” اللهم لك الحمد،و إليك المشتكى،وأنت المستعان،وبك المستغاث،ولا حول ولا قوة إلا بك “
” اللهم لك الحمد،و إليك المشتكى،وأنت المستعان،وبك المستغاث،ولا حول ولا قوة إلا بك “
” اللهم لك الحمد،و إليك المشتكى،وأنت المستعان،وبك المستغاث،ولا حول ولا قوة إلا بك ” .
” اللهم لك الحمد ” نداء من عبد لربه تبارك وتعالى، اللهم يعني يا الله، ” اللهم لك الحمد ” ” لك الحمد ” أي لا حمد على الحقيقة إلا لك، والحمد كما سلف أن ذكرنا هو المدح المنبثق عن محبة، يمدح الإنسان من يحب بعيدا عن الرغبة أو رهبة، منطلق المدح والثناء إنما هو الحب والشكر والتعبير عن الامتنان، والتحديث بنعم المحمود سبحانه وتعالى.
” اللهم لك الحمد ” كلمة تشتمل على كل نعمة أنعمها الله تبارك وتعالى على عبده وعلى كل حال اختاره الله تبارك وتعالى لعبده، فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض ورب العالمين.
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ… الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ…
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
” اللهم لك الحمد كله ” كلمة سهلة في المقال لكنها صعبة في الحال، أن يدرك العبد أو يستشعر العبد فضل الله تبارك وتعالى ونعمته عليه التي تغمره في كل حال من أحواله. قال صلى الله عليه وسلم: ” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له “
” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ” ” وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ” لأن السراء والضراء وتقلب الليل والنهار إنما يعتري كل إنسان، يعتري المؤمن والكافر والبر والفاجر والطائع والعاصي، لكن الفرق بين المؤمن وغيره هو حسن الترجمة لما يأتيه من الله تبارك وتعالى، فعندما تأتي السراء يراها نعمة تستوجب الشكر والشكر ألا تطغي النعمة العبد، لا يكون العبد شاكرا إذا لم يوظف ما آتاه الله فيما يرضيه تبارك وتعالى، ” إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ” وما الذي يحمله على الصبر؟ هو علمه أن الله تبارك وتعالى لا يريد به إلا الخير ولا يقدر له إلا الخير وأنه إنما أراد سبحانه وتعالى أن يحط عنه من خطيئاته وأن يخفف ما على كاهله من أوزار، ” ما يصيب المؤمن من هم ولا حزن ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا أذى، حتى الشوكة إلا كفر الله عز وجل بها من خطاياه ” وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
” اللهم لك الحمد وإليك المشتكى ” وهل لابد للعبد من شكوى؟ مادام الإنسان إنسانا ومادامت تثقل عليه الهموم ومادامت تعتريه آلام وتصيبه اللأواء ومادام الإنسان ضعيفا كما ذكر خالقه تبارك وتعالى فلا زالت الهموم تضيق بها صدره وينوء بها كاهله ولا يستطيع بنفسه أن يحملها فيحتاج أن يبث ما بداخله، فإلى من يبث شكواه؟ وإلى من يناجي؟ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ…
قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ….. قالت اللهم إني أشتكي إليك لا إلى رسولك، الذي قال الله تبارك وتعالى فيه فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ…. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ومع ذلك تقول المرأة اللهم إني أشتكي إليك.
يشكو العبد نفسه أولا قبل أن يشكو حاله، يشكو العبد نفسا لا تطيع في خير ولا ترعوي عن شر ولا تستقيم على أمر، كلما أراد العبد أن يحمل نفسه على طاعة الله تبارك وتعالى تأبت عليه، كلما أراد أن يصرفها عن شر أو سوء أو كدر في طبعها تأبت عليه، كلما أراد أن يتوب إلى ربه تبارك وتعالى ويصلح توتبته تأبت عليه. لا يستطيع أن يفارقها ولا تملك أن تفارقه.وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ هو يرتجي، هو ينتظر أن تناله رحمة ربه تبارك وتعالى فتستقيم له نفسه ولو يوما، هو يشكو نفسه إلى الله، قد ضجرت نفسه بها وسائته في أحوالها، يرجو ربه تبارك وتعالى أن يرحمه وأن يخفف عنه، ويشكو أمورا كثيرة.
كل إمرء في قلبه وفي صدره كثير من الهموم، ربما يفصح عنها لمن هو محب له وربما يكتمها في صدره، فليس من سبيل إلا أن ينزلها بساحة ربه تبارك وتعالى.
وإذا عرتك بلية فاصبر لها صبر الكرام فإنه بك أحزم
وإذا شكوت الي ابن آدم إنما تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
وإذا شكوت الى ابن آدم إنما تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
” اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان “
قال فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ قال قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ المستعان: الذي لا مدد ولا عون ولا تسديد ولا تأييد إلا منه سبحانه وتعالى، علّمنا ربنا تبارك وتعالى أن نقول كلما وقفنا بين يديه الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثم نقول إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ تطلب العون، القوة، المدد من الله تبارك وتعالى على كل أمر، ولكن أعظم الأمر أن يعينك الله تبارك وتعالى على أن تعبده، قال صلى الله عليه وسلم ” يا معاذ والله إني لأحبك ” ثم قدّم دليل الحب وعلامته، قال ” يا معاذ لا تدعنّ أن تقول في دبر كل صلاة ” كل صلاة ” اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ” ليس – على عبادتك – ” اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ” ” إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده ” ” إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده ” لن يتم شيء إذا لم يكن ثمَّ تيسير وإعانة ومدد من الله تبارك وتعالى ” وأنت المستعان وبك المستغاث ” الاستعانة: في أن تقوم بأمر، في أن تجلب لنفسك خيراً، والاستغاثة في أن يدفع الله عنك شراً وكرباً وبلاءً وشدة فإنما تكون الاستغاثة في شدائد الأمور حينما تشتد كربة على عبد فليس له مستغاث إلا الله تبارك وتعالى، إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللهَ أين سيذهبون، إلى من يلجئون؟ من الذي يستطيع أن يصلح هذا القلب؟ من الذي يستطيع أن يقبل به على الله؟ من الذي يستطيع أن يصرف عنه نزغات الشيطان؟
يقول عمر رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما التقى الجمعان؛ جعل يقول: ” اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعد اليوم ” يقول عمر: فما زال يستغيث الله تبارك وتعالى حتى سقط ردائه من على كتفه، فأتاه أبوبكر رضي الله عنه فأعاد ردائه إلى كتفه والتزمه من ورائه، وقال: يا رسول الله بعض مناشدتك لربك – هذا يكفي – فإن الله منجز لك ما وعدك. فأنزل الله عليه إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ.
ولا حول ولا قوة إلا بك، الحول: التحول، أي وضع أنت لا ترضى عنه، لن تستطيع أن تنقل عنه إلا إذا ربنا سبحانه وتعالى يسّر هذا من عنده، وأي شيء تريد أن تمضيه لن تقوى على أن تمضيها إلا إذا ربنا سبحانه وتعالى يسّر لك هذا من عنده، ” ولا حول ” لا تحول من حالة إلى حالة، ” ولا قوة ” فعل أي شيء إلا بمدد الله وعونه.
” اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بك “
الحمد لله رب العالمين
جاء في الدعوات الكبير للبيهقي أن هذه الكلمات كانت من دعوات موسى عليه السلام، هكذا يناجي النبي ربه، هكذا العلاقة بين الله تبارك وتعالى وبين عبده المؤمن؛ هل تركت من شيء؟
” اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بك ” هل تركت من شيء؟ يوجد مساحة من حياة الإنسان أو من وجدان الإنسان أو من آمال أو آلام الإنسان لم تشتمل عليها هذه الكلمات؟ هل يوجد شيء في حياتنا خارج إطار هذه الكلمات؟ ” اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بك ” .
وذكر الطبراني في بعض كتبه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجى ربه تبارك وتعالى وهو قافل من الطائف فقال ” اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس؛ يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني – إلى من تكلني – إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدوٍ ملكته أمري – ولكن – إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي؛ لكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك؛ لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك “
إنها كلمات بعضها من بعض ” اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بك ” ، ” اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس “
” اللهم إني أشكو إليك ” لا ينزل شكواه إلا بربه تبارك وتعالى أليس هو أعلم؟ أليس هو سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة المحيط بكل شيء، الشهيد على كل شيء، أليس هو الأعلم بما يجول في خاطره وبما يعتمل في فؤاده فلم الشكوى؟ فالشكوى هذه ليست أخبار، ليست معلومة ستقال، ليست شيء عياذاً بالله ربنا لا يعلمها فتقال له.، لا هذه هموم، هم يبثّ، أحزان تفيض، أين ستذهب؟ ” اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي ” لا يوجد ما أفعله! ” وهواني على الناس ” كان أكرم الخلق على الله وأرفعهم مكانة ومنزلة، وأعلاهم سهماً في الملأ الأعلى، ومع ذلك فهو يقول ” وهواني على الناس ” احتقارٌ واستخفافٌ واستهزاء بأكرم خلق الله وأشرفهم صلى الله عليه وسلم، ثم يرتكن إلى رحمته ” يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين ” هو سبحانه وتعالى رب العالمين، هو رب العالمين، فما معنى أن تقول رب المستضعفين، ومن ليسوا بمستضعفين؟ هل لهم رب آخر؟ هو رب العالمين، فما معنى رب المستضعفين؟
الربوبية هذه نوعان؛ ربنا سبحانه وتعالى رب كل شخص، ورب كل شيء، وكلهم في نعمة الله سبحانه وتعالى يتقلبون، لكن المؤمنين لهم مدد خاص، لماذا؟ لأنهم دخلوا – دخلوا – بأنفسهم في إطار كلائته وعبادته وحفظه، لذلك نحن قلنا قبل ذلك كثيراً جداً جداً، أن سيدنا موسى حينما قيل له ” إنا لمدركون ” قال ” كلا إن معي ربي ” فربه هو رب فرعون وهامان وقارون والجنود وبني إسرائيل وهؤلاء الناس جميعاً، فلماذا قال ” إن معي ربي ” ولم يقل ” ربنا ” لا لا، ربنا سيكون معه وبني إسرائيل سيمرّوا تبعاً له،، فقط، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فهذه علاقة فوق العلاقة، هذه أمر خاص ربنا سبحانه وتعالى يعطيها لمن يستحقها ممن أدخل نفسه في إطار هذه الربوبية.
” أنت رب المستضعفين “، له معهم شأن لا كشأن ” وأنت ربي ” ثم قال ” إلى من تكلني؟ ” لمن ستتركني؟ إذا رفع الله كلائه عن عبدٍ كيف يكون حاله؟ ” إلى بعيد يتجهمني ” يقضب جبينه ويقفهر حين يراه، ويعامله بالفظاظة والشدة والغلظة، ” أم إلى عدوٍ ” هذا هو القريب، فذلك هو البعيد، أما القريب؟ الذي ينتظر منه البر والصلة والرحمة، ماذا يفعل؟ جعل نفسه عدواً وهذا أصعب بكثير أن تكون الناس الذي تنتظر منهم الخير هم الذين يأتوا بالشر، الناس الذين تنظر منه التدعيم هم الذين يأتوا بالإيذاء.. أصعب ! ” وظلم أولي القربى أشد مضاضة على النفس من الحسام المهند ” أصعب بكثير.
” أم إلى عدوٍ ملكته أمري ” هو قادم من الطائف ” وهذا هو البعيد الذي يتجهمه ” ومقبل على مكة، ومكة من فيها؟ فيها العدو – العدو – الذي يملك أمره،، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو راجع إلى مكة لم يستطع أن يدخل مكة،، – نحن قلنا هذا الكلام أكثر من مرة – – تخيل أنت – لا يستطيع أن يدخل بيته، هو راجع إلى البيت – راجع إلى البيت – لا يستطيع أن يدخل البيت، يريد أن يجيره أحد – يحميه – لكي يدخل بيته فقط، ليدخل بيته! لكي نتخيل الوضع كيف كان، هو من أين قدم، وحينما رجع كيف كان الحال،، ورغم كل هذا ” إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي – إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي – ” إذا كان الإنسان ليس في سخط الله، تصبح كل الأشياء التي يقدرها ربنا هذه إنما هي من الرحمة ومن البر، فإذا كان ربنا سبحانه وتعالى راضي عنه، فهو لن يعنيه شيء، ولن يهتم بشيء، لكن الإنسان إنسان ” لكن عافيتك هي أوسع لي ” حال السعة أرفق بالإنسان من حال البلاء، ولذلك كان من عظمة نعمة ربنا وعظمة تعليم النبوة، أن الإنسان دائماً يسأل ربنا العافية، لا يطلب البلاء، ولا يظن نفسه أنه قوي أو أن طلب البلاء علامة على الخير، الإنسان دائماً يسأل ربنا أن يعافيه في الدين وفي الدنيا وفي الآخرة، إذا ربنا سبحانه وتعالى قدّر أن يعطيه شيء من البلاء فهذا يكون بحكمة ربنا وبرحمة ربنا وبالقدر الذي يناسبه ويكفيه ويستطيع أن يتحمله وهذا هو الذي سيرقّيه، فربنا هو الذي يربي، هو يعطيه هذا القدر لأن هذا القدر هو الذي سيصلح حاله، فإن طلب؟ ربما يضع نفسه في إطار مالا يطيق ولا يكون عند الله ممدوحاً ولا محموداً.
” لكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ” بنور الله سبحانه وتعالى تستقيم الأمور وتستقيم الحياة، بنور ربنا سبحانه وتعالى وهدايته تستقيم الأمور وتستقيم الحياة في الدنيا وفي الآخرة ” أن ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك ” هو يستعيذ من هذا: أن يجنبه ربنا أن يغضب عليه، ثم قال ” لك العتبى حتى ترضى ” ما معنى العتبى؟ حينما يكون لأحد عتب عليك؛ تعتذر له لكي يزيل عتبه، شخص غضبان منك فأنت تحاول أن ترضيه لئلا يغضب منك، فـ ” لك العتبى حتى ترضى ” ما معناها؟ لازلت – لازلت – أسترضيك ربي حتى ترضى ” لازلت أسترضيك ربي حتى ترضى ” ” ولا حول ولا قوة إلا بك “
” اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بك ” ” اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس؛ يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدوٍ ملكته أمري إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي؛ لكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك؛ لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك “
اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك
اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنّا شر ما قضيت
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنّا شر ما قضيت
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم