Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

حبل الله وطوق النجاة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. إنه من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادى له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ – يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ثم أما بعد.

كنا فى الجمعة الماضية فى حديث حول هذا الزمان الخاص وهذه المنّة الخاصة التى يمتن الله تبارك وتعالى بها على عباده كلما حال عليهم حول لتكون فرصة جديدة لاستعادة الإيمان واستعادة العلاقة مع الله تبارك وتعالى وتجديد المعانى التى قد بليت فى نفوس العباد. ونحن إنما نهدف من خلال ما نتحدث فيه إلى أن نخرج من إطار العادة التى تتحكم فينا فى إدارتنا وفى سلوكنا فى كل أمر من أمور حياتنا إلى دائرة التفكر ودائرة التبصر فى كل فعل وفى كل سلوك ومنهاج وخلق نتخلق به أو نتركه لأن الله تبارك وتعالى إنما أراد لنا ذلك. وجعل تبارك وتعالى هذا من خصائص التكريم التى إمتن بها على الإنسان. حينما أراد تبارك وتعالى أن يُظهر للملائكة, هذه المخلوقات العظيمة, قدر هذا الإنسان إنما أبرزه من خلال العلم. ولذلك كان العلم هو باب الإنسان لكى يسلك مسلكا صحيحا فى هذه الحياة ويحقق المهمة التى أراده الله تبارك وتعالى أن يسلكها فى هذه الحياة, ومن دون هذا المفتاح لا يمكنه أن يلج لا إلى باب خير ولا إلى باب رحمة ولا إلى باب فلاح أو نجاة أو نيل رضوان.

والعلم ليس هو تلك الكتل الصماء من المعلومات التى تحتشى بها أذهان العباد كما سلكنا فى درب تعليمنا الذى درسنا عليه طيلة حياتنا, وإنما هو كما علّمنا ربنا تبارك وتعالى وكما علّمنا رسوله صلى الله عليه وسلم هو الفهم والفقه, الإدراك, ترجمة الإنسان للمعانى والحقائق والسير على هذا المنهاج, ولذلك ذكرنا فى الخطبة الماضية أن الله تبارك وتعالى حينما ذكر لنا هذه العبادة التى نقوم الأن بالتعبد لله تبارك وتعالى بها, ذكرها معللة ومفسرة وقلنا أنه تبارك وتعالى هو رب يأمر عباده, والرب حينما يأمر عباده لا يحتاج إلى أن يفسر ولا إلى أن يعلل ولكنه يأمر وفقط .. لكنه تبارك وتعالى أراد من منطلق تكريم هذا العبد أن يبين له الحكمة من الفعل لكى يعمل على تحقيق الحكمة ولكى يقيّم نفسه فى إطار الحكمة .. يعنى دلوقتى العبادة دى مقصود منها إيه؟ الوصول إلى غاية معينة, يبقى أنا وأنا باتحرك شايف الغاية وأنا بمارس الوسيلة يبقى الصيام بذاته مش هو الغاية دا هو وسيلة لحاجة .. طيب هل المسلك اللى أنا باسلكه أو الصيام اللى أنا بأؤديه بهذه الصفة يؤدى إلى هذه الثمرة واللا لأ؟ يبقى أنا عندى معيار للتقييم أقدر أنا على أساسه أشوف أنا وصلت لهذا والا لأ. بس علشان أعمل دا لازم تكون الغاية نفسها مترجمة .. يعنى التقوى دى اللى هى إيه علشان أعرف أنا قربت منها والا ما قربتش, أنا أخدت خطوة حقيقية باتجاهها والا لأ.فكرة أكون أنا فاهمها ومدركها إتكلمنا عنها قبل كدا كتير ودى من أكتر الحاجات اللى تكلم العلماء فى بيانها .. ليه؟ كل ما كان الشىء أعظم قيمة وأعظم أهمية وأجلّ قدر كلما إحتاج إلى قدر أعلى من التنبيه والبيان. وكان من أعظم ما قيل فى تفسيرها وفى بيان حقيقتها جواب أبىّ بن كعب لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما .. هو بيتكلم عن حالة من الحساسية بيتعامل بيها الإنسان فى حركات الحياة, قال أما سرت فى طريق فيه شوك؟ قال بلى, قال فما صنعت؟ قال شمّرت واجتهدت, قال فذلك التقوى. يبقى هو بيتكلم عن إيه؟ واحد بيتحرك وبيتلمس ويتحسس مواضع أقدامه علشان ما يحطش رجله فى موضع يؤذيه. يبقى إذن التقوى عبارة عن إيه؟ عبارة عن حالة من الحساسية موجودة عند الإنسان بيتحسس بيها مراضى الله تبارك وتعالى فى الخطوات اللى بيخطوها فى حركات هذه الحياة. ولذلك هى التقوى جاية منين؟ جاية من الوقاية ,أنا باتخذ وقاية .. ستر .. حفظ من إن أنا أقع فيما يسخط الله تبارك وتعالى. يبقى إذن التوقى دا حالة من الحرص, ودى حالة موجودة فى القلب, حالة مستمرة بيترتب عليها آثارها فى الأقوال والأفعال والأخلاق والسلوكيات. يبقى الصيام عايز يوصلنى لهذا, أو الغاية منه إنه يوصلنى لهذا, فلازم أكون عارف دا هو إيه بالظبط وهل الصيام بيعيننى على دا والا لأ. يبقى مفروض الصيام بيربى عندى حالة جوة, حالة العلماء بيسموها المراقبة .. اللى هى الإنسان ربنا تبارك وتعالى على باله طيلة وقته أو فى معظم وقته.

وذكرنا فى الجمعة الماضية ما يمكن أن نسميه الحكمة أو الفرصة اللى ربنا تبارك وتعالى بيعطيها للإنسان فى هذا الوقت لكى ينال المغفرة عبر تفعيل أسباب الخير وتقليل وإضعاف أسباب الشر. وقلنا إن إحنا من خلال هذه العبادة إحنا هنتقدم أو هنتأخر.ولذلك إحنا محتاجين نبقى حريصين جدا إن إحنا ما نقعش فى دائرة التقهقر أو التراجع.إحنا قلنا إن المشكلة إن الإنسان طالما هو بيتنفس ويتحرك فهو بيتقدم أو بيتأخر. يعنى كل خطوة وكل وقت بيعدّى يا إما أنا بارتقى إلى الله تبارك وتعالى يا إما أنا أبقى عياذا بالله فى نفور. قال تبارك وتعالى لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ. يبقى إذن الوضع الساكن للنفس الإنسانية مش موجود وإنما هى فى حركة دائبة ,والجوارح أثر للنفس, لكن الحركة فين؟ جوّة .. القلب بيمور بالفكر والأحاسيس والإرادات والهموم والأفكار والعزائم, الحاجات دى فى أى إتجاه؟ إتجاه يخلينى أتقدم والا إتجاه يخلينى أتأخر؟ ولذلك إحنا قلنا إن جبريل عليه السلام فى دعائه ومحمد صلى الله عليه وسلم فى تأمينه وضعونا فى نقطة حرجة غاية الإحراج لأنهم خلّونا لو إحنا مش فى دائرة نيل المغفرة فإحنا فى دائرة الإبعاد من الرحمة .. إحنا مش فى سعة من أمرنا – دا اللى عايزين نقوله – إحنا مش فى سعة من أمرنا. هما حطونا فى دايرة غاية فى الإحراج .. ما أدامناش سبيل غير إننا ناخد خطوة لأدام وإلا مين اللى يطيق أن يقع فى إطار هذه الدعوة – فأبعده الله -؟ مافيش حد عايز يبقى كده, بس أنا علشان مش عايز أبقى كده لازم آخد خطوة لكده .. وده اللى إحنا النهارده عايزين ندور عليه.

فين أول الخيط .. يعنى أنا لو عايز أبتدى طيب أعمل إيه؟ لو أنا تولّد عندى الشعور دا بإن أنا عايز آخد خطوة باتجاه المغفرة والنجاه أعمل ايه؟ هتحرك إزاى؟ إيه المطلوب منى؟ إيه اللى أنا ممكن أعمله بشكل عملى وواقعى؟

 إحنا قلنا المرة اللى فاتت إن الصيام مفروض إن هو هيربّى مجموعة من المعانى جوّايا. من الحاجات الأساسية فيها قضية الإرادة والقدرة على الفعل. إن أنا فى حاجات نجحت واقعيا إنى أعملها. يبقى إذن المنطلق الأساس إن أنا بإذن الله أستطيع إن أنا آخد خطوات إذا أنا كان عندى الإرادة الحقيقية والنية الصادقة وإن ربنا تبارك وتعالى لا بد أن يمد يد العون لكل عبد كان مريدا حقا لأن يدنو من جناب الله تبارك وتعالى .. من تقرب إلىّ شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلىّ ذراعا تقربت إليه باعا ومن أتانى يمشى أتيته هرولة .. هذا كلامه تبارك وتعالى. طيب إحنا مفروض هنعمل إيه؟

 إحنا قلنا أول حاجة التوجه .. اللى هو فى صورة الصلاة مثلا بيبقى إستقبال القبلة. إستقبال القبلة دا معناه إيه؟ معناه إن أنا بوجّه نفسى قبالة الرب تبارك وتعالى .. أنا باستقبل وجه الله تبارك وتعالى. يبقى أنا وجهى دا اللى هو طيلة الوقت بيلتفت يمنة ويسرة إلى أشياء كثيرة, أنا قررت إنى أوجهه الوجهة الصحيحة.دى أول خطوة .. وبعدين؟ إحنا اتكلمنا قبل كدا من فترة – طويلة نوعا ما – عن أركان المسلم. وقلنا إن الإنسان المسلم بيعيش فى إطار هنتخيله فى صورة مربع فيه أركان أربعة وأنا بتحرك داخل إطار هذه الأركان.هى دى اللى بتحوى الإنسان .. إحنا ممكن نسميها مربع البر أو مربع الإيمان له أضلاع أربعة, أركانه التأله لله والوعى والتهذيب والمسئولية. قلنا أول حاجة إن التأله لله هو التعبد, إرتباط الإنسان بربنا تبارك وتعالى .. إرتباط الممارسة وارتباط العبادة ودا اللى احنا عايزين نركز عليه. الجانب التانى .. جانب بناء الوعى والفهم والإدراك اللى هى البصيرة اللى ربنا تبارك وتعالى إتكلم عليها. البصيرة دى بتأتى منين؟ بتأتى من النور القرآنى حينما يلامس قلب الإنسان ,كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِقَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ۝ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ .. دى هتعطى لمين؟ النعم دى هتُسدى لمين؟ النور ده هيعطى لمين؟ للّى هو بيتتبع مراضى الله, اللى هو دا الطريق اللى هو بيسلكه ودى الغاية اللى هو بيفكر فيها قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ...?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .. كل القيم دى والنعم دى موجودة فى القرآن بس هيعطاها القلب المؤمن الذى يتتبع رضوان الله يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى? صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. قلنا الحاجة الثالثة هى ظهور الأثر دا للتأله والوعى على الصورة إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاًالخارجية للإنسان .. تهذيب الإنسان لسلوكه وأخلاقه على وفق الصورة اللى ربنا بيرتضيها ,على وفق الصورة اللى الرسول صلى الله عليه وسلم كان بيمثلها. عظمة مقام النبوة بتتمثل حق التمثل فى إن هو استطاع صلى الله عليه وسلم أن يحيل كلاما إلى حركة, أن يحيل منهج إلى صورة تُشاهد. ولذلك البشير بن عامر رحمه الله سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أتقرأ القرآن؟دا الإطار النظرى .. يعنى بتقوله إنت حافظ القرآن؟ قال لها آه .. يبقى هى أحالته على الصورة النظرية للحق أو للصواب, للصورة المثالية للإنسان اللى بتتمثل من خلال الكلمات القرآنية ,قال نعم قالت فإن خلقه .. هى بتتكلم بأه عن الممارسة لو تخيلت القرآن دا بيمشى .. هو ما شافش النبى صلى الله عليه وسلم فهى بتوصفهوله .. فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو القرآن.قال فهممت أن أقوم ولا أسأل عن شىء بعد قال ثم سألتها عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ليه؟ لأن كيفية هذه التفاصيل لم ترد فى القرآن .. القرآن للأصول الكلية المجملة ,أصول الهداية, أما التفاصيل التتميمية فمبثوثة فى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السنة ولذلك إحنا ما نقدرش نتخلى عنها أو نلغيها. دلوقتى القرآن بيتمثل فى صورة إنسان ,طيب الإنسان دا هنشوفه إزاى؟ فى السيرة .. .ما هو بدون السيرة مش هيبقى فيه لا تمثل ولا إدراك لهذا.فالسيدة عائشة بتتكلم عن إيه؟ إختصرت الأمر كله وبتقول إن هذه الأخلاق القرآنية العظيمة بتمشى فى صورة إنسان بيتحرك, وهو دا التهذيب. والرابع المسئولية .. تفكر الإنسان الدائم لمعنى الأمانة, قال تبارك وتعالىإِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ .. . طيب الأمانة دى هيسأل عنها بين يدى الله غدا فشعور الإنسان بالمسئولية إن هو فى إطار أمانة هو بيتحملها ولا بد أن يؤديها على الصورة التى تكون مقبولة عند الله تبارك وتعالى فيُستقبل غدا أحسن إستقبال, قال تعالى يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً هى دى صورة الإستقبال اللى الإنسان المسلم بيتمنى إن ربنا تبارك وتعالى ينيله إياها. نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا فى زمرة هؤلاء, أهل التقوى اللى إحنا بنتكلم عنهم, كيف يستقبلهم الله تبارك وتعالى .. يستقبلهم على أحسن ما يكون الإستقبال.هى دى المفروض غاية الإنسان اللى مفروض إن الصيام أتى لتحقيقها.يبقى إذن أنا لو عايز أعرف إيه المطلوب فأنا المطلوب إنى أتمثل هذه الأركان الأربعة.

 نقطة البداية إحنا هنضع مربع تانى ممكن نسمى المربع دا إطار الحمى الإلهى .. إطار الحفظ الإلهى .. السياج اللى الإنسان بيحتمى فيه فى حركته فى هذه الحياة ودا هنضع له أيضا أربع أركان .. القرآن, الصلاة,الذكر, والدعاء. يبقى إحنا لو حبينا نفك التأله, الركن العظيم دا, هنضعه فى مربع آخر يتمثل فى كتاب الله – القرآن – الصلاة, الذكر, وفى الدعاء. أنا لو دخلت جوة الإطار دا فأنا الآن بإذن الله فى إطار الحماية والحفظ والرعاية الإلهية بالتشبث بهذه الأركان الأربعة. النبى صلى الله عليه وسلم – الحديث فى صحيح بن حبان – خرج على جماعة من أصحابه فقال أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلى قال فإن هذا القرآن سبب – أى حبل – طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده ابدا. يبقى إذن النبى صلى الله عليه وسلم بيتكلم عن إيه؟ بيتكلم عن الحبل,قال تعالى ” وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ طيب الحبل دا سبب واصل من الأرض إلى السماء .. النبى صلى الله عليه وسلم يمثل إن الحبل دا ممسوك فى العروة العليا بيده تبارك وتعالى لأنه كلامه. طيب وتحت؟ إحنا بنتشبث بيه .. بنمسك فيه. طيب لو مسكنا فيه؟ يبقى دا اللى ممكن يرتقى بينا لفوق ودا اللى بيبقى على الصلة الدائمة بيننا وبين ربنا تبارك وتعالى. يبقى أنا لو عايز إنى أجيب أول الخيط أو أول الحبل, أو أمسك أول الطريق اللى هيوصلنى لربنا سبحانه وتعالى يبقى أنا عايز أتشبث بالقرآن. طيب أعمل دا عمليا إازاى؟

سورة من قصار السور اللى إحنا حافظينهم نركز معاها ونحاول إن إحنا نعيش معاها .. نتابعها يعنى .. ما تنتقلش مش هقرا كتير هاختار أى سورة, ربنا تبارك وتعالى أعطى الأنبياء والمرسلين آيات .. يعنى إيه آيات؟ يعنى دلائل واضحة على إن هما مؤيَّدين من قِبَل الله وأنهم يأتوا بما ليس فى مقدور البشر, فمن هذه الآيات مثلا ناقة صالح عليه السلام .. من هذه الآيات عصا موسى عليه السلام .. من هذه الآيات إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى للمسيح عليه السلام. لكنه لما آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم آيه آتاه آيات .. قال صلى الله عليه وسلم ما من الأنبياء نبى إلا أوتى ما مثله آمن عليه البشر – يعنى آيات تستحق أمثالها أن تكون دلائل واضحة للإيمان – وإنما كان الذى أوتيته وحيا – كلاما – أوحاه الله إلىّ فارجو أن اكون أكثرهم تابعا يوم القيامة. ربنا تبارك وتعالى جعل الجملة القرآنية بمثابة آيه كاملة من آيات النبيين. إحنا عندنا القرآن متقسم سور والسور آيات .. الآية الواحدة ,ربنا سماها آية, يعنى كل آية مستقلة معجزة لوحدها .. مفردة .. تكفى وحدها كدليل. ولذلك إحنا القضية إن احنا عايزين نمسك فى حاجة.

 الإمام الشافعى كان بيتكلم على سورة العصر قال لو فكر الناس كلهم فى هذه السورة لكفتهم .. هما تلات آيات .. فهو بيقول لو الناس كلهم فكروا فى السورة دى .. يعنى مشيوا معاها وتتبعوها .. حاولوا يعيشوا معاها وطبقوها لكفتهم. ولذلك إحنا كان ممكن إن النبى صلى الله عليه وسلم مثلا ممكن طول ليلة طويلة بيصلى طول الليل بيقرا آيه .. وربما كذلك بعض الصحابة وبعض الأئمة .. فطول الليل بيقرا فى آية. يبقى إذن مدد الآية معاه ما بيخلصش .. الآية مش هتخلص ولذلك هو مش عايز ينتقل.النبى صلى الله عليه وسلم بقى ليلة يتلو قوله تعالى إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ، وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يبكى ويقول أى رب أمتى أمتى. هو طول الليل بيفكر فعلا .. على فكرة هو مش بيفكر فيه هو بيفكرفينا إحنا .. إحنا وموقفنا .. يعنى هو بيقارن بين موقف هؤلاء وموقف ربناتبارك وتعالى منهم حينما يغضبونه ويكونوا بين يديه وبين موقف أتباعه وأمته كيف يكون حالهم؟ تميم الدارى رضي الله عنه جعل يقرأ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ يقرأ ويردد ويبكى حتى أصبح .. آيه واحدة هى آيه واحدة .. هو بيعيش مع الآية وهو دا التدبر .. أنا باتحرك معاها وبانظر لحالى فيها وبانظر لإمداداتى اللى هى بتعطينى إياها بعيدا عن دائرة الإبصار .. يعنى حاجة أنا باركز فيها .. الآية دى تاخدنى بإذن الله إلى الله. هو دا المدخل .. دا الحبل .. أنا هامسك أول الحبل أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ يعنى هل ينفع أعامل دول زى ما بعامل دول؟ سواء محياهم ومماتهم يعنى إيه؟ إحنا عندنا بندرك إن فى تمييز بين المؤمنين وغير المؤمنين فى الآخرة .. دا مفهوم .. احنا بنؤمن بهذا – على الأقل نظريا – إن ربنا تبارك وتعالى لن يعامل المؤمنين فى الآخرة كما يعامل غير المؤمنين. لكن ربنا تبارك وتعالى بيتكلم هنا عن الحياة قبل الممات .. يعنى ربنا تبارك وتعالى لا يساوى بين المؤمنين وغير المؤمنين .. لا يساوى بين اللى اجترحوا السيئات وبين اللى آمنوا وعملوا الصالحات حتى فى هذه الحياة الدنيا,لا يعامل هؤلاء كما يعامل هؤلاء.عطاءات ربنا هنا لا يمكن أن ينال هؤلاء مثلها .. لكن إحنا بندرك دا أحيانا وأحيانا ما بنشوفهوش لأن إحنا تقييماتنا مادية صرفة فممكن ما نبقاش شايفين دا. وربنا جعل دا فى مثار الإستنكار.فهو طول الليل بيردد .. وإحنا مش هنقدر ندرك حقيقة هو إيه اللى كان بيعتمل فى ذهنه طول الليل, هو بيعيد الآية وبيكررها فكل ما بيكرر بيرسخ جواه حاجة وبيثبت جواه معنى وبيجدد جواه معنى إيمانى. عبد الله بن المبارك أتاه رجل فرحان وقال قرأت القرآن كله البارحة .. قاله أما أنا فأعلم رجلا .. يقصد نفسه ولكن مش بيحدد علشان ما تبقاش تزكية للنفس .. بقى ليله يقرأ ألهاكم التكاثر ما استطاع أن يتجاوزها .. كلمة ما استطاع دى معناها إيه؟ هو عايز يدخل فى السورة اللى بعدها بس مش عارف .. هو بيقرأ ألهاكم التكاثر ببس مش عارف يطلع .. مش عارف يعدى للى بعدها فهى ما بتخلصش فهو مش عارف يعدى. ولذلك كان بعض العلماء يقول مثل القرآن كمثل التمرة كلما مضغتها إستخرجت حلاوتها .. كل ما تمضغها اكتر تعطيك قدر أعلى من الحلاوة والتأثر .. دا المتاح معانا بس إحنا عايزين نمسك أول الخيط. يبقى إيه أول الخيط؟ أنا عايز أمسك سورة .. سورة من الحاجات اللى إحنا عارفينها وحافظينها .. من اللى احنا بنصلى بيها, علشان واحنا بنصلى يتغير شكل الصلاة نتيجة لتغير شكل القراءة. إحنا الضرورة الأساسية اللى إحنا محتاجينها فاتحة الكتاب لأن إحنا مش هينفع نسقطها فى أى ركعة .. يبقى دى أول حاجة فيها شىء من قصار السور اللى احنا نعرفها .. مش هنطلع برة ولا نروح بعيد .. بس إحنا نحاول ندخل جوة السورة .. ربنا تبارك وتعالى ماذا يريد أن يقول لنا؟ إيه المعانى اللى يريد يوصلها لنا؟ ايه الأشياء اللى احنا مفروض نعيها أو نعقلها عن ربنا تبارك وتعالى .. هو دا أول شىء احنا مفروض نعقله أو نفهمه عن ربنا تبارك وتعالى .. هو دا أول الحبل.

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.

الحمد لله رب العالمين.

عبد الله بن بسر يقول أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علىّ وإنى قد كبرت فأخبرنى بعمل أتشبث به ولا تكثر علىّ فأنسى .. قال لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تبارك وتعالى. هو بيتكلم عن ايه دلوقتى؟ إن شرائع الإسلام قد كثرت علىّ .. أعمال القربات وأعمال البر كتير أنا مش هقدر أحيط بدا ومش هقدر أحصيه ومش هقدر أقوم بكل دا, وإنى قد كبرت .. أنا كبرت فى السن مبقتش طاقتى أو صحتى تتحمل قدر كبير من الإجتهاد فقول لى على حاجة أتشبث بيها .. دا اللى احنا بنتكلم عليه .. أنا عايز أمسك فى حاجة.الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أوصانا بهديه وطريقه قال تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, الحاجة اللى انت ماسك فيها أوى مش عايز تسيبها .. هى القضية كدا .. انا بادور على حاجة أتشبث بيها الحاجة دى هتوصلنى لربنا تبارك وتعالى.فاحنا بندور على ايه؟ على أول الخيط .. حاجة أمسك فيها وأفضل ماشى معاها واتابعها هى اللى هتمشينى مش أنا اللى همشيها .. أنا همسك فيها وهى اللى هتحركنى .. بس أنا أمسك فيها كويس.قال أخبرنى بشىء أتشبث به ولا تكثر علىّ فأنسى .. لو أنا اتقاللى حاجات كتير هتتوه معايا ومش هعرف.أنا عايز أمسك فى حاجة. يبقى دا اللى احنا بندور عليه .. إنى أمسك فى حاجة وهى هتمشينى وتاخدنى إلى الله تبارك وتعالى.قال لا يزال لسانك رطبا بذكر الله عز وجل. النبى صلى الله عليه وسلم ذكر الذكر ليه؟ الحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى فاحنا لايمكننا أن نحيط علما بحكمته سبحانه ولا بحكمه نبيه الذى آتاه الله تبارك وتعالى الحكمة.ولكن إحنا بنحاول نتلمس شىء من وجه الحكمة.

 أول حاجة إن هو ذكر حاجة سهلة ومتاحة .. مش شاقة ولا صعبة ,عبادات اللسان أسهل عبادة ومش هتبقى شاقة علي الإنسان. الحاجة التانية إن دى حقيقة أعظم عبادة .. ليه؟ لأن الذكر يساوى الحضور الدائم مع الله .. هو الذكر يساوى حضور الإنسان الدائم مع الله. طيب لو أنا ربنا تبارك وتعالى تعظيمه بيجرى على فؤادى طيله الوقت؟خلاص مش هيبعد .. هو الإنسان مشاكله من غياب التعظيم ومن غلبة الغفلة. لو أنا ربنا تبارك وتعالى على ذهنى دائما وتعظيمه فى قلبى يجرى بشكل دائم .. ولذلك قال له رطبا .. يعنى إيه؟ هو دا اللى بيدى نداوة للقلب .. من غيره القلب يجف وييبس .. فعايز يقول له راعيه زى ما بتراعى زرعك كدا بالسقاية .. عايز يقوله راعيه وما تخليهوش ينشف منك كل ما تحس إن هو بدأ يجف إرويه .. يبقى الذكر دا تروية دائمة للقلب تجعله دائما نديّا ينبض بالحياة.يبقى إحنا بنتكلم على سورة أمسك فيها وذكر أحافظ عليه بس أحاول إن أنا أعمله بالصورة المرضية علشان يبقى مثمر.كل عبادة اُمرنا بيها لها كيفية لازم تُؤدَّى بيها .. الكيفية دى اللى هى حالة الحضور والإستحضار الفؤادى الموجودة عندى. يعنى أنا بقول مثلا سبحان الله الكلمة دى لها أبعاد جوايا وأنا بحاول أركز فيها وأنا بقولها علشان تدى ثمرة .. دى كلمة تعظيم وتقديس وتنزيه لله تبارك وتعالى فى مقابل قصور وتقصير وضعف الإنسان. لما أقول الحمد لله لها إمتدادات كتيرة مفروض جوايا الحمد لله دى تساوى كل نعمة غُمرت بيها من قبل الله سبحانه وتعالى ودى حاجة لا يمكننى إحصاءها وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا لو أنا قلت الحمد لله متجددة وحاولت أستحضر نعمة جديدة كلما ذكرت هذه الكلمة يبقى دا نبض إيمانى بيتجدد كلما قلت الحمد لله .. طيب لو أنا قلتها كدا بدون إحساس أو إدراك؟ مش هتفيد حاجة ومش هتجيب حاجة. ولذلك الذكر مع الغفلة القلبية مش هينفع.

 ابن القيم يقول من وافق الله تبارك وتعالى فى صفة من صفاته قادته إليه بذمامه وأدخلته على ربه وأدنته منه وقربته من رحمته وصيرته محبوبا له فهو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء .. كريم يحب الكرماء .. عليم يحب العلماء. ابن القيم بيقول إيه؟ بيقول الإنسان لو تخلَّق بصفة من صفات ربنا العظمى التى للإنسان أن يتخلق بها .. .فى صفات ربنا انفرد بها زى صفات العظمة .. أما صفات البر والإحسان فدى اللى أمرنا إننا نحاول نتخلق بيها. فبيقول إن الإنسان لو توافق أو حقق صفة واحدة من صفات الله تبارك وتعالى فى حياته وممارسته فهذه الصفة تقوده إلى الله بذمامه .. ودا اللى إحنا بنقوله إن مش أنا اللى هحركها .. دا هى اللى بتشدنى وهى اللى هتاخدنى .. قادته إليه بزمامه .. جرجرته كدا .. وأدخلته على ربه وأدنته منه وقربته من رحمته وصيرته محبوبا له. طيب الصفة دى أنا هقابلها فين؟ هقابلها فى القرآن يعنى هقابلها فين .. الصفات دى مبثوثة فى كتاب الله, يبقى إذن من أوجه تأثير الكتاب إن هو يحطنى فى هذا الإطار .. إطار التحقق والتخلق بهذه الصفات العظمى. فابن القيم بيقول فإنه رحيم يحب الرحماء .. يعنى لو إنسان أُعطى صفة الرحمة أو حاول يتحقق بصفة الرحمة أو حاول يتخلق بصفة الرحمة فى إطارها الواسع الراقى فيكفيه إن ربنا تبارك وتعالى يرحمه بهذه الرحمات. لو كان كريما .. فهو سبحانه وتعالى هو الكريم الذى يمن على أهل الكرم. طيب أنا ممكن اعمل كدا؟

النبى صلى الله عليه وسلم قال إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحرّ الخير يُعطه ومن يتوقى الشر يوقَه. قال إن الإنسان ربنا أعطاه القدرة على الإكتساب ,وهو دا مثار الإبتلاء, ربنا تبارك وتعالى أعطى الإنسان صفات جبليّة رحمة منه تبارك وتعالى .. صفات كويسة دى فُطر عليها الإنسان وما بذلش جهد فيها .. يعنى هو محتاج يشكر ربنا تبارك وتعالى عليها وإن هو يوظفها فيما يرضى الله. وفى صفات أخرى فى دائرة التنحى محتاج الإنسان انه يجاهد ليكتسبها, وفى آفه موجودة فى القلب .. الإنسان طيلة حياته بيجاهدها وفى الغالب بتبقى آفة واحدة, يعنى إحنا بيبقى عندنا شوية مشاكل بسيطة بس كل واحد بيبقى عنده مشكلة صعبة .. حاجة متعمقة فى نفسه .. كل حياته علشان يصلح دى بس, ممكن يبقى صلحها .. وممكن يبقى كان بيجاهد علشان يصلحها.طيب ولو جاهد علشان يصلحها وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. حتى لو ما حققتش نجاح كبير أوى بس أنا ربنا قبضنى وأنا بحاول .. مستمر فى المحاولة على هذا الدرب. يبقى إذن فى صفات جبليّة رحمة وفضل من الله .. نشكر ,وفى صفات إحنا عايزين نتخلق بيها .. النبى صلى الله عليه وسلم بيقول إن الحلم .. وذكر الحلم صلى الله عليه وسلم لأن دا أصعب حاجة,الإنسان لما يبقى غضوب مش من السهل إن هو يسيطر على نفسه, مش من السهل إن هو يكتسب سعة الصدر ..

فالنبى صلى الله عليه وسلم بيقول إن دا بيكتسب, العلم بيكتسب بالتعلم وكذلك الحلم بيكتسب بالتحلم, ومن يتحرّ الخير يُعطَه, كل إنسان بيتلمس أبواب الخير .. بيدور عليها, ربنا بيؤتيه إياها, ومن يتوقّ الشر وبيبعد عن أسباب الضرر أو الخطر .. ربنا سبحانه وتعالى لابد أن يقيه منها وأن يصرفها عنه. يبقى إذن بنتكلم على أول الخيط .. عايزين نمسك أول الحبل, النبى صلى الله عليه وسلم قال الحبل فين؟ فى القرآن .. طيب إزاى نمسك الحبل؟ نتخيل نفسنا مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما خوطب بهذا القرآن أول مرة ,لو إحنا فى مقام رسول الله وبيتنزل علينا جبريل بهذه الكلمات التى ما زالت حيه هنستقبلها إزاى؟ وهو كان بيستقبلها إزاى صلى الله عليه وسلم اللى هو القدوة والأسوة بتاعنا؟ إحنا عايزين نحاول نحاكيه فى إستقبال آيه .. استقبال سورة من قصار سور القرآن. وإن إحنا نتشبث كما أوصى صلى الله عليه وسلم بهذا الباب – باب الذكر – والقرآن دا هيوصلنا لصفات وأخلاق هتقودنا إلى الله تبارك وتعالى. ومافيش وقت نقدر نعمل فيه دا أمثل من الوقت دا .. مافيش وقت للبداية, ما هو رمضان دا اللى هو وضع القدم على بداية الطريق بحيث بعد رمضان ربنا يمن عالإنسان ويفضل مستمر فى الطريق.ولذلك رمضان إرتبط بالقرآن علشان كدا .. تنزيل القرآن فى رمضان لأن التفاعل مع رمضان كأمثل ما يكون التفاعل.هو دا اللى إحنا عايزينه. آخر حاجة نذكر بيها حديث قلناه كتير .. أثر القرآن فى شفاء الصدر .. ما هو أنا لما أعرف حكمة الأشياء قلبى يتعلق بيها أكتر .. ماهو الإنسان كدا بيحب الخير وبيحب اللى ينفعه بيحب اللى يجلب له مصلحه, ولذلك هو بيطرق طرق الشر وهو بيعتقد إنها هتجلب له المصلحة, طيب لو هو أدرك طرق الخير فين هيتعلق بيها لأن الإنسان بطبيعته بيحب نفسه وبيحب لها الخير .. الإنسان ما بيكرهش نفسه .. لو هو أدرك إن الخير هنا خلاص هيتشبث بيه. الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول إيه؟ الإنسان لما بيصيبه الهم يعمل إيه؟ يدعى إن ربنا سبحانه وتعالى يجعل القرآن ربيع للقلب وشفاء للصدر .. ما أصاب عبد قط هم ولا حَزَن,كلنا محدش فينا بيخلو من الهموم أيا كان وضعه ولا بيخلو من الأحزان أيا كان وضعه. إحنا قلنا فى هم وغم وحَزَن .. ومن رحمة الله إن كل شىء الإنسان بيصاب بيه ولو بسيط .. من رحمة الله إن هو دائما بيُذهب ويزيل هذه الآثار.

قلنا الحزن إن الإنسان يتذكر شىء ماضى مؤلم فيعتمل فى قلبه أثره, والهم إن الإنسان يتعلق فكره بشىء مستقبلى متوجس منه أو شىء يريده ويخاف إنه ما يحصلش فيصيب قلبه الهم ويعتريه نزغات الشيطان, والغم إن هو يكون عايش حالة حاضرة بتسبب ثقل عليه. والإنسان هى دى دايرة الزمن اللى حواليه .. ماضى وحاضر ومستقبل .. الحزن والغم والهم. طيب الإنسان لما يجيله حالة زى كدا؟ النبى صلى الله عليه وسلم قال يقول كلمات .. اللهم إنى عبدك إبن عبدك إبن أمتك ناصيتى بيدك .. مسلّم لله .. ماض فىّ حكمك عدل فىّ قضاؤك .. وبعدين؟إيه بعد هذه المقدمة اللى بتقوم على التسليم؟ أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبى – الربيع المطر اللى بيحيى الأرض – فالقرآن يحيى القلب ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ۝ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ يحيى القلب بالقرآن .. ربيع قلبى ونور صدرى وشفاء همى وذهاب حَزَنى .. طيب لو عمل كدا؟ إلا أذهب الله همه وحَزَنه وأبدله مكانه فرحا. يبقى إذن القرآن له تأثير مباشر فى إزالة الهموم وجلب الطمأنينة كما للذكر الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ? أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ يبقى إحنا لو ركزنا على الحاجتين دول – القرآن والذكر – أسهل وأيسر وأقرب وأكثر تأثيرا بشكل مباشر.فأنا بقرأ القرآن وبسأل ربنا تبارك وتعالى أن يجعل للقرآن أثره فى إزالة الهم والحَزَن.

يبقى خلاصة اللى إحنا قلناه أول الحبل فين؟ هما حاجتين .. سورة من كتاب الله وذكر لله تبارك وتعالى أُحضر له قلبى وأحافظ عليه وأستديم على دا.هتفتح ليا بإذن الله أبواب السماء .. هتسلك بيا إلى الله تبارك وتعالى كما أحب وأرجو وأتمنى .. ودى فرصتنا ومش عايزينها تضيع. النعم والمنن بتتوالى على الإنسان لكن مش دايما بتبقى فى إيده, قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ يحييكم .. هى دى الحياة الحقيقية.وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ احنا مش بنملكه ربنا سبحانه وتعالى اللى بيملكه .. ربما الإنسان إذا تمادى فى الإعراض وتمادى فى الغفلة ما يعرفش ييجى تانى. قال تعالىوَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ هما بيتعاقبوا على إن هما أعرضوا وما اهتموش بإن هما ما يعرفوش يستجيبوا .. ما يعرفش يلف ويستقبل القبلة ويعود .. مش عارف يعود. احنا مش عايزين نقع فى أمثال هذه الدوائر عسى إن ربنا يمن علينا ويعافينا.

يبقى إحنا قلنا إن عندنا مربعين .. مربع كبير ومربع جواه .. العبادة الوعى التهذيب والمسئولية .. وداخل إطار العبادة القرآن الصلاة الذكر والدعاء.وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات .. وترك المنكرات .. وحب المساكين .. وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا .. وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا. وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك .. وحب من يحبك .. وحب عمل يقربنا إلى حبك

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

اللهم لا تردنا خائبين .. اللهم لاتردنا خائبين ولا من رحمتك آيسين .. اللهم لاتردنا خائبين ولا من رحمتك آيسين واغفر لنا يا رب العالمين

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.