Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الجذبة العلوية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

 ثم أما بعد،.

فحديث اليوم عنوانه ” الجذبة العلوية “

كنا في الجمعة الماضية نتمم الحديث عن الوسوسة، وذكرنا أن هذه الوسوسة وهذا الضغط من الشيطان إنما يعمل عمله في النفس الفارغة وذكرنا قول الصديق رضي الله عنه ” لأنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد ” فذكرنا أن الإنسان الذي تشغله همومٌ أو شواغل أو قضايا مهمّة؛ تشغل باله وتفكيره، أنه لا يبقى في صدره متّسعٌ أو فراغ لتحل فيه وساوس الشيطان ولذلك ذكرنا أن الفراغ هو أعدى أعداء الإنسان وذكرنا حديثاً عن البطالة وذكرنا أن هناك فرقاً بين المفهوم الحقيقي للبطالة وبين مفهوم البطالة السائد في مجتمعاتنا.

 وأن هناك فرقاً بين التعطّل الوظيفي وهو ما نسمّيه نحن بالبطالة، وبين البطالة التي هي الفراغ، والغفلة عن الحقّ والانشغال بلهوٍ أو بباطل فالإنسان المؤمن خلقه الله عز وجل في هذه الحياة لغاية عظمى ورسالةٍ عليه أن يؤديه، ولأمانة ائتمنه سبحانه وتعالى عليها إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا وقال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

 فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ففي هذه الحياة لحكمةٍ بالغةٍ ورسالة راقيةٍ عالية نبيلة، هذه الرسالة تملأ على الإنسان جوانب نفسه، فلا يبقى عنده فراغٌ لكي يسيطر عليه فيه الشيطان أو لكي يشغل نفسه بلهوٍ أو بباطل، ولذلك كان في كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي علّمنا إياها ” إن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ” .

فقسم الأمور الشواغل التي ينشغل بها الإنسان إلى قسمين رئيسين، الأول: معالي الأمور، الثاني: السفاسف؛ وهي الأمور الحقيرة التي ليس لها وزن ولا قيمة ويترفّع الإنسان الذي كرمه الله تبارك وتعالى أن يبذل عمره أو يشغل نفسه بهذه الأمور لأنه كما قلنا يتذكّر دائماً قول الله تبارك وتعالى أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ويتذكّر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تزول – أي عبد – يوم القيامة – لن تتحرك سواء إلى جنّة؛ نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من أهلها، أو إلى نارٍ عياذاً بالله، أيّاً كان مصيره، وأيّاً كان مآله، حتى يسأل هذه السؤالات – عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه.

 إذاً هذا الفراغ لا مجال له في قلب ولا في وقت ولا في حياة كل عبدٍ مؤمن، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم منبّهاً ” نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس؛ الصحّة والفراغ ” الوقت، قال تعالى وَالْعَصْرِ أقسم تعالى بالزمن الذي هو المحل الأساس لاستثمار الإنسان لحياته، هذا هو الاستثمار الأعظم، إن الإنسان لو وفّق فيه يكتسب خير الدنيا والآخرة، وضاع عمره سداً، حينئذ] يخسر الخسران المبين، لذلك قال تعالى وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍوعبّر سبحانه وتعالى بـفي تدل على إن الإنسان منغمس في هذا الخسر، إذاً الأصل في الإنسان جنس الإنسان أنه في خسران المبين،، من المستثنى؟ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هذه الأركان الأربعة،، إذاً لن ينجو الإنسان من الخسارة التي سمّاها صلى الله عليه وسلم غبناً، وقلنا ما معنى المغبون؟ المغبون: الخسران، يبيع الشيء الغالي جدّاً بثمن زهيد جدّاً، فهو مغبون في صحته مغبون في وقته وفي عمره وفي زاد آخرته إلا الذين آمنوا وصدّقوا إيمانهم بالعمل الصالح، ثم تواصوا فيما بينهم بالتمسّك بهذا الحق وتواصوا بالصبر لأن الصبر هو الذي يعطي الإنسان الإعانة على أن يستقر على أمر الله تبارك وتعالى إلى أن تأتيه منيّته.

 إذاً لا نجاة للعبد من الخسران إلا بهذه الدعائم وهذه الأركان الأربعة، ولذلك ذكرنا في خطبتنا الماضية، خطبة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: إني لأكره أن أرى أحدكم فارغاً سبهلالا ليس في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة، فهو يبيّن رضي الله عنه أن الإنسان المؤمن الذي وعى حقيقة رسالته، وحقيقة الحياة لابد أن يكون مشغولاً بما ينفعه سواءً في أمر الدنيا أو في أمر الآخرة، فهو يكره رضي الله عنه أن يرى عبداً مؤمناً فارغاً سبهلالا، لا يعمل ما يصلحه لا في دنياه ولا في آخرته

 وإذاً فقد انتهينا إلى أن الإنسان المؤمن لا ينبغي أن يكون في فكره ولا في قلبه ولا في وقته فراغٌ ولا مجال للغفلة.

 ثمّ نتحدث بعد عن القضية الأخرى: قضية التعطّل أو قضية الاكتساب والارتزاق المالي باعتبار أننا كنّا نتكلم عن معنى البطالة وذكرنا البطالة حقيقتها انشغال الإنسان بما لا ينفعه، بما لا يعود عليه خير في الدنيا ولا في الآخرة، – طيب – التعطل الوظيفي الذي لا يستحق اسم البطالة، لأن التعطل الوظيفي هذا هو سيسبب أزمة مالية للإنسان لكنّه لا يبرر أن يكون الغنسان فارغاً مشغولاً عن الله أو مشغولاً عما ينفعه، لذلك ذكرنا في المرّة الماضية قول الله تبارك وتعالى فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ إذا فرغت من عملك فيما ينفعك من أمر دنياك فانصب أي اجهد في العمل فيما يقرّبك إلى الله تبارك وتعالى وابتغاء أجره وثوابه وفضله للتعرّض والتقرّب، وقلنا عبّر سبحانه وتعالى بالنصب لماذا؟ لماذا لم يقل تعبّد.

 النصب: هو الاجتهاد الذي لا يبقي من طاقة الإنسان ولا من قوّته بقيّة، يعني سيستثمر كل البقية الباقية من جهد ومن طاقة في العمل والتقرب والتعبد له تبارك وتعالى، ثم قال وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ أن الإنسان بيجتهد راجياً من الله تبارك وتعالى الثواب والقرب، لأن الله تبارك وتعالى إذا لم يمنّ على الإنسان، وإذا لم يتغمده برحمته، إذا لم يتقبّل منه قليل عمله فإنه ليس ينتفع من عمله في شيء.

 لماذا سمي التعطل الوظيفي بطالة؟ لأنه بسببه تتعطل وتبطل أحوال الإنسان المعيشية، لأنه مفتقر إلى ما يمونه وما يقوته، فنحن نريد أن نتكلم عن هذا القضية، وهي قضية صعبة لأنها متشعبة الجوانب يعني نحتاج مثلاً أن ندرك أبعاد كلمة الرزق، هذا شيء، الشيء الآخر أن الإنسان يدرك حكمة ربنا سبحانه وتعالى ورحمته فيما يفعله وفيما يقضيه، ولذلك نحن سمينا الخطبة وجعلنا عنوانها ” الجذبة العلوية ” ماذا تعني؟ أن ربنا سبحانه وتعالى يمنّ على الإنسان فيجذبه إليه، يمنّ على الإنسان فيرزقه نعمة الحياة مع الله، نعمة الإحساس برحمة الله، نعمة الإحساس بفضل الله تبارك وتعالى، نعمة أن يعيش الإنسان قريباً من الله، نعمة أن يعقل الإنسان عن الله، نعمة أن يعيى الإنسان أسرار أقدار ربنا سبحانه وتعالى.

 النقطة الثالثة: ما هي الخطوات التي يأخذها الإنسان لأجل أن ينال أو يستحقّ بها الرزق أو السعة أو الفضل الإلهي، يلي ذلك هل هذه القضية قضية فردية فقط أم يوجد شيء اسمه دور اجتماعي، يعني لو شخص يمرّ بضائقة مالية، هذه قضية شخصية متعلّقة به، أم المجتمع الذي حوله ربنا سبحانه وتعالى أوجب عليه واجب بحقّ هذا الشخص، أو بحقّ هؤلاء الذين يعانون من هذه الأزمات، فإذا لم يتمّ الدور الاجتماعي ماذا سيحدث؟ وهل الإدارة السياسية عليها دور في هذه القضية أم لا؟ مجموعة السؤالات هذه تحتاج إلى إجابة.

 فأول شيء نتحدث عنه قضية رحمة الله سبحانه وتعالى، ربنا سبحانه وتعالى يقول اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ثم قال معقّباً سبحانه وتعالى يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ الله سبحانه وتعالى هاهنا قال اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ولم يقل الله لطيف بمن يشاء من عباده فيرزقهم اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ إذاً هذه عامّة اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ تشمل كل العباد، فما معنى أن الله سبحانه وتعالى لطيف بالعباد، ما معنى هذا الاسم؟ أو معنى هذه الصفة ” اللطف الإلهي ” ما معناها؟ اللطف: أن ربنا سبحانه وتعالى يوصل خير إلى الإنسان بصورة خفيةٍ لا يطّلع عليها، أو لا يدركها، ولذلك يوسف عليه السلام وهو يعقّب على قصّته وعلى محنته الطويلة فيقول وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ

 ما يشاء أنه أراد سبحانه وتعالى أن يحققه من خيرٍ لهؤلاء العباد، كيف أوصلهم الله سبحانه وتعالى إلى هذا الخير، اوصلهم بطريقٍ من طرق اللطف والخفاء، ما معنى اللطف والخفاء أن الإنسان يمرّ بأحوال، هذه الأحوال ظاهرها محنة أو كرب أو شدّة لكن في الباطن، في قلب هذه الأشياء تمام الرحمة والبر والإحسان، فربنا سبحانه وتعالى حينما أراد أن يرفع قدر يوسف عليه السلام وينيله هذه المنزلة العالية دنيويّاً وأخرويّاً وأن يمنّ على أبيه وأن يمنّ على إخوته وأن يتوب عليهم، وأن ينقلهم من هذه البادية إلى حيث هذا الملك وهذا الرغد، كيف أوصلهم سبحانه وتعالى إلى ذلك، أوصلهم إليه عبر عديد من محن مرّت بيوسف عليه السلام ومرّت بأبيه، فهو سبحانه وتعالى ينقلهم إلى هذا الخير، وإلى هذا الفضل عبر هذه المحن التي تبدو في ظاهرها شرّاً لكنها في حقيقتها فضلٌ ونعمة ورحمة، وهاهنا مقام التسليم، أن الإنسان يكل الأمر إلى الله، يثق بفضل ربنا سبحانه وتعالى ورحمته، حتى إن كان الظاهر البادي الذي نراه بيعنيه أو يقدّره بعقله القاصر خلاف ما يبدو أو خلاف ما يعتقد من رحمة الله سبحانه وتعالى، ولذلك قال تعالى وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ فنحن إذا غفلنا عن هذه العبارة وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ماذا يحدث؟ هنا مقام الإيمان ومقام التسليم أن الإنسان عنده ثقة فبيجعل ثقة في ربنا سبحانه وتعالى أقوى من الذي حسبه بعقله أو أقوى مما رآه بعينه، لثقته في رحمة ربنا سبحانه وتعالى وفضله، سيظهر هذا له لكن ليس الآن، سيظهر قدام، لذلك نحن وجدنا في أول السورة وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ يتم النعمة، وليس فقط عليك وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ هذا تعبير يعقوب عليه السلام لرؤيا يوسف عليه السلام يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ الاصطفاء ورفع القدر، والعلم وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ لماذا تأويل الأحاديث؛ لأن هذا هو العلم الذي رفعه الله به، هذا العلم الذي عبّر به رؤيا الساقي وبعد ذلك عبّر به رؤيا الملك.

 فإذاً ربنا سبحانه وتعالى آتاه من العلم ما يحتاجه لكي يرتفع به قدره، ولذلك يعقوب عليه السلام لأنه نبيٌّ مرسل خصّ هذا العلم من جملة العلوم، يعني سيدنا يوسف أليس جعله ربنا رسول وآتاه وحي، وآتاه علم كثير، هذا العلم واسع، وأوسع من هذا، فلماذا هنا قال تأويل الأحاديث؟ لأن هذا هو علم الرفعة، الذي سينال به الرفعة، وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وبعد ذلك، – اللي جي كله أسود – بعد هذه الجملة التي هي من المفترض تستشف أنه قادم خير كثير، فهو يتكلم عن الاجتباء والاصطفاء ورفعة قدر، لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ۝ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ۝ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَاختطافه من حضن أخيه وإلقائه في الجب، انتشاله، تحويله من عبد مكرّم بن نبيٍّ مرسل؛ إلى عبد يباع بثمن بخس دراهم معدودة، ثم بعد ذلك المحنة في قصر العزيز، ثم التهم الباطلة ثم السجن ظلماً، ثم يلبس في السجن زماناً، فهو إن لم يمرّ بهذه الأشياء، يعني إن لم يدخل السجن ورأى الساقي في السجن وعبّر له الرؤيا وأدرك صدقه وأدرك علمه – مكنش – عندما رأى الملك الرؤيا – مكنش – الساقي سيتذكّر يوسف عليه السلام، ومن تقدير الله سبحانه وتعالى أن الملك رأى الرؤيا ثلاث مرات، ممكن – يطنش – أو لا يهتم بالموضوع، فهذه الرؤية رآها ثلاث مرات وبها معالم واضحة أن هذه لها معنى، ولذلك كان حريص جدّاً على أن يعبّر الرؤيا، فإن لم يكن حريص، لم يحدث شيء، كان بقي يوسف في السجن أيضاً، فلو كان الحاشية التي حول الملك عبّرت له الرؤيا تعبير ليس له معنى، كان سيقتنع بهذا الكلام، فهو لابد أن يرى الرؤيا ثلاث مرات، ويكون حريص على تعبير الرؤيا، ثمّ يوفّق لمجموعة من المستشارين المحترمين فيقولون له أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ – ابقى اشرب لبن قبل ما تنام واتغطى كويس دول لو كانوا قالوا له أي تعبير – لا لابد أن يقولوا له هذا فيبقى حائراً فيتذكّر الساقي فيقول أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ۝ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا إذاً قول يوسف عليه السلام إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ علام يدل؟ يدل على أن ربنا سبحانه وتعالى يقدّر للإنسان الخير والنعمة والرحمة أحياناً ووصوله إليها بالطريق الظاهر الواضح الذي نراه جميعاً، وأحياناً يوصله إليها بالطريق الخفيّ الذي يغيب عن أكثر العباد

 أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 الحمد لله رب العالمين

اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ فقلنا اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِه قلنا هذا ليس فيه استثناء، فربنا سبحانه وتعالى بيلطف بعباده جميعاً، يوصل الخير إليهم جميعاً، يوصل البرّ إليهم جميعاً، لكنه عندما عطف عليه الرزق قال يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ فأين جعل الاستثناء، ليس في اللطف، في الرزق.

 إذاً المعنى: أن ربنا سبحانه وتعالى يوصل الخير للعباد كل العباد، يوصل الخير لبعض العباد ببسط الرزق، ويوصل الخير إلى غيرهم من العباد بقبض الرزق على اعتبار أنه سبحانه وتعالى يفعل لهم وبهم ما هو الأصلح لهم، وما يصلحهم.

 فمتى ينشأ الخلل عندنا؟ لو افتقدنا هذه الثقة فبدأنا نتهم ربنا سبحانه وتعالى وقدره، أو تختل عندنا المفاهيم فنعتبر أن مجرّد الرزق المادي هذا بذاته علامة الخير، هذا ليس ضرورة، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى صحح هذا المفهوم قال فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ إذاً الابتلاء: اختبار، هذا امتحان مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُالمتاع الدنيوي، فيقول، ما ترجمتي أنا فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ هذا علامة على ماذا؟ هذا علامة على إكرام ربنا وعلى فضله وعلى حبّه لي، الثانية وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ هو هو أيضاً، هو اختبار، إذاً هذا اختبار وهذا اختبار وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ هذا هو الاختبار وسنرجع إلى الله سبحانه وتعالى، حسب نتيجة الاختبار هل نحن نجحنا أم لا.

 إذاً ربنا سبحانه وتعالى هو يقدّر للإنسان الخير ولكن مثلما قلنا هو يحسن الترجمة أم لا وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فماذا يقول؟ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ هذه علامة على عدم حب ربنا له ويبدأ الإنسان بالتسخّط فيقول – ليه كده يا رب، وأنا ربما أكون أفضل من غيري، أو أنا ما استحقّش كده، أو يكّعبل أكثر ويبوظ فيجي واحد يقول يدي الحلق للي بلا ودان ده هيروح بعيد خالص، لأن ده بيصل لمرحلة أنه يتّهم ربنا سبحانه وتعالى في حكمته، فالموضوع هيضيع ليه؟ – لأن ربنا سبحانه وتعالى هو الحكيم العليم، ما هي الحكمة؟ أن ربنا سبحانه وتعالى يضع كل شيء في محلّه وموضعه الصحيح، فأنا لو عندي ودان ثم الحلق تجاوزني أنا فراح لواحد بدون ودان، طب اللي بدون ودان هيعمل ايه بالحلق؟

 إذاً هذا عياذاً بالله طعن مباشر في الحكمة الإلهية أنه سبحانه وتعالى يضع الشيء في غير موضعه، يعني الحلق الذي يستحقه – أبو ودن عشان ينتفع به – أعطاه لمن ليس له أذن فلا ينتفع به، وترك هذا الذي كان ينفعه، مة

 فهنا ربنا سبحانه وتعالى يقول هذا ابتلاء وهذا ابتلاء، فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ فهنا ربنا سبحانه وتعالى عقّب ماذا قال؟ كَلَّا الموضوع – مش كده خالص، يبئه الخلل هنا فين؟ – الخلل في فهم الإنسان وإدراكه، هو لا يتصوّر حقائق الأمور، فربنا سبحانه وتعالى يقول كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ۝ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ۝ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا ۝ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا هذه الكلمات لماذا توجد هنا، هذه تعليق على ماذا؟ أنه يقول أن ربنا أكرمني بالفلوس وأهانني من غيرها، صح،، فربنا سبحانه وتعالى يقول أنه بحقيقته مجرّد ابتلاء، وأن هذا المال بهذا التصوّر هو في الحقيقة ليس نعمة، لماذا؟ لأنه لو كان نعمة كان يوظّف في الخير، فربنا سبحانه وتعالى بيقول – المال اللي معاك ده انت عملت بيه ايه؟ – كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ۝ وَلَا تَحَاضُّونَ لا يوجد حثّ على طعام المسكين وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ الميراث – يعني واحد يلم فلوسه وفلوس اخواته الولاد والبنات بيكوّش وخلاص – أَكْلًا لَمًّا فهذا يكون حسن، يعني هذا المال على هذه الصورة، إذاً هذا أكيد ليس إكرام.

 ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه قال نعم المال الصالح للرجل الصالح متى يكون المال نعمة؟ لو كان المال صالح والذي ينفق المال إنسان صالح، ما معنى المال صالح؟ يعني المال الحلال، فلماذا الرجل الصالح؟ لكي ينفقه في ما يرضي الله، لا ينفقه فيما يسخط الله وبالتالي فيما يعود عليه بالشرّ في الدنيا والآخرة – فامته يبقى كويس لو المال صالح والرلج صالح – .

 إذاً حينما يقول الله سبحانه وتعالى اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ فهو سبحانه وتعالى يعلّمنا شيئين: الشيء الأول: أن العطاء نعمة أحياناً، وأن المنع أيضاً نعمة أحياناً، فماذا نحتاج للشعور بهذا؟ الثقة في ربنا سبحانه وتعالى وفي أن ربنا سبحانه وتعالى إنما يريد بالإنسان الخير، ولذلك قال تعالى وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ ماذا سيصنعون لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ خَبِيرٌ بَصِيرٌ

 وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ إذاً هنا الله سبحانه وتعالى بيقول أنه لا يبسطه بهذا المقدار لماذا؟ لكي يحافظ علينا، لكي لا نذهب بعيداً، لكي لا تضيعنا الدنيا، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يوصي الصحابة عندما جاء سيدنا أبوعبيدة جاء من البحرين وأتى بجزية وأموال، والناس فقراء، من حين ما النبي صلى الله عليه وسلم هاجر وهم في ضوائق، لايوجد سعة، وربما كانوا قبل هذا أحسن حالة، فالناس سمعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه فلوس، فماذا فعلوا؟ فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح.

النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح – لقى بشر كده واقفة مستنيّة – وطبعاً عم أهل حياء لا يتكلّمون فواقفين، فالنبي صلى الله عليه وسلم خرج من الصلاة لقى ناس واقفين، – محدش بيتكلم بس – قال: قد سمعت أن أبا عبيدة قد جاء بجزية من البحرين، أنتم سمعتم – أن في فلوس جت صح فهم هزّوا دماغهم، بصراحة آه –

 فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: فأبشروا وأملّوا الذي يسرّكم، ثم قال، من الذين في محلّ التكليم؟ هو يكلّم ناس هم الآن ليس معهم، أو في وضع فيه ضيق قليلاً، فيقول لهم: أبشروا وأملوا – لا هي هتفتح وهتتحسن، وهتوسع بس خلي بالك – فوالله ما الفقر أخشى عليكم – مش ده، لذلك احنا عندنا في الحكمة المتوارثة ” الفقر حشمة ” يخليه محترم كده، يضرب ايده في جيبه معاه خمسة وسبعين قرش، هيعمل بيهم ايه؟ يقعد مؤدب، لو معاه فلوس كتير، ممكن الدنيا تبوظ –

 فال: فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخاف أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على الذين من قبلكم – طب يحصل ايه؟ – فتتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم.

 فيريد أن يقول أنهم في حالة الضيق القليل هو طبعاً هذا شيء ليس مطلوباً بذاته لكن لو وجد فهذا أكيد لحكمة ورحمة من ربنا هذه هي الفكرة، فلو وجد الناس يكون طموحها الدنيوي قليل وإحساسها ببعض عالي، فعندما تبسط الدنيا، هو – دلوقتي – أخشى أن تبسط عليكم الدنيا، – تبسط يعني ايه؟ يعني تتفرد صح، بساط يعني: سجادة مفرودة – تبسط يعني: تتسع، فعندما كنّ في وضع ضيّق هكذا وكنا – سيعين بعض، لما توسع معانا يبئه أحسن ولا يبئه أوحش، يعني مثلاً 15 نفر قاعدين في 3متر في 4متر، مش عارفين ننام بس احنا أدينا مسعين بعض، وبعد كده أخدنا فيلا على 15 فدان واحنا نفس العدد بقينا مش طايقين بعض ” ايه يا عم ما توسّع شوية ليه؟ لأن أنا في الأول في الوضع الأول مسستم نفسي على كده والحمد لله كده طيّبة كده مستورة، لما وسعت بدأ يدخل عندي طمع الدنيا، وطمع الإنسان ملوش حدّ.

 ” لو أن لأبن ىدم وادي من ذهب ” وادي، مسافة ما بين جبلين كلها ذهب، يعني لو أخذ على عمره عشرين عمر لن يصرفهم، لكن هذا طمع الإنسان، مثلا: في رمضان كان الإنسان – عشان جعان قاعد بياكل بعينه، ويفضل يكوّم في حجات، لكن لما بياكل هما لقمتين وبيشبع، هو كده البني آدم عينه فيها طمع،هو كده البني آدم – .

 فهنا المفترض أنها عندما تبسط نحن نستريح، لا غريب جدّاً، عندما بسطت وجد عندنا الطمع، فماذا يحدث، – فبدأ كتفي يخبط في كتف اللي جنبي، يا عم انت قدّامك عشرين متر، فلما تبسط،غريبة، لما تبسط بدل ما نريّح لأ بدل ما تريّح نتنافس – لأن أنا عاوز أحصل على أكبر قدر ممكن، فيحصل الصراع ” فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ” .

 إذاً أين المشكلة؟ أن قلب الإنسان يتغيّر، مشكلة هذا أن قلوبنا تتغير، أحاسيسنا تتغير طمعنا يزداد، حرصنا وجشعنا يزداد، صراعنا ينشأ، فنبدأ في التحارب، فلو حصل تحارب داخلي في مجتمع، المجتمع يضيع، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال هكذا، قال: أبشروا وأملوا الذي يسرّكم. – بس خلي بالكم لما هيجي الانفتاح ده ربما يكون خطر – ، ولذلك وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ

 إذاً خلاصة الذي نريد أن نقوله اليوم نحن نريد أن نخرج بمعنى واحد فقط، – وسنستتم الكلام عليه إن شاء الله الجمعة القادمة – هذا المعنى: الثقة من الإنسان في ربنا سبحانه وتعالى وفيما يختاره الله سبحانه وتعالى له، وأن ربنا سبحانه وتعالى ليس بخيلاً، ربنا سبحانه وتعالى هو الكريم، فأنا – لو ما أخدتش مش ممكن يكون ده غرضه البخل – وإنما هي الرحمة، أدركت أو لم أدرك، هنا مقام الإيمان، مقام الثقة، مقام التسليم لله تبارك وتعالى لذلك نح ذكرنا قبل هذا قول عليّ رضي الله عنه: لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه ولا يخافنّ إلا ذنبه.

الخلل من أين يأتي؟ أو النقص من أين يأتي؟ يأتي من تقصيرنا نحن ومن ذنوبنا، فالإنسان عليه أنه يستشعر الرضا من إدارة ربنا لحياته،هذه هي القضية أن ” مسلّم لله ” ما معناها: أنني أرتضي إن ربنا سبحانه وتعالى هو الذي يدير شئوني فإذا هو أعطاني سعة وبسط، فهذا خير وعليّ أنني أشكر، فإذا جاء هنا في وضع ثاني وأعطى أعطى – هذه أيضاً نعمة – شيء من القبض، إذاً هذه هي النعمة لأنني ممكن – لو كانت فردت معايا كانت باظت – وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ ماذا يحدث؟ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ هل حدث هذا؟ لا فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ۝ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا مكنش جاهم أحسن لكن هو الذن فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ هو عندما قال ذلك هو كان يظنّ في نفسه أنه يقدر وأنه سيعمل فعلاً وسيتصدق وسيحسن هو واثق في نفسه و- مش واثق في ربنا، طيب – لما آتاهم من فضله – محصلش الكلام ده، طب هو لما كان بيقول في الأول كده كان بيكذب، لا هو كان شايف نفسه يقدر، بس هو مكنش يقدر، طب مين اللي يعرف هو يقدر ولا ميقدرش، ربنا سبحانه وتعالى – يوسع على عبد لأنه لا ينفعه إلا السعة وربما يضيّق على عبد لأنه لا ينفعه إلا الضيق.

 فإذاً القضية حسن الظنّ بالله سبحانه وتعالى، التسليم بربنا سبحانه وتعالى، أن الإنسان لا يبخّل ربه تبارك وتعالى فهو الجواد الكريم، وهو البر الرحيم إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ

 اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا،وانصرنا على القوم الكافرين

 اللهم إنا نسألك علماً يعلمنا دينك، اللهم إنا نسألك علماً يعرفنا بك، اللهم فقّهنا في ديننا،اللهم فقّهنا في ديننا،اللهم فقّهنا في ديننا،، اللهم زهدنا في دنيانا،اللهم زهدنا في دنيانا.

 اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

 اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

 أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم