إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما المستحضر فإنما نقصد به الدين، قال الله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ونقصد بالمستحضر أن الدين إنما هو في الحقيقة أشبه ما يكون بالمركب الكميائي الدقيق، أي تعديل في النسب أو أي تغيير لها هذا من الممكن أن يفسد هذا المركب ويغيّر طبيعته، ونحن تكلمنا قبل ذلك كثيراً حول نظرة المسلم المعاصر للدين، ومساحة الدين من الحياة ومدى الاهتمام الذي يوليه الإنسان المسلم لدينه وملّته، ماذا يقول الواقع؟ وأخطر شيء يفعله الإنسان أن يجامل في النائج.
فمثلاً إنسان لاقدر الله اشتكى شكوى فعمل تحليل أو أشعة وكانت النتيجة غير مرغوبة أو غير مرضية بالنسبة له، فهو تضايق، فأول شيء كل تقدير ربنا سبحانه وتعالى خير، وكل اختيار ربنا سبحانه وتعالى رحمة، وما يقضي الله سبحانه وتعالى للمؤمن إلا ما هو خير له، فأول شيء تقبل الأمر والتسليم لله سبحانه وتعالى، الشيء الثاني: يوجد أسباب ربنا سبحانه وتعالى وضعها للإنسان لكي يحاول أن يعالج هذا سواء كان بتوجّهه لربنا سبحانه وتعالى الذي بيده الشفاء وهو الشافي سبحانه وتعالى أو أن يأخذ بالأسباب المؤدية للتداوي إذا كانت موجودة في مصر، فهذا هو الطبيعي الذي يفعله الإنسان.
لكن من الممكن ألا يفعل شخص هذا، يشعر أنه تضايق وأن هذا سيفرض عليه برنامج، فمثلاً إذا وجد نقرص أو غيره فسيذهب للدكتور وسيكتب لي ممنوعات وكذا وأنا بصراحة إلا الأكل، إلا الأكل، فالدنيا صعبة ولا يوجد شيء الإنسان يحقق فيها شهوته من المباح إلا أن يأكل ويشبع، فسيقول لي لا تأكل فمن الأفضل ألا أذهب، أو أن يقول أن هذه التحاليل غير مضبوطة وهذه الأشعة غير دقيقة، ففي النهاية من الممكن أن الشخص يحاول أن يتجاهل النتائج لكي يستطيع أن يتعايش، فلا يمكن أن نتجاهل هذا.
فواقعنا يقول أن موقفنا من نعمة ربنا علينا ومن الدين الذي أولانا ربنا إياه ليس الموقف المرضي، ويوجد صور، لكن سيعنينا صورتين لأن هاتين الصورتين يمثلان المسجد.
قلنا قبل ذلك؛ سيدنا عليّ رضي الله عنه وهو يبحث قبيل وفاته عن أناس يستأهلون أو يستحقون أن يبثّهم ما آتاه الله تبارك وتعالى من علم فقال ” إن هاهنا علماً لو أصبت له حملة ” قال أنا لا أجد أناس حملة للعلم، ما معنى حملة؟ فهذه نقطة مهمة، ليس كل شخص عنده معلومات دينية أو متعلّم علم ديني يصلح أن يكون من حملة العلم، كلمة الحملة علام تدل؟ على أن الشخص يتعامل مع الدين على أنه أمانة ومسئولية، وعبء يحمله على عاتقه واجب يقوم به، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ” يحمل هذا العلم من كل خلف ” من كل جيل، يتوارثوا الأمانة التي تركها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ” ما صفاتهم؟ ” ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ” لهم وظيفة في ثلاث أنواع من الناس يكسروا: أناس أهل غلو وتجاوز وأناس أهل انتحال وإبطال وتمييع للدين، وأناس أهل جهل من الممكن أن يكون لديهم قدر من النوايا الحسنة لكنه ليس لديه قدر من الدراية فيتكلم هكذا وخلاص.
فهذه وظيفة هؤلاء، فهو يقول – سيدنا علي – يقول ” لو أصبت له حملة ” ثم قال ” بلى أصبته لقناً غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا ” يقول أنه وجد أناس تصلح ذهنيّاً للتعلم، ذهنيّاً تصلح للتعلم، ” لقن ” أي يحفظ بسرعة، وذكي؛ يستطيع أن يستوعب، لكنه غير مؤتمن، فمن الممكن يأخذا الدين كوسيلة أو مطيّة لتحقيق قدر من الدنيا، يستعمل آلة الدين للدنيا، ” يستظهر بحجج الله على آياته وبنعمه على عباده ” ربنا أعطاه هذا العلم نعمة فهو يتكبر على الناس، فهو يريد أن يقول أن هذا لن يصلح أن أعطيه هذا العلم؟!! أنت تعمل ما عليك وانتهى، لا لا، ربنا سيسأله أنت وضعته وغرسته في أرض تصلح؟ أم في أرض لا تصلح، مثل ما يؤمر الإنسان إذا أراد أن يتزوج أن يبحث عن التربة الصالحة للتربية سيكون مسئول، سيكون مسئول لأن ربنا سبحانه وتعالى ائتمنه فسيسأله،،، فهذا هو الأول
أما الثاني: قال ” أو منقاداً لأهل الحق، لا بصيرة له في أحنائه ” في جوانب نفسه ” ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة لا ذا ولا ذاك ” يقول أن الأول شخص لديه الاستعداد لكني أخاف منه على الدين، والثاني شخص طيب ومنقاد،، ما معنى منقاد؟ تابع، تابع لأهل الحق، لكن لا يوجد بداخله البصيرة قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ البصيرة: هي الفقه، الفهم،الدراية، فبسهولة جداً يضطّرب، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة، أول ما يثير شخص أي شيء يقلق ويتوتّر، فهذا لا يصلح، فنحن نريد شخص ينافح ويدافع لا يتوتر ويضطرب، قال ” لا ذا ولا ذاك ” لا يصلح هذا ولا يصلح هذا.
قال ” أو منقاداً للذّات سلس الانقياد للشهوات، أو مغرىً بجمع الأموال والادّخار ليس من دعاة الدين ” وفي رواية ” ليس من رعاة الدين في شيء “
الاثنين الآخرين هم ليسوا بداخل الجامع بل خارج الجامع، شخص لا يوجد شيء عنده يشغله إلا الشهوات يحاول أن يعب منها على قدر ما يستطيع لأن الوقت معه محدود والدنيا تفنى، أو شخص كل ما يشغله المال، أن يزيد حجم أمواله واستثماراته، فقط لا يشغله شيء آخر، فهؤلاء لا هذا ولا هذا سيسمعني لأني ليس في دائرة اهتماماته، والناس الذين في الدائرة القريبة هم الاثنين الأول.
فنحن الآن إزاء الدين ما مشكلتنا؟ إما مثلما قلنا قبل ذلك أن في قدر من الاستخفاف، ما معنى الاستخفاف أي أن الدين كويّس ولكننا لا نرى أنه شيء من العظمة أو من العمق أو من الجلال بالقدر الكافي، أي هو كلمتين جيّدين، أو حالة نحن نسمّيها حالة روحانية وانتهى، هو هذا وانتهى
أو شخص يراه أكثر من هذا قليلاً لكنه لا يأخذ الوسائل أو يبذل الجهد الكافي لكي يستوعب أو لكي يفهم الدين، فنحن نقصد بالمستحضر المركب الكميائي الغاية في الدقة وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا الوسطية هذه هي صورة الاتزان والاعتدال، فأنت لديك خط هكذا، ويوجد نقطة هذه النقطة تمثّل نقطة الاتزان يوجد قبلها نقط وبعدها نقط، أو لو على منحنى تكون هذه نقطة الاتزان، لمجموعة من الأشياء ويوجد قبلها نقط وبعدها نقط، فكل نقطة فوق أو تحت يمين أو شمال هي في النهاية نقطة بها خلل في المركب، ونقطة الاتزان عبارة عن مجموعة أشياء معاً، مجموعة عقائد أو أفكار أو رؤى تتمازج بشكل ما دقيق جداً لكي تعطي صورة، وهذه هي صورة الإنسان المؤمن، هذا المركب ماذا يحدث به، من المفترض أني أتفاعل معه مثلما يتفاعل الجسم مع أي مركب كميائي لكي يثمر دواءً وشفاءً، فهذا المركب لابد أن يكون دقيق جداً، فلكي يكون دقيق جداً، وهو بالفعل دقيق جداً فلكي أصل إليه فأنا محتاج أن أبذل مجهود كبير وبعد ذلك أتفاعل معه، أتناول هذا الدواء لكي يكون شفاء، نحن قلنا أن ربنا سبحانه وتعالى أنزل القرآن شفاءً، فأنا الآن مثلما قلنا قبل ذلك كثيراً أني علمت أن القرآن دواء، فهل بمجرد أن عرفت هل هذا يشفيني؟ يعني لو ذهبت إلى الدكتور وأعطى لي روشته وأنا أعلم أن هذه الروشتة إن شاء الله ربنا سيجعلها سبب في الشفاء، لكني لم أأخذ الدواء، لن يحدث شيء، لن يحدث شيء، أنا أخذت الروشتة ووضعتها في جيبي، وبعد ذلك اشتريت الدواء ووضعته في الثلاجة.
طيب سأأخذ الدواء ولكني لن أأخذه بالجرعات الموصوفة وبدقة، ماذا سيحدث؟ الدنيا هتبوظ، فمن المفترض أن هذا الشريط يؤخذ كل كذا ساعة قرص، وجرعة محددة، فلو أحبيت أن أستعجل الشفاء وقلت أأخذ بالاسباب لكي يشفيني ربنا بسرعة سأأخذ الشريط كله مرة واحدة، لا أحد عاقل يفعل ذلك، أو أن أزيد المسافات أي بدل أن يؤخذ كل ست ساعات سأأخذ قرص كل يومين، لن يحدث شيء، لن يحدث شيء، أليس هذا دواء، فهذا الدواء لابد أن نتعامل معه كما نتعامل مع أي دواء، هذه هي الفكرة، نحن فاصلين جداً ما بين الحياة المادية وقوانينها، وما بين الدين وقوانينه، كأن هذا شيء آخر، يوجد حالة من الانفصال والتبايين لابد أن تعالج، هي نفس الفكرة، أنا هنا أهتم بهذا جداً، لماذا؟ لأني أريد أن يشفيني الله، لأنني حاسس، حاسس بالألم، أو حاسس بالخوف من تمادي المرض أو استمراره، فأنا أريد أن أقطع هذا فلابد أن ألتزم بالدواء بدقة وأذهب إلى الاستشارة في ميعادها، لأنني خائف خائف وأعاني فأريد أن أشفى، فهي نفس الفكرة،، القلوب تعتريها أمراض وأضرار أشد من أضرار آلام البدن ولكنها غير محسوسة، أو هي في الحقيقة محسوسة ولكننا نتغافل عنها، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا أي ضيق صدر، أي شعور بالضيق أي شعور بتعسير الأمور، كل هذا منصب على علاقة الإنسان مع الله، ولكننا لا نترجم هذا فنتعامل بأي شكل أو نبحث عن حلول بديلة، فربنا قال هذا، هو أنزل دواء لابد أن نتعامل معه باعتبار أنه دواء ونتناوله باعتبار أنه دواء، ومثلما نقدّر الطبيب في عالم الأبدان، لابد أن نقدّر الطبيب سبحانه وتعالى، لابد أن نعظّمه، احترام الدواء واحترام الجرعات والتزام المواعيد علامة على تقدير الذي وصف هذه الوصفة وعلامة على الاهتمام بالذات، فأنا خائف على نفسي وأريد أن أكون أفضل، فالقضية هكذا، أننا نريد أن نصل لهذا، فهما شيئان، أول شيء ربنا يهديني لحقيقة هذا المركب ما هو بالضبط لكي أستقيم ولا أكون لدي حالة من حالات الاضطراب وبعد ذلك حينما يوفقني ربنا وأصل إليه ألتزمه ” قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، أو قال: أحداً بعدك قال؛ قل آمنت بالله ثم استقم ” هما كلمتين، هما كلمتين ” قل آمنت بالله ثم استقم ” بس
فنحن كنا عند أول نقطة، نقطة التأسيس لهذا المركب، البناء لهذا المستحضر، أول شيء العبد والرب، أين نحن من ربنا سبحانه وتعالى أين نحن من الله؟ وقلنا أول شيء أين نحن من معرفة الله، لأننا قلنا أن من رحمة ربنا سبحانه وتعالى أن ربنا جعل آثار الإيمان آثار تلقائية، ما معنى آثار تلقائية، أي أن الآن أنا آمنت بحقائق معيّنة هذه الحقيقة هي بمفردها تعمل، فهذا من رحمة ربنا، فأنا لا أدخل بالداخل لكي أفعّل، فأنا شعرت، شعرت بأحاسيس معيّنة، اعتقدت اعتقدت حقائق إيمانية معيّنة، هي، هي تفعّل نفسها بداخلي، فأنا فقط أريد أن أدخلها إلى الداخل، لكي تنضح بآثارها إلى الخارج، هذا الكلام نحن قلناه كثيراً، هذا القانون النبوي العظيم ” ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ” فنحن كنّا نتكلم عن العلاقات الكونية، العلاقات ما بين الإنسان المؤمن وما بين الكون من حوله وأصل هذه العلاقة هي الاشتراك في الإيمان، الاشتراك في التسبيح، الاشتراك في السجود، الاشتراك في عبادة الله رب العالمين هذا هو الأصل، وذكرنا له مظاهر، ذكرنا له مجموعة من المظاهر، ونحن مازلنا نستتم أو من المفترض على أن ننهي الكلام عن هذه المظاهر.
سيدنا ابن مسعود يقول ” كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلّ الماء ” الماء التي معهم لكي يشربوا أو يتوضّأوا قليلة، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم على الماء، فقال ” ائتوني بإناء فيه ماء ” هاتولي أي شيء كوب أو قدح فيه ماء، فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخذ الماء ثم وضع فيها أصابعه ثم قال ” حي على الطهور المبارك والبركة من الله، يقول ابن مسعود: فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابعه وكنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ” وهم يأكلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعوا الأكل، الأكل نفسه يسبّح، قلنا قبل ذلك أن كل ما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مظاهر الحقائق، هي مظاهر الحقائق أي أن هذه الأشياء موجودة ولكنّ عظمة النبوة أنها أظهرت لنا أشياء إدراكنا وحواسّنا وسمعنا وبصرنا لم يكن سيدركها، فهو أراهم هذا، نحن ذكرنا من خطبتين أن النبي صلى الله عليه وسلم يوماً أخذ حصيات من الأرض فوضعهنّ في يده فسبّحن، ثم أرجعهم إلى الأرض فسكتوا، ثم أخذهم مرة أخرى فوضعهم، هو الذي وضعهم بيده في يد سيدنا أبو بكر، فسبّحوا ثم أخذهم ووضعهم على الأرض فسكتوا، ثم أخذهم مرة أخرى ووضعهم في يد سيدنا عمر، ثم أخذهم ووضعهم على الأرض فسكتوا ثم أخذهم مرة أخرى فوضعهم في يد سيدنا عثمان فسبّحوا ثم أخذهم ووضعهم على الأرض فسكتوا.
ونحن شرحنا هذا من خطبتين وقلنا عمق ما فيه من معاني، وقلنا أن أعظم ما فيه أن هذا مشهد ليس فيه كلام، سيدنا أبوذر يحكي شيء، لم يقل فيه أحد شيئاً، الناس جالسة وساكتة، ورأت هذه الأشياء تحدث، واحد وبعد ذلك اثنان وبعد ذلك ثلاثة وبعد ذلك أربعة، وقلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يشير إلى معنى كبير، معنى التسبيح والتقديس والتعظيم لله رب العالمين واستقراره أو وجوده في هذه الأمة، يظهر في يديه صلى الله عليه وسلم ثم يظهر في يد خليفته هو الذي أخذ الحصى ووضعه في يده، ثم في يد الثاني ثم في يد الثالث وبعد ذلك،، كأن هذه مراحل بقاء وظهور التسبيح في الأمة، وبعد ذلك يقل، وبعد ذلك يقل، وبعد ذلك يخفت هذا الصوت.
يقول سيدنا جابر رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، ” وكنا في وادٍ أفيح ” منطقة واسعة جداً، والنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يقضي حاجته، فمشي، فهو يريد شيئاً يستره عن أعين الناس فلا يجد شيء، فالمنطقة مكشوفة، ويوجد شجرة في آخر هذا الوادي، وشجرة في الناحية المقابلة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مشي إلى هذه الشجرة فأخذ بغصن من أغصانها ثم قال انقادي عليّ بإذن الله، أي امشي معي، فيقول جابر رضي الله عنه أنه أخذ إداوة – قربة صغيرة – ومشي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم سيحتاج أن يتوضّأ فهو سار وراءه وخرج من جمع المسافرين وفضل يسير وراءه لكي يجهّز له الماء عندما يحتاج إليها، فهو يرى، والنبي صلى الله عليه وسلم كان بعيد عن الركب، يقول ” فانقادت عليه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده ” المخشوش: هو الذي خرموا أنفه ووضعوا فيه الحبل – بحيث أن أي طفل صغير إذا سحبه ينقاد معه، بحيث أنه لا يستطيع أن يمانع، فهو يريد أن يقول أنها كانت كأسلس ما يكون من الانقياد، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم وأوقفها، ثم ذهب إلى الثانية وقال ” انقادي عليّ بإذن الله حتى إذا كان في المنصف بينهما ” أي أتى بهذه إلى هنا وهذه إلى هنا في المنتصف بالضبط، في المنتصف بالضبط، العدل التام في أدق صوره، لن يسيّر هذه لهذه، لا هو أتى بهذه إلى المنتصف بالضبط وسار بهذه نفس المسافة بالضبط، لا يسيّر هذه أكثر من هذه، لا لا لا.
صورة من صور الدقة في العدل لا ترام، بل لا تتصور، وبعد ذلك لأم ما بينهما قال ” التئما عليّ بإذن الله ” أي التصقوا ببعض، فسيدنا جابر حينما رأى هذا جرى بعيداً، لأنه إذا رآني قريب منه سيبعد ثانية، فكل ما فعله سيفسد، فهو وقف بعيداً، ثم قال أنا جلست أكلّم نفسي هكذا، فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم مقبل علي، ووجدت الشجرتين افترقا وكل واحدة رجعت مكانها، ثم وهو مقبل عليّ وقف فجأة ثم نظر يمينةً ثم نظر يسرةً ثم جاءني فسأله هل رأيتني، قال له نعم، فقال له اذهب إلى هذه الشجرة خذ منها غصن، واذهب إلى هذه الشجرة خذ منها غصن، ومكان ما نظرت على اليمين ضع هذا الغصن، ومكان ما أنا نظرت على اليسار ضع هذا الغصن، فهو سمع الكلام فأخذ غصن وغصن ووضعهما، ولكن الموضوع شغله فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له عذراً لماذا أنا فعلت هذا؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ” مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفّه عنهما ما دام الغصنان رطبين، فهذه الوقفة التي وقفها هو سمع صوت فهو نظر يمين فوجد قبر وعلى الشمال قبر ولذلك قال له ضع واحد هنا وضع واحد هنا لعل ربنا سبحانه وتعالى يخفف عنهم ما بقي هذان الغصنان رطبين.
يحكي سيدنا جابر رضي الله عنه، يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع – جذع نخلة صغير – النبي صلى الله عليه وسلم يستند عليه وهو يخطب الجمعة فجاءت امرأة فقالت: يا رسول الله إن لي غلاماً نجّاراً ألا أصنع لك منبراً تجلس عليه، قال ” إن شئت ” فهو ليس الموضوع في رأسه يعني، هو يريد أن ينصح الناس ولا يوجد شيء من هذه الأشياء تشغله، أنتم تريدون أن تصنعوا منبر اصنعوا منبر لا تريدون خلاص.
فأتت بهذا الغلام فأتى بخشب من طرف الوادي وصنّعه فصنع منبر درجتين، فالنبي صلى الله عليه وسلم أتى في الجمعة فجلس على المنبر فبين هو يخطب يقول جابر رضي الله عنه ” إذ صاحت النخلة حتى كادت أن تنشق ” هو يخطب عادي دلوقتي،، فما معنى ” صاحت النخلة حتى كادت أن تنشق ” هو هنا يتكلم عن صورة تماماً مثلما يكون لديك طفل صغير أمه تركته وذهبت تفعل أي شيء، فيبكي والبكاء يزيد ويعلو إلى مثلما نقول أنه ” هينفلق من العياط ” ” فصاحت النخلة حتى كادت أن تنشق ” فالنبي صلى الله عليه وسلم نزل من على المنبر وأتى إلى النخلة فضمّها إليه ” حضنها ” يقول جابر ” فمازالت تئن أنين الصبي الذي يسكّت حتى استقرّت ” – العيّل اللي بيعيّط عياط جامد وأنت شايله بيفضل يشنّف كدا وأنت تفضل تطبطب عليه – حتى يسكن وينام هكذا بالضبط، الذي يصفه سيدنا جابر هكذا تماماً، فما هذا؟
يقول صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس، ابن عباس يحكي نفس الموضوع، لأنه حدث، تخيّل أنت الصحابة جالسين في الجامع وهم كلهم رأوا هذا، أنس يحكي وابن عباس يحكي وجابر بن عبدالله يحكي وغيرهم من الصحابة، أنت تخيّل الحدث، أنت من الناس الذين كانوا جالسين في المسجد وعادي النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم وبعد ذلك أنت تجد أن النخلة تبكي وتصيح لأنه تركها وبعد، هي كل أسبوع هو يكون واقف بجوارها ويذكّر الناس وهي تأنس بالذكر وتأنس بوجوده، فهو ذهب بعيد، فهي اشتاقت لوجوده مع أنه في المسجد لم يذهب إلى مكان بعيد، هو لم يسافر خرج من المدينة إلى أنقرة، هو جالس كما هو في المسجد، هو في المسجد ولكنه بعد عنها قليلاً، وجلس على خشبة أخرى، هو جلس على خشبة أخرى.
فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول، يعلّق يقول ماذا؟ يقول ” بكت على ما كانت تسمع من الذكر ” ويقول في حديث ابن عباس ” لو لم أحتضنه ” هذا الجزع ” لبقي يحنّ إلى يوم القيامة ” أي هو إن لم ينزل، فأي طفل صغير في النهاية سينام من كثرة البكاء، سيكف، هو سيكف وينام،، لا لا لا،، قال ” لولم أحتضنه لبقي يحن إلى يوم القيامة ” فهذا المستوى من العلاقة العاطفية هل نحن نتخيّله من جزع شجرة ميّت؟؟ نحن نتكلم عن ماذا؟ عن علاقة عاطفية قوية وعلاقة حب ما بين نخلة، نخلة!! وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، محبة للشخص وحنين للكلمات، هو يذكّر ويعظ ويقرأ قرآن، وهي تأنس به وبكلامه فعندما يبعد هي تشعر بهذا، يوجد أشياء أنت لا تستطيع أن تعلّق عليها، فعلاً لا تستطيع أن تعلّق عليها، فماذا ستقول؟
يقول أبوهريرة رضي الله عنه ” لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون فيختبأ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر – وهذا محل الشاهد – فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ” يقول ” إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ” هنا النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن ماذا؟ يتكلم عن صورة من صور التحالف والتعاون والتناصر بين الحوائط، فهذا الحجر ليس الحجر الصغير، هم يختبئوا وراء حائط، حائط وشجرة، التفاعل والتناصر ما بين الحائظ وما بين الشجرة وما بين المؤمنين، ولكن هؤلاء ليسوا نحن، هؤلاء ليسوا نحن، هي تنادي أناس موصوفين ووصفتهم بوصفين مسلمين وعباد الله، لا تنادي أي شخص هكذا،، أما نحن، نحن في عالم آخر، فالصراع ما بين دولة إسرائيل وما بين العرب، هو اسمه الصراع العربي الإسرائيلي هذا لا علاقة له بما نحكيه تماماً، هذا موضوع أخر تماماً، هذا هذا ليس له علاقة بربنا، الصراع العربي الإسرائيلي ليس له علاقة بربنا،، لكن هنا هنا صراع ما بين أهل إيمان، أهل إيمان قضيّتهم الإيمان قضيتهم الإيمان وما بين أهل إفساد للإيمان قضيتهم الملك، هذا الموقف من المفترض متى؟ هذا الموقف بعد سيدنا عيسى عليه السلام ينزله الله تبارك وتعالى من السماء ليقتل الدجال الذي يقول ” أنا الله ” فهذا الدجال الذي يقول ” أنا الله ” هذا ما علاقته باليهود؟ هو في النهاية رجل من نسل بني إسرائيل وهو في النهاية معه أسباب القوة المادية ربنا سبحانه وتعالى جعل في يديه كثير من أسباب القوة، فاليهود يبحثوا عن الملك ويبحثوا عن أسباب القوة المادية، ولذلك هم عندهم استعداد أن يتغاضوا عن الحقائق في سبيل الملك، في سبيل الملك، قال صلى الله عليه وسلم ” يتّبعه سبعون ألفاً من يهود أصبهان ” يأتي يطرق أبواب مكّة والمدينة لا يستطيع أن يدخلها فينتقل إلى بيت المقدس، باعتبار أنها كلها أرض مقدّسة، فأنا لم أنجح هنا فأصنع أي مظهر في هذا المكان، فيدركه المسيح عليه السلام،، فهذا الدجال أين كان؟ هذا الدجال كان مربوط في الأرض والمسيح عليه السلام؟ كان مرفوعاً إلى السماء، فيطلبق هذا المربوط في الأرض وينزل إليه هذا الذي عرج إلى السماء، فإذا قتله؛ سلّط الله المؤمنين الذين كانوا مع عيسى على من كانوا مع الدجال من يهود.
ولذلك في رواية في رواية في حديث جابر في مسند أحمد ” حتى إن الشجرة أو الحجر يقولون يا روح الله هذا يهودي فاقتله ” هم يكلموا المسيح عليه السلام ويكلموا من معه من المؤمنين.
إذاً هنا النبي صلى الله عليه وسلم عم يتكلم؟ يتكلم عن أن هذه الأحجار وهذه الأشجار تشارك المؤمنين بأمرٍ من الله تبارك وتعالى وبعد ذلك استثنى الغرقد، قال ” فإنه من شجر اليهود ” فما معنى شجر اليهود، لأن الشجر كله شجر، فما معنى شجر اليهود،، الشجر كله شجر، والغرقد هذا كان موجود في المدينة، أصلاً البقيع، أرض البقيع اسمها بقيع الغرقد لأن كان بها كثير من شجر الغرقد، ما معنى شجر اليهود؟
فهذا الشجر له من صفاته وخصائصه ما يوافق به يهود، فهو معهم، هو معهم، فهنا الاستجابة لأمر الله من الشجر والحجر، هذا بالتوجيه الإلهي، فهذا لن يستمع إلى الأمر، لماذا؟ إذاً هذا الشجر من طبيعته، طبيعته ما يتوافق مع هذه الطبيعة، فهل الشجر من الممكن أن ينقسم إلى أنواع ويكون له طبائع؟
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين …
يحكي سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول ” إن قوماً من الأنصار كان لهم جمل يسنون عليه الماء فاستصعب عليهم ومنعهم ظهره ” أناس لديهم جمل يستقوا الماء الذي يسقوا به الزرع على ظهر هذا الجمل، ” استصعب عليهم ” أي استوحش ” ومنعهم ظهره ” أي أصبح نافر فلا يستطيعوا أن يتعاملوا معه، فماذا يفعلوا؟ فأتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إن لنا جملاً نسني عليه الماء وإنه قد استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش النخل والزرع ” لا نعرف ماذا نفعل، وليس لنا جمل غيره، ” فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم حتى دخل إلى الحائط ثم أقبل عليه، فقالوا يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب ” مثل الكلب المسعور، ” وإنا لنخشى عليك من صولته ” نحن نخاف أن تقترب منه فيهيج عليك، ” وإنا لنخشى عليك من صولته ” قال ” لا بأس عليّ منه “
فيحكي سيدنا أنس أن الجمل لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً نحوه خرّ ساجداً بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذلّ ما كان، أطوع ما كان قط، هم لم يروه قبل ذلك طيّع بهذه الصورة، حتى أدخله في العمل، فقالوا: يا رسول الله، هذه الدواب التي لا تعقل تسجد لك فنحن أحق أن نسجد لك، قال: ” لا يصلح لبشرٍ أن يسجد لبشر ” الجمل أول ما رآه، فهو أول ما رآه لماذا فعل ذلك؟ فالجمل يعرف من الذي يأتي عليه هذا، وما قدره ومكانته عند الله وبالتالي كيف يفترض عليه أن يتعامل معه، هم يقولوا أن هذا مثل الكلب الكلب ومن الممكن أن يصول عليك، هو يعمل معنا هكذا، فلو اقتربت منه من الممكن أن يدهسك، فقال لا تقلقوا، فالجمل عندما رآه قادم ماذا فعل؟ فهم قالوا فنحن أولى بهذا.
آخر شيء يحكي عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً من حيطان الأنصار – بستان من البساتين – ” وفيه جمل في ناحية ” واقف على جنب ” فلما رآه أسرع إليه وحنّ وذرفت عيناه، وجرجر ” جرجر: أي صنع صوتاً؛ تكلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعل؟ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمح سراته وذفراه، طبطب على رأسه ومسح جوانب رقبته، مثلما يفعل من يمتلكوا الخيل حينما تريد أن تهديها أو تشكرها على شيء فعلته، يمسح على رأسه ويمسح على رقبته من الجانبين.
” فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح سراته وذفراه حتى سكن، ثم قال لمن هذا الجمل، فأقبل قتى من الأنصار، قال: لي يا رسول الله، قال: أما تتقي الله في هذه الدابة التي ملككها الله، إنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه “
خلونا نتخيّل الموقف، هذا الجمل متبهدل، يوجد شخص يعمل عليه مبهدله، مثل أي عامل، فالجمل حينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم داخل ماذا فعل، هذا المفزع، فالنبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة للجمل، النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة للجمل، هو المفزع والملاز والملجأ، هو أول ما رآه جرى نحوه واشتكى إليه وقعد يعيط، الجمل يعيط، فأول شيء هو يعرف من هذا، ويعرف صفات هذا الشخص، هذا هو الذي سيشعر به، هذا هو الذي سينصفه، فجرى عليه، فالنبي صلى الله عليه وسلم هدّأه، وبعدما هدّأه،، لم يهدّئه وفقط، لم يهدّئه وفقط، هو التفت مباشرة، الجمل هذا بتاع من؟ قال له: بتاعي، قال له: مش تتقي ربنا، ربنا سبحانه وتعالىسبحانه وتعالى ملكك إياه، جعله مسخّر ومذلل لك وجعله أمانة في يدك، ” إنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه ” ، تدئبه: أي يشدد عليه في الشغل، يثقل عليه جداً، وفي نفس الوقت لا يعطيه حقه، فأنت شغله وأطعمه، وفي نفس الوقت شغّله بالمقدار الذي يكون فيه قدر من الرحمة، الجمل، الجمل، جمل حيوان بهيم أدرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو محل المفزع والملاذ.
صفية رضي الله عنها بنت عبد المطلب وهي ترثي ابن أخيها صلى الله عليه وسلم بعدما قبض وانتقل إلى الرفيق الأعلى ماذا تقول، قالت:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برّا ولم تك جافيا
وكنت رحيما هاديا ومعلما ليبك عليك اليوم من كان باكيا
ليس الجمل فقط
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برّا ولم تـك جافـيا
وكنت رحيما هاديا ومعلما ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمرك لا أبكي النبي لفقده ولكن لما أخشى من الهرج آتيا
فتن، فتن وبلايا تتابع
لعمرك لا أبكي النبي لفقده ولكن لما أخشى من الهرج آتيا
كأن على قلبي لذكر محمدٍ وما خفت من بعد الرسول المكاويا
فداً لرسول الله أمي وخالتي وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صدقت وبلّغت الرسالة صادقا …..
صدقت وبلّغت الرسالة صادقا ومت صليب العود أبلج صافيا
صدقت وبلّغت الرسالة صادقا ومت صليب العود أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقى نبيّنا سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحيةً وأدخلت جنات من العدن راضيا
عليك من الله السلام تحيةً وأدخلت جنات من العدن راضيا
عليك من الله السلام تحيةً – صلى الله عليه وسلم – وأدخلت جنات من العدن راضيا
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين