بسم الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
كان فيما استمعنا إليه قول الله تبارك وتعالى فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
فالله سبحانه وتعالى يخبر أنه لا يمس هذا القرآن إلا طاهر فنحن نحتاج إلى أن نطهر قلوبنا أن نصفي افئدتنا لكي نكون أهلاً إلى أن نمس هذا القرآن العظيم هذا الكتاب الكريم أن يمس شغاف قلوبنا لذلك قال عثمان بن عفان الإمام الحيي الحليم الشهيد رضي الله عنه كان ينشر مصحفه بعد صلاة الصبح يقرأ فيه إلى صلاة الظهر ثم يقول. لو صفت أو قال لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا ولذلك لا عجب أن روي عنه أنه قام ليلة بعد أن صلى العشاء عند الكعبة قام في حجر إسماعيل عليه السلام يصلي وتره فقرأ الفاتحة ثم استفتح البقرة فجعل يقرأ ويقرأ ويقرأ حتى انتهى إلى سورة الناس والمؤذن يشرع في صلاة الصبح فهو لطهارة قلبه رضي الله عنه لا يشبع من كلام ربه تبارك وتعالى.
نحن من أوائل شهرنا عدا أيام الاضراب نتحدث عن معنى واحد ألا وهو عظمة الإسلام رقي الإسلام سمو الإسلام لأن هذا المعنى هو أعظم ما نحتاجه في أيامنا هذه إن أكبر آفة وأكبر مشكلة نحن معاني منها في الحقيقة هو عدم تقديرنا أو عدم أحساسنا بعظمة هذه النعمة عظمة الدين اللي ربنا سبحانه وتعالى امتن علينا به حتى إنك تجد ربما بعض الناس يصل بهم الأمر عياذاً بالله إلى حد تحقير وازدراء واللامبالاه بهذا الدين وبهذا القرآن العظيم تجد ده فيما ينشر أحياناً في الفضائيات مما تطالعنا به بعض الوجوه ومما يكتب في بعض الصحف وللأسف ربما كثير من الناس يؤثر هذا في قلبه ووقع منه موقعاً قال الله تبارك وتعالى وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ.
فإذن إذا أردنا إن احنا أحوالنا تتغير إذا أردنا إن احنا نصلح أحولنا البداية الصحيحة إن احنا نشعر بعظمة النعمة نشعر بعظمة المنة بهذا الكتاب الكريم اللي ربنا سبحانه وتعالى امتن علينا به ربنا سبحانه وتعالى قال في صدر سورة البقرة التي هي دستور الإسلام الأعظم التي حوت معظم أحكام الإسلام قال سبحانه وتعالى في صدرها ذَلِكَ الْكِتَابُ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ هو ده اسم إشارة إلى هذا القرآن الذي بين أيدينا أن الله سبحانه وتعالى جعله هداية لكن لأهل الإيمان ولأهل التقوى وليس لكل أحد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. وليس منا ديه كلمة براءة كلمة شديدة مش كلمة يسيرة، براءة النبي صلى الله عليه وسلم ممن لم يكن هذا حاله يتغن بالقرآن أي يستغني بالقرآن أو بكلام الله سبحانه وتعالى عن غيره يرى أن المفزع والملجأ والملاذ والمعاذ حقيقة هو كتاب الله سبحانه وتعالى في كل بلية وفي كل مهمة وفي كل ملمة المرجع في كل قضية الحكم الذي نحتكم إليه أنه حقيقة كما قال الله تبارك وتعالى وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ أنه لا يفرط في هذا الكتاب العظيم من شيء ونحن جميعاً إذا لجئنا إلى كتاب الله سبحانه وتعالى سنجد فيه حقاً مش تعويذه ده لازم يكون عقيدة حقيقة، نجد فه حقيقة كل ما نحتاج إليه ” ليس منا من لم يتغن ” يشعر بأنه يحتاج إلى هذا القرآن ويستغني به عن غيره حقيقة.
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر التغني، التغني ده اللي هو إيه إن الإنسان هو ماشي في حاجات كده هو بيرددها بيفضل يدندن بها واحد حافظ له أغنية. بيفضل يدندن بها وهو ماشي في الشارع وهو مسافر وراكب قطر وهو في الطريق وهو في التوك توك وهو في المهرجان في حاجة أصلاً إيه بيقولها على طول وبيرددها كلما خلى بنفسه رددها، فالنبي صلى الله عليه وسلم بيقول إن حق المؤمن أن يكون القرآن هو هجيراه الشيء اللي هو بيردده وبيدندن به في كل مكان وفي كل محل هو هذا القرآن وفي مقابل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما سطر الله سبحانه وتعالى في القرآن في سورة الفرقان وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا هذا
وذكرنا قبل ذلك مرة في خطبة إن الاتخاذ والهجران لا يجتمعوا مع بعض. كلمة الاتخاذ تدل على الاقتناء والاعتناء يعني مثلاً فلانة اتخذت قلادة، جبتلها كوليه، معناه إن هي بتقدره وبتوليه عناية مهتمه به ومقداراه فربنا سبحانه وتعالى ذكر اتخاذ اتخاذ ده يدل على إيه..؟
الاقتناء والاعتناء طب ازاي الاتخاذ مع الهجران إن احنا في النهاية قريبين من القرآن لكن احنا في الحقيقة بعيدين عنه وهي ديه المشكلة هو قرب بس قرب غير حقيقي القرب الغير حقيقي ده اخراج للقرآن عن حقيقة دوره وحقيقة الرسالة اللي ربنا سبحانه وتعالى أنزله لأجلها.
ولذلك ذكرنا قبل ذلك إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث عابث الغفاري رضي الله عنه في الطبراني قول النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالأعمال ستاً فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر خمس بلايا وخمس مصائب أول حاجة قالها إمرة السفاء أن يكون الولاة والأمراء من السفاء. ديه أول بلية ثم قرن بها بلية ثانية كثرة الشرط إن هؤلاء يحتاجوا للسيطرة على الناس إلى شرط وأعوان عشان يستبدوا على العباد ديه الحاجة الثانية الحاجة الثالثة قالها بيع الحكم الرشى في القضاء. فساد النظام القضائي ديه الثالثة استخفافاً بالدم لو النظام القضائي ده فاسد يبقى إذن في النهاية محدش بيخشى قصاصاً أي حد بيعمل اللي هو عايزه ولذلك يستخف بالدماء الحاجة الخامسة قطيعة الرحم. دول خمس بلايا وبعد كده النبي صلى الله عليه وسلم عطف عليهم حاجة كأن ديه بمثابة العلة للفساد الواقع في المجتمع ونشواً – نشأ جيل ينشأ وسماهم نشواً لأن هما فاقدين الحكمة فاقدين عمق الفهم والإدراك – نشواً يتخذون القرآن مزامير يعني هو الموضوع أصوات إحنا بنستمتع بها بقى طرب. يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم – ده الإمام – وإن كان أقلهم فقهاً.
يبقى إذن هما عزلوا جانب الفقه والفهم والتدبر والتفكر وخلوا القضية في النهاية هي مجرد أصوات إحنا بنطرب بها ونستمتع بها الفساد ده والتحول ده اللي أدى إلى كل هذا الفساد العريض يبقى إذن النبي صلى الله عليه وسلم لما بيقول اتخذوا هذا القرآن مهجوراً كما في كتاب الله يبقى ده حقيقة الصورة في اتخاذ أهو ونشواً يتخذون القرآن مزامير هنا الاتخاذ موجود، والهجران موجود فإحنا ربما نكون بنقرأ وربما نكون بنسمع لكن في النهاية كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ التدبر هو ده المراد والغاية المقصودة.
فالقضية بتبتدي والعلاج بيبدأ من حين عودة التعظيم عودة التبجيل الحقيقي، عودة التكريم الحقيقي لكتاب الله، وبالتالي عودة التبجيل الحقيقي للدين وقدره، ولأهل الدين.
العز بن عبد السلام إمام المسلمين في دمشق لما الملك وكان من نسل صلاح الدين اسمه الصالح إسماعيل حدث بينه وبين الكامل ابن عمه في مصر ده بيحكم سوريا وده بيحكم مصر وفلسطين حدث بينهم نزاع فده علشان يتعارك مع ابن عمه راح تحالف مع الصلبيين اللي أخذين سواحل الشام عمل معاهم حلف ودخلهم دمشق علشان يشتروا سلاح علشان يطلعوا يغزوا مصر فطبعاً الإمام – ده إمام – فطلع على المنبر وبدأ يهاجم هذا السلطان وينكر عليه فعله وأفتى الناس بعدم جواز بيع السلاح لهؤلاء الكفار لأنهم سيقاتلوا به المسلمين وترك الدعاء له ودعا بدعاءه المشهور الذي لازال زينة المنابر والمحاريب ” اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويحكم فيه بكتابك ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ” ففي النهاية إيه .. السلطان عزله، بعد ما عزله وجرده من مناصبه ساب البلد ومشي فانتقل من دمشق انتقل إلى فلسطين فالراجل جاي الصالح إسماعيل جاي بالجيش بتاعه وجايب النصارى حلفاءه وأراد أن يغزو مصر فاستقر في المنطقة اللي فيها العز كمقدمة لغزو مصر فراح جايب الراجل ثاني أرسل إليه واحد من المقربين اللي هما في الديوان الرئاسي أرسله إلى العز بن عبد السلام بيقول له إن السلطان ممكن يعفو عنك لو أنت جئت قبلت رأسه، فالعز رد عليه قال يا مسكين والله ما أرضى أن يقبل السلطان يدي فضلاً على أن أقبل رأسه، أنا أصلاً لو هو جه علشان يبوس أصلاً أيدي أنا مش حرضى، يا قوم أنتم في واد وأنا في واد الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به فقال إن السلطان قد رسم إن لم تجبه إلى ما أراد أن يعتقلك حيمسكك بقى يحبسك، فالمهم الراجل جابه وقيده بقى بسلاسل وحطه في خيمه جنب الخيمة اللي هو قاعد فيها وهو قاعد مع حلفاءه النصارى بيتكلموا، فالشيخ في الخيمة اللي جانبوا بيقرأ قرآن فهما سامعين صوتوا فهو حب يقول لهم حاجة يتقرب إليهم بها فقال لهم ألا تستمعون لهذا الصوت؟ قالوا وما هو قال هذا أكبر قساوستنا .. بيترجم علشان الشيخ هو ممكن ميعرفوهاش فبيترجم – قال لما عارضني في صلحي معكم وتحالفي وإياكم رسمت بإعتقاله وقيدته فهو في الخيمة التي بجواري تسمعون صوته …
هما قالوا له إيه بقى …؟
قالوا لو كان هذا القسيس عندنا – إحنا – لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها بس ده بيتعامل مع الإمام والعالم إزاي وهما التانيين بيلقنوه بقى درس ده لو عندنا إحنا إحنا حنتعامل معاه على عكس هذا تماماً.
ولذلك هرقل لما سأل أبو سفيان وده كان عظيم الروم ومالكهم لما سأل أبو سفيان عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم كان أخر ما قال إن كان ما تقوله حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين ولو كنت أعلم أني أخلص إليه أقدر أوصله من غير ما يحصلي حاجة لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه.
فإذن اللي احنا عايزين نقوله نحن نحتاج إذا أردنا إن ربنا سبحانه وتعالى يمن علينا ويصلح أحوالنا إن احنا نرجع إلى هذا القرآن وعلى فكرة احنا مش محتاجين للجنة تأسيسية ولا محتاجين مائة واحد يقعدوا هو ربنا سبحانه وتعالى لما أنزل سيدنا آدم إلى الأرض أنزل معه دستوراً هو كان نازل يعمل إيه؟ هيه الدنيا مش ماشيه كده قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى احنا على فكرة مش محتاجين حاجة فيها دستور هو موجود النبي صلى الله عليه وسلم حكم به وحكم به أصحابه.
جزاكم الله خيراً