من الأجيال – طيب في النهاية حنعمل إيه بقى – في النهاية هي وبعدين حنعمل..
قال له في النهاية خلاص أقبل إنه يدفع الجزية مقابل إن احنا – هو التاني قال إيه..؟ نرد السبايا اللي احنا سبيناها – قال: لأ، على أن يخيروا يخير هؤلاء الناس ما بين أن يدخلوا في الإسلام أو أنهم يبقوا على دين قومهم ويدفعوا الجزية زيهم – ده بالنسبة لدول – قال: وأما من تفرق من السبي فبلغ مكه والمدينة واليمن فإني لا أقدر على أرده إليه، يعني السبي ده في جزء منه موجود معاك دلوقتي وفي جزء اتفرق فاللي اتفرق ده أنا مش – سيدنا عمر بيقول – أنا مش حعرف أرجعه ولا أن نحب أن نصالحهم على أمر لا نفي لهم به.. احنا ممكن نقوله وبعد كده نقوله والله السبي اللي عندنا والباقين مش عارف راحوا فين، لأ فهو من الأول كده يقول للراجل السبي ده في جزء عندنا حنمضي فيه اللي احنا اتفقنا عليه وفي جزء أنا مش حعرف أرجعهولك، تقبل على هذا أم لا؟ تقبل؟ فالرجل قبل.
فأتوا بهؤلاء الأسارى وبدأوا يقيموهم فيقول زيد بن جزء فكان من قبل منهم الإسلام كبرنا تكبيرة كأكبر تكبير نكبره حينما نفتح القرية يعني احنا فرحنا بدخول الشخص في الإسلام أكثر من فرحنا إن في قرية إحنا فتحناها وحزناه إلينا وإذا لم يقبل تصايحت النصارى وحازوه إليهم ووضعنا عليه الجزية وحزنا عليه كما أنه رجل منا فخرج منا إليهم يعني الراجل ده علشان ما آمنش بالإسلام احنا زعلنا كأن والعياذ بالله ارتد.
فالشاهد اللي أنا عايز أقوله من القصة ديه واللي قبلها إن من حقوق أهل الإسلام أن تكون الأمور الملمة أو الأمور العامة أو الأمور الهامة أو مجريات الأحداث في المجتمع لابد تكون واضحة معلومة بينة، ده حق على فكرة لا منة ولا فضيلة ده حق من الحقوق. من جملة النور اللي ربنا سبحانه وتعالى امتن علينا به.
وبناء عليه إذا كان إحنا عندنا دراية أو رؤية احنا حنبتدي نأخذ مواقف صحيحة بناء على ما وصل إلينا من معلومات ومن رآى صحيحة أما إذا بقيت الأمور في إطار الغبش والضبابية وإطار الغياب والتغيب وإطار التعتيم يبقى احنا لازلنا مسلوبي الحق واحنا علينا أول حاجة ندرك حقوقنا اللي ربنا ادهلنا ديه مش منة من حد أول حاجة ندرك حق اللي ربنا أعطاه لنا ثم نطالب بالحق ده حتى نأخذخ فإذا أخذنا حقوقنا حينئذ صلحت أمورنا أما إذا بقينا لا نعرف لنا حقاً ولا نطالب لنا بحق ستبقى الأمور على ما هي عليه ولا يمكن أن ندرك حقنا إلا إذا رجعنا إلى الأصول رجعنا للكتاب كلام ربنا سبحانه وتعالى لسيرة وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لسير الخلفاء الراشدين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ تتضح لنا الأمور ونكون على بصيرة على نور كما أراد الله سبحانه وتعالى لأمورنا أن تكون نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا بديننا وأن يهدينا سواء السبيل.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.