إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
يقول الله – تبارك وتعالى – قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ أي القرآن عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله إذاً الشيء الذي كرّمه ربنا – سبحانه وتعالى – وشرّفه وأجلّه من الإنسان واصطفاه واجتباه لكي يستحق أن يكون مخاطب من الله هو القلب لا غير، فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ قال تعالى نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ
إذاً القلب الذي اصطفاه ربنا – سبحانه وتعالى – بحقائق الإيمان أو أنه يستحقّ أن يعلو إلى درجة أنه يستحقّ أن ربنا – سبحانه وتعالى – في عليائه أن يخاطبه هو قلب النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأصل ثم قلوب المؤمنين بالتبع فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ مخاطب معيّن، ونحن لنا من قدر الخطاب على مقدار ما لنا من قدر تشبّه بالمخاطب – صلى الله عليه وسلم – ، فكلما كان العبد قلبه على قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قريباً من قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، يجول في قلبه ما كان يجول في قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، يتعلّق قلبه بما كان يتعلّق به قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فله من الخطاب أتمّ حظٍ ونصيب، وإذا كان بعيداً؟ يكون على قدر البعد على قدر ما الإنسان ينأى بنفسه عن استقبال هذه الحقائق، لذلك نحن بدأنا أولاً أن نتكلّم عن القلب ما هو؟، فإذا كان ربنا – سبحانه وتعالى – لا يخاطب منّا إلا القلب، ونحن لا نفهمه أو لا نعرف ما هو، فكيف سنستقبل؟ ولذلك نحن احتجنا أولاً أن نعرف هذه المضغة التي اصطفاها ربنا لكي يكلّمها هي عبارة عن ماذا؟ ما طبيعتها أولاً؟ وبعد معرفة طبيعتها، كيف ستستقبل الخطاب الإلهي، كيف ستستقبل كلمات ربنا – سبحانه وتعالى -؟
فأولاً هي عبارة عن ماذا؟ فقلنا أن طبيعتها التقلّب والتفأد، ووظيفتها التعقّل والتدبّر والتفكّر، ولكن لكي نتكلم عن الوظيفة، محتاجين أن نعرف ما هي الأشياء التي خاطبنا بها ربنا – سبحانه وتعالى – لكي نتعقّل ونتدبّر ونتفكّر فيها وبالتالي تحصل الثمرة.
نحن قلنا في ثلاثة أشياء، يوجد القلب الذي يخاطبه ربنا – سبحانه وتعالى – ، ويوجد حقائق إيمانية ربنا – سبحانه وتعالى – أراد أن يتفأّد بها القلب، فإذا تفأّد القلب بهذه الحقائق،، نضحت على هذا القلب وعلى هذا العبد عموماً ممارسات الإيمان، آثار هذه الحقائق الإيمانية، ولذلك إذا كانت الآثار غير معروفة أو الآثار مفقودة فالقلب لم يتفاعل مع الحقائق وإن كانت الحقائق نظريّاً موجودة، هذا هو ما نعاني منه، حقائق الإيمان نظريّاً من الممكن أن تكون معلومات موجودة، القلب استقبل وتفاعل وتأثّر وتحرك أم لا؟، على مقدار هذا، على مقدار ما يظهر آثار هذا في استقامة أحوال العبد وبالتالي في رضا ربنا – سبحانه وتعالى – عن الإنسان.
ربنا – سبحانه وتعالى – بماذا خاطب هذا القلب؟ ونحن هنا سندخل في دائرة صعبة قليلاً، لماذا صعبة؟ هي ليست صعبة في نفسها، ولكن لكي يستوعب الإنسان أو يدرك هذا الخطاب الإلهي العظيم، أو يدرك مفرداته، أو يحاول يترجمه، فالموضوع ليس سهلاً، لأن في النهاية الإنسان قاصر العلم والفهم والدراية والإدراك، ولكن كما قلنا قبل ذلك مراراً ليس هناك بدّ من المحاولة، فأول شيء ربنا – سبحانه وتعالى – أراد أن تستقرّ في هذا القلب الذي يخاطبه ربه – تبارك وتعالى – هي حقيقة الخالقية، هذا أول أمر، أول خطاب ربنا – سبحانه وتعالى – خاطب به هذا القلب المصطفى المختار – صلى الله عليه وسلم – في الغار قال اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ هذه هي أول آية ربنا – سبحانه وتعالى – أراد أن يخاطب بها الإنسان اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ مطلقة، ثم خصص خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فقط.
والنبي – صلى الله عليه وسلم – ظلّ فترة لا يجول في قلبه إلا هذه الآيات الخمس، ما بين هذه الآيات وبين نزول الخطاب التالي في أوائل سورة المدثّر مساحة من الزمن، هذا كان الخطاب الأول الذي فاجأه – صلى الله عليه وسلم – وربنا – سبحانه وتعالى – هيأه له، وجعل في ممارسة سيدنا جبريل ما يدلّ على عظمة ما يأتي من خطاب، ونحن كلنا نعرف كيفية وقوع هذا الاتّصال، والنبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يقول ” فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد ” ضمه ضمّة شديدة – يهزه بقوة – ثم تركه وقال له: اقرأ، وضمّه مرة أخرى ثم تركه وقال له اقرأ، وضمّه مرة أخرى ثم تركه وقال له اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
إذاً هو هزّه هزات قويّة جدّاً لأنه سيلقي إليه كلمات عظيمة جدّاً لها ما بعدها، هذه ليست كلمات بسيطة، هذه هي الكلمات التي أنزلها ربنا لكي تكون نوراً للناس،، للناس، للإنس وللجنّ كافة من حين تنزّل هذه الكلمات في الغار، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهي ليست سهلة.
قال تعالى فيما أنزله بعد قليل قال إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا الكلام ككلام لا يكون ثقيل، الكلمات ليس لها وزن، ولذلك نحن أسهل شيء علينا هو الكلام، والإنسان مثلما قلنا قبل ذلك لا يكل ولا يمل من كثرة الكلام، أي جهد بدني الإنسان يتعب، أو ذهني يتعب، لكن يتكلم ويتكلم ويتكلم.
لكنّ ربنا سمّى هذه الكلمات ثقيلة، أين يأتي الثقل، هذا المضمون، عظمة هذا الخطاب وما يحتويه من معاني ومن أوامر ليست أمر سهل ولا بسيط، فأول شيء أمره به أن يقرأ القرآن، كيف يقرأه؟ يقرأه ببسم الله.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ هل معناها أنني قبل القراءة أقل ” بسم الله ” هل هذا هو المراد المقصود أم هناك أمر آخر؟ ” بسم الله ” كنا تكلّمنا عليها قبل ذلك في أوائل الفاتحة، وقلنا أن كلمة ” بسم الله ” هذه حالة ليست كلمة، ما معنى حالة؟ عندما أقل ” بسم الله ” فأنا أستمدّ المدد من الله – تبارك وتعالى – ، أستمدّ منه العون، أستمدّ منه القوة، أستمدّ منه التسديد، أستمدّ منه البركة، فأنا حينما أقرأ القرآن بسم الله، فأنا أستمدّ من الله هداية القرآن هو الذي سيعطيها لي، ليس أنا الذي سأعطيها لنفسي، أنا لن أجلب شيء، اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
وقلنا أن كلمة ” بسم الله ” ما معناها؟ كلمة ” بسم الله ” أصلها ” بالله ” أنا أستمدّ من من؟ أستمدّ من الله، أطلب من من؟ أطلب من الله – سبحانه وتعالى – أعلّق رجائي بربنا – سبحانه وتعالى – ، فلماذا ” بسم الله “؟ لماذا لا نقول ” بالله ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ أي استعن بالله وأنت تحضر في قلبك عظمة واتّساع وجلال أسمائه – تبارك وتعالى – ، فأنا أطلب من الله مستمدّاً من عظمة الله ومن علم الله، ومن حكمة الله، ومن رحمة الله – سبحانه وتعالى – ومن برّه، ومن إحسانه ومن فضله ومن جلاله ومن كرمه.
فعلى مقدار ما تتّسع أمامي أسماء ربنا – سبحانه وتعالى – على مقدار ما أشعر بعظمة من أخاطب وبالتالي يغمرني بعطائه، وكلما كانت رؤيتي محدودة كلما كان استمدادي محدود.
أنا أسحب إلى أي مقدار، أستنزل وأستمطر الرحمة على أي مقدار، على مقدار إدراكي من أخاطب وعظمته، فالإنسان حينما القرآن ” بسم الله ” حينئذٍ تنفتح له أبواب النور وأبواب الهداية، وحينئذٍ يحظى بالشفاء ويحظى بالرحمة، وتقع في قلبه الموعظة قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ الله مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا الحياة، القرآن هو الحياة، مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ أول تعريف الَّذِي خَلَقَ كل شيء، الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ومن عموم هذا الخلق اختصّ – سبحانه وتعالى – وكرّم هذا المخلوق، ف ” خلق ” الأولى هذه غير الأخرى، ” خلق ” الأولى تشمل كل شيء، و” خلق ” الثانية خاص بعد عام، لأن الإنسان هو المخاطب وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ أصل الخلق اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ مدد ربنا لا ينتهي، العلم من الله لأن كل شيء من الله الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فأول حقيقة ربنا يخاطب بها الإنسان حقيقة الخالقية.
الخالقية ما معناها؟ معناها: إيجاد الإنسان من العدم، قال الله – تبارك وتعالى – هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ليس إنساناً بعينه،، جنس الإنسان هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا قبل خلق آدم عليه السلام آماد وآماد، ربنا – سبحانه وتعالى – هو الأول، هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ وقت من الزمن، لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا لم يكن شيئاً نهائياً، إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا
فأول شيء من المفترض أن يدركها الإنسان أنه لم يكن موجوداً، وفكرة العدمية فكرة لا يستطيع الإنسان أن يدركها بشكل واضح، الإنسان عموماً بكل الطاقات التي آتاه الله إياها وبكل الأشياء التي سخّرها له الله، مهمته فيها مهمّة تحويلية، أي يوجد أشياء هو يعيد تشكيلها أو يعيد صياغتها، فهذا آخر ما يدركه الإنسان، – ليس آخر ما يقدر، آخر ما يدرك –
أما الخلق من العدم – الشيء الذي هو لا شيء فيصبح شيء، فهذا هو حقيقة الخلق – هذا الخلق إلى أي مدى هو نعمة على الإنسان.
ذرونا نتخيّل أننا لم نكن موجودين، يعني الإنسان حينما يتصوّر أنه يغادر هذه الحياة، مع أنه في الحقيقة لن يموت، هو سينتقل من مكان لمكان، تتكدّر عليه معيشته، يعني تذكّر الإنسان للموت يكدّر على الإنسان عيشه، أن تسلب منه هذه الحياة وهي ناقصة قاصرة، مليئة بالآلام والضغوط والأعباء والمشاق يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ و” في ” هذه تدلّ على الانغماس أي أنه منغمس في المشقّة، وقلنا أن هذه، هذه بذاتها رحمة من رحمات الله، – وقلنا هذا قريباً – لأن الإنسان لن يعلّق قلبه بالآخرة والجنة لو ركن ركون كامل إلى الدنيا، يعني لو أنت كل مطالبك أو أمانيك أو ما تريده تحققه، أو أنك شاعر بالسعادة والاستقرار التام، فلماذا ستسعى لنيل الجنة، ولذلك مدخل الشيطان للإنسان كان هو الخلد في الدنيا التي كانت الجنة التي بها آدم عليه السلام، قال قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى حرص الإنسان على الحياة، فأعظم نعم ربنا – سبحانه وتعالى – على الإنسان أنه أوجده، لكي يمدّه ولكي ينعّمه.
ما أثر هذا الإيجاد على الإنسان؟ يعني الإنسان حينما يدرك أن ربنا – سبحانه وتعالى – هو الذي خلقه، ما هو الذي من المفترض أن يترتب على هذا؟ أو ما من المفترض أن ينبني على هذا؟
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين
إذاً ربنا – سبحانه وتعالى – خاطب الإنسان بأن ربنا – سبحانه وتعالى – هو الذي خلقه، ومن رحمة الله – مثلما قلنا قبل هذا – أن ربنا – سبحانه وتعالى – جعل هذه الحقيقة – ليس فقط حقيقة الخلق – حقيقة البحث عن الله.
يعني تخيّل الإنسان إذا كان موجوداً في الحياة بدون أن يدرك من الذي خلقه ولماذا خلقه وبعد انقضاء هذه الحياة أين سيذهب، ماذا سيفعل
فإذا لم يوجد قرآن وبالتالي أنا وأنت ونحن كلنا ليس مدركين من الذي أوجدنا، وما الغاية والحكمة من وجودنا وما وظيفتنا في هذه الحياة، وكيف نعيشها بشكل صحيح، وما الأشياء التي من المفترض أن نحذرها ونتجنّبها ونحن بعدما نخرج من هنا سنذهب إلى أين؟
تخيّل لو أنت لا تعرف هذا كيف ستعيش؟ تخيّل لو لم يوجد القرآن وبالتالي لا يوجد قانون أخلاقي للحياة فكيف سنعيش؟
فإن لم يوجد قرآن فلن يكون هناك أخلاق في الحياة، هذه الأخلاق إنما تستمدّ من الله، والتزامها لا يكون إلا بسبب أنني أخاف من ربنا.
ولذلك سيدنا عمر كان يقول ” ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون ” الأكل، الناس مهتمّة بالأكل، فسيدنا عمر يقول لهم أنه يعرف في الأكل ويعرف في أصنافه ويعرف في الأكل الجيّد، فيقول لهم أنه يعلم جيداً – وهذا في خلافة عمر رضي الله عنه – فهو يقول لهم أنني أعلم جيداً، ولكنني مهتمّ أو أنظر أو أرى أشياء أخرى، ثم عقّب فقال ” ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون ” إن لم يوجد يوم القيامة لم أكن أنا مثلما ترونني.
هو في هذا الوضع وفي هذا السلطان، ما الذي يوقفه أو يحجزه عن أي شيء يريد أن يفعله وهو مطلق اليد، لو هو لا يرى الخالق – سبحانه وتعالى – فوقه، فما الذي يحجز أي شخص عن أي حاجة، ما الذي يمنع أي شخص عنده قدره أن يؤذي شخص أو يظلمه ما الذي يمنعه عن فعل ذلك؟ لا شيء إلا أن ربنا فوقه فقط، لا يوجد شيء آخر، لا يوجد شيء آخر تحجز أو تمنع أو توقف، ولذلك ربنا – سبحانه وتعالى – وصف صفيّه – صلى الله عليه وسلم – في أوائل ما وصف قال وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ وقال – صلى الله عليه وسلم – مبيّناً حقيقة وغاية الرسالة، قال ” إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ” ” فجعل الناس يطيفون به ويتعجّبون منه ويقولون لولا وضعت اللبنة، قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم المرسلين “
النبي – صلى الله عليه وسلم – يتكلم عن بنيان النبوة، بنيان جميل، بقي فيه طوبة في زوية من الزوايا، فالناس تطوف بالبنيان مستشعره عظمة هذا البناء، هذا البناء، بناء النبوة بناء حسّي أم بناء معنوي؟ يعني هو فعلاً كان حيطان وجدران وطوب؟ أم أن هذا بناء الأخلاق؟ وبناء الرقي وبناء التهذيب الذي أقامه لنا ربنا – سبحانه وتعالى – .
فالناس معجبة جدّاً به ولكن بقي هذه الطوبة لو تكمل، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول ” أنا هذا ” ” فأنا اللبنة وأنا خاتم المرسلين ” وقال ” إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ” إذاً فهذا كان بنيان ماذا؟ هذا كان بنيان الأخلاق الصالحة، وجاء – صلى الله عليه وسلم – لكي يضع اللبنة الأخيرة، وبالتالي حينئذٍ، يستتم البناء، ” إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق “
إذاً ربنا – سبحانه وتعالى – هو الذي خلق هذه كلمة ليست سهلة، ما قدرها في القرآن، فأنت الآن تريد أن تعرف عظمة شيء، تريد أن تعرف قيمته، كيف ستعرف؟ إلى أي مدى احتفاء ربنا – سبحانه وتعالى – بهذا المعنى في كتابه؟ إلى أي مدى تقدير ربنا – سبحانه وتعالى – هذه القضية في كلماته، ولذلك بنياننا الفكري ومعرفتنا بالدين محتاج مراجعة كبيرة، لأنها أصلاً في الحقيقة للأسف لم تكن مستمدّة من القرآن، نحن ورثنا الكتاب، لم نستمدّ إيماننا أو معرفتنا حقيقةً من القرآن، فلذلك هي ملتبسة ومضطربة ومشوّشة ولن تصلح إلا إذا أعدنا استمدادها من القرآن، القرآن الذي سيقول لك ما هو الكبير وما هو الصغير، ما المفهوم الصحيح وما المفهوم الخاطئ، ما الأشياء التي رفع ربنا – سبحانه وتعالى – من شأنها وما الأشياء التي لم يرفع منها، ما الأشياء التي أراد ربنا – سبحانه وتعالى – أن نعظّمها، وما الأشياء التي أراد ألا نهتمّ بها؟
فما حجم هذه القضية في القرآن؟ صغيرة، وكيف سنجيب، كيف نجيب نحن؟ حينما نكون في دائرة اتصال ضعيف بالقرآن.
فعندما أحضّر – للخطبة – فعندما تقرأ تكتشف أنك فعلاً لا تعرف شيء، وكأنك لم تقرأ قبل ذلك، فأنت تفاجأ بأشياء، ولذلك هنا المشكلة.
فقضية الخلق في القرآن كبيرة أم صغيرة، من أين سنعرف؟ فإذا كنّا ليسوا أهل صلة من أين سنعرف؟ لن نعرف.
ولذلك نحن تكلمنا من قبل – وسنقف عند هذه النقطة ونستتم إن شاء الله في الخطبة القادمة – تكلمنا عن الحجب والحرمان وقلنا أن هذه مصطلحات في علم المواريث، فما معنى الحجب والحرمان؟
شخص يكون هناك سبب يحرمه من ميراث مورثه، يكون مثلاً مشرك، وهذا الرجل المورث مؤمن، فلا يجوز أن يرث المشرك من المؤمن، أو أن هذا المورث يقتل بيد وارثه، فقتله إياه يحرمه من ميراثه لأن الميراث صلة ورحمة وهو ارتكب أشدّ أنواع العقوق فلا يستحقّ البر، هذا حرمان.
أما الحجب: أن يكون هناك من هو أقرب للمتوفّى يحجز، مثلا: شخص توفّي ووالده موجود وإخوته موجودين، فلن يأخذوا شيئاً، طالما الأب موجود الإخوة لا يورثوا، فهذا اسمه حجب، إذا لم يوجد الوالد كانوا سيرثوا، فالحجب أن يقف شخص في المنتصف بينك وبين الميراث.
وقلنا أن الإيمان هو الميراث الذي ورثناه عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذا الميراث العظيم ما الذي يمنعنا منه؟ شيئان؛ الحجب والحرمان.
فالحرمان أن أنأى بنفسي عن الميراث، وانشغل عنه بغيره، أما الحجب أن أضع أشياء أو أضع أناس بيني وبين الميراث.
ولذلك قلنا إذا كنّا سنعيش دائماً في دائرة المراجع الوسيطة أو سنعيش دائماً في دائرة المرجعيّات – نحن نسمّيها مرجعيّات علمية أوشرعية – بعيداً عن القرآن، فن نستنير عمرنا بهذا النور، فهذا النور المستمدّ من القرآن هو نور الاتصال المباشر، بدونه لا ينفع، فنحن الآن بعيداً عن القرآن إما أننا في دائرة الحجب، وإما نحن في دائرة الحرمان، ولا يمكن للإنسان أن ينتفع بهذا الميراث الإلهي العظيم إلا بأن يتخلّص من هاتين الآفتين.
ربنا – سبحانه وتعالى – تكلّم عن الأولى – الحرمان – فقال فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا أي يتركوا الكتاب ويستغرقوا في ملاذ وشهوات ومشاغل الحياة الدنيا، ويطمئنوا أنفسهم أنهم أكيد سيغفر لهم الله لأنهم أهل الميراث وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى الله إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ إذا كنّا نقرأ الكتاب خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ وفي المقابل وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ فهذا هو الحرمان، لا نشعر بقيمته لأننا ورثناه، لم نتعب فيه فلا يوجد مشكلة.
أما الحجب: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ أمر الدين بَيْنَهُمْ زُبُرًا ما معنى زبرا؟ زبر: أي مراجع، مراجع واتجاهات وفصائل وجماعات يمين، وشمال، وكل جماعة عندهم المرجع بتاعهم، المرجع الشخصي الذي يعملون به، ويحاكموا له القرآن وليس العكس فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا زبراً يعني كتب، وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ الزبور هذا هو كتب الأنبياء كلها التي أنزلها الله على النبيين، فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا – كتب – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
ولذلك ربنا يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ عندما نختلف ماذا يحدث فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا إذاً حينما نختلف من المفترض حينما نرجع للقرآن ماذا يحدث؟، ونرجع لهدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ أي حاجة، ماذا نفعل فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ ماذا يحدث حينما نردّه؟ أن الخلاف يزول، فلا معنى للكلام، فلن يكون معنى للكلام إذا لم يزال الخلاف للرد.
فنحن نظهر بصورة الناس الذين يردّونه إلى الله، ولكننا نظلّ كما نحن نتعارك ونتصارع ونتشاجر، إذاً حقيقة الردّ غير موجودة، هذه صورة فقط، ليس ردّاً حقيقيّاً إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا
إذاً الذي يصدّنا عن الكتاب أمران: أن نكون عياذاً بالله من جملة المحرومين، والمحروم هذا هو الذي يحرم نفسه مثلما قلنا في الميراث، يحرم نفسه بخروجه من الإيمان للشرك، أو بخروجه من البر للقتل، أو الرقّ؛ يسترقّ نفسه للشيطان.
ويمنع الشخص من الميراث واحدة من علل ثلاث
رقٌّ وقتلٌ واختلاف دين فافهم فليس الشك كاليقين
يسترقّ نفسه للشيطان، يقتل نفسه بالمعاصي والشهوات، يخرج عن جادة الحق والصواب، هذا الحرمان
أما الحجب: أن أضع كتاب بدلاً من كتاب الله، لا ينفع، فهل معنى ذلك أننا سنلغي الكتب؟ ليس لها منفعة؟ لا، الكتب ضرورية لنا في البيان والتفسير، أنا الآن محتاج لشخص يوضّح لي معاني الكتاب، محتاج شخص يوضّح لي ما يشكل عليّ، محتاج لشخص يفسّر لي الذي لا أفهمه، محتاج شخص يكون عالم بالعربية يقول لي حقائق العربية فيما لا أفقه من الكلمات، ولكن في النهاية هو يساعدني لكي أصل إلى الغاية،، وسيلة تخدم الغاية، فلا تتحول الوسائل لغايات، لأنه لن تجتمع هذه الأمة إلا على الكتاب الإلهي، ولن ترتضي إلا إياه قال تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا فمن الممكن ” اعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا ” ” اعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا ” لماذا ” جميعاً “؟ إذاً الاعتصام لا يصلح أن يكون اعتصام جماعات، أي كل جماعة معتصمة بالكتاب، هذا لا يصلح، لأن من أصول الاعتصام بالكتاب ” الاجتماع والوحدة والتآلف والتحاب ” بين المؤمنين إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ أصل من أصول الإيمان إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله وهذا ليس سهلاً ” البراءة ” ربنا يأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يضع نفسه في دائرة البراءة ممن يجعلون دينهم شيعاً، يفرّقون الأمّة التي أراد الله – سبحانه وتعالى – لها أن تكون مجتمعة إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ الخالق واحد – سبحانه وتعالى – والقلبة التي نتوجّه إليها واحدة، ورسولنا الذي نأتمّ به واحد، فنحن لماذا هكذا.
إذاً ما أريد أن أقول، لكي أدرك أنا عظمة قضيّة الخلق وأهمّيتها لابد أن أطالع ربنا – سبحانه وتعالى – وجّهني فيها قال لي ماذا؟ ولن أقدر أن أطالع هذا إن ظللت واضع المصحف في دائرة الإهمال، هذه هي الفكرة، لن نستطيع، لن نستطيع، لابد أن ينتقل كتاب الله المعظّم، قال تعالى وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لابد أن ينتقل كتاب الله المعظّم من دائرة الإهمال إلى دائرة الإعمال لأن هذا هو حقّه، هذا هو أقلّ حقّه علينا، ونحن غداً إن شاء الله في دائرة المسائلة فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وقلنا لماذا ” هذا “؟ – قلناها قبل ذلك – لم يقل ” إن قومي اتخذوا القرآن مهجورا ” فالقرآن بحد ذاته معرّف ومعروف، القرآن معرّف ومعروف، ” وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا القرآن مهجورا ” لا لا، ” هذا “
” هذا ” إشارة إلى ماذا؟ أنت حينما تأتي لتبيّن عظمة شيء، تريد أن تبيّن جلال قدرها تستخدم الإشارة، تريد أن تستنكر على أحد بأنه أساء لشخص لا ينفع أن يسيء إليه – بتغلط في الراجل الطيّب دا – – دا – هذه لماذا ” دا ” تساوي ” هذا ” – أن دا ينفع حد يغلط في الراجل الطيب دا بصّلوا كدا – إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا القرآن هذا، ف ” هذا ” ما معناها؟ أن هذا أجلّ وأعظم من أن يوضع في دائرة الإهمال، لا يصح هذا وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا فما الذي يمنعهم كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام، أخذ الكرام، أخذ الكرام، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب أحزاننا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم ألبسنا به الحلل، اللهم أسكنا به الظلل، وادفع به عنّا النقم، وادفع به عنّا النقم، واجعلنا به عند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين فشغلته بالدنيا عن الدين، فاصبح من الخاسرين
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم