Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الاصطفاف في الصلاة

بسم الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

كنا بنتكلم على الجماعة والمسجد وذكرنا بالأمس قضية الاجتماع والتواصل وأهميته وأثره النهاردة إن شاء الله حنتكلم عن الصف.

النبي صلى الله عليه وسلم بيقول: أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ.

وقال صلى الله عليه وسلم: أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ.

يبقى إذن هذا الصف الذي قامه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد به ومنه التشبه بصفوف الملأ الأعلى واتكلمنا كذا مرة عن قضية الدين واتصال الأرض بالسماء.

يبقى هذا الصف إنما أقيم على ميزان وعلى شكل وعلى هيئة صفوف الملائكة بين يدي ربها تبارك وتعالى في السماوات قال الله تبارك وتعالى فيما سوف نستمع إليه وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ۝ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ فهذه الصفوف إنما أقيمت على صفوف الملائكة، طيب هذا الصف الذي أقيم على صف الملائكة كيف شكله فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا، وَصَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر ثلال شروط لابد أن تتوافر في هذا الصف أول حاجة التراس التراس إن يبقى الصف مستوي تماماً، النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر على الصف من الناحية إلى الناحية من اليمين إلى الشمال يقول البراء: يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم.

يبقى أول حاجة النبي صلى الله عليه وسلم أرادها أو كان بيتحسسها في الصف إن الصف يبقى مستوي مفيش قدام وورا لأ كله على ميزان واحد مساواه تامة بين هذا الصف الذي يقام ثم قال صلى الله عليه وسلم وهو يعلل هذا قال: ” لَا تَخْتَلِفُوا “ بالتقدم والتأخر ” فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ “.

يبقى إذن هذا الإستواء في الصف على هذه الصورة إنما يراد به معنى باطن حيتحقق من وراء هذا الشكل الظاهر، الشكل الظاهر ده في من ورائه غاية ثانية ولذلك في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ. خلاص احنا فهمنا ازاي الصف بيستوي يعني الأول كان بيسوي الصف لحد ما أدركوا الصف ازاي بيتساوى بعد كده خلاص بقى بيخرج يقف في مكانه فيؤم بالمصلين خلاص هما فهموا خلاص ” حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ “ خلاص حفظنا الموضوع بيتم ازاي ” ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ، حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ فَرَأَى رَجُلًا بَادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ “ طالع سنه أدام ” فَقَالَ: عِبَادَ اللهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ.

يبقى إذن عدم الاصطفاف بشكل صحيح هذا التقدم وهذا التأخر في الأخر يورث تباين ويورث نوع من أنواع التنافر بين قلوب هؤلاء المصتفين يبقى أول حاجة النبي صلى الله عليه وسلم حث عليها الإستواء المساواة التامة ظاهراً تورث تقارب باطن الحاجة الثانية سد الخلل إنه مفيش مسافات.

طيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا تذروا فروجات للشيطان.

يبقى احنا لما بنسيب ما بنا مسافات دي فرصة للشيطان إن هو يمر بين هذه الصفوف طيب إذا مر بين الصفوف إيه أثر مرور الشيطان في خلال الصف المؤمن؟ لابد إن هو يحدث فيه الشحناء والبغضاء والضغينة …

يبقى احنا لما بنسيب ما بنا مسافات تتناءى بنا المسافات يبقى احنا كده بنترك فرصة للشيطان أنه يدخل بيننا طب لو اتصلنا والتصقنا يبقى إحنا بنقفل الباب على الشيطان إنه يستطيع إنه يحدث شحناء أو ضغينة.

حاجة ثانية النبي صلى الله عليه وسلم قالها قال يتمون الصفوف الأول يبقى إذن إحنا بنبتدي بصف أول ومش حنشرع في الثاني حتى يكتمل الصف الأول ثم يكون الذي يليه ثم الذي يليه وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً فضيلة وصل هذا المنقطع فضيلة سد هذه الخلات قال: من وصل صفاً وصله الله.

طب وعكس كده اللي هو حريص على قطع الصف أو إيجاد الفروجات أو إيجاد المسافات الوعيد شديد ومن قطع صفاً قطعه الله ويقول لينوا في أيدي إخوانكم ذي ما ذكرنا في حديث المسند – اللي احنا ذكرناه – لينوا في أيدي إخوانكم ديه معناها إيه..؟ يعني واحد خذني كده شدني نحيته شوية جبني سنه أدام سنه وراء يبقى أنا في النهاية معنى لين إن أنا أستجيب ولذلك قال خياركم ألينكم مناكب في الصلاة يعني بتجيبوا قدام ورا ما بيقولش لأ وده معنى إن الشخص سمح سهل في تعامله مع إخوانه بيستجيب لهم ولين لهم يبقى النبي صلى الله عليه وسلم يريد من هذا الصف إن في حاجات حتحصل في شكل المجتمع أو في علاقات المجتمع أو في الصورة الخارجية اللي احنا حنخرج بها من المسجد يبقى إذن اتياننا المسجد مقصود به أمور معينة قضية أخرى مهمة جداً قضية الإمامة مين اللي له حق التقدم الناس لابد من أئمة الناس حتمشي وراهم طيب الإمامة ديه ليها اشتراطات معينة القضية مش قضية عشوائية أي حد احنا أحياناً كثير جداً بنجد في المسجد إن المسجد والإمامة مجال المجالات ديه علامة خلل لو ميزان الإمامة والتقدم اختل في المسجد حيختل بره بنجد كثير عدم اهتمام بتسوية الصف أو سد الخلل احنا ربما بنستهين بده لكن النبي صلى الله عليه وسلم مكنش بيستهين بده تماماً بالعكس كان بينبه إن ده حيبقى سبب خلل ونفرة يبقى احنا إذن لو ما ضبطناش ده مش حتنضبط أمورنا الباطنة ولا علاقتنا المجتمعية الخارجية: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا.

يبقى النبي صلى الله عليه وسلم جعل كمان مراتب لو احنا استوينا في ده حننتقل لكذا لو احنا استوينا في كذا حننتقل لكذا يبقى إذن الإمامة ديه مبنية على شرط استحقاق لأن دي إمامة صلاة أول حاجة القرآن وثاني حاجة العلم بالسنة ثم بقى الفضيلة العامة إنه أقدم في إسلامه أو أقدم في هجرته يبقى إذن هذا المنصب له مقومات أو صفات معينة.. التقدم للإمامة مش مبني على صورة عشوائية مبني على اعتبارات معينة لابد من توافرها ده حقيق بهذا المنصب ولذلك حيقدر يدير بشكل صحيح هو أحفظ وبالتالي أقدر على القراءة وفي نفس الوقت أعلم بالسنة إذا كان استوت في القراءة ففي النهاية لو حدث خلل أو سهو أو كده أو عرض له عارض أو انتقض وضوءه حيعرف يتصرف..

طيب وراء كده ” لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ “.

النبي صلى الله عليه وسلم بيقول اللي حيقف وراءه في الصف برده ليهم صفات معينة لأن دول حيبقوا أهل الاستخلاف افرض الإمام حصله حاجة يبقى اللي واقف وراءه يقدر يسد مسده يقدر يسد الخلل اللي حينبني على إن الإمام ترك مكانه فاللي وراءه هم أولي الأحلام والنهى أصحاب العقل والفطنة والفهم بحيث إن زي ما قلنا إذا عرض للإمام عارض حيقدر يحل محله طب لو الإمام أخطأ الإمام سهى الإمام لخبط في القراءة ده عنده من القدرة يقدر يسد هذا الخلل يقدر يعالج هذا النقص يبقى إذن هذه العبادة التي شرعها الله تبارك وتعالى لنا دي بناءاً على استقامتها بناءً على وعيها أولاً ثم الاستقامة عليها.

ثانياً تحدث الاستقامة العامة للناس في المجتمع ولذلك الصحابة جعلوا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يكون أبو بكر رضي الله عنه هو الإمام بعده في الصلاة جعلوا هذا علامة وإشارة ودليل الإصرار على ده على أن يكون أبو بكر هو الحقيق بالإمامة العامة بعده صلى الله عليه وسلم ولذلك الصحابة رضي الله عنهم كان قولهم كما قال علي رضي الله عنه قد رضيه لديننا أفلا ترضاه لدنيانا ولذلك سيدنا أبو بكر مكنش في هذا الموطن أقرأ الصحابة للقرآن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقرأكم أبي. لكن هنا أصر إصرار شديد إن أبو بكر هو اللي حيصلي مكانه في مرض الوفاة ولما سمع صوت عمر رضي الله عنه يوماً وكان أبو بكر مش موجود غضب غضباً شديداً وسأل أين أبو بكر؟ وقال: مروا أبا بكر أن يصلي بالناس.

النبي صلى الله عليه وسلم كان في لحظات شدة، حمى شديدة بيغمى عليه ويفيق ثم يحاول أن يغتسل ثم يغمى عليه ثاني ويفيق كل ما يغمى عليه ويفيق يسأل ويقول: مروا أبو بكر أن يصلي بالناس، أصلى الناس قالوا: لا يا رسول الله هم ينتظرون بعد ثلاث مرات مفيش حد بيصلي قال: مروا أبا بكر أن يصلي بالناس. فعائشة قالت: إن أبا بكر رجل أسيف – رجل كثير البكاء الناس مش حتسمع الصوت مش حتسمع القراءة من البكاء – فقال: مروا أبو بكر أن يصلي بالناس ثلاث مرات وبترد عليه ثلاث مرات حتى قالت لحفصة رضي الله عنها هي بتقله خلي عمر. قالت لها أنا عايز أبوكي اللي يصلي ماتتكلمي تقولي حاجة فقالت حفصة: يا رسول الله قدم عمر قال: إنكن صواحب يوسف اللي هما بيتلموا على الراجل علشان يودوه في داهية. مروا أبا بكر فليصلي بالناس.

كان حريص أشد الحرص على إن سيدنا أبو بكر يصلي. ليه؟ لأن ديه زي ما قلنا إشارة إلى أمر هو حقيق به أخر كلمة إن أخر مرآى النبي صلى الله عليه وسلم رآه هو مشهد الصحابة وهما بيصلوا في المسجد يعني يوم الأثنين قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بزمان وجيز. الصحابة بيصلوا في المسجد فالنبي صلى الله عليه وسلم كشف الستر ونظر إليهم وهم يصلون فتبسم كأنه تبسم الرضا من هذه الحال وهذه الصفة هو دلوقتي اطمن عليهم طالما هم واقفين كده بهذه الصورة وسيدنا أبو بكر بيصلي وهما بيصلوا وراءه على هذه الصفة وعلى هذه الهيئة فالنبي صلى الله عليه وسلم شعر بالطمأنينة. هو حيغادر الآن وهو مطمئن على هؤلاء أنهم سوف يديرون بالأمور بعده على ما ينبغي أن تكون عليه الإدارة، فكشف الستر ثم نظر إليهم فتبسم صلى الله عليه وسلم. يقول أنس: فكدنا نفتتن في الصلاة أصلاً من كتر الفرحة النبي صلى الله عليه وسلم كان مريض فهما حسوا إن هو خلاص أفاق فحيخرج فكدنا نفتتن يعني حيطلعوا من الصلاة وأراد أبو بكر أن يتأخر حس إن النبي صلى الله عليه وسلم بص كده فحيرجع ورا علشان النبي صلى الله عليه وسلم فحيتقدم فالنبي صلى الله عليه وسلم أشار إليه يعني خلاص ثم أرخى الستر ودي كانت أخر مرة الصحابة يشوفوا فيها النبي صلى الله عليه وسلم فأخر حاجة النبي صلى الله عليه وسلم شافها هو المنظر ده وهو ده اللي أشعره بالرضا والطمأنينة والثقة أن هؤلاء سيكونون بعده على ما ينبغي أن يكون عليه الأمور وعلى ما يحب صلى الله عليه وسلم.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.