بسم الله والحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا. رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتاق للقاء جبريل عليه السلام ويتمنى أن يمكث عنده ولا يفارقه، فأنزل الله تبارك وتعالى وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً أي لو كان الأمر إلى لما فراقتك ولكني عبد منقاد لأمر الله تعالى لا أتحرك إلا بإذنه سبحانه وتعالى.
يقول أسامة بن زيد رضي الله عنه وعن أبيه، دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه الكآبة فَسَأَلْتُهُ مَا لَهُ؟ فَقَالَ: ” لَمْ يَأْتِنِي جِبْرِيلُ مُنْذُ ثَلَاثٍ ” , يقول أسامة: فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ بَيْنَ بُيُوتِهِ صلى الله عليه وسلم, فَأَمَرَ بِهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقُتِلَ, – لما حال بينه وبين لقاء الأحبة أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل – فَبَدَا لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام, فَبَهَشَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ, – أي نظر إليه وأسرع – فَقَالَ: ” لَمْ تَأْتِنِي ! ” , فَقَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ, وَلَا تَصَاوِيرُ.
يقول أنس رضي الله عنه: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجودَ الناسِ بالخيرِ. وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ. فإذا لقِيه جبريلُ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجودَ بالخيرِ من الريح المُرسلةِ.
قال صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريلُ، فقال: يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ، وأحبِبْ ما شئتَ، فإنك مُفارِقُه، واعملْ ما شئتَ فإنك مَجزِيٌّ به، واعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُه بالَّليلِ، وعِزَّه استغناؤه عن الناسِ.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم