Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الله معى، الله ناظري ، الله شاهد على

الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله لا رب غيره ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أطهر عبدٍ وأشرفه وأزكاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هديه واهتدى بهداه …

يحكي سهل بن عبد الله التستري، إمام من أئمة العبادة والزهد، يقول أنه كان وهو ابن 3 سنين، هذا التاريخ يبدأ وعمره 3 سنين، يقول أنه كان ربما استيقظ بالليل فيرى خاله محمد بن السوار قائما يصلي، فلا يعود لنومه وإنما يجلس يرقبه فيقول له خاله: يا بني اذهب فنم فقد شغلت قلبي، هو قد شعر أن الصبي يشاهده وهو يصلي وهو قلق، فيخبره أن يعود للنوم لأنه يشغله ولا يستطيع أن يركز في الصلاة. إذا أول صورة وأول مشهد أن شخص صغير في السن يرى شخصا قائما وحده يصلى بالليل يناجي ربه تبارك وتعالى. ثم مر زمانا ثم يقول سهل: قال لي خالي: يا سهل، ألا تذكر الله الذي خلقك؟، فقال سهل: قلت فكيف أذكره؟ ما العمل؟، فقال: تقول بقلبك حين تأوي الى فراشك من غير أن تحرك به لسانك 3 مرات: الله معي الله ناظري الله شاهد علي. ماذا يعني تقول بقلبك؟ ولماذا من غير أن تحرك به لسانك؟ هو يريد أن يزرع بداخله هذا المعنى، أن الله سبحانه وتعالى معهو مطلع عليه في كل وقت. قال: تقول بقلبك من غير أن تحرك به لسانك إذا آويت الى فراشك 3 مرات: الله معي الله ناظري الله شاهد علي. فهو يقول أنه إلتزم بهذا الكلام وأنه يوميا عند النوم يمرر هذه المعاني على قلبه 3 مرات. يقول سهل: فجئته بعد ليال فأخبرته أنه يفعل كما نصحه وأخبره فقال له اجعلهم 7 مرات. فيقول أنه استر على ذلك فترة ثم قال له أن يزيدهم الى 11 مرة، فيقول أنه لما داوم على هذا فترة، وقع في قلبه حلاوة، بدأ يشعر بأثر الكلمات التي يقولها وملازم ذكرها كلما نام. الله معي الله ناظري الله شاهد علي. يقول: بعد مرور عام قال له خاله: يا بني احفظ ما علمتك ودم عليه الى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا وفي الآخرة. قال يا بني احفظ ما علمتك ودم عليه الى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا وفي الآخرة.

يقول: فمكثت على ذلك سنين ثم قال لي يوما: يا سهل من كان الله معه ومن كان الله ناظره ومن كان الله شاهد عليه يعصيه؟ إياك والمعصية.

هذا الكلام الذي ذكرناه كم استمر ومتى بدأ؟

نحن نتحدث عن الإيمان، علاقة الإنسان بربنا سبحانه وتعالى وصلة الإنسان بالله، من أين تبدأ؟ تبدأ منذ أن يستقر في يقين الإنسان معية ربنا سبحانه وتعالى وشهادته ورقابته للعبد، أن الله معنا. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.

إذا الأول أن يرى شخصاً ما آخر يتعبد لله سبحانه وتعالى فيتأثر بشكله وبصورته وبحاله وهو صغير، ثم بعد فترة يبدأ التوجيه. ما أول التوجيه؟ أولاً تثبت جملة قصيرة، وبمرور الوقت ترتقي وتؤثر هذه الجملة، ثلاث مرات ثم سبعة ثم إحدى عشرة مرة، وبعد ذلك يقول أنه بدأ يحس بشيء في قلبه، هذا الإحساس بدأ يتزايد مع الوقت ثم بدأ يبني عليه، إذا آمنت بأن ربنا سبحانه وتعالى مطلع عليك هل ستبالي بنظر ربنا سبحانه وتعالى أم لا؟ ستعبأ به أم لا؟ سيؤثر في حياتك أم لا؟، الإنسان إذا وضع تحت رقابة بشرية على شخصه أو على مكالمته لفترة وهو يعلم أن عليه رقابة، هل سيؤثر ذلك عليه أم لا؟ هل ستؤثر عليه في طريقة حركته وفي طريقة كلامه والذي يقال والذي لا يقال أم لا؟ فهذا إنسان يؤمن برقابة ربنا سبحانه وتعالى عليه، تؤثر فيه أم لم تؤثر؟، فإذاً القضية عبارة عن كلمة بسيطة آمنت بها فعلاً وبدأت أتأثر بها، كيف يتم ذلك؟ بأن أعيد على قلبي وليس على لساني، أعيد على قلبي وليس على لساني المعاني التي أريد أن تستقر في قلبي مع الوقت، تُبنى وتكبر، أي إنسان يريد أن يشعر بمعاني الإيمان يحتاج أن يسلك لها سبيل، نحن قلنا أننا نعرف ولكننا نعرف ولا نشعر، كيف تتحول المعرفة إلى شعور؟ شخص يعطي تجربة علمية، هذه التجربة العملي نقلها سهل بن عبد الله عن الذي حدث له مع خاله، حتى تصبح نموذجاً لأن التجارب لم تنقل كلها، ولكن حين تنقل لنا تجربة أو تجربتين نفهم منها أنه حين يريد إنسان أن يغرس معنى في نفسه أو يحب أن يربى أحداً على هذه المعاني كيف يفعل ذلك عملياً، الأمر بسيط، معاني تغرسها بمرور الوقت ثم تبني عليها، فهو قد بني على ما استقر بداخله أن ربنا معه وبدأ يشعر بأن ربنا معه ويتذوق بقلبه أن ربنا معه، ثم يبني على ذلك أن الإنسان يستحيي من الله.

حسناً، كل هذا ما كان أوله؟ أوله النموذج،أوله الشخص المتدين فعلاً، في غيبة عن الناس يقوم بين يدي الله، عتبة بن أبي سفيان يقدم وصية للشخص الذي اختاره أن يكون مؤدباً لأولده، أتى بشخص مسؤول عن تربية الأولاد، ليس محفظاً، لم يأت بمحفظ، هو قد أتى بمؤدب للأولاد، ما معنى مؤدب؟ أي شخص سيقوم بدور تهذيبي وتربوي للصغار، فماذا يقول له؟ هو لم يأتي به لكي يتعاقد معه وفقط، لا، هو قبل أن يكل المهمة إليه يوصيه فماذا يقول له؟ يقول: ليكن أول همك إصلاح نفسك فإن عينوهم معقودة بك، فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت، فهنا يقول له أن أول شيء تركز عليه أن تصبح نموذجاً، ” إصلاح نفسك فإن عيونهم معقودة بك ” هم يركزون معك وليس على ما تقوله ” مركزين مع اللى انتا بتعيشه، ومع اللى انتا بتعمله ” ” الحسن عندهم ” ما هو؟ الذي تفعله والقبيح؟ الذي ستتركه، ليس ما قلته.. ما أفعله، ما الذي أحيا به فعلياً، ولذلك إذا كان هذا هو مظهرنا، هل سينمو في ظلنا أجيال حسنه؟، والناس تتكلم كثيراً عن التربية وأساليب التربية، هذا الكلام ليس له معناً، النموذج والقدوة، النموذج والقدوة، أنا ستأثر بك حين أرى ما تفعله وليس ما تحكيه، ” أنت عايش بأيه وبالتالي أنا عايش.

الحسن بن صالح كان يملك جارية صغيرة، ثم قام ببيعها إلى أناس، فانتقلت إلى البيت الجديد، أناس محترمون، يصلون العشاء ثم ينامون، هذا أمر طبيعي، ولكن في منتصف الليل قام تلك البنت من النوم مفزوعة وصاعت: يا أهل الدار الصلاة.. الصلاة، فاستيقظوا وسألوها: ما الأمر؟ هل أذن الفجر؟ قالت: أوما تصلون إلا المكتوبة؟، لا تصلون إلا الفريضة؟، ثم قامت لتصلي وهم نموهم، ثم استيقظت صباحاً وذهبت إلى الرجل التي كانت عنده وقالت له: إنك قد بعتني إلى قوم سوء، إنهم لا يصلون إلا المكتوبة، ردني ردني، وقالت: إنني أخاف أن أكسد.

نرجع قليلاً إلى الوراء، الحسن بن صالح وعلى بن صالح وأُمهما كانوا يصلون في الليل ويقسمونه على ثلاثة أوقات ” ثلاثة شفتات ” ، يأخذ أحدٌ منهم ثلث الليل ثم ينام، يسلم إلى الآخر ثم ينام، ثم يسلمه إلى آخر واحد فيهم إلى الفجر، لكي يبقى أحد يذكر الله طوال الليل، هذه بنت صغيرة ولم يقل لها أحد شيئاً ولكنها نشأت هنا، فأصبح عندها أن هذا هو القانون، هذا هو الأمر الطبيعي، هذا هو الشيء العادي في هذه الحياة، يجب أن يصلي الناس في الليل، وهي أخذت منهم الصلاة فأصبحت تصلي، فذهبت إلى هؤلاء الناس، فنامت ثم قامت مفزوعة، لا يصلي أحد ’ هذا المنظر الذي اعتادت أن تراه لم تعد تراه، ولم يقل لها أحد أي شيء، لم يقل لها أحد أي شيء، ولم يعط أي أحد منهم توجيهاً لها، هي عاشت ورأت ذلك فشعرت من الذي نشأت فيه أن هذا هو الأمر الطبيعي في الحياة، هذا هو الأمر الطبيعي في الحياة، حين ذهبت إلى البيت الثاني، هم أناس مؤمنون ويصلون الفروض المكتوبة، ” ناس صلت العشا وكفت خيرها شرها ونامت دا حاجة ممتازة ” ، ثم سيستيقظون ليصلوا الفجر وهذا أمر طبيعي لهم وليس لنا، فقامت في الليل ففوجئت بذلك، وهم قالوا لها: لماذا هذا الصراخ.. لم يؤذن الفجر بعد؟، فقالت لهم: أوما تصلون إلا المكتوبة؟، فرجعت للحسن وقالت له: ردني ردني لأنني لا استطيع أن أكمل هنا، فماذا تقول له؟ تقول له: أني أخاف أن أكسد، أي أنني حين أنتقل إلى البيئة الجديدة فبمرور الوقت أعتاد عليها، تكسد أي أن البضاعة بعدما كانت رائجة بارت، انظر كيف تعبر على ما تخشاه، تخشى أنها حين تنتقل إلى البيئة الجديدة وهي ليست بيئة سيئة، ولكنها غير البيئة التي نشأت فيها، فتكتسب بالمعايشة من سلوك المجتمع الجديد، وبالتالي ستعيش الحياة الجديدة، والحياة الجديدة ليست سيئة لكنها أنقص من الأولى.

فلو كانت البيئة فاسدة؟ كم تستطيع أن تقاوم، كم تستطيع أن تصبر، فما الحل؟ ” ردني – ردني – ” لا لا، ألغي هذا التعاقد وأرجعني إلى الوضع الأول لأنني احتمال كبير إذا أكملت هكذا أن أكسد، أن أفسد، أن أضيع.

فهي من أين أكتسبت هذا؟ ليس من الكلام، الذي عشتُ فيه، هذا هو القانون الذي أعرفه والذي سأبني عليه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أن أمه رضي الله عنها، كانت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فآمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان زوجها حين دانت الدين غائبًا فلما جاء قال لها: أصبوت؟ قالت: ما صبوت ولكني اتّبعت هذا الرجل – صلى الله عليه وسلم – فجعلت تلقن ابنها الصغير فتقول: يا أنس قل لا إله إلا الله، يا أنس قل أشهد أن محمداً رسول الله، فتابعها الصبي، فقال أبوه: لا تفسدي عليّ ابني، قالت: إني لا أفسده، قال:لا تفسدي عليّ ابني، قالت: إني لا أفسده.

هي اختارت لنفسها ديناً لا يرتضيه زوجها، لكنه لم يسرب عليها، ثم أرادت أن تنقل ما منّ الله عليها به من خير إلى صبيها الصغير، توجهه إلى أن يشهد أن لا إله إلا الله، وجعلت تشير هكذا قالت: يا قل لا إله إلا الله، يا أنس قل أشهد أن محمداً رسول الله، فرد فعل الأب؟ هي تفسد – تفسد – الولد، فقالت له: لا أنا لا أفسده.

هو يرى أنها تفسده، وهي ترى أنها لا تفسده، فما المعيار؟ ما الميزان الحاكم؟ كل شخص يعتقد صوابية نفسه، وأن ما هو عليه هو الصحيح، وأن تفكيره ورؤيته هي الميزان، وكل شخص له ميزانه، ففي النهاية لابد أن يوجد ميزان حاكم، اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ربنا سبحانه وتعالى وضع في الكتاب المعايير، والموازين، التي تزن بها كل شيء وتقيّم بها كل شيء وكل شخص، هو يرى أنها تفسده، وهي ترى عكس ذلك، أنها هكذا ترده إلى الفطرة، هي هكذا تهديه إلى الحق، هي تؤدي واجبها تجاهه، فحينما يوجد تناقض تربوي تكون مأساة، مشكلة كبيرة، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول؟ يقول في الاختيار ” البحث عن الدين ” لماذا؟ لكي في النهاية يوجد توافق على المعيار الصحيح، لأنه من الممكن أن يكون الاثنان متوافقين، ولكن ليس على المعيار الصحيح فيكون فساد، وإذا وجد تناقض؟ ولذلك متى تنشأ الأزمة؟ حينما نكون سائرين في سكة ويحدث تغيّر لطرف من الطرفين سواء أكان هذا التغيّر إجابي أو سلبي، فمن الممكن أننا بعدما نسير قليلاً هكذا، من الممكن أن شخص يغيّر وجهته ويريد أن يقبل على الله ولكن بمفرده، والذي معه لا يعجبه هذا ولا يسعد منه، فماذا يحدث؟ يحدث تضارب، ويحدث تناقض وهذا التناقض ينعكس أثره على الأولاد خاصة إذا كان في سنّ صغير، ومن الممكن عياذاً بالله يكون العكس، هم كانوا يسيرون في طريق معيّن ثم بدأت الفتنة تعرض لوحد منهم، فيغيّر نظرته ويغيّر اهتماماته وترتيب أولوياته، وتجذبه الدنيا، ويبعد عن الوضع والجو الذي كان يعيشه، فيؤثّر هذا على وضع البيت واستقراره وعلى أسس التربية فيه.

قالت: ” إن لا أفسده ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ شخص يفسد، ثم شخص ينهاه ويقول له لا تفسد،، يقول له أنا لا أفسد، ويا ليته ييقول ” أنا لا أفسد وفقط ” قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ الذي نفعله هذا هو الإصلاح أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ لم ينفي العلم، هذا نفى الإدراك، فهؤلاء الناس حواسهم فاسدة، وليس الاستنتاج والتحليل،، الشعور، عناصر الإدراك نفسها فسدت، لماذا؟ لأن الموازين والمعايير فسدت، فهي ماذا تريد؟ هي ستبذل جهدها لكي تصلح، ولكن الأب لا يريد؟ فستحاول مع الابن.

ثم خرج أبو أنس في رحلة فلقيه عدو له فقتله، – ذهب الرجل – وبقيت هي والولد؛ فآلت على نفسها ألا تتزوج حتى يأذن لها الصبي، ثم تقدّم لها أبو طلحة يريد أن يتزوجها، فقالت: إنه لا ينبغي لي أن أتزوج رجلاً مشركاً، ولكنه كان حريصاً على إتمام الزواج، فحاول؛ فقالت له هذا لن يصلح، لماذا لا يصلح؟ لأنه لا يصلح أن تعيد الكرة مرة أخرى، هذا في أول الهجرة ولم يكن ثمّ منع أن المسلمة تتزوج مشرك، لم يكن أنزل هذا الحكم، ولكنها لن تعيد الكرة مرة أخرى، هي تبحث عن الرجل المسلم المؤمن لئلا يحدث التناقض الذي حدث البارحة مرة أخرى.

هل سترفض فقط، فما المشكلة أن تحاول؟

قالت: يا أبا طلحة ما حجر لا يضر ولا ينفع، أو خشبة تذهب بها إلى النجار فينجرها لك، – أي يصنعها لك إلهاً – لا تضرك ولا تنفعك، ألا تعلم أن آلهتك يصنعها عبد آل فلان – ألا تعرف أن النحات فلان الفلاني هو الذي ينحته – وأنه لو اشتعلت فيها نارٌ لاحترقت.

فقال أبو طلحة أن هذا الكلام هو سار وظ يفكر فيه فوقع في قلبي،، هي كلامها صواب، بعيداً عن زواجه أو عدمه، ما معنى أن صنم أو خشبة لا تملك من الأمر شيء مع كونهم مدركين أن الخالق هو الله، وأن المالك هو الله، ولكن قانونهم مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى لا تنفع ولا تضر، ولو اعترتها عواري الدهر تأثّرت واندثرت، فكّر، دعوة إلى أن يفكّر الإنسان، الدين مبنيٌ على اليقين والقناعة.

معاذ بن جبل، ومعاذ بن عمرو بن الجموح أحبوا أن يوصلوا رسالة رسالة الإيمان إلى عمرو بن الجموح؛ هو رجل كبير وصعب الطباع، وصعب التفاهم معه،، وهم شباب صغير ست عشرة سنة، وخمس عشرة سنة، وسبع عشرة سنة، لن يستمع إلى كلامهم ولن يستجيب لهم، ولن يتقبل ما يقولون، فماذا يفعلون؟ ينتظروا إلى أن ينام، ويأخذون مناة – الصنم الذي يضعه عنده للعبادة – ويأخوه ويلقوه في مكان القذارة، ويستيقظ الرجل ويريد أن يؤدي الطقوس لا يجد الإله، ولا يعرف إلى أين ذهب، فيبحث عنه ويبحث عنه، إلى أن وجده ملقى في هذه البلاعة،، فيخرجه ويغسله وينقيه ويطهره، ويعطره، ثم يقول: يا مناة لو أعلم من صنع بك ذلك، لفعلت به وفعلت،، ويتركوه قليلاً

وينتظروا بعد أن ينام فيأخذوا الصنم ويضعوه في نفس المكان، فيستيقظ الرجل ويبحث عنه فيجده في نفس المكان، فيخرجه ويفعل نفس الفعل ويقول نفس الجمل، ثم مرة ثالثة، فتضجر الرجل وعلّق السيف برقبته، وقال له لن أسهر الليل بجوارك، أنا سأنام وأنت دافع عن نفسك، فالسيف معك ودافع عن نفسك، فأتوا ليلاً أخذوا السيف لهم، وأخذوه وقرنوه بكلب ميت في نفس المكان، فالرجل حينما رأى هذا، تأثّر، وهذه هي الفكرة.

أنت تحاول أن تهزّ قناعة داخلية بداخله، ” لا يصلح أن يكون هذا هو الإله ” لا يصلح أن يكون هذا بهذه الصورة أن يكون إلهاً، هو لا يستطيع أن يحمي نفسه.

فأنت تلجأ للإله أولاً – أولاً – لأنه مستحق أن يعبد، فهذا أولاً، لذاته، نحن نحب ربنا لذاته ونعظّم ربنا لذاته، فهذا هو المفترض.

وثانيًا: لأن كل خير يأتي إلينا يأتي إلينا من الله، وكل سوء نحذره لا يندفع إلا من قبل الله، لا يأتي بالخيرات إلا هو، ولا يُذهب السيئات إلا هو، فالذي يتعلق بالإله يتعلق بالإله لأن خيره عند الإله، والذي يحذره لا يدفعه إلا الإله، فإذا كان الإنسان سيلجأ لشخص لا يملك لنفسه لا نفع ولا ضر، وهذا أي شخص إلا الله.

ولكن الفكرة هي الوراثة والتقليد والتاريخ، هذا التاريخ يحتاج إلى أن يهتزّ، تريد أن تجعل الشخص الذي لا يفكر يفكر، الذي لم يفكّر في أسلوب حياته يفكّر فيه، الذي لم يفكر في أولوياته أبداً يفكر فيها، الذي أخذ الحياة تقليدًا، يأخذ الحياة تعقّلًا وتفكيرًا.

ولكن لأنه مسن، فمن الصعب أن يسمع منهم، فهم يحاولون أن يهزوا هذه القناعات، وبعد قليل، هو هو عمرو بن الجموح هذا، وسيفه في يده، وهو يعرج شديد العرج، وليس عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ يقول للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ” في أحد ” اتركني أخرج معك لعلي أطأ بعرجتي هذه أرض الجنة، فيقول له أن ربنا عذرك، فيقول له ولكنني أتمنى أن يكرمني ربنا بالجنة.

ماذا كان هذا البارحة، هو هو نفس الشخص، وأولاده يقولون له يا أبانا نحن سنخرج ونحن نكفيك، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لهم؛ اتركوه لعل الله ينيله ما يريد، وربنا أناله ما يريد.

هو نفس الشخص هذا إن نظرت له البارحة، هو هو الذي ينادي مناة؛ ” لو أعلم ما صنع بك كذا لصنعت به وصنعت ” هو نفس الشخص، كان هكذا البارحة، وهو هكذا اليوم، القلوب بيد ربنا سبحانه وتعالى، ولكنك تحاول أن تأخذ بيد الشخص لربنا، تحاول أن تجعل الشخص يفكّر، شخص يعيد النظر بحياته.

فعمرو بن الجموح الذي يطأ بعرجته أرض الجنة، ثواب هدايته وإيمانه أين سيضعه ربنا؟ سيضعه في صحائف هؤلاء الشباب الصغار، الذين حاولوا أن يهدوا الشيخ الكبير إلى الإيمان، يرشدوه إلى الله، يأخذون بيده إلى ربنا، بطريق يصلح أن يسلكه، فالكلام المباشر لن يصلح، فهل سنتركه؟ سنتركه وما هو فيه، سنتركه وما هو عليه؟ قلوبنا تتركنا هكذا، على مقدار الأحاسيس عند الشخص، على مقدار إلى أي مدى هو يحب الخير للناس، كم هو يحب أن رحمة ربنا تنال كل من حوله، لأن الدين والأنانية لا يجتمعان، الدين والأنانية لا يجتمعان.

الخلاصة: الإنسان حينما يرى نموذج طيب، يعيش الإيمان فعلًا هو يتأثّر به.

الأمر الثاني: أن الذي يريد أن يغرس معنى طيب، الذي يريد أن يربي، الذي يريد أن يؤثّر؛ فالموضوع بسيط، كله ينصب على شيء واحد فقط، ربنا سبحانه وتعالى إلى أي مدى هو في قلوبنا، كيف نغرس التعلق بربنا، تعظيم ربنا، رقابة ربنا سبحانه وتعالى، الإحساس بمعية الله في قلوبنا، الموضوع سهل وبسيط، ولكنه لابد أن يغرس، وهذا الغرس لابد أن يروّى، لكي ينبت ويزهي ويثمر، ولابد أن نعالج الآفات ونتابع هذا النبت شيئًا فشيئًا فيثمر وينبت، ويزهي

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك

اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك

اللهم اشف مرضانا، اللهم اشف مرضانا، اللهم ارحم موتانا.

اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم