Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الاعتزاز والاغترار

الحمد لله حمداً كثيراً كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله لا معبود بحق سواه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أشرف نبي وأطهره وأزكاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى من اتبع هديه واهتدى بهداه ثم أما بعد:

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ۝ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.

كنا في الجمعة الماضية مع هذا العنوان الإسلام اعتزازاً واعتزاءً تكلمنا مذكرين بهذه النعمة العظيمة نعمة الإسلام التي امتنّ الله عز وجل علينا بها نعمة تستحق الافتخار والاعتزاز بها نعمة أن يهدي الله عباده إليها، أن يرشد الله سبحانه وتعالى عباده إلى طريقه وإلى سبيله أن يوفّق الله عز وجل عبداً من عباده لكي يسعى لنيل مرضاته تبارك وتعالى ونيل حبه ونيل كرامته في الأولى والآخرة

 ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً

 صلى الله عليه وسلم ثم ذكرنا أثر الاعتزاز في الاعتزاء، والاعتزاء: هو التشرف بالانتساب لهذا الاسم العظيم ولهذه الملة الكريمة قال تعالى مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ يفتخر الإنسان بأنه ينتسب إلى هذا الموكب العظيم الذي يأتم فيه بأنبياء الله تبارك وتعالى من لدن نوح عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم من الصالحين على مدار العصور وكر الدهور قال الله تبارك وتعالى وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ۝ ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا

ولستُ أدرِي سوى الإسلامِ لي وطنًا… الشامُ فيه ووادي النيلِ سيانِ

وحيثما ذكر اسم الله في بلد… أعددت أرجاءه من لب أوطاني

بالشَّامِ أَهْلِي وبَغْدادُ الهَوَى وَأنَا… بالرَّقْمَتَينِ وَبِالفُسطاطِ إخواني

ولي بطَيْبةَ أوطارٌ مُجَنِّحَةٌ… تسمو بروحيَ فوقَ العالمِ الفاني

دنيا بناها لنا الهادي فأجملها … أَعْظِمْ بأحمدَ مِن هادٍ ومِن بانِ

صلى الله عليه وسلم.

واليوم نتحدث عن الاعتزاز والاغترار في علم الحديث وهو علم من العلوم العظيمة الشريفة التي امتن الله عز وجل علينا بها والعلم الذي ضبط لنا وأحكم لنا كل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو من فعل أو من خبر أو من تقرير فقد جعل الله عز وجل لنا ديناً عظيماً قيّماً بناه على الوحي المنزل على كتاب الله تبارك وتعالى، وعلى ما ورد في تفسيره وتطبيقه وإعماله من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعله سبحانه وتعالى القدوة والأسوة لأمته إلى قيام الساعة فقال تعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ القدوة الحسنة الطيبة لمن؟ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ذكرنا هذه الآية قبل وذكرنا أن الله سبحانه وتعالى قد ارتضى لنا الإسلام ديناً وارتضى لنا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهاجاً وسبيلاً ولكنه بيّن سبحانه وتعالى أنه لن يأتمّ به صلى الله عليه وسلم ولن يقتدي به إلا من اتّصف بهذه الصفات لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا من اتصف بهذه الصفات الثلاث هو الذي سوف ينهج نهجه صلى الله عليه وسلم ولكي يكون صلى الله عليه وسلم قدوة لنا لابد أن تحفظ لنا سنته وسيرته حتى يتسن لمن لم يره صلى الله عليه وسلم أن يعمل بسنته وأن يقتدي بهديه وشرعته ولا يكون هذا إلا بأن يحفظ الله عز وجل لنا دقائق أخباره وأقواله وأفعاله وأحواله فكيف تحفظ لنا هذه الآثار على مرّ هذه الدهور وهذه القرون إنما تحفظ بأن يهيئ الله عز وجل لها رجالاً يضبطونها ويحفظونها وينقلونها جيلاً إلى جيل.

ينقلها العدول الثقات الذين يوثق في دينهم وفي فضلهم ولذلك جعل العلماء شروطاً لابد أن تتوفر لكي يصح النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما يظن كثير من الناس أن كل من قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناه وأخذنا بقوله وإنما جعل العلماء لذلك شروطاً كثيرة نذكر منها أن يكون كل شخص ممن نقل هذه السنة عدلاً: أي معروفاً بالأمانة والخلق والصدق وكريم الخلال وأن يكون ضابطاً أي متقناً في حفظه، ربما كان الشخص طيباً صالحاً كريماً يوثق بنقله ولا يكذب في خبره لكنه ضعيف الحفظ ربما ينسى ربما لا يضبط الألفاظ ضبطاً تاماً فهذا مع جلالة قدره لا يقبل نقله.

يقول الإمام مالك رحمه الله: لقد لقيت في هذا المسجد – أي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم – أكثر من سبعين رجلاً ممن يستسقى بهم المطر – يعني ناس قمة في الصلاح والبر والتقوى حتى إذا ما قحطت السماء أخرجنا هؤلاء يرفعون أيديهم إلى الله سبحانه وتعالى فيكرمنا بالمطر بفضل دعائهم فهم القمة في الصلاح والبر والتقى – ثم يقول لا يؤخذ عنهم الحديث – مع ذلك – لأنهم ليسوا من أهل هذا الشأن ليسوا من أهل الحفظ والضبط في النقل والرواية.

فكان من جملة هذا العلم الذي سطره ودوّنه العلماء ما يسمونه بعلم المؤتلف والمختلف وهو علم يتعلق بأسماء الرواة أن تكون هذه الأسماء في الرسم متطابقة لكننا إذا وضعنا تشكيلاً أو وضعنا نقاطاً حينئذ تتباين هذه الأسماء فالكلمة بدون ما نحط عليها النقط أو التشكيل تبدوا كلمة واحدة لكنها إذا وضع عليها النقاط أو التشكيل تغايرت واختلفت، مثال إذا كتبنا مثلاً كلمة البزار ولم نضع عليها نقاطاً ربما قرأت البزار وربما قرأت البزاز وهذا راوٍ وهذا راوٍ.

إذا كتبنا كلمة الثوري ولم نضع عليها نقاطاً ربما قرأت الثوري وربما قرأت التوزي وهذا راوٍ وهذا راوٍ، إذا كتبنا كلمة يسار ولم نضع عليها نقاطاً ربما قرأت بشاراً وربما قرأت يساراً وهذا راوٍ وهذا راوٍ.

وأدق من ذلك يوجد في الرواة من اسمه بشير ويوجد في الرواة من اسمه بُشير فنقول بشير بن سعد بشير بن القصاصية ونقول بُشير بن كعب، نقول نَسيبه بنت كعب أم عماره، ونقول نُسيبه أم الحارث نُسيبه بنت الحارث أم عطيه، فهذه نَسيبه وهذه نُسيبه النقاط كما هي ولكن التشكيل يختلف ولذلك كان في كلامنا الدارج نقول لابد لتبين الأمور أن نضع النقاط على الحروف يبقى إذن مقصودهم بالنقاط على الحروف إن احنا نميز بحيث إن الشيء اللي يحتمل الالتباس لا يلتبس يبقى الكلمة لو مكتوبة أو جملة مكتوبة والنقط مش على الحروف ربما نتوجه فيها اتجاهات متعددة تلتبس علينا الأمور طب علشان نزيل الالتباس نحط النقط على الحروف فإذن إذا شلنا النقاط أصبح الاعتزاز وأصبح الاغترار شيئاً واحداً يعني يلتبس علينا الاعتزاز بالاغترار.

 طب إمتى نميز ما بين الاعتزاز والاغترار؟ لما نحط النقط على الحروف فنحن كنا نتكلم عن الاعتزاز طب إيه اللي بيميز ما بين الاعتزاز وما بين الاغترار؟

يقول الله تبارك وتعالى وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا وقال تعالى إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فالله سبحانه وتعالى يذكر هاهنا مقالة تقال أن أهل النفاق وصفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا المؤمنين الذين خرجوا إلى بدر لملاقاة المشركين بأنهم قد غرهم دينهم ما معنى انهم قد غرهم دينهم؟ معناها انه قد زين وهيأ لهم الأمور على غير ما هى عليه أعطاهم الثقة فى غير محل أعطاهم الطمأنينة حتى إنهم قد واجهوا من هو أكثر منهم وهذا من الحمق والاغترار بنظر هولاء لذلك قال الله تبارك وتعالى معقبا وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

يبقى إذا الله سبحانه وتعالى ها هنا يصحح هذا المفهوم يبين أن هذا إنما هو اعتزاز وتوكل وليس حمقا واغترارا لكنه يلتبس على بعض الناس فيظنون أن هذا الاعتزاز إنما هو اغترار فإذا وضعت النقاط على الحروف تبين الاعتزاز من الاغترار فيقول الله تبارك وتعالى أن هذا ليس اغترار إنما هو اعتمادا منهم وثقة منهم بربهم تبارك وتعالى وبقدرته وبنصره وبتأييده الذى وعد به عباده المؤمنين ولذلك قال الله تبارك وتعالى وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وذكرنا قبل معنى العزة العزيز هو الذى يغلب ولا يغلب هو الذى يمتنع من من يريده بسوء، ولا يمتنع منه شىء سبحانه وتعالى وهو مع عزته حكيم فيضع كل شىء فى موضعه الصحيح لا يقدم شىء عن محله ولا يؤخره عن محله لأنه ربما كان الشخص من عباد الله كان قوياً وبه عزة ولكنه يستخدم قوته وعزته فى غير محلها الصحيح فينصر باطل ويحرم حق ولكنه سبحانه وتعالى منزه عن ذلك يضع عزته ونصرته وقوته فى محلها الذى يستحق إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ولذلك قال الله تبارك وتعالى عن هولاء حينما أصابتهم الشدة وحينما حاصرهم العدو قال تبارك وتعالى وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا أمانى باطلة ليس لها حقيقة لمإذا اضطربت قلوب هولاء؟ لمإذا لم يميزوا بين الاعتزاز والاغترار فى حين قال الله تبارك وتعالى عن المؤمنين مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ وقال تعالى وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا الله سبحانه وتعالى يتحدث عن موقف واحد هو موقف واحد والناس فى هذا الموقف وهم فى نفس الخندق وفى معسكر واحد ينظرون إلى نفس المشهد نَظَرَين مختلفين بل متباينين تماما نفس الموقف يقول فيه هولاء الذين فى قلوبهم مرض وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا ويقول فيه أهل الإيمان واليقين هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا هذا فرق ما بين الاعتزاز والاغترار إذا وضعت نقاط اليقين على حروف الأحداث فالحروف هى الواقع المعايش والنقاط هو اليقين الذى يتميز به المؤمن عن غير المؤمن هو الذى يميز الحقائق عن الأباطيل لكن فى مقابل ذلك يوجد اغترار فى صورة اعتزاز وهذا عكسه أننا بدل أن نعتز بديننا يصيبنا الغرور والركون فنترك أمر الله سبحانه وتعالى مغترين بما كان يجب علينا أن نعتز به يقول الله تبارك وتعالى أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إلى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ۝ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ يخبر سبحانه وتعالى عن أناس أتاهم الله سبحانه وتعالى كتابا والحكم والنبوة ورزقهم من الطيبات وفضلهم على العالمين وآتاهم بينة من الأمر ثم أعرضوا عن كتاب الله وجعلوه ورائهم ظهريا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ قد قلنا قبل أنّ التولي هو الإعراض، إن الواحد يدي الشيء ضهره ويبعد عنه ليه ربنا سبحانه وتعالى مكتفاش بكلمة تولى وذكر بعدها وهم معرضون لإن كلمة تولى فريق منهم ده ممكن تكون حدث عارض يعنى دعي لالتزام الحق فى أمر أو فى موقف من المواقف فأعرض عنه، لكن ده مش حال دائم الحال الدائم الالتزام والامتثال ولكن حينما يقول تبارك وتعالى ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ أي حينئذ وهم معرضون ده وضعهم الدائم هم على طول كده طيب ايه اللى يخلي ناس أمنوا بالكتاب وأيقنوا بهذا الكتاب وأمنوا أن ده المنزل من عند الله ثم عند ذلك يعرضون عن أمر الله ولا يمتثلون لأمره ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ.

يبقى إذا هم ظنوا الأمن منين من مجرد انتسابهم الاسمى للدين يعنى هو خلاص دخل فى هذه الملة اسماً انتسب إلى هذه الملة اسما، أصبح مسلما، مجرد اسم الإسلام ده يقيه من العقوبة ويقيه من العذاب ويؤمنه من عقاب الله سبحانه وتعالى ويضمن له الجنة.

فالله سبحانه وتعالى عدّ هذا غرورا قال وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ هذا غرور سببه الافتراء معنى الافتراء أنهم قد تقولوا عن الدين ونسبوا إلى الله تبارك وتعالى ما لم يقوله، قال تبارك وتعالى ليْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ۝ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ هم دول بس فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِير

إذا الله سبحانه وتعالى يخاطبنا نحن المسلمين يقول ليس بأمانيكم إذ دعوة نحن بندعيها ولا أماني أهل الكتاب ساويناهم احنا بنفس الفكرة، فكرة بمجرد الانتساب، أغتر بهذا الانتساب بدل من أن أعتز به يبقى الفرق بين الاعتزاز والاغترار، الاعتزاز فيه التزام وعمل، فيه امتثال وتطبيق، أما الاغترار فهو مجرد انتساب يركن إليه الإنسان ثم لا يعمل ولايقوم بأمر الله سبحانه وتعالى كما قلنا من قبل فى الخطبة الماضية وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ كلما جاءتهم شهوة من شهوات الدنيا ينافى فيها أمر الله أخذوها وقالوا إن الله غفور رحيم سيغفر لنا لأننا مسلمون منتسبون إلى هذه الملة فهذا فرق ما بين الاغترار وما بين الاعتزاز

فإذا إذا لم يميز المرء ما بين الاعتزاز والاغترار فسدت عليهم الأمور وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَفَكَيْفَ إذا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ليس بين أحد من الخلق وبين الله تبارك وتعالى نسب خاصو انما إِنَّ َكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: ( وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ).

شخص بيرتكن على إنه مثلا من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من نسل أحد كبار الصحابة أو من نسل رجل من أهل العلم المعظمين المقدرين فهو يرتكن على هذا ويعد هذا مغني له عن العمل وأنهم سوف يشفعون عند الله تبارك وتعالى يقول صلى الله عليه وسلم محذرا :وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.

لم ينفعه ولذلك قال الله تبارك وتعالى وَالَّذِينَ آمَنُواوَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ يذكر الله تبارك وتعالى نعمته على أناس مؤمنين من أهل الجنة كانت لهم عند الله سبحانه وتعالى المكانة العالية لهم من ذريتهم ومن إخوانهم ومن أولادهم ومن أحفادهم من كان طيب صالح لكنه لم يكن على مثل درجتهم كان مقصرا فى عمله فهم فى درجة عالية وهم فى دون ذلك فمن فضله وملته وكرمه أن يلحق هولاء الذين هم فى الطبقة الدنيا يلحقهم بمن هو فى الطبقة العليا كرما منه وفضلا قال تعالى مَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ألتناهم يعنى أنقصناهم كرم الله سبحانه وتعالى وفضله أن يرفع هؤلاء الدانيين لكي ينتفعوا بمنزلة هولاء العاليين ولكن بشرط ما هو الشرط الاتباع وَالَّذِينَ آمَنُوا يبقى إذا لو ماكنش فيه اتباع مش هيبقى فيه انتفاع وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ لابد يسلكوا نفس السبيل ونفس الطريق وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ولذلك سيدنا أنس حينما جاء رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال يا رسول الله متي الساعة فالنبي صلي الله عليه وسلم قال: وما أعددت لها يقول أنس فكأنّ الرجل استكان ثم قال يا رسول الله، والله ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة غير أني أحب الله ورسوله.

هو يقول إنه يحاول أن يجتهد في مرضاة الله لكنه يرى أنه ليس من السابقين في هذا الفضل، فهو يجتهد نعم في الصلاة والصيام والصدقة وأعمال البرّ لكنه لا يري هذا العمل يبلغه ما يريد من مرضاة الله لكنه يري في قلبه أنه محبّ لله عز وجل ولرسوله صلي الله عليه وسلم محبة عظيمة تفوق عمله

يبقي إذا الإنسان يكون في قلبه من الإيمان والحب مقدار يربوا علي العمل اللي بتعمله جوارحه، الجوارح مقصّرة شوية وضعيفة عن ما في القلب هنا – أي في القلب – أقوي من حركة الإنسان، النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنت مع من أحببت. فالله سبحانه وتعالي يرفعه فيلحقه برسول الله صلي الله عليه وسلم لأجل هذه المحبة رغم أنه عنده تقصير في العمل لكنه بيعمل ويحاول ويجتهد.

لذلك قال سيدنا أنس معلّقاً: قال فما فرحنا بعد الاسلام بشيء أشدّ فرحا من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم فأنت مع من أحببت يقول أنس فأنا أحب رسول الله وأحب أبا بكر وعمر وأرجو أن أحشر معهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم نسأل الله سبحانه وتعالي أن يحشرنا في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين

و صنف آخر وأخير من الغرور يكرهه الله تبارك وتعالي وحذّر منه وهو اغترار الإنسان بمتاع الدنيا الزائل فينسى رضوان ربه وينسى الدار الآخرة وهذا من أشد ما نعاني ونقاسي في هذه الأيام؛ غلبة الجانب المادي الذي أتى إلينا من عولمة الغربيين حتي أننا نكاد أن ننسي الآخرة بالكلية لا نفكر ولا ننشغل إلا في طلب هذا العالم الضيق.

كما قلنا هذا العالم الضيق الذي نعيش، فيه ضرورات حياتية لا يلام المرء حينما ينشغل بتحصيل زاده أو متاعه، هذا العبد لا نلومه على أنه يتبلبل قلبه أحيانا إذا اضطربت أحواله الدنيوية ولكن المحظور والخطر أن يبقي الإنسان وينسي الآخرة ويسقطها من حسابته بالكلية لإنه حينئذ تفسد عليه أموره وتضطرب عليه الموازين قال الله تبارك وتعالي لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ۝ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ وقال الله تبارك وتعالي في ذكر المنافقين حينما يجتاز أهل الإيمان الصراط في الدار الآخرة في طريقهم الي الجنة ويحجز عنهم هؤلاء المنافقون فيقول سبحانه وتعالي يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ في دار الدنيا كنا مختلطين بعضنا ببعض ربما كنا نصلي سويا لأنهم كانوا يأتون الصلاة وإن كانوا يأتونها وهم كسالى يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ۝ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ فالله سبحانه وتعالي ذكر أن هؤلاء إنما كانت فتنتهم أنهم غرتهم الأماني والأحلام والأوهام وغرهم الغرور، سمى الله سبحانه وتعالي الشيطان سماه الغرور، هي دي مهمته الأساسية إنّ هو يغر الإنسان، ايه معني إنه يغر، إنه يمنيه بحاجات مش حتحصل أو إنه يظهر له الشيء السيئ في صور ة الشيء الحسن ولذلك يسمي الشخص غرّا في اللغة إذا كان ممن يسهل أن يغش ويستغفل يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ۝ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ۝ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَإذا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.

 وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ۝ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ.

 وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ۝ ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ۝ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

و إذاً فنحن نريد اعتزازا لإنه حقيقة ما يستحق هذا الدين العظيم ولا نريد اغتراراً لأنه الاغترار يضل ويفتن سواء كان اغترار من الإنسان بامتثال لدين لا يعمل له أو كان اغترار من الإنسان لدنيا يؤثرها على الآخرة قال تبارك وتعالي بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۝ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى.

و أخيرا يبقي معنا سؤال نسميه سؤال النهضة أننا تحدثنا عن دين عظيم وعن ملة عظيمة من حقها أن ترتقي بأصحابها وأن تعلي قدرهم وأن ترفع شأنهم فلماذا والحال هذه نحن في هذا الحال من التراجع والتخلف والتأخر الجواب هو أمر من اثنين لا ثالث لهم

إما أن يكون الدين نفسه هو سبب التخلف وسبب التخبط وسبب التراجع وسبب البلاء فحقّه أن نتركه ونهمله وأن نبحث عن طريق آخر يقودنا إلى الرفعة وإلى الشرف وإلى النهضة، وإما أن يكون الدين ليس هو سبب التخلف والتراجع ويكون السبب هو فينا نحن، إما هذا وإما هذا، إن كان هذا هو الدين فلـنجعله وراءنا ظهرياً وإن كان تخلفنا بنأينا وبعدنا عن الدين وباغترارنا الذي أحللناه محل اعتزازنا فيجب علينا إذاً إذا أردنا أن تتبدل أحوالنا وأن تستقيم أمورنا وألا نستمر في تشويه صورة ديننا هؤلاء الكفار كيف ينظرون إلى الإسلام إذا نظروا إلى أحوال المسلمين هم لا يستطيعون أن يفصلوا المنهج أو الفكرة عن السلوك وعن الأحوال إذا نظروا إلى أحوال المسلمين وحالهم بهذا الحال حينئذ يعزون هذا قطعاً إلى إسلامهم.

لذلك يعدون الإسلام سبب التخلف، إذا كان عُبّاد الاصنام وعُبّاد الأبقار أرفع شأن وأعظم قدرا في هذه الدنيا من الإسلام، فلابد أن يكون هناك خلل فإذا كان خلل في الدين فليترك وإذا كان الخلل فينا فعلينا أن نصلح أحوالنا على الأقل لكي لا نستمر في تشويه هذه الصورة الجميلة، ربنا سبحانه وتعالي منّ علينا بصورة جميلة عظيمة وجعلنا حملة رسالة للعالمين كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ بنحمل هذه الرسالة، هذا النور، هذا الخير، هذا البر، هذا الفضل، هذا الاحسان فبدلا من أن نحمل هذه الأمانة التي حملها أسلافنا أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم تبدّلت بنا الأحوال حتي صرنا نحن صورة التشويه وصورة التقبيح لهذا الحسن الجميل الذي هو الإسلام العظيم الذي آتانا الله تبارك وتعالى إياها النعمة العظمى التي امتنّ الله عز وجل علينا بها لقد آن لنا ان نجيب علي هذا السؤال نجيب بصدق عن سؤال آخر إما أن تكون الآفة في الدين وإما أن تكون الآفة في من ينتسبون إلى الدين ولكلٍ علاج ولكل مخرج ولكن لكي نبدأ بداية صحيحة لابد أن نجيب إجابة صادقة عن هذا السؤال الذي سميناه سؤال النهضة؟ لمإذا يتخلف المسلمون؟؟؟

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه،

اللهم ردّنا إلى ديننا ردّاً جميلا اللهم ردنا إلى ديننا ردّاً جميلا اللهم ردنا الي ديننا ردّاً جميلا،

اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا وعلى طاعتك اعنّا ولا تؤاخذنا بما فعلنا ولا تؤاخذنا بما فعلنا،

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم