إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد ،،،
منذ سنوات مضت أظن سنتان أو ثلاثة اطّلعت على رواية، هذه الرواية عدّت الرواية السادسة الأكثر مبيعاً في تاريخ البشرية ترجمت إلى 67 لغة، طبع منها في وقتها 65 مليون نسخة، أي خمسة وستين مليون قارئ وهذا باعتبار الحد الأدنى لأن عادة الكتاب أو الرواية تتناقلها الأيدي ويعطيها فلان لفلان، إذن نحن نتكلم عن مستوى كبير جدّاً من المتابعة والانتشار، فما المضمون، ماذا تحوي هذه الرواية.
الكاتب برازيلي اسمه بولو كويلو؛ يكتب بالبرتغالي، وترجمت كما قلنا للغات كثيرة، خلاصة الرواية: أن هناك راعي غنم أسباني، معه بعض الغنم يرعاها، ويوجد كنيسة مهجورة في قريته يأوي إليها، ويوجد شجرة ينام تحتها بجوار الكنيسة، وهو نائم مرةً رأى حلم أن هناك كنز موجود في مكان معيّن تحت سفح الهرم، والحلم كان يبدو أنه مفصّل جدّاً فهو اعتقد كأنه رأى هذا المكان وهو مستيقظ، وقرر أن يرحل لكي يبحث عن كنزه الذي يوجد في سفح الهرم، وأين يوجد هو؟ هو في أسبانيا.
ولكي يسافر لابد مضطّراً أن يبيع الغنمات التي اتربط بها – دعك من المال – ارتباط وجداني طويل، وهو متردد هل يخطو هذه الخطوة، أم لا، – وأنا أيضاً بعد عهدي بالرواية نوعاً ما فمن الممكن ألا أتذكّر تفاصيلها، ومن الأشياء المهمة جدّاً أنها 123 صفحة، هذه من الأشياء المهمة أن القصة عندما تكون القصة صغيرة فمن الممكن أن تتحمس لقراءتها، بخلاف عندنا، فعندنا لابد أن يكتبوا الرواية 450، 500 صفحة، ومعظم الكلام يكون كلام ليس له معنى.
المهم؛ قرر أن يخوض هذه المخاطرة، سيبيع الغنم وبعد ذلك سينتقل عبر جبل طارق للمغرب لتونس لليبيا لمصر لكي يصل إلى الأهرامات حيث الكنز الذي يبحث عنه.
ثم يسرقه أناس فسيبقى في المغرب ليس معه مالاً، وحينئذٍ يشعر بالندم ويعتقد أنه إنسان أحمق أنه سار وراء الحلم الذي حلمه، ويندم على الذي فعله، ثم يقرر أن يحاول أن يكمل، فيعمل عند رجل يبيع الكرستال في المغرب فأتي بمال وفير، فعندما حصل على المال – فخلاص – استعاد ماله فليرجع ويشتري غنماته، فقرر أيضاً أن يكمل، ثم ذهب إلى ليبيا وكان هناك صراع بين القبائل، ثم التقى بامرأة وأعجب بها، وبعد ذلك قابل شخص خميائي، وهنا يظهر الخبلان، الخميائي شخص يحاول عبر عمليات معيّنة يحوّل المعادن الخسيسة إلى ذهب، وبعد جزء من – الهطل – الذي نسمّيه اللا معقول، في الآخر وصل عند الأهرامات بعدما رأى أشياء ليس لها معنى، فيقابله مجموعة من اللصوص، فيأخذوا ما تبقّى معه من المال، وبعد ذلك يحكي لهم القصة فيظلوا يضربوا فيه حتى يخرج لهم الكنز، وبعد ذلك يجد أنه ليس هناك شيء، بعدما كان يعتقد أنه حينما يصل إلى هذا المكان سيصل إلى ما يريد.
المهم؛ بعدما وجد أنه ليس هناك كنز، فزعيم اللصوص، قال له: – على فكرة أنت متخلف – أنا رأيت حلم مثل هذا بالضبط، أن هناك كنز عند كنيسة مهجورة بجوارها شجرة تحت هذه الشجرة يوجد كنز، وأنا طبعاً لم أكن إنسان غبي مثلك لكي أضيع مجهودي ومالي فأفعل ذلك، فهذا الوصف الذي وصفه له – من المفترض في الرواية – هذا وصف الشجرة التي كان ينام عندها ويحلم الحلم، فرجع مرة أخرى، فحفر تحت الشجرة فأخرج الكنز، هذه خلاصة القصة.
هذه القصة الأوسع انتشاراً، لماذا هي الأوسع انتشاراً؟ هذا هو السؤال، الآن هي انتشرت هذا الانتشار على مستوى العالم بهذا الانتشار، هذا ماذا يعكس لنا، أن الإنسان المعاصر عما يبحث، فهذه الرواية من الأوصاف التي وصفت بها، أنها أفضل شيء كتبه الإنسان عبر تاريخ البشرية، هذه الأوصاف تعكس شيء، فما الذي في الرواية، ماذا يريد أن يقول في الرواية، – وعلى فكرة – تصدير الرواية، وأول شيء بها ” وبينما هم سائرون ” هذا أول مقطع، فأول مقطع يقول ” وبينما هم سائرون إذ دخلوا قرية فاستقبلتهم امرأة اسمها مرثا ” وأدخلتهم البيت وبعد ذلك اختها مريم جلست تحت قدمي يسوع لكي تسمع منه، ومرثا وقفت في المطبخ تطبخ، وبعد ذلك – اتكعبلت – فحزنت فقالت للرب – يسوع يقصد – قالت له اجعل هذه البنت تعمل معي بدلا من عملي بمفردي، فقال لها هذه تبحث عن الحقيقة أو الشيء الذي ينبغي أن تركّز معه، وأنت مضطّربة، ثم كتب في الهامش إنجيل لوقا الإصحاح العاشر الفقرة 38.
إذاً التصدير كله كان من الإنجيل، فهذا الكاتب برازيلي، والبرازيل هذه هي الجنوب، البرازيل هي الجنوب.
نحن الآن ماذا نريد أن نقول؟ أول شيء، ما خلاصة الرواية تريد أن تقول أشياء منها أن الإنسان ربما يكون الشيء أو الكنز الذي يبحث عنه، كان موجود تحت قدمه، وهذا المعنى نحن ذكرناه قبل ذلك كثيراً، لأن هذا أشد ما يكون مسيساً لنا، وذكرنا شاهد ذلك زمان اكثر من مرة في قصة إسماعيل عليه السلام وأمه، أن هاجر خرجت لاهثة تبحث عن الماء لتنقذ هذا الرضيع فصعدت على جبل الصفا وجعلت تنظر فمن الممكن أن يكون هناك قافلة فينقذها أحد فلم تجد، فنزلت وبدأت تجري بين الجبلين، وصعدت على الجبل الآخر وجعلت تنظر، فمن الممكن أن يكون هناك أحد، لأنه لا يوجد مخرج إلا أن تأتي قافلة فتنقذهم، لأنه لا يوجد شيء آخر، ثم عادت أدراجها إلى الصفا ثم إلى المروة كما يسعى المسلمون إلى يومنا هذا بين هذين الجبلين، وبينما هي تسعى إذ سمعت صوتاً – وبعد ذلك – قالت أسمعت إن كانت عندك غواث، هذا الصوت كان صوت جبريل عليه السلام يضرب الأرض تحت قدمي الرضيع فينبع الماء، إذاً هي كانت تبحث عن الماء أين؟ كانت تبحث عن الماء حيث القوافل التي تقدم من بعيد فتصعد الصفا وتصعد المروة، لكن أين كانت الماء؟ كانت في المكان الذي ترك سيدنا إبراهيم الرضيع فيه، هو أتى بهم ووضعهم عليه، في رواية ابن عباس يقول أنه وضعه فوق بئر زمزم، فهذا هو المكان، فالمكان الذي وضع سيدنا إبراهيم ابنه، هو المكان الذي تحته يوجد الماء الذي يبحثون عنه، فأحياناً كثيرة يكون ما تبحث عنه هو أقرب ما يكون إليك لكنني لا أراه، لكن ربما لا يستطيع الإنسان أن يدرك قيمة ما بين يديه إلا بعدما يبحث بحث طويل، ولذلك هو في الرواية كان متعجّب، أي طالما هو هنا فما الذي جعلني أسير كل هذا الطريق وأتكبد كل هذه المشاق فسمع صوتاً يقول له أنك إذا لم تذهب لم ترى أهرامات مصر الجميلة، فهو يريد أن يقول أنه استفاد من هذه الرحلة أشياء لم يكن استفادها إذا لم يخوض هذه التجربة.
من الأشياء المهمة في الرواية التي نريد أن نركّز عليها، هو يقول أن الروح لها لغة، هذه اللغة يستطيع من خلالها الإنسان أن يدرك بها أو يتفاهم بها أو يقيم بها علاقة واتصال مع الأشياء من حوله، فهذه هي التي تجعله يفهم الأشياء من حوله، وأن الفلاسفة والمفكّرين لم يستطيعوا أن يعبّروا عن هذه الروح التي تمثّل مشاعر الإنسان وأن الإنسان عليه أن يصدّق مشاعره ويسعى لتحقيق الحلم الذي يحلم به، وأن الخوف من الفشل أكثر قتلاً من الفشل نفسه، وأن الإنسان لا يستطيع أن يصل إلى القمة إذا لم ينطلق من الحضيض، فلابد أن ينزل إلى تحت جدّاً لكي يصعد إلى الأعلى جدّاً، وأن ربنا سبحانه وتعالى يعطي الإنسان إشارات في طريقه أو في مسيره في الحياة، هذه الإشارات تترجمها الروح، فعلى الإنسان أن يصغي لهذه الإشارات ويسير على أساسها، فعليه أن يؤمن بها ويصغي إليها.
إذاً عما يتحدث؟ يتحدث عن أن هناك شيء يسمى وجدان ويوجد شيء يسمى روح، ويوجد مشاعر، ويوجد ما يسمى توجيه إلهي بشكل غير محسوس على الإنسان أن يؤمن به لأن هذا شيء لا يستطيع أن يعبّر عنه، فهذا شيء يستشعره، وعليه أن يصغي إلى هذا الصوت.
إذاً الإنسان المعاصر يعبّر عبر تعظيم وتقديس هذه الرواية التي تبدو ضحلة على أن بداخله درجة كبيرة من الخواء يبحث عن شيء معيّن يشبعه، وهذا ما نتكلم عليه منذ خطبتين، هناك ما يسمى الروح، واحتياج الإنسان لهذه الروح.
ويوجد جملة غريبة جدّاً، شارلي ديجول وهو محرر فرنسا الحديثة ومؤسس الجمهورية الخامسة، كان يُسأل مرة من صحيفة فرنسية، فهم متعجبون لماذا يحرص على توطيد علاقات فرنسا بالدول العربية والإسلامية باعتبار أن هؤلاء أناس ليس لهم فائدة وعالة على الخلق، فأنت تشغل نفسك بعلاقاتك مع هؤلاء الناس أكثر من اللازم، فهو ماذا يقول، قال إجابة غريبة جدّاً، فهذه الإجابة أبعد إجابة تتخيل أن يجاوبها، يقول إن الحضارة الأوروبية قد فقدت شيئاً ثميناً جدّاً تحت وطأة هذا التقدّم المادي الضخم ألا وهو الإنسانية التي تعني – هو الذي يقول – القيم الروحية البشرية العليا.
إن حضارتنا قد فقدت تلك الروابط المعنوية التي تربط البشر بعضهم ببعض، لاحظ أن هذا الكلام بعد الحرب العالمية الثانية التي ظهر فيها إلى أي مدى الحضارة بدون مشاعر إلى أي مدى تكون مدمّرة تماماً.
فهو يقول أننا فقدنا مشاعرنا، وتجمدت قيمنا الأخلاقية وانحلّت، فأنا أعتقد أن اتصالنا بالمجتمعات الإسلامية التي حافظت على الروح الإنسانية هو الذي سوف ينقذنا من مغبات هذه الحضارة المادية وسوف يفدنا جدّاً، ولذلك فأنا أحرص على تحسين علاقات فرنسا وتوطيدها مع العالم العربي والإسلامي فنحن في دنيا وهو يتكلم في دنيا أخرى تماما
هو يقول أننا بمظهرنا هذا، فهذا الكلام إذا كان في الخمسينات مثلاً، فنحن حالنا لم يكن أفضل من الآن، هو يرى أن هؤلاء الناس على ما هم عليه هم لديهم شيء ليس موجود عندنا، ولذلك هم يكلّموه لماذا توطّد علاقتك بالدول، وهو لم يقل الدول، قال في العبارة الأولى مجتمعات، وفي العبارة الأخرى عالم، مجتمعات إسلامية، وعالم عربي وإسلامي، بني آدمين، الناس، القيم، الروح الموجودة، بقايا الإنسانية التي أبقاها الإسلام بيننا، هو يقول أننا لابد أن نكون على اتصال بهؤلاء الناس لأن هؤلاء سيدخّون لنا شيء نحن محتاجون إليه لكي نستطيع أن نكمل الحياة.
هو يفكّر هكذا، هم الذين يحتاجون إلينا من أجل هذا، ولذلك أنا قلت أن بولو كويلو هذا من الجنوب، العلاقة بين الشمال والجنوب، لازال الجنوب رغم ما هو فيه، وعلى فكرة هذا نصراني، ولذلك هو صدّر بشيء من الإنجيل، مفهوم الدين، احتياج الإنسان للدين، حتى – على فكرة – إذا كان فيه قدر من الضلال فهو أقرب إلى الإنسانية من الصورة المادية الصرفة التي في الحقيقة تخلي الإنسان من حقيقته التي هي الروح التي تكلّمنا عنها الجمعة قبل الماضية.
نحن نتكلم عن رمضان وتنزّل الملائكة والروح ونزول سيدنا جبريل الذي يجدد معاني الوحي ومعاني الروح، وأن ليلة القدر لكي تعيد بعث الروح، نحن لابد أن ندرك أننا نملك شيء، لكن أحياناً لاندرك هذا إلا بعد رحلة طويلة وأحياناً تكون الرحلة ضرورية، هذا المعنى ذكره قبل ذلك سيّد قطب، قال جملة أنا لا أتذكّر العبارات بنصّها لكنني سأقول فحواها أو معناها،، هو يقول أنه بقي أربعين سنة، أربعين سنة يقرأ في كافة يقرأ في كافة صنوف الثقافة، ما هو من تخصصه وما هو من هواياته، قرأ في كل شيء، ويقول بعد أربعين سنة، رجعت إلى لمصدر الوحي والعقيدة، يتكلم عن القرآن، يقول فانا وجدت إزاء القرآن أن كل ما تعلّمته خلال الأربعين سنة يبدو إزاء القرآن شيئاً ضئيلاً ضئيلاً جدّاً، ليس له قيمة إذا وزن بالقرآن، ولكنه يقول أنا ليس نادماً على الوقت الذي ضاع أو العمر الذي مرّ، لأن هذا جعلني أدرك حقيقةً عظمة وقيمة ما معي، وأن ما يقابله فوق أنه ضعيف وضئيل إلا أنه أيضاً يعرض في صورة بها تعالي وإدّعاء، أي أن المشكلة أيضاً أن هذا يعرض لنا على أن هذه هي القيم العظمى لكنها في الحقيقة ليست هكذا، فأحياناً العمر الذي يمرّ ربما يزيد الإنسان يقيناً أو ثقةً بنعمة ربنا سبحانه وتعالى عليه.
ولكن هنا يوجد نقطة مهمة، هو رجع إلى هذا الكلام بعد أربعين سنة، لكن خلال الأربعين سنة هل لم يكن معه قرآن، لا كان معه القرآن هذه هي المشكلة، يعني أن هذا الكلام إذا كان مكتوب في أواسط الستينات فهو سنة 47 كان يكتب عن التصوير الفني في القرآن وبعدها بسنة يكتب عن مشاهد القيامة في القرآن، وهو عنده عشر سنوات كان خاتم للقرآن، وهو كان يقرأ طوال هذه الفترة، يقرأ، هو ليس لا يقرأ، هو يقرأ للقرآن، وكاتب بحث عن الإعجاز البلاغي في القرآن وأنه مردّه إلى التصوير ومطبّق لهذا على كل الآيات التي تتكلم عن اليوم الآخر في القرآن.
إذاً هو لم يكن بعيداً عن القرآن هو كان معه هذا الكنز في يده لكنه لم يكن يراه، فهو رآه وأدرك قيمة ما معه بعد حوالي 18 سنة من كتابة الكتب التي كان يتكلم فيها عن البلاغة القرآنية وعظمة البلاغة القرآنية.
إذاً ما نريد أن نقول أن ربنا سبحانه وتعالى منّ علينا وأعطانا كنوز عظيمة جدّاً ولكن متى سندرك قيمة هذه الكنوز، فهل لابد أن نسير مثل سنتياغو ونلف هذه اللفة السودا هذه ونأتي إلى هنا ونضرب،، فلماذا؟ الإنسان من الممكن أن يختذل هذا إذا كان واثقاً واثقاً في ربنا سبحانه وتعالى فعلاً، واثق في مصدر التنزيل فعلاً، واثق في قيمة النعمة التي أنعم ربنا سبحانه وتعالى عليه بها فعلاً، هذا ما نريد أن نتذكّره، أن ربنا سبحانه وتعالى آتانا كنوز عظيمة وهي في أيدينا، متى سندرك مقدار نعمة ربنا علينا، هذا هو الأمر الذي نحتاج أن نفكّر فيه
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
نحن اليوم كثير منّا للأسف، خصوصا الجيل الذي في سنّ سنتياجو، الذي يبحث عن الطموح والحلم الذي يسميه في الرواية ” الأسطورة ” ، يبحث عن أن يهاجر.
إذا كنّا نتكلم عن أن هذا ضرورة حياتية لأجل أن هناك أماكن بها حياة مادية أفضل تمثل الحد الأدنى من الحياة أو أن الإنسان يريد أن يبني نفسه، لكن المشكلة أننا ننظر إلى هذه الأماكن على أنها هي أيضاً الكنوز المفقودة والجنان الموعودة، هل هي هكذا فعلاً؟؟ هل القبلة الغربية التي يستقبلها الناس هل هي فعلاً جنة ربنا سبحانه وتعالى في الأرض، هل هذا حقيقي؟ وعلى أي معيار نحن نحكم وعلى أي معيار نحن نقيّم، هل المجتمعات إذا فقدت الإيمان، فقدت الثقة بربنا سبحانه وتعالى، فقدت القيم الأخلاقية الحقيقية، ليست الأخلاق التي يحميها القانون أو التكافل التي تفرضه الضرائب لا، مشاعر الإنسان التي تنبعث مما في قلبه من الإنسانية والشفقة والرقّة والرحمة التي يغرسها ربنا سبحانه وتعالى في قلوب المؤمنين من عباده، روح الأخوة بين الناس، الإحساس الحقيقي بالشفقة والرحمة على مآسي الناس وعلى آلامهم، وأن الإنسان لا يطمئن إذا كان هو في وضع من السعة طالما أن هناك أناس قريبين منه في وضع من البؤس ومن الضيق، أنت سترى بهرج مادي هذا صحيح، نحن تكلمنا قبل ذلك عن قول الله سبحانه وتعالى فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ في مقابل قول الله سبحانه وتعالى لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وقلنا أن البركة غير الباب، قلنا أن البركة هي: الخير الدائم والنامي والمتزايد، أما الباب فهو المتعة الحسيّة والمادية وفقط، من الممكن أن يكون هناك رخاء، ولكن إزاء الرخاء يوجد خواء، ومن الممكن أن ترى مظاهر من المتعة بكل أشكالها وبكل ألوانها، لكن إذا تبصّرت قليلاً وتعاملت مع الإنسان باعتبار أنه الإنسان سترى أن وراء ذلك درجة كبيرة من القلق والتوتر والشقاء، عدم وجود، لا سكينة ولا طمأنينة لأن ربنا يقول سبحانه وتعالى، ” لأن ربنا يقول ” ليس لأن إنسان يقول، الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ما الذي وراء المشهد الذي أراه هذا؟ هل بالفعل النفوس مطمئنة؟ هل فعلاً السكينة تسود النفوس وتسود المجتمع، هل فعلاً السعادة هي شعار الناس، هل هذا حقيقي فعلاً؟
الدينار والريال واليورو والدولار يشتري أشياء، لكن هل يشتري كل شيء؟ هل تستطيع أن تشتري به راحة نفسية؟ يعني مهما كان قدر الأشياء – اللي تحت المخدة، هتحط دماغك تحس إنك عاوز تنام ومطمئن – هل تكون هكذا؟ نحن من المفترض الذي بعثنا ربنا سبحانه وتعالى لكي ننقذ هؤلاء الناس، فعندما نرى أننا من المفترض أن نسير وراءهم ونتّبع خطاهم.
نحن قلنا قبل ذلك يقول أن المغلوب – وهذه طبيعة – المغلوب مولع دائماً بتقليد الغالب، عندما تقهر أمة أمة أخرى، فالأمة المقهورة نفسيّاً تركع، ليس ماديّاً، نفسيّاً تركع، نفسيّاً تبدأ تركع وتشعر بالتعظيم تجاه من أخضعها وتسعى لاتّباعه وتقليده، يقول حتى في أشياء غريبة: في الشكل، في اللباس، في المركب في الهيئة.. في الصور الشكلية، فالآن لحية خرجت موضة، فهي موضة سنلبس كذا فنلبسه، سنحلق شعرنا كذا فنحلقه، فلماذا هذا؟ لماذا؟ ماذا يعكس هذا؟
فالآن أنا سأستقي منه صحيح؟ فما الذي يقدمه لي؟ لكي يقود أحد أحداً لابد أن يكون هناك ما يقدّمه، ماذا تقدّم أمريكا للناس؟ غير الماكينات، ماذا يوجد؟ فنحن سنستقي منهم ونسير وراءهم، فماذا لديهم؟ لايوجد حضارة تسود بدون قيم، وبدون مبادئ، الحضارة إذا كانت ستعادي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ستصادم الروح التي هي ميزان حياة الإنسان.
إذاً نرجع إلى ما نريد أن نقول؛ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍسَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ مرة أخرى هم نفس الكلمتين، نحن الآن يا جماعة ربنا منّ علينا بالروح، هذه الروح لا يبثّها إلا القرآن، هذه الأيام هي أيام استعادة الروح، نصفها ذهب، وبقي نصف؛ أدركنا أو لم ندرك، نحن قلنا السنة الماضية في مثل هذا الوقت، ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ” رفم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له ” وقلنا أن سيدنا جبريل قال ” خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يغفر له قل آمين ” فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ” آمين ” سيدنا جبريل يدعو والنبي صلى الله عليه وسلم يؤمّن على شخص ربنا سبحانه وتعالى يعطيه هذه الفرصة المرة تلو المرة، وكل مرة تتسرّب من بين أيدينا، وعلى فكرة كل سنة تكاد تكون أصعب من التي قبلها وليست أفضل، نحن نبعد أكثر ولا نقترب، نبعد ولا نقترب، وهذه نتيجة طبيعية للإعراض المتوالي، الإعراض المتوالي يرتّب مزيد من العقوبات، وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
لابد أن يكون لنا موقف من هذه الرسائل، حتى متى وإلى متى؟
فإلى متى هذا السبات وقد دنا وقت الممات
وما لنا عنه مفر، عارٌ وأيم الله أن نلهو وقد
كادت معالم ديننا أن تندثر
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تؤاخذنا بما فعلنا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
اللهم إنا نسألك حبك، اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم