Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

التكبير وأثره في الصلاة

بسم
الله والحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى
الله عليه وسلم عبده ورسوله.

يقول
النبى صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم.

مفتاح
الصلاة الطهور أى أن الإنسان لكى يمارس هذه العبادة ينبغى أن يتحرى طهارة البدن
والثوب والمكان, وتحريمها التكبير والمقصود بكلمة التحريم أنه لا يدخل الإنسان فى
حرمة الصلاة إلا بهذا التكبير ولذلك اصطلح العلماء على تسمية التكبيرة الأولى التى
نبدأ بها الصلاة تكبيرة الإحرام أما التكبيرات الأخرى التى تأتى أثناء الحركة اسمها
تكبيرات الانتقال.

إذن
فهى تكبيرة الإحرام لأننا ندخل بها فى حرمة الصلاة وبذلك فهو إشعار بأن الإنسان
يدخل فى شىء له حرمة وله عظمة وله قدسية. ولذلك المكان المحيط ببيت الله تعالى نحن
نسميه حرما لأنه له حرمة وله قدسية وله مكانة وله عظمة تستوجب على من يدخله أن
يراعى هذه الحرمة, فمثلا نحن نطلق على المكان المحيط بالجامعة الحرم الجامعى –
بالرغم من الأعاجيب التى تحدث فيه – وإنما يقال ذلك دلالة على أن هذا المكان له
وضعية معينة خاصة.

كذلك
نقول محراب العلم تشبيها له بمحراب الصلاة, ولكن متى يكون مماثلا لمحراب الصلاة
وهل أى علم يوصف بهذا الوصف ويُقدّر هذا التقدير؟ مثل هذه التشبيهات نحن بحاجة
ماسة لمراجعتها. الله سبحانه وتعالى جعل مقدمة الصلاة أو الباب الذى ندخل منه
للصلاة هو التكبير وكذا فى الآذان أى الدعوة للصلاة جعله الله عز وجل أيضا يبدأ
بالتكبير. لماذا التكبير؟ التكبير ثم الشهادة لله سبحانه وتعالى بالوحدانية ثم
الشهادة لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة ثم بيان الدعوة إلى الصلاة ثم إعادة
التكبير والشهادة.

التكبير
فى أول النداء باعتبار إن الإنسان عادة تشغله شواغل ويكون غالبا حينما يرد عليه
النداء فى حاجة بيعملها، عمل ما يؤديه قد يكون هاما والنداء بالله أكبر معناه أن
الأمر الذى سأقبل عليه هو أعظم وأهم من الشىء الذى يشغلنى وأقوم به. ولذلك فإننى
إن لم أستجب للنداء فهذا يعنى أن الأمر الذى يشغلنى أكبر وأهم عندى من الصلاة.
ولذلك حقيقة الله أكبر دي مش عندي.

ثم
تأتى الشهادة وهى تعنى أن الأمر الذى نُدعى إليه هو تحقيق عبادتنا لله سبحانه
وتعالى والصلاة هى أعظم عبادة وعامود الإسلام كما قال النبى صلى الله عليه وسلم.
ثم الشهادة لنبينا صلى الله عليه وسلم فى هذا الموطن فهو من قام بنقل هذه العبادة
لنا ونحن نؤديها كما فعل وكما أمر حين قال صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتمونى
أصلى. ثم تأتى الدعوة إلى الصلاة فنقول حىّ على الصلاة أى أقبل إلى هذه العبادة
وحىّ على الفلاح لأن هذه الصلاة تمثل حقيقة الفلاح أو حقيقة الفوز أوالسعادة
للإنسان فى الدنيا والآخرة, ثم يتكرر التكبير والشهادة مرة أخرى لله سبحانه وتعالى
بالوحدانية.

ولذلك
كانت هذه الكلمات رسالة تُنقَل للإنسان لكى يتجاوب مع مضمونها لكى ينتقل من حال
إلى حال ولذلك حثنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نعيد كلمات الآذان, فأنا أعيد
التكبير لكى أقرر هذه الحقيقة فى نفسى وأذكّر نفسى بها وأعيد تأكيدها بداخلى
لكى أتجاوب معها, وكذلك إعادة لفظ الشهادة لله سبحانه وتعالى بالوحدانية ولنبيه
صلى الله عليه وسلم بالرسالة. وحين يقول المؤذن حىّ على الصلاة حىّ على الفلاح
فإننا نقول لا حول ولا قوة إلا بالله وكأننى أطلب من الله عز وجل أن يعيننى على
إجابة النداء والإستقامة فمن الممكن أن يضعف الإنسان أو يلهيه الشيطان وينشغل أو
يزين لنفسه أن ما يشغله له أهمية كبيرة فعليه إذن أن يطلب من الله أن يعينه على
فعل هذه العبادة, والنبى صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرأ فى كل ركعة إياك نعبد
وإياك نستعين وحقيقة إياك نعبد لا تتحقق إلا بإياك نستعين, فلو لم يكن هناك عون من
الله سبحانه وتعالى للإنسان فلن يمكنه أن يُمضى أو يُتم أى شىء.

وحين
نرجع لأصل هذه الكلمات سنجد أنها منحة وإلهام من الله سبحانه وتعالى, كيف توصلنا
لكلمات الآذان؟ النبى صلى الله عليه وسلم أراد أن يدعو الناس للصلاة ويريد أن
يبلغهم أن وقت الصلاة قد حان ولم يكن يومها يتوافر الساعات والتقويم المتضمن
لأوقات الصلاة فجلسوا يتشاورن ماذا يفعلون..فاقترح شخص أن يشعلوا نارا فإذا ما
رآها الناس علموا أن الصلاة قد حان وقتها فلم يعجب النبى صلى الله عليه وسلم هذا
الرأى لأن النار هى إله المجوس الذى يعبدونه, فاقترح آخر أن يستعملوا بوقا حين
يسمعه الناس يعلمون أن قد حان وقت الصلاة وأيضا لم يعجب هذا الرأى النبى صلى الله
عليه وسلم لأنه مشابه لفعل اليهود, ثم أشار آخر أن يدقوا ناقوسا لإعلام الناس
بدخول وقت الصلاة ولكن أيضا لم يعجب ذلك النبى صلى الله عليه وسلم لأنه فعل
النصارى.. فكل هذه الإقتراحات لم تجد قبولا لأن فيها مشابهة لأفعال أهل الديانات
الأخرى سواء كتابية أو غيرها. ولكن فى النهاية عزم النبى صلى الله عليه وسلم على
الناقوس لأن صوته عاليا.

يقول
عبد الله بن زيد أن النبى صلى الله عليه وسلم كان مهتما لهذا الأمر وهو أيضا إهتم
لهمّ النبى صلى الله عليه وسلم فرأى فى المنام رؤيا أن رجلا يسير ومعه ناقوس
فناداه عبد الله وسأله أن يبيعه الناقوس فسأله الرجل وماذا ستفعل به فقال أدعو
الناس به للصلاة, قال أفلا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأخبره بالآذان, ثم
استأخر عنه قليلا وعاد له ثانية وأخبره ماذا يقول لكى يقيم الصلاة. فذهب عبد الله
بن زيد إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقص عليه الرؤيا فقال له النبى صلى الله عليه
وسلم أنها رؤيا حق إن شاء الله ثم أمر بلالا أن يؤذن وقال ألقه على بلال فإنه أندى
صوتا منك. فلما أذّن بلال أتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يتعجب يجر رداءه وقال
أنه رأى نفس هذه الرؤيا فالنبى صلى الله عليه وسلم استحسن هذا وسماه الآذان.

فالنبى
صلى الله عليه وسلم كان يبحث عن وسيلة لكى يعلمنا بالصلاة وأحد الصحابة رضى الله
عنهم لشدة إهتمامه وحرصه على علاج هذه المشكلة وإحساسه بأنه مهموم لأن النبى صلى
الله عليه وسلم كان مهموما فأعطاه الله سبحانه وتعالى هذه المنحة وجعل ثواب توصيل
هذه العبادة وإقامتها لهذا الصحابى وأراها أيضا لعمر رضى الله عنه تأكيدا وتثبيتا.
فأصل الأذان وشرعته هى رؤيا أراها الله سبحانه وتعالى لأحد الصحابة إثابة له على
حرصه واهتمامه بهذه العبادة واهتمامه لأمر النبى صلى الله عليه وسلم.