بسم الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إشارات سريعة فيما يتعلق بما إنا كنا بنتكلم عن مجلس الشورى.
أول نقطة المعيار اللي ربنا سبحانه وتعالى جعله أصل هذه القضية هو معيار الكيف بخلاف الأنظمة اللي بتعتمد على الكم يعني تعتمد على الترجيح أو الاختيار بناء على العدد فإذا كانت الأغلبية اللي هي أكثر عدد من الناس بتتوجه لرأي معين يبقى هو ده المفروض الرأي الصائب الراجح اللي ينبغي إن الناس ترجع إليه حنجد في كتاب الله سبحانه وتعالى اعتبار – زي ما قلنا – لمعيار الكيف يعني احنا عندنا الشورى بتقوم على إيه ..؟ بتقوم على تداول الآراء تبادل وجهات النظر التناصح والتشاور حتى نصل إلى أرشد أمرنا أما القضية اللي تعتمد على العدد ورفع الأكف ده أصلاً مخالف تماماً للأصل اللي ربنا سبحانه وتعالى شرعه لينا.
يعني مثلاً ربنا سبحانه وتعالى في الكتاب وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ مبيجيش دائماً بناء على إن الأكثرية بمجردها حجة لكن حنجد في كتاب الله سبحانه وتعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ.
يبقى إذن جعل سبحانه وتعالى معيار العلم وعدم التفريق ما بين اللي عنده علم ودراية وما بين اللي معندوش قول الله سبحانه وتعالى أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ده معيار ثاني معيار الدين والأمانة لأن ده حيبقى فيه إخلاص وطلب للحق وبعد عن الهوى معيار مهم معيار الاختصاص وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ.
فربنا سبحانه وتعالى بيقول إن سنة الله سبحانه وتعالى أن يرسل رجالاً ويوحي إليهم فبيأمر الناس اللي عندها شك أو عندها ريبة إنها ترجع لمين..؟ ترجع لأهل الذكر اللي هما علماء أهل الكتاب اللي عندهم سنن ربنا سبحانه وتعالى في الرسل والرسالات يبقى ده أصل في الرجوع إلى أهل الاختصاص أهل العلم، أهل الذكر، أهل الشأن في أي قضية إحنا بنتحاكم فيها أو بنبحث فيها عن وجه الحق والصواب ده أول حاجة اللي هي الكيف دون الكم.
الحاجة الثانية حدود هذا الأمر حدود الشورى.. الشورى بتختص بالأمور الاجتهادية الأمور القطعية اللي فيها نصوص ثابتة أو فيها اجماع ديه مسائل خارج اطار التداول النقاش.. النقاش إنما يكون في الأمور الاجتهادية ولذلك ربنا سبحانه وتعالى جعل له حدوداً لا نتجاوز هذه الحدود تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا دي حدود الحرام مانقربش منها ولما ذكر حدود الحلال قال تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لما ذكر الميراث قال تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ولذلك الإمام البخاري في الصحيح يقول وكان الأئمة – اللي هما الخلفاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم – يستشرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليتخيروا بأيسرها يعني يأخذوا في الأمور المباحة الأمور الاجتهادية يأخذوا الأيسر على الناس.
طيب في قضية ثانية مهمة قضية المعارضة وتداول السلطة المنظومة الغربية مبنية على إيه..؟ مبنية على إن في صراع، الحياة السياسية مبنية على صراع ما بين حزب بيحكم وأحزاب معارضة.. الأحزاب العارضة ديه مهمتها إيه إن هي تقعد تكسر وتصارع هذا الحزب علشان تسقطه عشان تحل محله وإن لابد يكون في تداول للسلطة زي ما احنا سمعنا الرويني بيكلم على التورتة .. التورتة بتتقسم تورتة إيه اللي بتتقسم؟ واللي حيكلها قبل ما تستوي مش عارف حيحصله إيه فهي القضية إن دي مغنم.. احنا عندنا في الدين لأ على فكرة الإمامة في حكم الله سبحانه وتعالى ده مغرم مش مغنم ده مش مكسب النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن سمره لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا.
سيدنا أبو ذر طلب من النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا تستعملني أنت ليه مش بتوليني زي ما بتولي الناس هو ظن إن ده نقص وضعف فيه.. يعني كأن ده نقص في ديانته قال يا أبا ذر إنك ضعيف – يعني أنت في أمور السياسة والإدارة مش حتقدر تحكم الأمور – وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ” ما من رجل يلي أمور عشرة فمن فوقهم إلا جاء يوم القيامة يده مغلولة إلى عنقه فكه حقه أو أوبقه باطله ” فاحنا عندنا دي حاجة الواحد بيقلق منها مش بيسعلها علشان عايز ينط عليها وفي نفس الوقت أنا لو شايف خطأ أنا دوري التصويب والنصيحة مش التكسير هو مش صراع مفيش صراع الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم.
إحنا كلنا زي ما النبي صلى الله عليه وسلم مثل الأمة كلها هي في مركب واحدة يا كلنا مشينا يا كلنا غرقنا ولذلك قضية الصراع الرغبة في التوثب على المناصب دي تدل على إن الإنسان طالب للدنيا وطالب الدنيا ده بسهولة أنت ممكن تشتريه معلش هو معارض أنت ممكن تشتريه بالفلوس عادي أو ممكن تغريه بمنصب على فكرة ما هو مفيش مبدأ هي القضية أصلاً إن مفيش مبدأ.
فإحنا لابد إن احنا نكون مدركين إن هذه الشورى اللي ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بها وجعلها فريضة لها حدود ولها ضوابط لابد إن احنا ندركها ونميز الفرق بينها وبين غيرها لأن في تخليط كثير احنا للأسف معندناش رؤية للأسف مكنش عندنا تصور فوجئنا بأحداث بتحصل وثورة بتيجي وكمان احنا كنا عايشين في ظل الولا حاجة ده، ماهو الواحد كان منتهى أمله إن حسني مبارك وحيفلسع ويجي جمال مبارك وأهي حتفك ثلاث أربع سنين وبعد كده نأخذ على قفانا ثاني، ده منتهى أملنا مفيش فكر على فكرة ومفيش طرح حتى الناس المفروض الإسلاميين اللي هما بتوع الدين مفيش طروح دينيه هو في حركة أه لكن مفيش طرح مفيش تصور.
ربنا بيقول الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ طب إيه اللي موجود الدين الكامل ده في إيه منعرفش حاجة فلما الدنيا وقعت جت في ثورة طيب نعمل إيه..؟ مفيش حاجة هي الديمقراطية النموذج الغربي الأمريكاني احنا حننقله طيب ده ينفع ننقله زي ما هو كده..؟
طيب لازم ندرسه كويس ده متوافق معانا ولا مش متوافق على فكرة أصل أي نظام أنت بتنقله هو مبني على إيدلوجية على فلسفة معينة على ثقافة اجتماعية على أخلاق اجتماعية على تاريخ معين سياسي وصل لنتيجة متقدرش تخلع حاجة من نظام وتركبها في نظام ثاني متجيش وبعدين ربنا بيقول الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ المفروض إن احنا أصلاً مش محتاجين احنا المفروض بنستنبت نظام مش بنستنسخ نظام ده المفروض..
لكن المشكلة إن احنا مكنش عندنا تصور فاحنا اتخضينا والدنيا باظت زي مثلاً.. كثير من الشباب عندنا اسمه شباب ليبرالي طب يعني ايه ليبرالي ليبرالي كمفهوم معجمى لها معنى معين لكن عندنا احنا في مصر مفيش الكلام ده ليبرالي يعني هو مش ديكتاتوري أنت إما تبقى ليبرالي إما تبقى عايز حسنى مبارك طيب مش عايز حسني مبارك يبقى أنت لازم تبقى ليبرالي هيه ثنائية كده ملهاش حل.. طب يا عم يعني إيه ليبرالي تلاقي واحد طلع ودعا على الليبراليين والليبراليين زعلوا.. وقصة كبيرة احنا مش فاهمين أي حاجة هو في إيه الليبرالي اللي عايز الدنيا تبقى حرية كده في نفس يعني خد بالك يعني لما تتكلم ماتخدش على قفاك ولما تخش القسم تروح تاني على فكرة هي مطالب بسيطة، مطالب الشاب الليبرالي ده مطلب بسيط.. أنا حخش القسم واخد بالك واطلع زي المحترم، مطلب بسيط جداً مفيش أي حاجة دي الليبرالية عندنا على فكرة دي غير الليبرالية المعجمية والعلمانية المعجمية احنا في مصر الدنيا حلوة مفيش أي حاجة فإحنا محتاجين شوية إن إحنا نعرف شوية أصول لأن بمعرفتنا الأصول حنقدر نحكم ونقدر نقيم ونقدر نزن الأمور بالميزان الصحيح هل دي صحيحة ولا لأ؟ حتقودنا لخير ولا لأ؟
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.