Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الجمال والظلم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده صلى الله عليه وسلم ،  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ   يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا 

ثم أما بعد …

فلازلنا  أخذين في حديث الجمال وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف ربه تبارك وتعالى ” إن الله جميل يحب الجمال “، فالجميل اسمه تعالى والجمال صفته ووصفه جل وعلا, وذكرنا أن الجمال في صفة الله تبارك وتعالى هو أولاً وقبل كل شئ هو جمال ذاته تبارك وتعالى وأن كل جمال في هذا الكون الذي خلق وأبدع سبحانه وتعالى إنما هو من جماله وجلاله وكماله سبحانه وتعالى, وذكرنا أن هذه الصفه صفة الجمال كغيرها من صفات الله تبارك وتعالى لابد أن يظهر أثرها وأن تؤتي أكلها في كل خلق وفي كل وصف وفي كل فعل وفي كل أمر ونهي فلا تتخلف هذه الصفه العظيمة في كل ما بتعلق بذات الله تبارك وتعالى فاذا كان سبحانه هو الجميل كان خلقه وتقديره سبحانه وتعالى في غاية الحسن والبهاء والاحكام والابداع والجمال لأنه صادر من الجميل تبارك وتعالى وذكرنا أن الجمال مقصود في خلق الله تبارك وتعالى ولذالك جعله الله تبارك وتعالى من جملة المنن ومن جملة المقاصد التي قصدت في خلق هذه المخلوقات العظيمه في كون الله تبارك وتعالى, قال الله عز وجل في سورة النعم وهو يعدد نعمه تبارك وتعالى على خلقه  وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ  فذكر سبحانه وتعالى أولاً المنافع التي تعود على العباد من خلق هذه الأنعام التي هي الابل والبقر والغنم والمعز ثم قال تعالى ذاكرا غاية اخرى ومنة اخرى من هذا الخلق  وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ  فهذا الجمال إذا كالأكل وكغيره من وجوه الانتفاع هو مقصود من هذا الخلق وهو أثرا لهذه الصفة الالهية العظيم التي هى صفة الجمال  وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ۝ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ۝ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً  فالله سبحانه وتعالى قرن بين هاتين النعمتين الانتفاع بالركوب والزينة في المرأى والمنظر  وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ۝ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ .

فالله سبحانه وتعالى إنما جعل هذا منة منه تبارك وتعالى على خلقه وجعل هذا الجمال في الخلق امرا مقصودا منه تبارك وتعالى ولذلك قال تبارك وتعالى أيضا  وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ  وقال  فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ  وقال تعالى أيضاً في سورة ق  وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ .

فالله سبحانه وتعالى جعل هذه البهجه هذا المرأى الحسن جعله قصداً من مقاصد خلقه تبارك وتعالى لهذه الأرض  زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ۝ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ  فجعلها زينة أولا وجعلها حفظا ثانيا فاذا الله سبحانه وتعالى لجلاله جعل هذا الجمال قصداً من جملة مقصده في خلقه وذكر سبحانه وتعالى في وصف الانسان قال  لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ  في أحسن صورة وفي أحسن هيئه  مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ۝ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ۝ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ۝ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ۝ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ۝ كِرَامًا كَاتِبِينَ ۝ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ   الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ  فإذا مرادنا في هذه الكلمات أن نعيد التفكير بهذا المعنى وبهذه الصفة الإلهية العظيمة وبآثار هذه الصفة فى كل شئ يتعلق بربنا تبارك وتعالى ومن ذلك أقداره تبارك وتعالى وأوامره ونواهيه فالله سبحانه وتعالى لايقدر إلا الخير لايقّدر لعباده إلا كل جميل لأن هذا منبعث عن هذه الصفة الإلهية الثابتة التى لا تحول ولا تزول، لا تتغير ولا تتبدل، هى صفة الكمال لله تبارك وتعالى وكذلك أمره ونهيه، دينه وحكمه، جميل لأنه من مصدر كل جمال من الله تبارك وتعالى.

ولذلك ختمنا كلماتنا فى خطبتنا الماضية بأننا نحتاج إلى أن نستشعر معنى الجمال فيما خلق الله تبارك وتعالى وفيما قّدر الله تبارك وتعالى لعباده من مقادير وإن بدت لنا بادئ الرأي أحياناً على خلاف معنى الجمال وعلى خلاف معنى اللطف والحلم  وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ  وأن نستشعر معنى الجمال أيضاً فى كل ما حكم به ربنا تبارك وتعالى وفى دينه الذى أنزله على قلب محمد صل الله عليه وسلم وفى حياة رسول الله صل الله عليه وسلم وفى تطبيقه وفى اقامته لهذا الدين الجميل الذى لابد ان يكون جميلاً لأنه إنما تنزل من عند الجميل سبحانه وتعالى.

ثم إلى هنا القضية انتهت وإنما نريد اليوم أن نتكلم عن الظلم، إن أفظع الظلم وأشده أن يُوهب الانسان من الله تبارك وتعالى تفضلاً ومنة وتكرما شيئا جميلا فى غاية الجمال ثم هو يأتى بسلوكه وقوله وفعله فيقبح هذا الجميل ويشوه هذه الصورة الحسنة التى منّ الله عزوجل عليه  وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ  وُصف الشرك فى هذه الآية بأنه أظلم الظلم وأقحبه وأشنعه وأسوأه.

فى الصحيحين عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال: يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أى الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك  أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ۝ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) فأعظم الظلم هو تشويه هذه الصورة الحسنة الجميلة  إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ  ظلم من العبد لنفسه وظلم من العبد للحق والحقيقة، وظلم من العبد للمسلمين المؤمنين الموحدين ولذلك جعل الله عز وجل الانحراف عن جادة الحق والصواب سُفولا وانخفاضاً وقبحاً فقال تبارك وتعالى  وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۝ وَطُورِ سِينِينَ ۝ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ۝ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ۝ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ  ثم استثنى  إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ .

فالله سبحانه وتعالى أقسم هاهنا بمحال التنزيل المواضع التى تنزل عليها النور الإلهى وتنزلت فيها كلمات الله تبارك وتعالى وتنزلت فيها كتب الله عزوجل على رسله التى سوف تعطى العباد النور والهداية والسعادة والجمال والكمال فى هذه الحياة الدنيا ثم أقسم تبارك وتعالى بهذه الكتب التى هى الوحى على أنه سبحانه وتعالى خلق الانسان فى أحسن تقويم على الفطرة التى فطره الله عز وجل عليها متوجها حنيفاً إلى ربه تبارك وتعالى ثم الانسان يشوه هذه الصورة الحسنة ويطمس معانى النور الإلهى فيرتد إلى أسفل سافلين لكنه سبحانه وتعالى يستثنى من هذه السفول الذين بقوا على عهد الفطرة والايمان  إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ  ثم يعدهم بالاجر الجزيل الذى لاينقطع ولايحول ولايزول  فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ  اى غير مقطوع.

ولذلك قال تبارك وتعالى  حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ  قال صلى الله عليه وسلم – كما عند البخاري ومسلم عن أبو هريرة رضي الله عنه -: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟

هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصور شكل الجمال ويصور فعل القبح الذى يفعله الانسان كما تنتج البهيمة جمعاء أى كامله الصوره والخلقه، هل تحسون فيها من جدعاء؟ هل تجدونها حينما تخرج إلى هذه الحياة مجدوعة الأذن أو مجدوعة الأنف هى تخرج جميلة كاملة سليمة الخلق ثم يأتى الإنسان فيقطع ويدمر فهو الذى يشوه وهو الذى يقبح فمثل الفطره بالصورة الكاملة الجميلة ثم مثل فعل الإنسان بالتشويه لهذه الصوره الحسنة.

وإذاً فالانسان يأتى إلى هذا الجمال الإلهى فيشوهه حساً ومعنى فالجمال كما ذكرنا جمال حسى يرى بالعين وجمل مهتوى تدركه البصيره جمال فى الحس وجمال فى الشعور جمال فى المظهر وجمال فى المخبر جمال فى الخلق وجمال فى الخلق ولذلك الله تبارك وتعالى أمر فى كتابه رسوله صلى الله عليه وسلم فى غير ما موطن أمره بأن يجمل أخلاقه الفاضله وهى فى نفسها فاضلة لكنه يريد سبحانه وتعالى أن يضفى عليها جمالا فوق جمال  وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا   فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ   فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا  كما قال يعقوب عليه السلام أيضا  فَصَبْرٌ جَمِيلٌ   فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا 

هذه الآيات الأربع إنما تدور كلها حول معنى الأذى والجمال فالصفح إنما هو العفو عن الأذى الذى يصيبه صلى الله عليه وسلم من المشركين فالله عز وجل يأمره أن يصفح صفحاً والصفح فى نفسه دائماً لكنه يأمره أن يضيف جمالاً على جمال فيجعل صفحه صفحاً جميلاً فلا يثرب ولا يعنف ولا يوبخ ولا يأنب.

وأمره أن يهجر هجرا جميلا بلا أذى وأمره أن يصبر والصبر جميل لكنه أمره أن يصبر صبرا جميلاً لا يشتكى فيه إلى مخلوق ولا ينفث ما فى قلبه إلا إلى ربه تبارك وتعالى  قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ  وأمره إذا أراد بنسائه تسريحا وتطليقا أن يسرح التسريح الجميل الذى فيه تفضل وامتنان وإعطاء فوق الحق خالياً عن أى نوع من أنواع الأذى بالقول أو الفعل فالجمال حينما ينضاف الى الخلق الجميل يزيده جمال على جمال فالله سبحانه وتعالى لجماله تبارك وتعالى أراد من أخلاقنا أن تكون مغموسة فى بحر من الجمال والبهاء والحسن والزينه.

ولذلك كل ما ندعيه نحن جمالاً إذا لم يكن عند الرب تبارك وتعالى جميلاً ففى الحقيقه هو ليس بجميل بل هو قبيح بل فظيع.

فتبرج النساء الذى يعد عند كثير من الخلق إلا من رحم الله منظراً ومشهداً جميلاً هو فى الحقيقه ليس بجميل لأن الجميل سبحانه وتعالى لا يعد هذا جمالاً.

الصوت الحسن الذى ينعم به الله عز وجل على عبده هى نعمه من النعم إذا جعل صوته هذا داعياً إلى معصية الله أو إلى الفجور أو الفاحشة فليس هذا الصوت حينئذ بجميل لأن الجميل تبارك وتعالى لا ينظر إليه نظر الاستحسان ولا نظر التجمل فالشئ إنما يصير جميلاً إذا رضيه الجميل تبارك وتعالى أما اذا لم يرضه تبارك وتعالى علينا أنه ليس بجميل وإن راه أكثر الناس حسن  وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ 

وإذا فالظلم الظلم كما ذكرنا أن يكفر العبد بنعمة الجمال إليه وأن يشوه الصور الحسنة الجميلة التى خلقها الله تبارك وتعالى كذلك وجعلها الله سبحانه وتعالى حسنة وجميلة وهذا إنما يكون من العبد كما قلنا من قول وفعل فإذا فعل العبد ذلك إذا شوه حقيقه الجمال إذا قبح الصورة الحسنة الجميلة كان حقيقاً بأن يمسخ كما مسخ صور الحسن والجمال، وكما أفسدها وكما شوه ولذلك قال الله تبارك وتعالى  وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ۝ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ۝ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ۝ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ  فإنما مسخ الله هؤلاء على هذه الصورة القبيحة لما مسخوا أمره تبارك وتعالى.

هؤلاء الناس كما أخبر الله تبارك وتعالى قال  كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ  فهذه القرية غلب عليها الفسق وهو الخروج عن أمر الله وعن طاعته فأراد الله عز وجل برحمته أن يردهم إليه رداً جميلاً فابتلاهم ببلية لكي يتذكروا عظمة ربهم ولكي يراجعوا دينهم ويراجعوا عهدهم مع الله فأتاهم بأمر هو في الحقيقة آية لا يقدر عليها إلا الله هم يعيشون في سواحلهم على الصيد وهو رزق من الله تبارك وتعالى فحينما غلب فسقهم ابتلاهم الله عز وجل بأن الله اخفى عنهم هذه الحيتان وهذه الأسماك التي يقتاتون عليها فتختفي طوال الأسبوع ولا تظهر إلا في يوم السبت حيث حرموا على أنفسهم العمل ونسبوه إلى دين الله تبارك وتعالى ففي يوم سبتهم تأتيهم حيتانهم شرعاً على وجه الماء إذا مد يده إليها أخذها فاذا انتظر إلى قابل إلى اليوم الذي يليه لم يجد منها شيئا ولم يقدر منها على واحدة.

هذه آية من آيات الله تبارك وتعالى تقتضي من كل انسان عاقل أن يفكر وأن يتبصر هذا لا يكون إلا من الله تبارك وتعالى لا يقدر على هذا الفعل الخارق للعادة غير الطبيعي إلا الله تبارك وتعالى وحده فهذه رسالة من الله أن هذا الرزق الإلهي إنما ينال بطاعة الله عز وجل ولا ينال بالمخالفة والمعصية فعليهم أن يأوبوا لكي يعيد الله عز وجل إليهم نعمه ورزقه هم لم يفعلوا ذلك، بل احتالوا على إتيان ما نهوا عنه فجعلوا ينصبون شباكهم في بحرهم في يوم الجمعة فتأتي الحيتان شرعاً في يوم السبت فيجمعون شباكهم ويجمعون فيها أسماكهم ويتركونها في أماكنها ثم في يوم الأحد يخرجون هذا السمك ويكأنهم هم بهذه الصورة هم لم ينتهكوا المحرم إنهم أخرجوا السمك من الماء في يوم الأحد، لكنه في الحقيقة هم اصطادوه في يوم السبت فلما شوهوا صورة الأمر لما اتخذوا الحيلة في التحايل على أمر الله تبارك وتعالى ففعلوا فعلاً ربما يبدوا في بادي الرأي أو في نظر من لا يتأمل أنه لم ينتهكوا فيه المحرم لكنه في الحقيقة قد تجاوزوا وقد انتهكوا حرمات الله ولذلك مسخوا قردة فيهم شبها من بني ادم في شيئ من الشكل لكنهم في حقيقة باطنهم وقلوبهم هم مسخاً من المسوخ ولذلك كان عاقبة من يشوه ومن يقبح هذه الصورة الحسنة الجميلة التي جاءت من عند الله هي هذه العاقبة السيئة اعاذنا الله عز وجل وإياكم منها  فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ .

أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين ثم أما بعد …

عن ابن حبان عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تقوم الساعة حتى يكون في امتي خسف مسخ وقذف وكذا عن الترمذي عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في أمتي خسف ومسخ وقذف فقال رجل يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات – المغنيات – والمعازف وشربت الخمر. وكذا عند البخاري في حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال يأتي زمان على أمتي يستحلون الحرة – أي الزنا – والحرير والخمر والمعازف، وليبيتن قوم إلى جانب علم – جبل- يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم الفقير لحاجة فيقولون ءائتنا غدا فيبيتهم الله عز وجل ويضع العلم – أي يسقط عليهم الجبل – ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة فهذا المسخ مسخ حقيقي وكذلك هناك صور من المسخ المعدودة إنما يأتي هذا المسخ لمن يقبح ولمن يشوه الصورة الحسنة الجميلة التي جائت من عند الله تبارك وتعالى، إما بالتهتك الشديد والفسق والفجور الظاهر وإما بالتحايل على أوامر الله تبارك وتعالى ولبس الحق بالباطل وإذا فالله عز وجل قد امتن علينا بنعمة جميلة نحتاج ان ندرك جمالها وحسنها وهي نعمة الدين الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعادة البشر ولهداية الناس أجمعين، بل جعله الله تبارك وتعالى رحمة للعالمين لم يستثن منهم أحد ثم كان عاقبة هذا الحسن والبهاء والجمال أن شوه بفعل كثير من الناس لما اعرض كثير من الناس عن دينهم وعن كتاب ربهم تبارك وتعالى غفلوا عن هذه الصورة الحسنة الجميلة فتسنى لأهل التشويه أهل العداء والبغض لهذا الدين أن يلجوا إلى هذه الصورة الحسنة الجميلة التي أنزلها الله فيشوهوا معالمهما ويطمسوا محاسنها، وإنما توصل إلى ذلك بأننا نحن قد غفلنا عن هذه النعمة الجميلة وقد أعرضنا عنها، وانشغلنا عنها بالدنيا وبمتاعها حتى تسنى لهؤلاء الناس أن يشوهوا هذه الصورة الحسنة الجميلة، فلما غفلنا وغفل حراسنا عن حراستهم تسور هؤلاء الأسوار، وشوهوا هذه الصورة الحسنة الجميلة، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الذين سماهم دعاة إلى أبواب جهنم يشوهون الحسن الجميل ثم بعدما شوهوا هذه الصورة عرضوها علينا على أن هذه هي صورة الدين التي أنزل الله تبارك وتعالى فاشمئزت قلوب أكثر الناس من هذه الصورة التي كانت قبل يوم أو يومين صورة حسنة بهية جميلة فلما شوهوها بتقصيرنا وعرضوها علينا تشوهت هذه الصورة علينا، وأصبحنا أو أصبح كثير منا ينظر إلى الدين بعد هذا التشوه الذي قد اعتراه عبر هذه السنين الطوال على أنه شيء قبيح ينفر منه وعلى أن ديننا وتاريخنا شيئ يستحيا منه بعد أن كان شيء يفتخر به ويعتز به ويتمدح به ، كما قال عمر رضي الله عنه لأبي عبيدة : إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.

تبدلت الأمور، تشوهت الصورة الحسنة الجميلة، لأننا قد غفلنا عنها، ثم لما شوهوها تقبلنا منهم هذا التشويه وزاد هذا الأمر سوءاً علماء وأحبار السوء الذين شوهوا على الناس البقية الباقية من هذه الصورة الحسنة الجميلة.

وإذن فواجبنا اليوم أن نحاول أن نعيد إلى هذه الصورة الحسنة الجميلة بأصلها كما نزلت من عند الجميل تبارك وتعالى أن نعيد لها حسنها وجمالها وبهائها الذي هو أصل فيها وأن نزيل عنها أسباب التشويه التي قد عرضت لها ولا يمكننا أن نعيدها إلى أصلها إلا إذا عدنا نحن إلى أصولها. أصلها هو حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حياة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كتاب الله تبارك وتعالى الذي فيه هذه الصورة الناصعة المشرقة الجميلة، إذا نحن رجعنا إلى هذه الصورة ، أعطيناها شيئاً من الوقت والجهد، شيئاً من التبصر والتفكر والتأمل بدت محاسنها ، بدت جمالها وبهاؤها ورونقها وحينئذ تميل إليها القلوب كما ينبغي أن يكون وكما أراد الله تبارك وتعالى وحينئذ يترتب على هذا الميل سعادة الدنيا والآخرة، فالقضية سهلة يسيرة متاحة بين أيدينا ، لكنها تحتاج منا لتوالي هذه العصور والدهور إلى شيء من الجهد والمجاهدة، وقد تكفل الله عز وجل بهدايته لمن سلك سبيل الجهد والمجاهدة  وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ 

فإذن كل ما نريد أن نخرج به من هذه الكلمات ألا ننسى أبدا أن ربنا تبارك وتعالى جميل في ذاته وفي خلقه وفي أفعاله وفي أحكامه وفي أمره وفي نهيه وأن كل صورة مشوهة قبيحة نحسها أو نراها إنما هي قطعاً تشويهاً وتقبيحاً لهذه الصورة ، لا يمكن أن تكون الصورة التي أنزلها الله تبارك وتعالى فيها أدني أدني درجة من التشوه أو القبح أو السوء .. حاشاه تبارك وتعالى.

فكل تشوه إنما هو بأيدينا أو بأيد دخيلة تقبلنا نحن تشويهها وتعديلها وأن علينا أن نعيد إلى هذه الصورة حسنها وجمالها وبهاءها لأن هذا واجب أوجبه الله علينا ولأن لنا رسالة في هذه الحياة إنما ابتعثنا الله عز وجل من أجلها، قال الله تبارك وتعالى  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ  الله عز وجل لم يخلق هذه الأمة لكي تنكف على أنفسها أو تنكفئ على ملذاتها أو شهواتها ومصالحها الخاصة الدنيوية ، إنما جعل الله عز وجل هذه الأمة حاملة لهذا النور ، حاملة لهذا الجمال إلى الناس أجمعين  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ  ولذلك جعلهم الله عز وجل شهداء على الناس  لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا 

فإذا الله عز وجل إنما اختص هذه الأمة بختم الرسالة وبأنها تحمل جمال الدين وتحمل نور الله عز وجل للعالمين ، ولما لم يكن بعد رسول الله أي رسول كانت هذه الأمانة منوطة بأعناقنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولذلك كان لابد أن يأتي على هذه الأمة الابتلاء تلو الابتلاء لأنها ينبغي ولابد وحتماً أن تفيق لأنها مؤتمنة على أمانة لابد أن تقوم بها ، فلازالت هذه الأمة في نكبات وفي محن حتى يتحقق مراد الله عز وجل الجميل من البعث والابتعاث.

فإذا كما قلنا الله عز وجل لا يقدر إلى كل جميل ، فهو إذا ابتلانا كأمة إنما يبتلينا لكي نعود إلى ربنا وإلى جمال ديننا وإلى مهمتنا ورسالتنا التي جعلها الله عز وجل أمانة إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ  وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى  أي في الدنيا  دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ  الله عز وجل لا يبتلي عباده ليهلكهك وإنما يبتليهم ليتوبوا وينيبوا ويرجعوا إلى ربهم تبارك وتعالى وإلى دينهم الجميل  لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ .

 فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ  يتوسلون ويبتهلون بقلبوهم إلى الله تبارك وتعالى  فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ  أحيانا يكون انفتاح الدنيا على الإنسان شرا ليس خيرا ، ربما كان هذا علامة على أن هذا الشخص لا خير فيه، لا ينفعه نعمة السراء ولا تنفعه نعمة الضراء،  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ  لم يعد ينفعهم خير ولا شر  فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ  من نعيم الدنيا  حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ  آيسون من رحمة الله  فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فانفتاح هذه الأبواب على كثير من أهل الكفر ممن نراهم ليس هذا علامة خير  لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ۝ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ  أما أهل الإيمان فإذا فتح الله عليهم إنما يفتح عليهم بركته  وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا  لا يفتح عليهم أبواب لكي يفتنهم، وإنما يفتح عليهم بركات لكي يرحمهم  وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ 

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، من طاعتك ما تبلغنا به جنتك، من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا

متعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا

وانصرنا على من عادنا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا

ولا تجعل إلى النار مصيرنا

واجعل الجنة هي دارنا

الله ماجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا وأحزاننا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا ، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الي يرضيك عنا، اللهم ألبسنا به الحلل ، اللهم أسكنا به الظلل، اللهم ادفع به عنا النقم، اللهم أرزقنا به جزيل النعم

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم