بسم الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يحكي أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه فيقول أنهم كانوا – أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – إذا كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ثم نزلوا في واد فيه شجر العضال تفرقوا تحت هذا الشجر يبتغون الظل.
هو يخبر رضي الله عنه أنهم إذا كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزو أو في غيره ثم نزلوا في مكان حيستريحوا فيه فوجدوا في هذا المكان شجر العضال – شجر عضال ده شجر صغير وظله قليل وكثير الشوك – إنهم بيتفرقوا في هذا المكان كل واحد بيتلمس ظل شجرة لأنهم وهم بيسيروا في الحر والقيظ وطبعاً معروف حر وقيد الصحراء المحرقة أي حد اشتغل في الخليج أو الحج بتاعه كان في الصيف أو أصوله من الصعيد يعرف يعرف شدة هذه الحرارة وشدة هذه الشمس فهما بيتلمسوا أي حته كده فيها ظل فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ، إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ.
طيب هذا التفرق تفرق غير مقصود هما مش قصدهم إن هما يبعدوا عن بعض أو تتناءى أماكنهم وبالتالي تتبافر قلوبهم وانما المقصود هنا البحث عن الظل والبعد عن الشمس ده شيء منطقي وطبيعي لكن النبي صلى الله عليه وسلم هنا بيؤثر معنى آخر يعني ممكن نتحمل الشمس نتحمل الحرارة لكن هو يؤثر معنى القرب احنا ما نبعدش عن بعض.
” إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ، إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ يقول أبو ثعلبة فكانوا فَلَكانوا إذا نزلوا بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا اجتمعوا حتى أنهم لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ “
لو جبنا ملاية اللي احنا بنقعد بها على البحر ديه وببسطناها على الناس حتشتمل عليهم كلهم دلالة على شدة التقارب والالتحام ما بين هؤلاء إذن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يعلم معنى عظيم.. أهمية القرب التلاحم الاجتماع وإن ده أصل من أصول الدين يتحمل في سبيله حتى القيظ والحر احنا امبارح كنا بنتكلم عن اصرار النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه الشديد على إن رجال هذه الأمة يجتمعوا في صلواتهم وفي فروضهم في بيت الله تبارك وتعالى وإنه مش المقصود مجرد إن احنا نصلي وإلا لو كان ده مجرد المقصود كان كل واحد حيصلي في بيته حيؤدي الفريضة ولكن عدم الترخيص في الصلاة في البيوت والحرص على اتيان المساجد في معنى أخر مضاف إن احنا بنؤدي العبادة مع بعض احنا قريبين من بعض بنتواصل بنتواد لو في حد مش موجود حنتفقده، حد عنده مشكلة؟ حتبتدي الناس تاخذ بأيده.
ربنا سبحانه وتعالى قال وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا أمرنا سبحانه وتعالى إن إحنا نعتصم بالقرآن اللي هو حبل الله. نعتصم به جميعاً حتى الاعتصام ده يبقى احنا كلنا مع بعض بنعتصم جيمعاً بحبل الله سبحانه وتعالى ونهى عن التفرق ثم قال وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا
ربنا سبحانه وتعالى بيأمرنا بإن احنا نعتصم بيأمرنا إن احنا نجتمع وبيذكر بنعمتين النعمة الأولانية الأخوة والنعمة الثانية الإيمان الترتيب المنطقي عكس كده الإيمان جه الأول ونتيجة للإيمان اجتمعنا على هذه الأخوة الإيمانية الأخوة دي أخوة على إيه؟ على الإيمان بالله تبارك وتعالى الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالآخرة الإيمان بالوجهة الواحدة والقبلة الواحدة يبقى الأخوة دي أثر الإيمان.
لكن ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر النعم خلى نعمة الأخوة سابقة ومتقدمه على نعمة الإيمان وتقديم ما حقه التأخير يفيد الاهتمام يعني هو الشيء إذا كان رتبته المفروض يجي متأخر وبعدين اتقدم عن مكانه فجه بدري فده دلالة على أهمية هذا وأهمية وعظمة هذه النعمة هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
معنى أخر إن الأخوة ديه هيه اللي حتحفظ قيمة الإيمان وحتحفظ شعور الإيمان إن طول ما احنا مشاعر الأخوة عندنا موجوده ده حيحفظ علينا إيمانا الأول النبي صلى الله عليه وسلم قال دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين تشيله.. الحسد والبغضاء والضغائن اللي في النفوس النبي صلى الله عليه وسلم بيقول إن ديه مذهبه للدين الحاجة الثانية إن إيمانيات الإنسان أو حالته أو قربه من الله بيعتريه الارتفاع والانخفاض الواحد بيطلع وبينزل فلو مكنش مشاعر الأخوة موجودة لو مكناش احنا بنسند بعض لو مكناش احنا كلنا بنعين بعض على تحقيق هذه المعاني حننهار ولذلك كأن الأخوة دي هي اللي حتحفظ الإيمان ولذلك ربنا سبحانه وتعالى قدمها بالذكر إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.