الحمد لله حمداً طيّباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله، لا رب غيره ولا معبود بحقّ سواه،وأشهد أن محمد عبده ورسوله أشرف نبيٍّ وأطهره وأزكاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هديه واهتدى بهداه.
ثم أما بعد،.
ما بين أيدينا أبياتٌ من قصيدة للإمام الشاطبي الرعيني الأندلسي في علم قرآءة القرآن يقول رحمه الله:
بدأت ببسم الله في النظم أولاً … تبارك رحماناً رحيماً وموئلاً
قال الله تبارك وتعالى في أول ما نزّل اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ كل قولٍ أو كل عمل، كل طريقٍ أو كل سبيل لا يستفتح العبد سيره فيه بذكر ربه تبارك وتعالى فلا خير فيه ولا بركة ترجى منه، حينما يقول العبد: بسم الله، أي أنه يقول إنه يستعين بالله تبارك وتعالى طالباً منه المدد والعون والنصرة والتسديد والتأييد، فبسم، الباء للإستعانة، بسم الله: أي أستعين بالله تبارك وتعالى ذاكراً أسماؤه مستمداً منها الرحمة والبركة والهداية والنور والخير
” تبارك رحمانا رحيما وموئلا ” تبارك: أي عظمت بركته وخيره وبرّه سبحانه وتعالى، وموئلاً: أي مفزعاً وملجأً وملاذاً ليس لنا إلا هو تبارك وتعالى
وثنيت صلى الله ربي على الرضا … محمد المُهدى إلى الناس مرسلاً
نسأل الله تبارك وتعالى أن يثني على نبيّه وعلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى، ذاكراً شرفه وفضله وعلوَّ قدره ” صلى الله ربي على الرضا ” الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لنا نبيّاً ورسولاً وخاتماً للنبيّين والمرسلين، فهو الرضى الذي رضي عن الله، وهو الرضى الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى نبيّاً ورسولاً، ولذا لزمنا أن نرضى بما رضيه الله تبارك وتعالى لنا ” محمد المُهدى ” جعله نعمةً وهديّة وعطيّةً منحنا الله تبارك وتعالى إياها ” محمد المُهدى إلى الناس مرسلا “
وعترته ثم الصحابة ثم من … تلاهم على الإحسان بالخير وبلا
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ” بالخير وبلا ” الوبل هذا معناه: الوابل، المطر الصيّب، يريد أن يقول أن هؤلاء هم أهل الخير الذين لا يأتي منهم إلا الخير المتتابع الكثير، المطر الذي فيه الخير وفيه الحياة وفيه النفع وفيه الرزق.
وثلثت أن الحمد لله – وحده – دائماً … وما ليس مبدوءاً به أجذم العلا
الحمد كله لله تبارك وتعالى وكل ما لا يحمد الله سبحانه وتعالى فيه وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ وجاء في الحديث ” كل عملٍ لا يبدأ فيه باسم الله فهو أجذم ” أجذم يعني: مقطوع مبطور ليس فيه نفعٌ ولا يرجى منه خير.
” وما ليس مبدوءا به أجذم العلا ” الشجرة يكون الثمر فيها في أعلاها، في علوّها، فـ ” أجذم العلا ” ليس لها ثمرة، ليس لها نفع، ليس لها فائدة ولا ترتفع إلى الله تبارك وتعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
وبعد فحبل الله فينا كتابه … فجاهد به حبل العدا متحبلا
وأخلق به إذ ليس يخلق جدة … جديدا مواليه على الجد مقبلا
” فحبل الله فينا كتابه ” قال تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ما معنى حبل، الحبل هو السبب، السبب الواصل بين الأرض والسماء، إذاً ربنا سبحانه وتعالى دلّ لنا من علّوه ومن سمائه حبلاً نتعلق به فنصعد به إلى الله فننجو نتشبث به فيمنّ الله تبارك وتعالى علينا بالخير والنعمة والهداية والنور، فإذا تركناه ولذلك جاء عن عليّ روي عنه رضي الله عنه، أنه ذكر الفتن وأن المخرج منها كتاب الله فقال ” هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم، الذي لا تزيغ به الأهواء – يعني أهواء وميل الناس لا تستطيع أن تحرف القرآن – ولا تلتبس به الألسن – لا تختلط – ولا يخلق على كثرة الرد ” لا يخلق أي لا يبلى، أي كلام الشخص يقرأه مرة أو مرتين، فينتهي، هو استخلص ما فيه من الحكمة أو العبرة، فانتهى، لا يؤتي مدداً دائماً مستمراً ” يخلق ” أي يبلى مثل الملابس مع استخدامها يبدأ رونقها في الذهاب، أما القرآن قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي استخراج ما فيه من الحكم لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا
” فحبل الله فينا كتابه… فجاهد به حبل العدا ” الحِبل: هي المكايد، فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ” فجاهد به حبل العدا متحبلا ” أي اتّخذه حبلاً تصيد به هؤلاء إلى الحق وإلى النور، أي جاهدم بالقرآن حتى يكون المآل أن يهتدوا بهداية القرآن، أن يفيؤا إلى الله أن يتوبوا إليه سبحانه وتعالى ” وأخلق به ” أي ما أجدره وما أحقّه بهذا الوصف العظيم وبهذه القدرة التأثيرية أنه يجذب الناس إلى الله، يعيد الناس إلى ربهم تبارك وتعالى وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى – لكان هذا القرآن – بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
” وأخلق به إذ ليس يخلق جدة ” أي لا يبلى هو دائماً جديد، تتوالى الأيام والأزمنة وتجدّ أحداث وتحدث أمور وتنشأ شياء لم تكن موجودة في الأزمنة الغابرة، ولازال كتاب الله تبارك وتعالى ينير السبيل للناس في كل عصر وفي كل حالٍ وعند كل ملمّة.
” جديدا مواليه على الجد مقبلا ” جديداً: أي عظيماً كريماً رفيعاً شريفاً، من هو،، هو يريد أن يقول أنّ صاحب القرآن الذي يقوم بحقّ القرآن، الذي يتّصل بالقرآن الذي يستمدّ النور والهداية من القرآن يكون جديداً،أي: شريفاً رفيع المكانة والمنزلة عند الله تبارك وتعالى.
ولذلك أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان الرجل من أصحاب رسول الله إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا أي: عظم في أعيننا بما اكتسبه من علمٍ وحكمة وعملٍ وخشوعٍ وإخباتٍ لله تبارك وتعالى بفضل هذا القرآن.
فمن الذي سيكون جديد ” على الجد مقبلا ” الذي يتبع القرآن على الجدّ أي بعزيمة واجتهاد، مقبلا: أي جعل القرآن هذا قبلته، لا يستقبله ولا يلتفت عنه يميناً أو شمالاً، فهو أمامه دوماً.
وقارئه المرضي قر مثاله – استقرّ – … كالاترج حاليه مريحا وموكلا
قال صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجّة طعمها طيّب وريحها حلو، ومثل الذي لا يقرأ القرآن – أي لا يحفظ القرآن – كمثل التمرة طعمها طيّب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها حلوٌ وطعمها مرّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مرّ.
فالنبي صلى الله عليه وسلم هاهنا يقرن الإنسان المؤمن من داخله، لأن الإيمان في قلبه يؤثر على أقواله وأفعاله، فهو دائماً باطنه طيّب، وظاهره كلامه أو ما يخرج منه،، إذا كان قارئاً للقرآن؛ ريح القرآن الطيّب سينتشر ويفوح ويؤثّر، فإذا لم يكن فلن يوجد ريح ينتشر لكن إذا تعاملت معه من قرب، إذا تذوّقته وجدته طيّباً.
والمنافق الذي يقرأ القرآن، كلام جيّد، أو مظهر وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ – لكنّهم في الحقيقة – كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌخشبة مركونة على الحائط، هي ليس لها نفع، هذه الخشبة ممكن أن تصنع – دولاب، شبّاك، سرير – هكذا يكون لها فائدة فتتحول لشيء مفيد، لكن خشبة مركونة على الحائط، فهي شيء تتخبط فيها ومن الممكن أن تقع عليك لكن ليس لها فائدة بل بالعكس، فهم ظاهر لا باطن له، ليس له حقيقة نافعة أو مؤثّرة، والذي يقرأ مهم القرآ ” ريحانة ” أنت تشم رائحة جيّد، فإذا وضعته في فمك، تذوقته حقيقةً لتخبر ما بداخله كان مرّاً
وإن كتاب الله أوثق شافع … وأغني غناء واهبا متفضلا
قال صلى الله عليه وسلم: اقرأوا القرآن فإنه يجيئ يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. اقرأوا الزهراوان البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف، يظللان على صاحبهما، اقرأوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة – السحرة – إنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، قال صلى الله عليه وسلم: سورة من القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى دخل الجنّة وهي تبارك الذي بيده الملك.
” وإن كتاب الله أوثق شافع… وأغني غناء ” تستغني به، وتكتفي به، إذا أتى الله سبحانه وتعالى الإنسان القرآن فقد آتاه خير الدنيا والآخرة، ” واهبا متفضلا ” النعم والمنن التي تعود على الإنسان بإتصاله بكلام الله وببركة كلام الله سبحانه وتعالى لا تنقضي ” وخير جليس لا يمل حديثه… وترداده يزداد فيه تجملا ” أي خير ما يجالس الإنسان: القرآن، الإنسان إذا قرأ القرآن، فكأن الرب تبارك وتعالى في عليائه سبحانه وتعالى يخاطبني، فإن هذا كلام الله حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ فالإنسان إذا قرأ القرآن فهو مخاطب مباشرةً من قبل الله تبارك وتعالى، ولذلك استحقّ القرآن أن يكون خير جليس، وفي نفس الوقت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير،فحامل المسك إما أن يحذيك – أي يرش عليك رشة مسك – وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيّباً. يعني إما أن يعطيك هدية وإما بالثمن أو بالمقابل تأخذ منه عطر فهو خير أيضاً، أو على الأقل في جلوسك قريب منه بينتقل لك هذا الريح الطيب
والجليس السوء، نافخ الكير ” إما أن يحرق ثيابك – أو أقل حاجة – تجد منه ريحاً خبيثاً ” فالجليس الطيب أو الصالح هو الإنسان الذي يعود عليه مجالسته بالخير في الدنيا والآخرة ولا يغرم سيئةً ولا لغواً ولا باطلاً ولا زوراً وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا
” وترداده ” تكرار الإنسان للقرآن، وتلاوته المرة تلو الأخرى، يزداد الإنسان جمالاً ونوراً كلما استقينا منه، وتزداد فيه أنت جمالاً ونوراً كلما اتّصلت به. ” وترداده يزداد فيه تجملا ” ” وحيث الفتى يرتاع في ظلماته… من القبر ” حينما تضيق فرجة القبر على العبد، حينما يظلم عليه قبره، يلقاه أي القرآن ” سننا ” أي نوراً، ” متهللاً ” أي مستبشراً مبشّراً إياه برحمة الله تبارك وتعالى وفضله ورضوانه، وما أحوج العبد كل عبد في هذه الأوقات وفي هذه اللحظات التي يتخوّف منها كل إنسان أن يمنّ الله سبحانه وتعالى بهذه المنّة؛ أن يوسّع له في قبره، أن ينير له قبره، أن يجعل قبره روضة من رياض الجنّة ولا يجعله حفرة من حفر النيران “
وحيث الفتى يرتاع – يفزع – في ظلماته من القبر يلقاه سننا – نوراً متهللا
هنالك يهنيه مقيلا وروضة… ومن أجله – من أجل هذا القرآن – في ذروة العز يجتلا
يرتفع في مكانه وقدره عند الله تبارك وتعالى، المقيل هو وقت الراحة ؛القيلولة، إذاً المكان هذا سيتحول إلى مكان روح وريحان وراحة للعبد وفي نفس الوقت المقيل هذا فترة قصيرة، فالإنسان لا يشعر بطول الزمان، يمرّ عليه هذا الزمان كأنه ساعة.
يناشد في إرضائه لحبيبه … وأجدر به سؤلا إليه موصلا
أي القرآن يناشد ربه والمناشدة الإلحاح في الطلب، هذا القرآن يلحُّ على الله تبارك وتعالى في الرجاء والطلب أن يغفر وأن يرحم صاحبه وحبيبه الذي صحبه في القرآن، صحبه في الدنيا هذا القرآن، القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشقّ عنه قبره كالرجل الشاحب، يقول ألا تعرفني فيقول: لا أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أسهرت ليلك، وأظمأت نهارك، وإن كل تاجرٍ من وراء تجارته، وإني لك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويكسى والده حلّتان لا تقوم لهما الدنيا – ثوبان عظيمان – فيقولان بما كسينا هذا، فيقال بأخذ ولدكما بالقرآن، ثم يقال له: اقرأ وارتقي ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها.
يناشد في إرضائه لحبيبه … وأجدر به سؤلا إليه موصلا
أيها القاري به متمسكاً … مجلا له في كل حال مبجلا
مستمسكاً، مجّلاً: أي معظّما،مبجّلاً: أي موقّرا.
هنيئا مريئا والداك عليهما … ملابس أنوار من التاج والحلا
” فما ظنكم ” إذا كان الوالدين سيأخذون هذه النعمة بفضل الولد فما بالك بالنعمة التي يؤتيها الله تبارك وتعالى لهذا الولد
فما ظنكم بالنجل عند جزائه … أولئك أهل الله
قال صلى الله عليه وسلم: إن لله عز وجل أهلين من الناس، قيل من هم، قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
أولئك أهل الله والصفوة الملا.
أولو البر والإحسان والصبر والتقى… حلاهم بها جاء القران مفصلا
هؤلاء استحقّوا هذه المنزلة بماذا؟ ” البر والإحسان والفضل والتقى ” حلاهم: أي هذه حلّة المؤمن، أي أن الله سبحانه وتعالى يكسو هذا المؤمن هذه الحلا وهذا النور في الآخرة بماذا، بأنه تحلا أو تزيّن في الدنيا بزينة الإيمان الذي هي البرّ والإحسان والفضل والتقوى.
إذاً الإنسان المؤمن يتحلا بهذه الحلية ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين. الإيمان هذا هو الزينة التي يتزين بها الإنسان، إذاً حلية المؤمن أو جماله في الدنيا بهذه الصفات، إذا تحلا بها هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ يتحلى في الآخرة بهذه التيجان وبهذه الحلا وبهذا النور الذي يكسوه الله تبارك وتعالى إياه، ” حلاهم بها جاء القران مفصلا “
عليك بها ما عشت فيها منافسا
قال تعالى إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَنحن في الدنيا نتنافس في أشياء كثيرة، ربنا سبحانه وتعالى بيرشد الإنسان العاقل أنه إذا أراد أن يتنافس فليتنافس في الخير الذي يبقى، في الفضل الذي يدوم، في النعمة التي لا تنقطع، بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى والتنافس في الآخرة فيه فضل لا يوجد في الدنيا، أو شيء طريق الآخرة طريق لاحب واسع يعني لو كلنا سرنا فيه وأسرعنا لن يتصادم أحد مع أحد، والدنيا ضيّقة فلابد أن نصطدم بعضنا ببعض ونظلم بعضنا بعض عندما نتنافس في هذا السبيل.
الشيء الثاني أنه في الطبيعي ليس فيه أحد وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ الطبيعي أن هذا الطريق مع سعته ومع فضله ومع خيره هو خالي فالذي يسلكه لن يلقى ازدحام، والأخرى الضيّقة مليئة جدّاً، ولذلك هذا فضل ونعمة القرآن أنه يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ هو سيرشدني إلى أين المفترض أن أسير، هذه هي النعمة، النعمة أن الإنسان يفقه ويفهم عن الله تبارك وتعالى فيعرف: أين طريق السعادة حقيقةً، أين طريق الخير والهداية حقيقةً، أين سعادة الإنسان في الأولى والآخرة.
أولو البر والإحسان والصبر والتقى … حلاهم بها جاء القران مفصلا
عليك بها ما عشت فيها منافسا … وبع نفسك الدنيا بأنفاسها العلا
نفسي الدنية سأبيعها واشتري بها بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ بأنفاسها جمع نفس وهو الروح والراح، العلا: أي العليّة، قال صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنّة، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنّة، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنّة.
الحمد لله
ثم ذكر قرّاء القرآن وعدّهم وفضلهم من الأئمة التي يأتم الناس بهم وذكر اسم قصيدته، ثم ابتهل إلى الله تعالى وقال:
وناديت اللهم يا خير سامع
سمع أي: أجاب، نقول سمع الله لمن حمده أي: استجاب الله الدعاء ممن يحمد تبارك وتعالى
يا خير سامع… أعذني من التسميع قولا ومفعلا
التسميع: هو الرياء، ما الذي يشغله، أنّ ربنا يتقبل منه، عبد الله بن عمر كان يقول: لو أن الله تقبّل مني سجدة، سجدة واحدة ما باليت، لأن الله يقول إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
أهم من العمل إن ربنا سبحانه وتعالى يتقبل العمل يرضى عن العمل، أهم من العمل إن ربنا يستقبل سبحانه وتعالى العمل ويتقبّله من العبد، فهو الذي يشغله أن ربنا ينوّر به بصيرته وأن ربنا يرزقه الإخلاص، ” أعذني ” اصرف عني، اعصمني ” من التسميع قولا ومفعلا ” أن أقول رياءً أو أفعل رياءً، الرياء: أن الشخص يحب أن يراه الناس، والتسميع: أن الناس يسمعوا عنه، عندما يصلي يطوّل بحيث الناس تراه، وعندما يكون صائماً يقول لهم أنه صائم بحيث أنهم يسعموا، لأنها شيء لم يروه، فلابد أن يقول لهم لكي يسمعوا، النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من راءى راءى الله به، ومن سمّع سمّع الله به ” ” أعذني من التسميع قولا ومفعلا “
إليك يدي منك الأيادي تمدها… أجرني فلا أجري بجور فأخطلا
إليك يدي: أي يا رب أنا أرفع إليك يدي طالباً راجياً مبتهلا، ” منك الأيادي تمدها ” يعني ربنا سبحانه وتعالى بعظيم وسابق مننه عليّ هو الذي شجّعني أو حثّني إن أنا أرفع يدي وأطلب منه، قال زكريا عليه السلام وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّايعني ربنا عوّده سبحانه وتعالى أنه كلما يطلب أنه يستجيب، عوّده سبحانه وتعالى أنه كلما سأل أنه يعطيه، عوّده سبحانه وتعالى أن يمنّ عليه بالنعم دائماً، هذه العادة العظيمة من الله حثّت وجرأت العبد على إن هو يرفع يديه ليسأل
” إليك يدي ” ما الذي جعلني أرفع يدي ” منك الأيادي – أي النعم – تمدها ” نعم ربنا التي جرأتني أنني أرفع يدي أطلب وأسأل، أرجو منه سبحانه وتعالى من منّه ومن فضله ومن كرمه ومن عطائه الذي ليس له حدّ، ” أجرني ” احفظني، ” فلا أجري بجور ” أي بظلم ” فأخطلا ” تفسد وتضطرب عليّ أموري، ما الذي يفسد على الإنسان حياته؛ ظلمه وجوره وإعراضه عن الله تبارك وتعالى، ” أجرني فلا أجري بجور فأخطلا ” ” آمينا ” يا رب استجب دعائي ودعاء من يؤمّن على هذا الدعاء.
” أمينا وأمنا للأمين بسرها ” الذي سيأخذ بهذا الكلام ويعمل به وإن عثرت لو أنا – عكّيت أو لخبط – ” فهو الأمون تحمّلا ” الأمون هي: الناقة القوية التي تتحمل الأثقال والسفر الطويل، هو يريد أن يقول أنني لو أخطأت أو أسأت، فهو يطلب ممن يقرأ أن يتحمله، فنحن أحوج ما نكون لهذا أننا نتحمل بعضنا بعض، نصبر ونحلم على بعضنا، نتحمل شيء من النقص، شيء من العثرات، شيء من الانفعال شيء من الغضب، طبيعي في الجو المشحون الصعب الذي نعيش فيه، ” وإن عثرت فهو الأمون ” الذي يتحمّل الأثقال، يقدر أن يتحمل
أقول لحر والمروءة مرؤها … لإخوته المرآت ذو النور مكحلا
هو يخاطب الحرّ الذي منّ الله سبحانه وتعالى عليه فحرره من أسر الدنيا والأغلال والشهوات بفضل القرآن، ورجل ” المروءة ” المروءة: هي الأخلاق الفاضلة، الأشياء التي تميز الإنسان عن الحيوان، صاحب الأخلاق الشريفة الفاضلة، الذي هو مرآة الخير للناس.
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” المؤمن مرآة أخيه ” ما معنى مرآة، المرآة: التي الإنسان يرى فيها نفسه، يرى الخير الذي لديه فيستكثر منه ويرى العيوب التي عنده فيصلحها، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” الدين النصيحة ” ميزة المؤمن هو أنه ينصح، وقلنا النصيحة هذه أصلها مِنْصَحَة، المنصحة: الإبرة، الإبرة تصلح وتلم المتخرق والمتقطع، إذاً فأنا عندي خروق في ثوبي ورقع وعندي هلهلة والإبرة هذه ماذا ستصنع؟ ستلمّ هذا، ولذلك النصيحة ليست بالفضيحة، ما الهدف؟، ما هدف النصيحة؟ أنني ألمّ الشعث، أنني أصلح الفاسد فأضبطه، ” فهو المرآة ” التي تري إخوانه حقائق الدنيا وحقائق الأمور وحقائق أنفسهم ويعطيهم نورا، وهذا النور لم؟ لكي تبصر به العين، لكي ترى الطريق، والكحل ماذا يصنع، الكحل يجمّل.
إذاً النصيحة هذه ما غايتها؟ أنها تعطيني النور لكي أسير، وتعطيني الحسن والجمال والبهاء الشخصي، ” المرآت ذو النور مكحلا “
أخي أيها المجتاز نظمي ببابه … ينادى عليه كاسد السوق
أي أنا أعرف أنني قدمت بشيء كاسد أنا أعرف أنها ليست جيّدة ولكن أجمل، فاستقبلها أنت بشكل جميل، ” وظن به خيرا ” إن أنا نيّتي صالحة حتى لو أخطأت، ” وسامح نسيجه ” لأن الثوب الذي جئت به كان مهلهل، فاستقبله بالإغضاء، وبالحسن ” وإن كان هلهلا “
وسلم لإحدى الحسنيين إصابة … والأخرى اجتهاد رام صوبا فأمحلا
” وإن كان خرق ” أي أنني لو أصبت فأجرين مثلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أخبرت فأجر، فلا يلام الإنسان طالما أنه يلتمس طريق الخير حتى لو أخطأ، ” ليس من طلب الحقّ فأخطأه، كمن طلب الباطل فأصابه “
وإن كان خرق – وجدت فيها فساد – فادركه بفضله… من الحلم – الحلم والرفق – وليصلحه من جاد مقولاً.
وقل صادقا لولا الوئام وروحه … لطاح الأنام الكل في الخلف والقلا
دعونا نقف هنا لحظة، ” قل صادقاً ” أي هذه قولة صدق، صادقة مصدّقة، ” لولا الوئام ” ما هو الوئام؟، الوئام: الوفاق وحسن العشرة وحسن التعامل ما بين الناس، ” وروحه ” الروح الباعثة عليه، ” لطاح ” ضاع وهلك، الأنام هؤلاء كل من بثّ الله فيه روحاً، الخلق جميعاً، الكل لن ينجو منهم أحد، الصالح والطالح، المجتمع كله، ” في الخلف والقلا ” يقول لو نحن ليس بيننا وئام أو سلام أو ودّ أو عشرة كلنا نهلك، بسبب الخلف والقلا، الخلف: كثرة الخلاف، والقلا: البغضاء والشحناء.
إذاً إذا لم يوجد حب ولم يوجد ودّ، ولم يوجد وئام ما الذي سيحدث، سيحد القلا الذي هو البغض وبالتالي المخالفة، أي: أنني لأنني لا أحب فلان سأخالفه كان محقّاً أو مبطل، صالح أم غير صالح – انت شكلك مش عجبني –
وعش سالما صدرا وعن غيبة فغب … تحضر حظار القدس – الجنّة – أنقى مغسلا
طاهراً نقيّاً عند الله تبارك وتعالى وهذا زمان الصبر، زمان الصبر هذا كان في أي سنة، القصيدة هذه من كم نظمت، من حوالي تسعمائة سنة، النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهنّ مثل قبضٍ على الجمر، الإنسان لكي يتمسّك بالحقّ الذي يعرفه، يتمسك بالخير، يتمسّك بالدين، فسيكون كأنه ماسك جمرة من النار، الذي يمسك جمرة النار ماذا يكون حاله، أول شيء هو دائماً يعاني في كل لحظة، فهي طالما بقيت في يده هي تحرقه.
الشيء الثاني الأصعب: لا يوجد إنسان يتحمل هذا العذاب، فماذا سيصنع، فسيكون مريد لأن يرميها، أرميها لكي استريح، لكنني لا أقدر أن أرميها، لأنني في رميها عذاب الدنيا والآخرة، النبي صلى الله عليه وسلم قال: بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ. ومع أنه غريب قال: فطوبى للغرباء. أي الحياة الطيّبة لمن؟ للغرباء، وهم غرباء! يا رسول الله، نعم وهم غرباء، وهم يعانون!، نعم وهم يعانون، قيل من الغرباء قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس.
إذا مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ومع هذا نعم، فالمعاناة معاناة مزدوجة، هي تؤلمني وبفكّر كل لحظة والشيطان يوسوس لي أنني ألقيها لكي أستريح، ولكنني أعرف أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ فأنا لن أقدر أن القيها
وهذا زمان الصبر من لك بالتي… كقبض على جمر فتنجو من البلا
ولو أن عينا ساعدت – شعرت بالمأساة – لتوكفت – دمعت – … سحائبها بالدمع ديما وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها… فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
بنفسي – فداءً – من استهدى إلى الله وحده – سار في طريق الهداية إلى الله – وحده
أي مخلصاً لله، ووحده أي حتى لو سار وحده، وهذه حقيقة الصبر وحقيقة الغربة.
بنفسي من استهدى إلى الله وحده… وكان له القرآن شربا ومغسلاً
وطابت عليه أرضه فتفتقت
إنسان بركة كلما حلّ في مكان يحلّ بالعبير والطيب
وطابت عليه أرضه فتفتقت … بكل عبير حين أصبح مخضلاً
فطوبى له والشوق يبعث همه … وزند الأسى يهتاج في القلب مشعلاً
هو المجتبى يغدو على الناس كلهم … قريبا غريبا مستمالا مؤملا
هو المجتبى يعني هذا هو الإنسان الذي اجتباه ربنا، فماذا صفته مع الناس ” يغدو ” أي يمر، يجتاز بهم لا يتنافس معهم ولا يتنازع معهم ولا يستأثر عنهم بشيء ولا يطلب ما في أيديهم، لا يمرّ، يمر عليهم بسلام يجتاز بهم، ” يغدو على الناس كلهم ” يحسن إلى كل الناس يتعامل التعامل الطيب مع كل الناس، قريباً لأنه هيّن وليّن ورقيق ورحيم، ” غريباً ” لأنه يستمسك بشيء لا يستمسك به أكثر الناس ” مستمالاً ” الناس تستميله إليها لحسن أخلاقه، ” مؤملا ” بترتجيه وترتجي فضل دعائه في الشدائد وفي الملمات.
هو المجتبى يغدو على الناس كلهم … قريبا غريبا مستمالا مؤملا
” يعد جميع الناس مولى ” كلهم موالي وأصحاب ” لأنهم… على ما قضاه الله يجرون أفعلا ” أي لو شخص أساء إليّ، أنا أنظر إلى ما وراء هذا، هو أساء إلى من، الأساءة هذه كانت بتقدير ربنا، أم بفعله هو، فهي بتقدير ربنا، ربنا سبحانه وتعالى شاء هذا وأراده لماذا وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍشيء كان سيأتي لي وهو منعها، هل هو الذي منعها أم ربنا لم يقدّر أنها تأتي إليّ، لا ربنا الذي لم يقدّر أنها تأتي إليّ، ربنا لم يقدّر أنها تأتي إليّ لأن هذا خير ربنا أرادوا بي أم هذا شرّ ربنا أنزله بي،، كل قضاء الله خير.
إذاً ربنا سبحانه وتعالى قدّر منع هذا على يد فلان لأن ربنا يريد بي الخير بهذا، فأنا لن ألومه على شيء هي أصلاً خيراً، فأنا أنظر إلى الحكمة وإلى أفعال الله وإلى إرادة الله من وراء البشر، ولذلك هو لا يعتب على أحد.
يعد جميع الناس مولى لأنهم … على ما قضاه الله يجرون أفعلا
هذه الأفعال إنما تجري بتقديره تبارك وتعالى، وبيعود باللوم على من – لا ده أنا – ، يقول الفضيل: إني لأعصي الله تعالى فأعرف ذلك في خلق دابتي وامرأتي، – أنا بلخبط فبتتلخبط عليّ فالمفترض علي أن أصنع ماذا؟ بدلاً من أن أعاقبهم، أنا احتاج إلى أن أراجع نفسي، لأنني عندما أصلح ما فيّ، ربنا سيكشف ما بي
يعد جميع الناس مولى لأنهم … على ما قضاه الله يجرون أفعلا
” يرى نفسه أولى ” هو أولى بالذنب، هو مقصّر في حقّ الله تبارك وتعالى، دائماً الإنسان، المفروض الإنسان المؤمن ينظر إلى عيوب نفسه ولا ينظر إلى عيوب الناس.
سيدنا أبو هريرة يقول: يرى أحدكم القزاة – حته العماص الصغيرة من بعيد أنا شايفها، وشايف كويس أوي نقائص الناس – في عين أخيه، ولا يرى الجذع في عينه، لو جذع نخلة في عيني، عيني لا ترى شيئاً، لكنني لا أراه، ” يرى أحدكم القزاة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه ” .
يرى نفسه بالذم أولى لأنها … على المجد لم تلعق من الصبر والألا
الألا هذا: شيء مثل الشيح، رائحة كريهة وطعمه مرّ، أنه المفترض أنه يلعق المرّ في سبيل رضوان الله، فهو المقصّر لأنه لم يقم بحقّ القرآن، فهو أول ما يحدث مشكلة يرجع باللوم على من، يرجع باللوم على نفسه.
وقد قيل كن كالكلب يقصيه أهله … وما يأتلي في نصحهم متبذلا
هذه آخر نصيحة ينصحها لنا، هو يريد أن يقول أن الكلب الناس تبعده أو تضربه، لكن لو جاء سارق لا يملك إلا أن ينبح عليه، لأنه جبل على الوفاء والإخلاص لهؤلاء الناس، فهو يريد أن يقول: مهما الناس تعاملت معك، تعامل أنت مع ربنا،، أنت تعامل ربنا فإنك لا تعامل الناس، ويقول لك – اعمل الخير وارميه البحر، بحر ايه – امريه البحر هذه معناها: ألا تلتفت للناس، لا، لا يوجد شيء تذهب للبحر، هذا الشيء عند الله سبحانه وتعالى، أي إنسان يقدّم خير وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
لعل إله العرش يا إخوتي يقي … جماعتنا كل المكاره هولاً
عندما نصنع هذا ماذا يحدث؟ ربنا سبحانه وتعالى يقينا من كل مكروه وسوء، من كل كربٍ ومن كل مفزع.
لعل إله العرش يا إخوتي يقي … جماعتنا كل المكاره هولا
ويجعلنا ممن يكون كتابه … شفيعا لهم إذ ما نسوه فيمحلا
لم ينسوه، ولم ينسو حقّه، يمحلا: أي يشتكيهم لربنا، وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا يأتي القرآن يوم القيامة فيشتكي من تقصيرنا، وهجراننا له ” إذ ما نسوه فيمحلا ” .
وبالله حولي واعتصامي وقوتي … ومالي إلا ستره متجللا
بالله حولي: أنا أريد أن انتقل من وضع سيئ أنا فيه، ربنا سبحانه وتعالى هو الذي سيعطيني هذه القوّة، أريد أن يعصمني الله من الشيطان، ربنا سبحانه وتعالى هو الذي سيعطيني هذه القوّة وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ” وقوتي ” أريد أن أفعل خير، كل هذا من الله، ” لا حول ولا قوة إلا بالله ” ” وبالله حولي واعتصامي وقوتي ” وقلنا لا يوجد إلا ستر ربنا، نحن ليس لنا إلا ربنا يسترنا في الدنيا والآخرة ” ومالي إلا ستره متجللاً ” يغطيني.
فيا رب أنت الله حسبي وعدتي … عليك اعتمادي ضارعا متوكلا
حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم، حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم،حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم،حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم، حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم، حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم،حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم
اللهم ردّ علينا قلوبنا إن كنت وهبتنا قلوبا، اللهم ردّ علينا قلوبنا إن كنت وهبتنا قلوبا، وإن لم تهبنا قلوباً فهبنا قلوباً تعقل عنك يا رب العالمين، فهبنا قلوباً تعقل عنك وتفيئ إليك يا رب العالمين
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصائبنا واخلف لنا خيراً منها، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصائبنا واخلف لنا خيراً منها،إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصائبنا واخلف لنا خيراً منها.