Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

تفسير آية الكرسي

قال تعالى وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ القيوم هو الذي لا يحتاج إلى أحد، ويحتاج إليه كل أحد، القيوم هو الذى يقوم بكل شىء مستغنياً عمن سواه ولا يقوم شىء إلا به تبارك وتعالى.

فهذا الكون كله بكل ما فيه ومن فيه إنما هو مفتقر إفتقارا ذاتيا ودائما إلى الرب تبارك وتعالى. ولذلك إذا رفع الله عز وجل عن العبد أو المخلوق أو عن هذا الكون كلاءته وحفظه ولو للحظه فلا بد أن ينهار هذا الكون بكل ما فيه. فالإنسان مفتقر إلى الله عز وجل إفتقارا دائماً يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ۝ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ۝ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ

ثم أكد تبارك وتعالى كمال هذه الحياة وكمال هذه القيومية بانه سبحانه وتعالى لا تعتريه لحظة من لحظات الغفلات التى تعترى المخلوقين فقال تبارك وتعالى لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ. ثم بين سبحانه وتعالى بعد هذه الحياة والقيومية ملك الله تبارك وتعالى لهذا الكون بكل ما فيه فقال تعالى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، كل هذا الكون بكل ما فيه وكل من فيه إنما هو ملك لله تبارك وتعالى يدبره ويتصرف فيه كيفما شاء. فإن الملك نفسه مملوك لله تبارك وتعالى قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۝ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ.

النبى صلى الله عليه وسلم قال إن أخنع إسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك، لا ملك إلا الله. أخنع أى أذل وأحقر إسم عند الله تبارك وتعالى أن يسمى عبد نفسه بملك الأملاك وملك الملوك لأنه لا ملك إلا الله تبارك وتعالى وفى رواية رجل تسمى بشاهنشاه – وهى بالفارسية تعنى ملك الملوك – فهذا الذى يريد أن يرفع نفسه لينصب نفسه سميّا أونظيرا لله سبحانه وتعالى هذا أذل وأحقر إنسان ولا بد أن يرده الله عز وجل إلى ذل وهوان وحقارة. نحن رأينا هذا بأعيننا .. رأينا رضا بهلوى ” شاه إيران ” كيف صنع الله عز وجل به وهو من كان يرفع نفسه ويسمى نفسه شاهنشاه والله تبارك وتعالى أذله حتى أنه لم يعد له مكان يأوى إليه. شرد هو وأسرته ولم ينفعه ملكه ولا قوة جيشه ولا السافاك الذى كان يحتمى به ولا انه كان شرطى أمريكا فى المنطقة، كل هذا لم ينفعه. أخنع إسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك ولا ملك إلا الله. الله سبحانه وتعالى هو صاحب ومالك هذا الكون بكل من فيه حتى الوساطة والشفاعة فالله سبحانه وتعالى قال مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ حتى التوسط عند الله سبحانه وتعالى فى شأن عبد لا يستطيع أن يتكلم بين يدى الله عز وجل إلا بإذن الله، ولا يستطيع أن يشفع لشخص إلا إذا كان هذا الشخص المشفوع فيه قد أذن الله عز وجل له بالشفاعة مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى.

فحتى الشفاعة لا يملك عبد أن يتكلم بين يدى الله إلا إذا أذن الله عز وجل له. هناك حديث الشفاعة الطويل النبى صلى الله عليه وسلم لم يشفع للناس فى فصل القضاء إلا بعد أن أذن الله عز وجل له وتل تحت العرش جبينه طويلا وفتح الله عز وجل عليه فى هذه اللحظات بمحامد لله عز وجل لم يفتحها عليه من قبل فقال يا محمد إرفع رأسك وسل تعط وإشفع تشفع، فهو لم يتكلم بين يدى الله إلا بعدما أذن الله عز وجل له بذلك.ثم ذكر الله تبارك وتعالى صفة علمه وانه تبارك وتعالى قد أحاط بكل شىء علما، وأن المخلوق لا قدرة له ولا خيرة أن يعلم شيئا من العلم إلا بما يعلمه الله تبارك وتعالى إياه, ولذلك كان تعقيبا على الشفاعة أن هذه الشفاعة إنما يأذن الله عز وجل بها بعلمه .. ويشفع لهذا الشفيع أن يتشفع فى المشفوع له لأنه إستمد هذه الشفاعة بعلمه أيضا سبحانه وتعالى.

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ما بين أيديهم الأشياءالمحسوسة التى يمكن إن ندركها بحواسنا، أو ندركها بما وصل إلينا من أخبار. وما خلفهم هى الأشياء التى لا يستطيع الإنسان أن يحيط بها علما لأن حواسه لا تقوى على إدراك هذه الأشياء. وأشياء من الغيوب لا يعلمها إلا علاّم الغيوب سبحانه وتعالى. فهو سبحانه وتعالى يعلم ما بين أيدينا ويمكننا أن نحيط به علما ويعلم سبحانه وتعالى ما لا يمكننا أن نحيط به علماً وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ.

ثم قال تعالى وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ هذا الكرسى ورد وصفه فى حديث مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما السموات والأرض فى الكرسى إلا كحلقة ملقاة فى أرض فلاة .. صحراء شاسعة فيها حلقة ملقاة. فنسبة السموات والآرض على عظمتها وسعتها إلى هذا الكرسى المذكور فى هذه الآية العظيمة كنسبة هذه الحلقة الصغيرة الملقاه إلى هذه الصحراء الشاسعة.

ثم قال وفضل العرش على الكرسى كفضل الفلاة على هذه الحلقة. والنبى صلى الله عليه وسلم قال أذن لى أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة تخفق فيها الطير.وَسِعَ كُرْسِيُّهُ كيف وسع هذا الكرسى وكيف أحاط بالسموات والأرض. نحن كثيرا ما نسمع عن الكراسى والصراع على الكراسى والقتال لأجل الكراسى. كيف يكون مقدار هذه الكراسى بالنسبة لهذا الكرسى العظيم ذكره الله تبارك وتعالى. وكيف يكون حجم هذه الأرض التى نحيا بها بالنسبة للكون كله ثم بالنسبة لهذا الكرسى ثم بالنسبة للعرش الذى وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه العرش العظيم.

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا يؤوده أى يتعبه، لا يتعبه ولا يجهده. يعنى حفظ الله تبارك وتعالى لهذا الكون بكل ما فيه منذ أن خلقه الله تبارك وتعالى إلى أن يرث الله الأرض وما عليها لا يسبب لله تبارك وتعالى أى ثقل أو أى عبء. وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، ختم هذه الأىة العظيمة بهذه الصفتين العظيمتين. الله سبحانه وتعالى هوالذى له العلو المطلق والذى له سبحانه وتعالى العظمة المطلقة. هو العلىّ بذاته .. العلىّ بصفاته .. علىّ بقوته .. علىّ بعلو صفاته. وهو العظيم الذى له الهيبة والجلال والإكرام سبحانه وتعالى.وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. ليس غير الله يبقى .. من علا فالله أعلى .. من علا فالله أعلى .. من علا فالله أعلى.

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.