Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

استجيبوا لربكم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لهن وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ثم أما بعد ،،،

كنا في حديث عن حقائق الإيمان وخلونا نحاول أن نخرج قليلاً من النمط الروتيني الذي نتعامل به مع الأمور دائماً، نحن قلنا أن ربنا سبحانه وتعالى إنما يخاطب بهذه الحقائق، إنما يخاطب بها القلوب، فنحن لدينا الكلام الإلهي العظيم المنزّل، وقلوب تُخاطب بهذا القرآن، قال الله تبارك وتعالى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى فـ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لماذا ” ذلك ” ولم يقل ” هذا ” متى تقول ” ذلك ” ومتى تقول ” هذا ” ربنا سبحانه وتعالى يقول في وصف القرآن إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى عبرة وعظة وتأثير لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ المخاطبين بالقرآن شخصين فقط، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى القرآن قريب أم بعيد؟ القرآن قريب، فمن المفترض أن يُقال ” هذا ” فلماذا ” ذلك “؟ عندما تتكلم عن شيء عالي القدر والمقام رفيع الشأن تذكر اسم الإشارة الدال على البعد، فهنا ذلك ليس معناه أنه بعيد، ولكن معناه أنه عالي إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ينبض، فإن لم يكن كذلك؟، أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ شيئان؛ إلقاء السمع وهو الإصغاء، والشهادة أن يستدعي الشخص قلبه معه، أن يستدعي الشخص قلبه معه، ما معنى شهيد؟ أي قلبه حاضر، فالإنسان من الممكن أن يكون حاضراً ببدنه ولكن قلبه غير موجود.

النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ذكر الذين امتنّ الله عز وجل عليهم بأن أظلّهم في ظلّ عرشه حين تدنو الشمس من الرؤوس ويغرق الناس في عرقهم، قال ” ورجلق قلبه معلّق في المساجد ” قلنا هذا مراراً، ما معنى قلبه معلّق في المسجد؟ أي مثل النجفة،،، قلبه معلّق في المسجد؛ أي أنه يشعر بقلبه، وقلبه ينبض عندما يكون في بيت الله سبحانه وتعالى حيث الطاعة والعبادة والسكينة والطمأنينة، وعندما يخرج من المسجد يترك قلبه هنا، هو يعلّقه هنا، يخرج خارج المسجد لأن الخروج ضروري، لأن كثير من متعلّقات حياته في الخارج، ولكن أين قلبه؟ هنا، فعندما يأتي إلى هنا الإنسان يلتئم، وعندما يخرج لا يكون ملتئم، لأنه يوجد شيء أساسي منه غير موجود معه هو تركه هنا.

في الغالب نحن نكون عكس ذلك، ولذلك نأتي إلى الصلاة ونحن في الخارج على الحقيقة، ولذلك يكون صعباً أن نركّز في الصلاة، لأن القلب في الحقيقة أين مكانه؟ مع الشواغل المسيطرة عليه في الخارج، فهذه هي الصورة العكسية لما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ فإذا لم يكن كذلك هل يستطيع أن يحضره؟ نعم أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ يفرغ قلبه من أي شيء إلا الكلام الذي يخاطبه به ربنا سبحانه وتعالى وحينئذٍ يتأثر هو به، فإن لم يكن كذلك؟ ولذلك دائرة السماع واسعة، واسعة،، ودائرة الانتفاع ضيقة، لماذا؟ لأن هذه الشروط غير موجودة.

فنحن قلنا أن ربنا سبحانه وتعالى أول ما خاطب الإنسان خاطبه خطابين، خاطبه خطاب شهادة قديم، وخاطبه خطاب تذكير حينما أخرجه إلى هذه الأرض.

الخطاب الأول هذا قديم جدّاً، موجود بداخلنا لكننا لا نتذكّر المشهد وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ – كلهم – مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا فهذا موجود بداخلنا، عبّر عنه صلى الله عليه وسلم بالفطرة، وهكذا هي في كتاب الله فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ” كل مولود يولد على الفطرة ” ثم خاطب الله تبارك وتعالى الإنسان حينما ذرأه إلى هذه الأرض، خاطبه بالتذكير بهذا المعنى الأول الأساس، أن هناك خالقاً عظيماً وأن كل ما سواه مخلوق،، فأول شيء نؤمن به، نؤمن بالخالق، فكيف نؤمن بالخالق؟ هذا ما نتكلّم عنه، الناس كلهم مؤمنون بالخالق – إلا اللي بيغلّس – في الحقيقة كل الناس مؤمنة بالخالق، حتى الشخص الذي يدّعي الإلحاد – هو بيغلّس بس – لأنه يعرف أن هذه القضية لها مترتّبات لا يريد أن يلتزمها ولا يريد أن يكون لأحد عليه حجّة ولذلك فهو لا يوجد، ولذلك قال الله تبارك وتعالى في سورة سيدنا إبراهيم قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي الله شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فهم إلام يدعونهم، يدعوهم بالرجوع إلى الله، للتوجّه إلى الله، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى قال فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ وقلنا أن كلمة ” ذكّر ” هذه أي أنك تقول لي شيء أنا أعلمه، لا أجهله، ولكنه تاه عني، في ظل الحياة التي نعيشها، في ظل الغفلة، والنسيان والمشاكل والضغوط والسعي وراء مطالب النفس، وملاذ الشهوات، في ظل هذه الضوضاء يأتي شخص ربنا سبحانه وتعالى يرسله لأجل هذه الرسالة، لكي ” يذكّر ” فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ۝ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ يذكّر بماذا؟ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ۝ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ۝ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ۝ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ۝ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ۝ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ فهنا التذكير بماذا؟ بحقائق العظمة هذه.

هل هذه القضية قضية مجحودة؟ نحن قلنا الجمعة الماضية أن ربنا سبحانه وتعالى ذكر في عديد من المواضع في كتاب الله أن المخاطب مقرّ بهذا أصلاً، ولذلك نحن قلنا لماذا يذكر ربنا هذا مع أنه مسلّم وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ وقلنا أن هذا ليس مجرّد إثبات أن الخالق هو الله، موصوف بالعظمة بالعزّة وبالعلم وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ

قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ الله فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ۝ فَذَلِكُمُ الله رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ۝ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ الله بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ۝ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ الله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ۝ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ الله قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ۝ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ الله تَعَالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ۝ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ الله قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ كل هذه الأسئلة التقريرية لأناس سيضعون رؤوسهم في الأرض وتقرّ بهذا.

إذاً لم تكن القضية أن الناس تقول أن هذا الكلام موجود، إذاً ربنا سبحانه وتعالى ماذا يريد منّا؟ يريدنا أن نؤمن بهذا، هناك فرق بين الإقرار وبين الإيمان،، الإقرار أن تقول ” اه مظبوط صح ” حقيقة عقلية أنت مدركها وتعبّر عنا بلسانك، والحقائق لا يمكن للإنسان أن يلغيها، لا يقدر أن يلغيها، ربنا سبحانه وتعالى يقول في ذكر فرعون وملائه وموقفهم من الآيات العظيمة التي أرسل الله بها سيدنا موسى، قال وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ لم يقروّا أو حتى آمنوا بل أيقنوا بصدق هذه الآيات، فالآيات من القوة،، فهي شيء يخترق القلب مباشرة، لا يستطيع الإنسان أن يقف في طريقه، لكنه يستطيع أن ينكره بلسانه، يستطيع بلسانه أن ينكره، ” وجحدوا ” الجحود أن الشخص ينكر الشيء الذي هو مستقرّ عنده، فلماذا يفعل ذلك؟ ظُلْمًا وَعُلُوًّا إرادة العلو في الأرض ستمنع الإقرار، لأن هذا الإقرار له لوازمه.

لذلك قال موسى عليه السلام لفرعون قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا قال تعالى بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ۝ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ما معنى ذلك؟ هو الآن يسأل سؤال الإنكار أو الاستبعاد، أن يوم القيامة هذا غالبا لن يأتي، فلماذا يفعل ذلك؟ لأنه غير مصدّق؟، فربنا سبحانه وتعالى يقول لا بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ذكر القيامة ووجودها أما ناظريّ يتعبني لأنني أريد أن أسير في طريق معيّن هذا الطريق إذا كان القيامة أمامي لن أستطيع ان أسير فيهان أو سأسير فيها وأنا تعبان لأن هذه الطريق سترديني ستحرمني من الجنة وتذيقي حرّ النار عياذا بالله.

فأنا أريد أن أحل هذه المشكلة ماذا أفعل؟ ألغي هذا، لكي لا يتعبني بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ۝ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ولذلك قال تبارك وتعالى أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ فلا يوجد احتمال آخر، إما خلق بلا خالق، وهذا ممتنع، وإما أن يكون أوجدوا أنفسهم وهذا أكثر امتناعاً، لأننا كنّا عدم أصلاً، – طب بلاش دا – أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ لأن خلق السماوات والأرض أعظم وأعظم وأعظم لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ أما بالنسبة لربنا؟ أكبر من حيث الصفة، أما عند الله فالكل سواء إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فقط، ” أكبر ” هذه في حقيقته، في وصفه، في طبيعته، وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ أهون هذه بالمنطق، ليس بالحقيقة، فهذا ” كن ” وهذا ” كن ” لا يوجد فرق، لكننا نحن بالمنطق الذي أراد ربنا أن يعلّمنا إياه – وهذه من عظمة الدين أنه بنى عندنا منطق عقلي تستطيع أن تفكّر بهن تستطيع أن تتعامل به مع الأمور – الموجد للشيء أو المنشئ له أول مرّة يسهل عليه أن يعيده، أسهل من أن يفعله لأول مرّة، عندما تكرر فعل أنت فعلته أسهل من أن تخوض التجربة لأول مرة، فهذا شيء منطقي، ولذلك قال تعالى وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ أما في الحقيقة هل هو أهون؟ كلاهما سواء، قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا وزكريا عليه السلام يرى أن هبة ربنا سبحانه وتعالى له الولد على انقطاع السبب بكبر السن وعقم المرأة شيء صعب وبعيد، فربنا سبحانه وتعالى يقول قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ فهذه إرادة ربنا سبحانه وتعالى ” صعب، وبعيد ” هذه بالنسبة لمن؟ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ هو ليس هيّن، هو على ربنا فقط، هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا فهل خلق الإنسان العادي، الخلق الطبيعي في الظروف والأسباب الطبيعية التي اعتدناها، هل هذا شيء عادي وطبيعي أم هو إعجاز وعظمة؟ هو كذلك، ولكن بالنسبة لنا الذي نعتاده نعتبره عادي، والذي لا نعتاد عليه نعتبره غريب، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى من عظمته وحكمته وضع هذه القصة وهذا الحدث في طريق خلق المسيح، هذا مقدّمة لهذا، لكي عندما يرى الناس الشيء المستغرب نوعاً ما، فعندما ترى الأمر الذي تستغربه أكثر يكون هذا مهيّئ لهذا، هذه مقدّمة لهذه في الخلق وفي القرآن، فربنا سبحانه وتعالى في سورة مريم ذكر قصّة خلق يحيى وبعدها قصّة خلق عيسى، فهذه أقرب في المنطقيّة، فنحن نرى أشياء تشبه لها أحياناً، لكنّ هذه لا نرى مثلها تماماً.

فهذه أو هذه أو الخلق العادي الطبيعي الذي يخلق به ربنا البشر هل يوجد شيء من هذا هيّن أو سهل؟ هي كلها عظيمة ولكن بالنسبة لربنا سبحانه وتعالى مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ ربنا لم يقل ” إن ذلك يسير ” لا، قال إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ

إذاً ربنا سبحانه وتعالى يخاطب الإنسان بهذا الأصل الأول العظيم، أصل الخالقية لماذا؟ ليس لمجرد أن نقرّ بأن هذا موجود، ولكن لكي نؤمن به فعلاً، لكي تتفاعل معه قلوبنا، فكيف يحدث؟ الآن ما المطلوب لكي أكون فعلاً آمنت بالخالق العظيم، الإيمان الذي هو الإيمان الحق.

أول شيء نحن نريد أن نوقظ هذا، لأننا ربما لم نكن فكّرنا في هذا الموضوع من قبل، أو لم نهتمّ به كما ينبغي.

ربنا سبحانه وتعالى يقول أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ الله الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ ۝ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ الله يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ الله الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ هذا أمر في دائرة الرؤية، إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ ۝ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ فكيف سنراها؟ خلق ربنا سبحانه وتعالى دائم التجدد، سواء كان إنسان حشرات، حيوان، النبات الذي يموت ويحيى، فربنا سبحانه وتعالى وضع آيات أمرنا أن ندرك عظمة الخلق بها، وتستدلّ بها على أمثالها أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ الله مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ – لم يحدث له شيء – وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ فهو نام، والأكل ربنا سبحانه وتعالى لم يجري عليه أي صورة من صور التغيير فظلّ كما هو، والحمار، ربنا أجرى عليه سنن التغيير الطبيعية فأصبح عظاماً مرميّة فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ لم يتغيّر تماماً وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ ربنا سيحيي له الحمار، وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

وذلك نحن ذكرنا الخطبة الماضية أن ربنا سبحانه وتعالى من أوائل ما خاطبنا قال سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ۝ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى

سَبِّحِ قدّس ونزّه وعظّم وأجلّ ربك تبارك وتعالى صاحب الأسماء العظيمة، وهذه الأسماء من أين سنعرفها، من الخلق، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ۝ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ۝ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ۝ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى وربنا سبحانه وتعالى ليس فقط ذكر لنا الخلق، لا بل وسّع مساحة الخلق في الأسماء.

قال تعالى هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ۝ هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ۝ هُوَ الله الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ كل هذه الأسماء عن الخلق،، فربنا سبحانه وتعالى لم يكتف أن يوجّهنا بأن ربنا هو الخالق سبحانه وتعالى، بل ذكر سبحانه وتعالى تفاصيل في الخلق.

الخالق هو الاسم العام الذي يشمل كل شيء، أصل الإيجاد من العدم والتكوين لكل شيء، ثمّ فصّله إلى أقسامٍ ثلاثة: خلق، وبرء وهو الإيجاد، والتصوير وهو التجميل والتحسين والتتميم للصورة، الخلق عام، وأصل كلمة الخلق هي التقدير، أي تصميم الشيء الذي سيكون وبعد ذلك تنفيذ الشيء الذي سيكون وبعد ذلك تكميل وتمييز الشيء الذي سيكون، فلماذا يكون على هذه الصورة؟

ربنا سبحانه وتعالى يعلّم الإنسان، كيف يصنع الشيء عندما تريد أن تفعله؟؟ أن تفعل تصوّر مسبق لما تريد أن تفعله فهذا هو الخلق، ثم تسعى لإنشاؤه ووضع تصميمه الأساسي في صورة الواقع، وبعد ذلك تريد أن تدخل التحسينات والتتميمات والصور المميّزة لشيء عن آخر

يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ۝ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ۝ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ كان من الممكن أن تكون أي صورة أخرى من الصور التي خلقها ربنا سبحانه وتعالى.

إذاً بماذا نريد أن نخرج الآن؟ أول شيء: إحياء هذه القضية العظيمة؛ أن لنا خالقاً عظيماً، وكلمة الخالق هذه ليست بسيطة، ليست سهلة، نحن إحساسنا بها يضعف، ولما يضعف إحساسنا بها يترتب على هذا آثار سلبيّة كثيرة نفسية وفكريّة واجتماعية، فأنت إذا كنت تشتكي أنك في دوائر المحيطين بك تلمس شيء من الظواهر الإلحادية أو الاقدرية فهذا طبيعي، عندما تجف المعاني الإيمانية من المجتمع يحدث هذا، فهذا طبيعي، لأننا أصلاً تجاوزنا الموعظة القرآنية، نحن قلنا في الخطبة قبل الماضية، ربنا سبحانه وتعالى كم تكلّم عن الخلق في القرآن، لا نستطيع أن نحصيه كثرة، وكل ما أقوله هذا مجرّد إشارات بسيطة من الكم الهائل المذكور في القرآن.

كم تناولنا نحن هذا في حياتنا وفي كلامنا! فنحن لا نسير على السنن الذي أراد ربنا سبحانه وتعالى أن نسير عليه، أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الخالق أراد في خطابه للإنسان أن يعطي هذه المساحة الكبيرة لهذه القضية العظيمة، لكننا لم نرد هذا، نحن وضعناها جانباً، قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ من الذي يفهم ومن الذي لا يفهم، من الذي يعرف ما الذي يصلح حقيقة ومن لا يعرف – نحن أم الله – ، القضية الأساس العظيمة أننا نؤمن بالخالق، ونحن إن شاء الله سنتكلّم عن هذا، لأن كلمة الخالق أوسع بكثير، فنحن عندما نقول خالق، أي موجد الشيء من العدم، أي أن ربنا خلقنا، أما مسيرتنا الطويلة في الحياة وكل الأشياء التي نفعلها وكل الأشياء التي تقدّر في الكون ربنا الذي يخلقها أم نحن؟ أي هل ربنا خلق وترك؟ أم خلق وييسّر ويدبّر ويسيّر، ربنا هو الحي وهو القيّوم القائم على هذا الكون بكل تفصيل دقيق موجود فيه، وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ تخيل في هذا العالم الواسع الممتدّ عبر قرون وقرون وأجبال وأجيال، في الخريف كم ورقة شجر تقع على الأرض؟ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا الورق الذي يقع على الأرض ما أهميّته؟ ما أهميّة إحصاؤه؟ من المفترض أن يكون لكل شيء منطق صحيح؟ فالآن ورق يقع على الأرض فما فائدة أن أحصيه؟ هذا هو الفرق بين الخالق والمخلوق،، هذه عظمة الخالق، لا يوجد شيء أيّاً كان مدى صغره يعزب عن علمه سبحانه وتعالى.

هنا ليس المراد النتيجة، ولكنّ العظمة تقتضي أن كل شيء صغير في هذا الكون الذي خلقه الله، إنما تسير بعلمه وتدبيره وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ۝ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ۝ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ۝ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

خلّونا نمسك المصحف ونرى إلى أي مدى ربنا سبحانه وتعالى يكلّمنا عن هذا، إلى أي مدى ربنا سبحانه وتعالى يحدّثنا عن عظمة الله، عن خلق الله، وعن نعم ربنا سبحانه وتعالى علينا، ولذلك أو خطاب ربنا خاطب به الناس، ما أول خطاب في القرآن؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ۝ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وبعدها بقليل كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِالله وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وبعد ذلك هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ خلقكم وبعدها بقليل، بعدها بآيات خلق لكم هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ۝ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

فكل ما نريد أن نخرج به جملة واحدة؛ معنى الإيمان بالخالق لابد أن نسعى أن نحييه في قلوبنا، فهذه حقيقة الارتباط الحقيقي بالله، أولها الإدراك لعظمة الله ولنعمة الله ولقدرة ربنا سبحانه وتعالى وما طبيعة العلاقة ما بيننا وبيب ربنا، العلاقة بين الخالق العظيم وبين المخلوق الذي هو لولا هذه المنّة من الخالق لم يكن موجوداً، لم يكن شيئاً كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِالله وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا علاقتنا بربنا سبحانه وتعالى هذه ليست علاقة يمكن أن تنفكّ، ولا يجوز أن تضعف، لأننا نحن لا نستطيع أن نحيا بدون ارتباطنا بربنا الذي خلقنا، فكيف سنعيش؟ كيف سنعيش؟ فكل حياتنا معتمدة على الله، هذا هو المفترض، كل حياتنا في كل تفاصيلها من أولها إلى آخرها معتمدة على الله، وبناءً على هذا الاعتماد، يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ كل الناس، كل الناس، ربنا لم يستثني أحداً، أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله هذا الفقر أشدّ درجات الاحتياج إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وقلنا ما الفرق بين الفقير والمسكين، أن المسكين لديه القليل الذي لا يكفيه، أما الفقير لا يوجد لديه شيء تماماً، لا شيء لديه تماماً أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ بالألف واللام الدالة على الاستغراق أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله كلنا وَالله وحده هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ

ومن أعظم دلائل الغنى وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ۝ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ۝ وَمَا ذَلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ نحن ليس لدينا لا وزن ولا قيمة إلا بالارتباط بالله سبحانه وتعالى قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ربنا يقول هذا.

أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله هذه حقيقة المخلوقية وحقيقة العبادة، إحساسنا بأننا محتاجين إلى ربنا سبحانه وتعالى في كل طرفة عين، وأننا لابد أن نحافظ على هذه الصلة بكل ما أوتينا من قوة لأننا بدونها لاشيء، بدون ربنا نحن لاشيء وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ۝ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ۝ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ۝ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتّباعه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتّباعه.

اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام عليك، أخذ الكرام عليك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللم يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا إلى طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم، اللم يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا إلى طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم