بسم الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
لازلنا في كلماتنا هذه التي بدأناها من هذا الشهر الذي تسرب قبل أن يبدأ وانقضى قبل يأتي وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نتحدث عن عظمة الدين وعن رقي الإسلام ذكرنا أن هذا إنما يتمثل في أركان أربعة عقيدة وتصور شعيرة وعبادة شريعة ونظام وقانون ودستور وخلق وأدب وسلوك ولا يمكننا أن ندرك عظمة الدين في هذه المباني أو الأركان الأربعة إلا إذا تصورنا عمق هذه المعاني التي جاء بها الإسلام في المقابل لابد أن ندرك العور والفساد والخلل فيما يخالف دين الله تبارك وتعالى ولذلك جاءت الكلمة العظيمة من هذا العظة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ يقول – معرفش هيه جت في المسلسل ولا لأ ممكن نبقى نسأل ميسو أو الكاشوري أو منتصر – قال إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية فيهدم الدين وتنقض وثائقه وأركانه وأصوله متى..؟ إذا نشأ من أجيال المسلمين من لا يعرف ما يناقض هذا الإسلام من لا يعرف الصور المقابلة والأنظمة والتشريعات والعقائد والسلوكيات والأداب التي عليها الناس أو التي يفيأ إليها الناس بخلاف نور الله عز وجل.
فإذا نشأت هذه الأجيال حينئذ لم يدركوا عظمة هذا الدين فأعرضوا عنه أو أدخلوا فيه ما ليس منه فأفسدوه نتحدث اليوم عن شعيرة الصلاة ولكننا لن نتحدث عن الصلاة كعبادة وإنما عن أمر ملحق أو متعلق بالصلاة وهو أمر الاجتماع للصلاة إتيان المسجد في دين الله تبارك وتعالى أن الأصل هو التحبيب والترغيب للعباد في إتيان ما يرضي الله تبارك وتعالى فإذا أتى التشديد أو الترهيب أو التخويف في أمر من الأمور علمت ضرورة أن هذا الأمر من الأمور الهامة ومن القواعد الأصلية ومن أصول الدين التي ينبغي أن نحمل نفسنا عليها حملاً يعني إذا جاء وعيد أو تشديد في أمر معناه إن التشديد في فعله وإنه مينفعش إن احنا نسيبه.. مينفعش إن احنا نسيبه ده معناها إن احنا إذا أخلينا بيه حيحصل فساد عريض إما في انتظام أمورنا الدنيوية وإما في سعادتنا الآخروية.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أتاه ابن أم مكتوم رضي الله عنه وكان رجلاً كفيفاً لا يبصر يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن في أن يصلي الصلوات في بيته فيقول يا رسول الله إن رجل أعمى ديه أول حاجة وهذا يستلزم الرخصة والتخفيف.. الأصل في دين الله سبحانه وتعالى أنه بني على التيسير وترك التعسير والتشديد مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الدين يسر.
يبقى إذن الأصل في دين الله تبارك وتعالى التيسير والتخفيف قال النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا فهو يخبر أنه رجل أعمى لا يبصر يقول .. شاسع الدار بيته بعيد مسافة عن المسجد ثم ذكر ما يعترض طريقه من الهوام والدواب والحي والعقارب قال ولي قائد لا يلائمني .. يعني في واحد ساعات بيجي يوصله بس شخص بقى صعب جداً لا يلائمه يعني بيبهدله بيتعبه.. كل عمود في الشارع بيلبس فيه كل بلاطة رصيف… فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يرخص له يصلي في البيت فالنبي صلى الله عليه وسلم أذن له فلما ولى مشي شوية كده النبي صلى الله عليه وسلم دعاه قال: أتسمع النداء – يعني صوت المؤذن بيوصل لحد عندك – قال: نعم. قال: أجب.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل لابن أم مكتوم على كل هذه الصفات رخصة في إنه يتخلف عن الصلاة في المسجد يبقى إذن ده شيء ضروري مراد مقصود ولو كان يتخفف فيه أو يتساهل فيه لكان أذن لهذا الرجل بل النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ما هو أعظم وأشد من ذلك والحديث في الصحيح عن أبي هريرة قال لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام – واحد حيقيم الصلاة – ثم أمر رجلاً أن يصلي بالناس ثم انطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون معنا الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ثم قال: والذي نفسي بيده لولا ما في هذه البيوت من النساء والذرية – مش مطالبين بتأديتها في المسجد – لحرقت عليهم.
فالتحريق ده شيء شديد جداً وصعب جداً وزي ما قلنا خلاف طبيعة الدين الأصلية وخلاف ما جبل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الرحمة وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ لكل الناس لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ الآيات ديه في خواتيم التوبة اللي هي كلها بتتكلم عن الجهاد يعني بعد ما ربنا سبحانه وتعالى ذكر الجهاد والقتال والقتل ذكر هذه الآيات ليبين أن النبي صلى الله عليه وسلم إخراجه للصحابة في الغزو والقتال هذا أيضاً لا ينافي هذه الرحمة بل هو دائماً رحيم بهم حتى في مواقف الشدة ومواقف التضحية فهو حريص عليهم أشد الحرص ومع ذلك أراد صلى الله عليه وسلم أن يحرق هذه البيوت على هؤلاء الناس الذين يتخلفون عن هذه العبادة يبقى ده لازم يستوقفنا طب التشديد ده اللي هو على خلاف طبيعة الدين لازم يكون في سبب في علة.
أول حاجة السعي وتحريك الأقدام لتلبية نداء الله المؤذن بيقول حي أي أقبل حي على الصلاة ثم يقول حي على الفلاح إن الفلاح والسعادة في الإقبال والتلبية فإذن حركة الإنسان فيها حرصه الشديد على نيل مرضاة الله سبحانه وتعالى هو بيتحرك وبيمشي بيجتهد عشان ينال رضا ربنا سبحانه وتعالى ده شيء زائد على إنه بيؤدي الصلاة في البيت يبقى أداء الصلاة في البيت ده أداء العبادة يبقى إذن الموضوع مش مجرد إن أنا حأدي الفريضة – بخلاف النافلة وأنها الأفضل أن تؤدى في البيوت تحقيق معنى الإخلاص والخلوة مع الله سبحانه وتعالى – هذه الفريضة لأ فيها معنى السعي.
لذلك شعار الحج والمعتمر لبيت اللهم لبيك لبيك ديه معناها إيه؟ إن في نداء من الله وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ في نداء من الله سبحانه وتعالى وأنا بألبي ألبي دي اللي هو الإسراع في الإتيان الإسراع في الإقبال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شرك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك والنبي صلى الله عليه وسلم بيقول لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك.
يبقى ديه أول حاجة ولذلك ربنا سبحانه وتعالى قال إيه.. إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ السعي ده كمعنى لغوي إن الواحد يمشي بسرعة في حين النبي صلى الله عليه وسلم قال إيه إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ ولا تأتوها وأنتم تسعون فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا يبقى إذن فاسعوا إلى ذكر الله ده مش بالرجلين احنا قولنا لما نيجي للعبادة نأتي – علشان يبقى في خشوع – واحنا رايحين من أول ما نطلع من البيت لحد المسجد نمشي باتزان واعتدال لا تباطؤ ولا إسراع شديد طب ليه ربنا قال فاسعوا رغم إن السعي الحسي مش مراد ده سعي قلبي إقبال القلب سراعاً لأمر الله سبحانه وتعالى ولذلك في المقابل ربنا سبحانه وتعالى قال فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ
يبقى إذن في سعي دنيوي لما ربنا عبر عنه عبر عنه بالمشي وفي سعي أخروي لما ربنا عبر عنه عبر عنه بالسعي يبقى أنا المفروض هنا حمشي وهنا حسعى يبقى ديه أول حاجة اللي هيه قضية إقبال العبد على الله تبارك وتعالى وسعي العبد لنيل مرضاة الله الحاجة الثانية هي قضية معنى الجماعة والوحدة والآلفة علشان طبعاً ما نطولش إن شاء الله لو بكرة مفيش إضراب إن شاء الله ….
جزاكم الله خيراً