Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

اتخاذ القرار

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده و رسوله صلي الله عليه و سلم ،

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد ،،،

حديثنا اليوم بعنوان ( اتخاذ القرار ) هذه الكلمة أو هذا التركيب كثيراً ما يستعمل سواء فيما نسمعه أو فيما نذكره و نردده.

كل إنسان يحتاج في لحظات من حياته إلي أن يتخذ قرارات يترتب عليها ما يترتب، ربما تغير مسار حياته أو تحوله من وجهة إلي وجهة، أن يفعل شيئاً أو يقلع عن عادة من العادات أو يغير وظيفة أو يهاجر من محلة إلي محلة، فنحن اليوم مع هذا التركيب اتخاذ القرار، فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ‌.

فنحن اليوم نبحث في هذه الكلمة لنخرج أصلها و نأتي علي قرارها، القرار في اللغة هو كل ما يدل علي معني الاستقرار، أول ذلك حينما نقول أن فلاناً قار النفس أي موسوم بالسكون و الهدوء.

 وهو الذي عبر عنه ربنا تبارك وتعالي في قوله يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ۝ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ۝ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ۝ وَادْخُلِي جَنَّتِي.

يبقي إذاً أول ما يأتي معنا في معني القرار هو قرار النفس، أن يكون الإنسان نفسه موسوماً أو متصفاً بأنه ساكن و هادئ و مستقر.

فحينما يقول ربنا تبارك و تعالي يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ معني الاطمئنان هاهنا كما قلنا السكون و الإخبات و الخضوع لله تبارك و تعالي.

وهي حالة رضى الإنسان عن ربه تبارك و تعالي فهو ساكن مستقر في كل الأحوال التي يقضيها ويقدرها ربه تبارك و تعالي له في حال السعة، وفي حال الضيق، في حال الخير الظاهر وفي حال ما يبدو أنه شر في حال السراء و في حال الضراء، هو في كل الأحوال ساكن مطمئن مستقر راضي بما يقدره ربه تبارك وتعالي لأنه مطمئن وساكن لرحمته و لطفه و حكمته تبارك و تعالي.

يقول الله تبارك وتعالي فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا هو يتحدث هاهنا سبحانه و تعالي عن ما سماه العلماء ( بصلاة الخوف ) حينما يكون هناك احتمال لقتال مع أعداء حاضرين جعل الله تبارك وتعالي للصلاة هاهنا صفة خاصة ثم أمر أهل الايمان إذا أذهب الله سبحانه وتعالي عنهم الخوف، فاطمئنوا أي سكنت قلوبهم واستقرت، أن عليهم أن يقيموا الصلاة بتمام حضورها وخشوعها كما يريدها الله تبارك و تعالي.

وقال الله سبحانه وتعالي وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي مزيد من السكون والطمأنينة والثقة ومزيد الإيمان بقدرة الله تبارك وتعالي هو آمن إيمان الغيب، فهو يريد أن يزداد سكوناً و اطمئناناً و استقراراً بأن يري عين اليقين، قد تكلمنا قبل عن أن هذا اليقين علي مراتب ثلاث :

الأولى : علم اليقين أن الإنسان يؤمن بالشيء الغيبي إيمان يقينياً مستقراً.

الثانية : عين اليقين أن يري الإنسان بعينيه ما آمن به علي غيب.

الثالثة : حق اليقين أن يعايش الإنسان ويلابس ويحيى الشيء الذي قد سبق أن رآه بعينه.

كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ۝ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ۝ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ

قال الله تبارك وتعالى إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ۝ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ، يبقى إذاً زي ما قلنا الاطمئنان هو السكون النفسي قال الله تبارك وتعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ فهو يخبر سبحانه وتعالى عن أن أهل الإيمان يحدث لهم الإطمئنان أي السكون والهدوء والإستقرار متى..؟

إذا كانوا ذاكرين لربهم تبارك وتعالى ثم قال سبحانه أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ  يبقى إذاً السكون والاستقرار النفسي لا يكون إلا بأن الإنسان يكون في حالة من الذكر لله تبارك وتعالى والذكر ليس مجرد أن الإنسان يردد كلماتٍ بلسانه.. الذكر أن يكون اللهُ تبارك وتعالى على باله وفي ذاكرته وفي ذهنه طيلة يومه، ولذلك قال الله تبارك وتعالى اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وقال تعالى وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي إنما أقيمت الصلاة أو جعلت الصلاة لكي يكون العبد ذاكراً لله تبارك وتعالى معظماً لله تبارك وتعالى في قلبه.

يبقى إذاً أول معاني القرار الاستقرار النفسي، الهدوء، والسكينة وسيأتي معنا علاقة ده بإتخاذ القرار.

طيب القُرّ في اللغة : المكان المستقر، والقُرّارة بقية الطعام الموجود في الإناء بعدما نغترف منه ما نريد، أو الأكل اللي لازق في قعر الحلة مابيطلعش يبقى ده مستقر في مكانه قال الله تبارك وتعالى عن عيسى عليه السلام وأمه وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ربوة مكان مرتفع ذات قرار فيها ماء مطمئن مستقر والماء ده ماء معين، أي ماء طيب قال تعالى لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لكل نبأ كل خبر ربنا سبحانه وتعالى بيخبر به له مستقر أي له غاية ينتهي إليها لابد أن يكون واقعاً كائناً كما أخبر الله تبارك وتعالى في الأجل الذي يقرره الله تبارك وتعالى  سواءً في أمور الدنيا أو في أمور الآخرة وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ مكان لا تتجاوزه تستقر عنده وقتاً ومحلاً أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ۝ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ مستقر المكان اللي حينتهوا إليه عياذاً بالله أو يستقروا فيه مابيتحركوش عنه قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ۝ قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ وقال تعالى وَقَرْنَ مخاطباً النساء، نساء النبي صلى الله عليه وسلم وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى يبقى قرن هنا بمعنى إيه؟ معنى الاستقرار، السكون مفيش المحبة للخروج الكثير، ماهو السكون ده حيتم كفعل ظاهري إذا ماكنش في قرار نفسي في البيت يعني البيت يكون وضع مستقر وضع هاديء وضع فيه طمأنينة فتسكن نفس المرأة حينئذٍ وتقرّ في البيت.. لو مكنش؟ لو مكنش هو محل استقرار يبقى إذاً عمره ما حيكون مكان قرار ولذلك لا يكون قراراً إلا إذا كان مكان سكينة وطمأنينة.

القارورة : قارورة الشيء الذي يقرّ فيه الشراب، ويكون من زجاج يبقى لازم حاجتين زجاج صافي، وبيقرّ أي يستقر فيه الشراب، ولذلك حدقة العين بيسموها في اللغة قارورة ليه؟ لأنها صافية صفاء الزجاج، يبقى ده حيستقر فيه الشراب ويبقى صافي ربنا سبحانه وتعالى يقول اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ذكرنا الكلام ده قبل كده وذكرنا إن ربنا سبحانه وتعالى وصف قلب الإنسان المؤمن بهذا الوصف لأنه متصف بالصفاء والشفافية والرقة والصلابة.

ثلاثة أوصاف، يبقى ربنا سبحانه وتعالى شبه قلب المؤمن بالزجاجة لأن فيه ثلاثة صفات صافي وشفاف، رقيق، ليس فيه غلظ، وصلب لا يتخلى أو لا يتنازل أو لا يداهن في دينه، الضغظ عليه لا يؤثر فيه بل يبقى ثابتاً ملازماً لما يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه.

طيب بما إن هذا هو معنى القرار يبقى لما نقول اتخاذ القرار يبقى كلمة القرار دي معناها إيه؟

الشيء اللي هينتهي به الإنسان للاستقرار يبقى القرار هو الخطوة أو التحول أو التحرك اللي هيؤدي بالإنسان أو هيؤول به في النهاية لوضع الاطمئنان والاستقرار.

طيب هذا القرار كيف يصل الإنسان إليه؟

يصل إليه عبر الاتخاذ يبقى إحنا عندنا كلمتين اتخاذ القرار، القرار ده زي ما قلنا هو النهاية أو الغاية أو النتيجة النهائية اللي حتحقق لي أو حتحقق لنا الطمأنينة والسكينة والاستقرار بحيث منحبش أو منرجوش أو منطلبش إن إحنا نتحول عنه بعد كدا، طب دا حيتم إزاي؟ حيتم عبر الاتخاذ، ايه معنى الاتخاذ؟ تكلمنا عن الكلمة ديه قبل كدا حينما ذكرنا قول الله تبارك وتعالى وقَالَ الرَسُولُ يَا رَبِ إنَّ قَومِي اتَخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُورَاً وقلنا أن العبارة ديه في ظاهرها مش متسقة ليه؟ لأننا قلنا أن الهجران معناه الإهمال، والاتخاذ فيه معنى الاعتناء والاجتباء والاصطفاء، لما تقول أن المرأة اتخذت قلادة يبقى هي اصطفت واجتبت شيء تقتنيه وتعتني به وتفتخر به وتتزين به أمام النساء والرجال ولذلك قال الله تبارك وتعالى ولِيعْلَمَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَخِذَ في غزوة أحد وَيَتَخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ بيصطفيهم، هيرتقوا ويعلوا، فكلمة الاتخاذ دي أن ربنا اصطفاهم واجتباهم، مَثَلُ الَّذِينَ اِتَخَذُوا مِنْ دُوْنِ الله أَوْلِياءَ كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اِتَخَذَتْ بَيْتًا اجتهدت في عمله، ليه؟ عشان دا اللي حيوفر لها الحماية والسكن وَإنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَو كَانُوْا يَعْلَمُونَ يبقى إذا كلمة الاتخاذ فيها معنى زي ما قلنا الاصطفاء والاجتباء ومزيد الاعتناء، يبقى أنا عشان اتخذ قرار، سأخذ خطوة تؤدي بي إلى الاستقرار لابد أن أنا آخذ لها مقدمات تؤدي بي إلى النتيجة دي، يبقى أنا سأُعْمِل ذهني، سأناقش مجموعة من البدائل، سأفكر، سأستشير، سأستلهم الهداية من الله تبارك وتعالى، سأبذل جهد كبير عشان يؤدي بي في النهاية للاستقرار، يبقى إذاً الكلمة دي ( اتخاذ القرار ) لابد كما قلنا أن القرار دا استقرار عايز اوصل له ومش حاوصل له إلا إذا أخدت بأسبابه كما ينبغي، طب إيه العلاقة بين اتخاذ القرار وبين قرار النفس اللي إحنا ذكرناه أولاً؟ أن هو فيه نفسية مؤهلة لاتخاذ القرار، اللي هي فيها الصفاء والشفافية وفيها السكون والقرار، لأن الإنسان لو مضطرب النفس مش مستقر لا يمكن أنه يتخذ قرار سليم في حياته، الإنسان اللي معندوش شفافية بحيث أنه يتقبل النور، أنا ازاي دلوقتي اخد قرار، لازم يكون عندي أُسُس لاتخاذ القرار الصحيح، إيه الصح وإيه الغلط، إيه الخير وإيه الشر، سأستلهم دا منين؟ سأستلهمه من ربنا سبحانه وتعالى، لذلك ربنا لما ذكر النور  في الآية التي ذكرناها الله نُورُ السَمَاوَاتِ وَ الأَرْضِ ربنا يتكلم عن النور الآلهي، نور القرآن والنفوس التي تستقبله فقال أن القلب الذي سيستقبل النور الآلهي لازم يكون فيه الصفاء ده وإلا هو لو مفيهوش الصفاء ده مش حيقدر يرى النور على حقيقته، فلازم يكون القلب صافي وشفاف زي الزجاجة النقية ولذلك ربنا قال كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاح لمبة الجاز ديه عشان تنور لازم تكون صافية بحيث الضوء اللي جوا  البسيط ده يظهر أثره بره ونقدر ننتفع بيه ونستفيد.

 يبقى إذاً قرار النفس واستقرارها هو الأساس الذي سيؤدي إلى اتخاذ القرار الصحيح أو السليم، خلاصة اللي احنا قلناه دلوقتي القرار معناه الاستقرار والهدوء والاطمئنان، بيجي منين؟ بيجي من إن الإنسان يكون ذاكراً لله تبارك وتعالى، هذا الذكر وهذا الاتصال بالله حيؤدي أول شيء إلى اطمئنان النفس وسكونها، حيؤدي إلى وضوح الرؤية للإنسان ما يمكنه من أن يأخذ آليات صحيحة لاتخاذ قرار صحيح حيؤدي بيه في النهاية للاستقرار والهدوء والطمأنينة بحيث أنه لا يحتاج في كل وقت أن يتحول من وجهة إلى وجهة، من ناحية إلى ناحية ومن قرار إلى قرار، فلا يتحقق الاستقرار إلا إذا الإنسان أخذ مسلك صحيح لاتخاذ القرار.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ،

الحمد لله رب العالمين،

 استخار فتَقَارَ، تقار يعني استقر واسختار أي استخار الله تبارك وتعالى فاستقر، دلوقتي احنا بنتكلم على إيه؟ على اتخاذ الإنسان للقرار، أعظم حاجة تُوَجه الإنسان للقرار الصحيح أن يستمد وأن يعتمد وأن يرجع إلى الله تبارك وتعالى، ولذلك يقول جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه وعن أبيه وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً في الحديث الصحيح : كَانَ رَسُولُ الله صَلَى الله عَلَيهِ وَسَلَمَ يُعَلِمُنَا الإِسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلْهِا كَمَا يُعَلِمُنَا السُورَةَ مِنَ القُرْآنَ، حينما يعلم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بيعطي هذا التعليم القرآني مزيد اعتناء واهتمام ويضبط تمامًا الحروف والألفاظ فبيعلمهم الإستخارة زي ما بيعلمهم السورة من القرآن، يبقى الكلمات ديه النبي صلى الله عليه وسلم بيعطيها مقدار من القدر والتعظيم والقصد لحروفها وكلماتها بحيث لا يمكن تبديلها ولا تغييرها كما يعطي هذا القدر من الاهتمام بكلمات القرآن التي تنزل بها جبريل عليه السلام من لدن المولى تبارك وتعالى على قلبه صلى الله عليه وسلم  فيقول : ” إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ ” ،عايز يتخذ قرار يعمل ايه؟ ” فَلِيَرْكَعَ رَكَعَتَينِ مِنْ غَيِرِ الفَرِيضَةَ ” أي ركعتين من السنن أو النوافل، وبعدين؟ ” ثُمَّ يَقُولَ “هذه الكلمات التي جعلها صلى الله عليه وسلم من العناية والاهتمام كما في كلمات الله تبارك وتعالى في كتابه ” يَقُولُ اللَّهُمَ إِنِي اَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ واسْتَقدِرُكَ بِقْدْرَتِكَ وأسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ فَإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ وأنْتَ عَلَّامَ الغِيوبِ، اللّهُمَ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأَمْرُ ” وهيسمي بقى الحاجة اللي هو عايز يعملها أو عايز يقدم عليها، القرار اللي هو هيتخذه ” اللَّهُمَ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأَمْرُ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي ومِعَاشِي وعَاقِبَةُ أمْرِي فاقْدِرْهُ لِي ويَسِرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكُ لِي فِيهِ “.

” اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ ” هنا تسمي حاجتك ” خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي اصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ ” يبقى دلوقتى أنا عايز اتخذ قرار و أنا مش عارف هذا القرار اللى أنا هاتخذه الشىء اللى أنا مقدم عليه هيكون فعلاً ده الخير و لا لأ هأعمل إيه؟ النبي صلى الله عليه وسلم بيعلمنا ويوجهنا إن إحنا إذ همنا أمر أو عايزين نتخذ قرار أعظم حاجة نعملها أن نلجأ إلى الله تبارك وتعالى المقدمة أن إحنا نصلى الصلاة التى ستعطينا معنى الحضور ومعنى الخشوع بين يدي الله تبارك وتعالى عشان يبقى الدعاء فيه معنى الصدق والتفاعل والتأثر فأنا هاقول إيه؟ اول حاجة ” اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ” أستخيرك اطلب من الله، مفيش أعظم من كده اطلب من الله سبحانه و تعالى أن يختار يبقى في النهاية أنا بأوكل لمن القرار؟ لربنا سبحانه وتعالى هو اللى هيوجهنى بإتجاه القرار الصائب الصحيح السليم ” اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ ” أن تختار لي بِعِلْمِكَ، أنا بأستخير ربنا ليه؟ لأن ربنا سبحانه وتعالى هو الذى يعلم و نحن لا نعلم العلم بمآلات الأمور، أنا دلوقتى هاخد خطوة الخطوة دي قدام هتبقى كويسة و لا لأ هتبقى خير ولا شر قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَاللهُ يَعلَمُ وَأنتُمْ لا تَعلَمُونَ ” اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ ” أطلب منك أن تختار لى وده مش طلب عشوائي طلب مبني على أصل مبني على إن فيه حاجة اسمها العلم الإلهى العلم الملم بكل شىء وفيه حاجة اسمها الجهل والقصور الإنساني ” اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ” إذا استخرت الله سبحانه و تعالى أبتغي من علمه سبحانه أن يبين لى وجه الصواب أو قذف فى قلبي وجه الصواب وماذا بعد؟ إن ممكن مقدرش أعمله لأن الإنسان محدود القدرة، الإنسان عاجز ضعيف لولا مدد ربنا سبحانه وتعالى له.

ولذلك بعد ما استخير ربنا يعمل إيه؟ النبى صلى الله عليه وسلم علمنا نقول ايه؟ ” وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ” يبقى أنا باطلب من ربنا مدد العلم ومدد القدرة، يوجهني أعرف ثم يعطني القدرة أن أفعل أنا مأقدرش أعمل حاجة إلا بالتوفيق والسند والمدد الإلهي ” وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ  ” الرحمة والعناية من الله تبارك وتعالى أن ربنا سبحانه وتعالى يغمرنى فى فضله ورحمته ونعمته، ثم يؤكد هذا الْعَظِيمِ ” فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ” يبقى إذاً الإنسان بيتبرأ من حوله و قوته إلى حول الله تبارك وتعالى وقوته حينما نقول لا حول ولا قوة إلا بالله معناها إيه؟ معناها إن الإنسان ميقدرش يتحول من حالة الى حالة ميقدرش ينتقل من وضع إلى وضع إلا بعد عون الله، ولن يملك القوة إلا إذا أعطاها الله تبارك وتعالى له لا تحول عن حال سيء إلى حال جيد ولا قدرة عن هذا التحول ولا قدرة على الاستمرار بوضع طيب إلا بحول الله تبارك وتعالى ولذلك هذه الكلمة كنز من كنوز الجنة، من أكتر الحاجات التى تعين الإنسان على نيل الجنة، فالإنسان عشان يوصل للجنة لازم يتحول من وضع التقصير إلى وضع الطاعة وإلى وضع الاجتهاد لوضع القرب سيتم ذلك بعون الله بس الواحد عشان مش بيهتم بالكلام بيقول اى حاجة ( لاحول الله ) الكلمة دي معناها إيه؟ بتتقال كده بلا ترجمة للمعنى لذلك لا تؤتي الثمرة لأنها مش بتترجم زى بعد الصلاة قلت أستغفر الله لو أنا مش مستحضر معنى الاستغفار مش هيجيب نتيجة و لا هيجيب قبول ولذلك فإن على بن أبى طالب رضى الله عنه لقي واحد ( بيصوصو ) زينا بعد الصلاة فقال يا هذا أن استغفارك يحتاج الى استغفار الاستغفار اللى بتعمله ده أنت عايز تستغفر ربنا منه لأنه يدل على حالة من اللامبالاة أو عدم الاكتراث بطلب المغفرة من الله، ” فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ ” هنا تسمي حاجتك ” خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ” هنا أتى ذكر الدين و الدنيا والآخرة وقدم الدين الأول لأن لو حاجة فيها مصلحة دنيوية نراها مالية مثلاً منصب مثلاً هيأتي على حساب دين الإنسان أو على حساب آخرته ده مش خير ولذلك قال ربنا سبحانه وتعالى وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ الإنسان ربما يظن أو يتوهم أن الحاجة فيها خير بس هي مش كده عايز تتوجه وجهة أو تتخذ قرار هو شايف أن ده فيه مصلحة بس هو مش كده ربنا سبحانه و تعالى هو الذى يعلم الخير فين فعلاً ” خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ” تقدير ربنا أن الشىء يكون مفهوش مشقة كتير ممكن ربنا سبحانه وتعالى يقدر للإنسان الحاجة و يوصلها بس بمشقة كتير و عناء كتير و جهد كتير أنا مش بس باطلب من ربنا أنه يقدر لي الشيء لأ، يخليه سهل و ميسر أنا متعبش أوى عشان أوصله وبعدين

” ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ” البركة هي الاستقرار و النمو، ده بركة ولذلك البركة حاجة أهم من الكم ممكن يكون مقدار كبير من الفلوس بس من غير بركة، ومقدار أقل بس ربنا يجعل فيه البركة و يصرف عنه مواطن الشر و السوء فالبركة استقرار الخير ونماء الخير وارتقاؤه ” فَاقْدُرْهُ لِي اول حاجه وَيَسِّرْهُ لِي ” اجعله ميسراً تاني حاجة ” ثُمَّ بَارِكْ لِي ” بعد كده اجعل فيه البركة ” وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي اصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ” اصرفه عنى، يعنى ربنا يبعده ( مايجيش فى سكتي )، اصرفني عنه، أنه أحياناً الإنسان يتعلق قلبة بشيء، الشيء هذا لست خير بالنسبة له، لكن هو يره خيراً أو ( هي طلبتها ) أنا خلاص قلبي تعلق بالحاجة دي، فاطلب من ربنا عز وجل أن يصرف عنى فقط هذا الشيء، يخلي قلبي ينصرف عنه علشان ( مافضلش ) أنا أجرى وراه، الحاجة ممكن ما تخلصش وتبعد ولكن يفضل قلبي متعلق بها وعندي حالة من الحسرة على فوتها، بل شيء من الاعتراض على الله عياذاً بالله، إن ربنا مش بيسر لي الحاجات اللي أنا عايز أو الحاجات اللى أنا بحبها ممكن ماتكونش خير، القضية كلها مبنية على ثقة الإنسان فى ربنا سبحانه وتعالى، وإن ربنا لابد أن يختار للإنسان المؤمن ماهو خير له وأفضل فى الأولى والآخرة ” فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، ثم اقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ” أن كان ممكن يكون الشئ مش ضمن الأشياء اللى أنا بطلبها فربنا عز وجل ييسر لي الخير ده ” ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ” الإنسان ممكن ربنا عز وجل ييسر له الخير فعلاً ويقدمه له بس الإنسان لقصور عقله يظن أن هذا ليس خيراً، فيبقى هو متسخط على الله فيما كان يستوجب فيه الحمد والثناء على الله فى كل حال ( زي لو أنت عندك طفل صغير وحرارته عالية وضرورى لازم حقنة هو يبقى شايف اللى أنت بتعذبه وأنت بتكرهه مش بتحبه لأن أنت تؤلمه بالحقنة دي ،بس في الحقيقة حياته وبقائه وعدم تلف خلايا دماغه متوقف على الحقنة دي بس هو مش شايف، وده كتير أوى حال الإنسان مع ربنا سبحانه وتعالى إحنا عشان مخنا صغير أحياناً تبقى الحاجات الخير ورحمة من ربنا جداً بس إحنا مش شايفين منها إلا الشكل، الطفل الصغير هو مش شايف من الحقنة إلا الشكة هى وجعته وآلامته هو مش شايف شفائه ومش شايف بقاء حياته مش شايف صحته في الحقنة ) وهذا هو الفرق ما بين العلم الإنسانى المحدود والعلم الإلهي الغير محدود وهذا لن يكون إلا بالثقة، ثقة الإنسان في الله ولذلك دعاء الإستخارة كله مبني على الثقة واطمئنان الإنسان وركونه إلى الجانب الإلهى.

إن الله عز وجل سوف يوفقه ويختار له الخير، لكن أحياناً أنا أكون مش شايف ولذلك ممكن أظن الشيء شر وهو خير، أحياناً أستخير في موضوع وبعدين أمشى فيه، ممكن أن ينشرح صدري له وامشي فيه، ما علامة أن الاستخارة آتت أَكلها؟ إن الموضوع اللي أنا ماشي فيه يتيسر، أو أحياناً يقف بشكل غير طبيعى ( في كعبلات كتير مش طبيعية )، أو إن الإنسان يجد انشراح صدره لهذا الشيء أو عكسه يبقى هذه علامة، لأن هناك كثير من الناس يظن أنه لازم ينام ويرى رؤية ( لا مفيش الكلام ده )، الاستخارة نتيجتها أن الموضوع يمشى أو يقف، انشرح له أو انقبض منه، ممكن أحياناً أمشي، والموضوع بعد ما يمشي شوية يطلع أنه مكعبل أنا مثلاً دخلت فى مشروع ( كانت مشية الدنيا حلوة وبعدين قفلت وخسرت الفلوس )، هذا في النهاية إن حصل هذا هو الخير لأنه فى النهاية ممكن يكون تقدير ربنا عز وجل لشيء من الابتلاء للإنسان خير كان محتاجه لكي يقترب من الله سبحانه وتعالى أكثر يكفر عنه سيئات لم تكن لتحط عنه إلا بهذا، يرفع درجته عند ربنا عز وجل، ولكن في النهاية الخير هو الذي يختاره الله سبحانه وتعالى وهو يقدره، عرفت ذلك أو لم أعرفه.

إذاً الذي تكلمنا عنه اليوم تكلمنا عن اتخاذ القرار وقولنا أن القرار هو الوضع الذي أستقر فيه، يعطيني الاستقرار والطمأنينة، ولذلك لو طبقناً هذا المعيار على ( اللي إحنا بنعمله ) أو على أكثر الأشياء التى نستخدم فيها هذة الكلمة كل ( اللي إحنا بتكلم عليه اتخاذ قرار مش اتخاذ قرار خالص ولا يؤدي إلى الاستقرار ولا الطمأنينة ولا للهدوء ولا للسكينة، هذا من حيث المآل والنتيجة، وفى الاتخاذ أو الأخذ بالأسباب لا نحن نتعمق في الفهم ولا تستلهم من الله سبحانه وتعالى ولا نسترشد بهداية الله ولا بنأخذ كل الجوانب والبدائل ( ونقلبها )، لا فيه اتخاذ ولا فيه قرار، وعشان يكون فيه اتخاذ قرار يجب أن يكون فيه قرار نفسى، استقرار عند الإنسان هدوء وسكون، الحاجة الثانية : يحصل اتخاذ، أن الإنسان يأخذ بأسباب الوصول للرشاد قدر الإمكان حتى يؤدي به إلى الاستقرار الذى هو القرار، ولا يتم هذا إلا بالاستخارة، لجأ الإنسان إلي الله سبحانه وتعالى ثقة منه فيه سبحانه، وأن نهتم بهذه الكلمات، النبي صلى الله عليه وسلم جعل الكلمات هذه فى الأهمية ككلمات القرآن، لأنه كما ذكرنا كل كلمة منها لها معني إيماني ومعني استقرار في قلب الإنسان.

 إذاً فنحن لن نصل إلي القرار، لن نصل إلي الرشد إلا بالاستلهام والاستمداد واللجأ والاستخارة لله عز وجل، ولذلك كان في كلام العلماء ( ما ندم من استشار الخلق واستخار الخالق ) ربنا سبحانه وتعالى قال  وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ استشر الناس اللي عندها شيء من العلم والدراية، وفي نفس الوقت مع العلم والدراية لازم يكون فيه شيء من الثقة لازم الشخص اللى أنا بستشيره ابقى عارف أنه يحب لي الخير أولاً لكى ينصحني، النصيحة هي حد بيحب لحد الخير فعايز يوصله للخير، الشيء الثاني، ترى أنه عنده عقل ونضج وفهم وحكمة.

 المرة اللي فاتت تكلمنا عن الحكمة، استلهام الإنسان أو استمداده للحكمة والخبرة والتجربة، أنه ماينفعش الشباب يضيعوا حكمة الكبار، ومع الاستشارة، وأعظم منها الاستخارة، أن ربنا سبحانه وتعالي هو الذي عنده العلم والفضل والذي عنده الرحمة، وهو الذي يملك القدرة وهو سبحانه وتعالي الذي لا يريد بالعبد المؤمن إلا كل خير ورحمة وبر يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ۝ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ۝ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ هذه إرادة الله سبحانه وتعالي للإنسان، الهداية والرحمة والتخفيف ورفع الحرج وإيصال الإنسان لكل خير في المعاش وفي المعاد، في الأولي والآخرة، في الدنيا والآخرة، نسأل الله سبحانه وتعالي أن يلهمنا أرشد أمرنا.

اللهم ألهمنا إلى أرشد أمرنا، اللهم ألهمنا إلى أرشد أمرنا، اللهم ألهمنا إلى أرشد أمرنا

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا

إذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحيك وحب عملاً يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.