Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

اعتزازاً واعتزاءً

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.

ثم اما بعد: 

حديثنا اليوم عنوانه الإسلام اعتزازاً واعتزاءً نعالج أو نحأول أن نعالج داءً هو أخطر الأدواء التى تعانى منها أمة الإسلام على الإطلاق المرض الذى إذا لم نبرأ منه فإنه لا صلاح لأحوالنا ولا رقى ولا حضارة ولا نهضة لنا.

ألا وهو داء عدم تقدير قيمة نعمة الله عز وجل علينا إن هدانا إليه، نتحدث عن نعمة الإسلام، الإسلام: هو الدين الذى يصل الإنسان، يصل العبد بالسماء، هو الذى يحقق اتصالا صحيحا راشداً بين الأرض وبين السماء هو الذى يقيم الصلة الحقّة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى.

إن الإنسان لن يدرك قيمة هذه النعمة وقمية هذا الإسلام إلا إذا أدرك ما يناقضه وما يخالفه من أفكار وفلسفات وعقائد وتصورات وثقافات.

إنك لا يمكنك أن تدرك قيمة ما معك إلا إذا قارنته بما فى أيدى الآخرين، ولذلك لا يمكن للإنسان أن يدرك عظمة هذا النعمة وعظمة هذه المنة وعظمة هذا الدين إلا إذا طالع هذه الأفكار وهذه العقائد التى تموج بها هذه الحياة اطّلع على ما نسميه علم مقارنة الأديان وعلم أصول القيم والمبادئ والحضارات والثقافات حينئذٍ يدرك قيمة ما معه، أما قبل ذلك فإنه لا يدرك قيمة الحق الذى منّ الله عز وجل به.

هذا المعنى ما نبهنا عليه منذ قليل عمر بن الخطاب الملهم المحدث رضى الله عنه حينما قال: تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ فى الإسلام من لا يعرف الجأهلية هو يقول إن عرى وأركان ودعائم هذا الدين ستنقض وتهدم الواحدة تلو الاخرى متى؟ إذا نشأ أجيال لا تعرف قيمة هذه النعمة إذا نشأ فى الإسلام، لم يقل من لم يعرف الإسلام وإنما قال من لم يعرف الجأهلية فلا تتم معرفة الإنسان بالإسلام ولا إدراك الإنسان بقيمة الإسلام إلا إذا نظر و طالع ما يناقضه وما يغايره من أفكار وفلسفات وتصورات ونظريات وطرق فى الإدارة و نظم فى السياسة حينئذ وحينئذ فقط يدرك عظمة هذا الدين وإلا بقي فى حال زهد وضعف.

أعرف رجلا متخصصا فى تتبع ومعرفة المخطوطات يتتبعها فى كل أرجاء ومناحى ما نعيش فيه فهو يخبرنى أنه ربما أتى إلى بعض بيوت الناس فى تونس أو فى المغرب أو فى غيرها فيجد أناس من ورثة أحد العلماء عندهم صناديق من الحديد القديمة فيها كتب وفيها مخطوطات هذه المخطوطات عظيمة القيمة ربما يقدر بعضها بملايين، لكن أصحاب هذه المخطوطات لا يدركون قيمة ما معهم ولذلك يستطيع أي شخص أن يغشهم أو يخدعهم عما معهم فيبيعون بأزهد ما يكون لماذا لأنهم ورثوا شيءا لا يعرفون حقيقة قيمته فلا يعرف قيمة هذه المخطوطات إلا هؤلاء المختصون بها هؤلاء العالمون بأمرها.

أما هؤلاء الذين ورثوها فإنهم لايدركون قيمتها، لذلك قال الرب تبارك وتعالى فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ هذا الكتاب أُنزل على أقوام عرفوا قيمته أدركوا قيمته ولذلك قدروه حق قدره ثم ورث الكتاب من بعدهم أقوام لا يعرفون قيمة هذه المنّة ولا قيمة هذه النعمة فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ يعرضون عن هذا الكتاب ويأخذون عرض هذه الدنيا الدنية مما حل ومما حرم يأخذون عرض هذا الأدنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا أن الله سبحانه و تعالى سيغفر لنا خطيئاتنا هل سيغفر لنا لأننا أردنا أو قررنا أننا سنتوب أو سننيب حينئذ لا مشكلة لا فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ يبقى إذن هم مصرّون مستمرّون على الغواية وعلى الضلالة جعلوا كتاب الله وراءهم ظهريا وهم يمنون أنفسهم أن الله سبحانه وتعالى سوف يغفر لهم رغم أنهم لا يتوبون ولا ينيبون ولا يدعون الله سبحانه و تعالى و لا يستغفرونه، و قال الله سبحانه و تعالى أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ الذى ورثوه أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ.

فنحن نريد أن نتحدث عن الإسلام اعتزازا منا به واعتزاء منا إليه، الاعتزاء: هو الانتماء نستشعر الافتخار إلى هذا الدين و إلى هذه الملة العظيمة اعتزازاً و اعتزاء، أما الاعتزاز: فهو شىء فطر عليه الإنسان أنه يطلب شيءاً يركن إليه و يعتز به فنجد من يعتز بنسب ينتمى إليه أو أصل عرقى أو عائلة ذات تاريخ أو يعتز الإنسان أو يعتزى إلى جاه أو منصب أو مال يرتكن له يرى أنه يحقق له العزة، العزة: هى المنعة أو القوة التى يتمتع بها الشخص بحيث لا يستطيع من يعاديه إلى أن يعتدى عليه فهو شىء يتعاظم و يفتخر به و يرتكن إليه يرى أنه يعطيه القوة و يعطيه المنعة.

و لذلك من أسماء الله سبحانه وتعالى أنه هو العزيز معنى العزيز الذى يغلب و لا يغلب الذى يمتنع أن يُنال جنابه أو يُهدم سلطانه فهو سبحانه و تعالى القاهر فوق عباده الذى لا راد لأمره و لا معقب لحكمه.

فإذاً العزة أو طلب العزة أمر مفطور عليه الإنسان ولكن أين سيطلبها فى أى طريق سيسلك لكى ينال هذه العزة قال الله سبحانه وتعالى وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً ۝ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً الله سبحانه و تعالى يذكر على أقوام أنهم يتخذون لهم آلهة من دون الله سبحانه وتعالى لماذا؟ لكى يعتزوا بانتمائهم وانتسابهم إليهم هم سوف يعطونهم العزة سيعطونهم القوة سيعطونهم المدد سيعطونهم الحماية سيغيثهم حين يلجأون إليه يقول الله تبارك وتعالى كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ أَيْ يَوْم الْقِيَامَة وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا أى أعداء و ليس أولياء وذكر الله تبارك وتعالى أيضا عن أقواما يطلبون العزة فى الانطواء تحت ظل أهل القوة؛ موافقين كانوا أو مخالفين لهم، أولياء كانوا أو أعداء فقال الله تبارك وتعالى محذرا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا إليهودَ وَالنَّصَارَى أولِيَاءَ بَعْضُهُمْ أولِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ثم قال سبحانه و تعالى فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ لماذا يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فإذاً هم يطلبون المنعة و العزة بالاحتماء بظل اعدائهم.

قال الله سبحانه وتعالى معقبا على قوله نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ دائرة: أى تدور الدورة عليهم، تكون الغلبة لهم فحينئذ يقهروننا و يذلوننا. – طب العلاج؟ – أن نكون فى إطار ولايتهم وطاعتهم وحمايتهم.

قال الله سبحانه وتعالى فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ فإذا هولاء سلكوا مسلكاً يطلبون به شىء يعتزون به لكنهم سلكوا غير السبيل و ساروا فى غير ذات الدرب.

وأخبر الله تبارك وتعالى عن أناس من أهل النفاق قالوا يوما وهم راجعون من غزاة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ هو يقصد نفسه هو الأعز، لماذا؟ بما له من أهل و عشيرة هكذا يحسبها، هو يظنها هكذا ومن الأذل؟ والعياذ بالله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه دخيل على هذه البلدة ليس من أهلها، فهو أعز من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى معقبا ومصححا وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ الله سبحانه وتعالى يضع الميزان ميزان العزة الحقيقية ميزان ما يستحق أن يعتز به الإنسان، قال: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ لأنه سبحانه وتعالى هو العزيز، ثم تكون العزة من بعد لمن اتّصل به تبارك وتعالى حقّ الصلة، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ لإنهم دخلوا فى إطار ولاية الله تعالى العزيز.

 إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ولذلك قال الله تبارك وتعالى قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ الملك ده من أعظم أسباب العزة الإنسان إذا صار ملكا حينئذ يستشعر العزة ويستشعر الرفعة ليه؟ عشان هو بيرتكن إلى ملك الملك ده بيعطيه العزة، ولذلك ربنا قال على فرعون فتولى بركنه اللى خلاه يتولى بركنه؟ القوة اللى هو معتمد عليها، قوة وسلطان الدولة المركزية التي هو بيستند عليها فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أو مَجْنُونٌ إذا لو مفيش ركن أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي بهذا اسشعر عزته، بهذا استشعر رفعته على الخلق.

فإذا الله سبحانه وتعالى يبين لنا الميزان قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ الملك مملوك للمالك القدير سبحانه تعالى تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ إذا الذى يؤتى هو الله والذى ينزع هو الله، يبقى إذا هذا الملك الذى استند إليه هذا المستند هو لم يهبه لنفسه وإنما وهبه الله تبارك وتعالى له ولذلك قال الله تبارك وتعالى معجبا من حال شخص أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ أهذا شكر لنعم الله تبارك وتعالى عليه أن آتاه الله الملك، أهذا هو الشكر. أهذا هو معاملة منّة الله ونعمته قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۝ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ

يبقى إذاً؛ الله تبارك وتعالى أنه مالك الملك كله هو الذى سبحانه وتعالى يحرك هذا الكون بكل من فيه عالم الإنسان وعالم الكون حول الإنسان، هو سبحانه وتعالى الذى يؤتى وينزع وهو الذى يعز ويذل هو الذى يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل، دى منظومة واحدة الكون ده كله ربنا سبحانه وتعالى هو اللى بيدبر أمره وبيديره، سواء عالم الإنسان أو ماهو فوق ذلك أو ما هو وراء ذلك.

ولذلك قال الله تبارك وتعالى مبينا كيفية تحصيل هذه العزة فقال سبحانه وتعالى مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ مهو الإنسان بيريدها، ما احنا قلنا الإنسان بطبيعته بيريد العزة بس هو مش عارف سكتها منين وده الفرق بين الإنسان المؤمن وغير المؤمن إنه عنده موازين صحيحة كما قال النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث نعيم بن عمار: (الميزان بين يدى الرحمن يرفع أقواماً ويضع آخرين إلى يوم القيامة).

الله سبحانه وتعالى هو الذى يخفض ويرفع مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا هنكتسبها ازاى؟، بالالتصاق بهذا الجناب الإلهى العزيز مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لهم طريق آخر لاكتساب العزة هو المكر والكيد والمحادة وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ لا فى الآخرة هينفع ولا فى الدنيا هينفع قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ هو بيبص فوق هو الخبر بيجى منين بيجى من فوق، لا لا بيجى من تحت فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ۝ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ يبقى إذاً طريق العزة؛ الكلام الطيب والعمل الصالح، هما حاجتين الكلام الطيب الذى تصدقه الأعمال الصالحة.

فإذا الدين هو أعظم نعمة تستحق الاعتزاز لكن كيف نحقق الاعتزاز كما قلنا، بأن ندرك عظمة هذه المنة، كيف ندركها؟ إذا قارناها بما يخالفها بما يناقضها حينئذ ندرك حقيقة منّة الله عز وجل.

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم

الحمد لله رب العالمين

إذاً فقد ذكرنا اعتزازاً، بقي لنا أن نذكر اعتزاءً وقلنا إن الاعتزاء هى الانتساب يبقى إذا الشخص حينما يدرك عظمة هذا الدين الذى يعتز به يبقى حينئذ هو بالطبيعة وبالضرورة لابد أن يعتزي أن ينتمى، أن ينتسب لهذا الدين العظيم الذى منّ به الله عز وجل عليه دي النتيجة الطبيعية، انتساب الإنسان للإسلام ولذلك الله سبحانه وتعالى حينما ذكر لنا هذا الاسم الكريم الشريف قال تعالي هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ثم قال هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ

الله سبحانه وتعالي هو الذي اختار هو الذي امتن هو الذي أعطانا هذا الاسم العظيم، لم نختاره نحن، ربنا سبحانه وتعالي بمنه وفضله وكرمه هو الذي اختار لنا هذا الاسم الشريف العظيم وأمرنا أن ننتمي وأن ننتسب إليه لا ننتسب إلى غيره. من العجب العجاب أن تجد لافتة مكتوب عليها أنا مصري وأفتخر لماذا؟ أنا مصري وأفتخر معناها هناك شيء مثار افتخار في هذه الكلمة. ماذا تساوي كلمة مصري هل الانتماء لتربة؟ مكان؟ ولكن المكان ليس فيه الشرف لنفسه. ما الذي يميز مكان عن مكان؟ أنت لم تفعل شيءاً، أنت ولدت في مكان هذا المكان لا يعطي أفضلية شخص عن شخص.

ربنا سبحانه وتعالي قال: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ يجب أن يكون الشيء الذي يفتخر به الإنسان شيء أولاً: له قيمة في نفسه، ثانياً: أن يكون لي دوراً في هذا الانتماء أو هذا الانتساب ولذلك ربنا سبحانه وتعالي جعلها تقوى لماذا؟ لأن التقوي هي الشيء الحقيقي الذي يتفاضل بها الناس فيها عمل فيها تقرب إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى أصل واحد وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لماذا؟ ليس للتفاخر ولا للتعاظم ولا الاقتتال ولا للصراع وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ولذلك الأصل في التمايز في حكمة الله هو: حدوث التعارف والتقارب، ليس للصراع ليس علي وفق النظرية الساسية الغربية أن الأصل إحداث الصراع، ربنا سبحانه وتعالي لم يقل لتصارعوا قال لِتَعَارَفُوا هذا هو الأصل، لكن لما كان أهل الشقاق يحدثوا صراع كان عليك حينئذ أن تدفع هذا الصراع، لذلك ربنا سبحانه وتعالي قال وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض لماذا ربنا سبحانه وتعالي سماه دفع؟ لأنه ليس مبادأة، الباطل يريد أن يحيف على الحق فأنت تدفعه، ذلك بخلاف صراع الحق مع الباطل كحقيقة مجردة، هناك حق و باطل هذه حقائق، وهناك أهل حق وأهل باطل.

صراع الحق مع الباطل حقيقة مجردة قال تعالي بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإذا هُوَ زَاهِقٌ إذاً صراع الحق مع الباطل حجة واضحة وبرهان قوي مع كلام ليس له معني، ولذلك الحق يقضي على الباطل قضاء مبرماً نهائياً. لكن أهل الحق وأهل الباطل كبشر وأجيال -ده مفيش حد هيخلص على حد- وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ربنا سبحانه وتعالى جعل المدافعة لماذا؟ لأن لو لم تدفع الشر لم يبقي هناك خير وهذه هي المشكلة لأن الشر لا يريد أن يتعايش هو يريد أن يقضى علي الخير كلياً لأن الخير يضايقه لماذا؟ لأن إذا ظهر النور تنكشف الحقائق فالذي عنده سوآت لازم يطفئ النور ربنا قال سبحانه وتعالى يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ لماذا؟ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ الكتاب جاء للنور وربنا سبحانه وتعالي جعل الكتاب نوراً وجعل الرسول نور صلي الله عليه وسلم وَدَاعِيًا إلى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ الكتاب نور والنبى نور صلي الله عليه وسلم، لكن هناك أعداء للنور لماذا؟ لأن النور يكشف السوأة ولذلك هناك أناس تريد أن تطفئ النور.

ربنا عزوجل قال يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ولكن كيف يطفئ النور بفمه؟ هذه هي المشكلة هو يتخيل أحياناً إن الشمس عبار عن شمعة هو يتخيل أن النور شيء هش وضعيف، لا طبعاً لا. هذا نور الله سبحانه وتعالي يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ هذا قضاء الله وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون.

إذاً قضية الانتساب والانتماء فرع عن قضية الاعتزاز بالقيمة، ولذلك وقع يوماً نزاع بين سيدنا سعد بن أبى وقاص وسيدنا سلمان، فأراد سيدنا سعد أن يظهر قدرهُ الشخصي يظهره كيف؟ بالانتساب لأن سيدنا سلمان من فارس وفارس ليست من العرب -ليس له أنتماء قَبلي- راجل لصيق هنا وهو ليس من أهل المَحلة، وبينما هم جالسين في مكان ما قال سعد لرجل: أنتسب يا فلان – كل واحد يذكر نسبه وقبيلته -حتي انتهي إلى سلمان فقال انتسب يا سلمان قال: لا أعرف لى أبا فى الإسلام أعتزي إليه ولكني سلمان بن الإسلام.

أبا الإسلام لا أباً لي سواه أذا افتخروا بقيس أو تميم

فبلغ الحدث سيدنا عمر رضى الله عنه فلقي سعد فقال له انتسب يا سعد فقال ناشدتك الله يا أمير المؤمنين ولكن عمر رضي الله عنه أصرّ فانتسب حتي انتهي إلي سلمان فقال انتسب يا سلمان قال قد أنعم الله على بالإسلام فأنا سلمان ابن الإسلام

فقال عمر :قد علمت قريش أن الخطاب كان أعزهم فى الجاهلية، يعنى إذا أنا انتسبت فأنا أنتسب لرجل من أعز رجالات قريش قد يكون نسبي أعلى من النسب الذي انتسب إليه سعد.

إذاً قوله كان أعزهم يطلب النسب يطلب الاعتزاز. قد علمت قريش أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية ولكني عمر ابن الإسلام أخو سلمان ابن الإسلام، ثم قال لسعد والله لولا لعاقبتك عقوبة يسمع بها أهل الأمصار، لولا السابقة و الفضل والبلاء في دين الله عز وجل وأنك من العشرة وأنك خال الرسول عليه الصلاة والسلام لعاقبتك.

أما سمعت أن رجلا انتسب إلى تسعة آباء في الجاهلية فكان عاشرهم في النار و أن رجلا انتسب إلي رجلا في الإسلام فكان معه في الجنة هو يشير إلى حدبث أبي بن كعب، النبي صلى الله عليه وسلم قال: انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما للآخر: أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك، فأوحى الله إلى موسى عليه السلام: أن هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي إلى تسعة من النار، فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة.

فإذاً سيدنا عمر بينبه على إن حقيقة الانتساب، اللي بيتشرف بيه الإنسان هو انتسابه للإسلام، لأن الإسلام يمثل حقيقة اتصال الإنسان بالله و حقيقة اتصال الإنسان بالسماء، فنحن نحتاج إلي نعيد الاعتزاز و نعيد الاعتزاء لهذه القيمة العظمى، لأن لو احنا فقدنا أهمية هذا أو زهدنا في هذه القيمة العظمى تكون الخسارة

لذلك سيدنا عمر بن الخطاب قال لسيدنا أبي عبيدة رضي الله عنهما: إنّا كنا أزل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، هو قال هذا الكلام لسيدنا أبو عبيدة ليه؟ لأن سيدنا أبو عبيدة ماكنش عجبه ملابس سيدنا عمر بعد أن اتسخت نتيجة السفر إلى بيت المقدس و أن يدخل بهذا الحال المدينة و هو من، هو أمير المؤمنين فردّ عليه عمر بن الخطاب بهذه الكلمات و أخبره أن الملابس لا تعلي من الشخص و لا تكتسبه العزة و لكن الاعتزاز بدين الله هو الذي يكسب العزة.

و أخبر الله عز وجل في كتابه لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ الشرف و المكانة في هذا الكتاب لا في غيره لذلك جاء التقديم و التأخير للاختصاص، وهنا لا يحتمل وجود شيء مع الكتاب يحصل به على العزة مثل قوله تعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فلو جاءت نعبد إياك تحتمل عبادة الله و غيره و لكن إياك نعبد لا تحتمل إلا الله عز وجل و فقط.

لذلك الذي يحيد عن هذا غير عاقل، لذلك سيدنا عمر بن الخطاب و جّهنا أن ننسى طريق العزة في غير كتاب الله لأن لا عزة لنا إلا فيه و إن نظرنا إلي غيره ضللنا الطريق ونزع الله العزة منا، لذلك أنعم الله علينا بدعاء نقوله في كل ركعة ألا و هي اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ و المغضوب عليهم هم الذين أنار الله لهم ولم يرتضوا بهذا النور الإلهي والضالين هم الذين سلكوا طريقا مخالفا للطريق المنير لذلك كلما تعمقوا في طريقهم زادوا ضلالا. وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،

اللهم ردّنا إلى ديننا ردّاً جميلاً، اللهم ردّنا إلى ديننا ردّاً جميلاً،

اللهم فقهنا في ديننا، اللهم فقهنا في ديننا، اللهم فقهنا في ديننا،

اللهم ارحمنا برحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك، اللهم ارحمنا برحمة من عندك تغنينا بها عن رحمة من سواك،

اللهم أصلح أحوالنا، اللهم أصلح أحوالنا، اللهم اهدنا لأرشد أمرنا، اللهم اهدنا لأرشد أمرنا،

اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم احقن دماء المسلمين،

اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا.

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، وتتوب علينا، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، فاقبضنا إليك غير مفتونين.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم