Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

دعوة الإسلام بين اليهودية والنصرانية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.  إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

 ثم أما بعد:

حديثنا اليوم عنوانه دعوة الإسلام بين اليهودية والنصرانية, كثيراً ذكرنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم محذراً ومنبهاً: لتتبعن سنن – أي طريق وسبيل – من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه, قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن !.

 إنه قد آن لنا أن نقدر وأن نعظم نعمة الله تبارك وتعالى علينا, نعمة النبوة والرسالة, وأن نقدر وأن نجل وصايا ونصائح رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهو يحذر أمته من أنه سوف تمر عليهم السنيين وتتوالى عليهم الأجيال ثم يؤول بهم أمرهم إلى أن يسلكو سبيل من ضل من أهل الكتاب ممن سبق.

 هذه الكلمات التي يخاطبنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم, ما الحكمه من إفرادها؟ لماذا يخاطبنا بها رسول الله؟, هل يتكلم صلى الله عليه وسلم عبثاً بغير طائل ولا فائدة؟! حاشاه صلى الله عليه وسلم, هل يتكلم بما لا نفع به ولا فائدة من ورائه, إذاً هناك حكمة عظيمة من خلال كل ما يذكره ومن خلال كل ما يأمر به ومن خلال كل ما يحذر منه, فهو يحذر هذه الأمة من أنها تسلك سبيل هؤلاء السابقين, طيب, في أي شيء؟ وما هو سبيل هؤلاء السابقين من اليهود والنصارى؟, كيف يمكننا أن ننتفع بهذه الكلمات حتى لا تكون حجة علينا إذا أخذناها وجعلناها وراءنا ظهرياً, بدون إهتمام بدون التفات بدون إدراك لقيمة وعظمة هذه النعمة, لقد اُمرنا أن ندعو في كل ركعة من ركعات الصلاة, في كل ركعة أن نسأل ربنا سبحانه وتعالى أن يجنبنا سبيل هؤلاء الكافرين, في كل ركعة.

 إذاً نحن لا نحتاج إلى شيء ما نحتاجه إلى هذه الكلمات, لا نفتقر إلى شيء كما نفتقر إلى هذه الدعوة, نسأل ربنا تبارك وتعالى في كل ركعة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقيين والشهداء والصالحين وأن يجنبنا سبيل هاتين الطائفتين, سبيل الغضب وسبيل الضلال, أما سبيل الغضب فقول الله تبارك وتعالى فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وأما سبيل الضلال فقوله وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ, فإذاً نحن أحوج ما نكون إلى هذا ولذلك أمرنا به, أمراً مشدداً مؤكداً, طيب, هل ننتفع بهذا دون أن نعرف ما نحذر منه؟, ايه السكة اللى المفروض منسلكهاش؟!, ما هو الشيء الذي حذرنا منه؟!, ولو احنا مش عارفينها؟!! كيف يمكننا أن ننتفع بهذه الوصايا وهذه الكلمات.

 ونحن اليوم نتحدث عن ملمح من ملامح هذا الإنحراف, فيما يتعلق بالدين وبالدعوة, الدعوة إلى نور الله تبارك وتعالى وإلى دينه…

 سنتحدث في الجانب الأول عن وقوع التحريف في دين المسيح عليه السلام, وكيف جرت الأمور بصورة نقضت هذا الدين وحرمته أصوله حتى انتهت به إلى صورة لا توافق ديناً ولا توافق عقلاً سليماً.

 لقد أنزل الله تبارك وتعالى عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل يعطيهم أولاً تذكيراً بقدرة الله سبحانه وتعالى, وأن قدرة الله لا يعجزها شيء, إخراجاً لهم عن العبودية للمادية والتعبد للأسباب, أن خالق الأسباب سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء وهو سبحانه وتعالى على كل شيءٍ قدير, يبث فيهم جانب الروح, يبث فيهم جانب الأخلاق الفاضلة والبر والإحسان, ولذلك لم تكن رسالة المسيح عليه السلام رسالةً مستقلةً عن رسالة موسى وإنما كانت كما أخبر الله سبحانه وتعالى وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ فهو قد جاء مصلحاً لهذه الأمة, يرفع بعض الآصال والأغلال التى عوقبوا بها نتيجة إنحرافهم, يقوى جانب التهذيب والتربية والأخلاق المفقود منهم, يذكرهم بعظمة الله سبحانه وتعالى من خلال خلق الله إياه, بدون واسطة السبب المعتاد, وإنما بقدرته وبكلمته سبحانه وتعالى هكذا كانت.

 ثم وقع الإنحراف بعد, فجاء رجل, كان يهودياً من ألد أعداء المسيح, ثم بعد رفع المسيح للسماوات جاء إلى أصحابه يخبرهم أنه كان يسير في طرقات دمشق فسمع صوتاً إلاهياً ورأى نوراً إلاهياً وأن يسوع – أي المسيح عليه السلام – قد خاطبه وكلّمه من السماء وقال له: لماذا تعاديني؟! وأخبره أنه ربه, فجاء بهذا الدين الجديد ثم ساد هذا الدين في الأرض, لتفاصيل لا يتسع المقام للكلام عليها.

 لكن نحن نريد أن نتكلم عن ايه؟, هذا الرجل أراد أن ينشر هذه الدعوة الجديدة, بقطع النظر عن كونه مصدق بها أم لا, لأنه قطعاً هذا الكلام لم يحصل, لأنه قطعاً المسيح, مكلمهوش وقاله كده, ولكنه كان يهودياً أراد أن يفسد هذه الملة فجعل عداه ينتقل من صورة العداء الظاهر إلى صورة العداء الباطن.

 لكن المهم خلينا نمشي مع مجريات الأحداث بقطع النظر عن البواعث التي وقت في قلب أو في نفس الرجل, هو أراد أن ينقل هذا الدين من كونه ديناً مخاطباً به بنو إسرائيل للإصلاح, لكونه ديناً عالمياً, إذاً يريد أن ينشر هذه الدعوة في الآفاق, ما هو الصنيع الذي صنعه لكي ينشر هذه الدعوة الجديدة؟!, أن يخفف من هذا الدين أو أن يغير من أصوله بحيث يصير مقبولاً من جميع المخاطبين, يبقى إذاً شخص يريد أن ينشر دعوة أو عايز يجتذب الناس إليه, طيب, الناس فيه أشياء لا تعجبها, أو أشياء لاتتوافق معاها أو أناس هذه الأشياء ستصبح ثقيلة عليهم, هو يعمل ايه؟ بفك أنا الدين, وأبتدى أتحلل منه شيئاً فشيئاً بحيث يؤدي هذا إلى سعة الانتشار, يبقى إذاً أنا عايز الناس تقبل عليا, تسمع لكلامي, تقبل ما جأتهم به, طب أنا أعمل ايه؟ أبعد عن الحاجات أو أشيل الحاجات التي تضايقهم, فيذهب إلى قوم مثلاً يشربون الخمر, أقولهم حرام مش هيخشوا الدين, طيب ايه الحل؟ خلاص يكتب في رسائله أن شرب الخمر حلال, ثم أن أكل الخنزير حلال, ثم أن ما يذبح عن النصب والأصنام حلالٌ أيضاً, ثم لا شيء يسمى نجاسة, كل ما يوجد في التوراة من ذكر النجاسات هذا باطل, وأن الاختتان محرم أيضاً.

 ثم أنتقل إلى مرحلة تانية أظرف من كده, قالك بلاش شريعة خالص !!, ليه؟! بيقولك أصل الشريعة دي, اللى هي الاحكام يعني, هي التي تستوجب غضب ربنا على الناس ! ليه؟ لأن ربنا بيأمرهم فمبيسمعوش الكلام, فربنا بيغضب عليهم ويروحوا النار, نحل المشكلة إزاي؟ بلاش شريعة خالص !!.

 يبقى إذاً الحاجة اللى تزعل ربنا من الناس نليغها خالص, بحيث في النهاية الناس كلها تبقى كويسة, فهو بيقول بولس نفسه: نحن نقرر أن تبرير الأعمال – أي كون الأعمال بارة مقبولة – أنه من الإيمان, دون الإلتزام بالشرية, الإيمان يعني الواحد طالما هو في باطنه مصدق بما ورد في قضية المسيح والصلب والإفتداء والخلاص, يعني احنا في النهاية محملين بالخطايا, الخطايا دي ورثناها عن آدم, فهنروح النار, طب إيه المشكلة؟! إن الرب نزل ففدا أهل الأرض بدمه وبالتالى أصبح كل من يؤمن بهذه العقيدة فقط, كل من يؤمن بهذه العقيدة يبقى هو في الجنة خلاص, وكل من لا يؤمن بها فمصيره إلى النار.

 يبقى إذاً دلوقتي أن المطلوب مني إن أنا أعتقد داخلياً بصواب هذه الكلمات, طيب بدون ما التزم بأوامر الله, بدون ما أمتنع عن المحرام التي نهى الله عنها.

 يبقى إذاً هذه هي الصورة الأولنية, التي هي إرادة الإنسان أن يجتذب الناس للدين على حساب الدين نفسه, ثم انتقل إلى شيء آخر, بدأ يذكر قضية البنوة, فبدأ يخاطب أهل الإيمان بحاجة تشابه معتقداتهم التي يدينون بها, ولذلك كان أحد الباحثين الفرنسيين فكان بيقول أن الذي يتأمل ويدرس رسائل بولس الكبرى دراسة متأنيه ستكشف له النقاب على أنه أخذ مجموعة من المفاهيم والمعتقدات اليهودية وأضاف إليها مجموعة من المفاهيم المأخوذة من الوثنية اليونانية, جمع دا كله وعمله دين, فهو بيقول, ويتحدث عن نفسه, يقول: صرت لليهود كيهودي ولمن هم تحت الناموس – الناموس اللى هو الوحى – كأني تحت الناموس, ولمن هم خارج الناموس كأني خارج الناموس, فصرت للكل كل شيء !, يعني كده أنا ريحيت كل الناس, مع اليهود شغال, مع الناس اللى هما أتباع المسيح ماشي, مع الوثنيين اللى مش تبع أي ملة شغال, في النهاية الهدف النهائي أن يكثر الأتباع وينشر هذا الدين على أوسع نطاق ممكن, طب دا بيحصل؟ ولا بيحصل؟ هل احنا فينا حد بيعمل كده, هل فينا حد رغبة في اجتذاب الناس بيتخلى أو بيتنازل عن شيء من الدين علشان يرضيهم !!, طب دا دين وهينفع, دا دين وهيقبل, طب النية الطيبة تكفي لدخول الجنة, طب النية الكويسة دي هتنفع الناس, يعني الكلام اللى أنا هقولههم دا هينجيهم عن ربنا سبحانه وتعالى, إن أنا تنازلت أو تخليت عن الدين, اصل دا لا هينفعني ولا هينفعهم, ولذلك ربنا سبحانه وتعالى قال وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا على فكرة مش صاحب أو صديق أو حليف, خليل, يعني قمة الحب والقرب والولاء, ثم قال تعالى وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا لولا إن ربنا سبحانه وتعالى حفظ نبيه, التثبيت دا لمين؟ للنبي صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي ليس نحن, يبقى إذاً هذا الموضوع ليس سهلاً, مش بسيط, الموضع دا غاية في الخطورة, إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى تثبيت الله سبحانه وتعالى له لكي لا ينساق وراء المغريات سواءً النفسية أو الخارجية, وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا حاجة بيسطة برضة مش هيروح خالص, ربنا سبحانه وتعالى لم يأذن له بمجرد أن هو يعمل إجتماعات خاصة لهم, لزعماء قريش ويطرد الناس الضعفاء الغلابة, احنا مش هنقعد معاهم, انتا لو عايز تكلمنا في الدين مش هنقعد معاهم.. فمشيهم, أكرشهم وروحهم, بحيث احنا نجي نسمح وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ۝ كَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ إذاً هذا التنبيه معناه ايه؟ معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم فكر في الكلام, ما هو مفيش مشكلة, خلاص يا جماعة متجوش النهاردة علشان أن أعمل إجتماع معاهم, بس خلاص.. لأ, مش كده, عايزين يقعدو يسمعوا مع الناس يسمعو , هم اللى محتاجين الدين, هو اللى محتاج يسمع, لأن الدين دا لمصلحته هو مش لمصلحة ربنا سبحانه وتعالى ولا لمصلحة النبي صلى الله عليه وسلم, هو مش عايز يسمع متكبر يسمع مع الناس المؤمنين, أصل هيمشيهم وأنت تيجي إزاي؟ إذا كان أنت أصلاً شايف أنك أعلى منهم, هو إزاي هيسمع الدين اللى بيقول الناس كلهم سواسية وإن أقربكم عن الله أتقاكم !!؟, هو لازم الكبر دا ينزل علشان يستجيب ويسمع, هو هيقبل الدين إزاي؟ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ۝ إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ دا بيكلمهم دا بيكلمهم هما, بيكلم المشركين اللى ربنا قال عنهم وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ اي حاجة, أنت قول أي جملة واحنا معاك, فربنا بيخاطبهم هما اللى بيطلبوا منه هذا الإدهان وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا, رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسلناه إليكم, وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ حط شوية جمل من عنده, أو شال شوية جمل بس لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ۝ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ۝ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ لما يجي يضربوا واحد بالسيف بيمسكوه من إيده الشمال, ويضربوه بالسيف من وراه, ليه؟ لكي لا يعذب برؤية السيف. ربنا بيتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم بيقول لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ مش بالشمال !! ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ يعني النبي صلى الله عليه وسلم هيتلقى هذه العقوبة من الله تعالى, كل هذا التشديد إذا فكر بس إن هو يضيف أو يشيل حاجة, الموضوع مش بسيط, يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ۝ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ۝ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ۝ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ۝ وَلَا تَرْكَنُوا مجرد الميل بس, هو مش هيروح, هيمل بس, وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ۝ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ۝ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ, يبيقى دا السنن الأول.

 طب الثاني؟, يبقى دا علشان الناس تستجيب هيتخلى عن جزء من الدين, طب التاني؟ نموذج اليهود, دا ملوش دعوة بالناس, دا بقى النموذج المقابل, عن ما حد استجاب, اليهودي اللى أمه يهودية, يعني دنيا ديقة مقفولة عليهم, احنا مش بنستهدف الناس في حاجة, مش عايزين من الناس حاجة, مش هاممنا الناس حالها ايه؟, مش هاممنا إن الناس تستجيب, مش هامننا إن ربنا سبحانه وتعالى يزحزهم عن النار أو يدخلهم الجنة, مش هاممنا, دا النموذج التاني, طب الناس دول ايه تعاملنا معاهم؟ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ, هناخد احنا منهم جملتين, أو فكرتين.

 الفكرة الأولى: فكرة شعب الله المختار, يبقى في مقابل بولس الذي تحول إلى النصرانية وأراد أن هو يضم الناس إليه بتمييع الدين, نموذج تاني شايف نفسه أعلى أو أرقى من الناس, النموذج الأول أفتقد ايه والنموذج التاني افتقد ايه؟, النموذج الأول افتقد إلى تعظيم الدين, تعظيم الأمانة, والنموذج التاني افتقد الرحمة, افتقد الإحساس بالناس, النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ هيهلك نفسه من الحزن, من كتر ما هو زعلان من أنه مش هيستجيبوا, مش بيؤمنوا مش بيذعنوا وبالتالى هيهلكوا ويعذبوا, يكاد يهلك من شدة الحزن لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ۝ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ أعناقهم يعني ايه؟ يعني هيذعنوا إذعان ظاهري, طيب دا مراد الله؟ لأ, الإذعان الباطني القلبي, إذعان القلوب ليس إذعان الرقاب, فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا أي مهلك نفسك أسفاً وحزناً عليهم ألا يؤمنوا, فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ۝ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ۝ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ الثقل بهذه الأمانة إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ, النموذج الثاني يفتقد الحب والإحساس والرحمة بالناس, زي ما عندنا مفهوم شعب الله المختار, ناس طبقة فوق البشر ,طبقة فوق البشر لإحساسي إن أنا أفضل, طبقة فوق البشر ممكن لأن أنا شايف إن سلوكي أحسن أو أنا بعمل حاجة, أو الناس دي ضايعه, في النهاية الإحساس بالفوقية على الناس.

 طب الحاجة التانية: الجيتو, الجيتو دا المجتمع المقفول, يعني اليهود فيه حاجة اسمها حارة اليهود, احنا مش عايشين مع الناس واحنا مش عايشين مع المجتمع, احنا عايشين في الجيتو بتعنا, يعني المجتمع المستقر بتعنا, احنا لينا تقاليدنا, لينا الشلة بتعتنا لينا الجو المقفول بتعنا, ملناش دعوة بقى بالعالم والدنيا, احنا لينا فكرنا الخاص ورؤيتنا الخاصة, فهم كده كل مكان يعملوا الجيتو, وبعدين قرروا إن هما يعملوا فيتو كبير يجمعوا فيه اليهود, اللى هو إسرائيل, إسرائيل عبارة عن فيتو برضة, هما جم في بلاد المسلمين وعمللهم فيتو بس كبير شوية, هي نفس الفكرة ,هو نفس المفهوم, زي حي الضيق وسط كل مدينة, بقت دولة وسط عالم من المسلمين, أصل هو الجيتو دا بنعمل فيه ايه؟ الفتيو دا بنيحيك فيه مؤامرات العالم, فبيتعرفوا فبيضربوا, فقرروا أن يعملو فيتو كبير بحيث محدش يبقى قريهم فيعملوا اللى هما عايزينوا, بس هي الفكرة واحدة, وجود الجيتو.

 يبقى الجيتو دا بيمثل ايه؟ بيمثل مفهوم الإنعزال عن المجتمع, هيمثل مفهوم العالم المغلق, هيمثل مفهوم عدم الإهتمام بالناس أو الحرص عليهم.

 طيب كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا اللى هي لا كده ولا كده زي ما قلنا, مفهوم بيجمع بين حاجتين أساسيين, تعظيم الحق ورحمة الخلق, هذا مفهوم الإسلام اللى أتى به النبي صلى الله عليه وسلم واللى أتى به الصحابة ودا اللى أنتشر بيه الإسلام, لو وحدة منهم وقعت هيبقى يا إما النصرانية يا إما اليهودية, تعظيم الحق, الدين دا أنا ببلغه للناس, ومن رحمة الله أنه راعى ظروف الناس وأحوالهم واستيعابهم ونفسياتهم, الدين بيرتقى بالمجتمع ارتقاء متدرج, بيبنى الإيمان في المجتمع الأول, وبعد الإيمان, بتأتي آثار الإيمان, أنا امتثال لأمر ما أو بمتنع عما حرم الله دا أثر للإيمان, أثر لتعظيمي لله سبحانه وتعالى, أن حقه إذا أمر أن يطاع, الحاجة التانية: أثر ثقتي ويقيني أن أمر ربنا كله خير, ربنا بيأمرني بالحسنة علشان هي بترفعني وبينهاني عن المعصية علشان هي بتوقعني, ربنا لا يأمر الإنسان بما يشق عليه, ولا ينهاه عما ينفعه وعما يجلب له الخير, طب لو أنا مش معتقد كده, يبقى أنا محتاج لسه أعود لدائرة الإيمان, دائرة معرفة الله سبحانه وتعالى, يبقى إذاً نموذج الإيمان الصحيح الذي لا يتبع سنن هؤلاء السابقين الذي يجمع تعظيم الحق ورحمة الخلق.

 أقول قولى هذا واستغفر الله

 الحمد لله, قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلاَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلاَ فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ.

 النبي صلى الله عليه وسلم بيقول أن الوحي اللى ربنا أنزله: مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ, لماذا لم يقل مطراً؟ لأن الغيث دا بيطلق على المطر الذي يغيث الناس, يعني هما أشد ما يكونوا حاجةً إليه في هذا الوقت, لو منزلش يهلكون ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ, يبقى الوحي اللى ربنا سبحانه وتعالى أنزله دا الغيث الذي سيحيينا ويصرف عنا صوارف الشر والسوء, هذا الغيث أصاب ثلاثة أنواع من الأرض, يبقى دا استقبالنا للوحى, فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ – تربة صالحة – قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلاَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ, يبقى إذاً هنا قبلت الماء, مش القبول اللى هو في مقابل الرفض, لأ, القبول اللى هو حسن الاستقبال, أحسنت استقبال هذا الماء فأخرجت زرع وكلأ وعشب فانتفع به الناس, وفي حياتهم, يبقى إذاً دا شخص أثّر وانتفع واستفاد ونفل الخير دا للناس, طب التاني؟ أجادب, أرض صلبة لكنها تحفظ الماء وتمسكه, فنفع الله بها الناس فشربوا ورعوا, يبقى هما انتفعوا لنفسهم, شربوا الماء علشان تبقى حياتهم, وعلشان يزرعوا فتستمر حياتهم وتبقى أنعامهم, دي الطائفة الثانية, والتالتة؟ أرض صلبة صخرية لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلاَ, لا هو بينتفع شخصياً ولا بينفع الآخرين, فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ, فهم, يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال فقه, فقه يعني ايه؟ استوعب اتأثر نفع الآخريين, فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ, هو انتفع ونقل النفع للآخريين, وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ.

 يبقى إذاً النبي صلى الله عليه وسلم بيقسم الناس إزاء الخير اللى ربنا أنزله فيهم, إلي ناس اهتمت به, وتأثر به وانتفعت به ونقلته للناس, والطبقة اللى أقل من كده أنه على الأقل يحفظ التركة لمن بعده, والأسوء من كده أنه يضيع, لا هو ينتفع ولا ينفع الناس, فاحنا دلوقتي إذا لم نقم بهذه الأمانة, إذا لم نستجب لهذا الدين, إذا لم ننتفع بالنور اللى ربنا أنزله إلينا, على الأقل نحفظه لمن يأتي بعد, دي أقل حاجة, يعني احنا استلمنا أمانة مش هنتجاوب معاها, مش هننتفع بيها, مش مدركين قيمتها, على الأقل نحافظ عليها, علشان يأتي آخرين لعله ينتفع بهذا العلم, رحم الله امرئ سمع مقالتي فأداها كما سمعاها فرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ورُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ، يبقى أقل حاجة إن احنا نحافظ على هذه الأمانة علشان ينتفع بها آخريين ربما إذا قاموا بها أصلح الله سبحانه وتعالى الأحوال وعادت أمة الإسلام إلى ما ينبغي أن تكون عليه, وإن مكانش؟! ولم نرفع رأساً بهذا الخير أو بهذا النور أو بهذه الأمانة, ولذلك ربنا سبحانه وتعالى ذم قوماً فقال مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.

 يبقى إذاً خلاصة اللى احنا عايزين نقوله حاجتين, الحاجة الأولنية: إن حقيقة دعوة الإسلام أو دعوة الإيمان بتقوم على أن الدين منهج متكامل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ, دين كامل ربنا سبحانه وتعالى منّ علينا به, احنا دورنا إن احنا نعي دا, أو نحاول ننقله, ليس لنا حق أن نقدم أو نأخر إو نضيف أو نحذف حتى لو كان الشخص بيظن أن له نية حسنة, هو شايف أن هو بيعمل خير, لأ, لأن أنا لم يأذن لي ذلك, هو دا الدين اللى ربنا ارتضاه اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا, فنحن نرضى بما رضيه الله تبارك وتعالى لنا, الحاجة التانية: إحساس الإنسان بالرحمة للآخريين, لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ, وأهم من محبه الصحة والستر والفلوس والعيال, محبة النجاة محبة السعادة, محبة نيل رضوان الله, محبة دخول الجنة, الإنسان مش هيؤمن إذا كان مش بيحب لنفسه إن ربنا يرضى عليه ويخش الجنة دا طبيعي, طيب, أنا بحب الجنة ليا بس؟!!, النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الإيمان لا يكتمل إلا بإحساس الناس أن هما عايزين ينقلوا الخير لمن حولهم, لا يقل عن إحساسهم بإنهم عايزين ينفعوا أنفسهم بالخير, وربما تلقى أناساً لا هما عايزين ينفعوا أنفسهم ولا عايزين ينقلوا الخير لمن بعدهم, فدي الحاجة الأولنية.

 الحاجة التانية: لازم يكون لنا موقف بإزاء هذا الير, هذا الغيث, النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل غيثاً وفقط, قال غيثاً كثيراً, خير عظيم, فالنبي صلى الله عليه وسلم قسمه ثلاثة أقسام: يا إما أنا بانتفع وباستفيد وبتغيير وبتأثر وبنقل هذا للناس فانتفع به ,يا إما بنفعهم بالعلم. ما هي الأرض اللى انبتت دي أنتفعت الأرض نفسها, طب الأرض اللى أمسكت هما انتفعوا بالماء منها لم ينتفعوا بها, يبقى فيه واحده هو بيتأثر وبيستجيب وبيتجاوب فبيأثر هو في الآخريين, يا إما هو وعاء علم بيحفظ الدين علشان ينقله للى عايزه, طب إذا كان لا كده ولا كده؟, يبقى دا الخسران المبين نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يجعلنا من هذا الفصيل ومن هذا القبيل, ويمن علينا ويجعلنا من الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه, اللى بيقوموا بشئ من حق القرآن, شيء من حق نعمة الله سبحانه وتعالى, الشكر, وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ما القرآن دا نعمة, الإيمان نعمة, الهداية نعمة, معرفة ربنا نعمة, معرفة طريق الخير نعمة, هل احنا بنشكر النعمة؟, طب هل احنا في أمن إن احنا لو كفرنا بالنعمة إن احنا نسلب إياها؟!, على فكرة الموضوع مش بسيط, لو احنا سلبنا النعمة مين اللى هيعوضنا إياها؟! دنيا؟ معنداش ولو ملكناها !!.. ايه طيب؟؟ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ هما أخدوا فعلاً, بس هل هم استفادوا خير يعني؟! فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ۝ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مفيش فايدة, مفيش انتفاع, لو احنا مشكرناش النعمة تسلب, هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ دي سنة من سنن الله, الاستبدال, اللى مش هيقدر النعمة, مش هيراعيها, مش هيحفظها, مش هيحس بقيمتها, تروح !!, بس هو لما يروح الدين مش هيروح, الدين مش بيروح احنا اللى بنروح, فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزلت هذه الآية وسئل عن تفسيرها, فوضع يده على كتف سلمان الفارسي وقال: لو كان الإيمان في الثريا – فوق, في النجوم – لناله قوم من هؤلاء, النعمة لابد أن تحفظ, الدين مش تقل على حد, دا بيشيل عننا احنا, مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ هو ربنا اللى بيأتي الفكرة فينا احنا, الدين دا هيبقى لأنه ربنا قدره كده هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ هو دا قضاء ربنا, لكن الفكرة أن الموضوع في ايدينا, حمل الأمانة أو ضياعها, فلابد أن ندرك أنفسنا, احنا اللى في خطر, احنا اللى في خطر, لابد أن ندرك أنفسنا بإن احنا أول حاجة نستشعر النعمة, نقدر النعمة, ونؤدي شيء من شكر النعمة, إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى كل إنسان مسؤول عن نفسه, ربنا سبحانه وتعالى هيكتب النجاه لمن امتثل الأمر وقام بالأمانة.

 اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه..

 اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه..

 اللهم إنا نسالك علماً نافعاً, وقلباً خاشعاً ,ولساناً ذاكراً،ويقيناً صادقاً، وعملاً صالحًا متقبلاً.

 اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا, اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا ووأرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.