Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

ترهيفٌ وتهديف

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيدا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيدا، ثم أما بعد:

ذكرنا قبل أن الله تبارك وتعالى ذكر صفة الملك الصالح، صفة الملك الصالح حينما تكلم عن ذي القرنين، ذكر طبيعته ورسالته ومهمته، وكيف كانت علاقته بأمم الأرض الذين لقيهم أو خالطهم، وكيف أنه كان مقيماً للإيمان والعدل مناوئاً للشرك والظلم وكيف أنه كان سنداً لهذه الشعوب الضعيفة التي لا تستطيع أن تحمي نفسها، وأنه كما قلنا قبل وذكرنا هذا أكثر من مرة لم يشأ أن يبني هذا الردم لكي يعين أو يحمي هؤلاء المستضعفين وإنما أراد لهم أن يغيّروا طبيعتهم وأن يقوموا بأمرهم وإنما هو يوجّههم ويرشدهم ويدعمهم، قال قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ۝ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا هو تعدى مرحلة أنن يفعل الخير أو يحمي إلى درجة أنه يريد أن يغيّر الطبيعة، يريد أن يحوّل هذه البنية لبنية أناس يستطيعوا أن ينافحوا عن أنفسهم، هذا هو المنتهى الذي يصل إليه العبد الصالح، أما النبيين فلهم شأن آخر، أثر النبوة، النبوة تنقل الإنسان نقلة أخرى، قيمة النبوة في حياة البشر، نعمة ربنا سبحانه وتعالى على الناس بأن أرسل إليهم النبيين، هل نستطيع أن نحصي نعمة ربنا سبحانه وتعالى بإرسال الرسل، إننا لا نطيق ذلك، ولكن نحتاج أن نتفكّر في النعم لكي ندرك عظمة منن ربنا سبحانه وتعالى التي امتنّ علينا بها، قال تعالى وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الله لَا تُحْصُوهَا الرسل يفتحوا آثار جديدة لرؤية الحياة، ربنا سبحانه وتعالى تكلم في القرآن عن سليمان عليه السلام، نحن ذكرنا كلام ربنا سبحانه وتعالى عن داود وقول ربنا تبارك وتعالى يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَإن ربنا سبحانه وتعالى يفتح لنا آفاق جديدة لرؤية أشياء لم نكن لنا أن ندركها لو لم يوضع هؤلاء النبيون العظام في طريقنا ولولا إخبار ربنا سبحانه وتعالى عن هذه الغيوب التي لم نكن نعلم عنها شيئاً.

ربنا سبحانه وتعالى يكلمنا عن حالة من حالات التسبيح والتعظيم والإخبات لربنا سبحانه وتعالى ينشئها هذا النبي الصالح فيشاركه فيها الجبال والصخور الصماء وتشاركه فيها الطير.

فلولا النبوة ولولا هذا البيان والبلاغ القرآني العظيم هل كان من الممكن أن ندرك هذه الأبعاد للإيمان والتسبيح التي تغمر الكون، من أين نأتي بها.

وبعد ذلك نقلة أخرى؛ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ مثلما أن للبشر لها لغات كذلك هذه الكائنات لها لغات تتخاطب بها ونحن ذكرنا هذا في قول الله تبارك وتعالى إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ

وربنا سبحانه وتعالى ينقل لنا حدث؛ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ۝ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ۝ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ربنا سبحانه وتعالى يتكلم عن مملكة عظيمة، هذه المملكة العظيمة تشتمل على أركان عظيمة لهذا الملك العظيم، فهو يتفقد جيشه فانتبه إلى أن الهدهد لا يقف في محله الذي ينبغي أن يقف فيه وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ في كل هذا الجيش العظيم انتبه سليمان عليه السلام أن الهدهد – هذا الطائر الصغير الضعيف – مفقود، ليس في مكانه الذي ينبغي أن يكون موجوداً فيه، وبعد ذلك، قال مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أين هو؟ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ فـمَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أي أين هو، لأنه في غير مكانه، من الممكن أن يكون في غير مكانه أو ذهب ليحضر سندوتش….، لكن أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ أي هو غير موجود، غير موجود، وبناءً عليه ما الإجراء الذي سيتخذه، قال لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ إلا أن يأتي بحجة وعذر مقبول يعتذر به، فمكث الهدهد غير بعيد، لم يتأخر كثيراً، فأتى، وعندما أتى طلب منه أن يمثل بين يدي سليمان عليه السلام، فالهدهد الضعيف يكلّم النبي والملك العظيم فيقول أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ

إذاً أي إنسان، أي إنسان مهما بلغ مداه من العلم والدراية والمعرفة لا يمكن أن يحيط بكل شيءٍ علماً، إنما هو الله، إنما هو الله وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا

قال أَحَطْتُ والإحاطة ليس مجرد الإدراك، الإحاطة أن تمسك ملف معيّن فتلمّ بهذا الملف من جميع جوانبه، هذه الإحاطة،، الإحاطة هي أن تلم بالموضوع من كافة الجوانب لا تترك منه شيئاً، هو لم يقل أنا عرفت، أو علمت، هو لم يأت ليقل معلومة، هو يقدّم ملف كامل عن مملكة سبأ، مملكة كبيرة، هو كان في فلسطين وهذه الممكلة في اليمن، هو لا يعلم عنها شيء.

قال أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ فأول شيء أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ هو يجذب انتباهه لأنه سيتكلم عن شيء ذات أهمية وذات خطورة، فهذا أمر، وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ يبين له أين كان، هو في فلسطين، أما هذا إلى اين وصل؟ إلى سبأ، ماذا يصنع؟ الهدهد وظيفته في الجيش استنباط الماء، أي البحث عن مواطن الماء الكامنة في باطن الأرض فهو يبحث في دائرة أوسع، فهو الآن من المفترض أن لديه خرائط بالمناطق التي يعرفها قبل ذلك، محتاج أن يوسّع الدائرة ويذهب إلى أماكن أخرى أبعد لكي يكون لديه خرائط أرحب، فهو لا يدري متى سيحتاجون الماء وأين.

فوصل إلى هناك فهو يقول له أنا قادم من أين؟ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ إذاً هو يعرف أين سبأ، ولكنه لا يعرف ما الوضع هناك، وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ النبأ هو الخبر المهم، يَقِينٍ لا يحتمل الشك أو التردد أو الريب، أنا لا أقول كلام أنا غير متأكد منه، لا لا لا،، إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ هو الآن أولاً تكلم عن الوضع السياسي والاقتصادي لهذه المملكة، وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ لأن هذا العرش علامة على مستوى الحضارة لهذه الأمة التي يتكلم عنها، فهذا العرش العظيم هذا ليس هكذا، لأن هذا العرش ماذا يعكس؟ مستوى عظمة بناؤه وترصيعه يدل على مستوى الرقي الحضاري للأمة التي يتكلم عنها، وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ الله هذه هي القضية الأساسية التي تعني سليمان، فهو لا يعنيه هذه القصص، لكن لابد أن يعلمها لكي يعلم كيف يتعامل معهم، لكنه في النهاية نبي، ما الذي يعني النبي؟ الإيمان، الموقف من الله، وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ الله من الذي يتكلم بكل هذا؟ الهدهد، فلماذا؟ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ هم وضعهم الديني هكذا، هذا الوضع الديني ما سببه؟ ما الذي أوصلهم لهذا؟ ما الذي جعلهم ينتقلوا من شكر نعمة ربنا إلى الكفر والجحود؟ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ لم يقل عن سبيل الحق، قال السبيل، فلا يوجد غير سبيل واحد، السكة السالكة هي واحدة، الطريق الذي يوصل واحد، لم يقل فصدهم عن سبيل الحق، لا.

وَعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ۝ أَلَّا يَسْجُدُوا لله الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض الأسرار المستبطنة التي لا ندركها في السماوات والأرض، ربنا سبحانه وتعالى الذي يعلمها وهو الذي يخرجها، فلماذا هذا؟ لأن هذا صميم هداية ربنا له، هو من أين يعرف محال استنباط الماء؟ الإرشاد الإلهي، الماء المختبئة المستبطنة في الأرض هذه، ربنا هو الذي هداه لكيفية استخراجها، يقول أَلَّا يَسْجُدُوا لله الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۝ الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ فلماذا أتى بالعرش هنا؟ يقارن هذا العرش بعرشها، وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ هذا نكرة، هذا العرش نكرة، لأن هذا في النهاية عرش ملكة من ملوك الدنيا؛ مهما آتاها الله سبحانه وتعالى، مهما آتاها الله من أسباب الحضارة والقوة وقوة الاقتصاد، سيظل صغيراً ومحدود ودنيوي، لكن عندما ذكر العرش الإلهي العظيم عرّفه، هذا هو العرش الحقيقي الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ۝ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ

في سنن الدارمي: أن أعرابي مرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أين تريد “؟ أنت رايح فين؟، قال: إلى أهلي، أنا مروح، قال ” هل لك إلى خير ” قال: وما هو؟ قال ” تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله ” قال: ومن يشهد لك؟ قال: ” هذه السلمة ” السلمة: شجرة من شجر البوادي موجودة في شاطئ الوادي، أي الناحية الأخرى من الوادي، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم هنا وهي هناك في الآخر.

فدعاها قال لها: تعالي، ” فأقبلت تخد الأرض خدّاً ” تسير وتصنع مجرى، مثلما نصنع مجرى للتليفونات، ” فأقبلت تخد الأرض خدّاً، حتى قامت بين يديه؛ فاستشهدها، ثلاثاً، فشهدت له ثلاثاً أنه كما قال “

الرجل يريد آية، أنت تقول أنك رسول الله، من أين أعرف، فقال له هاهي، تعالي، تعالي فجاءت حتى قامت بين يديه، فاستشهدها أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: هو كما قال، فشهدت له أنه رسول الله ثلاث مرات يسألها فتجيبه، يسألها فتجيبه، يسألها فتجيبه، فرجعت.

ربنا سبحانه وتعالى لا يترك باباً أو سبباً أو طريقاً ليهدي به الناس إليه، إلا وأتاحه لهم، هو يريد حجة، يريد دليل، يريد شيء يؤكد له على أن هذا الكلام صحيح، قال تعالى وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ

في مسند الإمام أحمد أ بعض سفهاء قريش قد اعتدى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرباً حتى سال منه الدم، فجلس حزيناً، فأتاه جبريل عليه السلام، قال: مالك؟، قال: فعلوا بي هؤلاء وفعلوا، قال: ألا أريك آية؟ قال: نعم، فنظر جبريل – عليه السلام – إلى شجرة من وراء الوادي، فقال: ادعوها، فدعاها فأقبلت حتى قامت بين يديه ثم قال له: مرها فلترجع، فرجعت حتى عادت إلى مكانها، فقال صلى الله عليه وسلم: حسبي، لا أريد شيء آخر.

لماذا حدث هذا الحدث؟ لماذا؟ إذا كان البشر خرجوا عن دائرة الطاعة، خرجوا عن دائرة الانقياد وإدراك العظمة والتعظيم، فإن لله خلقاً يدرك هذه العظمة ويمتثل هذه الطاعة، بمجرد أن يقول لها تعالي تأتي، ارجعي فترجع.

قال صلى الله عليه وسلم: ” إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث؛ إني لأعرفه الآن ” هذا في مسلم، وفي رواية ابن حبان ” كان يسلم عليّ إذ بعثت ” وعند الترمذي ” ليالي بعثت ” ربنا سبحانه وتعالى من رحمته يضع لكل شيء عظيم تقدمة وإرهاص، النبي صلى الله عليه وسلم سيفاجأ في الغار بأمر عظيم، ربنا سبحانه وتعالى لئلا يكون الموقف مفزع بالنسبة له؛ يعطي بعض التيسيرات والتهيئات، هو نعم يسلّم عليه حجر، يقول: السلام عليك يا رسول الله، كلما يمرّ عليه يسلّم عليه، فستشعر أن هذا شيء غريب، لكن مرة تلو المرة، لأ أنا لا يتهيّأ لي،، هل يستطيع أن يخبر بذلك أحد،، أقصى شيء أنه سيخبر خديجة، لكن لمن سيقول أن هذا الحجر يقول لي السلام عليكم عندما أمرّ.

فربنا سبحانه وتعالى حينما يريد أن يهيّئ عبداً أو يهيّئ نفراً، أو يهيّئ أمةً لأمرٍ عظيم، لابد أن يضع بين يدي هذا الأمر مقدمات والإرهاصات والتهيئات التي تناسبه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

يحكي أبو ذر رضي الله عنه والحديث في الأوسط للطبراني؛ وفي السنن لابن أبي عاصم أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وبين يديه حصواتٍ موضوعة – يجلس في مكان والمكان به حصى على الأرض – فالنبي صلى الله عليه وسلم أخذ بعض هذه الحصوات فوضعهن في يديه فسبّحن، الطبيعي أنهم يسبحون، ولكن ما معنى أنهم يسبحوا؟ أن صوت التسبيح أصبح مسموع، الجمع الجالس من الصحابة سمع هذا الصوت، ثم وضعهنّ بالأرض فسكتن، ثم أخذهنّ فوضعهن في يده فسبّحن، ثم وضعهن في الأرض، ثم أخذهنّ فوضعهن في يد أبي بكر فسبّحن، ثم أخذن فوضعهن بالأرض فخرسن، ثم أخذهنّ فوضعهن في يد عمر فسبّحن، ثم أخذن فوضعهن في الأرض فخرسن، ثم أخذهنّ فوضعهن في يد عثمان فسبّحن، ثم أخذن فوضعهن بالأرض فخرسن

خلونا نتخيّل الموقف، هذا الموقف كله لا يوجد به كلمة الموقف كله ليس به كلمة، النبي صلى الله عليه وسلم جالس والصحابة جالسون وسيدنا أبوذر دخل – عادي، عادي تماماً – فالنبي صلى الله عليه وسلم أخذ هذا الحصى من الأرض ووضعه في يده فبدأوا يسمعوا صوت التسبيح.

صوت التسبيح هذا ماذا يفعل؟ ما الأثر المترتب على أن الإنسان يسمع صوت التسبيح؟ لهذا نتكلم على عظمة، عظمة نعمة ربنا علينا بالنبوة، تنقل لنا أبعاد لم نكن سندركها، هذا شيء يحدث بالفعل لكننا لا نستطيع أن نسمعها، ربنا لم يضع هذا بداخلنا، هذه الإمكانية ليست لدينا، لكن جاء شخص يقول لنا أن هذا هكذا، لكي عندما ننظر إليه بعد ذلك ننظر إليه على أنه هكذا، وعندما نتعامل معه نتعامل معه على أنه هكذا، وعندما نوضع في موقف له علاقة به نضعها على هذا الوضع، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو داخل – وقلنا هذا قبل ذلك أكثر من مرة – عندما رجع المدينة بعد بعض غزواته، أشار إلى جبل أحد حينما اقتربوا منه قال ” وهذا أحد وهو جبل يحبّنا ونحبّه ” جبل، جبل، جبل يوجد علاقة عاطفية بينهم وبين الجبل، لماذا؟ لأنهم التقوا معاً في يوم صعب، التقوا معاً في يوم صعب، والجبل كان معهم في اليوم الصعب، والنبي صلى الله عليه وسلم استند إلى الجبل في اللحظات الصعبة، لم يحميه من قريش بعد حماية ربنا سبحانه وتعالى وحفظه إلا استناده للجبل، وتحت سفح الجبل دفن حمزة وسبعين من عظماء أصحابه، الجبل له علاقة بمن تحته، وله علاقة بالنبي صلى الله عليه وسلم وله علاقة ببقية المؤمنين، هو يمثّل لهم شيء، وهم يمثّلوا له شيء، قال ” وهذا أحد وهو جبل يحبّنا ونحبّه ” فإذا كنّا نتكلم عن علاقة محبّة وود تشمل الإنسان في دائرة واحدة مع الحجر الأصم، فماذا مع البني آدمين؟

إذا كان هذا مع الحجر، فمن المفترض أن مشاعر الإنسان المؤمن تجاه عباد ربنا كيف تكون؟ هذا الجبل، هذا الجبل، النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن هذا.

ووضع الحصى على الأرض وحمله، فلماذا اختبار هذه الأيدي بهذا الترتيب؟ سماع صوت التسبيح في هذه الأيدي مثلما سُمعت في يد صاحب الوحي صلى الله عليه وسلم دلالة على خصوصية لهؤلاء بهذا الترتيب وأن زمن هؤلاء هذا هو زمن غلبة التسبيح، وأننا بعد رحيل هؤلاء سنفقد كثيراً من التسبيح وهذا ما وقعنا فيه، نحن كدنا أن نفقد التسبيح بالكلية.

فلما قتل عثمان ظهرت الفتن وفي أواخر أيامه أقبل الناس على الدنيا وترك كثيرٌ منهم التسبيح، التسبيح في الأيدي هذه لأن هذه شيء.

فهل نحن وقتها فهمنا شيء؟ لم نفهم شيء إلا أن هؤلاء شخصيات عظيمة فقط، لكن من هذه اليد – واحد – ، إلى هذه اليد – اثنان – إلى هذه اليد – ثلاثة – يوجد رسائل كبيرة جداً النبي صلى الله عليه وسلم يوصلها ولكننا لا ندركها في وقتها.

النبي صلى الله عليه وسلم مرة يقول ” أسرعكن لحوقاً بي – يكلم زوجاته – أطولكن يداً ” ما معنى – أسرعكن لحوقاً بي -؟ يعني من التي ستموت أسرع، من التي ستموت أسرع؟ من يدها أطول، فهذا الموت هل هو شيء حسن أم شيء قبيح؟ شيء قبيح، قالت عائشة رضي الله عنها ” كلنا يكره الموت ” لكن إذا كانت ستموت فتلحق برسول الله، فبالنسبة لها هذا شيء حسن، هي تريد أن ترحل لا تريد أن تبقى، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبر فاطمة رضي الله عنها أنه سيموت؛ بكت، وعندما قال لها أنها أسرع أهلي لحوقاً بي ضحكت، فما الذي يضحك، هو يقول لها أنها ستموت سريعاً، هي ستبقى ستة أشهر فقط، فما الذي يضحك، أنها لن تلبث إلا قليلاً حتى تلحق بأبيها، فتمشي، تريد أن تمشي.

فماذا كانوا يصنعون – كلما دخلوا في بيت واحدة – بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يفعلوا؟ يضعوا أيديهن على الحائط ليروا من يدها طويلة أكثر، فيروا التي هي يدها أطول هذه من ستموت أولاً، فتكون فرحة، تمام

فهذا الكلام مفهوم أن يفعل مرة أو اثنان لكن هذا الكلام لا يفعل كل مرة ” فكنّ كلما اجتمعن في بيت إحداهن وضعن أيديهن على الجدار ” فهل من كانت يدها قصيرة ستطول المرة القادمة؟ فهم ستات كبار لن تطول أيديهم، فسودة رضي الله عنها، كانت جسيمة وضخمة هي أطول يد، فتضع يدها على الحائط فتكون أعلى واحدة.

ثم توفيت زينب بنت جحش – قصيرة – ويدها ليست طويلة !! ” أطولكن يداً ” أكثركن إحساناً وصدقة، كانت زينب تعمل بيدها فتتصدّق، نحن أين نفكر، أيدي أيدي، لا ” أطولكن يداً ” أكثركن إحساناً وبرّاً، فمتى عرفوا؟ متى عرفوا؟ بعدما توفيت زينب وليس قبل، نحن غير فاهمين، فيييين، ااااه، هو يقصد….، لأن ” أسرعكن لحوقاً بي ” هو يضعها في مسار النعمة، فالنعمة ليس لها علاقة بالأشياء الحسية، لأن ربنا خلقهم هكذا، الطويل طويل والقصير قصير، فأنت ليس لديك تدخل في هذا، لكن ” أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً ” هكذا تكون مفهومة،،، ويوجد كثير، لكنني سأأخذ موقفين صغيرين أشير إلى شيء من الممكن أن يكون غريب جداً

النبي صلى الله عليه وسلم خرج بعدما رأى رؤية، ذهب إلى مكة لكي يعتمر، فعندما قارب مكة وهو راكب الناقة – القصواء – بركت فجأة فالناس حاولوا أن يحركوها، فلا تتحرك، فقالوا: خلأت القصواء، – مثلما نحن نقول حرنت – أي لا تريد أن تطيع، نحن نريدها أن تمشي وهي لا تريد أن تمشي – عادي – فهذا هو الوصف الطبيعي للحدث الموجود، ” خلأت القصواء ” فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ” وما ذاك لها بخلق!!

فالناس يتكلموا عن خلق يقولوا أن هذه الناقة حرنت فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يسكت، لم يعجبه هذا الكلام، قال ” ولكن حبسها حابس الفيل ” هذا شيء من عند الله.

فـ ” ما خلأت القصواء ” هذا أمر مفهوم، ولكن عندما يقول ” وما ذاك لها بخلق ” أي لم تفعل ذلك من قبل، عمرها ما عملت هكذا، النبي صلى الله عليه وسلم يدافع وينافح هنا عن من؟ ليس عن بني آدم، ولا عن واحدة من زوجاته، ينافح عن ناقة لأن الناس هو يرى أنهم ظلموها، عمرها معي ما فعلت هذا، قال ” وما ذاك لها ” يتكلم عن ناقة، ناقة قال ” وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل، والذي نفسي بيده لا تسألني قريش خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ” هذا قبل الأخير

والأخير: يقول أنس رضي الله عنه؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وخلقاً وكان أجود الناس وكان أشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ليلة، سمعوا صوت غريب وجامد ومقلق، هم ظنوا أن هناك جيش يغزو المدينة ليلاً، ” فخرج ناس قبل الصوت ” خرج ناس يتحركوا يذهبوا ليروا ما يوجد في هذه المنطقة فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم راجع، فهم أول ما سمعوا الصوت بدأوا يتحركوا على طول، فهو كان ذهب ورجع خلاص، ” فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل على فرسٍ لأبي طلحة عري ” عري: أي بدون سرج،، فلايوجد وقت، لا سرج ولا لجام، هو ركب الفرس وجرى، فعقبال ما بدأوا يتحركوا كان هو ذهب ورجع، قال ” لم تراعوا لم تراعوا ” مفيش حاجة يا جماعة اطمئنوا اطمئنو، لم تراعوا، لا تخافوا،،، ليس هذا الموضوع

قال ” وإن وجدناه لبحرا ” يتكلم عن الفرس، يتكلم عن الفرس، فرس أبي طلحة، أنس يقول ” وكان يبطّأ ” أي فرس به بطء والناس كانوا يقولون عليه أن هذا فرس بطئ، يقول لهم: يا جماعة لأ، قال ” وإن وجدناه لبحرا ” أي هذا فرس ممتاز، بحرا: أي يجري بسرعة، هم يقولوا على الفرس بطئ، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما ركب على الفرس، شغله، شغله أن يذب عن الفرس، يقول لهم لا ” وإن وجدناه لبحرا ” هذا فرس ممتاز، وسريع، ليس بطئ.

فهل هو لم يكن بطئ، لا كان به قليل من البطء طبعاً، لكنه عندما استجاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وركبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابته من بركته، فهو ما يشغله ” لم تراعوا ” ماشي، لا لا لا ” وإن وجدناه لبحرا ” النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل هكذا مع الفرس ومع الناقة، مع الفرس ومع الناقة، قال ” وما ذاك لها بخلق ” ” وإن وجدناه لبحراً ” هو ماذا يعلّمنا؟ فهذا المستوى، هذا المستوى من الرقي الأخلاقي، نحن من المفترض أن نتربّى لكي نتسنّم إلى هذا المقام الرفيع، هو موجود لأجل ذلك، وليس فقط مع البني آدمين، نحن لا نفعل هذا مع بعضنا، نحن لا نفعل ذلك مع بعضنا، نحن ليس لدينا ” وما ذاك لها بخلق ” وليس لدينا ” وإن وجدناه لبحراً ” النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع الدواب.

ولذلك يقول ابن مسعود: أنهم كانوا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم ذهب ليقضي حاجته، قال: فوجدنا حمّرة معها فرخان لها، فأخذنا فرخيها، هي ذهبت تسعى لهم على رزق الله وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى الله رِزْقُهَا وترك الفرخين في العش، فأخذوا الفرخين الصغيرين، فجاءت الحمّرة فلم تجدهم، فجعلت تفرش بجناحيها، ففعلت هكذا الاضطراب ترفرف بجناحيها على الأرض، فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء قال ” من فجع هذه بولدها، ردّوا ولدها إليها ” أول ما جاء، هو فهم ما هذا، فهم هذا الاضطراب، ترجمه مباشرة، قال ” من فجع هذه بولدها، ردّوا ولدها إليها “

فهو أول ما غاب ماذا حدث؟ الفرخان طاروا من العش، وعندما رجع، ردّ إلى هذه الحمّرة فرخيها، إذاً الصحابة أنفسهم، حتى الصحابة كانوا محتاجين أن يتعلموا منه، فهم أيضاً لم يرتقوا إلى هذا الكمال مرة واحدة، بالتعليم وبالمواقف وبالنقل، لأن هذه نقلة، هذه نقلة هذه نقلة، هذه نقلة نوعية في تفكير الإنسان وفي أحاسيسه، ينقله من دائرة التعامل مع الإنسان بالرحمة إلى دائرة التعامل مع كل خلق الله سبحانه وتعالى بالرحمة وبالود وبالحب، كيف كنّا سنأتي بها إن لم يوجد نبوة، كيف كنّا سنشعر بها أو نعرفها لو لم يوجد صلى الله عليه وسلم وغير هذا كثير، وغير هذا كثير.

كل شيء حولنا هي في دائرة الإيمان والتسبيح، كل شيء حولنا تحس وتشعر، وبالتالي كل شيء حولنا من المفترض أن نعاملها بالإحسان وبالرحمة ونكون مدركين وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ربنا سبحانه وتعالى نصب لنا قدوة لكي نقتدي بها نحتاج أول شيء أن نعرف كم قيمتها، وكم قيمة أن نقتدي بها، كذلك القرآن، ربنا سبحانه وتعالى كلمنا عن هدهد، ربما نحن بادئ الرأي هكذا ما قيمة الهدهد، ما قيمة الهدهد لكي يذكر ربنا سبحانه وتعالى في كلماته العظمى الخالدة يذكر هدهد، ويذكر نملة، لأن ربنا هو الخالق وكل هذه الأشياء تستوي في هذا المفهوم؛ المخلوقية، إِنَّ الله لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا كله من خلق الله سبحانه وتعالى، وربنا له آية وله دلائل على العظمة في كل شيء.

فواعجباً كيف يعصى الإله وكيف يجحده الجاحد

وفي كل شيءٍ له آية تدل على أنه الواحد

وفي كل شيء له آية، وفي كل شيء، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ هذه نعمة كبيرة ولكن لكي نكون مؤهّلين لها، لن يوفّق ربنا أي أحد لأن يهتدي، ربنا وضع له مواصفات وشروط، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ لكم هذه لمن؟ لنا كلنا، لأن هذا هو الأصل وهو الواجب علينا، الذي سيسألنا ربنا عنه يوم القيامة، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا هذا يسموه بدل بعض من كل، وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ هذا حق ربنا في رقابنا كلنا، من الذي مطالب بالأداء؟ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا فهناك دائرة كبيرة، هذا حق ربنا في أعناقنا، ويوجد دائرة برحمة ربنا هؤلاء فقط الذين أمرهم الله بأن ينفّذوا، لأن ربنا أعطاهم إمكانيات التنفيذ بدنيّاً وماليّاً، فيوجد دائرة واسعة ودائرة أضيق، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ هذه دائرة الأمر، وأما دائرة الاستجابة، من الذي سيستجيب لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا

إذاً الاقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذا موضوع ليس سهلاً، هذه نعمة كبيرة، ربنا سيعطيها لأناس ساروا، ساروا في سكة توصلهم إلى هذا، فلماذا هؤلاء الناس هم الذين سيقتدوا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما غايته في الحياة؟ هو يريد أن يرضي ربنا صلى الله عليه وسلم، ويعمل للقاء الله ودائم الذكر لله، فمن سيكون هذا طريقه، وهذه غاياته سيسير في هذا الطريق، فأنا الآنن أضع قدوة أمامي بناءً على ماذا؟ بناءً على أن هذه غاياتي وأهدافي، أنا الآن سأقتدي برجل أعمال كبير، مثلاً، أو بزعيم سياسي أو بلاعب كرة أيّاً كان، أنا أضع شخص أمامي بناءً على ماذا؟ بناءً على أن هذا مشروعي الشخصي، هذا أكثر شيء أنا أرى أن لها الأولوية أو شيء عظيم بالنسبة لي، فمن الذي سيضع النبي صلى الله عليه وسلم أمامه، من يعجبه هذا الطريق، هو يريده، لأنه إذا لم يكن يريده سيضع قدوة أخرى، لذلك ربنا وضع مواصفات، هو يرجو الله فسيجد النبي صلى الله عليه وسلم أمامه، يرجو اليوم الآخر فسيجد النبي صلى الله عليه وسلم أمامه، ذكر ربنا سبحانه وتعالى كثيراً سيكون في معيّة مع الله، فربنا سبحانه وتعالى سيعينه على هذا الطريق

فلكي نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شخص آخر لابد أن تكون طريقة حياته، أسلوب تفكيره وإدارته نحن نرى أن هذا فعلاً الغاية وهذا هو النموذج، هذا هو النموذج، هذا هو الشكل والصورة الذي رضي عنها ربنا سبحانه وتعالى، ونحن نريد أن يرضى الله عنّا، هذا هو الذي فهم الدنيا بشكل صحيح، هذا هو من عاش الدنيا بشكل صحيح، هذا هو من رتّب أولويّاته بشكل صحيح، إذا لم نرى هذا، فنحن محتاجين أن نرجع إلى الوراء لكي نراجع أشياء كثيرة في أصل إيماننا، كيف نراه؟ وكيف نزن الأمور، النقطة هنا، ربنا وضع مواصفات، فأنا من المفترض أول شيء يكون رجائي الأول لرحمة ربنا سبحانه وتعالى، حسباني في لقاء الله سبحانه وتعالى – اليوم الآخر – حياتي مغمورة بالذكر، فالحياة نوعين،، الذكر ليس – طراطير – الذكر أن ربنا سبحانه وتعالى يكون على بال الإنسان طيلة الوقت، ونحن لا نستطيع أن نفعل ذلك، لكن الناس ما بين مقلّ ومستكثر، فأنت تريد أن تكثر إحساسك بوجود ربنا معك، إحساسك بمعيّة ربنا لك، كيف سيأتي ذلك؟ بأن ربنا سبحانه وتعالى يكون معي، ” لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ” وَذَكَرَ الله كَثِيرًا ذكر ربنا سبحانه وتعالى يؤدي إلى حضور عظمة ربنا في القلب.

فالعظمة كيف ستحضر في القلب إن لم تكن موجودة أصلاً، فالذكر استحضار، فأنا الأول أبني عبر القرآن، أبني عبر القرآن تعظيم ومعرفة لله وأستحضر التعظيم والمعرفة عبر الذكر الدائم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ۝ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ نحن لا نفعل شيء، ربنا يقول هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ربنا سبحانه وتعالى هو الذي يخرجنا ليس نحن، ويفعل أفعال ويأمر الملائكة بأفعال لكي نخرج، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لماذا؟ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِلماذا أيضاً وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا

الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ من الملائكة العظام وَمَنْ حَوْلَهُ حول العرش من الملائكة يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وبعد ذلك وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا من الذي وجّههم؟، ومن الذي أمرهم؟ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ۝ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ۝ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ هذا هو القانون وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

وذكر آخرين فقال يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ الله إِلَّا قَلِيلًا إذاً لا يوجد شخص لا يذكر ربنا نهائياً، الإنسان مهما كان لا يستطيع أن يستغني عن ربنا، كل الناس تصلي، كل الناس عندما يضيق عليه يقول ” يا رب ” كل الناس، كل الناس، حتى الناس الذين يعتقدوا الإلحاد، عندما تسمعهم يتكلموا يضيق عليهم يصلوا، لكن عندما يصلي يقول ” يا رب لو كان يوجد رب الحقني ” هو يقول هكذا أيضاً، فيوجد مثل هذا، يوجد صلاة للملحدين، يوجد شيء اسمه صلاة الملحدين، يقول ” يا رب – إن كنت موجوداً أو إن كنت تسمعني – فاستجب لي ” لأني مزنوق، حتى الملحد هو في النهاية موجود في فطرته وجود ربنا، لكنه لأنه عقلاني ولئلا يخالف مبدأه يضع قيد في النصف، ” يا رب لو كنت موجود – زي الناس ما بيقولوا أنك موجود، ولو أنك تسمع مثلما يقولوا أنك تسمع – فاستجب لي لأني مزنوق، عشان أنا مزنوق مش هينفع ” أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ هذا خطاب للكفار، ليس للمؤمنين أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ الله لا يوجد، لا يوجد شخص، لايوجد شخص يستغنى عن ربنا، ربنا يصف المنافقين، قال وَلَا يَذْكُرُونَ الله إِلَّا قَلِيلًا فالفرق بين المؤمن وغير المؤمن ليس أنه يذكر الله أو لا، لا كم مساحة الذكر؟ اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا

كم مساحة ذكري لربنا، لكي يكون النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لي ولكي ينجيني ربنا سبحانه وتعالى باتّباعه، ولكي عندما أرد بإذن الله على الحوض لا أرد، لكي عندما نرد على الحوض لا نرد لابد هذه الثلاث أشياء لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم عافنا واعف عنا، وعلى حسن طاعتك أعنا، اللهم عافنا واعف عنا، وعلى حسن طاعتك أعنا، ولا تتوفنا إلا وأنت راضٍ عنا

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم