بسم الله والحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الدنيا أم الناس .. ما الذي يجعل الإنسان محباً للبقاء في هذه الدنيا أم مبغضاً له، ما الذي يجعله سعيداً أو تعيساً، أهي الدنيا أم هم الناس.
أما الكون الذي خلقه ربنا تبارك وتعالى فهو كما هو على حاله منذ خلقه الله، وأما النعم التي امتنّ الله على عباده بها فهي دائماً دائبة لا تنقص ولا تزول ولا تحول؛ فما الذي يتغير؟ ما الذي يجعل الإنسان يعيش جيداً أو لا يعيش جيداً؟ الظروف أم الناس؟ لابد أن ندرك إجابة هذا السؤال لأن هذه شيء أساسي محوري، الظروف سيئة أم نحن لدينا مشاكل؟
عامر الشعبي إمام التابعين رحمه الله يوصف تطور المجتمع أو بالأحرى تدهور المجتمع، يقول تعايش الناس بالدين زماناً حتى ذهب الدين، الناس بماذا تتعامل، تتعامل مع بعضهم بالدين، تعايش الناس بالدين، وهذه لابد أن يكون لها ترجمة، ما معنى الدين؟ أنني أمتثل كل توجيه ربنا وجّهني له في تعاملي مع الناس في أداء الحق والتزام الواجب، ماذا أطلب بهذا؟ أطلب بهذا أن يرضى عني ربنا سبحانه وتعالى وأن ربنا سبحانه وتعالى يدخلني الجنة بقطع الناظر عن ردود أفعال الناس هل سيعاملوني بالمثل أم لا؟ هذا من المفترض ليس الواقع لكن من المفترض أنها لا تؤثر فيّ،، لأنني بالأساس أتعامل مع رب الناس وليس مع الناس.
ما الضمان أن يستمر هذا؟ وجود الخشية والتقوى في قلب الإنسان، هو يقول أن هذا ذهب، يقول: ” فتعامل الناس بالوفاء زماناً ” شكر الجميل والمعروف والإحسان وحفظ المودة والعشرة – هذا يسمى الوفاء – يقول: ” حتى ذهب الوفاء ” هذا واحد ثم اثنان، ” ثم تعامل الناس بالمروءة زماناً ” بالنخوة والشهامة والرجولة، ” حتى ذهبت المروءة ثم تعامل الناس بالحياء زماناً ” محرجاً فالإحراج يجعلني محسن أو أستحيي من أن أسيء أو إذا قصدني شخص في شيء أحرج أن أردّه، يقول: ” حتى ذهب الحياء، ثم تعامل الناس بالرغبة والرهبة ” من تريد منه شيئاً تعامله بحسن، أو من تخاف منه تعامله بحسن، إذا لم يوجد هذا ولا هذا فلا،، يقول: ” وأظن أنه سيأتي على الناس ما هو شرٌّ من ذلك “
هو ماذا يقول؟ يقول أنه يوجد أخلاقيات معيّنة هي التي تشكّل صورة التعامل بين الناس بعضهم البعض، أنت علام ستعامل الناس، فهو قال أن أول شيء يوجد دين ثم بقايا الدين من الأخلاق الطيبة ورتّبها،، دين ثم الوفاء والمروءة الحياء ثم هكذا.
إذاً يوجد أشياء هي التي تشكّل طبيعة المعاملات، أما الناس التي تتعامل بالدين، أكيد أفضل ممن يتعاملوا بالوفاء أو بالمروءة أو بالحياء، وإن لم يوجد هذا ولا هذا كيف يعامل الناس بعضهم بعض؟ الضيق يأتي من أننا من الممكن أن نتكالب أو نتصارع أو نتنافس أو نظلم بعضنا، أم أن الموارد التي أعطاها لنا ربنا هي التي لا تكفي؟ أين المشكلة بالضبط، هل نحن في ضيق فعلاً أم نحن من نضع أنفسنا في الضيق؟ وبالتالي ما الحل؟
إذا الأحول ظلت تسوء ماذا ستفعل أنت؟ طالما نحن في سفول ستكون دنيانا في أفول، هذا طبيعي هذا طبيعي، مقدمة تؤدي إلى نتيجة، أنت لا تستطيع أن تغيّر المسار العام، ماذا ستفعل؟ ما الذي من الممكن أن تتعامل به في هذه الدنيا إذا كانت هذه صفاتها ماذا ستفعل؟
الإمام أحمد يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تذهب الدنيا ” أي لا تنقضي ” حتى تصير للكعٍ ابن لكع ” ويروي أيضاً عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وعن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع ” لكع هذه ما معناها؟ وما الرسالة المضمنة في هذين الحديثين؟ ” لا تذهب الدنيا حتى تصير ” هذه معناها أنه يحوز الدنيا، سيحوز الدنيا، والحديث الآخر ماذا يقول؟ يقول: ” أسعد الناس بالدنيا ” أكثر الناس تمتّعاً وتلذذاً بهذه الدنيا.
هذا الذي هو من؟ عظمة التعبير النبوي ودقة وحسن وعمق اختيار اللفظ، حينما تظل تبحث في هذه الكلمة تجد بداخلها كثير من الأشياء، جميعها سيء لكنها مجموعة أشياء تعطي وصف ” صغير النفس، المنطوي على الخسة والوضاعة، الحقير اللئيم ” هذه الأشياء هي معنى هذه الكلمة، إذاً النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول؟ يقول أن الدنيا ستظل تفسد إلى أن تصبح في حوزة من هذا وصفه وهذا سيكون أكثر الناس إحساساً بالمتعة والتلذذ في هذه الحياة.
إذا قلنا أنها ستسير هكذا فأنا الآن سيكون أمامي شيء من اثنين إما أن أتلكّع وإما أن أرى أسلوب آخر أتعامل به، فالآن إذا سارت الدنيا هكذا، فأنا سأكتسب من هذه الصفات لكي أستطيع أن أدير دنيتي جيداً، وإما أن أرتضي أن أضحي بشيء في سبيل شيء.
الآن المبدأ والدين والخلق إذا وجد سيطلقك أم يقيّدك؟ وإذا تخليت أنا عن هذا أو تحررت منه – أتعامل براحتي ولا يوقفني شيء – .
إذاً بما أن المبدأ والدين والخلق هو قيد مثلما العقل هو يسمى هكذا، فالعقل لماذا يسمى عقل؟ لأنه لجام يلجم الإنسان أن يفعل ما يضرّه في الحال أو في المآل، الآن أو غداً.
فالمبدأ والدين والخلق سيلزم الإنسان بإلزامات معيّنة هل سيتجاوزها أم سيستمسك بها؟ ستعرض له فتن ماذا سيفعل معها؟ يوجد نقطتان؛ النقطة الأولى: هل المبدأ أو الدين أو القيمة يستحق أن يقدم الإنسان شيء من التضحيات أم لا؟ هذا أمر، النقطة الثانية الأهم بكثير: هل أنا لو التزمت المبدأ أو الدين أو القيمة أو التزمت بأوامر ربنا سبحانه وتعالى أيضيعني ربنا أم سيحفظني؟ هذا هو السؤال الأهم، هذا علام يبنى؟ كم أنت تثق في ربنا سبحانه وتعالى، هذا السؤال الأول هذا هو قيمة وموازين الأشياء أنت ستضحي بشيء في سبيل أن تحصل شيء أعظم أنت تعتقد أنها أعظم، الأمر الثاني: أن الشيء الذي ستضحي – لن أقل ” بها ” لأنك لن تضحي بها كلها – ستضحي فيها، هل ربنا سبحانه وتعالى سيخذلك أم أن ربنا سيعوضك؟ هل ربنا سبحانه وتعالى سيمنّ عليك أم ربنا سبحانه وتعالى سيتركك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لرجل قال: ” إنك لن تدع شيئاً ” أي شيء ” لن تدع شيئاً لله – لله – ” ليس لأي سبب آخر، ” إنك لن تدع شيئاً ” أي حاجة كبير أو صغير، جليل أم حقير، ” إنك لن تدع شيئاً إلا أبدلك الله ما هو خير منه ” من جنسه أو من غير جنسه.
أي: أنا تركت بعض المال لأني قلقت منهم، النص يقول أن من الممكن أن ربنا سبحانه وتعالى يعوضّني مال ومن الممكن شيء آخر، ” ما هو خير ” أي خير من هذا المال، افترض أن ربنا فتح لي أبواب خير أو أعطى لي أبواب رحمة ومغفرة أو أقرّ الإيمان في قلبي أليس هذا أفضل من هذا المال؟
إذاً من الممكن أن يكون مال ومن الممكن ألا تكون مالاً لأنني من الممكن أن أكون جالس منتظر أنهم كانوا 200 من المفترض أن يأتي 250 إذا لم يأتي ال250، ما هذا أليست هذه الأحاديث تعمل يا جماعة!!، فهل هذه الأحاديث صحيحة، لابد أن يتحقق مدلولها، أم أنها هكذا وهي كلام وفقط لئلا يكون الناس في أزمة نفسية؟؟ فلابد أن يوجد شيء، هل هذا الكلام صحيح يا جماعة أم لا؟
فإن لم يأتي مال، إذا كنت واثق فيمن يقول لك هذا أو من يعدك هذا الوعد، تيقن أنه سيعطي لك، فمن الممكن أن يأتي المال ولكن ليس ضروري أن يأتي اليوم، من الممكن أن يأتي على أقساط، أي يأتي لك 250 ولكن بأقساط، ومن الممكن أن تكون مصيبة آتية وربنا يكشفها عنك، فأنت لا تعرف،، فأنت ترى جزء صغير من الصورة وكل ما حولك هذا يوجد أشياء كثيرة جداً مغيبة عنّا ولا نراها، الذي ينزل والذي يصعد وما يحدث، الكرة كانت ستصيب وجهي وأنا لم أراها، كانت قادمة لوجهي وربنا حجزها عني فلم أراها، أي الكرات أراها؟ ما تصيب وجهي فقط، لكن طوال الوقت يوجد كرات تستهدفني، أنا لم أرى سوى واحدة، أيهم؟ التي أصابت وجهي، أما الباقين؟ لم أراهم، وعندما لم أراهم افترضت أنهم غير موجودين، أو أن ربنا لم يكشف أو لم يصرف عني من الشر الكثير.
الآن، ما هو قانون الرزق؟ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن روح القدس ” انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف يبدأ النص؟ كيف يبدأ هذه الكلمات؟ ما أول ما قال؟ قال ” إن روح القدس ” جبريل عليه السلام، طيب، هو يمكن أن يقول جبريل، فلماذا قال روح القدس، فروح القدس هو جبريل!! أكثر اسم يفيد التعظيم والإجلال للموصوف عليه السلام، ” إن روح القدس قد نفث في روعي ” ألقى في قلبي، لم يكلمه، لم يكلمه، هنا هنا – القلب – سيدنا جبريل لم يقل للنبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات، النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك، يقول ” قد نفث في روعي ” ألقى في قلبي، أسكن في فؤادي، لأني محتاج أن هذه الكلمات تدخل إلى الداخل، لكي أكون مطمئن عندما أتعامل معها، ” إن روح القدس قد نفث في روعي أنه لن تموت نفس ” بالتنكير – أي إنسان – ” حتى تستكمل أجلها، ربنا قدّر له أيام، في هذه الدنيا لا يمكن أن تنقص ثانية، ” حتى تستكمل أجلها وتستوعب ” في الأجل قال ” تستكمل ” وفي الرزق قال ” وتستوعب رزقها ” تلمه كله، وتستحوز عليه كله، لن يسقط منه شيئاً، وبعد ذلك؟ هذه الكلمات ماذا تفعل؟ الذي قسمه لي ربنا لن ينقص مليم، فما التوجيه المبني على ذلك، أول شيء هذا الكلام إذا وثقت فيه لن أكون قلق، فالذي لن يأتي إليّ هو ليس لي أصلاً، فالشيء الذي تعلّقت به ولم تأتيني هذه في الكتاب الذي كتبه ربنا سبحانه وتعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة لا يوجد أن هذا الشيء سيكون لي، وإن كتب أنه لي لا يصلح أن يقطعها أحد عني، لا يصلح، لا يصلح، لأنها لابد أن تأتيني، فمكتوبٌ في الكتاب أنها لابد أن تأتيني، فما الذي سيترتب على ذلك؟ قال ” فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ” ذكر أمرين؛ كلمتين، أول شيء ” فاتقوا الله ” التقوى كلمة كبيرة معناها مثلما قلنا قبل ذلك كثيراً أنني سأتعامل بحذر مع أي شيء أنا قلق ألا تكون مرضية لربنا أو لا تكون طيبة، فهذا معناه أنها لن يفرق، الرزق المستكمل هذا لن يفرق فيه أنني اضطربت أو كيف أتيت به، هي تكون قادمة من اليمين – الحلال – فأنا أستعجل وآخذها من الشمال – أي الحرام – فهي توضع من هنا إلى هنا، فالمال قد كان قادم هكذا – من اليمين – فأنا أخذتها هكذا، ” فاتقوا الله ” هذه مفهومة، ” وأجملوا في الطلب ” أطلب الرزق بما لا يهين كرامة ولا يريق ماء وجه، شكلي جميل.
فأول شيء تكلم عن أن نتقي ربنا، الأمر الثاني ألا نهين أنفسنا، لا تستحق، فهو سيأتي، وبعد ذلك؟ يتكلم على الخطر، قال ” ولا يحملنّ أحدكم استبطاء الرزق ” لأنه بما أنه مكتوب وقادم فهو قادم، ولكنني لا أنظر في الساعة وأقلق وأتوتر، وهذا التوتر يزيد ومن حولي يقلقوني أكثر ويضغطوا عليّ أكثر، يرهقوني أكثر، فماذا سأفعل؟ لابد أن أتصرف، لابد أن أتصرف ” ولا يحملنّ أحدكم استبطاء الرزق على أن يطلبه بمعصية الله، فإن ما عند الله ” هذا الرزق آتي من فوق ” لا ينال إلا بطاعته ” كلام بسيط ولكنه عميق جداً ولابد أن أكون مؤمن به جداً لكي يؤثّر فيّ جداً، أو إذا وجدت قوانين أخرى أصبحت تسود الحياة، وهذا القانون ينظر له على أنه دروشة فأنا لابد أن أكون مؤمن بهذا جداً لكي أستيطع أن أمضيه والتيار يسير بشكل عكسي.
المقسوم لن ينقص مليم، طريق الطلب؟! لابد أن يوجد سعي، طريق الطلب؛ مشتمل على أمرين: تقوى الله، وحفظ الكرامة، إذا تأخّر قليلاً، يقول تأكد أنه قادم، ولا تغيّر الطريق لكي تستعجله، لأن هذا سيضيّع هذه وسيضيّع الأخرى، لأنها إذا جاءت من الطريق الآخر سيأتي معها شؤمها، وفي الآخرة حسابها ليس سهلاً، يكفي أن هذه الثانية تمنع صلة الإنسان بربنا، عندما يرفع يديه ويطلب من ربنا لن يجد الاستجابة لأنه خرج من دائرة الحلال المورث للقبول لدائرة أخرى.
فإذاً الآن أسعد الناس بالدنيا سيكون هذا الشخص، آخذ هذه الصفات أباً عن جد، النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أنه هو هكذا فقط، يقول ” لكع ابن لكع ” فهو هكذا أباً عن جد، سلسال هكذا نازل، فهذا السلسال أسلوب وطريقة للحياة، شخص لا شيء يردعه.
فأنت الآن تتحرك مثلما قلنا، يوجد أشياء تؤزّك وأشياء تمنعك، النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ أمن حلال أم من حرام ” لا يفرق، لا فرق لديه في شيء، فالآن الناس تتعامل في التجارة – يغلب – وجود غشّ تجاري، وأنت تريد أن تتعامل بأسلوب صحيح، ستجد نفسك لا تستطيع أن تبيع، وفي نفس الوقت هم شوّهوا صورة البضاعة، فهذه البضاعة كلها مضروب عليها ” سريال ” وأنت تبيع المنتج الأصلي الذي كلّفته أضعاف الأشياء الأخرى التي تضرب هناك هذه والعلب هي هي، ولا فرق، فأنت في النهاية لن تستطيع أن تبيع والناس غير مقتنعين، لأن الناس فقدت الثقة، ” لماذا أشتري الغالي فكلهم مثل بعضهم ” فأنت ستجد نفسك إما أنك ستسير على نفس القانون وإما أنك ستحاول أن تكمل على الطريق الذي تسير عليه الذي ترى أنه لا يسخط ربنا، هل سيكلفك هذا أم لا؟ في الحقيقة لن يكلفك، ولكنه سيهزّك من الداخل أولاً، وإذا رزقت ربنا الإنسان أن يوقن ويصبر ربنا سبحانه وتعالى سيرزقه حسن العاقبة في الأولى وفي الآخرة، ولكنها صعبة، حينما تكون الدنيا تسير بشكل معيّن وأنت شخص أو شخصان يريد أن يسير في عكس اتجاه التيّار لابد أن تتعب، ولكن لا شيء ليس له ثمن، النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ” هذه هي الشيء الذي يشتريها الإنسان المؤمن، النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنها ليست رخيصة لابد أن يدفع فيها ثمن، ذرونا نقارن دنيوياً، أي شيء نرى أن لها قيمة دنيوية نحن ندفع فيها ثمن كبير، إذا دفعنا عشر ما ندفعه في سبيل الدنيا أو عشر معشاره في سبيل تحصيل الجنة ستكون أسهل كثيراً، نفس الجهد الذي نحرقه في الدنيا هو هو هذا إذا بذلت عشره في سبيل مرضاة الله، وعلى فكرة هذا ليس صعباً، لو حسبنا مقدار الكد والكبد والعناء البدني والزهني والنفسي الذي نعانيه في سبيل تحصيل اللاشيء، وهو في الأسف في النهاية يؤول إلى اللاشيء، ووضعنا في مقابله تحصيل مرضاة ربنا والجنة سنكتشف أننا لا نستطيع أن نفكّر بشكل صحيح
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
يقول حذيفة رضي الله عنه: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين فأنا رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر؛ حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر صدور الرجال. هذه الأمانة ما هي؟ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا الأمانة ربنا سبحانه وتعالى أنزلها في أصل القلب، الإبمان عميق في قلب الإنسان، هذا الإيمان لماذا اسمه أمانة؟ لأمرين، لأنه أصلاً أمانة ربنا ائتمن الإنسان عليها، عهد بين ربنا وبين الإنسان، ميثاق وأن الإيمان يورث الأمانة لإن الإنسان يعرف أن ربنا سبحانه وتعالى سيسأله عما استرعاه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشرح ما معنى المؤمن قال ” من أمنه الناس ” ” من أمنه الناس ” فأثر الإيمان أن الناس تتعامل معك بالثقة والائتمان يقول: ” ثم علموا من القرآن وعلموا من السنة ” فهو أولاً استقرّ في قلبه الإيمان وأتت كلمات الله وكلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم ترسّخ هذا الإيمان.
يقول: ” ثم حدثنا عن رفع الأمانة ” الإيمان يرتفع، يقول ” فينام الرجل نومة فيقوم والإيمان في قلبه مثل الوكت ” فالإيمان يتناقص في قلب الإنسان مثل الوحمة، الإنسان كله ما يبقي فيه علامة صغيرة، هذا ما تبقى منه، ” ثم ينام النومة فيقوم والإيمان في قلبه مثل المجل ” فقعة الماء الصغيرة يقول ” فتراه منتبراً وليس فيه شيء ” أي نعم يوجد فقعة لكن هذه الفقعة هل بها شيء؟ حقيقة ليس بها شيء، إذا وخزتها بدبوس تتلاشى، ففي الشكل يظهر وجود شيء لكن بداخلها لا يوجد شيء، ” حتى يقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أحسنه وليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان ” المعايير تختل، المعايير تختل، أناس يمدحون أناس بأنها أناس عاقلة جداً وظريفة جداً ودمها خفيف جداً، أشياء ” جداً ” لكن في النهاية بميزان الإيمان لا يوجد شيء.
يقول ” ولقد أتى عليّ زمان ولا أبالي أيكم بايعت ” هو يصنع تجارة مع أي شخص، مع أي شخص، ” إن كان مؤمناً رده عليّ إيمانه ” إيمانه يحجزه، هو حقي سيأتي لي به، ” وإن كان يهودياً أو نصرانياً رده عليّ ساعيه ” الناس المسئولين سيأتوا لي بحقي بالطرق القانونية المعروفة، فالآن المؤمن أركن إلى إيمانه وغير المؤمن أركن إلى الأمانة القانونية الموجودة.
يقول ” فاليوم9 من الذي يقول اليوم؟! حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي مات في زمان عثمان بن عفان رضي الله عنه، يقول ” فاليوم – اليوم – لا أبايع إلا فلان وفلان ” يتعامل مع شخصين فقط، السوق كله لا يتعامل فيه إلا مع شخصين اثنين، فهذان الشخصان أكيد ماتوا منذ زمان سيدنا عثمان بن عفان.
فإذاً هو في هذا الزمان يقول أن الدنيا تغيّرت ولم أعد أتعامل إلا مع أناس،،، فأنا الآن كان لدي مشاركات في السوق وهذه المشاركات!! سأجمّد كل تعاملاتي وأتعامل مع شخصين؟؟ فهذه البضاعة التي أتيت بها ماذا سأفعل بها؟؟
ولكن هو فلسفته هكذا، أنه يتعامل مع شخصين لا يتعبوني أفضل من أن أتعامل مع أناس كثيرة وفي النهاية أتعب نفسي بدون جدوى، في النهاية يقول لك ابحث عن الأمانة، ابحث عن الأمانة وحاول أن تتعامل في هذا الإطار أو في أقرب إطار له، فلن تجد الأمانة الكاملة لكن من الممكن تجد شيء قريب من ذلك، شخص لديه بعض الأشياء الداخلية تحركه، وإلا بخلاف ذلك…
النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” بادروا بالأعمال ” أسرع بالعمل الصالح، ” بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ” مصائب متتالية، ” ليل مظلم ” أي ليس فيه قمر، لا بدر ولا هلال، لا يوجد شيء نهائياً الدنيا مظلمة تماماً، كلما دخل الليل كلما تظلم الدنيا أكثر، ويتكاثف،، ” بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح المرء مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا ” عندما تأتي المفاضلة ماذا يفعل؟ إيثاراً للدنيا، النبي صلى الله عليه وسلم يقول أسرعوا بالعمل الصالح قبل أن ترد عليكم الفتن وبالتالي حينما تزيد الفتن قدرتك على التزام الأعمال الصالحات تكون أصعب واحتياجك للمجاهدة يكون أعلى، فالدنيا مختلطة.
فالآن ماذا ستفعل؟ الموضوع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل على قبر الرجل فيتمرّغ عليه ” على القبر ” ويقول ياليتني مكان صاحب هذا القبر ” هو يتمنى الموت، يقول ” ما به الدين إلا البلاء ” أي أنه ليس بسبب ابتلاء ديني أو أنه خائف على نفسه، ولكن البلاء الدنيوي يزيد ويشتدّ فهو يتمنى الموت.
عن ابن مسعود رضي الله عنه يقول سيأتي وقت ” يودّ أحدكم أن يجد الموت يباع فيشتريه ” أي يدفع مالاً يريد أن يبدل مع شخص ممن ذهب إلى الآخرة، ” تعال مكاني وخذ ما تريد ” يريد أن يرحل.
بناءً على كل هذا يوجد أمامنا كذا جملة لابد أن نضعهم أمامنا أول شيء مثلما قلنا: الثقة في ربنا سبحانه وتعالى وأن من سيسلك مسلك الاستقامة ربنا لن يضيعه، هذا واحد.
رقم اثنان أن ما قسمه الله للإنسان من رزق لابد أن يأتيه فلا داعي أن يوتر نفسه أكثر من اللازم، إذا كان واثقاً من هذا الكلام.
النقطة الثالث: أن الدين ورضا ربنا سبحانه وتعالى يستحق أن الإنسان يصبر لأجله يستحق أن يصبر الإنسان لأجله.
النقطة الرابعة: الإنسان يسعى في الدنيا ولكنّ همومه من المفترض أن تتعلق بمرضاة ربنا وما مآله في النهاية؟ النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول؟ يقول ” من كانت الدنيا همه ” لا يشغله إلا هي ماذا يحدث له؟ قال ثلاث أشياء كلها صعبة كلها أصعب من بعض، ” جعل الله فقره بين عينيه ” قلق دائماً، قلق دائماً، من الممكن أن يكون لديه أموال تكفيه وتكفي أولاده وأحفاده يعيشون بشكل حسن، ولكن هو في النهاية قلقان قلقان، ” فقره بين عينيه ” هو يراه أمامه، هو دائماً متوتر، ” وشتت عليه شمله ” دنياه متوزعة في ثمانية آلاف مكان، فهو تعبان ومهدود في مائة شيء، وبعد كل هذا ” ولم يأتيه من الدنيا إلا ما قدّر له ” .
طيب، ” ومن كانت الآخرة همه ” هل سينام على ظهره؟ النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم عن هذا، هو يتكلم عما بالداخل، أنا أتحرك ولكن ما الذي يشغلني؟ ما الذي يوجعني؟ ” جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ” لا تكون دنياه مبعثرة، ربنا سبحانه وتعالى يرزقه ويؤتيه ولكن ذهنه ليس موزّع في ثمانية آلاف مكان ” وأتته الدنيا وهي راغمة ” نصيبه سيأتيه سيأتيه، سيأتيه سيأتيه، هذا ضروري، هذا ضروري.
آخر شيء: النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول في حديث ابن مسعود في البخاري يقول ” إنها ستكون أثرة ” استئثار بالأموال،ظلم اجتماعي ” وأمور تنكرونها ” قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ ماذا نفعل؟ قال ” تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم ” ، افعل ما ينجيك عند ربنا، بغض النظر ماذا يفعل الناس، افعل ما ينجيك عند ربنا، افعل الواجب الذي عليك، أدي الحق الذي ائتمنك ربنا عليه، فالناس إذا لم يفعلوا ذلك؟ في المقابل ماذا ستفعل؟ يقول لك اطلب من ربنا ما قسمه لك وحقك عند ربنا لا يضيع هو سيأتي لك به، ” تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم ” هذه وصية النبوة نقبل أم نترك،، هذا أمر يرجع إلينا نحن.
ولكنه ماذا يقول لنا ” تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم ” أسيد بن حضير رضي الله عنه يقول: أن رجلاً من الأنصار يعني نفسه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلاناً ” يولي أناس وهو ليس أقل منهم أحقية، فيقول:يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلاناً، النبي صلى الله عليه وسلم بماذا ردّ عليه؟ ردّ عليه ردّ غاية في الغرابة، قال: ” ستلقون بعدي أثرة فاصبروا ” يكلم الأنصار، ” ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ” ما علاقة السؤال بالإجابة؟ يقول له: يا رسول الله ألا تستعملني، أنت لماذا لا توليني وأنا حقيق بالولاية ” كما وليت فلاناً ” هو لم يقل له.
النبي صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا أبو ذر: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها،، وقال له مرة: ” يا أبا ذر إني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمّرنّ على اثنين ولا تولينّ مال يتيم ” نحن قلنا قبل ذلك كثيراً أن النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أبا ذر أنه ضعيف إداريّاً، النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت السماء أصدق لهجة من أبي ذر ” لا مدح أكثر من ذلك، هو في الثقة في أعلى مستوى ولكنه ليس لديه قدرات إدارية، ليس ضعف البنية، فهو ضخم الجثة،، إذاً ما معنى ضعيف هذه؟ ضعيف إدارياً، فأنا أنصحك مثلما أنصح نفسي ” أحب لك ما أحب لنفسي “
فأسيد بن حضير عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم هذا لم يرد عليه بهذا الرد، لم يقل له أنت ليس حقيق ولست أهلاً، هو ماذا يريد أن يقول له، هو يريد أن يقول أنني وليت فلان ربما أرى أنه أصلح للمكان شخصاً ولعلاقاته مع الناس لأي سبب، لكن بعدي ستأتي الأثرة الحقيقية، أي سيكون الناس مستحقة وسيتركوهم وهم مستحقون، ويولوا غير المستحق، فهو يقول له ألا تستعملني كما استعملت فلاناً، فنظر له قال ” ستلقون بعدي أثرة ” أنت سترى ذلك فيما بعد، فماذا نفعل؟ قال ” فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ” .
آخر جملة: النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الفتن وتتابعها يقول ” كلما جاءت الفتنة يقول المؤمن هذه مهلكتي ” خائف، الفرق بين الإنسان المؤمن وغير المؤمن أن المؤمن عنده شيء أعطاه ربنا له، أعطى له دين فهو خائف عليه، ولكن الذي لا يملك شيء، فلا يخاف على شيء، فمن أعطى له ربنا شيء وشعر به يكون خائف عليها، فكلما يأتي شيء من الفتن وهو يخشى على نفسه أن يهلك فيها، فيقول ” هذه مهلكتي ” أنه حينما يقلق يحتاط ويتعامل بالحذر فينجيه ربنا منها، ” ثم تأتي الأخرى ” أشد منها، فيقول ” هذه هذه ” هذه التي ستضيعني، هو دائماً يسير قلق خائف من أن يفقد ما أعطاه ربنا له، يخسر ما منّ ربنا عليه به.
ثم قال صلى الله عليه وسلم ” فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ” ” فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ” يحافظ على دينه، أما الناس؟ ” وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه “
إذاً خلاصة الموضوع لابد أن نثق في ربنا، نحن لا نحتاج عون أو نسير بعيد عن الصراط أو نذهب يمين وشمال لكي نرزق أو يمنّ ربنا علينا، الشيء الثالث: الإيمان يقترن فيه الرزق بالبركة، خلاف الإيمان من الممكن أن يوجد الرزق المادي لكن لا يوجد بركة وهذا يفرق كثيراً، الفرق بين الإيمان وغيره رزق المؤمن قرين البركة وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ المبادئ تضيع، الأخلاق تذبل، لن تستطيع أن تجاري الناس إذا كنت تريد أن تحافظ على دينك فماذا ستفعل؟ لا شيء يستحق أن تتخلى عن أصولك أو مبادئك لتجاري الناس.
كلمتان: الكلمة الأولى: ” سلّك نفسك ” الدنيا كعبلة والناس كلها تتخبط في بعضهم، فأنت حينما تسير في شارع به عراك كبير ماذا تفعل؟ تقول ” ظهرك يا أخويا،، بعد إذنك يا كابتن ” ” سلّك نفسك ” هي لن تصلح إلا بذلك ” سلّك نفسك ” الدنيا بايظة ومكعبلة ” سلّك نفسك ” لا تشبك في شيء ولا في شخص، هذه هي الجملة الأولى.
الجملة الثانية: ” سبحتك واعمل آخرتك ” هذا هو الصحيح، هذا هو المنطق، هذا هو العقل الذي يفكر في غير ذلك هو لا يفهم ” سلك نفسك ” و ” سبحتك واعمل آخرتك ” هذا هو الذي يستحق، هذا هو الباقي، هذا في النهاية مثلما نرى.
الحسن البصري ماذا يقول؟ يقول: أدركت ناساً من صدر هذه الأمة – الصحابة – كانوا على الدنيا وهي مقبلة عليهم أشدّ إدباراً عنها منكم وهي مدبرة عنكم “
هو يقول أن هؤلاء الناس الدنيا كانت تجري عليهم وهم يهربوا منها، يقول وأنتم بالعكس، أنتم بالعكس، هي تجري منّاً ونحن نجري فعلام نجري؟ علام نجري؟
عمر بن عبد العزيز كان مع سليمان بن عبد الملك، سليمان الخليفة وعمر هذا وزيره وابن عمه، وكانوا يركبوا خيل، يجروا والظل يجري أمامهم، ثم استداروا ورجعوا، فأصبح ظلّ الخيل يجري وراهم، فعمر نظر لسليمان، وقال له هل تعرف بماذا يذكرني هذا، قال له ماذا؟ قال له الدنيا، تجري وراها تجري منك، تجري منها تجري هي وراءك، هي تريد أن تذهب لتنتهي.
أما الذي يجري وراؤها تجري وتجري وتجري، فالموضوع كله هكذا، لا نريد أن نخسر الباقية لأجل – يا ليت لأجل الفانية – لا، لأجل وهم الفانية، لا يوجد شيء أصلاً، لا يوجد شيء، لا يوجد شيء.
الثقة في ربنا سبحانه وتعالى، الارتباط به، العمل للآخرة، اللي مع ربنا ربنا مش هيضيعه، اللي مع ربنا ربنا مش هيضيعه، اللي مع ربنا ربنا مش هيضيعه
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك، اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم