Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

المبعوث الإلهي

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيدا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً، ثم أما بعد ،،،

كنا قد عنونّا الخطبة الماضية باسم ” المبعوث الإلهي ” والمبعوث هو شخص ترسله جهة ما قصداً لأداء مهمة معيّنة، ويكتسب المبعوث أهميّته من أهمية الجهة التي أرسلته ومن أهميّة المَهمة التي قد أوكلت إليه.

فلدينا مثلاً: مبعوث لمجلس الأمن، ومبعوث للجمعية العامة ومبعوث لجامعة الدول العربية ومبعوث للاتحاد الأوروبي ومبعوث للإدارة الأمريكية، قال الله تبارك وتعالى فَبَعَثَ الله غُرَابًا

فَبَعَثَ الله غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَفهو سبحانه وتعالى يخبر عن مبعوث من أوائل من وجّههم الله تبارك وتعالى لأداء وظيفة ومهمة فيقول تبارك وتعالى وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ طالما كانت الكلمات من الحق سبحانه وتعالى فهي قطعاً مشتملة على الحق.

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ فهو يخبر سبحانه وتعالى عن حادثةٍ في التاريخ الأول لهذا الكائن على وجه هذه الأرض، يخبر عن ابنين مباشرين لآدم عليه السلام، ولازال ظلُّ وجود الأب ووجود الأم يرفرف على هؤلاء الأولاد،، آدم نفسه موجودوزوجته موجودة، وهذا أول جيل ينشأ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا تقرباً إلى الله تبارك وتعالى فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ هذا القبول شيء عند ربنا، فكيف نعرفه؟

كان في تقديره سبحانه وتعالى فيما سبق أن تنزل نار من السماء فتأخذ القربان الذي تقرّب به الإنسان كعلامة على القبول، فإن تركته فليس بمقبول، وماذا بعد

قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ صيغة تدل على التوكيد والعزم المؤكد على الفعل، هو كيف سيحل المشكلة؟ فمن المفترض للإنسان أن علاقته مباشرة مع ربنا سبحانه وتعالى، ما الذي يحمل الإنسان على أن ينظر لمن حوله من الناس ويقيّم نفسه إزاءهم ويأخذ مواقف منهم بناء على هذا؟ إنما كانت هذه أول ما كانت هي صنيعة الشيطان، إنما حسد إبليس آدم عليه السلام أن خلقه الله بيده وأن أمر الملائكة إكراماً لهذا الخلق، وجعل وظيفته كنتيجة لذلك أن يغوي هذا العبد ويغوي ذريّته من بعده، فالآن شخصٌ يتقرّب إلى الله تبارك وتعالى، فهو إذاً يتلمّس رضوان الله، هذا القربان لماذا يصنعه الإنسان؟ الإنسان يصلي أو يتصدّق أو يحسن لأحد، هو ماذا يبتغي؟ يبتغي رضوان ربنا سبحانه وتعالى ويسأل الله القبول، فإذا تقبّل الله منه بقي حامداً لربه شاكراً لأنعمه، فإن لم يكن عاد الإنسان باللائمة على نفسه، لأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة، ولكنه سبحانه وتعالى طيّبٌ لايقبل إلا طيّباً.

فقال لَأَقْتُلَنَّكَ وهذه صدمة، فهو الآن شخص يسير في طريقه، يحاول أن يسترضي ربه تبارك وتعالى فيعرض له عارض، من هذا العارض؟ هذا ليس شخصاً غريباً، وليس ابن عمه ولا ابن خاله ولا زوج خالته،،، هذا أخوه قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَفماذا فعل إزاء هذه الصدمة؟ أخذ ثلاث مراحل، الأولى: إعادة التوجيه نحو الوجهة الصحيحة، قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ

فالآن شخص تقرّب فلم يقبل منه قربانه، فهذا علامة على ماذا؟ أنه ينبغي أن يصلح من قلبه ومن حاله ومن فعاله قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ فأين العلاج؟ ليس أن يقتله، وإنما أن يصلح من حاله وشأنه، فهذا أول شيء، أما الأخرى؟ عزمه المؤكد على ألا يجاريه لا في قصد سيّء ولا في فعل لا يرضي ربه تبارك وتعالى، لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ لماذا؟ إِنِّي أَخَافُ الله رَبَّ الْعَالَمِينَ هذه هي المرحلة الثانية، إذاً أول مرحلة هي التوجيه نحو كيفية إصلاح الأمور، أن الإنسان محتاج أن يصلح نفسه من الداخل، فهذا لم يؤتي نتيجته.

فالشيء الثاني: هو لا ينتوي أن يشارك في هذا، هل ليس من حقه أن يدافع عن نفسه؟ لم يكن عاجزاً عن أن يدفع عن نفسه، لوكن هناك مشكلة، هو الآن سيدفع عن نفسه وهما رجلان،، لا يوجد أناس كثيرة يفضوا الاشتباك،، وهذا لديه عزم ومصمم على القتل، فهو لن يندفع، فهو في النهاية لن يندفع عنه إلا بأن يقتله، إذا أردت ألا يستمر في هذا هو لن يقف، لأنه من داخله مصمم على هذا ولن يكف، لا التذكير بالله سبحانه وتعالى يردعه، ولا التخويف من لقاء الله يؤثّر فيه، ولا إن دفعه يندفع، فهو لن يستطيع أن يدفعه إلا بالقتل، فهو سيختار اختيار من اثنين قال لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ لأنه لا يمكن أن أدفعك إِنِّي أَخَافُ الله رَبَّ الْعَالَمِينَ

النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه يقول ” من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد ” وقال في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم وأتاه رجل، قال يا رسول الله أرأيت رجل يريد أخذ مالي – ماذا أفعل؟ – قال ” فلا تعطه مالك ” قال: أرأيت إن قاتلني، قال: ” قاتله ” ، قال: أرأيت إن قتلني، قال ” فأنت شهيد ” قال: أرأيت إن قتلته، قال: ” هو في النار “

فهو الآن يختار أنه لن يفعل شيئاً، لن يفعل شيء هذه من المفترض أنها من الداخل أن تكسر في ” قابيل ” شيء، لكنها لم تفعل شيء أيضاً، فانتقل إلى المرحلة الثالثة؛ المرحلة الأشد في الزجر والتخويف قال إِنِّي أُرِيدُ بماذا؟ بالاستسلام وترك المقاتلة أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ۝ فَطَوَّعَتْ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ هذا التطويع أنك تحاول أن تسهّل موضوع أن تمضيه لأن هذه الفعلة عكس فطرة الإنسان، فربنا سبحانه وتعالى فطر الإنسان على الإيمان وفطره على الخير، ولا يوجد في معرفته الشر فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ وبعد ذلك؟ أُسقط في يده.

هو أمامه الآن جثّة، مثلما يفعل الإنسان أي شيء يزيّنها له الشيطان، وأنه حقيقةً لم يستفد شيء، وإذا كان يعتقد أنه يتلذذ أو أنه يكون سعيد، فهي مجرد ثانية بمجرد أن يلبي نداء النفس، ثم انتهى الموضوع، ويجلس ويضع يده على خده – فهو لم يفعل شيء – فهو بعدما قتله ماذا استفاد؟ هو أزاحه من وجهه، وماذا بعد؟ هل هكذا سيكون أقرب إلى ربنا والمرة القادمة سيتقبّل ربنا قربانه؟ لا لن يحدث شيء!!

مثلما ذكر لنا ربنا في الكتاب عن أُناس من المفترض أنهم كبار وعقلاء وبهم قدر من الحكمة، وبهم قدر من التديّن، ونشأوا في أفضل مكان من الممكن أن ينشأوا فيه، ثم مع ذلك ماذا قالوا؟ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا لماذا؟ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ الآن يوجد مشكلة أيضاًن أنهم يروا أن أباهم يعامل هذا الولد ويعامل أخيه – طفلين صغيرين – يعاملهم بدرجة من الاهتمام أكثر من – الشنبات الكبار – ، هم كبار ومتزوجين ومعهم أولاد،، هل هو سيعامل ولد عمره عشر سنوات مثلما يعامل رجل عمره ثلاثون عاماً.

ولذلك قلنا ان طبيعة الإنسان، أن الإنسان غالباً يكون كبيراً ومن الممكن أن يكون كبيراً في فكره، لكن النفسية أقرب إلى نفسية الطفل، فمن المفترض أن هؤلاء الناس أناس عقلاء، وهم عندما كانوا صغار كان يعاملهم هكذا.

هو الآن دخل البيت واشترى – مصاصة وشبسي – فهل سيشتري للرجال الكبار – مصاصة وشبسي – ،،، ” ليه ميجبش لينا مصاصة وشبسي، دا مش عدل، وربنا ما قالش كدا ” فما الحل؟ أن نقتل هؤلاء الأولاد فلن يجد أمامه إلا نحن وسيشتري لنا هذه الأشياء،،، وبعدما يقتل ماذا سنفعل؟ سنتوب ونكون أناس صالحين، وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ أي بعدما نقتله قَوْمًا صَالِحِينَ

فهذه هي الفكرة أنه يريد أن يزيح أخاه من طريقه، وبعد ذلك!!! فهل بعدما فعلوا ذلك وخلا لهم وجه أبيهم هل أصبحوا صالحين؟ هل أصبحوا أفضل؟ لا، فهم طوال الوقت يتحملوا عبء ما فعلوه، طوال الوقت، طوال الوقت وأصبحوا مظنّة السوء في كل أمر.

بنيامين ذهب مع يوسف، وهم لم يفعلوا له شيئاً، لكن ماذا قال أبوهم بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فهذا أمر التصق في الذاكرة وأصبح لا يوجد ثقة، الثقة اختفت، فأي موقف يفعلوه سيكون أيضاً في محل عدم الثقة

فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ولكنه مازال غافلاً، ولم يعرف ماذا يفعل، فَبَعَثَ الله غُرَابًا يَبْحَثُ يحفر برجليه فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ إذاً الدفن للموتى لم يكن إلى هذه اللحظة موجود في علم الإنسان، لماذا؟

العلم أصله ومصدره من أين؟ من ربنا سبحانه وتعالى، قال تعالى وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَالله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا قال ربنا سبحانه وتعالى في أول قصة أخبرنا بها قال وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا وقلنا هذه ما هي الأسماء؟ صفات وخواص كل الأشياء التي خلقها ربنا والإنسان سيتعامل معها.

إذاً ماذا يعلم ربنا الإنسان؟ يعلّمه العلم الذي يحتاجه، الذي هو محتاج إليه، والذي سينفعه، لا يعلمه شيء لا يحتاج إليه أو لن ينفعه، وقلنا وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ قلنا أن هذه هي التي نسميها التعريفات، هذه التعريفات هي أصل العلوم، فأي علم مبني بالأساس على مجموعة من التعريفات وبعد ذلك مجموعة من القوانين للعلاقات ما بين الأشياء، فربنا سبحانه وتعالى علّم آدم عليه السلام الأسماء كلها، ولذلك ابن آدم كان يعلم الغراب كان يعلمه جيّداً، يعر ف الغراب جيّداً.

ربنا سبحانه وتعالى علم آدم عليه السلام كل الأسماء، ولكنه لم يعلّمه التوبة، لماذا لم يعلمه التوبة؟ لأن ربنا خلقه ليطيع، ولم يخلقه ليعصي، ولذلك عندما أكل آدم عليه السلام وزوجه من الشجرة لم يعرف ماذا يفعل، فلماذا لم يعلّمه ربنا هذا؟ لأن هذا غير موجود بالبرنامج الذي من المفترض أن يتّبعه، وعندما لم يعلم ماذا يفعل، وبدأ يشعر بالندم إزاء ما صنع، ربنا سبحانه وتعالى عظيم الرحمة ألهمه التوبة، فهو أصبح محتاجها الآن بالرغم من أنه من المفترض مع المعصية لا يستحق الخير ولا يستحق التعليم ولا يستحق التوجيه، ولكن هذا هو الإنسان هو من الطبيعي ضعيف وهو اضطرب واختلط ولا يعلم ماذا يفعل فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ألقى إليه الكلمات، فلما قالها آدم تقبّل الله منه الكلمات وتاب عليه رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ فما هو قانون الخسران؟ أن الإنسان يحرم من المغفرة والرحمة، هذا هو القانون.

إذاً فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ما معنى الخسران؟ هذا، لكي يشرح هذا، فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ما معيار الخسران؟ أن يحرم نفسه من المغفرة والرحمة فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ

الآن توجد هذه السوأة ولا يعرف ماذا يفعل بها، فربنا سبحانه وتعالى بعث هذا المبعوث لكي يعلّمه ماذا يفعل فيما فعل، لأنه لم يكن هناك من مات، لا آدم ولا أحد من ذرية آدم لكي يعلّمهم الله الذي يحتاجون.

إذاً ما هو قانوننا؟ أن ربنا يعلمك الذي تحتاجه، والذي ينفعك، لا يعلّمك ما لا تحتاجه أو الذي لم يأتي وقته، ولذلك في قانون العلم – علماء الأصول – ماذا يقولوا؛ ” لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ” ربنا سبحانه وتعالى لا يُؤخّر بيان أي شيء إذا جاءت اللحظة التي تحتاجه فيها، أما قبل ذلك فلا، ويجوز تأخير البيان عن وقت الخطاب.

فالفكرة أنه لم يتعلّم هذا لأنه مأمور ألا يفعله ولا يحتاج إليه الآن، وعندما احتاج إليه لأنه – لايص –

إذاً الإنسان يفسد لكن ربنا سبحانه وتعالى مع ذلك يرحم ولذلك ربنا جعل هذه هي المنة، هذا هو القانون ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ

غراب ميّت فربنا بعث غراب فحفر وأخذ الغراب هذا الميّت ووضعه وأهال عليه قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ فنحن لدينا مسافة بين الخسران وما بين الندم، يوجد مسافة بين الخسران وبين الندم، وهذه هي المسافة التي نضيع فيها، هو عندما قتله خسر، ولكنه لا يشعر بشيء، لازال غير مدرك أنه في محل الخسران،، فيييييين عندما يمرّ الوقت ويدرك الحقائق يدرك ماذا صنع بنفسه، وحينئذٍ يصاب بالندم، وليس كل ندم ينفع، قال تعالى فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ۝ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ لم ينفع إذاً.

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ۝ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى الله أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ۝ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ۝ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ إذاً الخسران جزء ومسافة وندم، ما قيمة الإيمان والعلم، ما قيمة القرآن والدين؟ أن يوضّح للإنسان طريق الفلاح من طريق الخسران فلا يقع في هذا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا

إذاً الندم هنا، ليس كل ندم ينفع، ابن مسعود رضي الله عنه والحديث في المسند يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” الندم توبة ” ولذلك ندم آدم عليه السلام كان توبة، وندم ابن آدم لم يكن توبة، لماذا؟

متى يكون الندم توبة ومتى لا يكون، الندم يكون توبة عندما يكون منطلقه إحساس الإنسان بأنه أجرم في حق نفسه وتنكّب أمر الله تبارك وتعالى وخرج من رحمة الله إلى سخطه، من مغفرة الله سبحانه وتعالى إلى عقوبته، فهو يندم على ما اجترحه في علاقته مع الله.

فإذا ندم على الدنيا لأجل الدنيا، فهو لماذا فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ لأنه في الحقيقة لا يشعر أنه استفاد من هذا بشيء، ولذلك لم يكن هذا الندم نافعاً له، قال صلى الله عليه وسلم ” ما من نفسٍ تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ من دمها ” يأخذ نصيب،، له حصّة، لماذا؟ ” لأنه أول من سنّ القتل “

إذاً الشرور ليست من الطبيعة الإنسانية، ولا في الإدراك الإنساني ولا في العلم الإنساني، شخص يسلك طريق فأناس يرونه فتقلده، لكن هذا لم يكن موجوداً، ربنا سبحانه وتعالى فطر الإنسان وهداه وأرشده وعلّمه باتجاه الخير فقط، ولذلك هو فعل شيء يوجد أناس سيسيرون وراءه على مدى التاريخ الإنساني الطويل، إن لم يكن هو موجوداً لم يكن علموا أن هناك شيء هكذا أصلاً.

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً “

النبي صلى الله عليه وسلم كان في المسجد وجاءه قومٌ من مضر، أناس من العرب قادمون من البادية ” مجتابي النمار ” وفي رواية ” العباء ” ملابسهم غير حسنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يساعدهم – غلابة – فحثّ الناس على الصدقة، – ولكن أهل المدينة أيضاً غلابة – فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الصدقة وهم أصلاً غلابة، المدينة في عامة زمان النبوة كانت الناس في أشد ما تكون من الضيق، ولكن هؤلاء الناس القادمون حالهم أصعب، وهذه من أعظم الأخلاق في الإسلام، أن الناس حتى ولو كانت ظروفهم صعبة أن يسعوا بعض، يكفل بعضهم بعضاً، في وضع أسوأ من وضع، فالناس لا تملك، والناس تلكّأت، فالنبي صلى الله عليه وسلم دعاهم مرة أخرى، شكل الناس أثّر فيه، فكلمهم مرة أخرى، فجاء واحد من الأنصار يحمل شويّة تمر، فالصحابي الذي يصفه يقول أن يديه تكاد تعجز عن حملهما بل قد عجلاتا، أي لا يستطيع أن يحملهم، أي هو ملئ يديه على آخرها، ووضعهما في حجر النبي صلى الله عليه وسلم.

فالناس عندما رأت،، عندما رأت، أسرعت إلى بيوتها فأحضروا،، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال مرة، وقال مرة أخرى، وهم يريدون أن يحضروا، لا يريدوا أن يمنعوا، لكنهم عندما يفكّروا ” أن ما معي ليس به مساحة للمواساة ” لكن عندما أتى شخص وهذا شخص مثلنا، فهو غلبان مثلما نحن غلبانين، وأتى ببعض التمر من الممكن ألا يملك غيرهم، فعندما فعل ذلك استحثّ النفوس للخير، إذاً النفوس فيها قابلية للتجاوب ولكنها تريد أن يأخذ واحد خطوة.

فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذا أن تكوّم عنده كومتين من طعام ومن ثياب، كل شخص أتى بما لديه إلى أن تكوّم أمامه كومتين، فالنبي صلى الله عليه وسلم تهلل وجهه، سعد وتبسّم، وقال هذا الكلام ” من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ” هذا الرجل الذي أتى بهذا التمر سنّ طريق، و” سنّ ” ليس معناها أنه اخترع، فهذه صدقة، ولكن الناس كانت تريد شخص يأخذ الخطوة لكي تسير خلفه، ولو عياذاً بالله في الشر، هي هي بالضبط

 ” من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ” طالما هي تعمل إلى آخر الزمن، ” إلى يوم القيامة ” هل سيأخذ هذا من ثوابهم، لا ” لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ” فهم ثوابهم كامل، ثواب القدوم هذا لا يخصم منهم، وليس كعندنا أن اي مال خرج من ميزانية لابد أن تخصمه من شخص، لا ” لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ” وفي المقابل عياذاً بالله نفس القانون ” ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً “

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

إذاً هذا المخلوق الذي هو الغراب كان من المعلمين الأول لهذا الإنسان، فلماذا الغراب؟ نحن لا نعرف لماذا الغراب، فنحن سنحاول نعرف أو نتوقّع لماذا الغراب.

أصل كلمة الغراب هي في الإطار الجامع لمعنى الفراق والاغتراب، ولذلك العرب كانوا يتشاءموا من الغراب، وسنقول لماذا، ولذلك كان من أسباب ندم ابن آدم، أن الغراب هو الذي أتى ليعلّمه، الغراب!

لأ الغراب به صفتان،، الغراب مما لا يقع إلا على الجيف، فعندما تحوم الغربان في مكان فهنا يوجد جثّة، هذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني: أن أي شخص يترك منزله فيصبح بلقعاً ليس به أحد تخبط وتخفق أبوابه ينزل الغربان في هذا المكان ويحوموا يتلمسون أي شيء يؤكل، فأين يظهر الغراب؟ يظهر عندما يوجد مكان به جثة، أو مكان أقفر من أهله، شخص مات أو أناس عزّلوا.

الغراب أتى هنا ليس فقط في مقام التعليم، ولكن التبكيت أيضاً، لأن جثّة ابن آدم هذه من أين جاءت، جاءت من أن اخيه تعدى عليه وقتله ثم اضطرب وجلس بجواره، فلماذا نزل الغراب، هذا الغراب أخوه كان ميّت فحزن أن يترك هكذا، فنزل فدفنه، فهذا أوصل للرحم وأرحم من هذا.

والغراب ما الرسالة التي يوصلها؟ الاغتراب، هو الآن في غربة عن أبيه وعن أمه وفي غربة عن إخوته وفي استيحاش من نفسه، وفي سخط من ربه،، أفسد كل شيء ولم يجني أي شيء، بينما طوّعت له نفسه.

ونحن قلنا أن العرب كانت تعتبر الغراب شؤم، ولذلك ابن عباس رضي الله عنه كان إذا رأى غراباً ماذا يقول؟ ” اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك ” عكس ما تفعله الناس ” اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك ” .

الأمر الثاني أن الغراب كائن أسود، فلما أحب الناس أن يذكروا معنى الاستحالة يقولوا ” إذا شاب الغراب ” فلن يبيضّ أبداً، فأنت إذا أردت ذكر معنى الاستحالة تعبّر بمشيب الغراب، فالغراب هذا كعلامة على المصائب أو الغربة، وشيب الغراب علامة على الاستحالة والامتناع.

سيدنا عمرو بن العاص يقول عمارة بن خديمة بن ثابت، كان مع عمرو بن العاص رضي الله عنه في حجٍّ أو عمرة، يقول: حتى إذا كنّا في مرّ الظهران إذ امرأة في هودج لها. هم ذاهبون إلى الحج أو العمرة فالقافلة رجال ونساء، وكانوا يضعوا النساء في هودج، والهودج مكون من خيمة صغيرة توضع على الجمل لتستتر فيها المرأة.

يقول: فإذا امرأة وفي يديها حبائرها وخواتيمها قد مدّت يدها من هودجها. هم سائرون وامرأة واضعة أساور في يدها وخواتم وتريد أن تريها للناس، فأخرجت يديها من الهودج وتمسكه من الخارج.

فسيدنا عمرو عندما مرّوا على شعب دخلوا فيه، ثم قال: كنّا هاهنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، – في هذا المكان – فإذا نحن بغربان كثيرة، وفيها غراب أعصم – أحمر المنقار والرجلين –

فالغربان كلها سوداء فكان يوجد واحد به حمرة في منقاره ورجليه، فقال صلى الله عليه وسلم ” لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب الأعصم في هذه الغربان “

فلأن هذا علامة على الندرة،، ولماذا قال سيدنا عمرو هذا الكلام، لأن هذا تصادف مع أن هذا المشهد الذي رآه بجوار المكان الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام، فعلام ينبّه؟ على أن في كثير من فعالهم ما يحرمهم من الخير ويضعهم على طريق السخط وهم في غنى عن هذا،، فهذه المرأة ماذا ستستفيد عندما تخرج يدها والناس يروا الخواتم والأساور التي في يدها؟؟ ما الفائدة العائدة عليها؟

فمن الممكن أن يحرم الإنسان نفسه من الخير ويضع نفسه في طريق الشر أو سخط الله بأشياء ليس لها معنى، أشياء ليس لها قيمة.

يقول مصعب بن كلام – ونختم بها – يقول: كان رجل في سفينة فانكسرت به – مثل تايتنك – فانتهى إلى جزيرة، جلس يبحث في الجزيرة على شيء يأكله أو يشربه فلا يجد، حتى أتت عليه ثلاثة أيام، ثلاث أيام في هذا المكان لا تمر سفينة ولا يأكل ولا يشرب ولا يوجد أحد.

فيأس الرجل من النجاة، فماذا قال؟ قال:

إذا شاب الغراب أتيت أهلي وصار الكار كاللبن الحليب – عندما يكون الزفت والقطران مثل اللبن سأرجع لأهلي – .

وسار البر مسكن كل حوتٍ – عندما يخرج الحوت من البحر ويسكن في البر ستفرج – وسار البحر مرتع كل ذيب – الذئاب تسكن في البحر – .

هو ماذا يريد أن يقول؟ عندما تحدث هذه الأشياء إن شاء الله ربنا سيكرمني، وهو في حالة من اليأس من أن ربنا سبحانه وتعالى يمنّ عليه أو يخرجه مما هو فيه، فهو علام يستند؟ لمشيب الغراب، وقلنا أن هذا علامة على الاستحالة.

فسمع صوت – شخص يكلمه – ماذا يقول.

عسى الكرب الذي أصبحت فيه يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائفٌ ويفك عانٍ ويأتي أهله الرجل الغريب

فيقول لم يلبث إلا قليلاً حتى مرّت سفينة فأشار إليهم فأتوا إليه فحملوه.

فإذاً الإنسان أحياناً كثيرة يكون في حالة من اليأس من تبدّل الأحوال أو حالة من اليأس أن صيبه رحمة ربنا وهي تكون أقرب إليه من شراك نعله، قال الله تبارك وتعالى فَإِنَّ مَع لم يقل ” بعد ” ، لم يقل ” بعد ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ۝ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا هو الآن سمع صوت،، ربنا سبحانه وتعالى أرسل إليه من يطمئنه ومن يبشّره من حيث لا يدري ولا يرى، فهو لا يعرف من الذي كلّمه، هو سمع هذا الصوت لأنه محتاج أن يبثّ ربنا سبحانه وتعالى في قلبه الأمل، بالرغم أنه لم يحدث شيء،، ريثما يأتيه الفرج، هو لم يلبث إلا قليلاً بعد هذه الكلمات حتى جاءت السفينة، فالإنسان أحياناً يحتاج أن ربنا يبعث له – نتكلم عن البعث – يبعث له من يلقي في قلبه الأمل، إلى أن يأتيه الله سبحانه وتعالى بالفرج

عسى الكرب الذي – أنت لا تعلم – الكرب الذي أصبحت فيه يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائفٌ ويفك عان – الأسير – ويأتي أهله الرجل الغريب

فإذاً خلاصة ما قلناه اليوم، نحن كنا نتكلم على الأمم التي جعلها ربنا سبحانه وتعالى أمثالنا وعلاقتنا بها وعظمة خلق الله سبحانه وتعالى وأن ربنا سبحانه وتعالى يجعل في هذه المخلوقات من يحمل رسائل تعليم وإنذار وتنبيه لهذا الإنسان، وأن ربنا سبحانه وتعالى هو مصدر العلم للإنسان والعلم لا يكون إلا من قبل الله تبارك وتعالى وربنا سبحانه وتعالى يعلم الإنسان العلم الذي يحتاجه، لا يوجّه الإنسان لما لا يحتاج، هذا ما نريد أن نخرج به، وأن ربنا سبحانه وتعالى واسع الرحمة، حتى عندما يخطئ الإنسان، وحتى حينما يذنب الإنسان لا يبعد مع ذلك عن رحمة الله سبحانه وتعالى، وأن الإنسان إذا ندم على ذنوبه وتاب إلى الله تاب الله عليه، ولكن الندم لابد أن يكون ندم حقيقي، ندم يتعلّق بالله والآخرة – ليس يلزم على الدنيا – كل شخص ضيّع عمره في أشياء اكتشف بعد سنوات أنها لم تكن نافعة له، أو لم تفده في شيء،.

يعني عياذاً بالله الذي يشرب خمرة وتصيبه قرحة، هو سيندم أنه شرب خمرة لإصابته بالقرحة، ولكن ليس لأنه أبعد نفسه عن رحمة الله، الذي تعامل بالميسر حتى ذهبت أمواله سيندم على أنه تعامل بالميسر حتى ذهبت أمواله، لكنّ هذا ليس الندم الذي يقرّبه من رحمة الله، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى وجّه المؤمنين وحثّهم على أن يترقّبوا لقاء ربنا سبحانه وتعالى، وأن يعدوا لهذا اليوم اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ۝ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا الله فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ

ربنا سبحانه وتعالى يوجّهنا، لابد على الشخص أن يفكّر لئلا يكون مثل هذا الشخص الذي أصبح من الخاسرين، ومتى يدرك؟ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ فلم يعد ينفع الآن، هذه هي أخطر شيء نحن فيه، البرزخ مابين خسران وما بين الندم، فأصبح من الخاسرين، وبعد قليل فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ الوقت الذي يستدرك فيه الإنسان هو هذا الوقت.

 ” تقبل توبة العبد مالم يغرغر ” ” مالم تطلع الشمس من المغرب ” يوجد مساحة للتوبة والأوبة، لن أحيانا الإنسان يستمر إلى أن تأتي اللحظات التي لا يصلح بعدها أن يرجع، قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ۝ آلْآنَ الآن؟ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا.

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات، اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات، اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم كن لنا ولاتكن علينا، وأعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى إلينا، وانصرنا على من بغى علينا

اللهم اجعلنا لك ذكّارين، واجعلنا لك شكّارين، واجعلنا لك رهّابين، واجعلنا لك مطواعين، إليك أوّاهين منيبين

اللهم تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وامحو خطيئتنا، وثبّت قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم