Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

النعم بين قبض و بسط

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، وأشهد أن محمد عبده ورسوله خاتم الأنبياء وصفوة المرسلين؛ صلى الله عليه وعلى وصحبه الطيبين الطاهرين ثم أما بعد:

النعم بين قبض وبسط.

النعم بين قبض وبسط.

وإنما مرادنا الحديث عن نعمة رمضان. هل رمضان هو مجرد الإطار الزمني الذي يعود الى العباد في كل عام فيقضون فيه ركنا نم أركان دينهم؟ لو هذا هو المقصود برمضان، فهذا لا يحتمل قبضا وبسطا، فهو موجود. وإنما نتحدث عن رمضان من حيث هو نعمة ومن حيث هو منة، من حيث هو رحمات وبركات تتنزل من عند الله تبارك وتعالى فتصيب عباده المؤمنين، فرمضان بهذا التعريف فيحتمل قبضا وبسطا، أي اننا من الممكن أن نكون في رمضان الأول وليس لنا نصيب في رمضان الآخر. يجب أن نفرق بشكل واضح بين رمضان الإطار ورمضان النعمة. فالنعم تحتمل قبضا وبسطا.

قال صلى الله عليه وسلم: ” يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج، قيل وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل ” ” يتقارب الزمان ويقبض العلم ” فإذا قبض العلم تظهر الفتن ويلقى في النفوس الشح والشح يحمل على الصراع المورث للقتل، يتقارب الزمان، يقبض العلم، تظهر الفتن، يلقى الشح ويكثر الهرج.

وقال صلى الله عليه وسلم: ” إن من أشراط السعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ” يظهر وليس يفعل أي أصبح ظاهرة اجتماعية سائدة ومنتشرة. فوصف العلم بالقبض ووصفه بالرفع. وقال صلى الله عليه وسلم: ” إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد وإنما يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ” . إذا العلم يرفع والعلم يقبض، كيف قبضه؟ أن يقبض الله إليه قبض العلم فيرتفع العلم ليس من قلوبهم ولا من صدورهم وإنما بارتفاعهم من بين الخلق بانتقالهم الى الله.

قال صلى الله عليه وسلم: ” هذا أوان – وقت – يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء ” يختلس أي يرفع ولا يشعر الناس برفعه ولا يدركون ذلك، ” هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء، فقال زياد بن لبيد – رضي الله عنه – : يا رسول الله كيف يختلس العلم ونحن نقرأ القرآن؟! فولله لقرأنه ولنقرأنه نساءنا و أبناءنا، قال: ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هؤلاء اليهود والنصارى بين أيديهم التوراة والإنجيل فما أغنت عنهم “.

إذا بقاء الكتاب وحروف الكتاب وكلمات الكتاب ليس كافيا لبقاء العلم، وإنما التفقه بالكتاب والتدبر في الكتاب والتفكر في الكتاب والانتفاع والاستفادة والاستنباط والاستخراج والعمل والخشية من جراء الكتاب، أما أن يبقى الكتاب حروفا تقرأ، قال فما أغنت عنهم، فقال جبير بن نفير وقد سمع هذه الكلمات من أبي الدرداء فوقعت في قلبه موقعا، فلقي عبادة بن الصامت رضي الله عنه فقال: ” ألا تسمع ما يقوله أخوك أبو الدرداء؟، فحدثته بالذي سمعته منه فقال صدق أبي الدرداء، أنا أيضا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن شئت حدثتك بأول علم يرفع، الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا ” . إذا نحن نصلي ولكن حقيقة الصلاة وروح الصلاة غائبة، فالصورة موجودة والحقيقة غائبة فارتفع الخشوع لارتفاع العلم وبقيت الصور وبقيت الصلاة ولكن صلاة بلا روح، صلاة لا خشوع فيها.

فهو صلى الله عليه وسلم يخبر عن أن العلم يرفع فإذا رفع العلم فشا الجهل وترتب على الجهل كل مترتباته من الفساد، إنما يراد العلم لما يورثه من الخشية والإيمان والتعظيم، قال تعالى إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن رفع العلم قال أيضًا؛ قال ” ويفشو القلم ” تكثر الكتابة وتكثر الكتب وتكثر المطابع، يقول أن العلم، العلم يرفع وفي نفس الآن تفشو الكتابة، فهذه الكتابة عبارة عن ماذا؟ إذًا الكتابة هي الجهل في صورة العلم، إذا كان العلم يرفع والكتابة تفشو، والقلم يفشو فهو الجهل في لباس العلم.

وتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع الإيمان، قال حذيفة رضي الله عنه: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة – إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ – أن الأمانة نزلت في جذر قلوب العباد، جعل الله الإيمان مستقرًا في عمق وفي أصل القلب، ثم علموا من القرآن فازدادوا إيمانًا، ثم علموا من السنة فازدادوا إيمانًا، ثم حدّثنا عن رفع الأمانة فقال: ” ينام الرجل النومة فتنزع الأمانة من قلبه فيبقى أثرها مثل الوكت ” يضعف الإيمان ويغفل عنه العبد، ولا يعمل بمقتضاه ولا يقيمه في قلبه، ولا يروي شجرته التي نزلت في أصل جذر القلب فحينئذٍ يخبو إيمانه ويضعف، ويسلب الإيمان شيئًا فشيئًا، فيبقى أثره مثل الوكت،، الوحمة أو الحسنة على الجلد، ” ثم ينام النومة ” يستمر في غفلته وفي بعده وفي نأيه ” فتقبض الأمانة فيبقى أثرها في قلبه مثل المجل كجمر درجته على رجلك فانتفض ” أحدث فقعة فيها ماء، ” فتراه منتبرًا ” بارزًا، ” ولكن ليس فيه شيء ” فالأول ” الوكت ” هذا شيء موجود فعلًا ولكن أصبحت قليلة جدًا، وبعد قليل أصبح مظهر بدون حقيقة، ” تراه منتبرًا ” أنت ترى أن هناك شيء، يوجد فقعة، وهذه الفقعة من المفترض أن بها شيء، ولكن في الحقيقة لا، بل هي وهم وخديعة، صورة فإذا قربت منها ومسستها لم تجد شيئًا، ربما وجدت قيحًا أو صديدًا.

أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

حالة من حالات الورم – نسأل الله السلامة والعافية – فتبدو لمن لا يدرك أن هذا من الصحة والعافية ووفرة اللحم وكثرة الشحم، ولكنه في الحقيقة أن هذا مرض، الداء حينما يبدو في صورة العافية، المرض حينما يبدو في صورة الصحة، فيكون خادعًا للعبد ولمن يتعامل معه، يقول ” فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدًا يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلانًا رجلًا أمينًا ” في المكان الفلاني يوجد رجل حسن مازال محترمًا،، ” ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وليس في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ” فهو يتكلم صلى الله عليه وسلم عن علمٍ يقبض ويرفع وعن إيمانٍ يقبض ويرفع.

قال الله عز وجل إِذْ قَالَ اللهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا يرفعه ربه من بين ظهراني قومٍ لا يقدرون نعمة الله عليهم به ولا بما أرسل به، إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ هنا رفع النبوة نفسها إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وبعد ذلك؟ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ممن هم عليه من دنسٍ وقذر يؤذيه ويؤلمه، فهم ما موقفهم منه؟ قال تعالى فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ الكفر هذا أمر ظاهر، لا يعبر عنه بالإحساس، أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ إذًا هم يظهرون موافقة ويبطنون جحودًا وكفرًا، يظهرون مواءمة ويبطنون إنكارًا ورفضًا، ما بين مقرّب ومبعّد، هم يجاملوه ولكنهم لا يؤمنون، هم يطأطئون رأسهم للآيات ويبدون انبهارهم بها، لكنهم لا يتبعون كلمات الله، فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ هو يريد أن يسير إلى ربه، هل ينوي أحد أن يسير معي؟، حينئذٍ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ قال وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، إذًا سيرفعه، وبعد ذلك أين سيذهب؟ الآن حين رفعه إليه طوى سبحانه وتعالى دهورًا ودهورًا، وأحقابًا وأحقابًا، فتمر آلاف السنين ثم يعود سبحانه فيبعثه ويرسله إلى من يستحقون أن يصحبوه فينزل ثانية إلى قومٍ مطهّرين، يخالفون هؤلاء الذين قد طهّر منهم، فهو رفعٌ لنبيٍ من بين ظهراني قومٍ لا يستحقون هذه النعمة فتقبض منهم، ثم يبسطها الله تبارك وتعالى بعد أزمنة متطاولة، يبسطها لقومٍ يستحقون أن يرافقوه وأن يصاحبوه، وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

قال صلى الله عليه وسلم ” يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى لا صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ” يدرس: يبلى ويبهت، تضيع معالمه، تضيع معالم الإيمان كما يدرس ويبلى وشي الثوب: أصباغه وألوانه الزاهية تخبو مع الوقت ” حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ” وحينئذٍ قال صلى الله عليه وسلم ” وليسرى على كتاب الله في ليلة حتى لا يبقى في الأرض منه آية، يرفع الله كلماته من بين ظهراني الناس لأنهم يعرضون عنها ولا يقومون لها بحق حتى لا تبقى في الأرض منه آية، ثم آخر ذلك أن يبقض الله عباده المؤمنين إليه.

يقول صلى الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحًا من قبل اليمن فيكفت الله بها نفس كل عبدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر ” يبعث الله ريحًا فتقبض إليه أرواح البقية الباقية من المؤمنين، يقول صلى الله عليه وسلم ” ولا ينكرها الناس ” لقلة المؤمنين، فلا يوجد ظاهرة، فهو أمر عادي، أي أن معدلات الوفيات معدلات عادية، فالناس لا يشعرون أن هناك أمر يحدث، لا يوجد ظاهرة بموت أناس كثيرون فشعرت أنه يوجد شيء غريب، ” يقال مات شيخٌ في بني فلان، وماتت عجوزٌ في بني فلان ” ثم قال ” وليسرى على كتاب الله فيرفع إلى السماء فلا تبقى في الأرض منه آية ” وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: ” يبعث الله ريحًا كريح المسك، مسها مس الريح فلا تبقي عبدًا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته، فيبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة “

فعلمٌ يرفع ويقبض، إيمانٌ يرفع ويقبض، نبوة وصلاحٌ يرفع ويقبض، ثم أرواح المؤمنين وكلمات الله تبارك وتعالى.

وثم قبضٌ آخر، قال صلى الله عليه وسلم ” إذا زنى العبد خرج الإيمان منه حتى يكون فوق رأسه مثل الظلة ” سحابة على رأسه، ” فإذا رجع عاد إليه الإيمان ” قال صلى الله عليه وسلم ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ” لأن الإيمان إذا كان في محله يحجزه ويمنعه، فإذا زنى العبد خرج الإيمان منه لأنه لا يجامع هذه الفواحش، لكن من رحمة الله لا يذهب عنه بعيدًا، ينتظر أن يراجع إيمانه، فإذا تاب إلى الله تبارك وتعالى عاد الإيمان الذي كان يظله عاد ليستقر في قلبه في محله، فمن رحمة الله أنه لا يذهب بعيدًا، فوق رأسه، والظلة تحمي وتقي، رغم المعصية، ورغم مجاهرة ربنا سبحانه وتعالى بها إلا أن ربنا من رحمته لا يذهب عنه إيمانه بل يجعل له بقية من أثر إيمانه وخيره وبركته، ما زال يحميه، يظله من الحرارة ومن الهجير، فإذا عاود عاد إليه إيمانه بسط عليه الذي كان قد قبض منه.

والآن إنما نتحدث عن رمضان، عن النعمة التي تحتمل قبضًا وتحتمل بسطًا، كيف، كيف يحفظ العبد نعمة الرحمة ونعمة البركة، إذا أعرض الناس عنها، أو لم يستشعروا قيمتها، أو لم يلهجوا لله بالدعاء لحصولها وحصول بركتها، ربما قبضت عنه، فيبقى الشهر صورة لا حقيقة، قال صلى الله عليه وسلم: ” ليس السنة ألا تمطروا ” السنة: هو القحط والجدب ” يقول صلى الله عليه وسلم ” ليس السنة ألا تمطروا، وإنما السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئًا ” لا تستجيب، المطر، مادة الحياة موجودة وليس محجوبًا، لم يقل ” تمطروا ” فقط، ” وإنما السنة أن تمطروا وتمطروا ” المطر يتتابع ويتوالى، لكن هذه التربة لا تقبله ولا تتأثر به، غير متجاوبة معه، هذا هو حقيقة الجدب وحقيقة القحط، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيذنا من جدب القلوب، أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ۝ اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا، قال الله تبارك وتعالى سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ثم قال سَلَامٌ فالتنزل الجالب للسلام يتنزل على أي أرض؟ يتنزل على أي بيئة، يتنزل على أي مجتمع، أم يتنزل على المجتمع المستحق للسلام؟ المستحق لتنزّل الملائكة، قطعًا الآية لا تتكلم مثلًا عن ” موناكو ” أو ” لاس فيجاس ” أكيد ” موناكو ” و ” لاس فيجاس ” ليست داخلة في سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ولا في قوله تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ أكيد لا.

فهي تختص محلًا دون محلًا ومكانًا دون مكانًا، وقومًا دون قومًا، ومجتمعًا دون مجتمعًا، من الذي يستحق أن ينزل عليه السلام، من الذي يستحق أن تتنزل عليه الملائكة، من الذي يستحق أن ينزل الله عليه الرحمة، من الذي يستحق أن يعته الله من النار، من الذي يستحق أن يمنّ الله عليه ببركته، وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ

فرمضاننا رمضان مقبوض أم رمضان مبسوط؟ ماذا ترونه أنتم؟ رمضان الذي نعيشه هذا هل هذا رمضان القبض أم رمضان البسط؟ ولو هو رمضان القبض هل سنتركه يكمل رمضان القبض؟ ألن نستجلب أسباب البسط، ألن نفعل شيئًا نستدعي بها رحمة ربنا؟ سنظل نكمل كما نكمل؟ وماذا بعد، وماذا بعد؟ من سنة إلى سنة نحن أبعد مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ كيف تستمطر الرحمة؟ لابد من الضراعة، أول شيء: الاحساس بأن هناك شيء هكذا، ويوجد نعمة وهذه النعمة لن نخاطر بها أو نغامر، وبقي معنا وقت، والأيام الأكثر بركة لم تأت بعد، ولكننا لابد في القلب شيء يتغيّر، وفي السجود شيء يحدث، فيغيّر ربنا سبحانه وتعالى فيبسط ما حاله وما حقه القبض.

فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ هم ماذا فعلوا؟ قال لهم نبيّهم: إن العذاب مصبّحهم بعد ثلاث، وغادر، فلما رأوا من أماراته ماذا فعلوا؟ بحثوا عن النبي لكي يلجأوا إليه، فلم يجدوه، فماذا يفعلون؟ وُجد النبي أو لم يوجد فباب ربنا سبحانه وتعالى مفتوح، يدركه الإنسان بفطرته، فهم لم يكونوا مؤمنين، فخرجوا يجأرون إلى الله وفرّقوا ما بين كل والدة وولدها من النساء ومن الحيوان، وجعلوا يتضرعون إلى ربهم تبارك وتعالى فكشف عنهم إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا سهلة كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ نحن، نحن في حال القبض، سواء كنّا مدركين له أو غير مدركين، شاعرين به أم ليسوا شاعرين، فهذا لن يغيّر، بل بالعكس هذا أصعب، أصعب أن نكون في محنة ونحن لا نشعر بها، أو نحن في عقوبة ونحن غير مدركينها، فهذا أبعد عن الإدراك، لكن عمومًا نحن في قبض، ومن رحمة الله أنه بأيدي العباد أن يحولوا قبضهم إلى بسط، إن هم حرصوا وشاءوا وأرادوا وتضرعوا.

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا

اللهم تب علينا لكي نتوب، اللهم تب علينا لكي نتوب

اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم