الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إقراراً به وتوحيدا وأشهد أن محمد عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيداً ثم أما بعد ،،,
ثم أما بعد……
مازلنا نتحدث في الحديث عن الحرب الضروس التي يشنها الشيطان على الانسان وبني الانسان, ونريد ان نعيد التأكيد على هذا المعنى لأن الانسان إذا أدرك حقيقة ما يواجهه أخذ له عدته واهبته وهذا هو خلل من أكبر الخلل الذي نعاني منه أننا نتعرض لحرب من الشيطان تستهدف صرفنا عن طريق ربنا وأن يوردنا جميعنا موارد الهلكة نسأل الله السلامة والعافية.
وكثير منا لا يستشعر هذا ولا يدركه وهذا هو أخطر أمر فبداية معالجة أي ازمة وبداية مواجهة كل صراع أن يدرك الانسان أنه في حرب وأنه في صراع, لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عياض بن حمار رضي الله عنه في صحيح مسلم قال: قال الله تعالى: ” واني خلقت عبادي حنفاء كلهم ” هذا هو الأصل الذي خلقهم الله عز وجل عليه أصل الفطره والتوجه الى الله وعبادة الله سبحانه وتعالى, ” وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ” أجلوهم إجلاء تاما إلا قليلاً مما رحم الله وأول أثر من آثار الانتصار العسكري والحربي هو حصول الجلاء وأن يصبح هؤلاء أصحاب الديار وأصحاب الأوطان لاجئين لا يدرون إلى أين يسيرون ولا الى أين يأوون فعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا التعبير ” اجتالتهم عن دينهم ” أخرجتهم منه إخراجا كليا ” وحرَّمتُ عليهم ما أحللتُ لهم. وأمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أنزلَ بهِ سلطانًا “، وذكرنا أيضا في الجمعة الماضية حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم الذي فيه ذكر وضع الشيطان لعرشه على الماء وأنه يرسل سرايا وهذه السرايا لها كما قلنا مهام محددة ثم تعود و تئوب إليه في كل يوم فيناقش أعمالهم ويقيم أفعالهم ويدني ويقرب من يستحق التقريب وهو كما ذكر في الحديث الذي نجح في إثارة العداوة والبغضاء والتفريق بين القلوب المؤمنة والتفريق بين المرء وزوجه وهذا كما ورد في كتاب الله عز وجل في ذكر السحر والسحره فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ من أخذ هذه الصفقة الشيطانيه مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وذكرنا جنوداً للشيطان, ولذلك وصف جابر بن عبد الله رضي الله عنه خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّتْ عيناه، وعلا صوتُه واشتدَّ غضبُه. حتى كأنه مُنذِرُ جيشٍ، يقول: صبَّحكم ومسَّاكم “.
فجابر بن عبد الله يصف خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهيئتها وشكلها وحال انفعاله صلى الله عليه وسلم الدال على عظيم الخطر الذي يحاول صلى الله عليه وسلم أن يحذر وأن ينذر أمته منه, كان إذا خطب احمرت عيناه, علا صوته واشتد غضبه ثم يشبهه بمنذر جيش الذي يقول صبحكم ومساكم.
ما معنى صبحكم ومساكم؟
منذر جيش أي ينذر أهله وقومه من خطر قادم سوف يحيق وسوف يحل بهم عما قريب فهو منذر جيش بمعنى أنه ينذر قومه من الجيش الذي أوشك أن يداهمهم فيقول صبحكم أي سيأتيكم في أول الصباح فحذروه يعني حينما يكلمهم بليل يقول الجيش قريب وشيك حتى أنه يأتيكم في أول تباشير الفجر أو مساكم إذا كانوا في وقت العصر يقول الجيش قريب وشيك حتى أنه يأتيكم مع أخر ضوء النهار, فحال النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه كما وصفه جابر بن عبد الله رضي الله عنه هو يصف ويحذر فعلا من جيش يستبيح ويبيد عباد الله عز وجل المؤمنين وهو جيش الشيطان, ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في حديث أبي موسى رضي الله عنه في صحيح البخاري يقول: ” إنما مثلي ومثلُ ما بعثني اللهُ به ، كمثلِ رجلٍ أتى قومًا ” فهو يشبه نفسه صلى الله عليه وسلم ويشبه ما بعثه الله عز وجل به من الهدى ومن الرسالة بأنه ” كمثلِ رجلٍ أتى قومًا فقال: يا قوم إني رأيتُ الجيشَ بعيني، وإني أنا النذيرُ العريانُ، فالنجاءَ، فأطاعه طائفةٌ من قومِه فأدْلجوا، فانطلقوا على مهلِهم فنجوا، وكذَّبّتْ طائفةٌ منهم فأصبحوا مكانَهم، فصبَّحهمُ الجيشُ فأهلكهم واجتاحهم “.
هذا هو تعبير رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يقول يمثل نفسه ويمثل الهدى الذي أرسله الله عز وجل به بماذا؟ بأنه كمثل رجل يأتي قومه فيقول إني رأيت الجيش, هو يعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعبير الجيش تأكيداً على معنى الحذر أني رأيت الجيش بعيني وعلى معنى الخطر ” وإني أنا النذيرُ العريانُ “
النذير العريان هو الشخص الذي يسرع ليحذر وينذر قومه من خطر داهم فهو يخشى أن صوته لا يصل إليهم قبل أن يأتيهم الخطر فينزع ردائه من على بدنه ويلوح به هكذا حتى يروه عن بعد فيدركوا أنهم في خطر فيستعدوا له قبل أن يأتيهم فيحذركم بصوته وكلامه فالأمر من الخطر بحيث أنه لا يريد أن ينتظر حتى يصل إليهم فيكلمهم فيسمعونه بآذانهم وإنما يلوح لهم من بعيد لأن الوقت ليس في مصلحتهم وإني أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء، لابد أن نسرع لكي ننجو فبين صلى الله عليه وسلم أن الناس بندائه ينقسموا أو انقسموا إلى فريقين: قال: ” فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا ” الطائفة الأولى صدقت ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر هذه النذارة ومن أمر هذه الحرب ومن أمر هذه الرسالة ومن أمر هذا الخطر لكنه لم يقل صدقته طائفة النبي صلى الله عليه وسلم قال أطاعته لأن تصديق الإنسان بالخبر إذا لم يترتب عليه عمل خاصة إذا كان هذا الأمر الذي يخبر به أن هناك خطر إذا لم يكن يترتب عليه عمل ، فإن هذا في الحقيقة ليس تصديقاً وليس موافقة وإن كان يظهر بشكل الموافقة الشكلية، يعني لو تصورنا شخص يأتي إلى قوم في مكان فيذكر لهم أن هذا المكان سوف ينهدم على رؤوسهم خلال ساعة من الزمان، لا يتصور منطقياً إلى وضع من اتنين، إما إن الشخص بيصدق فحيجري، أو مش بيصدق فيقعد، لكن شخص مثلاً يعني يصدق هذا الكلام مظبوط هذا صحيح وأنا اصدق وجزاك الله كل خير الله يكرمك يارب، وبعدين؟ قاعد عادي هو طبيعي ما بيعملش حاجة لا بيتحرك ولا بيروح ولا بيجي .. يبقى مش مصدق .. مش ممكن يكون مصدق ..
الإنسان إذا لم يترتب على اعتقاده وعلى تصديقه عمل فعلي يبقى هو في الحقيقة مكذب في صورة مصدق .. يعني الإنسان اللي بيعتقد أنه غدا موقوف بين يدي الله عز وجل ثم لا يحرك بهذا ساكناً، ولا يبالي .. هل يعد هذا في الحقيقة مؤمنا؟؟ هو مكذب في صورة مصدق ..
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الناس لما أنذرهم انقسموا فريقين .. الأولى أطاعته .. لم يقل صدقته .. التصديق وأثره الفعلي العملي .. هما حاسين بالخطر .. فعلا فعلاً زي ما بيقول الجيش جي .. فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهل .. أدلجوا دي معناها إيه .. ساروا باليل .. يعني هو جاء منذرهم بالليل فلم يتلكأوا ولم يتباطأوا وهذه آفة من أعظم الآفات التي نعاني منها .. التسويف والتأجيل .. أن الإنسان يعزم على فعل الكثير من الخيرات أو على ترك كثير من المنكرات لكنه يسوف ويأجل إلى غد أو بعد غد، ربما لا يأت الغد، ربما لا يأت عليه الغد، فهؤلاء أدلجوا أي ساروا سريعاً ثم قال صلى الله عليه وسلم: ” فأدلجوا على مهلهم ” يعني حينما استجابوا وأسرعوا لم يحتاجوا إلى أن يجروا سريعاً .. لا هما ماشيين بالراحة .. يبقى إذن اللي حيطيع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سوف يسارع إلى تلبية أمره لا يحتاج إلى أن يشق على نفسه لأن أصل تكاليف الشريعة أو أصل أوامر الشريعة مبنية على التخفيف وعلى التيسير وعلى رفع الحرج عن العباد فهم لا يحتاجون إلى إسراع شديد أو إلى معاناة .. لأ .. هم أدلجوا أي استجابوا سريعاً لكن على مهلهم فنجوا .. يعني عقبال ما جه وقت الفجر كانوا هما ساروا مسافة طويلة فخلاص ..
وكذبته طائفة فصبحهم العدو .. وقف على راسهم بقا الصبح .. ناموا بقا عادي طبيعي جدا مفيش مشاكل .. فصبحهم العدو فاجتاحهم أي أبادهم إبادة كلية، فالشيطان وأوليائه لن يبقوا ممن يسوف وممن يكذب أحداً لأنهم يريدون أن يجتالوا العباد، فهي كما قلنا حرب في حقيقة الحرب .. حرب فيها أجهزة مخابرات ، وحرب فيها عمليات انتحارية ، حرب فيها أجهزة مخابرات ..
في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً في طائفة من أصحابه متوجهاً إلى سوق عكاظ لكي يدعو الناس إلى الله عز وجل، يقول ابن عباس: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه متوجهين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب .. حينما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم، كان الجن قبل ذلك يقتربون أو كانوا لهم مقاعد قريبة من السماء فيسمعون ما يتناقله الملائكة من الأخبار التي يلقيها إليهم ربهم عز وجل عما يحدث من أمور قدرية في هذا الكون في الأيام التي سوف تأتي بعد ذلك فيستمعها هذا الجني وسوف يأتي ذكر معنى ذلك، فحينما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب .. يحترقون بها، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا قد حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، فقالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا أمر حدث .. فيه شيء عظيم يحدث في هذه الأرض نحن لا نعلمه .. فأمروهم أن يضربوا مشارق الأرض ومغاربها لينظروا ما هذا الحدث، إذن هؤلاء الشياطين سوف يجوبون الأرض مشرقاً ومغرباً لكي يدركوا أو يعلموا أو يستخرجوا هذه المعلومة .. ما هو الحدث الجلل الذي حدث في هذه الأرض.
فانصرفت طائفة منهم متوجهين إلى تهامة .. هذا الفريق الاستخباراتي الذي ذهب يتحسس أخبار تهامة مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بطن نخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الصبح .. فسمعوا القرآن فاستمعوا له .. سمعوا فاستمعوا .. يبقى إذن فيه سمع وفيه استمع، ومعروف في اللغة أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى فسمع معناها شيء يعني هو مر على شيء زي ما احنا بنسمع أي حاجة .. سمعت صوت .. لكن استمع أي انصت وأصغى ، ولذلك قال الله تعالى وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يبقى إذن نحن مأمورن في كتاب الله بأن نصغي إليه لأن الاستماع فيه الإنصات لأجل التفهم والتفكر والتدبر لأجل العمل والتنفيذ فيحصل الهداية ويحصل السعادة وتحصل النجاة، فهؤلاء لما سمعوا القرآن وجدوه حقيقاً ، هؤلاء من جملة الجن غير المؤمنين، لما سمعوا القرآن وجدوه حقيقاً بأن يستمعوا وأن يصغوا له ، فلما استمعوا له قالوا .. هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء.
وفي المسند عن ابن عباس أيضا رضي الله عنه أنه قال: ” أن الجن كانوا يستمعون الوحي ” والمقصود بالوحى هنا أي الأخبار الغيبية, الجن كانوا يستمعون الوحي فيسمعون الكلمة من الحق فيكذبون مهعا عشر كلمات, هو يسمع كلمة من الحق فيلقيها إلى الناس ويكذب معها كلمات كثيرة فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول ابن عباس – : ” أرسلت الشهب على هؤلاء فما كان أحدهم يأتي مقعده الذي كان يقعد فيه إلا أصابه شهابا فاحترق فشكو إلى إبليس فقال: ما هذا إلا لأمر قد حدث. فبث جنوده فانتهوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي, فرجعوا الى إبليس فأخبروه فقال: هذا هو الحدث الذي الحدث في الأرض “.
فهم هنا رجعوا إلى إبليس فبث جنوده يستقسى الخبر فلما علمه علم موطن الخلل أين هو؟
هو في مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فهو يريد أن يركز على هذه النطقة وقلنا أيضا هناك فوق ذلك عمليات إنتحارية أو بمفهوم الشياطين عمليات استشهادية كما نسميها …
في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله عز وجل إذا قضى الأمر في السماء خضعت الملائكة لأمره أو لقوله سبحانه وتعالى كأنها سلسة على صفوان ” إذا الله سبحانه وتعالى تكلم من عظمة وهيبة الباري عز وجل سقطت الملائكة كأنهم قد أغشي عليهم ” حتى إذا فزع عن قلوبهم ” إذا أفاقوا ” قالوا ماذا قال ربكم فقال بعضهم لبعض قالوا الحق وهو العلي الكبير “ يقول ابن سنن فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضهم فوق بعض يبقى اذا حينما تتكلم الملائكة بهذا الأمر الغيبي الألهى أين يكون الجن والشياطين يقفون بعضهم فوق بعض كما أخبر ابن سنن مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضهم فوق بعض من السماء الى الأرض مساحة مكانية كبيرة واقفين طابور واحد ورا التاني .. حتى يستمعوا الى هذا الخبر الغيبي ثم ماذا فربما أصاب الشهاب أحدهم قبل أن يلقي هذه الكلمة التي سمعها فيحرقه يبقى كدة العملية فشلت .. خلاص كدة الجملة لم تنتقل وربما أستمع الى الكلمة فنقلها إلى الذي يليه قبل أن يأتيه الشهاب فينقلها الآخر إلى من هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض.
فإذا لمجرد أنهم يريدون أن ينقلوا خبراً واحداً من أخبار الغيب إلى الأرض يتحملون كل هذه المشاق .. هذا الذي يستمع إلى هذه الكلمة هو في كل الأحوال سوف يحترق هي القضية قضية زمن إذا لحق أنه ينقلها للأسفل منه قبل أن يأتيه الشهاب انتقلت وإذا لم يدركها ذهبت ولكنه في الحالتين رايح والذي تحته كذلك اذا أصابه الشهاب كذلك وإلا ليقليها للذي أسفل منه حتى تصل إلى الأرض فيلقوها على فم الساحر أو فم الكاهن فيكذب معها مائة كلمة فيصدقهم ناس بهذه الكلمة، تخيل شخص قال كلمة صح ومعها مائة كلمة خطأ فالناس حيتركوا المائة كلمة الخطأ ويأخذوا الكلمة الصحيحة فيقول ألم يقل اليوم كذا وكذا مش هو اليوم الفلاني لما سألناه اليوم الفلاني قال حيحصل كذا.
وهنا نقطة جانبية ولكن لابد من التنبيه عليها في قضية أخبار الغيب ليس كل ما يخبر به الساحر أو الكاهن من الغيب الحقيقي لا الغيب يكون الشيئ المستقبلي الذي لا يعلمه الا الله لكن مثلاً واحد اتسرقت عربيته فذهب إلى واحد فأخبره عن مكان العربة, هذا ليس غيب, هذا شيئا معلوم لأهل الأرض ولكنه غيب نسبي غيب عندي أنا، لكن من أخذ العربة والجن العفاريت شافوه أين وضع العربة, هم يخبروه مكان الشيء, هذا ليس غيب, الغيب يكون الشيء المستقبلي الذي لا يعلمه الا الله فليس كل شيء غاب عن الإنسان يكون غيب كثير من الأمور في هذه الحياة نحن لا نعلمها هل معنى هذا انها غيب؟ لا هذا ليس غيب ولذلك لا نخلط بين هذا وبين ذاك هذا الغيب الذي يذكر في الحديث هو الغيب الحقيقي الذي هو الشيء الذي لا يضطلع عليه بشر أما شيء حدث ووقع في الأرض فاطلع عليه بعض الخلق فهذا ليس غيباً.
فإذا هاهنا هؤلاء يضحون التضحية العظيمة في هذه العملية لماذا لكي يوقعوا الناس في الشرك لأن الشخص المفروض المؤمن يعتقد أن الغيب لا يعلمه الا الله وأنه لا يحيط بهذا الغيب علماً إلا هو سبحانه وتعالى قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ هم يريدون أن يفتنوا الناس فهم يعتقدوا في هذا الساحر أو الكاهن أنه يعلم الغيب فيشركون بذلك فيأخذوه إلى النار يعني عشان واحد يروح النار هم يتحملون كل هذه المشاق ويضحوا بكل هؤلاء العدد من الجن, مافيش مشكلة, ولذلك هذا الذي يحقق كما قلنا الصورة الفاجة لصورة الحرب الشديدة أنها قضية رغبة في تضليل الناس بأي صورة من الصور ولكن العجيب هنا هو طبيعة هؤلاء الناس يعني كيف تستمع إلى شخص يكذب عليك مائة كذبة أنت تعلم أنها كذب غير واقع وفي مقابل ذلك كلمة واحدة طابق فيها الحق والصواب فنحن نتغاضى عن كل هذه الكذبات ونقبل كلمة واحدة ونقول أنه في يوم كذا قال كلمة صادقة أو أنصف في أمر, هذا ليس ميزاناً صحيحاً معتدلا الميزان الصحيح المعتدل أن الشخص الذي يصدق ويتحرى الصدق هذا هو الحري أن نصغي الى قوله وأن نستمع له لذلك قال الله عز وجل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
إن الشخص الأهل أن نثق فيه هو الشخص العدل أما الفاسق اللي هو قليل الدين فهذا محل الشك والريب ليس محل التصديق وهذه الكلمة الوحيدة التي قالها هذا الكاهن أو الساحر فكانت صادقة من أين تلقاها؟ تلقاها من خبر السماء ليس هناك حق أو صدق في هذه الأرض إلا وقد تلقيناه من خبر السماء من عند الله لكن هذا الشخص الضال المضل أخذ هذه الكلمة من الحق فلبسها بكثير من الباطل لكي يضل الناس فسيروا الناس ورائه ويقولون ألم يقل يوما كذا وكذا, هذا ميزان مختل اذا ميزان الحق أن نقبل الحق الذي أتانا من السماء من عند الله عز وجل فالله عز وجل هو الحق وهو يقول الحق وهو يقضي بالحق يقول تعالى ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وقال تعالى وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وقال سبحانه تعالى وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وكلمة لبعض أولياء الشيطان .. من كلمات جلادستون كان وزيرا للمستعمرات ثم رئيساً للوزراء بريطانيا نطق بهذه الكلمات سنة 1895 تقريبا في مجلس العموم البريطاني، وهو يمسك بيده اليمنى مصحفاً ويقول إنه لا بقاء ولا دوام لمستعمراتنا في بلاد المسلمين ما دام فيهم شيئان وأنه لابد لنا أن نقضي على هذين الشيئين مهما كلفنا هذا الأمر ، هذا الكتاب وأشار بيده اليمنى بالمصحف ثم سكت وهو يشير بيده إلى جهة الشرق ثم قال بعد قليل وهذه الكعبة ، وقال هو أيضاً في مرة أخرى إنه مادام هذا الكتاب أي القرآن في أيدي المسلمين فإنه لا بقاء لأوربا في الشرق الأوسط بل لا آمان لها في أنفسها يعني هي لا أمان لها في بلادها طالما بقي هذا القرآن ، وأنه لابد لنا من القضاء على أربعة أشياء للقضاء على الإسلام : المصحف ، الكعبة ، الأزهر، منبر الجمعة .. أربعة أشياء ، وقال غيره أنه لا يمكننا ان نخرج المسلمين عن دينهم إلا إذا أخرجناهم عن التمسك بثلاثة أشياء، القرآن في صدورهم والمعبة ومنبر الجمعة.
هذا يتسق مع ما ذكرناه المرة الماضية عن ان الشيطان له خطط محددة فنحن نريد أن نفهم او نتعلم من هؤلاء هذه القضية، هم الآن وجدوا انهم لم يستطيعوا ان يسيطروا على أهل الإسلام بسبب وجود أشياء معينة محددة، هم كفونا مؤونة البحث عنها، فين نقاط القوة في الدين؟ فين النقاط التي لا يستطيع اعداء الدين او لا يتسطيع شياطين الني والجن أن يسيطروا على أهل الإسلام بسببها؟ هما بيقولوا .. نحن لا نحتاج إلى كثير بحث ونظر ودراسة .. حصروها في أربعة أشياء .. كتاب الله عز وجل ، بيت الله عز وجل ، الأزهر او غيره من المؤسسات التي تمثل العلم والعلماء ، والمنبر يوم الجمعة.
نحن في الأحداث الماضية كان التغيير الذي نتحدث عنه ينطلق من يوم الجمعة ، يخرج من المسجد بعد صلاة الجمعة ، ولذلك كانت أيام التغيير كلها أيام جمعة ، جمعة كذا ، جمعة كذا .. مازالت الجمعة ليها مكانتها وليها منزلتها ولذلك كانت هذه الكلمات كلمات صادقة .. نحن نريد فقط أن نركز على هذه الكلمات الأربع .. يبقى إذن نحن لكي نقوم من كبوتنا علينا أن ندرك هذه الكلمات الأربع، أن نلتف حول هذه الأصول الأربع ، لكي نخرج مما نحن فيه ، ولكن لكي يحدث هذا ، لكي نلتف حول هذه الأصول الأربع وهي تحتاج إلى تفصيل ربما نتكلم عنه نقطة نقطة، لكن أهم من هذا هو استشعارنا نحن أن لنا دور في اتجاه ديننا، هي القضية الأساسية أننا القرآن موجود ، الكعبة موجودة، هذا المنبر لازال باقيا، هذا الأزهر لازال موجوداً ولكن ربما لا ينتفع بهذا، لماذا؟ لأننا نحن لابد اولاً أن نستشعر مسئوليتنا تجاه هذا الأصول أو تجاه هذه الأركان الأربع أو اتجاه الدين عموماً، الله سبحانه وتعالى في كتابه حينما يخاطب المؤمنين يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لا يخص طائفة دون طائفة ، ليس هناك شخص له في الإسلام سهم أكثر من غيره، كلنا سواسية في المسئولية عن الإسلام .. الله سبحانه عندما يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يخاطب فئة معينة علماء .. دعاة .. رجال الدين .. لا .. هذا ليس من الاسلام.
كل المسلمين لهم في الإسلام سهم واحد في مكانهم وفي مسئولياتهم وكل واحد منهم مخاطب بخطاب القرآن موقوف ومسئول عن دينه امام الله عز وجل، هذه هي نقطة البداية الصحيحة، إذا استشعر كل منا أنه ليس أقل من غيره غيرة على الدين ولا ولاء للدين ولا حمية على الدين وأن عليه أن يقوم بدوره كما يجب على غيره أن يقوم بدوره ثم التففنا حول هذه الأركان الأربع، قام بنيان لنا ، الأمر سهل وبسيط، أربع أركان نستشعر مسئوليتنا تجاهها نلتف حولها نحقق ما ذكرناه في الجمعة الماضية ، من معنى الاجتماع .. نحن أمة واحدة ، الأحزاب والشيع والأسماء والشعارات هذا ينافي حقيقة الإسلام …
هي امة واحدة فيها المسلمون جميعاً سواسية .. مسئولين عن الإسلام مسئولية مشتركة متساوون فيها جميعاً فإذا فقهنا هذه الكلمات البسيطة كان قيام الدين بإذن الله ن وفي قيام الدين سعادة الدنيا والآخرة، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا سهلة وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ الله سبحانه وتعالى حينما ذكر أهل المعصية قال فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ لم يقل بركة .. البركة تنزل من الله على أهل الإسمان والتقوى ، ربما نحن نكون أقل مالاً وثراءاً من غيرنا .. ربما من الغربيين وغيرهم ، سواء هم سلبونا أموالنا أو كده ، ليست قضية .. لكن القضية مع هؤلاء أن المال ليس فيه بركة ، بل هو محق في الدنيا والآخرة اما المال مع المؤمن فهو خير وبركة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” نعم المال الصالح للرجل الصالح “. وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا هذا كلام الله وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا هذا كلام الله وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا هذا كلام الله، المسلمون المؤمنون أصحاب رسول الله لما استقاموا على دين الله ، كانت لهم سعادة الدنيا والآخرة ، الأموال والفتوح والعز في الأولى والآخرة ، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يعملوا حاجة واحدة بس يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.
اللهم ردنا إلى ديننا ردنا جميلا
اللهم ردنا إلى ديننا ردنا جميلا
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا
أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا
أصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا
واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير
واجعل الموت راجة لنا من كل شر
وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم