Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الله أكبر وكبرياء الله وعظمته

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

قال الله تعالى وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ۝ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ فالله عز وجل لما ذكر هذه الشعيرة العظيمة وذكر يوم الحجّ الأكبر أمر سبحانه وتعالى  عباده المؤمنين بالتكبير وقال الله عز وجل شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ أي عدة الصيام وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ فالله عز وجل لما ذكر هذه النعمة العظمى وهذه العبادة الفضلى – عبادة الصيام – أمرنا تبارك وتعالى إذا اكتملت علينا المنّة بأن يؤدي هذه الشعيرة وأن نقيم هذه العبادة أن نكبّر الله تبارك وتعالى فامتثل المؤمنون عباد الله عز وجل أمره تبارك وتعالى بتكبيره وتعظيمه، فكان من تكبيرهم ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه وكذا جاء عن عمر وعن عليّ رضي الله عنهما أنهم كانوا يكبرون بهذه الكلمات فيقولون ” الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد “.

فالله عز وجل أمرنا فقال وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ فذكر التكبير وذكر أن إظهار التكبير والتعظيم لله إنما كان على هذه النعمة العظمى التي هي نعمة الهداية، أن منّ الله عز وجل علينا بأن هدانا لعبادته، بأن هدانا لمعرفته بأن هدانا بأن نسلك طريقه ونؤمن بهتبارك وتعالى ولذلك قرنوا ما بين التكبير وما بين التهليل أي قول لا إله إلا الله فهم يكبرون الله على أن هداهم لهذه الكلمة .. لـ ” لا إله إلا الله ” هداهم إلى أن يوحدوا ربهم، هداهم إلى أن يعرفوه تبارك وتعالى، إلى أن يسعوا لإقامة شيء من حقه تبارك وتعالى عليهم الذي هو غاية خلق الخلق، قال الله تبارك وتعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ هذه الكلمة التي جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة: الإيمان بضعٌ وسبعون شُعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم جعل هذه الكلمة العظمى، كلمة لا إله إلا الله هي أعلى مراتب وأعلى درجات الإيمان لأنها تعني خلوص قلب العبد لله تبارك وتعالى وجعلها أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم كلمة في أعظم آية في كتاب الله عز وجل لما سأل أُبيّ بن كعب عن أعظم آية في كتاب الله فقال: الله ورسوله أعلم. فسأله ثانية أي آية في كتاب الله معك أعظم قال: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فضرب في صدره وقال: ليهنك العلم أبا المنذر.

ولذلك كان من فقه الصحابة وعلمهم أنهم قرنوا التكبير بالتهليل ” الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله “، ثم قرنوا التكبير بالحمد، والتحميد لله تبارك وتعالى، لأنه قال وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وشكر العبد لربه تبارك وتعالى يكون بالقول وبالفعل، بالقول بان يلهج لسانه بحمد الله عز وجل والثناء عليه وبفعله بأن يوظف ما آتاه الله عز وجل من إمكانياتٍ ومن قدر ومن طاقاتٍ فيما يرضي الله تبارك وتعالى اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ولذلك امتثلوا أمر الله تبارك وتعالى بإظهار هذه الكلمات العظيمة في أيام العيد.

والعيد: اسم لكل ما يعود على العباد في أحيان ثابتة متكررة فكل شيء يعود في أزمنة ثابتة هذا يسمى عيداً، فجعل الله عز وجل هذه الأعياد التي تعود علينا في أوقات معينة لكي تغمرنا بفضل الله عز وجل ومنته وبنعمته، بأن نكون في عبادةٍ لله تبارك وتعالى وتذكرنا بفضل الله عز وجل علينا، وتأمرنا أن نظهر الشكر والثناء والحمد لله تبارك وتعالى ونظر التعظيم والإجلال والتكبير لله تبارك وتعالى.

وكان من جملة امتثالهم لهذا الأمر الإلهي ما كان من تكبير عبدالله بن عباس رضي الله عنه وعن أبيه، فكان من تكبيره أنه يقول ” الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد “.

وكان سلمان رضي الله عنه يعلم أصحابه التكبير فيقول كبروا فقولوا ” الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيرا، الله أعلى وأجل من أن تكون له صاحبه ومن أن يكون له ولد ومن أن يكون له شريك في الملك ومن أن يكون له وليٌّ من الذل وكبره تكبيرا “

كان عبدالله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه يكبر فيقول ” الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ” فقرن أيضاً تكبيراً بتحميد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيُّون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

وقال الشافعي في الأم يقول: التكبير هو كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في الصلاة ” الله أكبر، فيبدأ الإمام فيقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر حتى يقولها ثلاثاً، وإن زاد تكبيراً فحسن، وإن زاد فقال ” الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، الله أكبر ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله والله أكبر ن قال: إن قال هذا فحسنٌ.

فإذاً إنما أمرنا الله عز وجل في هذه الأيام وفي هذه الأوقات التي تغمرنا فيها هذه النعم الإلهية العظيمة التي هي نعم العبادة لله تبارك وتعالى أن نكبره وأن نعظمه تبارك وتعالى وأن نوحده وأن نجمع إلى هذا ثناءً وحمداً عليه تبارك وتعالى فنقول جامعين هذا التهليل إلى هذا التكبير وهذا التحميد إلى هذا التكبير، فالله عز وجل هو الكبير المتعال، الكبرياء والعظمة صفته التي يختص به تبارك وتعالى فلا ينازعه فيها منازع إلا قسمه الله تبارك وتعالى فنحن نكبر ربنا تبارك وتعالى ونستشعر عظمته التي تقودنا إلى عبادته وإلى توحيده تبارك وتعالى ونكبره تبارك وتعالى ونحمده على أن اختصّ بهذا الكبرياء، على أن اختصّ بهذه العظمة والرفعة فلم يحوجنا تبارك وتعالى إلى أن نذل إلى سواه، لم يحوجنا تبارك وتعالى إلى أن نخضع أو نخضع رقابنا لغيره، لم يحوجنا تبارك وتعالى إلى أن ندين لغيره تبارك وتعالى فهو وحده سبحانه وتعالى الكبير المتعال، وهو سبحانه وتعالى الذي قَسَمَ كل جبّارٍ وكل متكبر أراد أن ينازع الله عز وجلفي ملكه وسلطانه حاشا.

ثم في كلام الشافعي أنه زاد على هذا هذه الكلمات ” الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا ” وهذا ترتيبٌ على ما سبق؛ لما ذكر تكبير أراد أن يبيّن أن هذا التكبير لا يقادر قدره وأن الله عز وجل أكبر من كل كبير الله أكبر كبيرا، أي يكبر الله عز وجل تكبيراً كبيرا وأن الله عز وجل له الكبرياء الذي لا يقادر، له العظمة التي لايقدر الإنسان قدرها ،والحمد لله عز وجل الذي يستوجبه ويستحقه تبارك وتعالى لا يستطيع الإنسان أن يقوم بعشر معشاره ولا بأدنى شيء منه فهو سبحانه وتعالى يستحق الحمد والثناء العطر الجزيل الكثير ،وهو سبحانه وتعالى يستحق التنزيه والتعظيم في كل وقت وحين وسبحان الله بكرةً وأصيلا.

يقول ابن عمر رضي الله عنهما: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا ،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من القائل لهذه الكلمات، فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، أي أن هذا الرجل من الصحابة لما كبّر في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح صلاته بهذه الكلمات، فما بين التكبير وما بين قراءة الفاتحة سُنّ وشرع لنا دعاءٌ يسمى دعاء الاستفتاح يستفتح به صلاته، فلما دخل هذا الرجل من الصحابة رضي الله عنه في الصلاة استفتح بهذه الكلمات فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته التفت إليهم وسأل:من القائل لهذه الكلمات؟ فقال رجل من الصحابة: أنا يا رسول الله، وفي رواية أبي يعلى، فأسكت القوم – هما قلقوا، محدش راضي يتكلم – فقال رجل: أنا قلتها يا رسول الله وما أردت إلا الخير ، فقال رسول الله: عجبت لها فتحت لها أبواب السماء.

وفي المسند عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وهو يقول – أي بعدما كبّر لتحريمه في صلاته – الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا ،الحمد لله كثيرا، الحمد لله كثيرا ،الحمد لله كثيرا، سبحان الله بكرةً وأصيلا، سبحان الله بكرةً وأصيلا، سبحان الله بكرةً وأصيلا، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه.

أما همزه: فهو الجنون والمس الذي يصيب به الإنسان، وأما نفثه: فهو السحر، وأما نفخه: فهو الكبر، فاستعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثنائه على ربه تبارك وتعالىاستعاذ به من الشيطان فعلاً ووصفاً، فعلاً بما يصيب به الإنسان من الأذى عبر المس وعبر السحر، ووصفاً وهو وصف الكبر الذي لا يدخل الله عز وجل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة منه، ثم تابع فقال: الله أكبر ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، فالله عز وجل الكبير المعظم المتعال حقيقٌ بعباده أن يوحدوه وأن يخلصوا عبادتهم له رضي من رضي وسخط من سخط، فإن الرضى الذي يأبه له العبد هو رضى الله عز وجل عليه، والسخط الذي ينبغي على العبد أن يتجنب أسبابه هو سخط الله عز وجل عليه وإلا فالعباد كل العباد لا يملكون لأنفسهم فضلاً عن غيرهم نفعاً ولا ضراً وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ولذلك لما جاء أعرابيٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يأخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم مالاً لأنه رجلاً شاعر، فقال: يا محمد صلى الله عليه وسلم إن مدحي زين وإن ذمي شينٌ.

“إن مدحي زين” أي من أثنيت عليه ومدحته بكلمات وبأبيات الشعر التي أقولها فتطير في العرب كل مطار زالته هذه الكلمات وأذلته ورفعته ومن ذممته وهجوته وانتقصته، أسقطته هذه الكلمات في أعين الناس، فهو يريد من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيه مالاً لكي يمدحه ولا يحجب عنه المال لئلا يذمه وينتقصه.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمحاً جواداً يعطي المال يمنةً ويسرة ولا يحتاج إلى هذه الكلمات لكي يحسن إلى عبدٍ من العباد، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجابه فقال – لما قال له: إن مدحي زين، وإن ذمي شين – قال: ذلك الله تبارك وتعالى الذي إذا مدح عبد رفعه مدحه فعلاً، وإذا ذمّ عبداً انتقصه الذم فعلاً.

إن الله عز وجل إذا أحبّ عبداً -هكذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل إذا أحبّ عبداً نادى جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء، في الملأ الأعلى في الملائكة، إن الله ًعز وجل يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.

فالقبول للعبد بين العباد إنما يأتي من قبول الله عز وجل له من فوق سبع سماوات “وإن الله عز وجل إذا أبغض عبداً، نادى جبريل فقال: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله عز وجل يبغض فلاناً فأبغضوه ،فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في الأرض.

ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.

في صحيح مسلم عن أبي الزبير قال: كان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سلّم من صلاته قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه ،له النعمة وله وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، ثم قال ابن الزبير: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهذه الكلمات – والتهليل هو قول لا إله إلا الله – يهلل بهذه الكلمات في دبر كل صلاة.

لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.

فالله – سبحانه وتعالى – وحده الذي بيده مقاليد كل شيء وحده الذي أمور العباد جميعاً بيديه، هو سبحانه وتعالى الذي إذا نصر عبداً فلا هزيمة ولا ضرر لاحق به إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

لا إله إلا الله وحده صدق وعده – وهذا يشمل كل وعد وعد الله عز وجل به وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ۝إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ۝ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ۝وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ۝ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  

لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده – وإن تمالأ عليه أهل الأرض جميعاً إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إن لم تفعلوا فقد فعل – سبحانه وتعالى – وقضي الأمر إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا

وهزم الأحزاب وحده اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا۝وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ شايعوهم وعاونوهم مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ من حصونهم المحصنة وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ۝ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ابتليت هذه المحلة كما بليت محال أخرى في المغرب العربي بحكم من أسموهم في تاريخنا المدرسي بـ”الفاطميين” فحكموا قرابة وزهاء مئتي عام وهؤلاء كانوا أدعياء لا ينتسبون إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء وكانوا كما ذكر العلماء والمؤرخون ،كانوا من الباطنية الذين يظهرون الإسلام ويبطنون خلافه، ولذلك أظهروا الرفض والتشييع، ولم يكونوا في الحقيقة حتى لم يكونوا من الشيعة وبقي حكمهم وعسفهم وجبروتهم كما قلنا نحو مئتي من السنين ولذلك العلماء الذين أرخوا في تاريخ الخلفاء كالسيوطي وغيره لم يذكروا هؤلاء لأنهم ليسوا من الخلفاء ولا من ولاة المسلمين بشيء، فلما منّ الله عز وجل على أهل هذه المحلة بنور الدين وصلاح الدين فأعادوا هذا البلد إلى السنّة وإلى الجماعة أظهر الناس في تكبيرهم هذه الكلمات ” اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليماً كبيراً “.

إنما أظهروا هذا في الشعائر الظاهرة لكي يتحدثوا بنعمة الله عز وجل عليهم ولكي يظهروا السنّة والحق.

ونحن كنا نتحدث في خطبتين سابقتين عن جمال الله عز وجل وجمال دينه وجمال قدره وجمال شرعه، وهذا أيضاً من جمال هذا الدين؛ أن يترضى العبد المؤمن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً، يثني عليهم جميعاً، لا يوقع العداوة أو يفتعل العداوة بين بعضهم وبعض، لا يثني على بعضهم ويكفر ويلعن بعضهم فيحاد الله عز وجل ورسوله، فالله عز وجل هو الذي قال لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا فهم يظهرون هذه الكلمات فيسألون الله تبارك وتعالى أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما أمرنا أن نفعل في صلاتنا، نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله.

والصلاة هي ثناء الله عز وجل على رسوله وعلى المؤمنين وذكرهم بالذكر الحسن في الملا الأعلى من الملائكة، فنحن نسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع قدر نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يثني عليه دائماً بين ملائكته في كل وقتٍ وحين شكراً منّا له على منته في أعناقنا أن ساق إلينا هذا الدين العظيم وصبر على بلائه ولأوائه حتى توفاه الله عز وجل فالتحق بالرفيق الأعلى، ثم نسأله سبحانه أن يصلي على آله: وهم أتباعه صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة فـالآل على المعنى العام هم كل الأتباع، ولذلك قال الله تبارك وتعالى وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وإنما كانوا أتباعه وعسكره وجنده، لم يكونوا أقرباءه، ولذلك كان المؤمن من آل فرعون، وكان امرأة فرعون ليس بالقطع داخلين في وصف الآل.

ثم بعدما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله خصّ من بين الآل أصحاب رسول الله وأنصار رسول الله وأزواج رسول الله وذرية رسول الله من المؤمنين والصالحين، فهم يترضون عن هؤلاء جميعاً، فذكروا الأصحاب وقصدوا بهم المهاجرون الذين هم أحق الناس بوصف الصحبة بملازمتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلممن أول بعثته إلى حين وفاته صلى الله عليه وسلم، ثم ثنّوا بالأنصار الذين آووا ونصروا، ثم ذكروا الأزواج الذين وصفهم الله عز وجل بأنهم الآل في سورة الأحزاب بعد حديثه مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ثم ذكروا الذرية وختموا هذا بالتسليم وهو الدعاء لله عز وجل بأن يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه ودينه من كل شرٍّ وسوء في الأولى وفي الآخرة .

وإذاً فهذا التكبير وهذا التهليل وهذا التحميد وهذا الثناء العطر الذي أمرنا الله عز وجل به هو من عظمة ومن جمال هذا الدين الذي لو وعيناه حق وعيه وتفكرنا في هذه الكلمات التي نقول واستشعرنا معنى هذه الكلمات العظيمة التي أمرنا الله عز وجل بها وأحست قلوبنا بهذه المعاني فإن هذا يزيد الإيمان في القلوب، يقرب القلوب من علاّم الغيوب  سبحانه وتعالى ويشعر الإنسان بمدى عظمة المنّة والنعمة التي امتن الله عز وجل علينا بها وأن الله عز وجل في حكمه وفي شرعه حتى الأشياء البسيطة، هذه الكلمات التكبيرات التي تقال في أدبار الصلوات أو تقال على الأوقات في هذه الأيام الوجيزة، هذه ليست من أصول أو شعائر العبادة الملازمة لنا في كل وقتٍ وحين حتى هذه الكلمات البسيطة التي تقال على الأحيان القليلة فيها من الجلال والعظمة والمعاني العظيمة التي تقرب من الله عز وجل الشيء الكثير، إنما نحن كما قلنا وكما نقول نحتاج إلى أن نتفكر ونتدبر في هذه النعم، أن نستشعر ونشعر قلوبنا هذه الكلمات معنى التكبير، استشعار الإنسان بكبرياء الله عز وجل وعظمته، استشعار الإنسان بنعمة الله عز وجل بأن ساقه إلى الإيمان به وإلى توحيده.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يحتفرون في خندقهم يرددون هذه الكلمات وهذه الأشعار لعبدالله بن رواحة، يستشعرون بها فضل الله عز وجل عليهم: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزلن سكينةً علينا، وثبت الأقدام إن لاقينا، إن الأولى قد بغوا علينا إن أرادوا فتنةً أبينا، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :أبينا أبينا أبينا.

نستشعر معنى الحمد لله تبارك وتعالى معنى الشكر على هذه النعم الجزيلة التي تغمرنا من ربنا تبارك وتعالى في كل وقتٍ وحين، قدرة الله عز وجل وعظمته، العبودية لله تبارك وتعالى، أن هذه نعمة عظمى نعمة أن الله عز وجل منّ علينا بأن نتوجه إليه أن نعبده تبارك وتعالى أن نخلص له الدين.

كان عمر رضي الله عنه، وعليّ رضي الله عنه، وابن مسعود رضي الله عنه إذا قنتوا في صلاتهم قالوا هذه الكلمات: اللهم إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم فقهنا في ديننا، اللهم فقهنا في ديننا

اللهم ردنا يك ردا جميلاً

اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل، اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وفرج أحزاننا، وأنصرنا على القوم الكافرين

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.