إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورو أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد ..
فما زلنا مع حديث الإستخفاف لا نعدوه ولا نجاوزه .. آفة الآفات وأدوء الأدواء , قلة التعظيم للمقام الرفيع قلة تعظيمنا لمقام ربنا تبارك وتعالى وبالتالي لكل القيم العظمى التي تُستمد منه سبحانه وتعالى. كنا في حديث الاستخفاف وعدم الاكتراث ثم ذكرنا طرفاً من أهل التعظيم الحق , ثم استمعنا في خطبتنا الماضية إلى آية العظمة إلى أعظم آية في كتاب الله عزوجل التي تثير في القلوب عظمة الله تبارك وتعالى.
إن أي مجتمع أو أي أمة من الأمم هي لاتعدو أن تكون مجموعة من القيم , أي مجتمع أو أي أمة هو مجموعة من القيم و مجموعة من المعايير ومجموعة من الموازين وطرق تفكير , هذه القيم والمعايير والموازين لو تستقيم يستقيم المجتمع وإذا فسدت بالضرورة لابد أن يفسد هذا المجتمع. فما هي القيم التي تسود في مجتمعنا؟ وهل تلك القيم التي تسود في مجتمعنا في محل الرضى؟ يعني احنا راضيين عن القيم السائدة في المجتمع؟ راضيين عن الأخلاقيات السائدة في المجتمع؟ راضين عن طرق التفكير السائدة في المجتمع؟
النفس بتُعلي حاجة من الاتنين.. يا إما حتُعلي مبادئ وقيم وأخلاق , يا إما حتُعلي مادة وشهوات ومصالح مفيش حاجة تانية , فإذا كانت المادة والشهوات والمصالح هي الحاجة اللي كلنا بنسعى لها هي الحاجة اللي كلنا بنفكر فيها هي الحاجة اللي كلنا مبنشوفش غيرها و مبنشوفش وراها حاجة تانية وبالتالي ممكن ندوس على أي مبدأ أو أي قيمة أو أي خُلُق عظيم في سبيل ده .. حتبقى ديه الحياة !
طيب القيم ديه بتُستمد منين؟ القيم بتاعت المجتمع بتيجي منين؟ بتاعت أي مجتمع مسلم أو غير مسلم أياً كان , هي بتستمد أول حاجة من الدين أو من المعتقد اللي بيتوارثه أفراد هذا المجتمع , ومفيش مجتمع بيعيش من غير دين أي مجموعة بشرية لايمكن أن تحيا بدون دين , ولذلك أنت إذا طَوَفت بنظرك في أرجاء الأرض مش حتلاقي حد بدون دين! أي حد بيعتقد حاجة وبيعبد حاجة وهي دي في الآخر اللي بتسوق الفكر اللي احنا بنسميها ثقافة , ثقافة دي يعني عبارة عن إيه؟ عبارة عن الظل المجتمعي للدين وما يتبعه من عادات وتقاليد .
طب أجيالنا بتتوارث إيه وإيه اللي وصلنا لده؟! هو التآكل ده مبيجيش في يوم وليلة, تآكل القيم والأخلاقيات مبينزلش كده, احنا بيبقى عندنا دين والدين بيتحول مع الوقت لعادة العادة دي مبتخدش أبداً قدسية الدين وبالتالي يمكن إن أنت تتَسَور على العادة ويمكن أن تُثبط العادة ويمكن أن تهدم العادة لكن لايمكنك أن تهدم الدين. ولذلك لو قلت مثلا إن الشيء ده حلال والشيء ده حرام غير لما أقول الشيء ده كويس والشيء ده عيب! مفهوم العيب ممكن يبقى مفهوم نسبي نقدر نلعب فيه لكن مفهوم الدين أو الخُلُق مفهوم ثابت ميقدرش حد يلعب فيه لأن له أسس ثابتة وله مرجعيات ثابتة .
يعني احنا النهاردة بنحتكم في مجتمعاتنا لإيه؟ بنحتكم لقوانين ودساتير , طب دي مستمدة منين؟ مستمدة من نتاج تجارب بشرية محلية أو مستوردة فمين اللي بيحط التشريع؟ مين اللي بيوجه الناس لما يصلحهم وينفعهم؟ تجارب أو مجموعة تجارب البشر , النتاج القانوني والدستوري عبر سنوات طويلة .
طيب احنا كان عندنا قرآن و بعدين بقى عندنا دساتير مستمدة من عقول البشر .. طب النقلة دي نقلناها درجة واحدة؟ لأ احنا كان عندنا قرآن وكان عندنا سُنة ده اسمه وحي شيء مُعَظم مستمد من الله , وبعدين بقى عندنا حاجة اسمها فقه ده اجتهادات واستنباطات علمية- المفروض- أصولها من القرآن والسنة , وبعدين بقى عندنا قانون لو مكنش عندنا فقه -المرحلة الوسيطة- مكنش حيبقى عندنا قانون!
يعني .. ربنا سبحانه وتعالى حينما يوجهنا في الخطاب القرآني لحاجة أو ينهانا عن حاجة إيه المسلك أو إيه الأسلوب الذي يوجه به القرآن الإنسان؟
يقول الله سبحانه وتعالى وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ يتكلم سبحانه وتعالى عن إيه؟ رجل طلق إمرأة وهذه المرأة لها عدة العدة دي الحيض الحيض ده مين اللي بيطلع عليه؟ لا الزوج ولا الناس بيطلعوا على ده مين اللي يعرفه؟ المرأة وحدها سر بينها وبين الله يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ احنا بنتكلم عن إيه دلوقتي؟ نتكلم عن قضية متعلقة بعدة تنقضي طيب لو المرأة عندها حمل الحمل ده حيطيل مدة العدة إلى أن تضع المولود- حيطول وهي عايزة تخلص- فممكن تكتم الحمل وتخبر بانقضاء العدة وخلاص فربنا بيقول سبحانه وتعالى وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ طب ربنا عبر عن الحمل ده بإيه؟ سماه إيه؟ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ وبعدين؟ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يبقى ربنا بيرد هذه المرأة دلوقتي في السر اللي بينها وبين ربنا لإيه؟ للإيمان. لو أنا شلت بقى الكلام ده وقولت (يحرُم على المرأة أن هي تكتم …) أحول ده لنص فقهي النص الفقهي ده ياخد نفس عظمة النص القرآني؟ ياخد تأثير النص القرآني؟ ياخد تأثير الإيمان اللي ربنا بيَرُد إليه الناس؟ ولذلك مفيش حاجة اسمها مجتمع مؤمن بدون إيمان حقيقي .
يعني دلوقتي الفرق بين الدين اللي ربنا أنزله ومابين أي قانون أو مابين أي كتاب فقه حتى لو كان احنا بنسميه مستمد من الشريعة إيه؟ هو مستوى الإيمان المغروس في المجتمع يعني .. بناء الإيمان في المجتمع له منهاج معين ربنا سبحانه وتعالى وضعه والنبي صلى الله عليه وسلم سار عليه. ربنا سبحانه وتعالى يبني في نفوس العباد الإيمان والتعظيم لله والإجلال لقدره سبحانه وتعالى والإجلال لقدر نبيه صلى الله عليه وسلم والتعظيم لليوم الآخر والتعظيم لنور الله سبحانه وتعالى , وبعدين يخاطب المؤمنين على اعتبار أنهم استقرت في نفوسهم المعاني العظيمة دي فيقولهم بناءاً على ما آمنتم افعلوا أو لا تفعلوا , تكون الإجابة سمعنا وأطعنا. وبذلك بقى يبقى منطقي إن ربنا سبحانه وتعالى يقول وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ دي صغية نفي استنكاري-ده مش حينفع يكون موجود- لكن ربنا بيتكلم عن مين؟ عن المؤمنين طب المؤمنين دول انتساب اسمي يعني شبهنا كده اتولدنا مسلمين؟ ولا معاني استقرت في النفوس و تأثرت بها القلوب فحتنضح على سلوك الإنسان تعظيم وامتثال وانقياد واتباع وإجلال؟! فأنا حبني على من غير حاجة أكيد مش حيبقى في حاجة .
فالنقلة دي من آية مُعَظمة في النفس إلى نص- ماشي هو مستمد آه من القرآن بس هو كلام كاتبه واحد بعد كده بقى إيه اختلافات ومذاهب اتجاهات , طب الإتجاهات دي أن ممكن اختار من هنا ممكن أختار من هنا يبقى ده حيرتب إيه؟ دلوقتي أنا حختار من مذاهب فقهية آه , يعني ده مذهب الشافعي وده مذهب أبي حنيفة آه بس أنا بعمل إيه؟ أنا بختار يعني إيه بختار؟ أنا بنقي اللي شايف إن أنا مستظرفه , طب ده حيرتب إيه في النهاية المسلك ده حيرتب إيه؟ قلة تعظيم واكتراث-طبيعي ما بقيت أنا اللي بختار- طب بختار بناءاً على إيه؟ بناءاً على ما تميل إليه نفسي أو اللي بستظرفه (أنا), طيب إذا التعظيم ده راح أصبح من السهل إن حد يجيب حاجة ويقول أجماعة بدل منتم مختلفين كمذاهب وكده احنا حنتفق على قانون واحد والقانون الواحد ده في النهاية تم تجريبه عند الناس اللي بتفهم اللي مخها نضيف وأصحاب التجربة الدستورية والقانونية نستورده ونمشي به ونبقى كويسين زي ما الناس دي كويسة بدل ماحنا في الحالة البؤس اللي احنا فيها دي .. حيبقى ده إذا نقلة منطقية نقلة طبيعية !
هي مجتش النقلة من القرآن للي احنا فيه لأ .. جات عبر انهيارات وأعظم هذه الإنهيارات إنهيار ركن التعظيم لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا , فاحنا اللي احنا بندور عليه أو عايزين نستعيده هو جانب التعظيم لله , وبالتالي إن في حاجات بتُعَظَم يعني ..
إذا كانت الأخلاق حينما تتعارض أو القيم حينما تتعارض مع المادة بتُأخر الأخلاق وتُقدَم المادة , الخطر بقى العظيم بيبقى فين؟ إن أنا أستخف بالقيمة أو أستخف بالخُلُق إذا تعارضت مع المادة , يعني أعتبر إن أنا لو التزمت بأخلاق معينة أو التزمت بدين حيضيع عليَّ اللي أنا شايفه إن ده شيء من الدنيا – أعتبر إن من العبط أو من التخلف أو من الهبالة – إن أنا أعمل كده .. ده يبقى إنسان مجنون إزاي يفوت الفرصة دي من إيده؟ بغض النظر عن العلة هو بقى بيخاف ربنا بيتقي الله شايف إن ده مش كويس شايف إن ده حرام شايف إن ده ظلم… وهنا ينهار المجتمع. هو إمتى بينهار؟ مش لما تحصل مخالفة- أي مجتمع في مخالفات ولو زادت يبقى آه في شيء من الخطر- لكن الإنهيار الإنهيار لما تتبدل القيم , الصح غلط والغلط صح! الناس تُعظِم ما لايستحق التعظيم وتستخف تحتقر ما يستحق الإجلال والإكرام والتبجيل .
فالجمعة اللي فاتت سمعنا آية الكرسيّ وتكلمنا قبلها عن ده كتير كذا مرة .. إن النبي صلى الله عليه وسلم لما اتكلم عن آية الكرسي سماها إيه؟ سماها (أعظم) أعظم آية في كتاب الله يا أبا المنذر أيُّ آية في كتاب الله معك أعظم؟ طب قولنا ليه ديه أعظم آية مع إن كله كلام ربنا سبحانه وتعالى كلام ربنا كله بيستوي في إن ده كلام عظيم تكلم به الرب سبحانه وتعالى مفيش أعظم من كده , لكن هذا الكلام العظيم بيتمايز أو بيتفاضل بحسب المضامين الموجودة جواه , دي أعظم آية في كتاب الله لأن هي أُفرِدَت لبيان عظمة الله .
طيب واستمعنا أيضاً في الخطبة الأسبوع اللي فات في حديث أبي أمامة مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ طب ليه؟ حيحافظ على الآية دي يقرآها بعد كل صلاة يُرتب له هذا الوعد إن ربنا سبحانه وتعالى يكتب له الجنة مفيش حاجة موقفاه إلا إنه لسه في الدنيا ! يعني إيه إلا أن يموت؟ يعني هو اللي حاجزه عن الجنة بس إن هو لسه في دار الدنيا لو خرج فإذا خرج من دار الدنيا كان مآله أو جزائه في الجنة طب ليه؟! لابد دي تستوقفنا طب هي فيها إيه أو هي حتعمل إيه في قلب الإنسان؟
ما أصل إيه معنى إن هي حتورث الإنسان بإذن الله الجنة إن هي بتضعه في عداد أهل الجنة يعني حترزقه خصائص وصفات أهل الجنة , ما هي حتدخله الجنة ليه؟ طيب إيه اللي حيوصلنا لده إيه في الآية يجعل الإنسان يكتسب خصائص وصفات وأحوال وبالتالي أفعال أهل الجنة؟ موظبته على هذه القراءة حتعمل حاجة طب إيه الحاجة؟!
نراجع سريعاً .. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الله لا إله إلا هو- يعني إيه إله؟ الإنسان عشان يبقى مسلم بينطق بجملتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ,الله لا إله إلا هو أي ليس ثَمَ معبود إلا الله تبارك وتعالى , طيب المعبود ده اللي احنا بنصلي له يعني بنركع ونسجد آه , بس -بس كده!-
النبي صلى الله عليه وسلم بيقول إيه الدعاء هو العبادة طب إيه علاقة الدعاء بالعبادة؟ الدعاء ده طلب أنا بطلب من ربنا , العبادة دي مفهوم إن هي بتبقى صلاة بتبقى صيام شعائر تُأدى تقرباً إلى الله لكن ليه الدعاء يبقى عبادة؟ بعدين النبي صلى الله عليه وسلم مقلش الدعاء من العبادة الدعاء جزء من العبادة لأ قال الدعاء (هو) العبادة , كأن العبادة كلها أُختُزِلت في إن الإنسان يدعي طب ليه؟!
الدعاء ده هو إيه إن الإنسان يُنزل حاجاته بالله يعني .. يستغيث بالله سبحانه وتعالى يلجأ إلى الله يجمع قلبه على الله ميبقاش شايف إلا ربنا إعتقاداً منه إن مالك الملك كله هو الله سبحانه وتعالى, ده واحد. ربنا هو اللي بيملك وربنا سبحانه وتعالى هو وحده اللي بيقدر ده حاجة. الحاجة التانية إن هو سبحانه وتعالى يُحسِن ويمنح ويعطي ويَهَب ويحب العطاء ويحب الإحسان ويحب المَنّ على العباد , لأنه العطاء والإكرام مبني على حاجتين لازم يتوافر الإتنين: القدرة و الإرادة. ممكن يكون فيه إنسان عنده إرادة مالية بس معندهوش إرادة الإحسان للناس , ممكن يكون واحد عنده النية الطيبة عنده الرغبة في الإحسان بس مُضَيقة عليه أموره المالية ميقدرش يُحسن , إمتى ربنا يرزقه القدرة على الإحسان؟ لما يرزقه السعة ويمن عليه بالإرادة والتوجه و رقة القلب.
يبقى معنى إن الدعاء هو العبادة يبقى حقيقة العبادة إيه؟! إن الإنسان يتوجه لربنا وحده يثق في ربنا سبحانه وتعالى وحده يلجأ لربنا سبحانه وتعالى وحده يقيناً منه بعظمة وكرم وسعة وعطاء ورحمة الله سبحانه وتعالى. يبقى لما أقول الله لاإله إلا هو اللي أنا بتوجه له أو الذي يستحق إن أنا أتوجه له هو ربنا سبحانه وتعالى وحده , والباقي كل ده حيثيات يعني.. الله لا إله إلا هو (لاإله إلا هو) ده شيء مبني على أصل ولا كده! لأ – الله لا إله إلا هو – لايستحق التوجه إلا هو سبحانه وتعالى لأنه – والباقي ده كله حيثيات- اللي شاف الجمعة اللي فاتت سمناها (أخبار) صورة من صور الإخبار , الأخبار دي عبارة عن حيثيات لهذا الحكم العظيم , فربنا سبحانه وتعالى ليس إله إلا هو لأنه … ثم تسرد الآية وجوه العظمة و التقديس لله سبحانه وتعالى.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..
الحمد لله رب العالمين .. ولذلك أي حد حيحط قانون أي حد حيحط مبدأ لابد أن يأتي بحيثيات تقريره وتثبيته , قال تعالى وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ طيب-ومن يدع مع الله إلهاً آخر- في حد ممكن يدعي الألوهية لغير الله ويبقى معاه برهان؟؟ يعني معاه حجة ودليل يقيناً لأ ! طب ربنا سبحانه وتعالى قال ليه لابرهان له به؟ لتثبيت وللتقرير لهذا الأصل. أي حد بيقول أي حاجة أياً كانت لابد أن هو يوثقها بالحجة والدليل طيب معاه برهان؟ قال تعالى أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ لو بتَدَّعوا إن فيه مع الله آلهة أخرى تقوم بما يقوم به الله أو تشاركه في سلطانه أين البرهان فين الحُجة فين الدليل؟ يبقى أي حد بيدعي أي دعوة أياً كانت حتناقش مناقشة البرهان والحجة والدليل. فالله سبحانه وتعالى نفسه العظيم سبحانه وتعالى حينما يقرر عظمته و أنه لايستحق اللجوء إليه أو التعلق به إلا هو سبحانه وتعالى بيقرر حيثيات ده أنه سبحانه (الحي القيوم).
طب يعني إيه (حيّ)؟ احنا معناه الحياة بندركه بنقدر نميز مابين الحي والميت يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ بنقدر نميز مابين ده. طب الحياة في حق الله !! احنا الحياة بالنسبة لنا حياة إنسانية بشرية يعني حياة مخلوق , حياة المخلوق دي أول حاجة موهوبة له من الخالق سبحانه وتعالى يعني حياتنا دي هل احنا أكسبناها لأنفسنا؟ احنا اللي رزقنا نفسنا أو أعطينا لنفسنا الحياة احنا اللي بثينا في نفوسنا الأرواح ولا ربنا سبحانه وتعالى؟ دي أول حاجة. إن حياة الرب سبحانه وتعالى حياة ذاتية محدش إداها له , وهو سبحانه وتعالى المحيي اللي بيعطي الحياة لكل الخلق .
طب حياة الإنسان .. فيها من صفات الإنسان فالإنسان محدود تبقى حياته محدودة , الإنسان عنده قدرات ربنا سبحانه وتعالى إداها له إداله بصر طب بصره ده أخره فين؟ على أد حياته حياته محدودة فنظره له آخر , وسمعه له آخر , قدرته لها آخر , تفكيره له آخر , أحاسيسه لها مدى. بيمرض وبيتعب وبيحتاج ينام ميقدرش يحافظ على قوته إلا بهذه الأسناد لازم ياكل ويشرب وله حاجة لازم يقضيها , يبقى دي حياة الإنسان.
طب حياة ربنا سبحانه وتعالى! تتضمن كل الكمالات ولذلك عقب فقال لاتأخذه سنة ولا نوم دي حياة ودي حياة , ولذلك ربنا سبحانه وتعالى لما أمرنا إن احنا لما نحب نتكل أو نحب نركن نركن فين؟ قال وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ لو عايز أنا أعتمد على حد أعتمد على مين؟ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ طب أتوكل على الله ليه؟ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ يعني منين ما تطلب هو موجود سبحانه وتعالى سميع مجيب , طب غيره؟ ممكن تدور عليه متلقيهوش أو تلاقيه وتلاقي معندهوش !! لكن ربنا سبحانه تعالى وحده الدائم الباقي الذي لا يَحُول ولا يزول سبحانه وتعالى. فإذا كان يعلم فعلمه علم كامل لأن حياته سبحانه وتعالى حياة كاملة إذا كان يسمع إذا كان يُبصر كل الصفات دي في قمة الكمال لأن حياة ربنا سبحانه وتعالى هي الحياة الكاملة. يبقى إذاً (الحَيّ) دي مش مجرد مطلق الحياة – زي ماحنا عندنا حياة- لأ , (الحياة) دي كل صفات ربنا سبحانه وتعالى المتعلقة بذات الله هي في غاية الكمال لأن حياة ربنا في غاية الكمال, ده فيما يتعلق بذات الله.
طب فيما يتعلق بخَلقِ الله! (قيومية) يعني إيه.. يعني ربنا سبحانه وتعالى هو اللي بيقوم بنفسه مش محتاج حد هو الغني يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ طيب يعني إيه (قيوم)؟ زي ماقولنا بيقوم بنفسه هو مستغني ولاقيام لنا إلا به يعني حياتنا لاتوجد ولا تستمر طرفة عين إلا بإقامة ربنا سبحانه وتعالى إلا بحياطة ربنا إلا بتدبير وتصريف ربنا لنا.
ولذلك بني إسرائيل سألوا سيدنا موسى هو ربنا بينام؟ فربنا سبحانه وتعالى أراد أن يعلمهم فأمر سيدنا موسى بحاجة يعمل تجربة – على فكرة هو ماأخبرهوش خبر- قاله اعمل تجربة , قاله هات كوباية فيها مياه واحفظها ليلك يعني من بليل لحد الفجر خليك ماسك الكوباية متقعش منك فسيدنا موسى مسكها وقضى شطر من الليل , وبعدين غفل فلما غفل الكوباية اتهزت فوقع منها شوية بي هو فاق فكان لسه ماسكها , بعد شوية – خو عاوز يحافظ عليها لحد الفجر- غفل تاني قامت اتهزت و وقع منها شوية بس لسه ماسكها , وبعدين قبيل السحر كده راح في النوم قامت الكوباية وقعت وادشت !! ربنا سبحانه وتعالى بيعلم سيدنا موسى إيه؟ يجاوب على بني إسرائيل لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ فلو الكون ده اللي ربنا بيحفظه تأخذه سبحانه وتعالى السِنَة يحصل إيه؟! يبقى زي كوباية المياه كده ينهار كله.
فربنا سبحانه وتعالى أراد أنه يعلمه بس إزاي؟ بحاجة تستقر في الذهن و تستقر في النفس , مجوبش إجابة إمسك الكوباية بس عرفت. طب دي كوباية مياه طب الكون ده كله اللي احنا مش عارفين نجيب مداه وكل يوم بندرك فيه أبعاد مكناش مدركينها اليوم اللي قبله!! وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ هو مازال في اتساع .. كيف يُحفَظ؟! طب إذا كان ربنا سبحانه وتعالى هو (الحي) وهو (القيوم) وبالتالي لاتأخذه سِنَة ولانوم- السنة اللي هي التغفيلة والنوم الواحد بقى يسحب- ولذلك احنا بنقول إيه بنقول (النوم سلطان) يعني إيه سلطان؟ إن أنا النوم ده بيغلبني-فلما غلبه النوم- يعني أنا عايز أبقى صاحي عندي حاجة مهمة عايز أعملها بس النوم أقوى من الإنسان لأن قدرته بتنهار فالنوم بيغلبه, ولذلك قال لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يبقى الحياة الكاملة الموجبة للتعظيم , القيومية الموجبة للإلتجاء إلى الله كل حاجة في إيدين ربنا وحده فربنا سبحانه وتعالى بيقول إن الملك كله له سبحانه وتعالى , كل حاجة في السماوات والأرض مملوكه لمين؟ لله , طيب تطلب من مين؟ من الله , مين اللي بيهب؟ ربنا سبحانه وتعالى , مين اللي بيحفظ؟ ربنا سبحانه وتعالى.
ولذلك ذكر بعدها إيه؟ (الشفاعة) طب ليه الشفاعة .. قال مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ليه الشفاعة؟ أصل الشفاعة دي مش مُلكْ الشفاعة دي مجرد وساطة , الشفاعة دي حد بيتوسط لحد عند حد أعلى عشان يحقق له حاجة كويسة أو يبعد عنه حاجة هو قلقان منها أو خايف. فالشفاعة ميظهرش فيها معنى الملك ده مجرد حد بيتوسط لكن احنا ساعات بنظن اللي بيشفع ده له وجاهة وله مكانة وله قدر يقتضي إن هو يتجرأ بأن هو يطلب قبل أن يُأذن له , لا لا لا الله سبحانه وتعالى قدره أعظم من ذلك. يعني حتى لو ربنا مَنّ على عبد من العباد – النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره- إن هو يشفع ميقدرش يتكلم قبل ما ربنا يأذن له يتكلم ويشفع في اللي ربنا سبحانه وتعالى يأذنه له إن هو يشفع له , ساعات بنعتقد مثلا إن فلان له مكانة عند الله فكأن دي زي الشفاعات الدنيوية – أنا لو حشفع عند رئيس مجلس إدارة في واحد مثلا يتعين أنا باستأذن قبل مخش أكلمه أو باتصل به في التلفون وممكن كمان لو أنا لي دلالة عليه شوية ممكن أغلس عليه أكرر الحاجة كذا مرة .. ده يمشي في حق البشر! طب في حق الله سبحانه وتعالى ينفع كده؟!
يبقى إذا هنا ليه ربنا سبحانه وتعالى ذكر (الشفاعة) متعلقة ب(الملك)؟ إن أنا لا أملك إن أنا أتكلم أصلا , لا أملك إن أنا أتكلم بين يدي الله أو أشفع لحد عند الله إلا إذا أذن لي سبحانه وتعالى أتكلم و أشفع لفلان يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا .
وبعد كده (العلم) .. يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ يبقى العلم اللي عندنا احنا نملكه؟ لا ربنا اللي بيعلمنا , العلم اللي وصلت له البشرية بإمداد الله بإنعام الله سبحانه وتعالى بتيسير الله ولا بقدرات الإنسان بمعزل عن الله بحيث يبقى العلم بعد شوية إله! العلم ده احنا ب نُحَاد به الله! العلم ده احنا بنستطيل به على عظمة الله! العلم ده عايزين نوصل به إن احنا نخلق كما يخلق الله ! هو ده الإنسان. ما هو أول مايقولإِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِيلا تسأل بعد ذلك حيروح فين !!
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ طب اللي بين إيدينا ده اللي هو إيه؟ اللي هو في حدود إدراكنا احنا بندرك برده في حدود معينة فوق مستوى أشعة مانشوفش وتحت مانشوفش , فوق مستوى ذبذبات نسمع وتحت منه مانسمعش وفوق منه مانسمعش , احنا محدودين على فكرة مش زي ماحنا متخيلين احنا محدودين قوي.
فربنا سبحانه وتعالى بيعلم اللي بين إيدينا اللي هو في حدود إدراكنا , طب (وما خلفنا)؟ في حاجات احنا منقدرش ندركها موجودة فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ يعني إيه؟ حاجة موجودة بس أنا مش شايفها , حاجات موجودة بس أنا مش سامعها , طاقة موجودة بس أنا مش مدركها يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ يبقى اللي بين أيدينا ده في حدود الإدراك , طب اللي ورانا- معندناش مرايات مش عربية احنا- مش شايفين اللي ورا ده , طب وبعدين؟ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ محل العظمة الإلهية أعظم من السماوات والأرض.
في حديث بن عباس بيقول إن السماوات والأرض – اللي احنا بنتحرك فيه ده كله واللي احنا بنتفرج عليه ده ده اسمه السماء الدنيا إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ اللي تحت ديه اللي فيها كل الحاجات اللي مش شايفنها ديه ! وفوق منها فوق كل سماء ماهو أعظم وأعظم .. طب ده كله ده بالنسبة لكُرسيّ الرب سبحانه وتعالى كحلقة- حتة حديدة كده- في فلاة يعني صحراء مترامية الأطراف وجواها فيه حلقة صغيرة !! وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة. احنا متخيلين النِسَب؟! يعني الكون ده كله كل ده -مش اللي احنا شايفينه- بكل السماوات إذا وُزِن إلى كرسي الرب سبحانه وتعالى يبقى كأنك أنت بتنسب حلقة حديد لصحراء , ولما تحط الكرسي في مقابلة العرش بتتكلم عن حلقة حديد في صحراء .. طب احنا فين؟! الإنسان المتعاظم ده هو رايح فين! فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟.
طب ده كله.. وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا يعني حفظ الكون ده هل ثقيل على ربنا؟ فيه معاناة فيه مجهود يعني؟ لأ , لا يُثقِلُه إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .. العليّ ربنا فوق البشر بذاته , فوق البشر بعظمته سبحانه وتعالى , فوق البشر بقهره , فوق البشر بكمال صفاته بكمال قدرته بكمال عطائه بكمال رحمته وهو محل العظمة سبحانه وتعالى.
طب إذا كان كده .. وأنا حقرأ آية الكرسي اللي هي ديه بعد كل صلاة أو حقرأها – زي ما في حديث أبوهريرة- قبل ما أنام (لايزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح) يبقى إذا دي بتدي إيه؟؟ غير الجنة (الحفظ) حفظ من وسوسة الشيطان وحفظ من سيطرة أو من قهر الشيطان أو الحفظ من إيذاء الشيطان. كل ده في الآية ديه طب ليه؟ طب إمتى الآية تديني هذا القدر من العطاء؟! إذا إديتها أنا ما تستحقه من التدبر والتفهم وبالتالي التأثر والإحساس بعظمة الله.
أحوج ما نكون نحن إلى هذه المعاني (آية الكرسي) وإن شاء الله المرة اللي جاية حنتكلم عن (سورة الإخلاص) .. دي معانا كلنا حفظنها , وآية الكرسي كتير مننا حافظها بس هي لاتعمل عملها في قلوبنا ليه؟ هو ده السؤال , لأن احنا بنمر عليها كده , طيب أُبيّ بن كعب عرف إن دي أعظم آية؟ لأنه مش بيقرأ زي ما احنا بنقرأ , احنا قولنا العملية دي عملية غاية في الصعوبة إن أبي بن كعب رضي الله عنه عنده قاعدة استقرت عنده من فهم الدين إن أعظم حاجة في الكون هو الله سبحانه وتعالى وبالتالي أعظم حاجة في القرآن هي ما تُفيد عظمة الله , واستقرأ كل ما حفظ من القرآن – القرآن كله حافظه- بيمُر بيمُر بيمُر آية آية فاستخرج دي من كل الآيات إن دي أعلى حاجة فيها عظمة.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم سأله السؤال ده وهنئه على هذا العلم فقراءة أبي بن كعب هي اللي أورثته قبل ما النبي صلى الله عليه وسلم يقول له إن ديه أعظم آية في القرآن , واحنا النبي صلى الله عليه وسلم قالنا بس احنا مع إنه قلنا – ومكنش قاله- إلا إن احنا مأدركناش حاجة من اللي هو أدركه !
ولذلك هم كانوا متنعمين بده واحنا لأ , هم كانوا متنعمين بنعمة الإيمان ونعمة الإتصال بالله سبحانه وتعالى واحنا لأ , هم كانوا بيتنعموا بالقرآن واحنا لأ , هم كانوا في عطاء واحنا في حرمان , الحرمان ده ربنا اللي حرمنا؟ احنا اللي بنحرم نفسنا. الحاجة في إيدينا أقرب ما تكون إلينا حاجات بسيطة , آية الكرسي دُبُر كل صلاة وقبل النوم بس تبقى إزاي؟؟ على فكرة احنا لو قرأناها كده معتقدش إن حنقدر نقراها بسرعة.
وزي ما قولت قبل كده كتير .. أنا مش بقول الكلام ده باعتبار إن أنا بأوجه-أنا أبعد ما أكون عن ده- لكن دي أمانة , تقصير الإنسان مش مبرر له إن هو يقصر في الأمانة اللي ربنا إئتمنه عليها أو المعلومة اللي ربنا أعطاها له , أداء المعلومة أو أداء العلم أو نقله ده واجب على الإنسان بمجرد إن هو يعلم بسبلغوا عني ولو آية لكن احنا محتاجين نتواصى دائما بده , تخيل لو احنا بعد كل صلاة مش حنقول حتى أذكار ولا حاجة حنقول بس آية الكرسي دي بس , يعني لو تخيلنا بعد كل صلاة قرأنا آية الكرسي اللي هي آية الكرسي اللي هي هي مش اللي احنا بنقرأها , لو قرأناها بشكل في مواظبة ولو خمس مرات في اليوم تعمل حاجة؟! تغير في أحاسيسنا تجاه ربنا سبحانه وتعالى وبالتالي تجاه كل حاجة؟ تعمل كتير. ممكن نجرب أعتقد إن احنا مش حنندم لعل ربنا سبحانه وتعالى إن هو ينفعنا , نِعَم ربنا كتير عطاءات ربنا سبحانه وتعالى كتير إحسان ربنا كتير بس احنا نسينا احنا نسينا خالص .. احنا (نسينا تماما) !
ارجع كده للأرشيف اليومي كل واحد كده يراجع الأرشيف بتاعه حيلاقي الحاجات دي مش موجودة , حقيقةً مش موجودة , الصلة بربنا أو الإحساس به ضعيف للغاية , رغم إن احنا في ضوائق تدفعنا دفعاً باتجاه الله دفعاً !
ودي من الحكم دي من النعم إن ربنا سبحانه وتعالى من رحمته بالعباد بيزقهم نحيته عشان احنا مبنجيش إلا كده لكن مع ذلك وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ طب إمتى؟ طب احنا مستانين حاجة تحصل؟! يعني في حاجة احنا منتظرينها تحصل حتخلينا نراجع ده , طب الحاجة دي تبقى إيه إذا كان كل ده مش جايب حيبقى إيه طيب؟! مفيش داعي نبخل على نفسنا بالخير , رحمة ربنا قريبة جدا مننا لو احنا بنطلبها أو بنسعى لها إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ .
اللهم خذ بأيدينا إليك .. اللهم خذ بأيدينا إليك .. اللهم خذ بأيدينا إليك
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك أخذ الكرام عليك، لاتفضحنا بين خلقك ولا بين يديك ..
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها غائبنا وتجمع بها شتات أمرنا اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها غائبنا وتجمع بها شتات أمرنا ..
اللهم ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك اللهم ارحمنا برحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك .. يا أرحم الراحمين ارحمنا يا أرحم الراحمين ارحمنا يا أرحم الراحمين ارحمنا ..
اللهم لا تؤاخذنا بما أجرمنا اللهم لا تؤاخذنا بما فعلنا اللهم لا تؤاخذنا بما فعلنا ..
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولا يرحمنا .. اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين ..
اللهم آمين.