إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم.
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد،،،
لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر كذا روى الامام مسلم فى صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة أدنى مثقال من هذا الوصف ومن هذا الخلق الشنيع وهو وصف الكبر والاستعلاء والتعالي والترفع وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ هذا الطين الملتصق اللاصق بالأرض لا ينبغى له بحكم خلقه وأصله وطبيعته أن يعلو أو يتكبر أو يتجبر. ولذلك بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وجود أدنى أدنى مقدار من هذا الكبر و من هذا الاستعلاء فى قلب العبد يحرمه من نيل رضوان الله عز وجل والجنة فقد جعل الله تبارك وتعالى هذا الوصف وصف أكفر الخلق عدو الله تبارك و تعالى فقال إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وفى الحديث القدسى ان الله تبارك وتعالى يقول: العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى قصمته.
فهذين الوصفين وصف الكبرياء ووصف العظمة من أخص صفات الله تبارك وتعالى التى لا ينبغى لعبد كائناً من كان أن ينازع ربه تبارك وتعالى في صفة من هذه الصفات فمن فعل ذلك كان حقيقًا بأن يقصمه الله تبارك و تعالى وأن يهلكه فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات قال رجل: يا رسول الله .. إن الرجل ليحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق و غمط الناس.
رسول الله صلى الله عليه و سلم يتكلم هاهنا عن الكبر فبينما هو يذكر الكبر هو يذكر عظيم أثره وخطره و ضرره على العبد إذ يسأل سائل عن الثوب والنعل فما علاقة الكبر الذي يتحدث عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم بالثوب و النعل ان هذا السؤال يعكس أمرا مهما و هو أن العبد المؤمن حينما يخشى أن يكون فيه أو أن يتحقق فيه وصف أى وصف من هذه الأوصاف المذمومة التى لا ترضى الله تبارك وتعالى التى تستجلب عضب الله عز وجل ونقمته ولعنته على العبد يكون مستشعراً الحساسية الشديدة والقلق ازاء هذه الصفات فيحاول أن يتحقق أو يتأكد أنه ليس فى قلبه من هذه الصفات شيئاً و لذلك سأل عن الثوب الحسن والنعل الحسن لأن الإنسان يتطرق بهذه المظاهر إلى أن يتكبر ويستعلى على عباد الله.
ليس هذا المظهر في حد ذاته معطياً للعبد صفة الكبر المذموم لكنه قد يتخذ وسيلة يتوسل بها العبد الى التكبر والتعالى على عباد الله فهو يريد أن يتأكد أن هذا الحب منه لحسن مظهره ليس من طريق الكبر المذموم الذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال منه و لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما رواه البخارى و كذا هو عند مسلم عن ابى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
فهذا نموذج لهذا الإنسان الذي يتذرع بهذه النعم الإلهية. فهذا اللباس و هذه الزينة و هذه الهيئة إنما هي من فضل الله عز وجل و نعمته وإحسانه فهو يتذرع بنعم الله تبارك وتعالى يتوسل بهذه المنن التى امتن الله عز وجل عليه بها يتوسل بهذه المنن إلى التكبر و إلى التعالي على عباد الله تبارك وتعالى.
بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ – مسرح شعره بشكل معين – خسف الله به فهو يتجلل أى يتزلزل ويضطرب فى باطن الأرض إلى أن تقوم الساعة.
وعند البخارى أيضا عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بَيْنَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ خيلاء إِذْ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلَّلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ” فى حديث ابن عمر زيادة بيان لهذا المعنى يجر إزاره أى ثوبه خيلاء أى إعجابًا بنفسه وتعاليا على عباد الله فبينما هو فى ذلك وفى حركته وفى مشيته أخذه الله عز وجل وهو على هذه الحال فهو يتجلجل يتزلزل و يضطرب فى الأرض الى يوم القيامة ولذلك كان طبيعياً أن يسأل هذا الصحابى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال لكى يحذر ويحاذر من أن يكون فى قلبه هذا الكبر الذى لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة منه فبين له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا ليس من ذاك محبة الإنسان لحسن هيئته وحسن منظره بين الناس ليس من الكبر فى شىء طالما أنه لا يتخذ وسيلة وذريعة للخيلاء أو للعجب او للتكبر عل الناس بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبينا أن هذا ليس من ذاك قال: إن الله جميل يحب الجمال. فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الاهتمام من الإنسان بمظهره فى حدود ترك الإسراف و الرذيلة كما سنبين أن هذا ليس من باب الكبر بل هو من باب التجمل و هذا شيء محبوب ليس شيئا مكروها لأن الله عز وجل من صفته الجمال فهو سبحانه و تعالى يحب من العبد أن يتصف بهذه الصفة إظهارا منه بنعمة الله تبارك وتعالى عليه ثم بين حقيقة الكبر فقال: الكبر بطر الحق وغمط الناس.
فحقيقة الكبر إذاً تظهر فى وصفين اثنين, أن يرد الإنسان حقاً تكبُراً واستعلاءً عليه كما قال الله تبارك وتعالى وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.
فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صفة الإنسان المتكبر إنما هى رد الحق ورد النور الذى يأتيه من عند الله تبارك وتعالى تكبُراً وأنه يسدل الناس ويحتقرهم ويتعالى عليهم فى كلامه وفى حاله وفى سلوكه, فرفض الإنسان للحق وتكبُر الانسان واستعلائه على عباد الله ليس ان يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً من الكبر فى شىء, وفى نفس الحديث من رواية أخرى قال: يارسول الله إنى ليعجبنى أن يكون ثوبى غسيلاً – أى نظيفاً – ورأسى دهيناً – أى يضع فيه ما يجمله – وأن يكون شراك نعلى جديداً ثم ذكر أشياء حتى ذكر علاقة صوته, فقال: يارسول الله أذاك من الكبر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، ذاك من الجمال والله جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس.
واذاً قد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم عباد الله من هذا الوصف المذموم الذى هو وصف الكبر وحذر من أن يتذرع الانسان الى الكبر بأي سلوك أو أى شكل أو أى مظهر ثم بين الرسول صلى الله عليه وسلم مجيباً للصحابة أن تجمُّل الانسان ليس من الكبر فى شىء بل بين أن الجمال هو وصف الله تبارك وتعالى وصفته وأنه سبحانه وتعالى يحب التجمُل من عباده فقوله صلى الله عليه وسلم ” إن الله جميلُ ” يبين أن هذا وصفاً ثابتاً من أوصاف الله تبارك وتعالى بل هو اسم من أسماء الله عز وجل أن الله عز وجل جميل فى ذاته جميل صفاته جميل فى أفعاله وأنه سبحانه وتعالى هو معطى الجمال والحسن وواهبه وأنه يحب من عباده أن يتخلق بكل ما يكون جمالاً وطهارة ونقاءً وزكاةً.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه: إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام – فهو سبحانه حى قيوم لاتأخذه سنةُ ولا نوم هو سبحانه وتعالى القائم على أمر خلقه المدبر لكونه تبارك وتعالى فلا ينبغى أن تأخذ السنة وهى أدنى النوم الإغفاءة ولا يأخذه من باب أولى النوم -، إن الله لاينام ولاينبغى له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل – هو سبحانه وتعالى رقيب على عباده فى كل وقت ترفع إليه الأعمال فى كل وقت وحين فهو مطلع شهيد لا يغيب سبحانه وتعالى- حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه من انتهى إليه بصره من خلفه.
يصف الرسول صلى الله عليه وسلم ربه تبارك وتعالى بأن له سبحانه وتعالى حجاباً من نور, هذا الحجاب يستر نور وجهه تبارك وتعالى عن خلقه لأن نور وجهه تبارك وتعالى لعظمته لايطيق البشر أن يعاينوه ولذلك اذا انتهى نوره تبارك وتعالى إلى أى مخلوق من خلقه إحترق من شدة ومن عظمة هذا النور ولذلك قال الله تبارك وتعالى اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
هو سبحانه وتعالى النور النور وصفه وذاته، النور اسمه وصفته، النور فعله, النور كتابه وشرعه ودينه يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فالله سبحانه وتعالى فى وصفه وفى وصف ذاته هذا الجمال العظيم الذى لا يطيق المخلوق فى هذه الدنيا على وفق خلقه الذى خلقه الله عليه لا يطيق أن يرى هذا النور وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ولما جاء موسى لميقاتنا جاء لميقات الله تبارك وتعالى وتلقى نور الله الذى هو التوراة وكلمه ربه تلذذ وتمتع بمباشرة الكلام مع ربه عز وجل طمح حباً فى الله عز وجل إلى هو أعلى درجة من ذلك طمع أن يمن الله عز وجل عليه بأن يراه كما من الله عز وجل عليه بأن يكلمه وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي لا يطيق عليه السلام فى هذه الدنيا بهذه الصفة التى خلقه الله عليها أن يرى ربه تبارك وتعالى شفقة عليه ورحمة به قال الله عز وجل له إن هذا لا يمكنه فى دار الدنيا , ولكن ليختبر اختباراً وليجرب تجربةً أنظر إلى أعظم مخلوق وأصلبه مما خلق تبارك وتعالى ألا وهو الجبل فإن أقر الجبل ذلك فلعلك أن تطيق قال لن ترانى فإن أستقر مكانه لم يهتز ولم يتضرب لتجلى الله تبارك وتعالى له فحين إذٍ يمكنك أن ترى ربك تبارك وتعالى وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
فكان سؤال موسى عليه السلام طلباً بأن ينال هذا الفضل العظيم وهذه النعمة التى لا يقادر قدرها خلافاً لبنى اسرائيل الذين طلبوا هذا تعنتاً وتجبراً وتكبراً لأنهم لم يكن فى قلوبهم الحب لله تبارك وتعالى الذى يدفعهم لهذا المطلب الذى دفع موسى عليه السلام فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فقال الله سبحانه وتعالى فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ من باب الظلم ومن باب التكبُر ومن باب التعنت ليس كما طلب موسى عليه السلام، فربما يشترك الناس فى فعل لكنهم يختلفون فى المقاصد والنيات فيكون حال هذا كحال هذا وإن اشتركوا فى الفعل والشكل والحال والوصف هم طلبوا وهو طلب، لكن ليس طلبه كطلبهم ولذلك كانت أعظم منة أعظم نعمة يمُن الله تبارك وتعالى على أهل الجنة أن يروا ربهم تبارك وتعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ يخلقهم الله عز وجل خلقاً جديداً يطيقون به أن يتنعموا برؤية وجه ربهم تبارك وتعالى ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى دعائه وسؤاله يسأل ربه هذه النعمة العظيمة كما روى عمار ابن ياسر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: واسألك لذة النظر الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك فى غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين.
ولذلك جاء في صحيح مسلم أنه إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ -فوق هذه النعم وفوق هذه المنن التي امتن الله عز وجل عليهم بها – فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ – أي أنهم يرون أنه ليس هناك فضل بعد ذلك الفضل وليس هناك نعمة فوق هذه النعمة – قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ.
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا أي بالعمل الصالح في الدنيا الْحُسْنَى أي الجنة وَزِيَادَةٌ هي أن يطالعوا وجه ربهم الجميل تبارك وتعالى
فيبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الجمال وصف ذات الله تبارك وتعالى، والجمال اسم الله تبارك وتعالى، والجمال فعل الله تبارك وتعالى وقدره وأمره وشرعه، فالله عز وجل هو الجميل فلا يصدر عنه تبارك وتعالى إلا كل جميل، وحاشا الله تبارك وتعالى الجميل أن يصدر عنه أي فعل قبيح، فالله عز وجل الجمال وصفه.
الجمال لا يصدر إلا منه، كل جمال في هذا الكون في خلقٍ، أو فعل, أو منظر، أو شكل، أو أو هيئة إنما هو منه تبارك وتعالى، والشر والقبح والسوء لا ينسب إليه تبارك وتعالى من قريب ولا من بعيد.
فأقدار الله تبارك وتعالى أقدار جمال لأنها من الجميل تبارك وتعالى ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخير كله بيديك والشر ليس إليك.
الله عز وجل لا يفعل إلا كل جميل ، لا يقدر إلا كل جميل، رأى الناس ذلك أو لم يروا ، اطلعوا على ذلك أو لم يطلعوا . فعلم الإنسان قاصر محدود وعلم الله عز وجل لا تحده الحدود. وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ولذلك قال الله تبارك وتعالى وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا في بادي الرأي وفي نظرنا بعقولنا القاصرة وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ولذك كان من أعظم المنن أن أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستخارة حينما نقدم على أي فعل من الأفعال لأننا حقيقةً لا نعلم حقيقة الخير وحقيقة الشر ، نحتاج أن نطلب من الله عز وجل التبصرة لكي يهيئ لنا الخير وييسر لنا الخير ويعيينا على هذا الخير
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ – نطلب منك أن تختار لنا بعلمك لأننا لا نعلم – وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ – نطلب منك أن تييسر لنا الخير لأننا وإن علمنا الخير لا نستطيع أن نفعله إلا بأمرك وإذا علمنا الشر ورأيناه لا نستطيع أن ننتجنبه إلا بعون الله تبارك وتعالى.
فقدره تبارك وتعالى هو الخير وهو الجمال ، وأمره تبارك وتعالى هو الخير وهو الجمال ، وما نهى الله عز وجل إنما نهى عنه لأن هذا المنهي ينافي الخير وينافي الجمال لذلك الله تبارك وتعالى جعل هذا الجمال حتى في الشكل والهيئة وصفة الخلق جعله نعمة من النعم ومقصداً من مقاصد الخلق قال الله عز وجل قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ . أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ
فالله عز وجل وصف هذه الحدائق التي خلقها تبارك وتعالى بأنها ذات بهجة تدخل السرور على القلب وتقر بها العين.
قال الله عز وجل وهو يمتن على عباده في سورة المنن وفي سورة النعم التي هي سورة النحل خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ . وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ . وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
الله عز وجل جعل هذا منة ونعمة وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ تسرون به وبمنظره وبهيئته حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ . وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ . وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا تلك المنفعة المادية وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ.
وقال الله عز وجل في وصف الفلك والنجوم والكواكب وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ يدخل على العبد اللذة والبهجة والسرور، فهذا مما قصده الله عز وجل الجميل في خلقه.
وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ فذكر الجمال تبارك وتعالى . ذكر البهجة . ذكر الزينة.
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
إذاً فالله تبارك وتعالى الجمال وصفه، الجمال فعله، الجمال خلقه، الجمال محبوبه “إن الله جميل يحب الجمال”.
أقول ما تسمعون وأستغقر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين
قال الله تبارك وتعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ فالله تبارك وتعالى كما قلنا هو الجميل وهو سبحانه وتعالى يحب الجمال في كل خلق وفي كل حال وفي كل سلوك، يأرم رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصفح الصفح الجميل, هم يؤذونه صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يأمره أن يصفح صفحاً جميلاً لا عتاب فيه ولا أذىً ولا لوم .
قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ التي سوف يقف العباد فيها جميعاً أمام الله عز وجل فيحاسب كل عبد على فعله ويجازي كل عبد على ما قدم وفعل، فضمن الله سبحانه وتعالى في هذه الكلمات تسلية رسوله صلى الله عليه وسلم وأمره بالصبر ورد الأمر إلى الله تبارك وتعالى الذي يحاسب كل عبد على ما يستحق فلما كانت الساعة أتية لا ريب فيها فاصفح الصفح الجميل . إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ . وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ التفت إلى هذه المنة ولا تلتفت إلى أذى الحائدين.
لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ تواضع لِلْمُؤْمِنِينَ
قال الله عز وجل سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا الله عز وجل هنا أيضاً بعدما أمره بالصفح الجميل أمره بالصبر الجميل الذي لا يشتكي فيه إلى بعيد ولا إلى قريب.
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ هذا ما قاله يعقوب عليه السلام حينما ابتلي بفقد يوسف وقاله أيضاً حينما ابتلي بفقدان أخيه فوق فقدان يوسف وكان في الثانية أشد رجاءً لرحمة الله من الأولي. قال في الأولي فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ فلما ابتلي ببلية أكثر ابتلي ببلية أشد عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا لما ازدادت الكربة لما تعسر الامر لما ازداد الضيق حينئذ استبشر أكثر بأن الله سبحانه وتعالي سوف يفرج الهم وسوف يرد إليه أبنائه جميعاً فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.
فاصبر صبرا جميلاً وقال الله تبارك وتعالي يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا
جميلا لا تجزع فيه من هجرانهم ولا تؤذيهم بهذا الهجر فالله عز وجل إذا أمر بالصفح الجميل وليس بمطلق الصفح، وأمر بالصبر الجميل، وليس بمطلق الصبر، أمر بالهجران الجميل وليس بمطلق الهجر فهذه الصفة العظيمة صفة جمال الله تبارك وتعالي تدخل في كل فعل و في كل سلوك للإنسان لكي تجمله ولكي تعطيه الحسن والبهاء والجمال والروعة.
قال الله تبارك و تعالي ايضا يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا . وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا فأمره إذا اخترن الدنيا علي الآخرة أن يطلقهن. أُمَتِّعْكُنَّ – أي أعطيكن شيئاً من الدنيا وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ليس فيه أدني درجه من درجات الإيذاء لا بقول ولا بفعل.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا فإذًا الجمال صفة الله تبارك وتعالي .. الجمال بادٍ ظاهر في خلق الله تبارك وتعالى .. الجمال شيء أتاحه الله للإنسان كنعمة يتمتع بها و منة امتن عليه بها وأباح له ان يستمتع بها .. الجمال أقدار الله تبارك وتعالى .. الجمال شرع الله تبارك وتعالي .. وأحكامه الجمال صفة العبد المؤمن الذي يتخلق بهذه الصفة العظيمة التي أمره الله عز و جل بها. فإذا اضفينا علي هذا الوجود إذا اضفينا علي هذه الحياة التي نحياها صفة الجمال التي هي صفة الله تبارك و تعالي حينئذٍ يتغير شكل هذه الحياة ، إذا استشعرنا جمال الله عز وجل ازددنا حبا له تبارك وتعالي إذا استشعرنا جمال أقداره تبارك وتعالي وأفعاله سكنَّا إليها واطمئننا بها ، اذا استشعرنا جمال الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالي ، جمال الوحي الذي أوحاه الله عز وجل إلي رسوله صلي الله عليه وسلم. جمال الحياة التي كان يحياها رسول الله صلي الله عليه و سلم زادنا ذلك رغبة وحرصاً علي أن ندنو من هذا الجمال الجميل ومن هذا الحسن الوضئ وأن نتنعم بهذه الحياة الجميلة وأن ندعو الله تبارك وتعالي أن ينيلنا هذه المنة العظمي التي لا منة ولا نعمة أكبر منها وهي أن يتمتع العبد المؤمن برؤية جمال وجلال الله تبارك و تعالي في دار الخلد حيث لا نعمة أعظم من أن يطالع المؤمن وجه الله تبارك وتعالي الذي وصفه الله عز وجل فقال: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ – كل من عليها فان ويبقي وجه ربك الذي وصفُه الجلال و الإكرام وقال تبارك و تعالي: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
نحن منذ عديد من الخطب نتكلم عن الدين ونتكلم عن منة الله عز وجل علينا بهذه المنة العظيمة، تكلمنا في عديد من الخطب عن حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي تمثل الجمال حقاً كل شيء ينسب الي الله فهو جميل كل شيء مرده الي الله فهو جميل لأن الله عز وجل جميل نحن نحتاج إلي أن نستشعر الجمال، في وصف ربنا نستشعر الجمال في خلق الله تبارك وتعالي الذي أمرنا بالتفكر فيه وفي تدبره نستشعر الجمال في كتاب الله عز وجل الجمال في كلام الله تبارك و تعالي.
الجمال في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم. الجمال في حياة أصحابه صلي الله عليه وسلم لأنه ليس هناك مطلب وليس هناك نعمة وليس هناك مقصد للإنسان أعظم من أن يتمتع بالجمال . أعظم من ان يعيش حياة جميلة وينال في الآخرة جمال الجنة وجمال رؤية الله تبارك وتعالي وهو بين أيدينا يسير قليل ليس بيننا وبين نيل هذا الجمال إلا أن نطالعه ، إلا أن نحاول ، أن نتلمس طريقه ، إلا ان نحاول أن نستشعره ونحسه ، إلا أن نحاول أن نسأل الله تبارك وتعالي أن يرزقنا هذا الجمال.
اللهم اغننا بالعلم و زينا بالحلم و جملنا بالعافية
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا
متعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أبقيتنا و اجعله الوارث منا واجعل ثأرنا علي من ظلمنا وانصرنا علي من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا
اللهم انا نسألك لذة النظر الي وجهك الكريم والشوق إلي لقائك في غير ضراء مضره ولا فتنة مضله
اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين
اللهم زينا بزينة الايمان و اجعلنا هداة مهتدين
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي و لكم.