Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

تصميم الإنسان

حديثنا اليوم إن شاء الله عن تصميم الإنسان.

في صحيح مسلم أن الله سبحانه وتعالى لما خلق آدم عليه السلام تركه ممداً قبل أن ينفخ فيه الروح فجعل إبليس – عليه لعنة الله – يطيف به – يعني يدور حوله علشان يحاول يكتشف طبيعة هذا المخلوق – فلما أن رآه أجوف علم أنه خلق خلقاً لا يتمالك.

فإذن هو أثار فضوله هذا المخلوق الذي خلقه الله عز وجل لا يدري حقيقته ولا يدري كنه هذا المخلوق فجعل يطوف حوله لكي يتعرف على حقيقة هذا المخلوق فلما رآه أجوف.. – يعني من جوه فاضي – علم أنه خلق خلقاً لا يتمالك يعني خلق ضعيف يمكن بسهولة أن يسيطر عليه وروي أنه جعل يدخل فيه ويخرج ثم قال لأمر ما خلقت الله سبحانه وتعالى لا يخلق خلقاً عبثاً لا يفعل شيء إلا لحكمة سبحانه وتعالى قال لأمر ما خلقت ولئن سلطتَ علي لأعصينك ولئن سلطتُ عليك لأهلكنك، فيما روى لنا أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بداية العلاقة ما بين الإنسان وما بين الشيطان وأن هذه العلاقة بدأت قبل أن يأمر الله عز وجل الملائكة بالسجود تكريماً لهذا المخلوق الذي كرمه الله عز وجل إنما بدأت من أول ما خلق آدم وقبل أن تنفخ فيه الروح وأن إبليس قد درس التصميم البنيوي لهذا المخلوق وبعد دراسة هذا التصميم البنيوي أدرك مواطن الضعف فيه وكيف يمكن أن يتعامل معه إذا كان بينه وبينه علاقة أو اتصال.

ولكن الملفت للنظر في كلمات إبليس قوله لئن سلطت علي لأعصينك ولئن سلطت عليك لأهلكنك يبقى هو لابد أن يتصور العلاقة مع أي مخلوق أخر علاقة قائمة على الصراع العلاقة ما بينه وبين آدم لابد أن يكون فيها صراع وتسليط واحد فينا حيسيطر على الأخر لا يمكن أن يحدث نوع تعايش بين هذا المخلوق وهذا المخلوق.. نظرية إبليس تبقى ماشية كده..

طيب قال لئن سلطت علي.. أنا شايف إن أنت أضعف مني وبالتالي لن تستطيع أن تتغلب علي فسوف أعصيك ولا امتثل أمرك ولكن أنا لو سلط عليك فإنني سوف أهلكك يبقى إذن طبيعة الإنسان أجوف يعني هو هواء من جوه وبالتالي ممكن مثلاً الإنسان ينهار في لحظة ده طبيعي يتناسب مع طبيعة خلق هذا الإنسان وأنه عبارة عن أحشاء وأجزاء داخلية وأبعاض فهو مركب من أجزاء كثيرة يتصل بعضها ببعض يمكن أن يتفرق وأن تتبعض أجزاءه في أي لحظة من اللحظات طيب هذا الخلق الذي خلقه الله تبارك وتعالى مخلوقاً ضعيفاً أجوف كان من حكمة الله سبحانه وتعالى أن يخلق على هذه الصفة التي تشتمل على النقص وتشتمل على الضعف وتشتمل على الاحتياج لكي يكون هذا الإنسان دائماً شاعراً بالاحتياج والافتقار إلى الله سبحانه وتعالى يكون دائماً يستشعر حاجته للاتصال بالله سبحانه وتعالى لأنه يلبي احتياجاته ولم يحقق رغباته ولن ينجو مما يرهب إلا بأن يتصل بربه تبارك وتعالى، فكان من حكمة الله عز وجل في خلق هذا الإنسان على هذه الصفة أولاً أن يكون هذا الإنسان نائياً بعيداً عن الكبر ثانياً أن يشعر دائماً بافتقاره واحتياجه إلى الله تبارك وتعالى ولذلك قال الله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ أهل الاحتياج الدائم إلى الله تبارك وتعالى أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ

يبقى الله سبحانه وتعالى وحده هو الغني وكل ما عداه من مخلوق فهو فقير محتاج إلى الله تبارك وتعالى ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه خلق هذا الخلق وأمره أو جعل غاية خلقه هي عبادة الله سبحانه وتعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فجعل هذا الاحتياج إلى الله سبحانه وتعالى هو العبادة يعني الإنسان مفطور أو في جبلته الضعف والنقص فهو يحتاج إلى من يجبر له نقصه فهذا الناقص إلى استند إلى الكامل سبحانه وتعالى كان هذا عباده منه سبحانه وتعالى هذا الفقير إذا استند إلى الغني كان هذا عبادة لله تبارك وتعالى هذا الضعيف إذا استند إلى القوي كانت هذه منه عبادة لله تبارك وتعالى فمن رحمته سبحانه وتعالى أن جعل الطلب من الله جعل سؤال العبد من الله جعل توكل العبد على الله جعل استعانة العبد بالله استغاثة العبد بالله لجوء الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى واستناده إلى ركن الله الركين جعل هذا سبحانه وتعالى هو العبادة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ . جعل الدعاء اللي هو اللجوء والافتقار إلى الله يعني الإنسان بيسد احتياجاته بيلبي رغباته بيدفع مرهوباته وهو في ذلك نفسه وهو يحقق رغباته الشخصية هو في ذلك نفسه يتعبد لله سبحانه وتعالى ويتقرب إليه.

” الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ” ولذلك قال الله سبحانه وتعالى على لسان سيدنا إبراهيم وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ۝ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا يبقى جعل هذا الدعاء هو العبادة وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي فجعل هذا الدعاء هو العبادة لله تبارك وتعالى وجعل الإنسان الذي لا يطلب من الله رغم أن هذا يسير في طريق تلبية حاجاته في طريق نفع نفسه في طريق تحقيق الخير لنفسه أنه بذلك يتعبد لله وأنه إذا ترك السؤال والطلب من الله كان مستكبراً عن عبادة الله تبارك وتعالى ولذلك المطلوب من الإنسان أن يستشعر الافتقار لله سبحانه وتعالى وأن يطلب من الله تبارك وتعالى فإذا كان كذلك فهو قد حقق حقيقة العبودية لله تبارك وتعالى ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار أفضل دعاء يطلب به العبد المغفرة من الله سبحانه وتعالى أفضل كلمات يستجلب بها مغفرة الله سبحانه وتعالى ورضوانه أن يقول العبد ” اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ “

ففي هذه الكلمات أول حاجة أن العبد يعترف بأن له رباً سبحانه وتعالى هو الذي يمده بكل أسباب الخير وهو الذي يدفع عنه كل جوانب الشر والسوء ” اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ” لا اتوجه إلا إليك ” خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ” فهو على عهده ما الله تبارك وتعالى بأنه يسعى لابتغاء رضوان الله وعلى وعد من الله تبارك وتعالى له بأنه إذا فعل ذلك أن الله سبحانه وتعالى ينيله مغفرته ورضوانه ” وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ” اعتراف من الإنسان بتقصيره أنه بيحاول قدر الإمكان أنه يوفي بعهد الله سبحانه وتعالى لكنه أحياناً ينجح وأحياناً يفشل أحياناً يوفي وأحياناً يستهويه الشيطان ” مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ” يعترف بذنبه الذي أذنب وأنه إنما أذنب هذا الذنب على سبيل الغفلة أو على سبيل الزلة ليس تعمداً منه أن يبارز ربه تبارك وتعالى بالمعصية ” أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ” يعترف بنعم الله سبحانه وتعالى التي تتوالى على تترا ويعترف في مقابل ذلك بذنبه وأنه قد اخطأ لا يستكبر ولا يصر ” أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ” فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن هذا الدعاء أو هذه الصيغة هي أفضل ما يستغفر به العبد ربه تبارك وتعالى ليه؟ لأنها تشتمل على الاعتراف لله سبحانه وتعالى بالعظمة والجلال وعلى اعتراف العبد لنفسه بالضعف بالقصور والتقصير وعد من العبد لربه تبارك وتعالى أن يجتهد قدر الإمكان في أن ينال رضوان الله في أن يباعد معصية الله ويطلب من الله سبحانه وتعالى إذا وقع منه القصور أو التقصير أن يغفر له سبحانه وتعالى لأن مغفرة الذنوب لا تكون إلا منه سبحانه وتعالى فاعتراف العبد إلى الله سبحانه وتعالى هو الذي يملك غفران الذنوب وأنه لا ملجأ منه إلا إليه سبحانه وتعالى هذا الاعتراف إلى العبد وهذا اللجوء إلى الله تبارك وتعالى هو حقيقة العبودية وهو مراء الله سبحانه وتعالى من عبده فيكون العبد بهذا قد حقق عبوديته لله وفي نفس الوقت قد استجلب لنفسه كل أسباب الخير والسعادة واستدفع عن نفسه كل أسباب الشر والسوء.

ولذلك لما قال لوط عليه السلام لهؤلاء القوم الكفار الذين راوضوه عن ضيفه: قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي أي استند لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ لو أملك قوة ادفعكم بها أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ يعني ركن ركين قوي احتمي به فيحميني من هؤلاء القوم الضالين الكافرين المفسدين فلما قال هذه الكلمات عقب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد دهور متطاولة وهو يقرأ هذه الآيات قال: رحم الله أخي لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد. هو قد كان يأوي فعلاً إلى هذا الركن الركين وهو ركن الله تبارك وتعالى ” رحم الله أخي لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد “.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم