إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم …
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد ،،،
كنا في الأسبوع الماضي في الحديث عن هذه اللوحة، وذكرنا أن حقيقة الإيمان تتمثل في معاني معيّنة، هذه المعاني يتفاعل معها القلب؛ هذه المضغة التي نوّه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على عظم شأنها، فينشأ عن هذا التفاعل الذي يتمّ في هذه المضغة أن تظهر آثاره في ممارسات العبد الإيمانية، ونحن قلنا أننا محتاجين أن نفعل ثلاثة أشياء، الشيء الأول أننا محتاجين نتكلم عن هذه المضغة ما طبيعتها وما صفاتها، وهل هي على صفة ثابتة عند كل إنسان أم تتغير من شخص لشخص، وآثارها في استقبال الإنسان للإيمان.
الشيء الثاني: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أخبرنا عن أن الإيمان له أركان، عدّهم – صلى الله عليه وسلم – ستة أركان في سؤالات جبريل عليه السلام لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – الإنسان يؤمن بالله، بملائكة الله، بكتب الله – تبارك وتعالى – برسل الله صلى الله عليهم وسلم، بلقاء الله – تبارك وتعالى – وبأن كل شيءٍ إنما يجري بقدره وبعلمه – سبحانه وتعالى – هذه الستة أشياء هي عبارة عن – بالأساس – عبارة عن معارف، ما معنى معارف؟ أي معلومات الإنسان أدركها، لكن هل بمجرد أن يدرك الإنسان معلومات يصبح إنساناً مؤمناً يحسُّ ويشعر ويتأثّر، أم أن هذه المعاني أو هذه الكلمات وهذه المفردات ستترجم ترجمة معيّنة في هذه البؤرة أو في هذه المضغة، هناك أشياء ستحدث.
فهذه المعاني كيف تترجم، يعني هذا الإيمان كيف سيتمثل في صورة واقعية، شيء يعيشه الإنسان فعلاً، وبعد ذلك سينتج الإيمان أشياء، سينتج صلاة، فكيف تكون الصلاة مظهراً إيمانياً، كيف يكون الذكر مظهراً إيمانياً، كيف يكون الدعاء حقيقة إيمانية، كيف يقرأ الإنسان القرآن قراءة أهل الإيمان، كيف؟ هذا الذي نبحث عنه، فلابد أن نبدأ في البداية بالشيء الذي في المنتصف هذا ” القلب ” طبيعته وصفته كما أخبر الله – تبارك وتعالى – سنحاول أن نتلمّس هذا من كلمات الله ومن الوحي ومن النور الإلهي قدر المنّة وقدر الطاقة، فهذا أمر بحسب منّ ربنا – سبحانه وتعالى – وفضله، فالإنسان لا يملك فيها شيء، وإنما الإنسان المطلوب منه أن يحاول يفهم أو يستوعب أو يتفاعل مع كلام الله، ولكن في الآخر المنّ والفضل منه وله – سبحانه وتعالى –
وقبل أن نتكلم عن هذه المضغة، نريد أن نتكلم عن هذا، هذا هو ” التابوت ” ، ما هذا ” التابوت “؟ التابوت هو الصدر، لماذا الصدر؟ لأن هذا الصدر مدخل وبوّابة ودهليز القلب، هذا هو الممر الذي تدخل منه أي شيء على القلب، حسن أو غير حسن، فإذا لم يلتفت الشخص لهذا وانتبه إليه ربما يفسد عليه قلبه وهو لا يدري ولا يشعر، هذا التابوت.
يقول سلمة بن كهيل رحمه الله: سألت كريب مولى ابن عباس رضي الله عنه عن يوم مبيت ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
عبدالله بن عباس ذهب يبيت عند خالته ميمونة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – – عشان يعمل ايه؟ – هو ذاهب ليبيت عند خالته، لكي يبيت عند خالته! لا
هو يريد أن يعرف أن النبي – صلى الله عليه وسلم – في صلاة الليل ماذا يفعل بالضبط، ولكي يهتدي لهذا محتاج أن يعاين هذا بنفسه فيذكر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نام وبعد ذلك صحى فقضى حاجته ثم غسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فصلى، فهو قام ليصلي بجانبه، وبعد ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – نام وقت صغير ثم قام ليصلي الفجر، وبعد ذلك يذكر من دعائه – صلى الله عليه وسلم – وهو مقبل على الصلاة في جملة ما ذكر، قال أنه طوال الليل كان صاحي، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – نام مرتين، أما عبد الله بن عباس فهو طوال الوقت صاحي لأنه يريد أن يسجّل كل شيء، لا يريد أن يفوته شيء، فقال أنه لما قام النبي – صلى الله عليه وسلم – ماذا فعل هو؟ قال أنا – اتمطّعت – على أنه كان نائماً، لئلا يلتفت النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا ينتبه إلى أنني لم أكن نائماً، فهذا أمر شكله ليس حسناً – فأنا قادم لأرقبه – رغم أنه يريد الخير، لكن في النهاية من الممكن أن يكون شيء شكله غير حسن، فهو – تمطّع – على أنه صحى من النوم الآن، ووقف عن يسار النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – أداره فجعله عن يمينه، وصلى مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فهو يقول أنه حفظ من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال ماذا؟ قال: اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، وعظّم لي نوراً.
ربنا – سبحانه وتعالى – يقول اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، النبي – صلى الله عليه وسلم – يطلب من ربنا – سبحانه وتعالى – أن يغمره بالنور، في القلب، في البصر، في السمع، في كل الجهات، ثم قال ” عظّم لي نوراً “
فيقول كريب مولى ابن عباس، قال: وسبعاً في التابوت، – هذا الشيء – فسلمة يريد أن يعرف ما هم السبعة الذين في التابوت هؤلاء.
يقول: فلقيت بعض ولد العباس، – واحد من أولاد ابن عباس – فأكيد أن يكون قال له أو أخبره لأنه أكيد أخبرهم عن تفاصيل هذا اللقاء.
يقول: فذكر ” عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري ” وذكر خصلتين روي أنهما النفس واللسان، يعني هو أضاف أشياء أخرى بداخل هذا القفص، الأعصاب، الدم، اللحم، الشعر، البشرة، كل واحدة من هؤلاء النبي – صلى الله عليه وسلم – يذكرها ويسأل الله أن يجعل فيها نوراً، وذكر اللسان وذكر النفس، فالشاهد نحن نريد أن نقول أن هذا هو التابوت.
فهذا التابوت ما طبيعته وما الذي يحدث بداخله؟ قبل أن ندخل على هذا التابوت، هذا الشيء ” القلب ” هذا أحياناً من الممكن أن يكون موجود ولكنه غير موجود.
قال الإمام محمد بن أيوب الزرعي في فوائده نقلاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال: اطلب قلبك في ثلاثة مواطن – إذا أردت أن تعرف هل موجود أو مش موجود ابحث عنه في ثلاثة أماكن – عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن وجدته وإلا فسل الله – تبارك وتعالى – أن يمنّ عليك بقلب فإنه لا قلب لك.
أي أن الإنسان من الممكن أن يكون القلب موجود حسّيّاً لكن معنويّاً في مفهوم الإيمان قال هم ثلاث أماكن؛ عند سماع كلام الله – سبحانه وتعالى – ، في المجالس التي يذكر فيها ربنا – تبارك وتعالى – ، في أوقات الخلوة حيث يأنس الإنسان بالله، فإذا لم يوجد هذا، فماذا يفعل الإنسان؟ يسأل ربنا – سبحانه وتعالى – أن يهبه هذه المضغة الطيبة الصالحة.
هذا الصدر ربنا – سبحانه وتعالى – قال في ختام خطابه لنا قال مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ونحن قبل هذا شرحنا سورة الناس.
إذاً هو يخبر – سبحانه وتعالى – أن محلّ الوساوس أين يأتي؟ لا يأتي في القلب، الوسوسة لا تأتي في القلب، الوسوسة تدخل هنا في هذا التجويف ” الصدر “
هذه الوسوسة الشيطان لمن يوسوس بها أو إلى من في الإنسان؟ إلى النفس، النفس هذه كيان معنوي محلّه في هذا الصدر، وربنا – سبحانه وتعالى – ذكر لهذه النفس ثلاث طبائع، ثلاث أحوال وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً يوجد ثلاث أحوال، نفس أمارة بالسوء عون للشيطان على العبد، ونفس ربنا – سبحانه وتعالى – منّ عليها ورزقها الإيمان وأقامت نفسها على الجادة ولكنّها ترتفع وتنخفض، تسير على وفق مراد الله حيناً وتميل إلى تلبية داعي الشيطان حيناً آخر، لكنها حين تميل هذا الميل تندم وتلوم نفسها على ما أحدثت فتؤوب إلى الله – تبارك وتعالى – فلا يزال هذا حالها وشأنها تجاهد نفسها في طاعة الله حتى تطمئن إلى ذكره وعبادته، المطمئنة هي المستقرة.
فهي في البداية كانت تمشي في الشمال، وبعد هذا ربنا منّ عليها فتتذبذب وتذهب وتجيء، ولكنها كلما ذهبت تتوب وتؤوب وترجع، تستمر على هذا إلى أن يمنّ عليها ربنا – سبحانه وتعالى – وينتشلها برحمته فيجعلها مطمئنة مستقرة حيث يحب ربنا – تبارك وتعالى – ويرضى، لا تطالب بغير ذلك، ولا توجّه لغير هذه الجهة.
هذه الوسوسة تأتي للنفس، فماذا ستفعل النفس؟ تستجيب أو لا تستجيب، تتقبل أو لا تتقبل، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن للشيطان لمّة لابن آدم، وللملك لمّة، فأما لمّة الشيطان؛ فتكذيب بالحق وإيعاذٌ بالشر، وأما لمّة الملك؛ فتصديقٌ بالحق وإيعاذٌ بالخير، فماذا يفعل الشخص؟ إذا وجد الأولى يستعيذ بالله – عز وجل – من شرّها، والثانية فليعلم أنها من الله.
الآن ابن مسعود يقول رضي الله عنه، يقول أن نفس الإنسان هي جهاز مستقبل، يتصل بها خلقين من خلق الله – تبارك وتعالى – ، كأن الإنسان جالس وعن يمينه الملك وعن يساره الشيطان يميله هذا أحياناً فيكلمه ويخاطبه فيصغي وينصت، ويميله هذا أحياناً فيصغي إليه وينصت.
إذاً الإنسان يضع أذن هنا وأذن هنا، فماذا يقال هنا، وماذا يقال هنا؟ الملك يثبّت الإنسان على الحق، ويعده بأن ربنا سيرزقه الخير – سبحانه وتعالى – طالما بقي قريباً من الله، أما الشيطان؟ يشكك الإنسان في الحق ويعده بالشر على اتّباعه لأمر الله الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
إذاً النفس الإنسانية هي مجرّد مستجيب ستميل مع الخير أم ستميل مع الشر، ولذلك إذا مالت مع الشيطان، ماذا يقول الشيطان يقول وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ وعندما يجيئه نداء الحق من الملك ويستجيب له، يعرف أن الهداية والتوجيه إنما كانت من الله وبالتالي لا يوجد للإنسان شيء ليتعاظم أو يتفاخر أو يستعلي به، الأمر كله والفضل كله منه – سبحانه وتعالى – .
النفس التي هي المهبط لهذه الوساوس إذا تجاوبت معها واستقرّت فيها ستكون هي عياذاً بالله قرينة الشيطان على القلب، قال تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ فالوسوسة من الشيطان أم من النفس؟ إذا استجابت النفس لنداء الشيطان أصبحت كأن الوسوسة هذه منشأها من نفس الإنسان، أين الخطر؟ أن الوساوس عندما تقع، الشخص غالباً لا ينتبه لها، ولذلك نحن أحياناً كثيرة نفاجأ بهجوم لم نكن مستعدين له، فالشخص يكون قاعد عادي ويأتي عليه الهجوم من الشيطان ومن النفس تؤزّه باتّجاه شهوة معيّنة باتّجاه مخالفة معيّنة، باتّجاه معصية معيّنة، باتّجاه غضبة شديدة، فأنت تشعر… هذه الأشياء تجهّز منذ فترة، ولكنني لا انتبه لها، الشيطان أزّ النفس والنفس استجابت ومالت، وبدأت تترسّخ فيها هذه الأشياء، ثمّ بدأت النفس تهجم على القلب ومعها تدعيم الشيطان، فما المخرج وما المخلص منها؟ الاستعاذة واللجوء إلى الله – تبارك وتعالى – ليعيذ الإنسان من شر الشيطان.
فقلنا أن أول شيء يقع في النفس؛ الوسوسة، ومقابل الوسوسة؛ العلم، ربنا – سبحانه وتعالى – بيّن محل العلم، قال بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
يقول عبد الله بن وهب – رحمه الله – ، وعبد الله بن وهب هذا رجل من أئمة أهل العلم في المدينة من طبقة تلاميذ الإمام مالك، فيقول: كان أول أمري في العبادة – بداية طريقة إلى الله – سبحانه وتعالى – كان التعبّد – يقول: فقطّع عليّ الشيطان، وفي رواية: قال فولع بي الشيطان، فقطّع عليّ الشيطان في ذكر عيسى بن مريم كيف خلقه الله؟ الشيطان بدأ يضغط عليه في الوساوس ويشككه في قضية خلق عيسى، وهو لا يعرف ماذا يفعل؟ قال: فذهبت إلى شيخ – ذهب ليسأل شخص ويستفتيه – فقال لي: ابن وهب، قلت: نعم، قال: اطلب العلم، قال: فطلبته فزال ذلك عني.
إذاً ما الذي يقابل الوساوس أو يدافع الوساوس؟ العلم، لماذا؟ لأننا نتكلم عن أن هذا الصندوق ” الصدر ” حيّز محدد، مساحة، هذه المساحة إذا كانت فارغة يرتع فيها الشيطان وتمتلئ بالوساوس، أما إذا ملئت علماً، هذا العلم يدفع هذه الوساوس بعيداً عن هذا الصدر وبعيداً عن سويداء القلب، إذاً هناك شيء يقابل شيء.
وماذا يوجد أيضاً هنا ” الصدر ” يوجد – عياذاً بالله – الكبر إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ إذاً هذه الأخلاق المذمومة أين تستقر أيضاً ليس في القلب، أصل استقرارها في الصدر، لكننا نقول أن هذا الصدر خطر لماذا؟ لأن الشيء عندما يمتلئ به الصدر يتشربه القلب، يظل في الانتشار ويتمدد فيبدأ اقتحام هنا ” القلب ” ، فالقلب قليلاً قليلاً يتشرب هذه الأخلاق المذمومة، فإذا دخلت هنا ليس من السهولة أن تخرج، ولذلك كل الذي نريد أن نتكلم عليه أنني أحاول أن أضبط هذا التابوت، أتأمل في حاله، انتبه إليه لأنه إذا استشرت فيه المفسدات ليس من السهولة أن تعالج، طالما هي بالخارج يمكن ضبطها، لكن عندما تدخل القلب فيكون صعب جدّاً، ولذلك ربنا – سبحانه وتعالى – قال إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا يدخلوا ماذا؟ الجنة ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَنَزَعْنَا مرة أخرى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
إذاً ربنا – سبحانه وتعالى – ذكر أن الكبر محلّه هنا، تعظيم الإنسان لنفسه وتكبّره على عباد الله، ” بطر الحق وغمط الناس ” ، أما الغلّ، الغل عبارة عن ماذا؟ كل ضغينة أو حسد أو بغضاء أو حقد تدخل إلى داخل الإنسان هذه اسمها الغل، فربنا يتكلم عن أهل الجنة، إذاً الغل اقتحم صدورهم اقتحاما، لأنه عندما تحدث منازعات شيء طبيعي أن يتولّد عنه مشاعر معيّنة، ولذلك ربنا – سبحانه وتعالى – عبّر بالنزع، لأن النزع هذا يدلّ على ماذا؟ النزع هو السلب بقوّة، كأن شيء لصق، فلماذا تنزع؟ لأنه لا ينبغي في الجنة ولا لأهل الجنة أن يكون في صدورهم إلا كل خير وكل سلام، ولذلك كان من رحمة الله – سبحانه وتعالى – أنه حينما يمنّ على أهل الإيمان فيعبرهم الصراط، أنه يوقفهم بعد الصراط على قنطرة، هذا الصراط طريق طويل – نسأل الله السلامة والعافية – طريق طويل بين ظهراني جهنّم – من أولها إلى آخرها – وبعدما يمرّوا يوجد قنطرة صغيرة، بوّابة للجنة، لماذا هذه؟ يتقاصّ فيها أهل الجنّة مظالم كانت بينهم في الدنيا، يقول – صلى الله عليه وسلم – ” حتى إذا ما هذّبوا ونقّوا أذن لهم – أذن لهم – بدخول الجنّة “
إذاً هم كان بينهم بعض الأشياء هكذا، بعض المشاكل، هذه المشاكل لازالت موجودة إلى هنا، فربنا – سبحانه وتعالى – يجعل بينهم المقاصّة، كل شخص يأخذ حقّه من الآخر، لماذا؟ لماذا؟ هذا ليس مقصود لذاته ” حتى إذا ما هذّبوا ونقّوا أذن لهم بدخول الجنّة ” .
إذاً هذا الغلّ يقع في الصدور، فكيف نتعامل معه؟ أو كيف سنعالجه؟
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
إذاً أن يدخل في قلب الإنسان المؤمن الغلّ؟ هذا لا، لكن صدر الإنسان المؤمن يدخل فيه غل، هذا طبيعي، ليس محبوباً، لكنه طبيعي، فالإنسان ما المطلوب منه؟ أن يدافع هذا ولا يجعله يستقرّ، لأنه إذا استقرّ ماذا يحدث؟ ينتقل من هنا ” الصدر ” إلى هنا ” القلب ” ، الغل في الصدر طبعي، لكن الغل في القلب سينافي الإيمان وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي لم يقل في صدورنا، لم يقل في صدورنا قال وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ هنا ” القلب ” لا يصلح، لكن هنا ” الصدر ” ربنا – سبحانه وتعالى – يعفو ويصفح، فالإنسان ماذا يطلب منه؟ يطلب منه أن يجاهد.
ونحن ذكرنا مرة في التراويح في أوائل الكلمات أن النبي – صلى الله عليه وسلم – حينما قال ” ألا أخبركم بخياركم ” قلنا: بلى يا رسول الله قال ” كل مخموم القلب صدوق اللسان ” قالوا: يا رسول الله أما صدوق اللسان فقد عرفناه، فما مخموم القلب؟ قال ” هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد ” فلماذا عبّر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمخموم؟ قلنا أن المخموم هذا هو المكنوس، ما معنى المكنوس؟ أي أنه دائماً، فالمكان إذاً يعتريه الوسخ، هو يعتريه فعلاً نتيجة للمخالطة وللمشاكل هذا يحدث، ولكنه ماذا يفعل، ما الفرق بين شخص وشخص، شخص يكنس، وشخص يترك هذه الأشياء تتراكم، مثل بالضبط الذنوب كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ الران هذا عبارة عن ماذا؟ الذنب على الذنب، الإنسان المؤمن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال أن الإنسان المؤمن يتوب – يرجع إلى الله – سبحانه وتعالى – فيصقل قلبه، ” إن العبد إذا أذنب ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء ” على مسطّح أملس شفاف ينفث النور الإلهي، عندما تأتي النقطة السوداء، ماذا تفعل النقطة السوداء؟ تحجب النور، ” فإذا تاب وأقلع صقل قلبه ” رجع مرة أخرى كما كان ” فإذا عاد نكت في قلبه نكتة سوداء، فإذا تاب وأقلع صقل قلبه ” يظل الإنسان هكذا إلى أن يحدث ماذا؟ أن هناك قلب من كثرة ما ينقي نفسه يصبح أملس لا تصيبه الذنوب، لا تلصق به، تقع من نفسها، أما الآخر يملتلئ قلبه بالنقاط الصغيرة، تظل تتراكم وتتراكم إلى أن تتحول إلى طبقة سوداء تغلّف القلب كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
إذا هل يقع الإنسان في المعصية؟ يقع، يقع في قلبه الغلّ؟ يقع، فما الفرق بين شخص وشخص، ما الفرق بين واحد وواحد؟ واحد يسارع بالتنقية والتطهير، وواحد يغفل عن هذا، واحد يراقب نفسه وواحد لا، واحد منتبه إلى قلبه وواحد لا، هذا هو الفرق بين شخص وشخص، لا يوجد من لا يخطئ، ولا يوجد من لا يأتي في قلبه شيء من الضغينة، هذا ليس موجوداً، لكن ما الفرق بين إنسان وإنسان؟ المتابعة والمعالجة – ولأ – ولذلك آخر شيء نختم به؛ تنبيه النبي – صلى الله عليه وسلم – على هذا المعنى، وهو تنبيه غريب لماذا تنبيه غريب؟ لأنه تنبيه غير مباشر، تعليم النبي – صلى الله عليه وسلم – تعليم غاية في العظمة والرقي، إذا ربنا منّ علينا وأدركنا شيء من هذا التعليم.
النبي – صلى الله عليه وسلم – قاعدٌ في المسجد – عادي – فدخل رجل من غمار الناس – شخصية ليست مشهورة وليست معروفة وليس له شيء يميّزه في أي باب من الأبواب، رجل عادي دخل متوضئ ولحيته يقطر منها الماء وحذاءه تحت إبطه ودخل ليصلي ركعتين، وقبل أن يأتي ويظهر تماماً النبي – صلى الله عليه وسلم – ماذا قال؟ قال ” يطلع عليكم من هذا الفج – من هذا الباب – رجلٌ من أهل الجنة ” فخرج هذا الشخص بهذه الصفة، إلى هنا الأمر عادي، وليس هذا هو الموضوع، الموضوع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كرر هذا الكلام ثلاثة أيام متواصلة ويخرج نفس الشخص بنفس الصفة بنفس الهيئة، ثلاثة أيام متتالية، إذا قال هذا يوم واحد، فهو يريد أن ينبّه الناس إلى فضل الشخص وانتهى، أن فلان هذا رجل فاضل ومن أهل الجنة، لكن التكرار المتتابع هو يريد أن يوصّل رسالة، فعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه انتدب نفسه لهذه المهمة، وسنفهم من كلامه أنه كان مبعوث أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأنه رجع حكى لهم الموضوع وقال لهم على الذين كانوا يبحثوا عنه، هو ذاهب ليس لنفسه، هو ذاهب لكي يفك السرّ، لماذا هذا التنبيه؟ وما الموجود عن هذا الشخص؟ فهو عادي، فقال له إني لاحيت أبي – شبكت مع أبي وقلت أنا لن أبيت في البيت ثلاثة أيام فمعلش أنت لو تبيتني عندك – اتفضّل
فهو يقول أنه الثلاثة أيام هو يركزّ في ماذا؟ هذه هي الفكرة، عبد الله بن عمرو علام يركّز؟ يركّز على مقدار الصلاة التي يصلّيها بالليل، فهو يقول أنني قدمت ووجدت الرجل يصلي العشاء ثم ينام، ثم بعد ذلك يقوم يصلي الفجر، بين ذلك هو نائم، يقول: لكنه إذا تعرض، عندما يصحى من النوم ويتقلّب يذكر الله – تبارك وتعالى – فقال أول يوم من الممكن أن يكون متعب، انتظر قليلاً، ولذلك هو طلب ثلاثة أيام متتالية، فهي مساحة تكفي أنه يطّلع على حال الشخص، في مقابلة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نوّه بشأنه ثلاثة أيام أيضاً، فأول يوم نفس النظام اليوم الثاني، الثالث، فهو لم يعرف، فقال أسأل لأنه أكيد يوجد شيء مختبئ فأسأل، فقال له أنا لم يكن بيني وبين أبي أي شيء ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال كذا وأنا أحببت أن أعرف، فأنا أتيت فلم أجد شيء
لكن عبد الله بن عمرو وهو يتكلم ماذا يقول؟ ” وكدتُ أن أحتقر عمله ” ” وكدتُ أن أحتقر عمله ” أي أنا أضعت وقتي على الفاضي، فهو قال له: ما هو إلا ما رأيت لا يوجد شيء آخر، لا يوجد شيء آخر مثلما رأيت، لا يوجد ما أخبئه، ثم مشى، فدعاه، قال: ما هو إلا ما رأيت غير أني أبيت حين أبيت وليس في قلبي غشّاً لأحد من المسلمين، ولا أحسد أحداً على نعمةٍ آتاه الله – تبارك وتعالى – إياها، قال عبد الله بن عمرو معقّباً، قال: تلك التي بلغت بك، وتلك التي لا نطيق، تلك التي بلغت بك، وتلك التي لا نطيق، يريد يقول له أن الصلاة التي أعظم شأنها ربما كانت أخفّ على الإنسان من أن يجعل قلبه على هذه الصفة.
هو كل يوم ليلاً، أبيت حين أبيت معناها أنه كل يوم قبل أن ينام – بيعمل تسيئه كده – يزيل أي شيء من الغش في قلبه لأي أحد، ولا ينظر إلى أي نعمة إلا نظرة التبريك والرغبة في أن ربنا – سبحانه وتعالى – يزيد عباده من النعم، هو لا يشعر بأي مشاعر سلبية تجاه أي إنسان.
إذاً النبي – صلى الله عليه وسلم – علام كان ينوّه ثلاثة أيام متتابعة، إلام ينبّهنا؟ ينبهنا إلى أن هذا مقام عظيم من مقامات الإيمان وإن كنّا نحن غير ملتفتين له أو متغافلين عنه، إذاً الغلّ يقع في الصدر، ماذا ينبغي علينا أن نفعل؟ ما المطلوب؟ أننا نحاول دائماً أن نطهّر وننقّي.
التطهير والتنقية عائدته تعود على من؟ – على فكرة – الإنسان عندما يكون في قلبه حاجة هي تتعبه لأنه هو يحملها، أنا الآن – منفسن على فلان – أو أحسد فلان، فلان هذا الموضوع لا يفرق معه، لكن من الذي يتعب؟ أنا الذي أتعب لأن المشاعر السيئة في النهاية تجول في صدر من؟ صدري أنا، فالإنسان أصلاً إنما يصنع لنفسه، هو عندما ينقي نفسه، فهو ينقي نفسه لنفسه لأن التنقية تصيب أي قلب؟ تصيب هذا القلب، تصيب أي صدر؟ تصيب هذا الصدر.
فنحن قلنا الآن أن هناك مدخلاً للقلب، هذا المدخل تدخل فيه وساوس يوجد أسلوب في مدافعتها، وأهم شيء في مدافعة الوساوس الانتباه للشيطان والتحصّن الدائم بذكر الله – تبارك وتعالى – ، فالشيطان لا يمسّ إنسان يذكر ربنا – سبحانه وتعالى –
الشي ءالثاني: أن العلم أعظم دافع للشيطان، لا يترك مساحة له في الصدر.
أن الغل والكبر والأخلاق الذميمة إنما محلّها في الصدر، نحن ننافح ونجاهد لئلا تقع في هذه المضغة. فقط
الجمعة القادمة إن شاء الله سنستتم بقية الكلام الذي ذكره ربنا – سبحانه وتعالى – متعلّقاً بهذا الصدر
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك حبك، اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نعوذ بك من كرب الموت وشدّته، اللهم إنا نعوذ بك من كرب الموت وشدّته، اللهم إنا نعوذ بك من كرب الموت وشدّته، ونعوذ بك من فتنة القبر ومحنته، ونعوذ بك اللهم من فتنة القبر ومحنته، ونعوذ بك اللهم من فتنة القبر ومحنته، ونعوذ بك اللهم من هول يوم القيامة وروعته، ونعوذ بك اللهم من هول يوم القيامة وروعته، ونعوذ بك اللهم من هول يوم القيامة وروعته، ونعوذ بك اللهم من هول يوم القيامة وروعته، ونعوذ بك اللهم من دحض الصراط وزلّته، ونعوذ بك اللهم من دحض الصراط وزلّته، ونعوذ بك اللهم من دحض الصراط وزلّته.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راكضين، ولا تشمت بنا أعداء ولا حاسدين
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، ومن عضال الداء، ومن خيبة الرجاء.
اللهم إنا نعوذ بك من زال نعمتك ومن تحوّل عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك يا رب العالمين
اللهم إنا نسألك من كل خيرٍ سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون، ونعوذ بك اللهم من كل شرٍ استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم