Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

حكاية أمة 2

إن الحمد لله، اللهم لك الحمد على حلمك وعلى عفوك، نحمدك اللهم ونستعينك،ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده اللهفلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدأن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّننَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًاسَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنيُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد،،،

تكلمنا في الخطبة الماضية عن حكايةأمة, وذكرنا من كتاب الله تبارك وتعالى قصة لأمة من الأمم سئمت أحوالها, ورغبت عنذلة ومهانة عاشت فيها أزمنة, أجتمعت علي أن تسعى لتغير حالها, فلجأت إلي نبيها,تطلب مدد ربها, تستمد أن يتخير لهم قائداً يقودهم إلي عز الدنيا وإلي سعادةالأخرة, فمروا بمحن لكنهم في النهاية قد أفلحوا ونجحوا.

هذا الحديث الذي تحدثنا عنه فيخطبتنا الماضية وينقسم الناس في إزاء هذا إلي أقسام كثيرة.

الحديث عن أمة بمفهوم الأمة الواسعللإسلام, وهذه الأمة قد أصابها ما أصابها, ثم في يوم من الأيام تسعى لأن تعود إليسالف عهدها وعلي ما كانت عليه.

فما موقفنا نحن من هذه الكلمات؟ينقسم أهل الإسلام إزاء هذه الجمل إلي أقسام..

القسم الأول: هو الذي قد أنفصل أوكان ينفصل عن الأمة كحقيقة وكمفهوم وكرسالة وكمنهاج, أصبح يعيش قي وسط أمته بثقافةومفهوم وولاء وإنتماء خارج عن إطار هذه الأمة, فهذا لا يعنيه من قريب أو من بعيد,وهؤلاء لا خطاب معهم.

 ولكننا ننتقل إلي شريحة أخرى, أناسيعتزون بالإسلام ويعتزون بالانتساب له, ويرونه حقاً ويرون ما عداه باطلاً, وربماتمنوا أن يعود الإسلام يوماً ما وهم يمارسون الإسلام صلاةً وصياماً والتزاماً بشئأو بقدر من مكارم الأخلاق.

 لكنهم إنما يعنيهم في حياتهم أنتسلم لنا المأكل والمشارب ,وينظرون كما قلنا إلي الإسلام علي أنه مجرد تهذيب أوعلاقة عبادية خاصة ما بين بعض الأفراد الذين أختاروا ذلك وما بين الله سبحانهوتعالى.

 أما أن يكون الإسلام نور يشرق عليالأرض, منهاجاً يصلح الله به الأحوال, هدياً يجلب للناس كل الناس في مشارق الأرضومغاربها السعادة التي يبحثون عنها ويضلون عنها. ينظر إليه علي أنه رسالة قدأئتمنها الله سبحانه وتعالى عليه, فهو بعيد كل البعد عن ذلك.

 فهو يبحث أو ينظرت حت قدميه, يبحثعن إن يمر يومه – ليس غده – أن يمر يومه وقد نال فيه ما يريد وما يصبوا منالإحتياجات المحدودة!!.

 وها هنا لدينا سؤال, هل نحن إذانظرنا إلي الإسلام هذه النظرة أو تعاملنا مع الإسلام هذا التعامل, هل نحن سوفنستجلب فعلاً ما نريد؟ هل سوف نحقق هذا الحد من الطمأنينة الدنيوية الذي نسعيإليه؟ هل هنوصل له أصلاً ولا لأ؟.

 احنا كنا من فترة قريبة مش بعيدة,كنا بنردد علي مسامعنا كلمات من كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تحملالشفاء وتحمل التشخيص للأدواء والأمراض.

 لكننا وللعجب فقدنا هذه الكلمات فيالفترة الوجيزة التي مرت بنا من حين هذه الأحداث, ولا أدري لما؟!!, حتي الذينيتحدثون بهذه الكلمات النبوية أسقطوها وربما نسوها, ولا أدري لهذا سبباً؟!!.

 لقد كنا نستمع إلي رسول الله صلىالله عليه وسلم وهو يخاطب أصاحبه المقريبن, فيقول لهم كما في حديث ابن عمر رضيالله عنه وعن أبيه, يخاطب أصحابه السابقين المقربين, فيقول: يا معشر المهاجرين خمسخصال إذا أبتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركهون, إذا أبتليتم بهن, يعني دا هيقع فيالأمة, واعوذ بالله أن تدركهن من هؤلاء الناس, لحالهم ووصفهم ربنا سبحانه وتعالىهيسلمهم من دا, لكن احنا هنشربهم, لأن احنا, ذلك ما قدمت أيدينا.

 أول حاجة النبي صلى الله عليه وسلمذكرها, إنتشار الفواحش, قال: لَمْ تَظْهَر الفاحشَةُ في قَوْم قَطُّ.

 ” قط ” دي بتدل عليقنون, حتَّى يُعْلنُوا بها – بقت حاجة عادية في المجتمع, عادي مش بستنكر وممكنمعملهاش… بس هي عادي – , طب يحصل ايه؟ إلاَّ فَشَا فيهم الطَّاعُون والأوجاعُالتي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أسْلافهم الذين مَضَوْا, لأن دي عقوبة علي تحول وعليتبديل.

 يبقي إذاً دا هيرتب المشكلة دي,خاصةً إذا كنا في بلد أصلاً ليس فيها رعاية صحية, الحاجت العدية مش بتسلك ما بالكبالحاجت اللى هي عُقبات تتعاظم في المجتمع وتنتشر.

 طب دا جي منين؟ جي مع التعامل معالفواحش, لأن الفواحش دي هتنشر الفساد لنفسي ولبدني.

 قال صلى الله عليه وسلم: وَلَمْيَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ….فساد في النظام المالي والحيف وتركالعدل دا..هيحصل ايه؟ قال: لَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ – القحط – وَشِدَّةِالْمَئُونَةِ – ارتفاع الأسعار والتضخم المستمر – وَجَوْرِ السُّلْطَانِعَلَيْهِمْ – نخرج عن العدل فلابد أن نلقى جزاء الظلم ظلماً – .

 طب التاني؟ وَلَمْ يَمْنَعُوازَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ – مفيش مطر نازل- وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا, علشان بس معانا الحيوانات دي ودي ملهاشذنب, ودا رحمة من ربنا سبحانه وتعالى.

 التالتة, وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَاللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ – ترك الالتزام بأومر الله – إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُعَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ -يبقي جزء من ديار الإسلام وقع تحت الأحتلال المباشر – , طب دا علشان ايه؟ علشاناحنا خنا العهد ,مقدمة ونتيجة.

 الأخيرة, مَا لَمْ تَحْكُمْأَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّاجَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ, الاقتال والتطاحن الخارجي ما بين أهلالإسلام, دا نتيجة لتنحية الكتاب الذي يأمر بالأعتصام ويأمر بالعدل والإحسان وإتاءذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر.

 يعني ايه يتَخَيَّرُوا مِمَّاأَنْزَلَ اللَّهُ؟ هو دلوقتي فيه مسائل منصوص عليها في الكتاب أوفي السنة, وفيهحاجات إجتهادية بيرجع فيها لكلام الائمة والعلماء ,وربما يختلفوا, فاحنا بنتخارالأصلح والذي يتوافق مع الحال, بس دا في أنهي إطار؟ في إطار مع أنزل الله واللى هوالإجتهاد تحت أحاكم الشريعة مش بره, في دائرة الأحكام الإلهية.

 يبقي احنا بننشد إستقرار أو وضعمعيشي دنيوي كويس – سيبك من الأخرة – , في ظل المشاكل دي مش هيجي برضة.

 أصل هي سكة وحدة, هي دنيا وأخرةطريق واحد بس, احنا نتخيل أن هم طريقين ونختار ما بين الأتنين, هو واحد بس, السكةاللى هتوصلنا لدا, اللى هي سعادة الدنيا وهتوصلنا لدا اللى هي سعادة الأخرة.

 والسكة اللى هتتنكب طريق الله؟ مشهينالها حاجة, لأن النبي صلى الله عليه وسلم بيقول كده وده لأن المخالفات دي يترتبعليها العقوبات دي.

 وقال في حديث ثوبان رضي الله عنهفي سن أبي داوود: يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ, الحديث دا حفظينهوفهمينه, بس هو وقع منا..متعرفش ليه!؟!!, طب هو كان معنا ,وقع مننا ليه؟, دا حتي اللىكان بيذكر بيه ببقاش يذكره..!!..ايه اللى حصل؟!!.

 يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُالأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا – صنيهكبيرة محطوطة… كل واحد يعدي.. أتفضل.. حاجة مرميه علي الأرض – قُلْنَا: مِنْقِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟, هل احنا قليلين في العدد, عدد صغير مستضعف, ملهاشتفسير غير كده..

 قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍكَثِيرٌ، لكن القضية كيفية مش كمية وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ.

 يبقي إذن حاجة بتحرك وموجودة بس هيملهاش وزن أو قيمة.

 وليَنْزَعُن اللَّهُ الْمَهَابَةَمِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ, يبقي النبي صلىالله عليه وسلم, بيتكلم عن عدد, العدد دا كان في آمان, الأمان دا سببه حاجتين: قوةفي القلب اتشالت وأتحط مكنها وهن ومهابة في قلوب العدو, يبقي إذن حاجة جوانا أتشالتوحاجة جواهم أتشالت, قال تعالى إذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِأَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَكَفَرُوا الرُّعْبَ دا ربنا سبحانه وتعالى بيلقي الرعب في قلوب هؤلاء,فيقلقوا فيخافوا, فلا يقدموا وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْوَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ.

 وليَنْزَعُن اللَّهُ الْمَهَابَةَمِنْ قُلُوبِ عدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَاالْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.

 دا التاني, التالت..حديث ابن عمر:إذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ, العينة دي اللى هي التحايل علي الحرمات,وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُالْجِهَادَ.

 الجهاد دا حاجتين, تركوا الجهاداللى هو الجهاد في الدين, اللى هو ترك الرسالة ,أصل الجهاد دا عبارة عن ايه؟عبارة عن سعي أهل الإسلام لنشر نور الله سبحانه وتعالى في الأرض, أصل هي مش عركة,يبقي إذا دا معناه تخلي عن الرسالة.

 طب الناس اللى المفروض نوصل لهمالرسالة واللى ربنا يهديهم علي أيدينا؟ ملناش دعوة خلاص, واحنا وصلنا بعد كده فيمرحلة أن احنا بنبص لهم أن هم افضل مننا كمان.

 طب دا الجزء الأول من الجهاد, طبالجزء التاني, طب حتي ممكن يكون جزء المادفعة..حتي دا مبقاش موجود, حيحصل ايه لواحنا عملنا كده؟ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّىتَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ.

 يبقي إذن وضع الذلة دا مش هيزولإلا بزوال أسبابه, وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث في المسند: جُعِلَرِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْخَالَفَ أَمْرِي, يبقي إذن طول ما احنا في دائرة المخالفة, يبقي هنكون في دائرةالذل والصغار.

 يبقي إذن احنا لو هدفنا دنيوي محض,برضة احنا مش هنقدر نوصل له إلا بإصلاح العلاقة مع الله سبحانه وتعالى والتزامأومر الله, لأن احنا لو معملناش كده حتي اللى احنا نبتغيه دنيوياً مش هيحصل.

 طيب الشريحة التانية من الناسبتعدي شوية, يعني بتنظر الإسلام علي أنه الإسلام بالمفهوم الواسع, اللى هو الرسالة,والأمة المفروض أن هي تجتمع, وتنعم بالسعادة والطمأنينة والأمن والإستقرار, بسنعمل ايه؟ علشان نوصل لكده نعمل ايه؟ غالباً هنا بيظهر مفهوم ” المنقذ “, المنقذ اللى هو الشخص الإسطوري الخارق اللى هو هينزل من منطقة عليا فيحلالمشكلة!!.

 ولذلك احنا دائماً بتكلم عن أيه؟الناس بتلكم عن مثلاً..عمر بن الخطاب رضي الله عنه, عمر بن عبد العزيز “الأمام العادل ” , صلاح الدين, اللى هو في النهاية هيستعيد المقدسات ويحررالقدس.

 فاحنا نفضل ننادي عليه, فينك ياصلاح الدين..أنت فين؟, هل دا فعلاص كان حاصل في واقع اي أمة؟!! في أمة الإسلام أوأي أمة؟!! هل فعلاً أن الأمم تستعيد أوضعها وتستعيد أمجادها بظهور منقذ !!, هل فيسنن الله سبحانه وتعالى اللى علمنها اياها فيه كده في اي حته؟!! ربنا سبحانهوتعالى قلنا أن موسي عليه السلام وهارون عليه السلام لما نجاهم من فرعون ونجي معهمبني إسرائيل, وبني إسرائيل رفضوا إمتثال أمر الله, فتاهوا كلهم في بعض كده, وأنموسي عليه السلام وهارون عليه السلام أيضاً مات في التيه مع الناس.

 طيب احنا دلوقتي هننتظر هذاالمنقذ… اللى هو هيغير الأحوال, علشان ننتظر المنقذ دا لازم يكون عندنا فكرة أوشئ من الدراية حتي, طب احنا نعرف أيه عن المنقذ؟ غير الفليم بتاع الناصر صلاحالدين بتاع أحمد مظهر, احنا نعرف حاجة عن صلاح الدين؟!!, احنا مصدر معلوماتنا عنصلاح الدين فين؟!!.

 أصل أنا دلوقتي بتكلم عن عودة صلاحالدين, طيب أول خطوة اللى انا أتعرف عن صلاح الدين؟ وأعرف هو عمل ايه وإزاي؟, احناكل معلومتنا عن الموضوع هو الفليم, وكذلك أشياء كتيرة, أحنا مثلاً معظم معلومتناعن السيرة جاي من فليم الشيماء, وضحي الإسلام, ولذلك ايه اللى أحنا نعرفه عنالسيرة؟ مثلاً ” ألا تستحم يا رجل؟!! ” و ” عمت صباحاً يا أباالحكم!! ” , دي مصادر معلوماتنا, ايه المعلومات اللى جمعناها عن الدين, جتمنين؟ حتي السيرة من خلال مجموعة الافلام اللى احنا أتفرجنا عليها, ولذلك احنا فيخطبة هنتكلم عن التمثيل وأثرة, التمثيل دا فعلاً حاجة مؤثرة وايه موقف الصح منه؟دا حلو ولا وحش حلال ولا حرام, ايه نظامه؟, فهي القضية أن تكون معلومتنا أصلاً عنصلاح الدين بتأتي من خلال فيلم.

 أتكلم عن أهمية التاريخ, احناتكلمنا قبل كده عن التاريخ والفار, التاريخ عبارة عن ذاكرة أمة, أصل لو فيه أمة منالناس ملهاش ذاكرة, ملهاش أمتداد للوراء مش هيبقي لها الحاضر ولا المستقبل, أي أمةملهاش ماضي أو لا تنتمي للماشي بتاعها أو تايهه, مش هيبقي لها مستقبل.

 فاحنا تكلمننا قبل كده علي أنالفار الفرق ما بينه وما بين البني آدم, أن البني آدم له تاريخ فيستفيد منالتجارب, وأن الفار ليس له تاريخ فهو وعمة وجوز خالت وجده الله يرحمة, كلهم وقعوافي نفس المصيدة في نفس حته الجبنة الرومي, ليه؟ لأن مفيش أستفادة من التاريخوالتجارب, دي مشكلة.

 ربنا سبحانه وتعالى أدانا فيالقرآن خلاصة التاريخ وعبرته, مع بيان حاجة مهمة جداً مش موجودة في كتب التاريخ,سنن ربنا سبحانه وتعالى, صور الإجتماع الإنساني, إزاي الأمم بترتقي, وليه تنخفض؟ولو عايزه تعود إلي سابق عهدها تعمل ايه؟ وان ربنا سبحانه وتعالى لا يحابي أحداً,يعني لو الأمة لم تسلك المسلك اللى المفروض تسلكه مش هتوصل لنتائج اللى هي تتمناهاأو تتوقعها..دي مشكلة التاريخ والفار.

 أكتشفنا إن احنا عندنا أزمة تانية.دي طلعت أسوء من كده, أسوء من الفار ” الذبابة ” , الذبابة ذاكرتها لاتزيد عن خمس ثواني, يعني أنا ممكن أكون عارف المعلومة وإدركتها وبعدين دماغيبتتبخر فننسي, فبعد خمس ثواني نبتدي من الأول وجديد, زي الذبابة تقف علي وشك,تهشها..تمشي شوية تنسي أن هي وفقت علي وشك فتيجي تقف علي وشك تاني..فهي تفضل رايحةجاية لغاية ما تقوم ضاربها فتموت.

 فأحنا عندنا قدرة عالية جداً عليأعادة إنتاج الأخطاء نتيجة للنسيان, مش عارفين نستفيد من الأخطاء والتجارب… نمشيشوية. يقولك فلان دا راجل مش كويس, بعد شوية يطلع الراجل دا كويس!!, يبقي إذن فيهمشكلتين ,أن أنا معنديش تاريخ أصلاً ومش برجع له, الحاجة التانية أن أنا مش عارفأستفيد منه.

 مع أن مصادر المعرفة موجودة بكثرة,عندنا نت مثلاً, النت دا نت تستطيع من خلاله أن تسخرج أي معلومة وتدرس أي موضوع,احنا مش عندنا غير الفيس وشوية فديوهات علي شوية تعليقات وبس كده, مفيش أي أمتدادثقافي أو معرفي, ولذلك دا مش ممكن يثمر أي ثمرة أو أي نتيجة.

 يعني احنا دلوقتي بتكلم عن صلاحالدين, نجعله مثلاً نموذج بعبارت مختصرة…

 الصليبين لما أحتلوا بيت المقدس,أحتلوه سنة كام؟ 492, معركة حطين كانت سنة كام؟ 583, يعني واحد وتسعين سنة من دخولالصليبين بيت المقدس ودخولهم القدس وقتلهم سبعين ألف من المسلمين, واحد وتسعين سنةحتي معركة حطين, ثم دخول صلاح الدين إلي القدس.

 يبقي القدس حينما أحتلت صلاح الدينمكانش موجود أصلاً, طب ايه اللى حصل إزاء الفترة دي كلها؟, طب هل صلاح الدينإستطاع أن يحرر بلاد الشام؟ لا, طيب تم الإنتهاء من تحرير الشام سنة كام؟ 690,يعني بعد 198 سنة من مجيئهم إلي ديار الشام ,حوالي قرنين من الزمان, خلال القرنيندول, إزاي تمت عملية الإزاحة؟. لازم نسأل مجموعة من الأسئلة.

 أول حاجة إزاي وصلوا وأستقروا؟احنا كنا فين؟, وبعدين احنا لما جينا نستدرج دا عملناه إزاي؟… دا التاريخ, علشانأقول أن فيه حاجة اسمها صلاح الدين يبقي أنا لازم أترجم دا.,

 فيه مواضيع متعلقة بدولة الخلافةمتعلقة بتباين مذهبي وخلافات مذهبية كبيرة وصراعات دينية, وجود أمراء ينتمون إليمذاهب غير مذاهب أهل الحق, ويسعون لتدمير دولة الإسلام من الداخل, وتم علاج دا عبرمراحل..العودة إلي الإسلام, إعادة بناء الدين مرة أخري في نفوس الأفراد ثمالمجتمع, إنشاء مدارس علمية كتير في رحاب دار الإسلام يبتدي ينشأ فيها ناس علماءوطلبة علم علشان يقوموا بمهمة إعادة الأمة للإسلام, وبعد كده تحويل دا في مرحلةتانية إلى أبنية أو عمل مؤسسي, وبعدين عمل مؤسسي دا أفرز جيوش بتقاتل.

 ولذلك صلاح الدين كان قائد من قوادنور الدين, ولو مفيش نور الدين مفيش صلاح الدين, لو مفيش نظام الملك يبقي مفيش نورالدين, ولو مفيش الغزالي والجويني مفيش نظام الملك, الموضوع مش سهل ومش بسيط, لواحنا عايزين أن نتعامل معاه بشكل جادي يبقي لابد إن احنا نكون عندنا قدر كبير منالوعي ونتجنب الفار ونتجب الذبابة.

 أقول قولي هذا وأستغفر الله

 الحمد لله

 كلمة آخيره … اللى احنا حصلناهالفترة اللى فاتت يتمثل في الأساس في حاجتين, الحاجتين دول لازم نحاول إن نحافظعليهم علشان ميضيعوش, علشان لو ضاعوا احنا خسرنا كل حاجة.

 الحاجتين دول ,الأولنية منهم مايتعلق بأن فيه حاجة اسمها حقوق الإنسان, أول حاجة مبدأياً فيه حاجة إسمها الإنسان,الإنسان دا كأئن مكرم من قبل الله سبحانه وتعالى والإنسان دا له حد أدني من الحقوقينبغي أن لا تنتهك وينبغي أن لا يفرط هو فيها.

 دي أول حاجة ومينفعش تتوه ومينفعشتضيع, لأن هي دي أساس كل حاجة, طب الحاجة التانية أن يتم أختيار حاكم بإرادة الشعبالمحكوم, بغض النظر عن شخص الحاكم, طيب ايه قيمة دا؟ إذا تم إختيار الحاكم بناءعلي إختيار المحكوم, يبقي هيحقق قبول وإنقياد من المجتمع للحاكم, وهيلزم الحاكمبالحرص علي تلبيه إحتياجات ومطالب وتحقيق مصالح المجموعة, ودي هتبقي شئ سئ جداً لوخسرناها.

 دولقتي الحاكم كان بمعزل عن إرادةالناس ـو عن الإنتماء لهم أو عن تحقيق مصالحهم, هيبقي هو علاقة بيهم علاقة عداء,ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم, قال: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ أُمَرَائِكُمْوَشِرَارِهِمْ؟, خِيَارُهُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْوَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ, وَشِرَارُ أُمَرَائِكُمْ الَّذِينَتُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ, وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ.ديالعلاقة, العلاقة الأولنية خير والتانية شر.

 فإذاً إذا كان هو مش بينتمي ليناحقيقةً وحريص علي مصالحنا حقيقةً وحريص علي هذا المجتمع حقيقةً, يبقي هو هيعمل عليضد هذه المصالح, أو هيخدم المشروع اللى هو جاي يخدمه, وبالتالى يحدث أثر سلبيكبير, وفي نفس الوقت هيفقد روح الطاعة والولاء في المجتمع, أنا أطيعه ليه طالماأنا مش مفتنع إن هو بيعمل لمصلحتي, يبقي إذن العلاقة هتكون علاقة عداء, العداء داهيؤدي في النهاية إلي التنافر المؤدي إلي مزيد من المشاكل, والوضع مش هتستقر, أصلممكن أي حد يستقر علي أي وضع وبعد ما يعد شوية هتحصل مشاكل وتحصل نزاعات وصرعات,وبعدين يزول… والدنيا ماشية.

 ما احنا عايشين كده, الدنيامفرقتش, الجماعة مش مشكلة, أن شخص مكان شخص أو مجموعة مكان مجموعة أو حزب مكانحزب, مش دا الموضوع, أصل الموضوع ماش إزاي؟ احنا فين من واقع المجتمع؟ هي ديالفكرة ,الشعب موقفه فين؟, فأول حاجة أن الشعب لما يحس أن هذا النظام موالي له أومنتمي له, يبقي هيمشي في دائرة الحب والتعاون, لأن احنا كلنا مصالحتنا واحدةوهيبقي فيه قبول للقوانين وإمتثال لها بدون عراك وشرطة والكلام دا.

 دي حاجة, الحاجة التانية, تتعلقبالتوجه الثقافي أو موقف النظام من الإسلام نفسه, دا من خلال المجتمع الذي نعيشفيه, زي ما قلنا هو بيعنيه إستقرار المصالح العامة للمجتمع, بناء المجتمع.

 طيب, الناس اللى هم عندهم ولاءعالي أو إنتماء للإسلام, أو الرغبة في إعادة الإسلام والحب للإسلام؟ لو شايفينالنظام في غير هذا الإتجاه, يبقي النظام دا هيفقد المصداقية وحق الطاعة ,إنماالطاعة في المعروف, ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما أخبر صلى الله عليه وسلم,يبقي إذن أنا مش هشوف أن هو عليه حق الطاعة وبالتالي أنا أفضل دائماً أناوئةوأعاقبة, ويفضل دايماً عندنا كذا صورة من صورة الطاعة, دا عنده ولاء لمشرك وداعنده ولاء لشيخ, دا إفراز طبيعي لوضع فيه إنقسام النظام مش ماشي علي وفق الأصلالثقافي والأجتماعي اللى مفروض ينتمي له, هو النظام بيرحل فكرياً وثقافياً عنمجتمعة, فمجتمعه هيرفضة وتبقي العلاقة علي طول علاقة عداء, والناس اللى عايزةتستعيد الإسلام تبقي عندها ولاءات تانية ومفاهيم تانية معايير للطاعة وبالتالىهيحصل صراع, انا أسمع كلام الرئيس اللى ماشي في رؤية مخالفة, ولا أسمع كلام الأميراللى أنا شايفه ماشي في الرؤية الموافقة؟.

 فالمفروض الصورة دي هتؤدي لأيه؟ أنهو مش هيبقي فيه تناقض ولا صراعات, الناس كلها ماشية في رؤية واحدة, وبالتالي ليسهناك داعي أن أنا أطيع الطاعة المحدودة دي, يعني أطيع أمام أو حاكم إذا كان هيمشيعلي وفق المنظومة القرآنية بشكل عام حتي, حتي لو بشكل مرحلي أو بشكل متدرج, بأيشكل من الأشكال بس في النهاية ميبقاش فيه تنافض دا.

 فهي المشكلة إن احنا إذا خسرنا دا,مش دا اللى هو الشخص أو هي الحزب, لأن هو عموماً جزء من المشاكل سببه الكيان أوالحزب, بس مش بنسبة كبيرة زي ما احنا متصورين. لآنهم ناس عاشت زمان طويل تحت ضغط,كل هدافهم وكل غايتهم أن هم يحافظوا علي كيانهم ودا طبيعي, هو عايز يحافظ عليوجوده وهو كيان معارض, كيان معارض دا لو حطيته في وضع تاني قولت له تعالى أنت ديرأو أمسك الملفات..مش هيعرف, لأن هو مش متبرمج علي كده, هو متصاغ علي أن هو يخادموقف الصمود مش موقف الإدارة, دا جزء.

 الجزء التاني فيه شيخوخة, داطبيعي. لكن احنا لما بتكلم احنا كمجتمع, اللى احنا المفروض حرصين أن هو يفضلموجود؟ حقوق الإنسان والحرية والكرامة, دا أصل لا ينبغي أن هو يفرط تحت أي ظرف منالظروف.

 الحاجة التانية أن الحكومة تكونإفراز لإرادة الشعب, الفرق ما بين الحكومة وما بين الدولة؟ الدولة دي اللى هي احنا” الكيان المعنوي ” , الحكومة دي الأفراد بيديروا, ينفعوا أو مينفعوش,يصلحوا أو ميصلحوش ,فالحكومات بتسقط لكن مينفعش الدول تسقط, الدول تقسط معناها أنالمجتمع بينهار.

 لكن الحكومات بتسقط دا عادي,إيطاليا بعد الحرب العلمية التانية كل شوية تغير الحكومة والدنيا شغالة, لكنالدولة ككيان عام في إطار الحرص.

 أخر حاجة: المكسب القريب والخسارةالبعيدة.

 يعني دلوقتي ممكن احنا نكسب معكاستكانت بتحصل مكانتش بتحصل, سواءً كان بنزين أو نور أو أي حاجة تانية, شئ منالإستقرار ممكن يحصل دا صحيح وتدعيم مالي, كل دا جميل بس مينفعش دا في مقابلة,نخسر مضالح كبيرة, اللى هي ايه؟ وجود نصاب دستوري قانوني يكفل الحريات, فعلاً فيهحرية دستورية حقيقة, دي حاجة, الحاجة التانية بما إن النظام جاي من إرادة المجتمعيبقي هو هينتمي للشعب, وبالتالي يبقي عندنا إستقلاليه, احنا اللى بناخد قرارتنا,بناءً علي مصالحنا, مش بناءً علي مصالح الأخرين اللى بيدفعوا لنا فس.

 الحاجة التالتة أن تبقي فيه فرصةلبناء وضع إقصادي زراعي وصناعي ومقدمات حضاريه كويسة, احنا بدأنا في الحركة بتعتنامع اليابن, وكنا أحسن من اليابان, اليابان في الحرب العالمية التانية كانت مدمرة,احنا كنا مداينين أنجلترا وكان لينا عندهم فلوس.

 اليابان أتحركت, وبعدين كورياأتحركت, وبعدين تيوان أتحركت, وبعدين الصين أتحركت, وبعدين ماليزيا أتحركت ووفيالأخر تركيا أتحركت, والبرازيل تحركت, واحنا بنرجع ورا, المجتمعات عامةً بتتقدمإلي الأمام, هات ناس كانت عايشة من زمان شوية, كانت عارفة أن أوضاعنا التعليميةوالصحية في السبعينات, ممكن تكون أحسن من دلوقتي, لا… مجتمعنا بيرجع لورا واحنافي الزمرة بتاعت تشيلي والبيرو وبنجلادش وباكستان وبنما.

 ولذلك هم هيدونا فلوس علشان ايه؟لو هم هيدونا فلوس مقابل أن هم هيكلبشونا يبقي مفيش داعي, مش هننتفع بيهاالنهاردة, المفروض ننظر في مستقبل أجيال, احنا علي الأقل بنعمل كمستقبل جيد منأبنائنا, فلازم في النهاية المجتمع يتحط فيه مقومات نهضة حقيقية, يبقي فيهإستقلال, وفيه تصليح حقيقي ,احنا ربنا حبانا إمكانيات كبيرة بس احنا مش بنعمل فيهاحاجة, لأن جزء كبير احنا متكلبشين, مش بنزرع اللى احنا عازينه, ومش بننتج اللى احناعايزينه, ولا بنصنع اللى احنا عايزينه, لا نستفيد من موارد البلد.

 فهي القضية بغض النظر علي الحاجاتاللى بتحصل كلها, مألنا النهائي, احنا عايزين نوصل لأيه؟ في حقوق احنا ربنا منّعلينا بيها مش عازين نخسرها, زي ما قلنا في النهاية, هو دا اللى هيكفل لينا لواحنا عايزين بجد يبقي فيه تغير أو فيه رقي حقيقي, بره نطاق الحاجات الضيقة الليبتحصل دلوقتي لازم نبص بشكل بعيد شوية, لقدام ونستلهم التاريخ شوية للوراء, للوراءعلشان نخطط لقدام بشكل صح, وإلا لو فضلنا كل مرة تضيع مننا الفرصة تلو والفرصة,نفضل دائماً في تراجع ,ومش هنتغير أحولنا إلا إذا صلحنا اللى المفروض نصلحة.

 وأساس كل حاجة, علاقة أهل الإيمانوعلاقة مجتمعات المسلمين بربنا سبحانه وتعالى, والأصلاح دا بيمر بتلات مراحل..

 إصلاح فردي أولاً.

 إصلاح مجتمعي ثانياً.

 إصلاح دولة أو نظام ثالثا.

 مش هتجي غير كده ومش هتيجي من فوقلتحت, لازم كده, النبي صلى الله عليه وسلم لما بني الإسلام بناه من تحت لفوق, مشمن فوق لتحت, ناس مؤمنين, الناس المؤمنين دول بعدين لما بقي فيه مجتمع مؤمن بقيفيه دولة مؤمنة, مش هتيجي خلاف كده, مش هتيجي من فوق لتحت, لازم كده فرد ثم مجتمنعثم نظام اللى هو إنعكاس المجمتع,.

 واحنا كل ما احنا بنضيع وقت أحنابنخسر, ولذلك احنا محتاجين عودة حقيقية إلي الله سبحانه وتعالى بتبدأ من داخلالقلب, بتبدأ من داخل قلب الإنسان حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ,بتقوم علي محورين, المحور الأول: إخلاص لله, والمحور التاني :التزام الصواب, قالتعالى فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًاوَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.

 الفضيل بن عياض في قوله تعالى الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلً قال: أتدرون ما هو أحسن عملاً؟, قالوا: بين لنا يا أبا علي, قال: أحسن عملاًأي أخلصه وأصوبه, فإن العمل إذا كان خالصاُ ولم يكن صواباً لم يقبل, وإذا كانصواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل, حتي يكون خالص صواباً, خالصاً أن يكون إبتغاء وجهالله, والصواب أن يكون موافقاً لهدي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 يبقي إذن أي نجاح مبني علي حاجتين:أن أحنا نكون مخلصين في الإرادة الخير فعلاً, الحاجة التاية التزام الصواب, الصوابدا عبارة عن ايه؟ المسلك الصحيح, أن احنا كتفكير إقتصادي وإجتماعي وإستراتجي, لازمنكون ماشين علي منهج صواب, العشوائية والإرتجالية حتي لو مع الإخلاص مش هتنفع لازمالأتنين مع بعض..الخالص والصواب.

 يبقي إذن الفلاح الدنيوي والنجاحالأخروي, أو النجاح الدنيوي والفلاح الأخروة, الأتنين طريقهم واحد..الخلاصوالصواب, عايز نجاح دنيوي يبقي الأخلاص ومعاه الصواب, عايز نجاح أخروي فَمَنكَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ الأخلاص والصواب, إذا فقدنا ركن من الركنينمش هنوصل لحاجة.

 ولذلك ربنا سماها القوة معالامانة, ما القوة دي هي الصواب والأمانة دي هي الأخلاص ,هما نفس المحور, الأخلاصأن احنا فعلاً عايزين غير, والحاجة التانية التزام الصواب.

 اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنااتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

 اللهم أغفر لنا ذنوبنا وأسرفنا فيأمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا علي القوم الكافرين.

 اللهم كن لنا ولا تكن علينا, وأعناولا تعن علينا, وأنصرنا ولا تنصر علينا, وأمكر لنا ولا تمكر علينا, وأهدنا ويسرالهدي إلينا, وأنصرنا علي من بغا علينا.

 اللهم تقبل توبتنا وأغسل حوبتنا,وأمحوا خطيأتنا وسدد ألسنتنا, وثبت قلوبنا, وأسلل سخيمة صدورنا.

 اللهم أنا نعوذ بك من جهد البلاء,ودرك الشقاء ,وسوء القضاء, وشماته الأعداء, ومخيبة الرجاء.

 اللهم إنا نعوذ بك من علمً لاينفع,ومن قلبً لا يخشع, ومن دعاءً لا يسمع

 اللهم أنا نسألك علماً نافعاًوقلباً خاشعاً ويقيناً صادقاً ولساناً ذاكراً وعملاً متقبلاً

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعف عنا

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعف عنا

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعفعنا.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

إن الحمد لله، اللهم لك الحمد على حلمك وعلى عفوك، نحمدك اللهم ونستعينك،ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده اللهفلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدأن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّننَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًاسَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنيُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد،،،

تكلمنا في الخطبة الماضية عن حكايةأمة, وذكرنا من كتاب الله تبارك وتعالى قصة لأمة من الأمم سئمت أحوالها, ورغبت عنذلة ومهانة عاشت فيها أزمنة, أجتمعت علي أن تسعى لتغير حالها, فلجأت إلي نبيها,تطلب مدد ربها, تستمد أن يتخير لهم قائداً يقودهم إلي عز الدنيا وإلي سعادةالأخرة, فمروا بمحن لكنهم في النهاية قد أفلحوا ونجحوا.

هذا الحديث الذي تحدثنا عنه فيخطبتنا الماضية وينقسم الناس في إزاء هذا إلي أقسام كثيرة.

الحديث عن أمة بمفهوم الأمة الواسعللإسلام, وهذه الأمة قد أصابها ما أصابها, ثم في يوم من الأيام تسعى لأن تعود إليسالف عهدها وعلي ما كانت عليه.

فما موقفنا نحن من هذه الكلمات؟ينقسم أهل الإسلام إزاء هذه الجمل إلي أقسام..

القسم الأول: هو الذي قد أنفصل أوكان ينفصل عن الأمة كحقيقة وكمفهوم وكرسالة وكمنهاج, أصبح يعيش قي وسط أمته بثقافةومفهوم وولاء وإنتماء خارج عن إطار هذه الأمة, فهذا لا يعنيه من قريب أو من بعيد,وهؤلاء لا خطاب معهم.

 ولكننا ننتقل إلي شريحة أخرى, أناسيعتزون بالإسلام ويعتزون بالانتساب له, ويرونه حقاً ويرون ما عداه باطلاً, وربماتمنوا أن يعود الإسلام يوماً ما وهم يمارسون الإسلام صلاةً وصياماً والتزاماً بشئأو بقدر من مكارم الأخلاق.

 لكنهم إنما يعنيهم في حياتهم أنتسلم لنا المأكل والمشارب ,وينظرون كما قلنا إلي الإسلام علي أنه مجرد تهذيب أوعلاقة عبادية خاصة ما بين بعض الأفراد الذين أختاروا ذلك وما بين الله سبحانهوتعالى.

 أما أن يكون الإسلام نور يشرق عليالأرض, منهاجاً يصلح الله به الأحوال, هدياً يجلب للناس كل الناس في مشارق الأرضومغاربها السعادة التي يبحثون عنها ويضلون عنها. ينظر إليه علي أنه رسالة قدأئتمنها الله سبحانه وتعالى عليه, فهو بعيد كل البعد عن ذلك.

 فهو يبحث أو ينظرت حت قدميه, يبحثعن إن يمر يومه – ليس غده – أن يمر يومه وقد نال فيه ما يريد وما يصبوا منالإحتياجات المحدودة!!.

 وها هنا لدينا سؤال, هل نحن إذانظرنا إلي الإسلام هذه النظرة أو تعاملنا مع الإسلام هذا التعامل, هل نحن سوفنستجلب فعلاً ما نريد؟ هل سوف نحقق هذا الحد من الطمأنينة الدنيوية الذي نسعيإليه؟ هل هنوصل له أصلاً ولا لأ؟.

 احنا كنا من فترة قريبة مش بعيدة,كنا بنردد علي مسامعنا كلمات من كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تحملالشفاء وتحمل التشخيص للأدواء والأمراض.

 لكننا وللعجب فقدنا هذه الكلمات فيالفترة الوجيزة التي مرت بنا من حين هذه الأحداث, ولا أدري لما؟!!, حتي الذينيتحدثون بهذه الكلمات النبوية أسقطوها وربما نسوها, ولا أدري لهذا سبباً؟!!.

 لقد كنا نستمع إلي رسول الله صلىالله عليه وسلم وهو يخاطب أصاحبه المقريبن, فيقول لهم كما في حديث ابن عمر رضيالله عنه وعن أبيه, يخاطب أصحابه السابقين المقربين, فيقول: يا معشر المهاجرين خمسخصال إذا أبتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركهون, إذا أبتليتم بهن, يعني دا هيقع فيالأمة, واعوذ بالله أن تدركهن من هؤلاء الناس, لحالهم ووصفهم ربنا سبحانه وتعالىهيسلمهم من دا, لكن احنا هنشربهم, لأن احنا, ذلك ما قدمت أيدينا.

 أول حاجة النبي صلى الله عليه وسلمذكرها, إنتشار الفواحش, قال: لَمْ تَظْهَر الفاحشَةُ في قَوْم قَطُّ.

 ” قط ” دي بتدل عليقنون, حتَّى يُعْلنُوا بها – بقت حاجة عادية في المجتمع, عادي مش بستنكر وممكنمعملهاش… بس هي عادي – , طب يحصل ايه؟ إلاَّ فَشَا فيهم الطَّاعُون والأوجاعُالتي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أسْلافهم الذين مَضَوْا, لأن دي عقوبة علي تحول وعليتبديل.

 يبقي إذاً دا هيرتب المشكلة دي,خاصةً إذا كنا في بلد أصلاً ليس فيها رعاية صحية, الحاجت العدية مش بتسلك ما بالكبالحاجت اللى هي عُقبات تتعاظم في المجتمع وتنتشر.

 طب دا جي منين؟ جي مع التعامل معالفواحش, لأن الفواحش دي هتنشر الفساد لنفسي ولبدني.

 قال صلى الله عليه وسلم: وَلَمْيَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ….فساد في النظام المالي والحيف وتركالعدل دا..هيحصل ايه؟ قال: لَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ – القحط – وَشِدَّةِالْمَئُونَةِ – ارتفاع الأسعار والتضخم المستمر – وَجَوْرِ السُّلْطَانِعَلَيْهِمْ – نخرج عن العدل فلابد أن نلقى جزاء الظلم ظلماً – .

 طب التاني؟ وَلَمْ يَمْنَعُوازَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ – مفيش مطر نازل- وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا, علشان بس معانا الحيوانات دي ودي ملهاشذنب, ودا رحمة من ربنا سبحانه وتعالى.

 التالتة, وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَاللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ – ترك الالتزام بأومر الله – إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُعَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ -يبقي جزء من ديار الإسلام وقع تحت الأحتلال المباشر – , طب دا علشان ايه؟ علشاناحنا خنا العهد ,مقدمة ونتيجة.

 الأخيرة, مَا لَمْ تَحْكُمْأَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّاجَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ, الاقتال والتطاحن الخارجي ما بين أهلالإسلام, دا نتيجة لتنحية الكتاب الذي يأمر بالأعتصام ويأمر بالعدل والإحسان وإتاءذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر.

 يعني ايه يتَخَيَّرُوا مِمَّاأَنْزَلَ اللَّهُ؟ هو دلوقتي فيه مسائل منصوص عليها في الكتاب أوفي السنة, وفيهحاجات إجتهادية بيرجع فيها لكلام الائمة والعلماء ,وربما يختلفوا, فاحنا بنتخارالأصلح والذي يتوافق مع الحال, بس دا في أنهي إطار؟ في إطار مع أنزل الله واللى هوالإجتهاد تحت أحاكم الشريعة مش بره, في دائرة الأحكام الإلهية.

 يبقي احنا بننشد إستقرار أو وضعمعيشي دنيوي كويس – سيبك من الأخرة – , في ظل المشاكل دي مش هيجي برضة.

 أصل هي سكة وحدة, هي دنيا وأخرةطريق واحد بس, احنا نتخيل أن هم طريقين ونختار ما بين الأتنين, هو واحد بس, السكةاللى هتوصلنا لدا, اللى هي سعادة الدنيا وهتوصلنا لدا اللى هي سعادة الأخرة.

 والسكة اللى هتتنكب طريق الله؟ مشهينالها حاجة, لأن النبي صلى الله عليه وسلم بيقول كده وده لأن المخالفات دي يترتبعليها العقوبات دي.

 وقال في حديث ثوبان رضي الله عنهفي سن أبي داوود: يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ, الحديث دا حفظينهوفهمينه, بس هو وقع منا..متعرفش ليه!؟!!, طب هو كان معنا ,وقع مننا ليه؟, دا حتي اللىكان بيذكر بيه ببقاش يذكره..!!..ايه اللى حصل؟!!.

 يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُالأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا – صنيهكبيرة محطوطة… كل واحد يعدي.. أتفضل.. حاجة مرميه علي الأرض – قُلْنَا: مِنْقِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟, هل احنا قليلين في العدد, عدد صغير مستضعف, ملهاشتفسير غير كده..

 قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍكَثِيرٌ، لكن القضية كيفية مش كمية وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ.

 يبقي إذن حاجة بتحرك وموجودة بس هيملهاش وزن أو قيمة.

 وليَنْزَعُن اللَّهُ الْمَهَابَةَمِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ, يبقي النبي صلىالله عليه وسلم, بيتكلم عن عدد, العدد دا كان في آمان, الأمان دا سببه حاجتين: قوةفي القلب اتشالت وأتحط مكنها وهن ومهابة في قلوب العدو, يبقي إذن حاجة جوانا أتشالتوحاجة جواهم أتشالت, قال تعالى إذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِأَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَكَفَرُوا الرُّعْبَ دا ربنا سبحانه وتعالى بيلقي الرعب في قلوب هؤلاء,فيقلقوا فيخافوا, فلا يقدموا وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْوَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ.

 وليَنْزَعُن اللَّهُ الْمَهَابَةَمِنْ قُلُوبِ عدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَاالْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.

 دا التاني, التالت..حديث ابن عمر:إذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ, العينة دي اللى هي التحايل علي الحرمات,وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُالْجِهَادَ.

 الجهاد دا حاجتين, تركوا الجهاداللى هو الجهاد في الدين, اللى هو ترك الرسالة ,أصل الجهاد دا عبارة عن ايه؟عبارة عن سعي أهل الإسلام لنشر نور الله سبحانه وتعالى في الأرض, أصل هي مش عركة,يبقي إذا دا معناه تخلي عن الرسالة.

 طب الناس اللى المفروض نوصل لهمالرسالة واللى ربنا يهديهم علي أيدينا؟ ملناش دعوة خلاص, واحنا وصلنا بعد كده فيمرحلة أن احنا بنبص لهم أن هم افضل مننا كمان.

 طب دا الجزء الأول من الجهاد, طبالجزء التاني, طب حتي ممكن يكون جزء المادفعة..حتي دا مبقاش موجود, حيحصل ايه لواحنا عملنا كده؟ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّىتَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ.

 يبقي إذن وضع الذلة دا مش هيزولإلا بزوال أسبابه, وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث في المسند: جُعِلَرِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْخَالَفَ أَمْرِي, يبقي إذن طول ما احنا في دائرة المخالفة, يبقي هنكون في دائرةالذل والصغار.

 يبقي إذن احنا لو هدفنا دنيوي محض,برضة احنا مش هنقدر نوصل له إلا بإصلاح العلاقة مع الله سبحانه وتعالى والتزامأومر الله, لأن احنا لو معملناش كده حتي اللى احنا نبتغيه دنيوياً مش هيحصل.

 طيب الشريحة التانية من الناسبتعدي شوية, يعني بتنظر الإسلام علي أنه الإسلام بالمفهوم الواسع, اللى هو الرسالة,والأمة المفروض أن هي تجتمع, وتنعم بالسعادة والطمأنينة والأمن والإستقرار, بسنعمل ايه؟ علشان نوصل لكده نعمل ايه؟ غالباً هنا بيظهر مفهوم ” المنقذ “, المنقذ اللى هو الشخص الإسطوري الخارق اللى هو هينزل من منطقة عليا فيحلالمشكلة!!.

 ولذلك احنا دائماً بتكلم عن أيه؟الناس بتلكم عن مثلاً..عمر بن الخطاب رضي الله عنه, عمر بن عبد العزيز “الأمام العادل ” , صلاح الدين, اللى هو في النهاية هيستعيد المقدسات ويحررالقدس.

 فاحنا نفضل ننادي عليه, فينك ياصلاح الدين..أنت فين؟, هل دا فعلاص كان حاصل في واقع اي أمة؟!! في أمة الإسلام أوأي أمة؟!! هل فعلاً أن الأمم تستعيد أوضعها وتستعيد أمجادها بظهور منقذ !!, هل فيسنن الله سبحانه وتعالى اللى علمنها اياها فيه كده في اي حته؟!! ربنا سبحانهوتعالى قلنا أن موسي عليه السلام وهارون عليه السلام لما نجاهم من فرعون ونجي معهمبني إسرائيل, وبني إسرائيل رفضوا إمتثال أمر الله, فتاهوا كلهم في بعض كده, وأنموسي عليه السلام وهارون عليه السلام أيضاً مات في التيه مع الناس.

 طيب احنا دلوقتي هننتظر هذاالمنقذ… اللى هو هيغير الأحوال, علشان ننتظر المنقذ دا لازم يكون عندنا فكرة أوشئ من الدراية حتي, طب احنا نعرف أيه عن المنقذ؟ غير الفليم بتاع الناصر صلاحالدين بتاع أحمد مظهر, احنا نعرف حاجة عن صلاح الدين؟!!, احنا مصدر معلوماتنا عنصلاح الدين فين؟!!.

 أصل أنا دلوقتي بتكلم عن عودة صلاحالدين, طيب أول خطوة اللى انا أتعرف عن صلاح الدين؟ وأعرف هو عمل ايه وإزاي؟, احناكل معلومتنا عن الموضوع هو الفليم, وكذلك أشياء كتيرة, أحنا مثلاً معظم معلومتناعن السيرة جاي من فليم الشيماء, وضحي الإسلام, ولذلك ايه اللى أحنا نعرفه عنالسيرة؟ مثلاً ” ألا تستحم يا رجل؟!! ” و ” عمت صباحاً يا أباالحكم!! ” , دي مصادر معلوماتنا, ايه المعلومات اللى جمعناها عن الدين, جتمنين؟ حتي السيرة من خلال مجموعة الافلام اللى احنا أتفرجنا عليها, ولذلك احنا فيخطبة هنتكلم عن التمثيل وأثرة, التمثيل دا فعلاً حاجة مؤثرة وايه موقف الصح منه؟دا حلو ولا وحش حلال ولا حرام, ايه نظامه؟, فهي القضية أن تكون معلومتنا أصلاً عنصلاح الدين بتأتي من خلال فيلم.

 أتكلم عن أهمية التاريخ, احناتكلمنا قبل كده عن التاريخ والفار, التاريخ عبارة عن ذاكرة أمة, أصل لو فيه أمة منالناس ملهاش ذاكرة, ملهاش أمتداد للوراء مش هيبقي لها الحاضر ولا المستقبل, أي أمةملهاش ماضي أو لا تنتمي للماشي بتاعها أو تايهه, مش هيبقي لها مستقبل.

 فاحنا تكلمننا قبل كده علي أنالفار الفرق ما بينه وما بين البني آدم, أن البني آدم له تاريخ فيستفيد منالتجارب, وأن الفار ليس له تاريخ فهو وعمة وجوز خالت وجده الله يرحمة, كلهم وقعوافي نفس المصيدة في نفس حته الجبنة الرومي, ليه؟ لأن مفيش أستفادة من التاريخوالتجارب, دي مشكلة.

 ربنا سبحانه وتعالى أدانا فيالقرآن خلاصة التاريخ وعبرته, مع بيان حاجة مهمة جداً مش موجودة في كتب التاريخ,سنن ربنا سبحانه وتعالى, صور الإجتماع الإنساني, إزاي الأمم بترتقي, وليه تنخفض؟ولو عايزه تعود إلي سابق عهدها تعمل ايه؟ وان ربنا سبحانه وتعالى لا يحابي أحداً,يعني لو الأمة لم تسلك المسلك اللى المفروض تسلكه مش هتوصل لنتائج اللى هي تتمناهاأو تتوقعها..دي مشكلة التاريخ والفار.

 أكتشفنا إن احنا عندنا أزمة تانية.دي طلعت أسوء من كده, أسوء من الفار ” الذبابة ” , الذبابة ذاكرتها لاتزيد عن خمس ثواني, يعني أنا ممكن أكون عارف المعلومة وإدركتها وبعدين دماغيبتتبخر فننسي, فبعد خمس ثواني نبتدي من الأول وجديد, زي الذبابة تقف علي وشك,تهشها..تمشي شوية تنسي أن هي وفقت علي وشك فتيجي تقف علي وشك تاني..فهي تفضل رايحةجاية لغاية ما تقوم ضاربها فتموت.

 فأحنا عندنا قدرة عالية جداً عليأعادة إنتاج الأخطاء نتيجة للنسيان, مش عارفين نستفيد من الأخطاء والتجارب… نمشيشوية. يقولك فلان دا راجل مش كويس, بعد شوية يطلع الراجل دا كويس!!, يبقي إذن فيهمشكلتين ,أن أنا معنديش تاريخ أصلاً ومش برجع له, الحاجة التانية أن أنا مش عارفأستفيد منه.

 مع أن مصادر المعرفة موجودة بكثرة,عندنا نت مثلاً, النت دا نت تستطيع من خلاله أن تسخرج أي معلومة وتدرس أي موضوع,احنا مش عندنا غير الفيس وشوية فديوهات علي شوية تعليقات وبس كده, مفيش أي أمتدادثقافي أو معرفي, ولذلك دا مش ممكن يثمر أي ثمرة أو أي نتيجة.

 يعني احنا دلوقتي بتكلم عن صلاحالدين, نجعله مثلاً نموذج بعبارت مختصرة…

 الصليبين لما أحتلوا بيت المقدس,أحتلوه سنة كام؟ 492, معركة حطين كانت سنة كام؟ 583, يعني واحد وتسعين سنة من دخولالصليبين بيت المقدس ودخولهم القدس وقتلهم سبعين ألف من المسلمين, واحد وتسعين سنةحتي معركة حطين, ثم دخول صلاح الدين إلي القدس.

 يبقي القدس حينما أحتلت صلاح الدينمكانش موجود أصلاً, طب ايه اللى حصل إزاء الفترة دي كلها؟, طب هل صلاح الدينإستطاع أن يحرر بلاد الشام؟ لا, طيب تم الإنتهاء من تحرير الشام سنة كام؟ 690,يعني بعد 198 سنة من مجيئهم إلي ديار الشام ,حوالي قرنين من الزمان, خلال القرنيندول, إزاي تمت عملية الإزاحة؟. لازم نسأل مجموعة من الأسئلة.

 أول حاجة إزاي وصلوا وأستقروا؟احنا كنا فين؟, وبعدين احنا لما جينا نستدرج دا عملناه إزاي؟… دا التاريخ, علشانأقول أن فيه حاجة اسمها صلاح الدين يبقي أنا لازم أترجم دا.,

 فيه مواضيع متعلقة بدولة الخلافةمتعلقة بتباين مذهبي وخلافات مذهبية كبيرة وصراعات دينية, وجود أمراء ينتمون إليمذاهب غير مذاهب أهل الحق, ويسعون لتدمير دولة الإسلام من الداخل, وتم علاج دا عبرمراحل..العودة إلي الإسلام, إعادة بناء الدين مرة أخري في نفوس الأفراد ثمالمجتمع, إنشاء مدارس علمية كتير في رحاب دار الإسلام يبتدي ينشأ فيها ناس علماءوطلبة علم علشان يقوموا بمهمة إعادة الأمة للإسلام, وبعد كده تحويل دا في مرحلةتانية إلى أبنية أو عمل مؤسسي, وبعدين عمل مؤسسي دا أفرز جيوش بتقاتل.

 ولذلك صلاح الدين كان قائد من قوادنور الدين, ولو مفيش نور الدين مفيش صلاح الدين, لو مفيش نظام الملك يبقي مفيش نورالدين, ولو مفيش الغزالي والجويني مفيش نظام الملك, الموضوع مش سهل ومش بسيط, لواحنا عايزين أن نتعامل معاه بشكل جادي يبقي لابد إن احنا نكون عندنا قدر كبير منالوعي ونتجنب الفار ونتجب الذبابة.

 أقول قولي هذا وأستغفر الله

 الحمد لله

 كلمة آخيره … اللى احنا حصلناهالفترة اللى فاتت يتمثل في الأساس في حاجتين, الحاجتين دول لازم نحاول إن نحافظعليهم علشان ميضيعوش, علشان لو ضاعوا احنا خسرنا كل حاجة.

 الحاجتين دول ,الأولنية منهم مايتعلق بأن فيه حاجة اسمها حقوق الإنسان, أول حاجة مبدأياً فيه حاجة إسمها الإنسان,الإنسان دا كأئن مكرم من قبل الله سبحانه وتعالى والإنسان دا له حد أدني من الحقوقينبغي أن لا تنتهك وينبغي أن لا يفرط هو فيها.

 دي أول حاجة ومينفعش تتوه ومينفعشتضيع, لأن هي دي أساس كل حاجة, طب الحاجة التانية أن يتم أختيار حاكم بإرادة الشعبالمحكوم, بغض النظر عن شخص الحاكم, طيب ايه قيمة دا؟ إذا تم إختيار الحاكم بناءعلي إختيار المحكوم, يبقي هيحقق قبول وإنقياد من المجتمع للحاكم, وهيلزم الحاكمبالحرص علي تلبيه إحتياجات ومطالب وتحقيق مصالح المجموعة, ودي هتبقي شئ سئ جداً لوخسرناها.

 دولقتي الحاكم كان بمعزل عن إرادةالناس ـو عن الإنتماء لهم أو عن تحقيق مصالحهم, هيبقي هو علاقة بيهم علاقة عداء,ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم, قال: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ أُمَرَائِكُمْوَشِرَارِهِمْ؟, خِيَارُهُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْوَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ, وَشِرَارُ أُمَرَائِكُمْ الَّذِينَتُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ, وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ.ديالعلاقة, العلاقة الأولنية خير والتانية شر.

 فإذاً إذا كان هو مش بينتمي ليناحقيقةً وحريص علي مصالحنا حقيقةً وحريص علي هذا المجتمع حقيقةً, يبقي هو هيعمل عليضد هذه المصالح, أو هيخدم المشروع اللى هو جاي يخدمه, وبالتالى يحدث أثر سلبيكبير, وفي نفس الوقت هيفقد روح الطاعة والولاء في المجتمع, أنا أطيعه ليه طالماأنا مش مفتنع إن هو بيعمل لمصلحتي, يبقي إذن العلاقة هتكون علاقة عداء, العداء داهيؤدي في النهاية إلي التنافر المؤدي إلي مزيد من المشاكل, والوضع مش هتستقر, أصلممكن أي حد يستقر علي أي وضع وبعد ما يعد شوية هتحصل مشاكل وتحصل نزاعات وصرعات,وبعدين يزول… والدنيا ماشية.

 ما احنا عايشين كده, الدنيامفرقتش, الجماعة مش مشكلة, أن شخص مكان شخص أو مجموعة مكان مجموعة أو حزب مكانحزب, مش دا الموضوع, أصل الموضوع ماش إزاي؟ احنا فين من واقع المجتمع؟ هي ديالفكرة ,الشعب موقفه فين؟, فأول حاجة أن الشعب لما يحس أن هذا النظام موالي له أومنتمي له, يبقي هيمشي في دائرة الحب والتعاون, لأن احنا كلنا مصالحتنا واحدةوهيبقي فيه قبول للقوانين وإمتثال لها بدون عراك وشرطة والكلام دا.

 دي حاجة, الحاجة التانية, تتعلقبالتوجه الثقافي أو موقف النظام من الإسلام نفسه, دا من خلال المجتمع الذي نعيشفيه, زي ما قلنا هو بيعنيه إستقرار المصالح العامة للمجتمع, بناء المجتمع.

 طيب, الناس اللى هم عندهم ولاءعالي أو إنتماء للإسلام, أو الرغبة في إعادة الإسلام والحب للإسلام؟ لو شايفينالنظام في غير هذا الإتجاه, يبقي النظام دا هيفقد المصداقية وحق الطاعة ,إنماالطاعة في المعروف, ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما أخبر صلى الله عليه وسلم,يبقي إذن أنا مش هشوف أن هو عليه حق الطاعة وبالتالي أنا أفضل دائماً أناوئةوأعاقبة, ويفضل دايماً عندنا كذا صورة من صورة الطاعة, دا عنده ولاء لمشرك وداعنده ولاء لشيخ, دا إفراز طبيعي لوضع فيه إنقسام النظام مش ماشي علي وفق الأصلالثقافي والأجتماعي اللى مفروض ينتمي له, هو النظام بيرحل فكرياً وثقافياً عنمجتمعة, فمجتمعه هيرفضة وتبقي العلاقة علي طول علاقة عداء, والناس اللى عايزةتستعيد الإسلام تبقي عندها ولاءات تانية ومفاهيم تانية معايير للطاعة وبالتالىهيحصل صراع, انا أسمع كلام الرئيس اللى ماشي في رؤية مخالفة, ولا أسمع كلام الأميراللى أنا شايفه ماشي في الرؤية الموافقة؟.

 فالمفروض الصورة دي هتؤدي لأيه؟ أنهو مش هيبقي فيه تناقض ولا صراعات, الناس كلها ماشية في رؤية واحدة, وبالتالي ليسهناك داعي أن أنا أطيع الطاعة المحدودة دي, يعني أطيع أمام أو حاكم إذا كان هيمشيعلي وفق المنظومة القرآنية بشكل عام حتي, حتي لو بشكل مرحلي أو بشكل متدرج, بأيشكل من الأشكال بس في النهاية ميبقاش فيه تنافض دا.

 فهي المشكلة إن احنا إذا خسرنا دا,مش دا اللى هو الشخص أو هي الحزب, لأن هو عموماً جزء من المشاكل سببه الكيان أوالحزب, بس مش بنسبة كبيرة زي ما احنا متصورين. لآنهم ناس عاشت زمان طويل تحت ضغط,كل هدافهم وكل غايتهم أن هم يحافظوا علي كيانهم ودا طبيعي, هو عايز يحافظ عليوجوده وهو كيان معارض, كيان معارض دا لو حطيته في وضع تاني قولت له تعالى أنت ديرأو أمسك الملفات..مش هيعرف, لأن هو مش متبرمج علي كده, هو متصاغ علي أن هو يخادموقف الصمود مش موقف الإدارة, دا جزء.

 الجزء التاني فيه شيخوخة, داطبيعي. لكن احنا لما بتكلم احنا كمجتمع, اللى احنا المفروض حرصين أن هو يفضلموجود؟ حقوق الإنسان والحرية والكرامة, دا أصل لا ينبغي أن هو يفرط تحت أي ظرف منالظروف.

 الحاجة التانية أن الحكومة تكونإفراز لإرادة الشعب, الفرق ما بين الحكومة وما بين الدولة؟ الدولة دي اللى هي احنا” الكيان المعنوي ” , الحكومة دي الأفراد بيديروا, ينفعوا أو مينفعوش,يصلحوا أو ميصلحوش ,فالحكومات بتسقط لكن مينفعش الدول تسقط, الدول تقسط معناها أنالمجتمع بينهار.

 لكن الحكومات بتسقط دا عادي,إيطاليا بعد الحرب العلمية التانية كل شوية تغير الحكومة والدنيا شغالة, لكنالدولة ككيان عام في إطار الحرص.

 أخر حاجة: المكسب القريب والخسارةالبعيدة.

 يعني دلوقتي ممكن احنا نكسب معكاستكانت بتحصل مكانتش بتحصل, سواءً كان بنزين أو نور أو أي حاجة تانية, شئ منالإستقرار ممكن يحصل دا صحيح وتدعيم مالي, كل دا جميل بس مينفعش دا في مقابلة,نخسر مضالح كبيرة, اللى هي ايه؟ وجود نصاب دستوري قانوني يكفل الحريات, فعلاً فيهحرية دستورية حقيقة, دي حاجة, الحاجة التانية بما إن النظام جاي من إرادة المجتمعيبقي هو هينتمي للشعب, وبالتالي يبقي عندنا إستقلاليه, احنا اللى بناخد قرارتنا,بناءً علي مصالحنا, مش بناءً علي مصالح الأخرين اللى بيدفعوا لنا فس.

 الحاجة التالتة أن تبقي فيه فرصةلبناء وضع إقصادي زراعي وصناعي ومقدمات حضاريه كويسة, احنا بدأنا في الحركة بتعتنامع اليابن, وكنا أحسن من اليابان, اليابان في الحرب العالمية التانية كانت مدمرة,احنا كنا مداينين أنجلترا وكان لينا عندهم فلوس.

 اليابان أتحركت, وبعدين كورياأتحركت, وبعدين تيوان أتحركت, وبعدين الصين أتحركت, وبعدين ماليزيا أتحركت ووفيالأخر تركيا أتحركت, والبرازيل تحركت, واحنا بنرجع ورا, المجتمعات عامةً بتتقدمإلي الأمام, هات ناس كانت عايشة من زمان شوية, كانت عارفة أن أوضاعنا التعليميةوالصحية في السبعينات, ممكن تكون أحسن من دلوقتي, لا… مجتمعنا بيرجع لورا واحنافي الزمرة بتاعت تشيلي والبيرو وبنجلادش وباكستان وبنما.

 ولذلك هم هيدونا فلوس علشان ايه؟لو هم هيدونا فلوس مقابل أن هم هيكلبشونا يبقي مفيش داعي, مش هننتفع بيهاالنهاردة, المفروض ننظر في مستقبل أجيال, احنا علي الأقل بنعمل كمستقبل جيد منأبنائنا, فلازم في النهاية المجتمع يتحط فيه مقومات نهضة حقيقية, يبقي فيهإستقلال, وفيه تصليح حقيقي ,احنا ربنا حبانا إمكانيات كبيرة بس احنا مش بنعمل فيهاحاجة, لأن جزء كبير احنا متكلبشين, مش بنزرع اللى احنا عازينه, ومش بننتج اللى احناعايزينه, ولا بنصنع اللى احنا عايزينه, لا نستفيد من موارد البلد.

 فهي القضية بغض النظر علي الحاجاتاللى بتحصل كلها, مألنا النهائي, احنا عايزين نوصل لأيه؟ في حقوق احنا ربنا منّعلينا بيها مش عازين نخسرها, زي ما قلنا في النهاية, هو دا اللى هيكفل لينا لواحنا عايزين بجد يبقي فيه تغير أو فيه رقي حقيقي, بره نطاق الحاجات الضيقة الليبتحصل دلوقتي لازم نبص بشكل بعيد شوية, لقدام ونستلهم التاريخ شوية للوراء, للوراءعلشان نخطط لقدام بشكل صح, وإلا لو فضلنا كل مرة تضيع مننا الفرصة تلو والفرصة,نفضل دائماً في تراجع ,ومش هنتغير أحولنا إلا إذا صلحنا اللى المفروض نصلحة.

 وأساس كل حاجة, علاقة أهل الإيمانوعلاقة مجتمعات المسلمين بربنا سبحانه وتعالى, والأصلاح دا بيمر بتلات مراحل..

 إصلاح فردي أولاً.

 إصلاح مجتمعي ثانياً.

 إصلاح دولة أو نظام ثالثا.

 مش هتجي غير كده ومش هتيجي من فوقلتحت, لازم كده, النبي صلى الله عليه وسلم لما بني الإسلام بناه من تحت لفوق, مشمن فوق لتحت, ناس مؤمنين, الناس المؤمنين دول بعدين لما بقي فيه مجتمع مؤمن بقيفيه دولة مؤمنة, مش هتيجي خلاف كده, مش هتيجي من فوق لتحت, لازم كده فرد ثم مجتمنعثم نظام اللى هو إنعكاس المجمتع,.

 واحنا كل ما احنا بنضيع وقت أحنابنخسر, ولذلك احنا محتاجين عودة حقيقية إلي الله سبحانه وتعالى بتبدأ من داخلالقلب, بتبدأ من داخل قلب الإنسان حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ,بتقوم علي محورين, المحور الأول: إخلاص لله, والمحور التاني :التزام الصواب, قالتعالى فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًاوَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.

 الفضيل بن عياض في قوله تعالى الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلً قال: أتدرون ما هو أحسن عملاً؟, قالوا: بين لنا يا أبا علي, قال: أحسن عملاًأي أخلصه وأصوبه, فإن العمل إذا كان خالصاُ ولم يكن صواباً لم يقبل, وإذا كانصواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل, حتي يكون خالص صواباً, خالصاً أن يكون إبتغاء وجهالله, والصواب أن يكون موافقاً لهدي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 يبقي إذن أي نجاح مبني علي حاجتين:أن أحنا نكون مخلصين في الإرادة الخير فعلاً, الحاجة التاية التزام الصواب, الصوابدا عبارة عن ايه؟ المسلك الصحيح, أن احنا كتفكير إقتصادي وإجتماعي وإستراتجي, لازمنكون ماشين علي منهج صواب, العشوائية والإرتجالية حتي لو مع الإخلاص مش هتنفع لازمالأتنين مع بعض..الخالص والصواب.

 يبقي إذن الفلاح الدنيوي والنجاحالأخروي, أو النجاح الدنيوي والفلاح الأخروة, الأتنين طريقهم واحد..الخلاصوالصواب, عايز نجاح دنيوي يبقي الأخلاص ومعاه الصواب, عايز نجاح أخروي فَمَنكَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ الأخلاص والصواب, إذا فقدنا ركن من الركنينمش هنوصل لحاجة.

 ولذلك ربنا سماها القوة معالامانة, ما القوة دي هي الصواب والأمانة دي هي الأخلاص ,هما نفس المحور, الأخلاصأن احنا فعلاً عايزين غير, والحاجة التانية التزام الصواب.

 اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنااتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

 اللهم أغفر لنا ذنوبنا وأسرفنا فيأمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا علي القوم الكافرين.

 اللهم كن لنا ولا تكن علينا, وأعناولا تعن علينا, وأنصرنا ولا تنصر علينا, وأمكر لنا ولا تمكر علينا, وأهدنا ويسرالهدي إلينا, وأنصرنا علي من بغا علينا.

 اللهم تقبل توبتنا وأغسل حوبتنا,وأمحوا خطيأتنا وسدد ألسنتنا, وثبت قلوبنا, وأسلل سخيمة صدورنا.

 اللهم أنا نعوذ بك من جهد البلاء,ودرك الشقاء ,وسوء القضاء, وشماته الأعداء, ومخيبة الرجاء.

 اللهم إنا نعوذ بك من علمً لاينفع,ومن قلبً لا يخشع, ومن دعاءً لا يسمع

 اللهم أنا نسألك علماً نافعاًوقلباً خاشعاً ويقيناً صادقاً ولساناً ذاكراً وعملاً متقبلاً

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعف عنا

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعف عنا

 اللهم أنك عفوا تحب العفو فأعفعنا.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم