Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

دعاة الإسلام بين الدين والتدين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاد له واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ثم أما بعد …

حديثنا اليوم بعنوان دعاة الإسلام ما بين التدين والدين أو ما بين الدين والتدين ، وهذه الكلمة لها سبب واتصال وثيق بما تقدم معنا في خطبتنا السابقة.

ولكن ينبغي ألا يكون ثم مباينة ما بين الدين وما بين التدين، فالتدين معناه حرص أو سعي الإنسان على التنزه وعلى التزام الدين، فليس هناك فاصل بين هذا وهذا، فالدين هو الحق وهو المنهج والتدين هو سعي الإنسان إلى التزام ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، فكلمة التعلم هو السعي لاكتساب العلم، فالعلاقة ما بين العلم والتعلم كالعلاقة ما بين الدين والتدين، وهذه التاء يسمونها في اللغة تاء التكلف، الانسان يتكلف أو يجتهد أو يبذل جهد لكي يحصل على غاية ما يريد، فهو يتكلف التعلم والأخذ بأسبابه لكي يصل به إلى العلم، وإنما الحلم بالتحلم، فالإنسان يتكلف إذا كان غضوباً أن يتخذ سنن الحلم والتؤدة والهدوء لكي يصير بذلك حليماً، وعلى هذا القياس نقول إنما الدين بالتدين، الإنسان لا يكون صاحب دين إلا إذا بذل جهده في تحصيله.

ولكن مرادنا في فرق أو في التفريق ما بين الدين والتدين، التفريق ما بين طرحين وعرضين وصورتين …

الصورة الأولى هي صورة التدين ونقصد بها أن ينحصر حديثنا وخطابنا الذي نخاطب به الناس على ما ينصب في دائرة التدين والتعبد الشخصي، يعني أن ينصب كل حديثي على طبيعة العلاقة الخاصة ما بين كل فرد على حدى وما بين ربه تبارك وتعالى فيكون هذا في صورة الواقع العملي حديثاً عن شعائر التعبد، الحديث عن الصلاة وضرورة التزامها، الحديث عن إيتاء الزكاة وضرورة المحافظة عليه وأداء الزكاة  في أوقاتها، الحديث عن الصيام وفضيلته، الحديث عن العمرة وفضلها، الحديث عن الحج ووجوبه، ثم حديث آخر عن ثواب التطوع والتنفل، اتحدث عن صيام التطوع، صيام الاثنين والخميس أو ثلاثة أيام من كل شهر، عن فضل الصدقة، وما لها من أثر، اتحدث عن كفالة اليتيم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” أنا وكافل اليتيم في الجنة
كهاتين “، اتحدث عن التواضع، اتحدث عن الرفق، ثم اتحدث عن وجوب اجتناب المحرمات ، فالمسلم الجيد الذي نريد هو الذي لا يزني ولا يشرب الخمر ولا يرتشي ولا يغش ثم نختم ذلك أو نضيف إليه الحديث عن الزهد في الدنيا وعن ذمها والحديث عن الانقطاع إلى الآخرة.

هذا هو خطاب التدين الذي نعني به والذي نقصد أنني أخاطب الشخص أو الفرد المسلم في المجتمع الذي نعيش فيه فيما يتعلق بما يجب عليه في خاصة نفسه لكي يكون إنساناً مسلماً صحيحاً.

وأشدد في الحديث عن الزهد في الدنيا أخاطب بها أناساً لا يملكون من أمر هذه الدنيا شيئاً، هم ربما لا يملك أكثرهم قوت يومه، ربما يحتاج بعضهم أن يتفقد هذه الصناديق – أو التي كانت قبل صناديق –  ليبحث فيها عن شيئ ربما يقتاته أو شيئ ربما ينتفع به أو يمكن بيعه فيتحول إلى شيء من المال،  أذهب إلى الرجل الذي تخصص في بيع اللحوم لكي اشتري عظاماً أصنع عليها طعاماً، أضعها في شوية ميا، أو رجلين فراخ مثلاً، أخاطب هؤلاء الناس أحدثهم عن الزهد في الدنيا، وعن ذم الدنيا وانتقاصها وأحدثهم عن الموت وانقطاع الحياة، ويكأنني أحاول أن أعالج مشاكلهم بأن أصرفهم عن هذا العالم وعما يعانونه فيه.

وهذا ربما استند إليه بعض الملاحدة كلينين الذي قال أن الدين هو أفيون الشعوب، إنما يقصد بأفيون  الشعوب .. الوسيلة التي يمكن من خلالها أن تسيطر على الناس أو أن تعطيهم مشاعر معينة أو كلمات معينة تمكنك من أن تسوسهم كيفما شئت و تسيطر عليهم الأرض، ثم كان فوق ذلك وشر من ذلك مواقف وكلمات وقعت إذ حدثت الحركة وحدث التغير وحدث الانفجار من هؤلاء الذين يقتاتون على هذا العظم وعلى هذه الأرجل، عندما أرادوا أن ينتصفوا لأنفسهم وأن يطالبوا بحقوقهم، أفهم أن هذا كان هو خطابنا قبل حدوث ذلك، لكن لما حدث ذلك كان هناك ما هو أسوأ من كل ما قيل، أننا ربما أو الكثير منا نقف بخطابنا وبكلماتنا في صف الظالم ضد المظلوم، وإذا تصور الناس أو توهموا من خلال هذا المسلك أننا باعتبارنا أننا نمثل الدين أن الدين نفسه يقف في صف الظالم ضد المظلوم، حينئذ لن نلوم على الناس إذا تنكبوا طريق ربهم أو إذا خرجوا من دينهم فنحن الذين فعلنا بهم ذلك.

كلمة لشخصية كبيرة رسمية – مفتي الجمهورية – إبان هذه الأحدث في أوائلها والناس يتواجدون في الميدان في مداخلة على قناة من الفضائيات تكلم بهذه الكلمات انقلها نصاً : ” الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. عودوا جميعاً ودعوا الشرعية تعمل فإن الخروج عن الشرعية حرام حرام حرام “، كده بالظبط، تلت حاجات: فتنة، الشرعية، حرام.

أما الفتنة فهي التباس واختلاط الحق بالباطل أو تنازع الناس وصراعهم لأجل السلطة لأجل الحكم، الصراع العسكري والسياسي لأجل التنازع على كراسي السلطان هذا من قتال الفتنة، التباس الحق بالباطل وعدم وضوح وجه الحق من الباطل، هذا من الفتنة، لكن هل يعد مطالبة المظلوم بحقه، مطالبة الإنسان أن يعيش إنساناً هل يعد هذا من الفتنة؟ وهل يعد هؤلاء من دعاة الفتنة؟ هل حكم الله عز وجل في مثل هذه الظروف.

هذا أولاً …

ثم يقول دعوا الشرعية تعمل، الشرعية نظام الحكم القائم، وصفه بالشرعية ثم قال: دعوه يعمل، هو من سنين يعمل، نحن إنما قمنا لأجل أنه يعمل، هي المشكلة إنه يعمل إحنا مش عايزينه يعمل، لكن اتجاه العمل فين، هل هو يعمل لمصلحة العباد، هل هو يعمل لكي يخفف معاناة الضعفاء والفقراء؟ هذا نحن نتكلم عن الشرعية غير الدينية .. هو يقول دعوا الشرعية .. الشرعية دي فرع عن الشرع فيوصف الحكم بأنه حكم شرعي إذا كان قائماً على أساس امتثال الشرع، وإذا كان قائماً على إقامة الشرع وتحقيق مقاصد الشريعة في العباد، حفظ أديان الناس أولا وحفظ دمائهم وأنفسهم ثانياً وحفظ عقولهم وحفظ أموالهم، وحفظ نسلهم وذرهم .. هذه هي مقاصد الشريعة وأصول الإسلام ولذلك جعل الخلافة في تعريف أهل العلم أنها نيابة أو خلافة على النبوة، الخليفة قائم مقام النبي صلى الله عليه وسلم في حراسة الدين وسياسة الدنيا على وفق شرع الله تبارك وتعالى، فإذا قلت دع الشرعية تعمل فإنك تصف هذا بأنه حكم شرعي، حكم على وفاق الشرع، هل هذا هو الشرع؟؟

دعك من الشرعية الإلهية، في الشرعية الدستورية حينما يوفق الحكم بأنه شرعي فإنه قد أتي حقيقة بناء على رغبة الناس وتأييدهم ودعمهم. هل كان هذا أمراً واقعاً؟؟ .. دعك من الشرع، هل أتى هؤلاء لهذه الأماكن برغبتنا وإرادتنا واختيارنا نحن؟؟ .. وهل هو يجهل ذلك؟؟ ثم يقول معقباً: فإن الخروج على الشرعية – هذه الشرعية – حرام حرام حرام.

وتسمع آخرين يتحدثون أيضاً عن الفتنة ويتحدثون عن العبث بمقدرات الوطن .. أنت الآن تحدثني عن حكم الشرع في هذا، دعك يعني بالله عليك دعك من العبث بمقدرات الوطن والأيدي الخارجية والأيدي الداخلية، إن هذه الأيدي الداخلية التي تتكلم عنها إنما هي التي تعمل لمصلحة هذه الأيدي الخارجية،  الأيدي الخارجية هي التي أقامت الأيدي الداخلية التي تتحدث عنها، ثم العبث بمقدرات الوطن !!! .. متى أصلاً كان لنا وطن؟؟ من منا يشعر أنه ينتمي إلى وطن .. ثم أين هي هذه المقدرات؟ المقدرات أم المخدرات؟ أنا مش عارف أقول إيه؟؟ المخدرات .. مفيش في وطننا دا إلا المخدرات !! … أكتر حاجة يتم تسويقها المخدرات، إحنا الفترة الأخيرة الحاجة الوحيدة المدعومة في مصر الحشيش، الحاجة الوحيدة المدعومة .. لأن أنت مش حتقدر تدعم كل السلع الغذائية والأسعار ترتفع، فتعمل إيه تسحب الدعم عن كل دا وتدعم الحشيش، فالناس تتسطل فما تخدش بالها إن الدنيا بايظة وأصبح دا الشيء الوحيد المدعوم. أين هي مقدرات الوطن؟؟ وهل هذا هو دور دعاة الإسلام؟؟

الآن تحدثنا عن التدين .. أريد أن أتحدث عن الدين .. هم حدثوننا عن التدين بعيدا عن معاناة الناس، بعيدا عن القضايا العامة والكبرى .. أما الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى فهو يقوم على هذه الكلمات التي سوف نوردها …

أولاً إن لهذا الكون خالق. هذه بداية الكلام عن الدين إذا أردت أن تحدث الناس عن الدين. إن لهذا الكون خالقاً إلها رباً عظيماً كريماً، خلق هذا الكون بكل ما فيه، وفي جملة هذا الكون ذرة صغيرة تسمى الأرض .. وعلى هذه الذرة الصغيرة مخلوفات كثيرة من مخلوقات الله عز وجل، من جملة هذه المخلوقات كائن اسمه الإنسان، هذا الإنسان قد كرمه الله تبارك وتعالى، وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا هذا الكائن المكرم المفضل إنما خلق لحكمة وغاية عظمى، قال الله تبارك تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۝ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ۝ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً يا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ فهذا الكائن المكرم المفضل إنما خلق لحكمة وغاية وهو مبتلى في هذه الحياة بتحقيق هذه الغاية أو بالحيدة عنها الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ نَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً مش لنا زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۝ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا هذا الإنسان امتحن بعدو شديد عدواته عظيم مكره وكيده إنما هو الشيطان ، الذي جعل غاية وجوده في هذه الحياة أن يضل الإنسان عن غايته وعن حكمة وجوده قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ۝ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا وإزاء هذه القضية انقسم الناس الذي خلقهم الله عز وجل إلى معسكرين أهل حق وأهل باطل، أهل الحق هم الذين اتبعوا منهاج الله الذي أنزله. الله سبحانه وتعالى حينما أنزل الإنسان وابتلاه أنزل عليه منهجاً نوراً مبيناً، ودور الشيطان ومهمته هو أن يحيد بنا عن هذا المنهاج الكريم ، قَالَ اهْبِطَا آدم وإبليس قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ۝ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ۝ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى

وإذا فابتلاء الإنسان في هذه الحياة في التزام منهاج الله عز وجل، في القيام بأعمار هذه الأرض على وفق منهاجه الإلهي الكريم أو الحيدة عن هذا المنهاج واتباع سبيل الشيطان .. ليس هناك سبيل آخر أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ۝ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ۝ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ فالله سبحانه وتعالى قسم العبودية في هذه الحياة إلى عبودية لله عز وجل بامتثال أمره أو عبودية للشيطان باتباع هواه ، وتكون العاقبة في النهاية وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ يخاطب أهل النار وهو معهم في الجحيم والعذاب الأليم نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعافية وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ مش حنقذكم وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  كمثل الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ۝ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا الشيطان ومن اتبعه أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ.

هذا الانقسام الذي ينقسم به الناس في هذه الحياة يحمل منهاجين وطريقين، منهاج الكرامة وهو طريق رسل الله عز وجل جميعاً، نحن لسنا ذرة مبتوتة في هذا الكون، نحن نسير في درب طويل سار عليه أنبياء الله عز وجل واتباعهم من لدن آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وفي مقابل هؤلاء أعداء للرسل والرسالات، وعلى كل فرد منا أن يحدد موقعه. هو في درب المرسلين والنبيين درب الشرف والكرامة؟ أم هو والعياذ بالله في هذا الدرب الآخر وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا يقول الله عز وجل أنه جعل لك نبي لكل دعوة حق أعداء من المجرمين، هؤلاء لهم هدفان اثنان: الإضلال والغواية، وإن لم ينجحوا في ذلك فهي الحرب الضروس، لذلك قال الله تبارك وتعالى معقباً : عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا في مقابل السعي في الإضلال وَنَصِيرًا في مقابل محاولة الوأد  لكياناتكم.

ليس هناك من سبيل أخر، هذا هو الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى، وبالتالي فكل مسلم لابد أن يدرك هذه الحقيقة وأن يضع نفسه خلف أنبياء الله عز وجل ورسله وأن له كما ذكرنا من قبل مراراً أن له رسالة عظيمة في إصلاح هذه الحياة وفي إصلاح هذا الكون وفي سيادة نور الله عز وجل وفي نشر الخير والحق والنور في ربوع وأرجاء هذه الأرض، هذه رسالة المؤمنون من الرسل واتباعهم، وأنه جاء لإحقاق الحق وإبطال الباطل وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا فالإنسان يوظف نفسه في إطار هذه الغاية العظمى، وقد جعل الله عز وجل إمكانات الإنسان وطاقات الإنسان وقدرات الإنسان متناسبة مع هذه الغاية العظمى، فإذا ما حصرناها في هذا الإطار الضيق حينئذ يشعر الإنسان بالاضطراب، حينئذ يقع الصراع ويسود في هذه الأرض، ولذلك جعل الله عز وجل التنافس حق التنافس في ابتغاء مرضات الله، هذا هو التنافس الذي لا يورث الضغينة ولا العداوة ولا البغضاء، لأن الجنة عرضها السموات والأرض مش ضيقة بحيث الناس تتنازع وتتصارع ولذلك قال الله تعالى وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

نختم هذه الكلمة بعود على هذه الكلمة  ” فإن الخروج على الشرعية حرام حرام حرام ” إنما أثيرت الإمامة والإمارة والخلافة والولاية والحكم كما قلنا لكي تنشر الحق والعدل والنور فإذا حادت؟؟  فإن لحيدتها صور وأشكال، فإذا كانت الحيدة حيدة طفيفة لا يخلو منها أحد من الناس لأن نوازع الهوى تسيطر على الإنسان، ربما ظلم شخصاً أخذ من شخص حقاً، حجب عن الناس بعض حقوقهم المالية، فهذا في مقابلة ما يقيمونه من شرع ودين وحكم إلهم وحماية لأهل الإسلام ونشر الحق، هذا شيء بسيط ربما يطبق، لهذا أمرنا في هذه الصورة أن نصبر.

أما إذا استفحل الظلم وصار الظلم والعسف قانون وشرعة حينئذ حق للناس أن ينتصفوا لأنفسهم ولذلك فقد سمعنا عن الحسين بن علي رضي الله عنه وعن القراء والعلماء من أهل البصرة والكوفة الذين خرجوا بسيوفهم على الحجاج ، فقد رأوا عسفاً وظلماً يستوجب أن يدرأوا هذا المنكر وأن يقيموا دين الحق، هم فشلوا نعم، لكن أصل جواز ذلك قائم باق وإلا كان كان الحسين آثماً وكان هؤلاء العلماء أيضاً آثمون، وحاشاهم من ذلك.

فإذن ليس مذكور عن شرعية .. سياسة شرعية ليس نقول عنها كما يقول حرام حرام حرام .

هناك أسوأ من هذا أو أشد من هذا، هذه حجاج وبعض مظالم بني أمية هذا في إطار أناس يقيمون أصول الشريعة، يقيمون أحكام الإسلام، يحكمون في الناس بما انزل الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ينشرون دعوة الإسلام يحمون ثغور المسلمين، طيب إذا خرجوا عن حكم الله وإذا والوا أعداء الله حينئذ كان إزاحتهم في حكم كتاب الله عز وجل في حد الوجوب وليس في حد الجواز، يعني علينا يلزمنا أن نزيح هؤلاء لأننا مأمورن بإقامة الإسلام ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى تنحية حكمه وإزاحة كتابه وحرق مصحفه جعله سبحانه وتعالى كفراً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ جعل الوقوف في صف أهل الكفر ضد أهل الإيمان، جعله انتقالاً من دائرة الولاء للإسلام إلى دائرة الولاء للكفار لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ هو ينتقل من هذا المعسكر إلى هذا المعسكر الآخر إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ولم يجعل لهم عذراً فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ هما بيعملوا كده ليه؟ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ أصحاب قوة وسلطان واحنا ضعفاء فحنواليهم عشان نأمن شرهم ، طيب أنت حتواليهم عشان تأمن شرهم لنفسك مش علينا، انت بتأمن نفسك آه طيب واحنا؟! الأمانة اللي ربنا ائتمنك عليها؟ الدين اللي ربنا سبحانه وتعالى ائتمنك على إقامته الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ في قتال ما بين أهل الإيمان واهل الكفر فيه صراع فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ يعني ايه نستحوذ؟ يعملوا حواليهم سلك شائك سياج واقي فنمنع المؤمنين من أن يعرضوا لكم أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

الحمد لله

وإذن فحق على دعاة الإسلام أذا أرادوا أن يكونوا دعاة للإسلام حقاً أن يحدثوا الناس عن الإسلام أن يبينوا للناس حقيقة الدين جلياً واضحاً قال تعالى لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ تتضح الأمور وتنجلي، لأن هذه أمانة في الأعناق، قال صلى الله عليه وسلم محذراً ومخوفاً: ” إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون “. أخوف حاجة النبي صلى الله عليه وسلم بيتخوفها على أمته صلى الله عليه وسلم أن يكون هناك أئمة سواء كانوا حكاماً أو علماء، وهم في الحقيقة أهل باطل وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ۝ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ الآيات حقها كده ترفع أصحابها وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ

ذكرنا في الجمعة الماضية حديث الحارث الأشعري الطويل وذكرنا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نقل لنا ما أوصى به يحيى بن زكريا بني إسرائيل أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، حينما تكلمنا عن العبودية لله ذكرنا بعضاً وتركنا بعض، لأننا لو تكلمنا على العبودية بمعناها الكامل الشامل لاشتمل على الدين كله، احنا بناخد جزء، بلاش الأصنام يا جماعة وبلاش الأوثان – الحاجات اللي مش موجودة خالص -، وبعدين الصلاة .. جميل، الصيام .. الصيام حلو، الصدقة .. مفيش احسن من كده، والذكر .. مفيش احلى من الذكر، وبعدين؟؟ .. طب فيه خمسة تانين راحوا فين؟ قال وأنا آمركم بخمس .. أنا مش لاقيهم .. هو نص الحديث ونسيب بقيته؟؟؟ .. ” وأنا آمركم بخمس السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة ” ، الخمس دول بيعملوا إيه؟ إحنا قلنا الخمس الأولانيين بيقيموا الشخص المسلم والتانيين دول بيقيموا الأمة المسلمة، بيحموا حوزة الإسلام إحنا قلنا خمسة وبعدين؟ دي مش الأمانة، الأمانة لازم أقول الحديث كله. ” فإنه من فارق الجماعة ” كلام في غاية الخطورة ” من فارق الجماعة ” جماعة المؤمنين الولاء للإسلام ولاء الدين ” قيد شبر ” خطوة ” فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوة الجاهلية ” أي حاجة تانية غير الإسلام ” فإنه من جثا جهنم ” .. يجثوا على ركبتيه وسط جماعته التي آوى إليه في نار جهنم والعياذ بالله، فقال رجل: ” يارسول الله وإن صام وصلى؟ ” .. الحاجات الأولانية الموجودة فوق دي .. الخمس حاجات دي الموجودين فوق موجودين فوق دول .. وإن صام وإن صلى؟ .. عمل كده وإن صام وصلى؟ قال: ” وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم، فادعوا الناس بما سماهم الله به المسلمين المؤمنين عباد الله ” ، وحدة الإسلام أهل الإيمان، لذلك الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قتال المسلمين لليهود آخر الزمان، ” يقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه شجر اليهود “، ما قالش حاجة تانية، يا مسلم يا عبد الله، لو دول مش موجودين؟؟ وهما دول بس الموجودين لا فيه حاجة اسمها انتصار ولا انتصاف ولا إقامة حق.

المسلمين المؤمنين عباد الله مفيش حاجة تانية، الإسلام، الاستسلام لله، الإيمان، العبودية لله، يا مسلم يا عبد الله ، طيب لو حاجة تانية؟؟ .. لا حينادي عليه شجر ولا حجر، عايزينه يضرب هو ما يروح في ستين .. هو لازم كده فالحديث دا حديث على بعضه، لازم اقول الحديث على بعضه .. وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ۝ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ مفيش توبة لعالم إلا بالبيان إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا طيب جميل وبعدين؟ وَبَيَّنُوا اللي ما اتقالش لازم يتقال ، فَأُولَئِكَ بعد ما بينوا، فَأُولَئِكَ حينئذ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ مش قبل كده، لذلك أبو هريرة رضي الله عنه، ودا من أعظم ما يكون أثره وخطره، أبو هريرة رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنوات، وكان ملازماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة كاملة، وله في أعناقنا أعظم منة، إنه نقل إلينا كثيرا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه عكف على الحفظ والدراسة، طول الليل يذاكر، طول الليل بيذاكر، النبي صلى الله عليه وسلم يعني أمره أنه هو يصلي بدل ما ينام لأنه طول الليل بيحفظ،  وبعدين جه للنبي صلى الله عليه وسلم بيشتكي بعد كل ده إنه هو فيه حاجات بتسقط منه، طبيعي .. كمية كبيرة جدا، في حاجات بتسقط وزعلان .. أنا بذاكر وبحفظ عشان يحفظ علينا إحنا وفيه حاجات بانساها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له ابسط ردائك، افرد هدومك كده، النبي صلى الله عليه وسلم عمل كبشة كده بايده وحطها، قال لم هدومك، قال : فما نسيت شيئاً بعد، النبي صلى الله عليه وسلم حس إن يعني إيه هو بذل قصارى جهده بس هو بيعاني، قال له خلاص طب بص إحنا بقا إيه أدي العلم بتاعك كله أهو .. عمل له كده عمل كبشة كده، حطها في هدومه، قال لم ردائك، بس خلاص قال فما نسيت شيئاً بعد، فأبو هريرة صاحب الفضل والمنة بيحدث الناس بيقول لهم قبل ما يموت عايز ينقل الأمانة  فالناس قالوا اكثر أبو هريرة، جاب الحاجات دي منين، دا هما أربع سنين بس، دا بيحدث أكتر من أبو بكر وعمر، الناس دي مش متفرغة للتحديث، الناس دي حاملة أمانة السياسة والحكم والإدارة والعسكرية، ودا راجل تخصصه كده هو تفنن في دا، هو من ساعة ما أسلم دي شغلته، ما يبقاش جزاؤه الناس تقول أكثر أبو هريرة، دا معناه كده إن الراجل اللي بيتكلم دا مظنة السوء، فهو بيقول: ” يقول الناس أكثر أبو هريرة ولولا آيتين في كتاب الله ما حدثت حديثاً ” .. أنا مش عايز اتكلم عشان احفظ عرضي، دي حاجة يعني دا بيتقول على الله معنى الكلام دا هو مش مستحمل دا .. لكن فيه آيتين فوق دماغه، ولولا آيتين في كتاب الله ما حدثت حديثاً إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ۝ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان في مكة وفي غيرها أهل إيمان وتوحيد وأهل عبادة وتسليم نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر زيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر بن الخطاب، هذا الرجل أنكر بعقله وفطرته ما عليه هؤلاء الناس من شرك وأراد أن يبحث عن دين الله الذي هو الحق والنور، فخرج إلى الشام حيث أئمة اليهود والنصارى ، يبحث عن الدين، فذهب إلى عالم من علماء اليهود فذكر له أنه يبحث عن الدين وأنه يريد أن يدخل في دينه فقال له الرجل – وكان ناصحاً أميناً – قال: ” إنك لا تدخل في ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله “، قال: ” ذرني .. قال وما أفر إلا من غضب الله ولا أطيق من غضب الله شيئاً “، أخش في الدين أروح في داهية؟! أنا عايز ابقى كويس، ” فهل تعلم ديناً غير ذلك؟ “، قال: ” لا أعلمه إلا أن تكون حنيفاً “، قال: ” وما الحنيف؟ ” قال: ” دين إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولم يكن يعبد إلا الله “، سابه راح لواحد من علماء النصارى قال له نفس الكلام ، قال: ” إنك لا تدخل في ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله “، قال: ” وما أفر إلا من لعنة الله وما أطيق من لعنة الله شيئاً فهل تعلم ديناً غير ذلك؟ “، قال: ” لا اعلمه إلا أن تكون حنيفاً “، قال: ” وما الحنيف؟ “، قال: ” دين إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولم يكن يعبد إلا الله “. فلما سمع ذلك من هذا وذاك خرج فقال: ” اللهم إني على ملة إبراهيم “، وكان لا يعلم من العبادة إلا السجود، وكان لا يأكل ما يذبحونه على أنصابهم ولا على آلهتهم، يقول يا أيها الناس إن هذه الشاة خلقها الله تبارك وتعالى وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض الكلأ ثم تذبحونها على غير اسم الله، وكان يحيي الموؤودة .. يأتي لرجل عايز يموت بنته، قال له هاتها أنا اخدها اصرف عليها لحد ما تكبر كده وتبقى إيه عروسة على وش جواز عايز تاخدها خدها مش عايز تاخدها أنا اخدها اصرف عليها، هذه الصورة وهذا النموذج ندار لكن كان موجود وكان فيه ورقة بن نوفل وغير ذلك الناس ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت الحرب، زيد بن عمرو بن نفيل ينكر على قومه علانية وكان يسند ظهره على الكعبة ويقول يا معشر قريش ما منكم أحد على دين إبراهيم غيري، لكنه لم يواجه بحرب ولا بعناد، فلما جاء رسول الله ، طب ما هو زي اللي راحوا .. لماذا لما جاء رسول الله كانت حرباً؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بإقامة الدين، زيد بن عمرو نموذج للتدين الفردي راجل كده كويس يحب الناس يقول للناس يا جماعة كده صح وكده غلط اتوكل على الله خلاص لكن لا، لا حيتم حق ولا حيتم منهاج ولا حيجتمع حوله ناس وحيجعل له غاية وجوده يبقى دا حيهدد بيوت الباطل، حيهدد بيوت الشيطان، لذلك الشيطان شخصياً ما بيظهرش على فكرة عمره، ما بيظهرش في أي فيلم في حياته، لكن الشيطان شخصياً كان موجود في موقفين بنفسه، لازم يدير الموقف إدارة ميدانية، في دار الندوة – طبعاً مش دي عشان الناس ما تفهمش غلط – في دار الندوة حينما أرادوا ان يأتمروا النبي صلى الله عليه وسلم، جه بقا شخصياً هو في صورة شكل شيخ من نجد وبدأ يصيغ صورة، فقال لهم عايزين أربعين بني آدم بحيث ناخذ من كل شخص قبيلة، مش عارف اسمها ايه، المهم في الآخر عشان إيه عشان يتفرق دمه في القبائل، يعني حيقتلوه محدش حيقدر, يعني إيه ما يقدرش عبد مناف ياخدوا بحق .. فهو إيه جه بنفسه شخصياً عشان يدير المعركة دي، وفي بدر وصل شخصياً في غزوة بدر في صورة سراقة بن مالك، ليه سراقة بن مالك كان فيه بينه وبين قريش عداء فهما خايفين لو طلعوا من مكة يستغل الفراغ العسكري فيهاجمها فجه في صورة سراقة قال وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ما تقلقوش يا جماعة أنا معاكم وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ دا جبريل أهو !! .. لا لا يا جماعة السامو عليكوا وقام راح رمى نفسه في البحر وقال يارب وعدي الذي وعدتني .. أنا قلت لك انظرني إلى يوم يبعثون قلت لي خلاص، أنا ماليش دعوة، مليش دعوة بالناس دي، فهو جه في بدر ليه؟؟ لأن دي في النهاية ربنا سماه يوم الفرقان، يا عدت يا راحت، يعني هو بينزل شخصياً عشان يدير بنفسه حيتواجد شخصياً عشان يدير، ففرق بين الصورة دي والصورة دي وفرق بين التدين والدين.

فإحنا المفروض ندرك حقيقة الدين، ندرك أن لينا رسالة كبيرة ولينا مهمة عظيمة ولازم نضع نفسنا في صف الحق والنور والخير، إذا لم يكن ذلك فليس هذا هو الدين الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وأنا آمركم بخمس، الخمسة دول مش موجودين، زي ما قلنا المرة اللي فاتت، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ، فيه أمة مش أشخاص .. كل واحد لوحده ، لا لا .. فيه أمة وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قال ربعي رحمه الله : ابتعثنا لنخرج العباد ، رسالة كبيرة ، لنخرج العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الديان إلى عدل الإسلام.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم فقهنا في ديننا .. اللهم فقهنا في ديننا 

اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التاويل .. اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التاويل

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحما وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم انصر الإسلام واعز المسلمين واعل كلمة الحق والدين

اللهم انصر الإسلام واعز المسلمين واذل الشرك والمشكرين ودمر أعداء الدين، واعل بفضلك كلمة الحق والدين

اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا واهلك اللهم اعدائنااقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

أضف تعليق