إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
كنا مع الإنسان حينما يحاول أن يفهم ما هو الإنسان؛ ما هي طبيعة الإنسان، ما هو تركيب الإنسان، ما هي الأشياء التي تحرك الإنسان، تكلمنا عن محاولة إنسانية بعيداً عن هدى الله عز وجل وهي تحاول من خلال تأمل الإنسان، ودراسة شكل الإنسان، طبيعة تحركات الإنسان أن تفسّر ما هي دوافع الإنسان، ما الأشياء التي تجعل الإنسان يفعل التصرفات والسلوكيات وأبني الطموحات؛
إذاً الإنسان ماذا يفعل؟ يشاهدني من الخارج ويحاول استنتاج؛ ما الذي يحركني من الداخل ويرسم ذلك في صورة هرم متدرّج؛ دوافع تنتقل من مرحلة إلى مرحلة.
والأسبوع الماضي انتقلنا نقلة أخرى …. هذا الإنسان وهو يحاول أن يفهم ما هو الإنسان،، ونحن كأناس ننتمي لجنس الإنسان ماذا نفعل إزاء هذه القضية، معظم الناس لا يشغله أن يعرف ما طبيعته أو ما كنهه أو ما ماهيته، هو يعيش وانتهى،، خرج للحياة فوجد نسق عام الناس تسير فيه وأشياء معيّنة تشغلها الناس وأشياء معيّنة يحاول الناس أن يشبعوها، ثم سار مثلما يتحرك الطابور أتحرك، وعدد قليل من الناس حاول أن يسير بشكل أعمق قليلاً ويفهم ما معنى ” إنسان ” والتجربة التي نقلناها؛ قلنا أنها تجربة شخص أمريكي باحث في الدراسات النفسية غير مسلم، وهذه التجربة وهذا النتاج أصبح نتاج معتمد يعتمده الإنسان، الإنسان المسلم وغير المسلم، أي على اختلاف تنوّع الثقافات والأديان كلهم تبنّوا هرم ماسلو الخماسي الذي أصبح بعد ذلك سباعي بتعديلات ماسلو.
فنحن عم نتكلم؟ نتكلم عن أن خالق الإنسان سبحانه وتعالى يكلم الإنسان ويتكلم عن الإنسان، فربنا سبحانه وتعالى خالق الإنسان برحمته وبفضله يرفع من قيمة الإنسان ويخاطب الإنسان ماذا سنفعل؟ ما موقف الإنسان إزاء خطاب الرحمن سبحانه وتعالى، خالق الإنسان وفاطر الأكوان يتكرم بأن يكلم الإنسان، الإنسان حينما خاطبه ربنا سبحانه وتعالى الذي خلقه ماذا فعل؟ أصغى لكلام الله أم لم يصغي، أنصت أم لم ينصت، فالآن نحن لا نتكلم عن الأديان والثقافات، لا لا
خالق الإنسان يتكلم مباشرةً مع الإنسان، بغض النظر عن انتماؤه عن عرقه عن دينه، أنت كإنسان من خلقك يكلمك مباشرة، يقول لك أنت من أين جئت، أنت عبارة عن ماذا، أنت ما الذي بداخلك، لماذا أنت تفعل ذلك، وفي النهاية أنت إلى أين ستذهب، ما المصير الذي ستؤول إليه.
فلماذا الإنسان لا يصغي لنداء الرحمن سبحانه وتعالى، ربنا يقول سبحانه وتعالى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ما أخبارهم كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ ثلاثة أشياء، ربنا يقول لنا، الناس الذين سبقوا ولم نراهم ربنا يصفهم بثلاث أوصاف سبحانه وتعالى، يقول أن هؤلاء كانوا أكثر وقوتهم أكثر وآثارهم في الأرض أثبت وأدوم، فالناس يأتون من كل مكان يشاهدوا الأهرامات، فلماذا الأهرامات؟ ألا نقول أننا أصبحنا في أعلى مستوى من مستويات الرقي الإنساني، فلماذا نقول أن هذه من عجائب الدنيا،، هذه ليست من عجائب الدنيا، هذه من عجائب الإنسان، الإنسان المعاصر مازال مبهوراً بهذا الإنسان البائد، وبعد ذلك؟ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وبعد ذلك فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ الكلمات الإلهية، ماذا فعلوا؟ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ إذاً حينما أتت لهم الرسالة، وجاءت لهم الكلمات الإلهية العظيمة التي تنزل من فوق ماذا فعلوا؟ لم يهتموا بها، لماذا؟ ليس لأنهم كانوا فارغين لا، هم كانوا لديهم أشياء هم يرون أنهم بها مستغنين فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْم نحن لا نحتاج، لا نحتاج أن نصغي ولا ننصت، لا نحتاج السماع لكلمات ربنا وهي تواجهنا، لدينا ما يغنينا، لسنا محتاجين، فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِفقط وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ فهم ماذا فعلوا بالكلمات الإلهية المتنزلة؟ سخروا منها، رأوا أنهم أعلى وأرقى فاستهزئوا بهذه الكلمات، وماذا بعد؟ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ومنه العلم بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ومنه العلم، فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ إذاً ما الذي يمنع الإنسان أن يصغي لكلمات الله؛ إحساسه أنه لا يحتاجها في شيء، أول كلمات ربنا خاطب بها الإنسان؟ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ربنا يكلم الإنسان، ماذا يقول له؟ يقول له اقرأ، يقرأ في ماذا؟ سيقرأ في الكلمات التي يخاطبه ربه بها، اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ لا يقرأ وفقط،، سيقرأ مستمد المدد من الله، مدد الهداية والعلم والفهم والإدراك والعمل والامتثال والاستجابة، كل هذا يأتي من عند الله، لن تقرأ فقط، لكي تتعلم ولكي تعمل ولكي ترتقي لابد أن تقرأ بسم الله، اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ تعريف الَّذِي خَلَقَ وهذه عامة لكل شيء، وبعد ذلك، خَلَقَ الْإِنْسَانَ بدأ الإنسان يظهر، أول مرة يظهر الإنسان، اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خلق كل شيء وبعد ذلك خاص بعد عام، يخصص الإنسان بالذكر والخطاب خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ استمر وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ طالما أنت تقرأ مدد ربنا سبحانه وتعالى لن ينقطع، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ المرة الثانية عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى هذا هو القانون خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فما موقف الإنسان؟ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى يتكبر على ربنا، لماذا؟ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى غير محتاج، لا يحتاج ربنا في شيء، هو غني بنعمة الله عن أن يشكر الله، يتقبل النعمة ويجحد المنعم سبحانه وتعالى كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى فما معنى رَآهُ اسْتَغْنَى يرى نفسه، يرى نفسه غير محتاج لربنا في شيء، فهل هذا حقيقي؟ الإنسان يعيش الوهم، هذه ليست الحقيقة، هو يرى نفسه، يرى نفسه مستغني، هل هو في الحقيقة مستغني عن الله، يستطيع الإنسان أو أي مخلوق من مخلوقات الله أن يستغني عن الله، نحن نقول اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ قيوم، الكون كله يقوم بالله، لا يقوم بنفسه، يقوم بالله، القيوم: الذي يقوم بنفسه والذي يقيم كل شيء سواه؛ القيوم،، يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ لم يستثني، لم يستثني يَا أَيُّهَا النَّاسُ كل الناس أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ الفقراء، والفقر: شدة الحاجة، ربنا يقول سبحانه وتعالى إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ هذا المسكين، الذي لديه لا يكفيه، الفقير هذا لا يملك، لم يقل أنتم المساكين أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ أي ليس لدينا شيء تماماً، ليس لدينا شيء تماماً، يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى ماذا؟ فالفقير هذا يشعر بالحاجة لحاجة، يشعر بالافتقار لشيء لابد أن تحيل لشيء، فقير إلى صحة فقير إلى مودة، لحب، لمال، لعلم، لماذا؟ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ لأن ربنا كل شيء ومنه كل شيء، يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُوحده وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى واللهِ هُوَ الْغَنِيُّ وحده سبحانه وتعالى، هو الوحيد الذي لا يحتاج إلى شيء، المستغني عن كل شيء، لكن برحمة الله ربنا هو الغني، فلماذا قال بعد الغني، قال الحميد؟.
الآن نحن أناس فقراء، الفقير حينما يدفع فقره ماذا يفعل؟ يلجأ إلى من يظن فيه الغنى لكي يغنيه، فلما يلجأ الفقير للغني لكي يغنيه، المنة للفقير أم للغني، الفضل للفقير أم للغني، فالغني سبحانه وتعالى يحمد الفقير على أن لجأ إلى الغني لكي يسد فقره، لا أكرم ولا أرحم ولا أعظم ولا أجلّ من هذا لا يوجد،، وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ فأنا أمامي حالة من اثنان، ألجأ إلى الغني فأسد فقري أو ألجأ إلى فقير فأزداد فقراً، فربنا سبحانه وتعالى يمنّ على من يلجأ للغني أن يحمد له ذلك فيعطيه سؤله،، هذا في الدنيا، ويعطيه الجزاء الحسن في الآخرة.
فربنا سبحانه وتعالى يقول أن أين مشكلة الإنسان؟ أنه شعر أنه غني، في المقابل أين بداية الدواء؟ أين بداية العلاج؟ أين بداية هداية الإنسان؟ أول شيء يفهم أنه فقير، هو فقير للغني سبحانه وتعالى، والفقير إن لم يلجأ للغني سيبقى فقيراً، وبما أنه مازال فقيراً، فلابد أن يبحث عن طريق يغنيه، فهذا الفقر يضغط عليّ، احتياجاتي تضغط عليّ،، فأنا أريد أن أسد الفاقة ماذا أفعل؟ لابد أن ألجأ إلى أحد يغنيني، فعندما أركن على حائط مائل، أو ألجأ إلى شخص هو مثلي أو أقل، ماذا سيحدث؟
إذاً أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى هذه ليست حقيقية، هو بماذا استغنى؟ هو لديه مال، وضعية اجتماعية، منصب، عزوة، شهادة علمية، ما الشيء، الشيء الذي أستغنى بها عن الله؟! والشيء الذي استغنيت به عن الله موهوبة من قبل الله أم أنا أتيت بها بقدراتي أنا بعيداً عن الله؟ إذاً أول شيء لابد على الإنسان،، أياً كان الإنسان، لابد على الإنسان فهمها أنه محتاج لربنا سبحانه وتعالى، ولا يوجد شخص سيغنيه عن الله، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى وجّه الإنسان حينما يريد أن يركن علام يركن، قال فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا عندما تريد أ تركن، على من تركن؟ نحن قلنا قبل ذلك كثيراً ما معنى التوكل؟ التوكل أنك تكل أمرك لشخص فتنساه، فلا يوجد معنى لأن أعمل توكيل وأظل مرتبك، فماذا كانت أهمية التوكيل! ما أهميته، فالتوكيل حدث لأجل ذلك، أكل الموضوع لشخص وأنساه، هو يتصرف، هو يتعامل، هذا معنى التوكل، شخص آخر يتعامل عني، فربنا يقول سبحانه وتعالى أنه الوكيل، ولكنه لا يكون الوكيل قبل أن تفعل له توكيل، لا يكون أحد وكيل،، هو لن يكون فضوليّاً،، الفضولي: هو الذي يدخل في الموضوع بدون أن تطلب منه.
ربنا سبحانه وتعالى هو الوكيل الحق، فلا يصلح لأحد آخر أن يكون وكيل، لأن مواصفات الوكيل موجودة في ربنا فقط سبحانه وتعالى، لكن لن يصلح أن يكون الله وكيلك قبل أن تصنع له توكيل، فما صفات الوكيل؟ شيئان؛ الثقة والإمكان، الثقة والإمكانيات،، أنا أفعل توكيل لشخص، لابد لهذا الشخص أن أثق في عقله وقدراته أن الشيء الذي سأوكله بها لن يضيّعها، الشيء الثاني: أنني أثق في حبه وفي أمانته، هو لن يخونني، سيصنع لمصلحتي، فمن الممكن أن يكون شخص ذكي جداً ونبيه، لكن في النهاية يصنع لمصلحته الشخصية، وبالتالي يضيع مصلحة الذي يوكله، أو أنه يريد أن يفعل لمصلحتي، ولكن الدبة حينما أرادت أن تهش الذبابة ضيّعت الرجل، فهذا يحدث أيضاً أن الإنسان من الممكن أن يكون مخلصاً لك لكن هو في الحقيقة ليس لديه إمكانيات أن ينفعك فيضرّك من حيث يريد أن ينفعك، فلكي يكون وكيل؟ الثقة والإمكان.
والإمكان بالنسبة لربنا سبحانه وتعالى من المفترض أنه لا ينازع فيه أحد، من المفترض أن قدرة ربنا لا يحدها شيء وإن أمر ربنا سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً – نكرة تفيد أقصى العموم – أي حاجة، الشيء هذا أي شيء ليس له حد، إِذَا أَرَادَ شَيْئًا ما الذي نحتاجه لكي يحدث؟ أن ربنا يأمر الشيء الذي ليس شيئاً، هنا ربنا يتكلم عن شيء عدم، هذا هو معنى الخالق، الخالق يوجد شيئاً ليست موجودة، لا يوجد شيء أصلاً، نحن ماذا نفعل؟ نفعل تحوير أو تحويل أو تعديل لشيء موجودة، شيء خلقها الله، الخالق أنت تتكلم عن عدم شيء غير موجود، شيء غير موجود أصلاً، الفناء يتحول إلى وجود، والوجود يتحول إلى بقاء، هذا هو الإله، هذا هو الخالق، هذا هو الرب، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أي شيء، أي شيء، أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فقط، فقط، فقط فَيَكُونُ فقط، هذا هو مستوى القدرة، يوجد لدينا شيء بهذا المستوى أو قريب منه،، هذه هي القدرة.
ويبقى شيء آخر وهو الثقة؛ حسن ظن الإنسان بالله. وهذا هو المحور الأخطر، يقول صلى الله عليه وسلم: ” قال الله تعالى أنا عند ظنّ عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني – أنا عند ظنّ عبدي بي – ” أنت ماذا ترى ” وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منه ” أكيد من تحت لن يقارنوا بمن هم فوق، أهل الأرض لن يقارنوا بأهل السماء ” وإن تقرّب إليّ شبراً، تقرّبت إليه ذراعاً، وإن تقرّب إليّ ذراعاً تقرّبت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ” ” أنا عند ظنّ عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منه وإن تقرّب إليّ شبراً ” من الذي يحتاج لمن؟، من مفتقر لمن؟ ” وإن تقرّب إليّ شبراً، تقرّبت إليه ذراعاً ” سيشده سيجذبه، تأخذ خطوة وفقط ” وإن تقرّب إليّ ذراعاً تقرّبت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة “
ويقول صلى الله عليه وسلم: ” يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي فليظنّ بي ما شاء ” فبحسب الظن تجد الرب، أنا من يحدد، في النهاية أنا سأحدد طبيعة العلاقة كيف ستسير، أنا سأظنّ ماذا فسأجد ماذا، هذا قانون وهذا القانون ربنا الذي يقوله، ليس أنا الذي أقوله، الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى يقول لنا أن ربنا يقول لنا هكذا، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول لنا أن ربنا يقول لنا ” أنا عند ن عبدي بي ” وبعد؟ انظر كيف تريد أن تسير،، ” فليظن بي ما شاء “
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
فالقانون الأول – لئلا نتيه – القانون الأول: هو الفقر، القانون الأول في علاقة الإنسان مع الله هو قانون الفقر أنا فقير إلى الله وكل من يعرض عن الله، علّة إعراضه الله إحساسه بالاستغناء عن الله، فقط، فقط، هذا هو القانون.
أنا لكي أنتقل إلى الدائرة الصحيحة أريد أن أنتقل من دائرة الاحساس بالاستغناء أو الغفلة عن الفقر، فلسنا جميعاً نشعر بالاستغناء، ولكنه غافل وتائه عن قضية افتقاره إلى الله، فهو يتخبط في طرق كثيرة ويتيه ويتخبط لأنه لا ينتبه، يريد أن يذكّره شخص،، يقول له أين تذهب؟ أين تذهب؟ ربنا يقول فَفِرُّوا إِلَى اللهِ أنت أين تذهب؟ لايوجد مكان آخر، هذا الكلام نحن مؤمنون به، فيوجد أناس كثيرة ليست في دائرة التكبر والاستغناء ويرى نفسه،، لا لا يرى نفسه ولا شيء، ولكنه من كثرة الضغوط والتخبط هو لا يرى أمامه، ولكن يجب أن يهز الشخص الآخر ويقول له ما تبحث عنه سهل وهو فوق، القوة التي تعتمد عليها ها هي، أنت واثق في قدرتها؟ نعم، أنت ترى أنها ستقف بجوارك؟؟ هذه هي، ” أنا عند ظن عبدي بي “
بعد الوكالة يوجد شيء آخر أعلى وأعلى بكثير ” الولاية ” ما الفرق بين الوكالة والولاية، الوكيل أنا أتخذه وكيل، والولي أنا أيضاً أتخذه ولي، لكن ما الفرق بين الاثنين؟ الولي هذا هو ولي أمري، فسيوجد شخص يقوم بشأني وشخص سيتولى أمري، فالولي أعلى من الوكيل قيام الأب على رعاية الأبناء أعلى من قيام الولي على أعمال الناس الذين أوكلوا إليه أمورهم، فأنا سأخرج من مكان إلى مكان، فهل هذه سهلة؟؟ ممكنة. فماذا نفعل؟
الوكيل هذه ليست بسيطة، ليست بسيطة،، لكنك لا تستطيع أن تصعد للولي قبل أن تمرّ على الوكيل، فهذا لازم، هذه درجة ستنتقل لدرجة، فربنا سبحانه وتعالى يقول ” من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ” ثم يقول سبحانه وتعالى ما هو الولي،، يقول في القرآن أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ من؟ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
” من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ” ماذا ستفعل إذاً ” وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضه عليه ” أنا أريد أن أدخل في ولاية ربنا سأتقرّب إلى الله بما أوجب عليّ، أنا من الممكن أن أؤدي العبادة لأن ربنا أوجبها عليّ، ومن الممكن أن أؤدي العبادة لأني أريد أن أتقرب بالعبادة إلى الله، هذا أمر وهذا أمر، ربنا ماذا يقول سبحانه وتعالى ” وما تقرّب إليّ ” فماذا يريد أن يفعل، ما أساس الموضوع، هو يريد أن يقترب من ربنا، يريد أن يتقرب من ربنا، سكة القرب من الله أولها أن ألتزم بما أوجب الله، خشوعاً وخضوعاً لله ورغبة في نيل القرب من الله، هو يفعل هكذا لكي يذهب إلى هذا المكان، ” ووما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضه عليه ” ولكنه يشعر أن هذا ليس كافياً، هو يريد أن يقترب بالفعل، يريد أن يتقرب بالفعل، فماذا يفعل؟ ” ولايزال عبدي ” ولا يزال عبدي، عبدي هذه مهمة محورية ” ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل ” كل شيء يقرّب، كل شيء ربنا يحبه، كل شيء ربنا يحبه، أياً كان مجاله هو يريد أن يتقرب، فأي شيء يجده يصلح أن يجعله يتقرب يفعله لكي يقترب لأنه يريد أن يتقرب، هو من داخله يريد أن يقترب، ” ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ” يعني هذا سيحدث؟ نعم من الممكن أن يحدث، ربنا يحب شخص؟ نعم،، ربنا، ربنا يحب بني آدم؟ ربنا يحب بني آدم؟ إنسان، شيء من هذه الأشياء؟ نعم، ربنا يقول هذا ” حتى أحبه ” وبعد ذلك ” فإذا أحببته ” – اركن أنت بقا – ” فإذا أحببته ” أنت ظللت تجاهد كثيراً نفسك وهوى وشيطان وناس لكي تتقرب، لكي تفعل ما يقرّب وتبعد عن الأشياء التي تبعد، فأنت تريد أن تقترب، فلكي تقرّب تفعل ما يقرّب وتبعد عن الأشياء التي تبعد، التي لا ترضي، ما لا يحبها الله، بعد هذا العراك الكثير، العراك الكثير في حفظ هذه الجوارح لله، عندما يحبك ربنا سبحانه وتعالى أنت تركن، ليس لك دعوة، أنت كافحت بما فيه الكفاية، ” فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ” الحفظ من الله ” وبصره الذي يبصر به ” الحفظ من الله ” ويده الذي يبطش بها ” الحفظ من الله ” ورجله الذي يمشي بها ” الحفظ من الله.
هذه هي الحماية، يوجد شيء آخر؟ نعم ” ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني ” خائف من شيء ” لأعيذنّه ” من الذي يقول وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا
إذاً حفظ من الله، تلبية للرغبات من الله، إزالة للمخاوف من الله، ولكن أين هذا؟ بعد تدرّج طويل في الدخول في دائرة الولاية والتحبب والتقرب.
إذاً الخلاصة: أنا فقير لابد أن أوقن أنني فقير فماذا سأفعل؟ سألجأ للغني سبحانه وتعالى واثقاً في قدرته، وموقناً من رحمته، هذا نّي بالله، أتّخذ ربنا وكيل وبعد ذلك أحاول أن أرتقي في التقرب إلى الله في سُلّم الترقي إلى الله راجياً إن ربنا يدخلني في دائرة الولاية، وعندما يدخل ربنا الإنسان في دائرة الولاية ” إذا ما العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان ” ارتاح بدل الازعاج، بدل التوتر ارتاح، فهل التوتر هذا عميق في الإنسان؟ هذا ما قلناه الجمعة الماضية إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا نحن قلنا أن ربنا يقول أن هذه أصل بنية الإنسان، الإنسان بطبيعته ومشكلته أنه من الداخل، من الداخل أجوف، خلقٌ لا يتمالك، خُلق الإنسان ضعيفاً خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا هذه طبيعة الإنسان هو من الداخل ضعيف وهشّ جداً، ولذلك أكبر مشكلة الشخص يعاني منها من الداخل وليس من الخارج، المخاوف، القلق، كيف سيسير اليوم وماذا سيحدث غداً، وهذا شيء أساسي، احتياجات كثيرة جدا جدا جدا تشغل الإنسان وتضغط عليه سواءً كانت شخصية أو احتياجات ومطالب من حوله الذي يحاول أن يرضيهم ولا يستطيع أن يرضيهم، هل يستطيع أن يقوم بهذا مفرده؟ ولا بمثقال ذرة منه، فماذا سيفعل؟ هو سيلجأ إلى الله ثقة في الرحمة وثقة في القدرة، وإذا ربنا منّ علينا وحاولنا أن نتقرب إلى الله أكيد لن نندم لأن ربنا سبحانه وتعالى يقول أن هذه هذه عاقبة وجزاء وثواب ورحمة ربنا التي تنال الناس الذين يحاولون التقرب، لأجل ذلك نحن لابد أن نحب ربنا لأننا نكافأ من ربنا على تقبّلنا لنعم ربنا، نحن لا نفعل شيئاً إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ ولكن عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ لا يحب لهم هذا، هذا لا يليق بالإنسان، لماذا تفعل هذا في نفسك وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ لا يوجد شيء له، لا يوجد شيء له، كله لنا، هو لا يرضى لك الكفر ويرضى لك الشكر، هذا لك وهذا لك ليس لله، ربنا يعطي ويطلب من الإنسان أن يحسن إلى الناس بقليل مما أعطاه لكي يشكروا الجزاء الجزيل الوفير، لابد أن يتذكر الإنسان ويشعر ويذكّر نفسه بنعم الله.
والقانون العام فَفِرُّوا إِلَى اللهِ هذا هو القانون العام فَفِرُّوا إِلَى اللهِ
خلاصة ما قلنا: نحن فقراء، نلجأ للغني، وحينما نلجأ للغني يحمد لنا ذلك فهو سبحانه وتعالى الغني الحميد، ندخل في وكالة الله ونسعى أن ندخل في ولاية الله
اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم كن لنا ولا تكن علينا وأعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسّر الهدى إلينا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم اجعلنا لك ذكّارين، واجعلنا لك شكّارين، واجعلنا لك رهّابين، واجعلنا لك مطواعين، إليك أوّاهين منيبين
اللهم تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وامح خطيئتنا، وثبّت قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم