الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله لا رب غيره ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أشرف عبدٍ وأطهره وأزكاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هديه واهتدى بهداه
ثم أما بعد:
كنّا في حديثٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل الامن.
تحدّثنا عن شيء من ظلال قوله صلى الله عليه وسلم ” أنا أمنة لأصحابي فإذا ذهب أتى أصحابي ما يوعدون ” معنى الأمنة والأمان، كان وجوده صلى الله عليه وسلم أماناً وحفظاً وصيانة وعصاماً لأصحابه رضي الله عنهم، مم كان أماناً وحفظاً وصيانة ورعاية؟
لقد كان وجوده صلى الله عليه وسلم أماناً من الفتنة، أماناً من النزاع، أماناً من الصراع، من أن تذهب من الدنيا من ذات اليمين أو ذات الشمال، وذكرنا طرفاً من ذلك في الجمعة الماضية، وذكرنا موقفاً يظهر فيه كيف كان صلى الله عليه وسلم أمناً لأصحابه، واليوم نضيف إلى ذلك مواقف أخرى، ثلاثة مواقف ذكرنا اثنين منهما قبلاً والثالث نذكره اليوم، ذكرنا في الجمعة الماضية كيف أنه صلى الله عليه وسلم حينما وقعت الفتنة وثارت بين قبيلي الأنصار – ما بين الأوس والخزرج – خرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً وقال ” أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم “
واليوم نذكر موقفاً أصعب وأشد بعد هذا الموقف بنحوٍ من خمس سنين في غزاةٍ من أصعب الغزوات التي مرّت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغزوة نفسها،، الغزوة كانت أيسر ما يكون.
اجتمع بنو المصطلق وأرادوا أن يغزو المدينة وعلم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى إليهم وهم غارّون – قبل ما يستعدّوا – فلم يلبسوا إلا قليلاً حتى انتهى الأمر – مكنش في حاجة – أين المشكلة إذاً؟ وهم راجعون.
ذكرنا الموقف الأصعب والأشد في قصّة الإفك عندما تكلّمنا عنها، متى كان هذا؟ والنبي صلى الله عليه وسلم راجع من المريسيع، وهذا هو الموقف الذي قبله مباشرة، يعني في هذه المساحة الزمنية الضيّقة هذه من الرجوع من غزوة بني المصطلق إلى المدينة حدث الموقفين الصعبين جداً هذين.
فهم عندما انتهت المعركة فهم عشطى ومحتاجين إلى الماء، فجاؤوا إلى بئر المريسيع – وهو قليل الماء – فازدحم الناس على البئر، والازدحام عموماً يضيّق الصدر – وأي حد يركب قطار أبوقير أو الاتوبيس يعلم الناس عندما تزدحم كيف تكون مشاعرهم – فهذا أمر طبيعي، ففي هذا الازدحام؛ اثنان كلا منهما ينزلوا دلائهم لكي يشربوا من الماء، فالحبال اختلطت واشتبكت، فغضبوا، فأحدهم كسع الآخر – ضربه بالشلوط على ظهره – فطبعاً هذا سلوك به قدر من الإهانة، الضربة ليست مؤلمة ولكن بها إهانة واستخفاف فأثارت في نفس الرجل شيئاً، فماذا يفعل وما أول شيء جاء في ذهنه، قال: يالا الأنصار، هو يستنجد بأناس يدافعوا عنه – الموقف انتهى – ولكنه يستنجد بأناس يدافعوا عنه، فماذا سيفعل الآخر – هذا يجمّع أناس – فالطبيعي والجملة المقابلة مباشرة ” يالا المهاجرين ” . متى يحدث هذا؟ هذا في أعقاب معركة، فهم في أعقاب معركة فالناس متوافرة والسلاح حاضر، فهم جاهزون.
فاجتمع ناس من الحيين، فالنبي صلى الله عليه وسلم سمع فخرج،، نحن قلنا ماذا قال في الموقف الأول؟ قال ” أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ” هذه كانت بين الأوس والخزرج، يعني هذه الجملة هنا – الأوس والخزرج – أما هنا – يالا الأنصار، ويالا المهاجرين – فالنبي صلى الله عليه وسلم خرج مسرعاً قال ما بال دعوى الجاهلية.
نحن قلنا الجمعة الماضية أن النبي صلى الله عليه وسلم يمثّل رمز الأمن لماذا؟ هذا مبنيّ على حيثيات، أعظم حيثية فيها بناء الإيمان الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الصحابة، فهو عندما يحتاج أن يستدعيه، يستدعيه، يوجد صمام أمان موجود في القلوب أصلاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما يرتكن إليه يجده موجود فهو لم يكن في حاجة أن يقول هذه الجملة، قال ” ما بال دعوى الجاهلية ” فقالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلٌ من الأنصار، فهم يريدوا أن يقولوا هذا حدث فردي وليست أزمة، أن شخص ضرب شخص فقط، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ” دعوها فإنها منتنة ” هذا شيء حقير ما ينبغي أن تذكر وما ينبغي أن تثار.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم هنا عم يتكلم؟ إذا نحن قلنا الجمعة الماضية – الأوس والخزرج – فهذا انتماء قبلي صرف مفهوم،، لكن هنا النبي صلى الله عليه وسلم علام يعلّق؟ يعلّق على كلمات أصلاً مرتبطة بالإيمان، ما – الأنصار – وما – المهاجرين – هذه هي الألفاظ التي حمدت ومدحت في كتاب الله وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ هذه الهجرة أعظم عمل من أعمال الإسلام، والنصرة عملٌ لا يقلّ عنه عظمةولا فضلاً، لكن هذا الشيء العظيم هذا لو وظّف في نزاع أو في صراع، يعني إذا كان الشيء الذي يأتلف عليه المؤمنون عندما يتحول بدلاً من أن يكون عنصر ألفة وتراحم فيكون عنصر شجار ونزاع، فهذا أبداً لا يمكن أن ينتمي أو ينسب إلى الدين، الموقف انتهى؛ أتى جماعة من المهاجرين إلى عبادة بن الصامت، باعتبار بأنه رجل من كبار الأنصار فاعتذروا له، وانتهى الموضوع.
وأتى الأنصار إلى سنان بن وبر الجهني وهو الرجل الذي ضُرب فطيّبوا خاطره فعفى عن حقّه، وبهذا يكون الموضوع انتهى.
فكان رجل الأمن صلى الله عليه وسلم بمجرد ظهوره وكلمات ذكرها حسم الموقف ولكنّ هذا غير الأول، لماذا؟
عبدالله بن أُبي بن سلول سمع هذه الجملة – والموقف انتهى تماماً – فماذا فعل؟ فهو الآن جالس ومعه جماعة من الخزرج والموقف انتهى، ولكنه بدأ يبعث ويحيي ما قد ذهب وانتهى.
ماذا قال؟ ولنركّز في الجمل فهذه جمل ثقيلة وليست بسيطة، جمل لشخص يعرف إلى أين يريد أن يذهب..، ماذا قال؟ أوقد فعلوها
ما هي التي فعلوها؟ – أو قد فعلوها – هذه الجملة عندما تُقال تشعرك أن هناك شيء خطيرة جدّاً عظيم جدّاً حصلت ويُستنكر أن تحدث – فما الذي حدث؟ –
قد نافرونا وكاثرونا في بلدنا،، ونحن في الصحراء بعيداً هم راجعون إلى المدينة، فهذا الكلام لم يحدث بداخل المدينة وهم هنا مشتركون المؤمنين كلهم مهاجرين أو أنصار أو غيرهم، هم كلهم هنا سواء.
قد نافرونا وكاثرونا في بلدنا، وأنكروا وجحدوا منّتنا، أين كل هذا في الموقف ام يستدعي كل هذا؟ وعمن يتكلم؟ من هؤلاء؟ من الذين نافروا؟ ومن الذين كاثروا؟ ومن الذين جحدوا؟ من هم؟ كل الموضوع أن شخص تعارك مع شخص، هذا كل الموضوع، لكن هو أراد أن يستثمر هذا في أن يوجّه الطعن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الفضلاء من أصحابه.
وبعد ذلك؟ هو ذاهب إلى قصد،، ولذلك قلنا أنه في حادثة الإفك هو الذي أنشأها وهو الذي نشرها لكنه لم يكن ممن حُدّ لماذا؟ لأنه يعرف ماذا يقول وكيف، كيف يقول الجمل التي لا تصل إلى أن تكون عبارات صريحة تؤدي إلى أن يكون مدان لكنه سيصل إلى ما يريد.
قال: والله ما صرنا وجلابيب قريش هذه، الجلابيب هذه: القفطان.، وهي كلمة كان يطلقها المشركين على المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كنوع من أنواع النقص.
والله ما صرنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل سمّن كلبك يأكلك. المهاجرين وبما فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أصل الهجرة ماذا يقال عليهم؟ سمّن كلبك يأكلك
والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز – يقصد نفسه يعني – منها الأذل – يقصد النبي صلى الله عليه وسلم – ثم التفت – لم ينتهي هو –
ثم التفت إلى قومه – الناس الجالسون معه – قال: والله أنتم فعلتم هذا بأنفسكم أنزلتموهم بلادكم فنزلوا وأسهمتموهم في أموالكم حتى استغنوا، والله لو أمسكتم ما بأيديكم لتحوّلوا عن دياركم، ثم لم يرضوا منكم بذلك حتى جعلتم أنفسكم غرضاً للمنايا فقتلتم دونه – لم يقل دونهم هنا – فقتلتم دونه – فمن يقصد؟ يقصد سيدنا محمد – .
الموضوع كله يدور هنا. فقتلتم دونه فقلّ عددكم وكثروا. المهاجرين هؤلاء يزدادوا لأنهم يأتون من الخارج ونحن نقل، فكل هذه المشكلة من أين تأتي؟ نتيجة لهذا.
فنحن قلنا أن الموقف نفسه كموقف النبي صلى الله عليه وسلم حسمه وأنهاه في ثوانٍ معدودة، فما هذا الذي يأتي؟ هذه فتنة تُعدّ وتثار – فالموضوع انتهى – فيثتثمر فيها موضوع ليس بموضوع، شيء لحظي وانتهى.
فزيد بن أرقم رضي الله عنه – شاب صغير لم يبلغ الحلم 11أو12 سنة – من الخزرج وكان جالس معهم باعتبار أن هذه جماعة قومه، فسمع هذه الجمل فلم يصدّق ما يُقال، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قال، فالنبي صلى الله عليه وسلم كره ما سمع وتغيّر وجهه.
وقال: يا غلام لعلّك غضبت عليه. انظر إلى رد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ” لعلّك ” أي أنك غضبان منه، التي نسميها – قال كلمتين وانت حبشت عليهم –
نحن عندما نحكي قصّة وتشعر أن هذه القصّة بيخة وباهتة، فأنت تقول كلمتين وآخر يزوّد شيء بحيث أن تكون القصة جذّابة.
قال: لعلّك غضبت عليه، قال: لا والله يا رسول الله ما قلت إلا ما قد سمعته منه، قال: فلعلّك لم تحفظ ما يقول. – يمكن تكون غير حافظ للكلام كويس – .
قال: لا والله يا رسول الله قد والله سمعته منه، قال: فلعلّك قد شبّه عليك، – يعني الكلام دخل في بعضه – .
قال: لا والله يا رسول الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم سكت، فالناس من الأنصار الجالسين لاموا على الغلام الصغير، أنت قلت على الرجل كلام لم يقله، أنت بهذا ظلمته وقطعت الرحم، فماذا قال الغلام؟ قال: أما والله لقد سمعت منه هذا الذي قلته، والله ما من أحد من الخزرج أحبّ إليّ من عبدالله بن أُبيّ، – هذا الكلام لا أقوله لأني زعلان منه بل بالعكس – ولو كانت هذه المقالة قالها أبي – لو أبويا – لأخبرت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأن هذا كلام خطير له ما بعده، فهو ليس هكذا، هو لا يريد أن يلسّن.
وإني لأرجوا أن ينزل الله عز وجل قرآن يصدّقني به. – لأن الناس تقول أن الولد الصغير افترى على الرجل الكبّارة هذا – .
فهم أتوا لابن أُبيّ، قالوا له: يا أبا الحباب إن كنت قلت ذلك فأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فليستغفر لك لئلا ينزل الله ما يكذّبك به – لأنك من الممكن أن تقول كلام –
وهذا هو الأمر الذي تكلّمنا عليه أكثر من مرّة، أن أم أيمن رضي الله عنها عندما رأت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فبكت، فبماذا علّلت البكاء؟ قالت: إنما أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء، هذا هو.
لأن الرجل الآن قال كلاماً وقال أن هذا الولد افترى عليّ، فما المعيار الحاسم، فنحن ننتظر أن ربنا سبحانه وتعالى ينزل من عليائه ما يبيّن حقيقة الأمر.
وإن كنت لم تقل فات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فحلف لهم بالله العظيم أنه ما قال، ثم أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقسم له كذلك.
فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟، قلنا: أنه في الموقف الأول ماذا فعل؟ قال: ما بال دعوى الجاهلية، أما هنا؟ ما الموقف الذي اتّخذه النبي لكي يعالج هذا؟
آذن في الناس بالرحيل، لأن الجملة بدأت تنتشر والناس يتناقلوها، ويتكلمون، فستشيع الفتنة في هذا العسكر، فماذا سيفعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ آذن في الناس بالرحيل، فلم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلع عليهم على ناقته القصواء.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذنهم بالرحيل وجلس، هو قال لهم هيا ثم انطلق مباشرة، وهذا الساعة 12 الظهر، في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحل فيها أبداً لأن هذه ساعة اشتداد الحر جدّاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم لترفّقه بأصحابه لا يمشي بهم في هذا الوقت نهائياً وقت الظهيرة يريح ولا يتحرك.
وفوجئوا به يمشي، لم يؤذنهم بالرحيل فقط، إنه يتحرك، ولم يتحرك فقط بل هو يغزّ السير، يعني هو اشتدّ على الناقة بسرعة، يمشي بسرعة، هو يمشي سريعاً، فلقيه أسيد بن حضير، قال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: يا رسول الله لقد رحلت في ساعة منكرة لم تكن ترحل فيها – ماذا حدث؟ –
قال: أوما سمعت ما قال صاحبكم، قال: وأي صاحبٍ يا رسول الله، قال عبدالله بن أُبي، زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل – ما معنى هذه، أننا حينما نرجع إلى المدينة هو سيجمع قومه من أهل المدينة وسيطردوا النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين منها، فهذه الجملة ليست بسيطة يعني، والأسوء من الجملة التوصيفات نفسها ” أعز – أذل ” فماذا قال أسيد بن الحضير؟ قال: فأنت تخرجه يا رسول الله إن شئت فإنك الأعز وهو الأذل، فإنما العزة لله ولك وللمؤمنين، ثم قال: يا رسول الله ارفق به.
ولذلك حينما تكلّمنا عن الإفك الذي سيأتي بعدها بقليل فالموقف لم ينتهي، سيأتي على الذي بعده.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقف على المنبر ويقول: من يعذرني من رجل يتكلّم في أهلي – فهو لم ينتهي – لم ينتهي من هذه الجملة دخل على التي تليها.
فأسيد بن حضير قال: يا رسول الله مرنا بأمرك، هو الآن يقول ارفق به ومع أنه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ارفق به لكن توالي اساءاته تنهي الموضوع ولا تطيق أن تتحمله فعلاً
فلماذا – ارفق به -؟ فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز حتى يتوّجوه ملكاً – كانوا يصنعون له تاج، ويحضرون له اللباس والمراسم وسيجعلوه ملكاً على المدينة – .
فلما جاءنا الله بك رأى أنك قد سلبته ملكه، فالمشكلة كلها هنا، الأزمة كلها هنا.
ليست هذه الأزمة فقط، هناك شيء أصعب؛ عبد الله بن أُبي كان يمكنه أن يبقى على شركه، والمدينة بها مشركين، لا يجبر أحد على الدخول في الإسلام، المدينة بها مشركين وثنيين وبها يهود.
فلماذا دخل في الإسلام إذا كان مبغض للدين وللنبي صلى الله عليه وسلم ولهؤلاء المهاجرين، ليس لها فائدة، لماذا؟
لأنه هو بالأساس طالب رئاسة وزعامة، إذا هو بقي وثنيّاً مكانته ستخبو مع الوقت، هو يريد أن يحافظ على مكانه فسيتظاهر بالدخول في الإسلام حتى أن جاءت واقعة بدر يوم الفرقان، بعدما حدثت ماذا قال؟ قال: هذا أمر قد توجّه، خلاص هذا اتّجاهه تصاعدي لن يصلح أن أنابذه فأظهر الدخول في الإسلام وكان يقف على المنبر بعد الجمعة.
انتبه: النبي صلى الله عليه وسلم بعدما ينتهي من الخطبة كان يقوم هو يدعو الناس لطاعة النبي صلى الله عليه وسلم واتّباع أوامره، يعني هو يفعل شيء هو كاره له جدّاً.
فلماذا يفعل هذا؟ هو يريد أن يصعد إلى المنبر يأخذ شراكة بأي فعل، يأخذ شراكة بأي شكل، فهو معاناة فلو ظلّ وثنيّاً كان أرحم له، هذه معاناة، عذاب، هو يفعل شيء هو مبغض له ويدعو لطاعة شخص هو مبغض له لكي يظهر في الكدر، يكون في النهاية يظلّ له شيء هو يعمله.
ولذلك بعد الإفك قام يتكلم أيضاً، يعني هذا الكلام استمرّ بعدما دخل في الإسلام إلى سنة ستة مثلاً.
فقالوا له – اقعد بقى – يعني بعدما تكلّم عن السيدة عائشة قام يريد أن يتكلم بعد الجمعة، يريد أن يأخذ حصّته في الكلام، فقالوا له اقعد لا تتكلم، ماذا سيقول، لكنه ليس لديه مشكلة هو مستمر.
ثمّ جاء عبدالله بن عبدالله – ابنه – قال: يا رسول الله بلغني أنك تريد أن تقتل أبي،، لأن سيدنا عمر قال: يا رسول الله مُر عبّاد بن بشر أن يقتله لكي لاتستشري هذه الفتنة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتحدّث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، فعبدالله – ابنه – عندما سمع، فقال له إذا أردت قتله
فوالله لآتينّك برأسه قبل أن تقوم من مجلسك هذا، ولقد علمت الخزرج أني من أبرّهم بوالديه – فليست القضية أنه يكرهه مثلاً أو يريد أن يرثه أو أنهم تشاجروا معاً البارحة لا لا لا –
هذه الأمور يا جماعة التي جعلت الناس تهتز إزاء الإسلام، فهذا شخص أشد الناس تعظيماً وبرّاً لأبويه، عنده استعداد أنه لو أتى قبالة رسول الله أو قبالة الدين فمن الممكن أن يزيله، وهذه هي الأشياء التي كانت تهزّ قلوب الناس، لماذا كانت قلوب الناس تهتز؟ نتيجة لهذا، نتيجة لهذه المواقف.
فوالله ما طعم طعاماً منذ كذا وكذا – سنين طويلة – ولا شرب شراباً إلا بيدي – أنا أطعمه وأسقيه بنفسي – مع العلم أنه بقوته هو ليس مريضاً
ولقد خشيت أن تأمر غيري فيقتلهفلا أصبر أن أرى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله فأكون قد قتلت مسلماً بكافر فأدخل النار.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أردت قتله ولا أمرت بذلك، ولنحسنن صحبته ما بقي معنا.
ثم أنزل الله تبارك وتعالى الآيات التي تبيّن صدق زيد، فالنبي صلى الله عليه وسلم دعاه وأمسك بأذنه وقال: يا غلام قد صدّقك الله تبارك وتعالى
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُون إذاً صلى الله عليه وسلم كيف تعامل مع الموقف؟
الموقف الأول أنهاه بكلمات، أما الموقف الثاني.. ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟
أول شيء رفض التعامل معه بعنف أو بشدة، حاول من البداية أن يميت المقال بأن يجعل زيد بن أرقم يتراجع عمّا قال وبعد ذلك عندما وجد الكلام سيستشري ماذا فعل؟
بدأ يُغزّ السير بالناس كم مشي بهم؟ 24 ساعة كاملة، 24 ساعة كاملة من السير المتواصل، سار بهم من الظهر حتى الليل ومن الليل حتى الصبح ومن الصبح حتى الظهر حتى حوالي الساعة الثانية، 24، 25 ساعة متواصل.
فأول ما لمسوا الأرض ماذا فعلوا؟ لا يوجد من يستطيع أن يفعل شيئاً.
إذاً كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الموقف، فنحن نقول أنه رجل الأمن، ورجل الأمن هذه ليست مجرّد أنه محلّ ثقة أو أن الناس تحبّه فقط، لا الموضوع أخطر وأعمق من هذا بكثير.
بقي نقطتان، الأولى: ما الفرق بين وجود النبي صلى الله عليه وسلم وسط الصحابة وبين وجود سيدنا موسى بين بني إسرائيل، هذا رجل أمن، وهذا رجل أمن،، ما الفرق بين الاثنين؟
سيدنا موسى عندما خرج لكي يتلقى من الله كتاب الله – التوراة – كم سيبقى؟ شهر، قال لهم شهر وسآتي، فلماذا شهر؟ هي لن تكتب، هي نزلت من عند الله مكتوبة.
أنه لكي يتلقى هذا الكتاب العظيم سيبقى يتعبد لمدة شهر ويدعو ويشكر ربه تبارك وتعالى لأن هناك نعمة ستأتي، فهو بهذا يستقبلها، فربنا سبحانه وتعالى قال وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ يعني أزاد عليه 10 أيام أخرى، وهذه العشر عملوا أزمة،، الآن موسى ذهب ليأتي بالتوراة وسيأتي، متى سيأتي؟ بعد 30، واحد اتنين ثلاثة….. – ده شكله مش جي – .
– شكله مش جي – ماذا نفعل؟ ظهر السامري، لكي يفعل أي شيء؟ لكي يحلّ محل موسى،، فمباذا قدم السامري؟ أتى بإله بديل.
– على فكرة – سيدنا موسى خرج للقاء الله، ترك من وراءه وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ ماذا يفعل هذا؟ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ هو يعلم أن هناك أناس وراءه موجودين اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ هارون هذا نبي، فسيدنا موسى خرج وترك وراءه نبي، نظيره في الرسالة، بل هو كما ذكرنا مراراً هو المحبب في بني إسرائيل، يعني بني إسرائيل لأن سيدنا هارون دمس الخلق جدّاً، وليّن جدّاً، هم يحبّونه أكثر من سيدنا موسى، لذلك لما مات قالوا: أن موسى هو الذي قتله لكي ينتهي منه – غريبة جدّاً – قالوا إن سيدنا موسى خلص من أخوه لأننا نحب هارون أكثر منه لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا
فيظهر أن موسى لن يرجع، فماذا سنفعل؟ لكننا أناس عندنا قدر من الاحتياط البالغ فماذا سنفعل قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى فماذا لو لم يرجع؟ وهم يقولوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فسيدنا هارون الجالس هذا لا يعرف من يعبد.
فسيدنا موسى عندما جاء، هو حسم الموقف، وأول شخص تعرّض له من؟ أَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ اعتبر أن هذا هو المسئول بالأساس، ماذا تفعل هنا؟ أين الأمانة التي حمّلتك إياها، يعني الطبيعي أن يذهب للناس الذين يعبدون العجل ويكلّم السامري، لم يفعل هذا، ذهب لمن؟ ذهب لسيدنا هارون، فماذا قال سيدنا هارون لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي يعني حاولت أن أنصحهم ولم أرضى أن أتّخذ موقفاً حاسماً منتظر رجوعك.
فقال ما الذي فعلتوه؟ قالوا نحن كنّا مستلفين من سكان هذه البلدة الطيّبة – مصر – الذهب، ونحن استحرمناه، لأننا خرجنا سريعاً، ربنا أمرنا بالخروج وفرعون خلفنا، فجرينا ولم نتمهّل لنعطي الناس أشياءها، فماذا نفعل؟ قلنا أن نتخلّص منها، فماذا نفعل؟ سنحرقها، وبعد أن نحرقها، جاء شخص وصنع من نفس هذه الأشياء التي نتورّع عنها صنع منها عجل إله فنحن عبدناه،،، فكيف؟ كيف تتكون هذه التركيبة؟ هذه هي الفكرة، هذه تركيبة بشرية ليس مجرّد حدوتة، ربنا لا يحكي حواديت في القرآن،، كيف تتركب هذه التركيبة؟ وكيف أن نأمن من أن نسلك هذا المسلك؟ وكيف نعرف نتعامل مع هؤلاء الناس؟ لأن هؤلاء الناس موجودون، لن يتركونا، فهؤلاء الناس كيف يفكّرون، وما هي تركيبتهم وكيف يتكون أسلوبهم، لكي نتجنّب سبيلهم ونعرف نفهم تركيبتهم، الدنيا ليست سائرة هكذا.
فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ هو الذي فعل المشكلة، فما علاجه فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ هو كان يريد أن الناس تعظّمه فعلاجه التحقير، فهذا انتهينا منه.
والعجل وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا إذاً فغياب موسعى عليه السلام بماذا يعود على بني إسرائيل؟ ضياع الدين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم حينما يغيب عن الصحابة، ليس لها علاقة بالدين، سيحدث ربما شيء من المشاكل العادية التي تحدث بين البشر، شيء من الركون إلى الدنيا عند بعض الناس، لكن الدين نفسه وإقامته وحياطته والحفاظ عليه هذا لا يُمس، هذا الفرق بين هؤلاء وهؤلاء.
ما بين غياب هذا الرجل الذي يعطي الأمن وبين غياب هذا الرجل الذي يعطي الأمن.
النقطة الأخيرة: نحن قلنا كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الموضوع، أنه بدأ يُغزّث السير، هما عندما انشغلوا بالسير وكابدوا مشقّته أزال عندهم نقل الكلام والافتتان.
إذاً الآن وضع الركود أو وضع البطالة هذا وضع مثير للفتن وللمشاكل، فما علاج الناس؟ أن تنشغل بأن تعمل، فهذا العمل يبني ويعالج السلبيات، النبي صلى الله عليه وسلم عالج هكذا، النبي صلى الله عليه وسلم عالج الأمر هكذا.
وفي نفس الوقت هو يحرّكهم إلى أي ناحية، وانتبهوا: أن هناك فارق بين هذا وبين الإلهاء، الإلهاء: هو أن تشغل الناس بأشياء لا تنفعهم، أو تلهيهم وتضرّهم لكي تصرف أذهانهم، النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا.
النبي صلى الله عليه وسلم وجّههم أن يرجعوا إلى المدينة في اتّجاه العودة إلى الوطنن فهو في الاتّجاه الصحيح الذي المفروض يسيرون نحوه، ولكنه شغلهم بعملهم لكي ألا تستشري الفتن وسطهم،، ونحن قلنا قبل ذلك وأقمنا خطبة واثنين على قول الصديق ” والله لأنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد.
هذه حقيقة الفقه والفهم والفطنة، فهو – سيدنا أبوبكر – استوعب هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم وسار على أساسه، هو ماذا قال؛ أن الروم محدثين قلاقل، وهو وجّه إليهم أربعة من القادة العظام وهم موجودين، ولكنه شعر أنهم محتاجون أقوى من هذا، فأتى بسيدنا خالد من العراق ووجّهه للشام وماذا قال في تعليل ذلك قال: لأنسينّ الروم وساوس الشيطان، فهو يريد أن يقول أن مع السعة والفراغ ماذا تفعل، هذه فرصة للشيطان أن يلقي نزغاته ووساوسه، فأنت تريد أن تزيل وساوس الشيطان ستشغلهم بشيء تجعلهم لا يستطيعوا أن يناموا، ولذلك نحن قلنا في وصف خالد بن الوليد ” أنه كان لا ينام ولا ينيم ” لا هو ينام ولا يجعل الناس الذين معه يناموا، وبالتالي الناس الجالسين أمامهم لا يستطيعون أن يناموا أيضاً، لا يعلمون هذا الشخص ماذا سيفعل ومتى، ازاي، لا يفهموا شيء، فماذا الحل؟ فتظل أنت عينيك في منتصف رأسك ومتابع خطواته، وبالتالي الشيطان نفسه إذا جاء ليوسوس لك لن يجد مكان لأنك مشغول.
إذاً الوساوس علام تعمل، تعمل، تشتغل على الفراغ، إذا كان لدينا وساوس وهواجس وتوهّمات وأشياء نحن نعيش فيها فهذه سببها أين؟ أساساً وجود الفراغ، وقلنا قبل ذلك أن الفراغ بالأساس نفسي وليس في الزمان، لأن الإنسان المهموم والمشغول داخليّاً سيعرف يشغل الفراغ، ولن يجد عنده نقطة فراغ، وسيعرف يشغل وقت الفراغ.
لأن البطالة هذه بطالة نفسيّة، لا يوجد بطالة.، فمثلاً: أنا لا أجد وظيفة، لكنني عندي أشياء كثيرة نافعة من الممكن أن أفعلها، أنمي نفسي، أرقّي نفسي في أشياء كثيرة دنيوية وأخروية، فهذه أشياء موجودة.
إذاً ميلي أنا للبطالة وللتسكّع هذا ميل نفسي ليس له علاقة بأنني لا أجد وظيفة، الوظيفة هذه لها علاقة بالمال فقط،، الوظيفة شيء متعلّق بالفلوس، وليس متعلّقة على أنني أكون شخص منتج أو نافع، إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً له وظيفة، والوظيفة هذه شغّالة وعاملة دائماً، فهو إذا أراد أن يشغل نفسه، وعموماً في أوامر ربنا كثير من الشغل، في نفع الناس كثير من العمل، في بناء الذات كثير من الأشياء التي يمكن للشخص أن يفعلها، فهي طبيعة نفسية لابد أن تتعدّل.
سيدنا أبوبكر يقول هذا، أن وساوس الشيطان تأتي على مهبط أنا أصنعه،، هذه الطائرات لن تهبط إلا إذا سوّيت لها مهبط مناسب لنزول الوساوس.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كيف يعالج هذا؟ يعالج هذا بهذا، لأجل ذلك قلنا أنه رجل الأمن، هو وجوده يعالج المشاكل بأرفق ما يمكن، الموضوع لا يكبر بل بالعكس، يضمّه ويعرف يصلحه، ونحن من المفترض أن ننظر إليه لكي نتعلّم منه.
هذه هي الفكرة؛ كيف ننظر للنبي صلى الله عليه وسلم؟ متى سنتّخذه قدوة فعلاً؟ عندما نشعر فعلاً أنه قيمة كبيرة، والقيمة الكبيرة لكي نشعر بها لابد أن نتفحّصها هكذا، تتفكر في كل موقف ماذا فعل صلى الله عليه وسلم فيه، فتدرك العظمة وتدرك مقدار الكرم والرفق والرحمة والحكمة والخبرة التي كان يتمتّع بها فعلاً، وإلى أي مدى هو صلى الله عليه وسلم كان حريص على المؤمنين فعلاً، مشفق عليهم، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ أي مشقّة أو أي تعب أنت تتكابده فيشقّ عليه نفسيّاً حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ أي أمر فيه خير بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
فكيف سنقابل هذا؟ يوجد موقف الإقبال وهذا هو الصواب.
وهناك الموقف الآخر فَإِنْ تَوَلَّوْا وهذا غريب، تعقيب غريب بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا ماذا سيفعل فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم