Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

بيان رقم واحد

أحمد الله تعالى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

إذا علم الله تبارك وتعالى في قلبٍ خيراً يسّر له الخير وأمدّه بأسبابه، وهيّأ له وسائط وأسباب للهداية.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دأب عبر سنين عديدة على أن يأتي الموسم في كل سنة ويطوف على خيام القبائل والوفود التي ترد إلى بيت الله عز وجل يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ويبحث عن مأوى يلتجئ الإيمان إليه وكان يقول ” من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي فإن قريشاً قد منعوني أن أبلّغ رسالة ربي ” حتى لقيه جمع من أهل المدينة فلما أن كلّمهم صلى الله عليه وسلم نظر بعضهم إلى بعض وقالوا ” تعرفوه؟ إنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنّكم إليه ” اختصّ هؤلاء عن بقية العرب بخصيصة، أن كان جيرانهم من اليهود وهم أهل كتاب وعلم بالنبوة فكان قد تمهّد لدى هؤلاء أن هناك نبوة ورسالة وأن نبيّاً قد أطلّ زمانه، واليهود كلما تحدث خصومة أو تحدث مشكلة يتوعدوهم بالنبي، ” هذا زمان نبي قد أطلّ فنتّبعه فنقتّلكم به قتل عادٍ وإرم “

النبي سيأتي، فلما يأتي النبي ماذا سيحدث؟ ما أثر النبوة؟ ما الذي سيترتب عليها؟ أثر النبوة عند اليهود أنهم يقتلون الناس بسيف النبي، هذا هو الموضوع سيأتي النبي فسنتّبعه فلن نترك منكم أحد !!

فهم أصبح لديهم أنه يوجد نبوة، وأن هذه النبوة بماذا تأتي عليهم؟ تأتي عليهم بالشر والوبال والهلاك، فلما أن كلمهم صلى الله عليه وسلم نظر بعضهم إلى بعض ” من الممكن أن يكون هذا هو الذي كانوا يحدثونا عنه ” فإذا كان هذا هو الذي يحدثونا عنه فنسبق إليه نحن فنبطل الأثر الذي سيرتبه اليهود عليه، فوقع الإيمان في قلوبهم، ثم عادوا إليه صلى الله عليه وسلم بعد سنة وقد فشا خبر الإيمان فيهم، انتشر في المدينة خبر النبوة وزاد عدد الناس المقبلين على هذه الرسالة، فعندما رجعوا المرة التي بعدها أرسل صلى الله عليه وسلم داعياً وهادياً اختاره على عينه صلى الله عليه وسلم، فجاء مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة ثم تبعه عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه ليقرئ الناس الذين استجابوا لدعوة الحق يقرئهم كلام الله عز وجل.

فالآن المدينة رأت أول ما رأت مصعب رضي الله عنه، مصعب يمثّل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه – ومنه – نتعرف أكثر على شخص هذا النبي العظيم، وبعد سنة أخرى بدأ يهاجر جماعات من الصحابة، وكلما أقبلوا إلى المدينة ازداد معرفة الناس ودرايتهم وإدراكهم للرسالة وطبيعتها من خلال ماذا؟ من خلال الناس الوافدين الذين يفدون إلى المدينة، من خلالهم تتعرف أكثر على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى الرسالة، وبقيت المدينة في شوق إلى مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالنبي صلى الله عليه وسلم أول ما وطأت قدمه المدينة ما موقف الناس من هذا المجيء،، فعلى مدى أكثر من سنتين يوجد حالة من الترقب لهذه اللحظة فلما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فالطبيعي أن الناس ستهرع لكي ترى هذا الشخص سواء كان هؤلاء الناس أناس مؤمنين به أو غير مؤمنين لأن الذي يأتي للمدينة ما صفته؟ نحن نقول أن الشخص الذي سيأتي هذا رسول رب العالمين، الشخص الذي ستطأ قدمه المدينة الآن رسول رب العالمين سبحانه وتعالى وصلى الله عليه وسلم

سنتخيل إذا كنا موجودين في المدينة أيّاً كان وضعنا وانتمائنا المسلم وغير المسلم، المسلم أو غير المسلم، وسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المدينة ماذا سيحدث؟ يهرع الناس إما لاستقباله إن كانوا مؤمنين وإما لرؤيته والتعرف عليه وتحديد موقف منه الذي سنراه هل سيتوافق مع ما سمعناه أم لا.

فعبد الله بن سلام رضي الله عنه – هذا حبر من أحبار اليهود – ، فالآن المدينة بها أناس أسلمت وهؤلاء ليسوا كثيرين – نسبة – ويوجد أناس باقين على الوثنية والشرك، ويوجد يهود وهؤلاء مجتمع آخر.

فعبد الله بن سلام وهو عالم وحبر من أحبار يهود من المفترض أن يكون بعيد جداً عن هذا الموضوع فهذا لا يشغله.

فهو ماذا يقول؟ يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما وطأت قدمه المدينة ” انجفل الناس إليه ” أسرعوا، هرعوا لرؤيته ” فكنت فيمن انجفل ” هذا العالم – الحبر من أحبار يهود – يجري مع الناس في الشارع لكي ينظر إلى النبي القادم، أو الشخص الذي يُدّعى فيه أن هذا نبي آخر الزمان، فالموضوع ليس شيئاً هيّناً، هذا هو النبي الخاتم المنتظر، فهو يقول أنا جريت مع الناس، ونحن وصلنا إلى عبد الله بن سلام،، إذاً المدينة – المدينة – كلها خرجت لكي ترى النبي صلى الله عليه وسلم وهو داخل المدينة.

ما موقف الناس من هذا؟

صفية بنت حيي رضي الله عنها تحكي تقول أنها كانت إلى أبيها – حيي بن أخطب وهو حبر وعالم وسيد بني النضير أشرف فصيل وأشرف بطن من بطون يهود، فهم طبقات، فأشرف أناس وأرقى أناس وأعلى أناس فهؤلاء أناس من نسل سيدنا هارون هؤلاء بني النضير، وأشرفهم وأعلمهم وسيدهم وحبرهم حيي بن أخطب وأخوه أبو ياسر – فهي تقول أنها كانت أحب أولاد أبيها إليه وإلى عمها أيضاً فكانت إذا أقبلت انشغلوا بها وأهملوا أي أحد آخر، فمثلاً إن كان في حجره طفل يلقي به لكي يحملها أو يستقبلها، فهذا وضعها ومكانتها عندهم، بمجرد ما تقبل عليها.

فتقول أنه ذات مرة خرجوا مبكراً جداً قبل الشروق ثم رجعوا على الغروب، – انتبه مساحة كبيرة جداً بين الشروق والغروب – هي لا تعرف ما الموضوع ولكنها تصف ما رأته.

تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة خرجوا ” مغلسين ” أي في وقت الغلس – وهو أول الصبح – ورجعوا وقت الغروب، كيف حالهم؟ ” كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا ” يجرجرون أقدامهم، شكلهم متعبين ومهدود ومكدود ويجرجرون أقدامهم.

فتقول أني جريت إليهم كما أفعل كل مرة، فكأنهم لم يروها، لم يعبأوا بها، ويبدوا عليهم الغم، فأبو ياسر يسأل أخوه باعتباره أنه الأعلم والأفهم، قال: أهو هو، قال: نعم، والله. قال: أتعرفه وتثبته؟

ماذا يقول ربنا يقول الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا كما يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ إذا كان ابنه في ناس كثيرة سيعرفه أول ما يراه، فهذا ليس أمر صعب، فربنا يقول أن معرفتهم بالنبوة في هذا المستوى – ليس أقل – ليس أقل، وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ فهو يقول له: أتعرفه وتثبته. قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ ماذا تنوي؟ قال: قال عداوته والله ما بقيت.

إذاً عبد الله بن سلام وحيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب كانوا ممن انجفل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكيد لا يوجد أحد آخر بقي في المدينة.

فماذا يقول عبد الله بن سلام؟ يقول: فلما أن رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، هو لم يقل شيئاً، هو لم يقل شيئاً.

فهو يقول أني رأيت وجهه فقط، ” فعرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب ” ماذا يعني هذا؟ أي أن هذا أكيد نبي، فالنبي شيء من اثنين، إما أنه شخص صادق أو شخص كذّاب.

فالنبوة عبارة عن ماذا؟ النبوة: ادّعاء – ادّعاء – شخص أن ربنا سبحانه وتعالى أرسله، لذلك ربنا قال وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ لا يوجد شخص أسوأ من هذا، أن شخص يفتري أو يتقول على الله أنه يتكلم بكلمات الله، ينطق عن الله، يخبر عن الله، فهذا الوجه لا يصلح أن يكون كاذب بدون أن يتكلم، عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يقول:

لو لم تكن فيه آيات مبيّنة كانت بديهته تنبيك بالخبر

بدون تنزيل قرآن وبدون آيات محسوسة أو غيرها، أنت لا تحتاج كل هذا، مجرد رؤيته ” كانت بديهته تنبيك بالخبر ” فالموضوع لا يحتاج.

فهو يقول أنه لما رآه ” عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب ” فما الذي أضمره عبد الله بن سلام عندما رآه، وعرف أن وجهه ليس بوجه كذّاب؟ أضمر الإيمان.

فما الذي أضمره حيي بن أخطب حينما عرفه وتبيّن أنه نبي الحق؟ أضمر العداوة.

ما الفرق بين شخص وشخص؟ هذا حبر وعالم، وهذا حبر وعالم، ينتموا إلى نفس الأصل ولنفس الملة ونفس الفكر ونفس الدين ونفس الثقافة، والمشهد واحد والاستنتاج واحد، ما الذي يتباين به شخص عن شخص.

لماذا أسلم عبد الله بن سلام وصار في الإسلام إماماً؟ ولماذا كفر حيي بن أخطب وأصرّ على الكفر إلى الممات؟ لأن حيي بن أخطب لم تكن قضية الحق هي التي تحركه، فعبد الله بن سلام القضية بالنسبة إليه بسيطة أن هذا إن كان الرسول الذي ارتضاه ربنا سبحانه وتعالى وأمرنا باتباعه سنتّبعه لأنه عم يبحث؟ يبحث عن مرضاة الله، يبحث عن الحق وعن الهداية، أما حيي بن أخطب؟ الزعامة، لا يصلح أن يسلم بالنبوة لنبي ليس من بني إسرائيل، لماذا؟ لأن السيادة التي سوف ينالها لن تصب في مصلحة أو في مكانة أو في نفوذ يهود، قال ربنا أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ القضية هكذا أنهم يريدون النبوة تكون عندهم اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ فعبد الله بن سلام يقول أن هذا الوجه ينبئ عن الصدق، أما الكلام؟.

يقول: وسمعته يقول ” يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ” نحن قلنا أننا سنحاول – سنحاول – أن نجري مع الناس الذين يجرون، فنحن الآن نستقبل شخص سمعنا عنه ونراه لأول مرة، تكون لدينا انطباع أولي بالارتياح والثقة من وجهه فقط، فلما تكلم فنحن سنصغي لكلماته، هذا أول بيان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب به الناس، الناس منتظرة إلام سيوجههم، هو ماذا سيقول، ما الذي قدم به؟ ما الرسالة التي يريد أن يوصلها إلى الناس، هذه أول كلمات قالها، أول كلمات لامست مسامع الناس، هؤلاء الناس أشتات وأوزاع منهم المؤمن به ومنهم من يحتاج لليقين ومنهم المتشكك، ومنهم الرافض، ومنهم المتذبذب، الكلمات ماذا تقول؟

يخاطب المجتمع كله ” يا أيها الناس ” أول شيء ” أفشوا السلام ” الأمر الثاني ” أطعموا الطعام ” الأمر الثالث ” صلوا الأرحام ” الأمر الرابع ” صلوا والناس نيام ” الشيء الذي يعدهم به ” تدخلوا الجنة بسلام ” فأنت حينما تسمع هذا الكلام وتقيّمه وتقف معه جزئية جزئية ماذا سترى، هو إلام يدعو؟

أول شيء يدعو إلى إفشاء السلام، الإفشاء: نشر، بثّ هذه الروح في المجتمع، هذا أول أمر، ” إفشاء السلام ” ، فما معنى السلام؟ ربنا سبحانه وتعالى يقول هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ هذا مبدأيّاً، السلام هذا، السلام اسمٌ لله رب العالمين، فما معنى السلام؟ النقاء، التنزّه، والطهارة عن أدنى ما يتصور من نقص وعيب، فلما أقول أن ربنا سبحانه وتعالى هو السلام فهو سبحانه وتعالى السالم سلامة مطلقة من أدنى ما يتصور من نقص وعيب في أي شيء؛ في عظمة ربنا سبحانه وتعالى وذاته في توجيهات ربنا سبحانه وتعالى وأوامره، في اختيارات ربنا سبحانه وتعالى وأقداه، في قضاء ربنا سبحانه وتعالى وأحكامه، ربنا سبحانه وتعالى هو السلام، ما معنى إفشاء السلام؟ إذاً إفشاء السلام أن الناس في تعاملها مع بعض لا يصدر منهم النقائص والمعائب والأذى والضرر بأي صورة من الصور ولو بأدنى درجة من الدرجات، ولذلك نحن قلنا – من فترة – ، أن سيدنا آدم أول ما نفخ فيه ربنا الروح عطس فقال الحمد لله، هذه أول ما قال، أول كلمة، أول كلمة في تاريخ الإنسان، أول كلمة ” الحمد لله ” ، الكلمة التي بعدها؛ يمرّ على ملأ من الملائكة فيقول ” السلام عليكم ” فيردوا عليه ويقولوا: هذه تحيتك وتحية بنيك من بعدك، أول كلمة الحمد وثاني كلمة السلام، أول كلمة ” الحمد لله ” وثاني كلمة ” السلام عليكم ” هذا معنى السلام.

إذاً ” إفشاء السلام ” ما معناه؟ إزالة كل ضغينة وكل غلّ وكل شر وكل أذى في المجتمع عبر ماذا، عبر إفشاء التسليم، فأنت تمر على أحد تقول له ” السلام عليكم ” هذا تعهد، تعهد مني لمن أسلم عليه أنه لا يأتيه مني إلا السلام، فهي ليست هكذا.

هذا التزام، السلام التزام، فهو يقول لهم أول شيء ” افشوا السلام ” لمجتمع الأصل فيه أنه مجتمع متنازع متصارع متقاتل، مجتمع المدينة كان هكذا، ولذلك هم فرحوا بالنبوة مما فرحوا أن ربنا سبحانه وتعالى يؤلف به بين القلوب المتنافرة، قال تعالى وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ هذه أول جملة ” إفشاء السلام ” وماذا بعد؟

 ” إطعام الطعام ” الإحسان إلى عباد الله، الإحساس بحاجة المحتاج، الحض والحث على البر والانفاق والإحسان، فأول شيء السلام في المجتمع، الأمر الثاني: التكافل، أن الناس يواسي بعضهم بعض.

الأمر الثالث: صلة الأرحام فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ۝ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ فما الذي أتى بهذه بعد هؤلاء؟ فالتولي، التولي عن طاعة الله أثره المباشر الإفساد في الأرض وقطيعة الأرحام وبالتالي هذا يستوجب اللعنة، وبعد ذلك استنكار أننا بعيدون عن القرآن، فالقرآن هو الذي سيلمّ هذا الشعث، وسيصلح الفاسد، والذي سيجبر الكسر، والإعراض عنه لابد أن يرتب هذه النتائج.

 ” وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام ” فهنا النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن ثلاثة أشياء، هذه أشياء اجتماعية، إفشاء السلام، إطعام الطعام، صلة الأرحام “

ثم تكلم عن العلاقة الخاصة ما بين العبد وما بين ربنا سبحانه وتعالى، قال ” وصلوا والناس نيام ” ” وصلوا والناس نيام ” هذه علام تدل؟ تدل على أمرين: وضع الخلوة والانفراد، الإنسان هو وربنا فقط، الأمر الثاني: إيثار التقرب إلى الله على ميل النفس وتطلبات الطبع، الإنسان يكون منشغل إما بأغراضه أو بشهواته أو احتياجات نفسه من النوم والميل إلى الدعة والراحة هذه طبيعة الإنسان، هل أحد سيؤثر قربه من ربنا سبحانه وتعالى على هذا؟ هذا أمر كبير وليس سهلاً.

فمن سيفعل هذا، هو بماذا يعدهم، يعدهم بالجنة، قال ” تدخلوا الجنة بسلام ” فما معنى بسلام؟ أن كل مراحل الخطر التي يمرّ بها الإنسان في الدنيا، في الحياة، أنت في مسيرة حياتك ستمر بمراحل كثيرة هي كلها مخاوف، الدنيا عموماً فيها توقعات وتوجّسات الشر والمشاكل والأذى الكثير، فأن يسلّم ربنا الإنسان هذه نعمة كبيرة، وأن الإنسان بعدما ينتقل لكي يقلب بعد ذلك بين يدي ربه تبارك وتعالى أول ما يخرج من هذه الحياة يوجد قدر كبير جداً من المخاوف التي يحتاج أن يؤمنه ربنا منها، من حين خروج روح الإنسان، ضمة القبر للإنسان، سؤالات الإنسان في القبر، ما يتخوفه من المسائلة وآثارها ومن العذاب في القبر عياذاً بالله، القيامة والبعث والنشور وكل ما فيه من تفاصيل كلها مخيفة، كلها مخيفة، إلى أن يمرّ الإنسان على الصراط، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ربنا من أهل الجنة، كل هذه مخاوف، فربنا لا يقول لهم ادخلوا الجنة فقط، ” تدخلوا الجنة بسلام ” لذلك النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يسلم من الصلاة يستغفر ماذا يقول؟ ” اللهم أنت السلام ومنك السلام ” ” اللهم أنت السلام ومنك السلام ” السلام والسلامة لا تكون إلا من الله، صفة ربنا وربنا الذي يملكها هو الذي يعطيها، ولا أحد غير ربنا يملك السلام أو أن يعطي السلام، نحن ونحن في الصلاة نقول ” السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا ” نطلب من ربنا سبحانه وتعالى أنه سيرزقنا السلام، ليس نحن فقط، ” السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ” نحن نطلب من ربنا أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلم علينا ويسلم على كل عبدٍ صالح في السماء والأرض، ولما ننفتل من الصلاة، ننفتل بالتسليم، أول ما تخرج من الصلاة، فيكون أثر الصلاة السلام.

إذاً هذه الصلاة ما أثرها المباشر، أنت تسلم هكذا وهكذا – يميناً وشمالاً – تعطي السلامة لمن عن يمينك وتعطي السلامة لمن عن يسارك، فالصلاة أثرها المباشر السلام، لأجل ذلك ربنا سبحانه وتعالى جعل النبيين أولى الناس بالسلام، وجعل الجنة دار السلام وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ هذا هو المكان الذي به السلام التام، أو السلام الكامل، تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ قُلِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى هؤلاء ربنا سبحانه وتعالى تكفّل لهم بالسلام والسلامة، رزقهم السلام والسلامة سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

قال عن يحيى عليه السلام وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا وأنطق عيسى عليه السلام بقوله وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

 ” والذي نفسي ببيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ” هكذا مرتبة، أول شيء النبي صلى الله عليه وسلم يقسم وهو لا يحتاج أن يقسم، ولكنه عندما يحب أن ننتبه لعظمة ما سيقوله، يقدّم بين يدي ذلك بالقسم، الجنة من المفترض أنها مطلب ومطمح كل إنسان، النبي صلى الله عليه وسلم علام أوقفها؟ أوقفها على الإيمان، لن يلج أحد الجنة، ربنا سبحانه وتعالى يمنّ عليه بها إلا بالإيمان، ومن الإيمان الإيمان بالجنة نفسها، فالذي لا يؤمن بها كيف سيسعى إليها، الذي لا يؤمن بالنار عياذاً بالله من حرها لماذا سيرهبها، من ليس لديه يقين بلقاء الله لن يهتم بشيء.

هذه الجنة موقوفة على الإيمان والإيمان موقوف على التحاب، فالنبي صلى الله عليه وسلم رتبها هكذا، ” لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ” فأنا لحرصي الشديد على الجنة، سأكون حريص جداً على الإيمان، والإيمان نفسه، النبي صلى الله عليه وسلم جاء درجة أقرب وأوقف الإيمان على التحاب،، لا يوجد، نفى الإيمان، نفى الإيمان عمن ينتفي عن قلبه المحبة لله، لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكتاب الله، لعباد الله المؤمنين، لن تكونوا مؤمنين وأنتم لا تحبون بعضكم، هو يقول هكذا، هذا الحب شيء لا أملكه،، سأقول لك ماذا تفعل، هي هكذا، ” لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ” وماذا بعد، هذا الحب لن أحشره في قلبي حشراً، ” أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ” إذا أردتم، لأنكم تريدون الإيمان لأنكم تريدون الجنة، هي تسير هكذا، فماذا نفعل؟ قال ” أفشوا السلام بينكم ” فهذا السلام، هذا السلام هدفه إلام يوصل؟ يوصل للمحبة، التي إلام ستوصلنا؟ للإيمان؟ الذي هو طريق إلى ماذا؟ إلى الجنة، هكذا تسير.

السلام ” السلام ” سبيل المحبة والمحبة سبيل الإيمان، ولا يصلح طريق آخر، والإيمان هو المفتاح مفتاح الجنة ولا شيء آخر.

إذاً هذا هذا ليس شيئاً سهلاً، وليس بسيطاً،، نرجع إلى أول أمر قلناه.

وقع هذه الكلمات على الناس، نحن قلنا أن هذا أول بيان منه صلى الله عليه وسلم وأول ما تكلّم به، إذا كنت تسمع هذا الكلام وقتها، فنحن مشكلتنا بعد الزمن وتراكم القرون يجعل الإنسان معزولاً عن هذه الحياة، نحن لا نستطيع أن نقتدي به إذا لم نستطع أن نقترب منه، طالما أنت تشاهد الأحداث من الخارج لن تتأثر بها أبداً، الأحداث تحدث لابد أن أدخل بداخل الحدث لكي أستطيع أن أتأثّر به، طالما أنا أشاهدها مشاهد من الخارج ستمر أمامي كأي مشهد سنيمائي أنا أشاهده، وتمر، ستمر، لا تستطيع أن تنتفع من السيرة أو من قصص القرآن إلا إذا حاولت أن تعيش مع هذا الكلام أو تتخيله أو تدخل نفسك بداخله، إذا كنت هنا وأستمع لهذا الكلام ماذا يحدث؟ ما الذي يقع في قلبي حينما أسمع هذه الكلمات عن الشخص وعن رسالته وغايته وهدفه وآثارها؟ وهل سأحب ذلك أم لا؟ فعندما أسمع هذه الكلمات هل سأحبّ هذا الشخص وأحب ما يقوله أم لا أحبه؟ حينما أنظر إلى أثره، أنا أعيش في مجتمع معيّن هذا المجتمع كله مشاكل، ثم أرسل إليّ ربنا سبحانه وتعالى شخص يستمد المدد والوحي من الله، هذا الشخص بماذا يأتي؟ ما أثر ما يقوله علينا؟ هذه الكلمات إذا عشناها في حياتنا كيف تكون شكل حياتنا؟ مقارنة بما نعيشه.

فلابد ن يوجد ترجمة للإيمان يوجد تعريف لأننا مسلمين هذا أمر لابد له من تعريف، هذا التعريف شيء موجود في الواقع نحن نعيشه، بأي مقدار لي من الإسلام؟ بمقدار ما أحققه منه، مثلما يكون للإنسان من الصلاة مقدار ما عقل منها، فهي كذلك أنا لي من الدين بمقدار ما عشت، بمقدار ما حققته، بمقدار مجاهداتي لتحقيق الإيمان، بمقدار امتثالي لأوامر ربنا سبحانه وتعالى، أنا أعيش الدين حقيقةً بأي نسبة؟ هذا هو الذي يحدد أنا موجود أو غير موجود، وإذا كنت موجود فبأي نسبة؟

لأن مجرد الانتساب الاسمي لن يفعل شيئاً، في النهاية المسائلات عند ربنا سبحانه وتعالى على ماذا؟ على الممارسات، على ما دوّن في الصحائف، على ما اطّلع عليه ربنا سبحانه وتعالى من سرائر الإنسان وبواطن النفوس ليست أي شيء آخر، فهذه الكلمات – هذه الكلمات – إذا دخلت في حيّز الإعمال ماذا تفعل؟ ما شكل الحياة قبل ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات في المدينة؟ وما شكل الحياة بعد ما قال هذه الكلمات؟ هذه الكلمات هي التي بنت هذ االمجتمع، هذا المجتمع لم يتغيّر في يوم وليلة، هذه نفوس ناس، وعداوات كانت مستقرة، وصفات وطبائع، ولذلك نحن قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما وصل المدينة أزال ” يثرب ” قلنا أن هذه ليست بسيطة، هذه كلمة كبيرة جداً، أزال ” يثرب ” ووضع المدينة، أزال ” يثرب ” الثرب والتثريب، ووضع المدينة، أول ما وصل، أنزل ” اليافطة ” وليس ليكتب اسمه، لم يرد أن يكتب اسمه، أزال ” يثرب ” لأن يثرب هذه – الثرب: الفساد – و ” التثريب: التلاوم والتشاحن ” هو يريد أن يزيل الفساد ويريد أن يزيل الشحناء، فأزال ” اليافطة ” ومنع الناس أن تقول يثرب، لا أحد يقول يثرب، لماذا؟ لأنه لا يريد أن يستعيد التاريخ قبل أن تكون المدينة، ولذلك الناس التي لم تقبل المدينة، – قلنا ذلك قريباً – الناس التي لم تقبل المدينة كانت حريصة على يثرب، وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ هذا في الأحزاب، خمس سنوات مرّت على بناء المدينة يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لم يقولوا المدينة، هم يريدوها يثرب لا يريدوها المدينة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً أن تكون المدينة، هو لا يريد الثرب ولا يريد التثريب، فالاسم له ارتباط كبير بالحياة، وله ارتباط بالمسمى، الرؤية لها علاقة بالسلوك، الفكر هو الذي يبني الواقع، ” اليافطة ” لها علاقة بالحياة.

لأجل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حثّنا على حسن اختيار الأسماء للأولاد والبنات، ليست أي شيء أجده في المعجم، يوجد هدف معيّن أريد أن أصل إليه، إما أن أريده أن يتشبه بنموذج، ولكنه التشبه الحقيقي ليست الأجواء التي نصنعها هذه ” أن نسميه كذا، وندلعه كذا، فينتج كذا…. “

أو أنه تطلق عليه اسم يدل على خلق وعلى معنى، النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ” لماذا لكي يتربى على هذا على العبودية لله فيستقيم وتستقيم حياته وتستقيم آخرته، فهي ليست هكذا، ” الياطفة ” لها علاقة بالحياة، النبي صلى الله عليه وسلم كان واضح بالنسبة إليه ماذا يريد أن يفعل بالضبط.

أول ما ذهب إلى المدينة يوجد رسالة يريد أن يوصلها، هو يعرف ماذا يريد أن يقول، يعرف هو ماذا سيفعل هنا، وقادم على اسم هو يريد أن يغيره، ويعرف ماذا سيضع مكانه، لأنه كان من الممكن أن يزيل الاسم ويضع أي شيء، مثلما نضع نحن أي اسم، لا ” المدينة ” ” المدينة ” هنا تقام المدنية الحقة، هو يعرف ماذا يريد أن يفعل، هو يعرف ماذا يريد أن يفعل، هو سيبني هنا دين وحضارة، هو يعرف ماذا سيفعل، يعرف بالضبط، فرسالته واضحة رسالته واضحة في كل شيء حتى في الاسم الذي يختاره، وفي الاسم الذي يزيله، ولا يزيله ” غلاسة ” ليس لأنني قدمت المدينة فلابد أن أصنع تغيير لأني قدمت، لا لا، لأن هذا الاسم لابد أن يتغير، ولذلك هو عندما فتح مكة لم يغيّر اسمها، هي مكة لم يغير اسمها.

لماذا غيّر ” يثرب ” لأنها لابد أن تتغير لكي يتغير ما بداخلها، ولكي يتغير المجتمع، هذه هي الرسالة، فنحن نريد أن نبقى متذكرين للرسالة، نحن نتكلم عن السلام لا يوجد جنة بدون سلام، ونتكلم عن استقبال الرسالة، لابد أن نستقبلها مثلما استقبلها أهل المدينة أول ما سمعوها، هذه هي الفكرة، هم استقبلوها استقبال معيّن، أما نحن فطال علينا الأمد، لم نبقى نشعر بقيمة هذا، لابد أن نبدأ أن ننتبه وأن نفيق لابد أن نستيقظ، إلى متى سنظل نسير هكذا.

الخلاصة: نحن نحتاج إلى السلام، نحن نحتاج إلى السلام، الذي يريد الجنة، ” افشوا السلام، أطعموا الطعام، صلوا الأرحام، صلوا والناس نيام ” ” لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا – حتى تحابوا – أولا أدلكم – إذا أردتم هذا – على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم “

اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا الجنة دار السلام

اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا الجنة دار السلام

اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم