Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

حكاية أمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد،،،

 ” حكاية أمة “

 قال تعالى أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ۝ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ۝ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.

 هكذا قص الله تبارك وتعالى علينا حكاية هذه الأمة, وكانت بدية الحكاية وبداية القصة فزع قوم بني إسرائيل إلي نبيهم يطلبون منه المخرج والفرج مما هم فيه.

 وإذن فالله سبحانه وتعالى يخبر عن أمة بني إسرائيل في فترة من فترات حياتها, نفهم من هذه الآيات أنه قد ذاقوا مرراه الذل والنفي والإخراج من أرضهم, خسروا ديارهم وخسروا أهليهم وخسروا أبنائهم, وبقوا علي هذا الخسائر زماناً.

 وبعد مضي هذا الزمان قرروا أن يفيئوا إلي الله وأن يعدوا إلي النبي صلى الله عليه وسلم لكي يعطيهم الفرج والمخرج.

 وإذن فأي أمة أصابها هذا الذل وهذا الصغائر وهذا التشرذم وهذا التفرق لن تعود إلي سباق عهد, لأن تعود إلي خير وإلي فضل, لأن تعود إلي نعمة من الله وإلي منة, ألا إذا عادت هذا العود وأبت هذا الإيباء.

 وإذن فقد كانت هذه الأمة وأصابها كل ما أصابها ونبيها بينها, وقد كانتبنوا إسرائيل كما أخبر صلى الله عليه وسلم تسوسهم الأنبياء, كلما هلك نبي خلفه نبي, فنبيهم بينهم يعلمهم ويوجههم وينصحهم ويرشدهم, ولكنهم لا يستجيبون, يبحثون عن مخارج أخرى وعن طرق مغايرة للخلاص مما هم فيه خلاف ما يخبرهم به نبيهم.

 أو ربما هم قد قبلوا ما حل بهم من الجلاء ومن الذل ومن الصغار, لكنهم لما طال عليهم الأمد سئموا مما هم فيه وملوا مما أصابهم من الذل ومن القهر ومن الصغار.

 يبقي إذن بداية القصة أنه تاتي المخالفة وياتي التخلف عن أمر الله تبارك وتعالى فتأتي النكبات وتأتي المصائب, قال تعالى ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ.

 دي نقطة البداية … ناس في خير أو في نعمة أو في منة, فإذا بدلوا بُدل لهم, وإذا غيروا غُير عليهم ثم بقوا زماناً في أثر هذه الذلة والمهانة ثم استشعروا السأم من ذالك وتذكروا كلمات النبيين, تذكروا نصيحة ووصية النبي, تذكروا العلاج الذي أرشدهم إليه الذي غفلوا عنه زماناً طويلاً وأعرضوا عنه زماناً طويلاً وحينئذٍ, قرروا أن يعودون إلي نبيهم ويطلبون منه أن يعين لهم قيادة تجمعهم لكي تقودهم إلي أن يعدوا إلي سابق عهدهم من الخير ومن الشرف ومن الماكنة ومن القدر والرفعة.

 فقال تعالى لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ إذن الذين ذهبوا إلي النبي يطلبون منه أن يعين لهم ملكاً, إنما كانوا الكبراء والأِشراف والسادة في هذه الأمة, ولماذا الملأ؟ الملأ أولاً هم في أي أمة هم السادة والكبراء وأصحاب الرفعة, وهم في كل أمة أحسن الناس حالاً, هم عادةً في كل وضع أو في كل نظام هم المستفيدون منه الذين لا يعانون من المشاكل والصعوبات ما يعانيه عامة الناس.

 ولذلك يكون هؤلاء دائماً هم حجر العثرة في طريق أي إصلاح لأنه لا يوافق مصالحهم وأهوائهم وما سكنت وأستقرت عليه الأمور.

 فإذا كان الملأ الذي ما هم عليه من هذه المكانة, والذين هم سادة الناس والناس هم لهم تبع, هم الذين يرغبون في أن يغيروا أوضاعهم, هذا يعني أن الأمة قد أجتمعت علي هذه الرسالة وعلي هذا المقصد وعلي هذا الوضع, فهم جميعاً تبع لرؤسائهم وتبع للملأ من قومهم, إذا كانت الدعوة من الملآ حينئذٍ تقبلها الناس, وإن لم تكن من الملأ لم تكن مقبولة وعُرضت ولم تجتمع عليها الأمة.

 أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ إنا قد أذعنا لما أمرتنا ورأينا صواب ما أخبرتنا وعدنا إليك, فأختر لنا ملك نجتمع عليه لنخرج مما نحن فيه.

 فهم إذاً حينما أرادوا مخرجاً لم يعودوا إلي نبيهم وإلي رسولهم صلى الله عليه وسلم لمجرد صواب ما أرشدهم إليه, لا … .دا هو اللى هتخير لهم القيادة الصالحة.

 يبقي إذن مين اللى هيحدد معايير القيادة الصالحة؟ مين اللى هيحدد من يصلح لقيادة الناس ومن لا يصلح؟ ترجع الأمة إلي نبيها وإن لم يك ثَم نبي, فمن الذي يرث النبي؟ قال صلى الله عليه وسلم: إنَّ العلماء ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمَن أخذه، أخذ بحظٍّ وافر.

 يبقي إذن علماء الأمة اللى هم المفروض محل الثقة فيها, الذين تثق فيهم الأمة, والذين يؤثرون دينهم علي كل مقصد وعلي كل غاية, هؤلاء هم الحقيقون أن تلتف حولهم الأمة, فإذا ألتفت الأمة حول علمائها لكي يوجهوها كانت هذه هي البداية الصحيحة للسير في طريق الشرف والرفعة وعودة المكانة والمنزلة ,وعود الرضا من الله سبحانه وتعالى عن هذه الأمة.

 فقالوا ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يستردوا ما قد خسروا, فقال لهم النبي, وهذا عجب من العجب!, المفروض الطبيعي أن هو بينادي بهذا من قديم, وأخيراً الناس أقتنعت, وأخيراً الكبراء والملأ والأشراف طلبوا هذا المطلب, ولابد عليهم من أن يغتنم الفرصة ولا يفوتها لئلا تضعف منهم العزائم, لكن النبي قال قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا, ربما بدا هذا توهيناً أو تفريطاً, يعني احنا مصدقنا اللى هما جم, بدل ما الراجل يشجعهم ويحثهم, يقولهم كلمات فيها فت في عضدهم.

 ولذالك هم أستنكروا, قالوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا احنا خسرنا كل حاجة ومعندناش حاجة نبكي عليها خلاص, أحنا خسرنا كل حاجة فمعنداش حل تاني, لماذا وقف نبيهم هذه الوقفة؟ هما دلوقتي بيطلبوا حاجة, الحاجة دي إذا كتبت وفرضت مفيش مجال للتراجع, فعليكم من الأن أن تحزموا أموركم.

 يبقي إذا الكلام دا دا تفريط وتخذيل؟ حاشا للأنبياء أن يكونوا كذالك, وإنما هي محض نصيحة.

 أن الإنسان إذا كان مقدم علي أمر والأمر دا له شأن وله قدر وربما يرد فيه التضحية, ولابد أن يكون الإنسان عارف مواضع أقدامة بالظبط, وعارف هو مقدم علي ايه؟ علشان يبقي مؤهل نفسه لدا, علشان ما يمشيش شوية ويتراجع أو يندم, أو يحصل التفرق وأختلاف الكلمة ويلوم الناس بعضهم علي بعض … مين اللى ورطنا الورطة المهببه دي؟ اللى أيه اللى جبنا هنا؟.

 ولذلك كان محض النصيحة, التريث والتمهل والتفكر علشان يكون فيه عزم إذا كان فيه عزم, وإذا لم يكن؟ يبقي الوقت لم يحن بعد ونشوف بقي ايه اللى نقصنا ونحاول نعملة.

 فهم قالوا ايه؟ قالوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ دا الأكتر مش اللى مكملين, دا الأكتر اللى أنسحبوا وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ.

 طيب تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ طب هل هم حينما طلبوا المطلب دا لم يكونوا صادقين؟ يعني هم لما جم للنبي يطلبون منه هذا المطب هم كانوا بيكذبوا؟ لا, بس أحياناً الإنسان بيطلق كلام من فرط التحمس وهو مش مدرك عمقه أو أثره, ولذلك لما يفاجئ به واقعياً ممكن ميقدرش أن هو يكمل كما أخبر الله تبارك وتعالى فقال وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّـهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ هو شايف أن ربنا لما يوسع عليه هو هيبقي كويس, وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّـهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ هو ساعت لما كان بيقول, هو مش بيقول الكلام دا وهو عازم علي أن هو مش هيبخل, بس الفكرة أن هو مركز علي الفلوس, كأنه بيحث ربنا سبحانه وتعالى عياذاً بالله بيحث ربنا علي أن ربنا يديله, فيارب أديني فلوس علشان لو أعطيتني أنا أعمل واجبات مع الناس!!, طب هو أنا أعمل واجبات مع الناس دا ليا أنا ولا ربنا سبحانه وتعالى؟ فكأن هو بيحث ربنا عياذاً بالله علي أن هو يديلة علشان هو هيتصدق, فهو بيفكر بس في المال, وبيطلب من الله هذا المال ويذكر من باب الحث أن هو هيتصدق, لكن المطلب دا كان التركيز فيه كله علي المال, دا دال علي التعلق الشديد بهذا المل, ولذلك لما بقي المال في أيديه ,لو الفلوس مش في ايده, دا عادي, زي مثلاً لما يقول لو جالي مليون جنية أتصدق بتلتهم..دا عادي, بس لو هما قدامي..لآ..هتظهر لي حاجات كتير وطلبات كتير وحاجات كتير عايز أعملها علشان بكره هيحصل ايه, طب الفلوس دي في ايدي, لو انا مثلاً حطها في الدرج أو وديتها في البنك صعب جداً أن هي تخرج, ولذلك الوحد لم تجيله فلوس لو عايز يتصدق قبل ما تخش جيبه يتصدق, لأن هي لو دخلت جيبة صعب أن هي تطلع.

 كذلك هؤلاء, هما بيقولوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ في سبيل الله دا علشان ربنا؟, علشان إعلاء كلمة الله؟, علشان رفع راية الدين؟ … لا, احنا خسرنا كل حاجة, فلا يوجد شئ نبكي عليه.

 طيب لكن تبقي حياة الإنسان أغلي عندة من أي حاجة تانية, الحياة أغلي من الديار مثلاً, علي فكرة عادي ممكن الإنسان يتزوج وربنا يخلف عليه عيال وينتقل مكان تاني ويعيش فيه..وخلاص الدنيا تمشي.

 دي حاجة مش من القوة اللى تخلي الإنسان ممكن يضحي بنفسه, إلا النفس, أي حاجة دنيوية مينفعش تكون أغلي من الإنسان, ولذلك كان المنطقي أن يحصل كده.

 وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ظلموا الحقيقة, وظلما المبدئ؟ظلموا نفسهم وظلموا الناس اللى حواليهم اللى بيتبعوه.

 كده خلاص ,بقيت فئة, قال لهم نبيهم إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا مين اللى جه طلب الملك؟ أحنا, عازينه نعمل به ايه؟ الملك دا هنلتف حواليه واحنا طلبينه أن ربنا سبحانه وتعالى يرشدنا إلي شخص هنلتف حواليه علشان نمضي في هذا السبيل.

 هو بيقول ايه؟ إِنَّ اللَّـهَدا مش هو علي فكرة, هم طلبوا من النبي أن يبعت لهم ملك, يبقي هم هيسمعوا كلام النبي لما يبعت لهم ملك, لكن دا بيقولهم دا ربنا سبحانه وتعالى اللى أوحى بذالك إنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ.

 يبقي المرحلة الأولنية, مرحلة الإرداة الحقيقية, طب المرحلة التانية؟ مرحلة المعايير.. الراجل دا مينفعش !!, طبدا ربنا سبحانه وتعالى اللى بعته, بيقولوا مينفعش لمين !!؟ لربنا سبحانه وتعالى!!, طب مينفعش ليه؟ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ وبعدين أَنَّىٰ دي معناها ” إزاي يعني ” يعني الكلام دا مينفعش يتقال!!, ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ ليه؟ لأن هو مش من أشراف القوم, – الموضوع في دائرة الملأ برضة – ولا هو من أشراف القوم من نسل النبوة ولا هو بيعوض دا بوضع مالي راقي !!, يبقي دلوقتي أي حد علشان نقبلة ملك لازم يكون له وضعية إجتماعية مرتفعة ونسب عظيم!!, يا أما لازم يكون له من الوضع المالي والإجتماعي ما يعوض نقص النسب اللى مش موجود عنده!!.

 يبقي إذن احنا المعايير اللى بنقيم بيها ايه؟ هل دي المعايير اللى ربنا بيرتضيها؟ مش ربنا بيقول سبحانه وتعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ يبقي احنا بنقيم بمعايير تانية, معاييرنا معايير دنيوية مش المعايير اللى ربنا سبحانه وتعالى ارتضاها, يبقي مينفعش الكلام دا يكون في سبيل الله..الكلام كله مش ماشي مع بعضه, احنا قلنا الإرادة الأول, وبعدين أن احنا فعلاً يبقي تفكرنا أو رؤيتنا أو تقيمنا أو معايرنا علي وفق الحاجات اللى ربنا سبحانه وتعالى أرشدنا أو وجهنا إليها.

 فقال مجيباً قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ بصوا يا جماعة, أنتوا عايزين قائد يقودقم في معركة عسكرية, قائد يقودقم في معركة عسكرية مش لازم يكون فلان بن فلان ولا يكون معاه فلوس كتير مش هيعمل بيها حاجة الفلوس, احنا محتاجين واحد له موصفات معينة..

 أول حاجة الإصطفاء دا معناه ايه؟ معناه أن هو أطهر وأصلح وأنقي..دي أول حاجة جانب الأمانة, والجانب التاني جانب القوة علي أداء المهمة, أول حاجة عنده من العلم سواءً علم بالدين أو علم بالإدارة أو علم بالإستراتيجية, وجسم علشان القوة والهيبة علشان المعركة, لازم يكون القائد له موصفات معينة ولازم الحاجات دي تتوافر فيه, فاختيار القيادة الصالحة كان من الأنبياء أو كان من العلماء علي وفق ايه؟ علي وفق الأصلح حقيقةً, وعلي وفق الأنفع للناس لأداء هذه المهمة.

 سيدنا يوسف قال قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ فيه معايير معينة لأداء الوظائف ,إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ طب هم لم يقبلوا ليه؟ لأن هم عندهم معايير تانية, الحاجة التانية أن مفيش تعظيم لأوامر الله.

 مينفعش لما يقول أن الله قد بعث لكم ,نقول الكلام دا !!, لكن دي سنة وعادة الناس حينما يضعف في قلوبهم تعظيم الله وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا أنت بتهرج ولا ايه !!, هو بيقول إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ دا النبي موسي عليه السلام كليم الرحمن, ودا يكون رد الفعل … .قَالَ أَعُوذُ بِاللَّـهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ أن الإنسان في النهاية هو هينسب لربنا سبحانه وتعالى ما لم يقل, هيكون في أداء الأمانة؟!!, هم بيكلموا النبي المعظم عندهم كده!!.

 لكن رحمة ربنا سبحانه وتعالى لازالت تنال العباد وقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ ربنا سبحانه وتعالى علشان تطمئت القلوب وتسكن النفوس, هم مش مستقرين ومعندهمش حالة السكون أو الاطمئنان لهذا الاختيار مع أنه أختيار ربنا..لسه بر ضة.

 وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ يبقي إذن هم لما أخرجوا من ديارهم وأبنائهم تركوا هذا التابوت المعظم الذي فيه شئ من أثار موسي عليه السلام, قيل أن فيه عصا موسي اللى كانت معه اللى شق بها البحر, إذن ايه اللى هيرجع لهم؟ أثار النبوة, أو التذكير بتاريخ النبوة.

 إذن دلوقتي احنا لو معندناش تابوت ايه اللى أحنا هنعيدة غير التابوت؟ اللى هيعطي السكينة للأمة؟ أن هي تستعيد أثار النوة والرسالة, يعني تستحضر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في حياتها بشكل واقعي, لكن علشان دول ناس ماديين تبقي لازم الآيات المدية الحسية, لكن برضة ربنا سبحانه وتعالى رحيم, ربما احنا مش مستحقين دا لكن ربنا سبحانه وتعالى أتي بهذه الآية.

 وبعدين التابوت هيجلهم, الملائكة هتجبه وتحطة أمامهم, هتسردة وتجيبه لهم إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ أول حاجة فِيهِ سَكِينَةٌ الطمأنينة مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.

 أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 الحمد لله, يبقي إذن احنا دلوقتي مررنا بمراحل  …  

 أول مرحلة هي مرحلة القبول بالأوضاع السيئة, المرحلة اللى بعدها مرحلة البحث عن حلول أخرى, المرحلة اللى بعدها مرحلة اليأس من كل الحلول والضيق ذرعاً من الأحوال السيئة والعزم علي الرجوع إلي الله سبحانه وتعالى, المرحلة اللى بعدها وجود الإرادة الحقيقية للرجوع إلي الله, المرحلة اللى بعدها التزام المنهج والمعايير الإلهية, بعد كده تبدأ الحركة … الحركة تحتاج إلي العزم.

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ طلع بيهم والجيش بيتحرك, يبقي دي أمة أُستخلص منها جيش, مينفعش تبقي الأمة كلها جيش, هي أمة, الأمة دي بتبقي ليها روح معينة, الروح دي بتخرج جيش, طب الجيش اللى بيخرج دا له مواصفات لابد أن تتوافر فيه.

 فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ احنا هنعدي علي نهر واحنا في الصحراء محتاجين ميا, فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ يبقي إذن الإبتلاء دا إبتلاء ايه؟ إبتلاء العزيمة والصبر, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً, يبقي النصر دا قرين ايه؟ قرين الصبر والمصابرة, يبقي لازم يكون فيه صبر, طب احنا لم نتعود عليه؟ يبقي لازم يكون فيه اختبارات وشئ من التربية علي الصبر, أو أختبار لمستوي الصبر والقدرة عليه.

 فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ولكن احنا برضة عطشانين والوضع صعب, ففي رحمة من الله سبحانه وتعالى وبقدرتهمإِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ حاجة بس كده تبل ريقة, فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ في النهاية يبقي دول برضة مش هينفعوا ينتقلو للمرحلة التي تليها.

 فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وصف اللى فضلين أن دول أهل الإيمان ,الُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ يبقي الناس دول حتي لما وصلوا للمستوي دا من الصبر والتحمل, برضة احنا بشر القلوب لازم يعتليها الضعف, دا شئ طبيعي, ولذلك ربنا سبحانه وتعالى قال مخاطباًض الصحابة ودول أهل بدر, يعين صفوة الخلق إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّـهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا المشركين كتير, أكتر منهم ثلاث مرات, وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ يبقي هم أفضل وأرقي ناس, ربنا بيخبر عنهم أن هم من الأول لو شايفين دول كتير كان هيحصل حال من القلق والتوتر وحال من الإنقسام, ناس تقول نقدم وناس تقول نحكم, وناس متقبلة الموضوع وناس مش متقبلة, الفشل والتنازع, وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ سَلَّمَ ربنا وراهم أن دول قليين, وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولً تمام الرحمة, خلي المؤمنين يشوفوا الكفار قليلين فيتجرأو والكفار يشوفوا المؤمنين قليلين فيقبلوا عليهم, لما أقبوا عليهم ربنا سبحانه وتعالى قال يرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّـهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ.

 إذاً لما قرب الفريقين أحدهما من الأخر ربنا سبحانه وتعالى جعل الكفار كانوا شايفين المؤمنين من شوية وفجأة كده ” نفشوا “, حسوا أن هم أعداهم كبيرة أوي ويبقي هم كانوا نزلين بجرءة, ولما قربوا ربنا سبحانه وتعالى عظم عدد المؤمنين في أعينهم حتي رأوهم الضعف, يعيي هم كانوا ثلاثمائة هم شافوهم ألفين, فالمؤمنين لازالوا علي ما هم عليه من الشجاعة والتانين ربنا سبحانه وتعالى هزهم في اللحظات الأخيرة. يبقي إذن دي طبيعة النفوس, ولذلك تأتي الرحمة من الله.

 قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّـهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ يبقي إذن دول كانوا عدد كبير – كانو ثلاثمائة وثلاثة عشر – , وما ذالك كان فيهم فئة أقل منهم هي بتحاول تثبت الباقين.

 يبقي إذن أي مجموعة من البشر بيبقي فيها تفاوت في مستويات القوة والإيمان ولكن ربنا سبحانه وتعالى بمنه عليهم, ويعين بعضهم بعضاً ويثبت بعضهم بعضاَ, فالإلتحالم دا بيعطي القوة للمجموعة.

 وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ آخر حاجة … الفزع إلي الله سبحانه وتعالى, قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ۝ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ دا شب صغير من أصغر الناس في الجيش, لم يكن له ذكر, ومكانش حد يعرفة.

 وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ يبقي إذن داوود ربنا سبحانه وتعالى آتاه الملك, أي برز في الميدان الذي نصر الله فيه الحق وأعزه,يبقي إذن هذه الميادين هي التي تفرز الشخصيات التي تستحق القيادة.

 وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ۝ تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.

 آخر حاجة وحديث إحنا كنا شرحناه زمان, هنعيده تاني ربما نحتاجه.

 النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفه, وهو يضم تاريخ هذه الأمة السياسي ,فالنبي صلى الله عليه وسلم جعله دورة ذات مراحل, بداية الأمة فين؟ النبوة ,قبل النبوة ليس لنا ذكر ولا شأن, النبوة أول حاجة.

 النبي صلى الله عليه وسلم قال: تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ, ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا..بعد النبوة؟

 ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ, خلافة راشدة مهتديه علي نفس منهج نبيها, ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي.

 فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ, ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا, طيب ايه اللى هيخلفها؟

 ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضًّا, تنتقل من الخلافة إلي الملك, طب ايه الفرق ما بين الخلافة والملك؟ الملك دا وراثي, أسر تتوارث الملك بينها فتعاض عليه ,مينفعش حد ينازعهم فيه, طيب دا خروج عن ايه؟ خروج عن أسلوب الشوري في التولية, لكن مش خروج عن الدين نفسه.

 يبقي هنا أسلوب الاختيار أختلف, دا أول خلل, النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَتُنْتَقَضَنَّ عُرَى الإِسْلامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتُقِضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، فَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا: الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ: الصَّلاةُ.

 يبقي أول خلل بيجي في منظومة الحكم.

طيب الملك العاض دا هيتخلي عن منهج الخلافة الراشدة في التولية والعزل ولكنه لا يزال يلتزم الإسلام كمنهج وكحكم ويطبق أحكام الله سبحانه وتعالى, بيحمي ديار الإسلام ويحافظ علي وحدة الأمة المسلمة.

 فالملك العاض دا دولة بني أمية, وبني عباس, وبني عثمان ” الدولة العثمانية ” , اللى احنا بنسميها الخلافة الإسلامة, يبقي فيها مخالفة لجانب لكن فيها محافظة علي الإطار العام للدين وحدة أمة الإسلام.

 فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ, ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا, ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيًّا.

 جبرياً, هيخرج عن إطار المنهج دا, تسقط الخلافة وتنقسم ديار الإسلام إلي دويلات علي أساس قطري أو قومي, مش علي أساس وحدة الأمة, يبقي احنا خسرنا المنهج, خسرنا وحدة الأمة, وحل محلة ملك جبري.

 جبري يعني ايه؟ يعني هو بيقوم علي القهر ودا المنهج اللى ماشي بيه, مفيش حاجة إسماها العدل وكده, لا هو بيقوم علي القهر والجبر.

 فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ, ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا, ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ ثُمَّ سَكَتَ صلى الله عليه وسلم.

 يبقي إذن دورة حياة الأمة السياسية بيجمعها صلى الله عليه وسلم في عبارت مختصرة …

 النبوة, خلافة تسير علي منهاج النبوة, مخالفة في منهج التولية والعزل والشوري, لكن محافظة علي وحدة أمة الإسلام ومحافظة علي عامة وإن كان الخلل بيتزايد, مش ممكن توصل لنقطة الإنهيار مرة وحدة, الدنيا في تناقص طبيعي.

 ثم يخلف هذا ملكاً جبرياً, الملك الجبري دا هيفضل يمتد لحد فين؟. لحدما تخلفه خلافة علي السنن الأول.

 يبقي النقلة الجاية أن تكون الخلافة علي منهاج النبوة, طيب إذا أرادت الأمة أن تعيدها خلافة علي مناهج النبوة..تعمل ايه؟ لازم تستعيد مناهج النبوة, يبقي إذن الإصلاح هيجي إزاي؟ أو التغير هيجي إزاي؟ بعودة المناهج للأمة فتأتي الخلافة علي المناهج, مش الخلافة بيتجيب المنهاج, المنهاج بيجي بيجيب الخلافة مش العكس, يبقي إذن نبوة ثم خلافة علي منهاج النبوة.

 يبقي إذن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ, يبقي إذن لا بد أن تستعيدالأمة منهاج النبوة, لابد إن تعود الأمة لهذا المنهاج, لآبد أن تعود الأمة لمفهوم الأمة أصلاً, مفهوم الأمة الواحدة.

 فإذا عاد منهاج النبوة, وأستقر في الأمة منهاج النبوة يكون الإفراز الطبيعي لمناهج الأمة أن تكوة الخلافة التي تطبق والتي تلتزم منهاج النبوة..بس.

 احنا مش محتاجيهن نظريات, ربنا قال سبحانه وتعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ, سيدنا أبو ذر يقول: تركنا رسول الله وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكر لنا منه علماً, احنا مش محتاجين فلسفة ولا نظريات هي الحمد الله موجودة ومقررة, احنا بس محتاجين نعيشها أو نحاول نوصلها أو نتحرك لها.

 طب احنا مش بتحرك, يبقي مزيد من أستنزاف الطاقة ومزيد من الخسائر وومزيد من تضيع الأعمار والأوقات وخسراة الأجيال والأجيال ومبنعملش حاجة وهو الموضوع واضع وبين..

 استعادة المناهج, استعادة الخلافة..بس, يبقي إذن الخروج من الجبرية بأن ينعود إلي منهاج النبوة, هي الجبرية دي بتيجي ليه؟ بتيجي لأن اول حاجة قضية التعظيم لله سبحانه وتعالى واللى هي بترهيب الإنسان بتزول.

 أصل دلوقتي الحاكم مفيش منه حد من البشر فوق منه, فوق منه ربنا … ولا لآ؟ هو لو شايف أن فوق منه ربنا يبقي إذن هيعمل حساب أن فوق منه ربنا ,طب لو مفيش فوق منه ربنا؟, ايه اللى يخلي إنسان قادر علي البطش أن يلزم نفسه بالحلم..ايه؟ هي حاجة واحدة هي خشيه الإنسان من الله وعمل حسابه أن هو هيلقي الله سبحانه وتعالى غداً.

 ولذلك لو مفيش الجانب دا, مفيش الخشية من الله والإستعداد للقاء الله, مش هيحصل حاجة.

 الوازع دا هو الوازع الأساس ودا اللى علي أساسه بيقوم سلطان الإيمان, فإذا استعدناه أستعدنا الإيمان وإذا لم نستعيده, يبقي هنبقي مزيد من الأعمار في ظل هذه الجبرية وفي ظل هذا القهر.

 طب أمتي نتحرك؟, هي دي اللى بتقوله القصة دي, لما نبتدي نزهق من الوضع دا وعازين نغيرة بجد ولما نكون عايزين نغيرة بجد نلجأ لمين؟ هنلجأ لورثة الأنبياء محل الثقة والائتمان.

 يبقي إذا دي البداية بتاعة أن احنا نتوجه الوجهة الصحيحة, احنا لسه موصلناش للمرحلة دي, يعني ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا دي لسه بدري, لسه قبلها فيه مراحل هنجتزها, وبعدين نوصل للمرحلة دي, وبعد كده نتحرك.

 لكن طالما أحنا لسه لم نصل, يبقي لازم نحدد حاجة وحدة بس, احنا فين دلوقتي بالظبط؟ فين الأحداثيات اللى احنا فيها..وبالتالي نعمل ايه؟

 ربنا جعل لنا سيرة, السيرة دي فيها سنن النبي صلى الله عليه وسلم, من أول لما نزل عليه الوحي حتي وفاته صلى الله عليه وسلم, فيها كل مراحل الحياة التي تمر بها الأمة, احنا ىالمطلوب مننا أن نحن نشوف بالظبط احنا تبع أنهي نقطة؟ يعني الحته دي تقابل ايه في السيرة؟, أستخرجها وأشوف النبي صلى الله عليه وسلم بيعمل ايه هنا, يبقي هو دا الصح اللى المفروض يتعمل.. فاحنا نعمله..بس.

 فنتقل للتي تليها, معملنهاش لسه؟, يبقي نقف مكانا.

يبقي لا مخرج إلا بسلوك هذا السبيل والاهتداء بهذا القرآن, التعظيم للقرآن شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ لما يبقي شهر رمضان شهر قرآن فعلاً, تدبر وتفهم واستلهام واستمداد, حينئذٍ احنا بنتحرك الحركة الصحيحة.

طب لو احنا موصلناش للمرحلة دي؟ لسه لم نستعد قيمة القرآن, يبقي احنا هنفضل برضة زي ما احنا.

إنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ

اللهم أرفع مقتك وغضبك عنا, ولا تؤاخذنا بما ما فعلنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا, ولا تسلط علينا بذنوبنا ما لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك, وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك, اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، وعضال الداء، وخيبة الرجاء.

اللهم إنا نسألك علما نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، ويقيناً صادقاً، وعملاً صالحاً متقبلاً.

 الله كن لنا ولا تكن علينا, وأعنا ولا تعن علينا, وأنصرنا ولا تنصر علينا, وأمكر لنا ولا تمكر علينا, وأهدنا ويسر الهدي إلينا, وأنصرنا علي من بغا علينا.

اللهم اجعلنا لك ذكراين، لك شكارين ، لك مطواعين، لك راهابين، إليك أواهين منيبين.

اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وامح خطيئتنا، وثبت قلوبنا وسدد ألسنتنا واسلل سخيمة قلوبنا.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات, وحب المساكين, وحب المساكين, وأن تغفر لنا ترحمنا وتتوب علينا, وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عملٍ يقربنا إلى حبك

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات واهدهم سبل السلام، وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

اللهم اجعلهم شاكرين لنعمتك، مثنين بها عليك، وأتممها عليهم يا رب العالمين.

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعف عنا

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعف عنا

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعف عنا

 أقول قولي هذا وأستغفرالله