إن الحمد لله نحمده والمحمود في حال السراء وفي حال
الضراء وفي كل حال فهو سبحانه وتعالى لا يقضي ولا يقدر إلا الخير.
نحمده ونستعينه نطلب منه سبحانه وتعالى أن يعيننا على
حمده وعلى ذكره وعلى طاعته نهتديه ونطلب منه الهداية إلى الخير في الدنيا والاخرة
ونستغفره من ذنوب وآثام تنطوي عليها القلوب أو تشتمل عليها الجوارح هي التي تصد
العبد عن الإنابة إلى الله عز وجل ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد ألا إله إلا الله ونشهد أن
محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
حديثنا اليوم عنوانه الله تعالى والدفاع يقول الله عز
وجل يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا وَلَا
تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى
اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا
الله سبحانه وتعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم يصف
له طريقه في حياته، وفي دعوته ويحدد له معالم رسالته فيقول يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ هذه الكلمة أصلها في لغة العرب من الارتفاع ومن التنحي فـحينما
نقول يا أيها النبي نشير بها إلى معنى النبه وهي الارتفاع ارتفاع المكانة والقدر
وعلو المنزلة فالله سبحانه وتعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم ومبيناً عظيم
قدره وجليل شأنه وعلو مكانته ورفعه قدره وفيها أيضًا كما قلنا معنى البعد والنأي
والتنحي عن كل خصلة وكل صفة لا تناسب هذا المقام الرفيع فـهي تعني الرفعة وتعني
الطاهرة والنقاء.
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ العظيم القدر رفيع الشأن إنا ارسلناك مقام
العظمة لله تبارك وتعالى الله العظيم القوي المتين هو الذي أرسل هذا الرسول لكي يؤدي
رسالة ويقوم بحمل أمانه عينها الله عز وجل وحددها بأوصاف دقيقة عليه كعبد رسول أن
يلتزم بها يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا
وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا
مُّنِيرًا إنما نقف مع هذه الكلمات
دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا إنما أرسله الله تبارك
وتعالى لكي يدعوا عباد الله جميعا إلى ربهم بإذنه أي بأمره وبإذنه أي بتوفيقه
وتيسيره وتسديده تبارك وتعالى إنما ارسل الله عز وجل رسوله لكي يدعوا العباد إلى
ربهم لا إلى شيء آخر يدعوهم إلى أن يعرفوا قدره وعظمته، يدعوهم إلى رحاب منواره
وجنته، يدعوهم صلى الله عليه وسلم إلى أن يؤدوا حق الله عز وجل عليهم، إلى أن
يوحدوا ربهم.
حينما نقول دعوت فلان إلى فلان أي دعوته إلى الوقوف بين
يديه هذا هو أصلها في لغة العرب فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكأنه يدعو
الناس كل الناس للوقوف لحضرة الله تبارك وتعالى مستشعرين وجوده وعظمته حياطته
ومعيته في كل وقت وحين، وداعياً إلى الله دعوة مجردة إلى الله عز وجل ليس معها شعار
ولا لافتة أخرى لا تكون حزبيه ولا طائفيه وإنما دعوة لله عز وجل وحدة بإذن الله أي
بأمره على وفق الصورة التي ارتضاها الله عز وجل، على وفق الأمر الذي أمر به رسول
الله صلى الله عليه وسلم وفي توفيق الله عز وجل وتيسيره.
وَسِرَاجًا مُّنِيرًا