الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله لا رب غيره ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أشرف عبدٍ وأطهره وأزكاه – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه واهتدى بهداه.
ثم أما بعد ،،،
الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله إِنَّ الله لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ الله بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي الله وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ
يقول الله – تبارك وتعالى – لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله إِنَّ الله لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ الله بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ يخبر الله – تبارك وتعالى – أنه لا يغيّر حالاً من أحوال العباد حتى يقوم العباد أولاً بتغيير ما في أنفسهم وهذا يشمل وضع الصعود ووضع الهبوط على حدٍ سواء، قال الله – تبارك وتعالى – ذَلِكَ بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
إذاً العباد سواء كانت الشخصية أو العامة إذا كانت أحوال من النعمة ومن السراء لا يمكن أن تتحول إلى أحوال من النقمة أو من الضراء حتى يحدث الإنسان أو يحدث الناس حدثاً لا يكون إلا كذلك.
وفي المقابل إذا ضاق العبد وضجر مما هو فيه من ضيقٍ ومن بلاءٍ ومن نقمة أو ضاق المجتمع بذلك، أو ضاقت الأمة بذلك فلا سبيل لهم لتغيير ذلك حتى يقوموا بتغير الفساد الذي يعرض لأنفسهم.
إذاً ربنا – سبحانه وتعالى – يخبر بحقيقة بسيطة، أو شيء أن ربنا – سبحانه وتعالى – هو الذي يغيّر ما بالقوم ليس نحن،، التغيير في وضع الإنسان أو في أحواله أو في أوضاع المجتمعات هذا ليس للعباد وإنما لله – تبارك وتعالى – ، هذا التغير علام يقوم على أن الإنسان أو أن مجموع الناس يحدثوا تغييراً أين؟ بالداخل.
فنحن لدينا نوعين من التغيير، تغيير في الأحوال العامة أو الظاهرة أو الخارجية وتغيير في الأحوال الباطنية أو القلبية، فالتي بالداخل هي التي أمرنا ربنا بها، أما الأخرى نحن لا نملكها، والذي يعتقد أو يظنّ أنه يملكها فهو لا يفهم شيء، إذاً لكي تتغيّر أحوال الإنسان محتاج أن يبحث عن التغيير النفسي، ولكي تتغيّر الأحوال العامة، فمن يتمنى ان تتغيّر الأوضاع تتغيّر لما هو أصلح، إلام سيسعى؟ سيسعى لإصلاح ما في نفوس العباد لأن ربنا – سبحانه وتعالى – يقول ذلك، لن تتغيّر الأحوال إلا بذلك.
فهي لا تنزل إلا بسبب الإفساد الذي يعرض للنفوس، ولا تنصلح إلا بأن الإنسان يرى ماذا أحدث في نفسه فيرجع ليصلحه ويضبطه، إذاً معيار صلاح حال الإنسان هو صلاح أو فساد ما بداخله.
نحن تكلّمنا عن القلب، وقلنا لماذا؟ لأن الإنسان عنده معرفة لا بأس به، فنحن معرفتنا بالصواب والخطأ، أو الوضع الذي نكون من المفترض عليه، أو ما يرضي ربنا – سبحانه وتعالى – ويسخطه، الخلل ليس هنا، نحن ليس لدينا خلل معلوماتي، وكثير منّا ليس لديه خلل في الأمنية، أو في الرجاء، فهو يتمنى أن يكون أفضل، يتمنى أن يكون صالحاً، يتمنى أن يكون أرضى لله – سبحانه وتعالى – ، لكن واقعيّاً لا يوجد شيء في حياتنا تتغيّر، ولكن لكي يتغيّر شيء في حياتنا فعلاً، فمن المفترض أن تكون المعارف التي نعرفها أو الحقائق التي آمنّا بها أو الأشياء التي نريد أن نعيشها لابد ان تتحول لحقائق فعّالة في القلب.
فإذا تحوّلت، وإذا القلب تفاعل مع الحقائق الإيمانية حينئذٍ ينصلح حال الإنسان ” ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ” إذاً ماذا نريد أن نفعل؟ نريد أولاً نرى ما هو القلب وما طبيعته لأنه هو الشيء الذي يدور العمل كله حوله فهذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني: ما الحقائق التي من المفترض أن ندخلها في القلب لكي تعمل بالداخل وتتحرك وتتفاعل فعندما تتفاعل يظهر أثرها أو ينضح على جوارح الإنسان.
الأمر الثالث: بالتالي ما الممارسة الإيمانية أو الصورة الخارجية التي من المفترض أن تظهر عندما يكون القلب أفضل أو ينصلح، فنحن لابد أن يكون لدينا معايير للتقييم مثل أي أمر، فأنا الآن أسير في برنامج معيّن أريد أن أصلح شيء، أو أضبط شيء، أو هناك مشكلة في العمل مثلاً، فلابد ان يكون هناك معيار أستطيع أن أرى به هل أنا أسير بشكل صحيح أم لا، هل الخطوات التي أخذتها هذه نجحت ام لا، يوجد برنامج للمراجعة أو المراقبة على أساسه أبدأ أنظر هل أسير بشكل صحيح أم لا، فنحن تكلّمنا في البداية عن الصدر، وعن علاقة الصدر بالقلب، فاليوم سنتكلم على أخطر شيء من الممكن أن تفسد أحوال الإنسان وهو احتلال القلب، نحن قلنا أن هذا القلب هذا هو المفترض أنه الشيء المسئول عن ضخّ مصدر الحياة للإنسان، هو يضخّ من الأشياء المحسوسة التي نراها، يضخّ أشياء معنوية وتوجيهات، هذه التوجيهات صالحة أو فاسدة، بناءً على ما يجول داخل هذا القلب، تكلّمنا عن صفاته، وقلنا أن القلب ما مشكلته؟ أول شيء أنه متقلّب هو غير مستقرّ، فما طبيعته؟ قلنا أن طبيعة القلب التفأّد، هذا التفأّد أنه يتوقّد ويضّطرب ويتحرك دائماً، وقلنا ما علاقة الصدر بالقلب، قلنا أن هذا الصدر هو محلّ العلم ومحلّ الوساوس، ومحل استقرار النفس، قلنا أن النفس يكون لها ثلاث أحوال، إما أمّارة بالسوء، إما لوّامة وإما مستقرّة، مراحل يمرّ بها الإنسان، أمّارة بالسوء أي أن توجيهها غالباً توجيه سلبي، على عكس ما يصلح العبد، وعلى عكس ما يرضي الله – سبحانه وتعالى – ، وأما اللوّامة هي المترددة تسير في الخير قليلاً، وبعد ذلك تعصي بالطبيعة النفسية البشرية الطبيعية التي هي الضعف، لكن عندما تحدث المعصية، لا يوجد الاستقرار يوجد تأنيب ضمير ولوم وسعي للتوبة، فهو يحاول، يصعد ويهبط، ومع المجاهدة المستمرّة ربنا يرزقه الطمأنينة، وما معنى الطمأنينة؟ أي الاستقرار أن تسكن في مواطن الخير، أو في ما يرضي الرب – سبحانه وتعالى – .
فنحن قلنا أن النفس محلّها في الصدر، ووساوس الشيطان تلج إلى الصدر، إذا النفس الأمّارة تحالفت مع الشيطان، من المفترض أن النفس تقاوم الوساوس، فإذا مالت مع هذه الوساوس واستقرّت فيها، والقلب – نحن قلنا أنه يأخذ الدمّ ويعيد تنقيته ويرسله مرة أخرى – فهنا عندما يدخل الدم يرجع معه أشياء، يرجع معه إما علم وإما ضغينة، وإما وساوس، فالنفس إذا تحالفت مع الشيطان تضغط على القلب بهذه الوساوس الفاسدة فإذا تكاثرت يضعف القلب وحينئذٍ ينهار ويصبح تابعاً لهذه النفس الأمّارة وللشيطان وللأهواء، هم ثلاثة أشياء؛ النفس الهوى والشيطان، إذا سيطر هؤلاء على القلب، حينئذٍ القلب سيكون منقاداً للأهواء وبالتالي كل ما يصدر هاهنا من أوامر وتوجيهات سيكون في النهاية في محلّ الفساد للسمع وللبصر ولليد وللرجل ولكافة جوارح الإنسان ستفسد نتيجة لهذا الفساد، ولكي ينصلح حال الإنسان لابد أن يغيّر ما بنفسه.
يقول أبوهريرة رضي الله عنه يقول القلب ملك، والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده.
فنحن الآن نتكلّم على أن هذا القلب له طبيعة وله وظيفة، هذا القلب متقلّب، إذا سيطر الشيطان والنفس والهوى على القلب، ماذا يحدث؟ ولماذا يحدث هذا؟ نحن قلنا الجمعة الماضية ان ربنا يقول وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ما معنى هذا؟ هم عندما أعرضوا عن أمر الله – سبحانه وتعالى – واتّبعوا أهواءهم ماذا حدث؟ أصبح هذا الفؤاد يتقلّب دائماً في صور الباطل، لا يستقرّ على حال ولا يسكن إلى حقّ.
هذا الفؤاد الذي يتفأّد ويضطرّب إذا سيطرت عليه النفس الأمّارة بالسوء كيف يكون حاله؟، القلب ما وظيفته الأساسية؟ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ إذاً القلب ما مهمته؟ التفكّر والتعقل، فهو الذي يضبط الإنسان ويحكمه ويحكم تصرّفاته وتوجّهاته، بناءً على ماذا؟ بناءً على ما في القلب، إذا هذا القلب، ربنا – سبحانه وتعالى – يقول واللهأَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ إذاً الفؤاد هو جهاز على استعداد أن يترجم الأشياء التي تدخل إليه ويتعامل معها، وعلى حسب ما أدخل له في أشياء على حسب ما هو سيدير أموره ويدير الجوارح، فهذا القلب بمفرده، ربنا قال أنه على الفطرة، لكن لديه معرفة كيف يمكن أن يسير، عنده النور الذي على أساسه سيسير أم إنه منتظر استمداد النور من الله، فإذا كان يستمدّ النور من ربنا – سبحانه وتعالى – حينئذٍ يستطيع أن يقاوم الشيطان ويستطيع أن يدير الجسد إدارة صحيحة، وإن لم يستطع سيكون العكس.
إذاً ماذا نريد أن نقول؟ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ النفس لابد أن تنتقل من حال الفساد إلى حال الصلاح، كيف سيتمّ هذا، وكيف تمنع تأثير النفس الأمّارة بالسوء على القلب، كيف تحصّنه وتحفظه وكيف تمنع عنه هذا التأثير السلبي، وما خطر الشيطان حينما يسيطر على نفس الإنسان.
فكيف يدخل الشيطان إلى النفس؟ النفس لها ميول ولها أهواء ويوجد رغبات ويوجد شهوات، مثلما دخل الشيطان لسيدنا آدم، فمن أين دخل إلى سيدنا آدم؟ دخل من شيء موجود في نفس الإنسان، هو يريد الملك ويريد الخلود، هل أعطى ربنا – سبحانه وتعالى – هذا للإنسان أم لم يعطه له؟ قال تعالى وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا، إذاً ربنا – سبحانه وتعالى – وضع هذا في نفس الإنسان وهو – سبحانه وتعالى – يريد أن يمنحه إياه، سيمنحه الخلد أين؟ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا إذاً ربنا – سبحانه وتعالى – وهب الإنسان فعلاً هذا، وهبه الملك الكبير ووهبه الخلد، أين؟ في الجنة التي هي الجنة الحقيقية، جنة المآل ووضعه في هذه الجنة لكي يعلّمه درس يجعله يحافظ على الجنة التي هي الجنة ولا يخسرها مرة أخرى، فالشيطان من أين دخل؟ دخل من هنا، وأحبّ أن يقول له أن الجنة التي تبحث عنها التي تشمل الخلد والملك، إنما توجد حيث معصية ربنا – سبحانه وتعالى – ولأن الإنسان بطبيعته يحب هذا فهو سيسلك في طريق المعصية ظنّاً منه أنه سائر في الطريق الذي يسعده ويصلحه ويحقق له الخلد والملك والبقاء، إذاً الشيطان له مدخل في النفس نتيجة لأشياء معيّنة موجودة بداخلها.
فما وسيلة الشيطان؟ الوسوسة والتزيين، ما معنى الوسوسة؟ تكرار خطراته أو الأشياء السيئة التي يريد أن يوصلها بشكل دائم لا ينقطع باستمرار، والتزيين؟ يجعل الأشياء التي هي قبيحة يجعلها جميلة، فالشجرة التي أكل منها سيدنا آدم، الشيطان زيّنها له، لكنها في الحقيقة كانت في حقيقتها هي تحمل هذه الزينة؟ لا هذا وهم، لذلك ربنا ماذا قال فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ حصل على الخلد وعلى الملك الذي يريد؟ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا إذا ماذا يفعل الشيطان؟ ما هو التزيين؟ أن تأتي بشيء شكلها ليس حسناً فتضع عليه بهرج معيّن بحيث يظنّ الذي يراها أنه على صفة خلاف ما هو عليه، ولذلك قلنا أن هناك فرق ما بين تزيين الشيطان وتزيين ربنا – سبحانه وتعالى – قلنا ما الفرق؟ ربنا عندما يقول – سبحانه وتعالى – وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ الإيمان شيء حسن أم قبيح؟ هو في حقيقته حسن، لكن نتيجة لوساوس الشيطان وكثرة الأهواء أنت لا ترى الحسن حسن، فربنا – سبحانه وتعالى – من رحمته يزيّن لك الشيء الجميل لكي تدرك جماله الحقيقي الموجود بداخله، أما الشيطان لا، يزيّن القبيح لكي يغوي الإنسان ويفسده وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ إذاً علام يعتمد؟ على الوسوسة وعلى التزيين، النفس بتضعف وتضعف وتضعف فتستجيب، ولما تستجيب تمكّن الشيطان من القلب، وتكون هي الحاكم الجديد للقلب، لكنها في الحقيقة ليس حاكم حقيقي هي واجهة فقط، من الحاكم الحقيقي؟ الشيطان، وما الشيء المتّبع؟ الهوى أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ إذاً الشيطان له مدخل، فلما يدخل ماذا يحدث؟
تجربة شخص يحكي عن نفسه بعدما كبر سنّه وشاب شعره، ماذا يقول، يقول: وهو يكلّم شخص ينصحه أن يعدّل مساره ويصلح من أحواله:
محضّتني النصح لكن لست أسمعه إن المحب عن العزّال في صمم الإنسان عندما يكون يحب شيء وقلبه متعلّق به لا يسمع أي داعي أو أي شخص ينصحه أو يوجهه أن يصلح أو يعدّل من مساره، قال أبو الدرداء رضي الله عنه ” حبك الشيء يعمي ويصم ” ” حبك الشيء يعمي ويصم ” الإنسان عندما يتعلّق قلبه بشيء لا يرى ولا يسمع، لا يبصر ولا يسمع، فهو لو أن جوارحه متحررة سيرى مثلما يرى الناس وسيسمع مثلما يسمع الناس، لكن التعلّق يجعله يرى الشيء الذي يحبه في غاية من الجمال، لكنه في الحقيقة ربما كان في غاية من القبح، وبعد ذلك يعتذر فيقول:
إني اتّهمت نصيح الشيب في عذلٍ والشيب أبعد في نصحٍ
أي إنني ليس أستمع إلى كلامك، بل أسوأ من هذا، ربنا – سبحانه وتعالى – أرسل لي نذير الذي يقول لي أن الأجل اقترب، ومع ذلك فأنا لا أستطيع أو أنفكّ عما أنا عليه من كثرة ما تعلّقت به.
إني اتّهمت نصيح الشيب في عذلٍ والشيب أبعد في نصحٍ عن التهم
لماذا؟ يقول:
فإن أمّارتي بالسوء ………………………………………….
هنا المشكلة !
………………. ما اتّعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم
ولا أعدّت من الفعل الجميل قرى ضيفٍ ألم برأسي غير محتشم
فأنا لم أحتشم منه ولم أقدّره ولم أستحي منه ولم أحترمه فغيّرت سلوكي بما يتناسب مع هذا الضيف الذي نزل بي.
لو كنت أعلم أني ما أوقّره ……………………………………….
أني لن أحترمه هكذا …
……………………………. كتمت سرّاً بدا لي منه بالكتم
كنت صبغته بأي لون لكي لا يذكّرني بما ينبغي أن أكون عليه، قال – صلى الله عليه وسلم – ” إن أحسن ما غيّرتم به الشيب الحناء والكتم ” ثم يقول:
من لي برد جماحٍ من غوايةً ………………………………………
ما الذي يمكّني أن أقدر أن أمسك لجام النفس ..
……………………….. كما يردّ جماح الخيل باللّجم
فالفرس الجامح تشده باللجام، فهو يبحث عن شيء يمسك بها لجام نفسه، يمنعها أن تنساق وراء الشيطان ووراء الأهواء، حتى متى؟ وإلى متى؟ هو لا يعرف وبعد ذلك ماذا يقول:
فلا ترم بالمعاصي كثر شهوتها إن الطعام يقوّي شهوة النهم
يعني الإنسان من الممكن أحياناً أن يترك نفسه تسترسل في الذي تريده لكي تشبع منه، ينهي كل نهمته من الأهواء لكي عندما ينتهي من احتياجاته يتفرّغ قلبه من الأهواء فيعود إلى الله، فهو يقول لك لا بالعكس، أنت تثبّت هذا فيها أكثر.
فلا ترم بالمعاصي كثر شهوتها إن الطعام يقوّي شهوة
الشخص الذي لديه شهوة للطعام، يقول لك انا سأأكل لكي أأخذ حاجتي من الطعام لكي أكون سعيد،، لا لا هذا يزيد تعلّق القلب بهذه الأهواء.
والنفس كالطفل إن تهمله …………………………………
ستتركه، ماذا سيحدث؟
………………………… شبّ على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
الولد الصغير الرضيع إذا لم تحاول أن تفطمه عن هذا سيستمر في الكبر وقلبه لازال متعلّق – بالبزازة – وهو يرى أنك حينما تفطمه تمنعه من ماذا؟ تمنعه مما يحب، تمنعه من الخير، أنت تؤذيه، أنت بتغلس عليه، يبكي ولا تستجيب له، فلماذا أنت تفعل هذا؟ لكن أنت في الحقيقة تفعل هذا للمصلحة، فهو لابد أن يجتاز هذه المرحلة.
والنفس كالطفل إن تهمله شبّ على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
سيستجيب …
فاصرف هواها وحاذر أن تولّيه …………………………….
لا تجعل الهوى هو الوليّ، هو الحاكم على القلب.
فاصرف هواها وحاذر أن تولّيه إن الهوى ما تولّى ……..
إذا أصبح هو المسيطر على قلب الإنسان ..
……………………………………………… يسم أو يصم
يسم أي يقتل، يصم: أي يفضح، إما يذهب بي إلى حيث الهلاك أو إلى حيث العار والفضيحة وسط الناس.
فاصرف هواها وحاذر أن تولّيه إن الهوى ما تولّى يسم أو يصم
وراعها وهي في الأعمال سائمة ” وجّهها نحو الأعمال الصالحة لكن مع ذلك – خلي بالك منها – لأن النفس ممكن الرياء والعجب والكبر يفسدها، فالشخص من الممكن أن يكون فعلاً في أعمال صالحة لكن قلبه ليس صالح، سلوكه الخارجي صالح لكنّ قلبه ليس كذلك، هو يرى أنه صالح وينظر للناس من فوق ويتكبّر عليهم
وراعها وهي في الأعمال سائمة وإن استحلت المرعى فلا تسم
شيء معيّن عجبها فهذا سيتحول إلى هوى نفسي.
كم حسّنت لذةً للمرء قاتلة من حيث لم يدري أن السم في الدسم
كم زيّن الشيطان والنفس للإنسان أشياء من الباطل ويجمّلوها وهو يظنّ أن هذه خير ويسير.
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبعٍ فربّ مخمصة شر من التخم
يقول له اجعل نفسك في حد الاعتدال وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا أنا لا أدعوك أن تترك هذا، ثم في النهاية لا تستمتع بما أحلّ الله لك، لا ضع نفسك في حد الوسط، لأن أحياناً المبالغة في التقشّف تكون أسوأ من الولوغ في مراد النفس
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبعٍ فربّ مخمصة شر من التخم
واستفرغ الدمع من عينٍ قد امتلأت من المحارم …………………
طالما نظرت إلى ما حرّم الله إليها، فكيف يطهّرها؟ يقول له ابك على خطيئتك.
واستفرغ الدمع من عينٍ قد امتلأت من المحارم والزم حمية الندم
الزم باب التوبة.
خالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محّضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصما ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ لقد نسبت به نسلاً لذي عقم
أمرتك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولي لك استقم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
فهو يختم كلامه بعد كل ما قاله من توجيه النفس، يقول أنني في الحقيقة أقول هذا الكلام لكني لم أفعله، فأنا أوجّه نصيحة للناس وأنا لم ألتزم بها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها فإن انتهت عنه فأنت حكيم
هناك يسمع ما تقول ويقتدى بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عارٍ عليك إذا فعلت عظيم
ثم يقول: ” وما تزوّتّ قبل الموت نافلة ولم أصل سوى فرضٍ ولم أصم ” هو يقول أنه طوال حياته هو محافظ على الفرائض ولكنّه غير مجتهد في النوافل التي تقرّبه إلى الله.
وما تزوّتّ قبل الموت نافلة ولم أصل سوى فرضٍ ولم أصم
ظلمت سنّة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وشدّ من سغبٍ أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
وراودته الجبال الشمّ من ذهبٍ عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته إن الضرورة لا تعدو على العصم
هو يقول أنه كان ملتزم نعم بالفرض لكنه ظلم السنة، هو في الحقيقة هو لا يظلم السنّة، نحن نظلم أنفسنا، قال تعالى وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ هو يقول أنني كنت محافظ على الفرائض لكنني ظلمت السنة، ففي الحقيقة نحن نظلم أنفسنا بمخالفة هدي النبوة، نظلم أنفسنا بتنكّب طريق صاحب الوحي – صلى الله عليه وسلم –
” ظلمت سنّة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم ” يقول المغيرة رضي الله عنه: ” قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى تورّمت قدماه فقيل له غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً ” فنحن نسعى للتقرّب إلى الله رجاء أن يغفر لنا ربنا الذنوب، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – ربنا غفر له الذنوب، فيقولون له نحن الذي نحتاج هذا وليس أنت، فقال وهذه النعمة ألا تستوجب الشكر؟.
قالت عائشة رضي الله عنها: ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه – تتشقق من تحت، من كثرة قيامه ومن طوله – فقلت: يا رسول الله لم تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، قال: أفلا أحبُّ أن أكون عبداً شكوراً “
وشدّ من سغبٍ – من جوع – أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه وعن أبيه: ” إنّا في الخندق نحفر إذ عرضت كدية شديدة ” صخرة صلبة لا شيء يكسرها؛ الفأس والمعول لا يفعلون بها شيئاً، ” فجاؤوا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: يا رسول الله عرضت في الخندق كدية، فقال: أنا نازل ” أي شيء، أي شيء كانت تصيبهم ماذا كانوا يفعلون؟ صخرة، أناس يكسّرون وظهرت صخرة، عندما تظهر صخرة ماذا يفعلوا؟ لمن يهربون؟ لمن يلجأوا؟ فهذه صخرة، حتى هذا! نعم حتى هذا،، ” قال: أنا نازلن يقول جابر: فقام وبطنه معصوب بحجر، ولبسنا ثلاثة أيامٍ لا نذوق ذواقاً ” لم يأكلوا منذ ثلاثة أيام، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – واضع حجر على بطنه لكي يقلل الإحساس بالجوع الشديد.
وشدّ من سغبٍ أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
فالنبي – صلى الله عليه وسلم – نزل فأخذ المعول، فضرب الكدية، يقول جابر رضي الله عنه: ” فصارت كثيباً أهيل ” تراب سقط وانهار.
هذا ألم يكن في يديه؟، لم يكن في إمكانه أن يتوسّع لم يكن في إمكانه أن يأخذ المفاتيح بيده.
وراودته الجبال الشمّ من ذهبٍ عن نفسه فأراها أيما شمم
ارتفاع القامة على الشهوات وعلى الدنايا التي يتفانى ويتصارع عليها الناس، نحن ذكرنا قبل ذلك كثيراً حديث أبي مويهبة في المسند أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حينما ذهب إلى أهل البقيع يدعو لهم يودّعهم قبل وفاته – صلى الله عليه وسلم – وهو راجع يقول لأبي مويهبة مولاه الذي كان معه، النبي – صلى الله عليه وسلم – ايقظه ليذهب معه إلى البقيع، وهو راجع يقول ” إني خيّرت بين مفاتيح الدنيا والخلد فيها، ثم الجنّة وبين لقاء ربي والجنة، فأبو مويهبة قال له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله خذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ثم الجنّة، – وفي رواية – قال: اخترنا يا رسول الله ” أي ابقى معنا، ” قال: لا والله يا أبا مويهبة، ولكنني اخترت لقاء ربي والجنة “
يقول الشعبي رحمه الله، والأثر في الزهد لهنّاد، يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” خيّرني ربي – تبارك وتعالى – بين أن أكون نبيّاً ملكاً وبين أن أكون نبيّاً عبداً فلم أدري ما أقول، وكان صفيّي من الملائكة جبريل فنظرت إليه – يستشيره – فأشار بيده أن تواضع، فقلت: بل نبيّاً عبداً ” ربنا – سبحانه وتعالى – خيّره أن يكون نبيّ وملك أم نبي وعبد، فسيدنا جبريل أشار إليه، ” فقلت: بل نبيّاً عبداً “
إذاً ماذا نريد أن نقول؟ نريد أن نقول أن النفس ربنا – سبحانه وتعالى – جعلها ميزان الصلاح لأحوال العباد، لو الإنسان صلّح ما بداخله ربنا – سبحانه وتعالى – سيصلح أحواله، فـ ” يصلح بداخله ” هذه على ماذا تقوم بالأساس؟ تقوم على إصلاح ما في هذه المضغة، لكي نصلحها ماذا نفعل أولاً؟ نمنع الخطر الذي تتعرّض له من الصدر.
نحن الآن هذا الكلام الذي نقوله في النهاية ماذا نفعل؟ كيف نفعل هذا التحالف ما بين النفس الأمّارة والهوى والشيطان الذي يحتلّ القلب ويفسده، ماذا نفعل؟ ما الحل؟ ما المخرج؟
أول شيء: نحن نريد أن نعزل النفس عن الشيطان، الإنسان عندما يكون لديه ابن يراهق، وهذا الابن الذي يراهق هذا يبدأ يسلك مسلك سوء، وينضمّ لوسط أو لشلّة تفسده ماذا يفعل؟ هل يطرد ابنه ويتركه لهم يستولوا عليه ويتمادوا في إفساده؟ أم يحاول أن يصلحه ويعزله عنهم؟
فأولاً هو يريد أن يعزل ابنه عن رفقاء السوء، أي يعزل مصدر الشر عن النفس الذي طبيعتها بها خير لكنّها تميل إلى الشر، فيعزل الشيطان عن النفس، وبعد ذلك يسوس النفس بالإيمان شيئاً فشيئاً، هذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني: قلنا أن الصدر هذا هو محلّ العلم، فمن المفترض أن القلب يستمدّ هذا العلم فلما يتفاعل معه يبثّه مرّة أخرى إلى الصدر ويصلح به النفس.
الأمر الثالث: لزوم الدعاء لربنا – سبحانه وتعالى – أن يصرف عنّا كيد الشيطان، قال يوسف عليه السلام، وهو من هو، قال وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ هذا سيّيدنا يوسف ليس نحن، وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أنا لن أستطيع أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ولذلك وجّهنا ربنا لنقول قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ فنحن الآن نريد أن نضع علم هنا – في الصدر – وسنستمدّ هذا العلم في هذا القلب، هذا القلب من المفترض أن يتفكّر في هذا العلم، فيتحرّك به، يتفأّد به، يتفأد ما معناها؟ حرارة الإيمان تملأ القلب، والقلب يتحرك بمقتضى هذا الإيمان، التفأّد قلنا شيئان؛ حركة وحرارة، حرارة الإيمان تملأ القلب والقلب يتحرك به، فيستمدّ منه العقل والفقه الذي يصلح به النفس.
فماذا نريد أن نفعل الآن؟ قلنا ثلاثة أمور؛ عزل النفس عن الشيطان هذا أول أمر.
الأمر الثاني: حشو الصدر بالعلم لكي يستمدّه القلب، الأمر الثالث: الدعاء والتضرّع والابتهال إلى الله – تبارك وتعالى – ، لذلك نحن من المفترض بعد هذا إن شاء الله سنبدأ الكلام عن ما الأشياء التي من المفترض أن يحتشي بها القلب من حقائق الإيمان لكي ينصلح بها الصدر والنفس وينصلح بها أحوال العبد.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم إنا نسألك علماً نافعا، وقلباً خاشعا، اللهم إنا نسألك علماً نافعا، وقلباً خاشعا، ولساناً ذاكرا، ويقيناً صادقا، وعملاً صالحاً متقبلا.
اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يسمع، اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يسمع
اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل اللهم إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم اهدنا واهدي بنا، اللهم اهدنا واهدي بنا، واهدي لنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى
اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم