إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد …
فمازلنا في دعوة المصالحة وازالة الجفوة والوحشة بيننا وبين خالقنا وربنا ومليكنا وإلهنا سبحانه وتعالى, مساحة غبار من جديد قد تراكمت بيننا وبين نيل رضوان ورحمة ربنا عبر ليالي الشتاء الطويلة, وذكرنا أنه لا غنى للعبد عن ربه تبارك وتعالى, يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ .
ذكرنا أنه لا موجب للقلق والخوف الذي يوقعه الشيطان في قلب العبد من أنه يكون قريباً من ربه تبارك وتعالى مستظلا بوافر ظله مستشعراً فضله ومنته ورحمته, فهو سبحانه وتعالى الجواد الكريم البر الرحيم إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ .
وذكرنا انه لا ينبغي للمعصية أو المخالفة أو الهفوة أو الذلة أن تكون حائلاً بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى وأن الأنسان مهما قصر فإن عليه أن يتوب وأن ينيب وأن يؤوب دائماً إلى ربه تبارك وتعالى نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ فالإنسان عليه دائماً أن يكون مسارعاً إلى ربه تبارك وتعالى واقفاً دائم الوقوف ببابه تبارك وتعالى، إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرر، ما لم تأته منيته ولحظة قبض روحه.
في الصحيح عن أبي هريره رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حين يبقى ثلُثُ الليلِ الآخِرُ، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبَ له؟ ومن يسألُني فأُعطِيَه؟ ومن يستغفرُني فأغفرَ له؟ هل من كذا؟ هل من كذا؟ حتى يطلع الفجر, وذلك في كل ليله.
الله عز وجل يقرب ويدنو من عباده سبحانه وتعالى وهو دائما القريب المجيب وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الأمام مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: لَلَّهُ أشَدُّ فرَحًا بِتوبةِ عبدِهِ حِينَ يَتوبُ إليه من أحدِكمْ كان على راحلَتِه بأرضِ فلاةٍ فانْفلَتَتْ مِنهُ وعليْها طعامُهُ وشَرابُهُ فأيِسَ مِنْها، فأتَى شجرَةً فاضْطجعَ في ظِلِّها قدْ أيِسَ من راحلَتِه، فبيْنما هوَ كذلِكَ إذْ هوَ بِها قائمةٌ عِندَهُ فأخَذَ بِخطامِها، ثمَّ قال – من شِدَّةِ الفرَحِ -: اللهُمَّ أنتَ عبدِي، وأنا ربُّكَ .. أخْطَأَ من شِدَّةِ الفرَحِ.
وفي مسند الأمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لله تعالى أفرح بتوبة أحدكم من رجل كان في أرض دوية مهلكة – دوية أي أرض صحراء ليس فيها من النبات شيء – ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه وزاده وما يوصله فأنفلتت منه فجد في طلبها، فلم يجدها، فقال أرجع إلى المكان الذي أضللتها فيه حتى أموت فيه. فاضجع في هذا المكان فغلبته عيناه، ثم استيقظ فإذا هي قائمة أمامه عليها طعامه وشرابه وزاده وما يوصله.
هذه الصورة التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هي صورة الفرح في أشد ما يكون فإنه ليس هناك فرح يغلب أو يربو على فرح هذا العبد.
نتصور هذا الشخص الذي يسير في أرض فلاة ، صحراء شاسعة الأرجاء ، معه راحلة .. هذه الراحلة تمثل سبيل نجاته في هذه الفلاة فهي التي تحمله وبدونها لا يستطيع أن يجوز هذه الصحراء المهلكة ، وهذه الراحلة تحمل أيضاً طعامه وشرابه وزاده التي يتزود به حتى يخرج من هذه الفلاة التي سيسير فيها أياماً وأياماً، وفجأة تضيع منه هذه الراحلة فينقطع كل أمل له في الحياة وفي النجاة وفي البقاء فهو لن يستطيع أن يخرج من هذه الصحراء الدوية المهلكة وهو ليس يملك طعاماً أو شراباً أو زاداً يتقوت به أيامه حتى ربما يمر به ركب آخر أو ربما تعود إليه دابته وناقته، فهو هالك لا محالة.
ثم بعدما جد في طلبها وصل إلى درجة الإياس حتى أدركه الموت كما في حديث ابن مسعود، فإذا به يستسلم لقدر الله عز وجل وقضائه فينام منتظراً لأجله فتغلبه عيناه ثم يستيقظ فجأة، وفي رواية ابن ماجة أنه يسمع صوت ناقته فينتبه للصوت فينظر فإذا بها قائمة امامه لم ينقص مما فيها شيء .. طعامه وشرابه وزاده كما هو، كما تركه فعاد له أمله في الحياة بعد يأس وانقطاع ، فليس هناك فرح يصيب عبد في هذه الحياة الدنيا أشد من هذا الفرح حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف ذلك الحال بأنه من شدة فرحه قد اختلط عليه عقله .. هو لا يدري ما يقول حتى أنه حين أراد أن يشكر الله عز وجل جعل الرب عبداً وجعل العبد رباً .. أخطأ من شدة فرحه. فهذا أعظم ما يكون من فرح.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرب تبارك وتعالى يفرح إذ آب إليه عبده، وإذا تاب وآناب إليه أشد من هذا الفرح الذي هو كما قلنا أعظم ما يكون من فرح العبد، والله عز وجل كما تقدم معنا هو الغني عن عباده وهم الفقراء إليه وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو انكم اولكم وآخركم إنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك منكم في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن اولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيء، فالله عز وجل هو الغني عن عباده، وهم الفقراء الضعفاء المحتاجون إليه وإلى فضله وإلى منته وإلى رحمته ومع ذلك فالله عز وجل يفرح هذا الفرح العظيم الذي لا يقاربه فرح بأن العبد الفقير المختاج هو الذي يأوي إلى القوي الغني العظيم سبحانه وتعالى.
فسبحان ربنا ما أكرمه وما أبره وما أرحمه بعباده، قال تعالى وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لموصوفين محددين فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، فالله عز وجل خلق هذا العبد وكرمه فقال تعالى وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا .
الله عز وجل خلق هذا الإنسان لكي يستخلفه في هذه الأرض وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً وسخر سبحانه وتعالى كل هذه المخلوقات لخدمة هذا الكائن الذي كرمه سبحانه وتعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا حتى الملائكة الذين هم عباد الله المكرمون وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ حتى هؤلاء العباد المكرمون جعلهم الله عز وجل مسخرين لحفظ هذا العبد ولحفظ هذا الكائن قال تعالى لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ بل إن الله عز وجل تبياناً لمكان هذا المخلوق إن هو استقام على الجادة، إن هو قام بما أمر الله عز وجل به إنه هو أدى وظيفته التي خلقه الله عز وجل من أجلها وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ فالله عز وجل قال في كتابه وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا ثم غضب سبحانه على هذا المخلوق الذي أبى هذا السجود والذي قال قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ فالله عز وجل خلق الإنسان وكرمه وخلقه لغاية عظيمة، خلقه لينيله كرامته وينيله سعادته في الدنيا والآخرة وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وهيأ له كل الأسباب التي تقربه من الله عز وجل ، بل أعطاه كما ذكرنا قبل ذلك ، اعطاه تجربة عملية لتقيه من كل مكر ، ومن كل كيد ومن كل سوء يعتريه وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فالله عز وجل إنما خلقه للنعيم ، اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فتبين له بالبيان العملي وبالتجربة العملية التي ترتسم في مخيلته وفي مخيلة أبنائه وذريته من بعده ، كيف كان أمر الله وكيف كانت الرحمة معه عندما كان في طاعة الله ، وكيف أن الشيطان عدو له وكيف أنه أخرجه من الرحمة واقتاده إلى البوار والهلاك لولا أن تداركه الله عز وجل برحمته فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ثم أهبطه إلى الأرض ليقوم بمهمته وحذره من كيد الشيطان، وحذر ذريته وحذر أبنائه من بعده من كيد هذا العدو اللعين الذي كما طرده الله سبحانه وتعالى لأنه رفض هذا التكريم لهذا المخلوق ولكنه أصر على أن يضله ويغويه إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ حزبه أي أنصاره واتباعه وانواعه يدعوهم لا ليصلحهم وإنما يدعو حزبه لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ، وكان يكفي أن يقول الله عز وجل لنا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ هذه الجملة كافية في أن نعادي من يعادينا، أي شخص يعلم أن له عدوا فالنتاج الطبيعي أنه يعادي من يعاديه ويجتبي له الشر والسوء، لكن الله عز وجل أكد علينا هذا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ أنتم أيضاً عَدُوًّا لأنكم إذا واليتموه فإنه سوف يقودكم إلى السعير كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ وقال تعالى وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ يخطب في أهل النار وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي لم أكن أملك عليكم قهراً أو إجباراً وإنما زينت لكم وسولت وفقط. إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ لا استطيع أن انقذكم وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ثم يختم فيقول إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ وهذا كأعظم ما يكون حسرة وندامة إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً نرجع إلى الدنيا فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ، وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا .
بعد كل هذا البيان وبعد كل هذه الرحمات التي نزلت من الله عز وجل على هذا العبد المخلوق الضعيف إلا أن كثيراً من الناس استجابوا لنداء الشيطان وأصبحوا كما قال الله عز وجل وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ، يعين الشيطان على ربه يصده عن طريقه الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ، أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ يقول الله تعالى وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ظنه أي قوله قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ أو قوله لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً فقال تعالى وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ .
هذا الإنسان الذي ابعتد عن طريق الله عز وجل الذي استجاب إلى نداء الشيطان وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا تدفعهم للمعصية دفعا لما ألقو بأيديهم أسلموا أنفسهم لهم أو الشياطين كما قال تعالى وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا آيات الهداية والنور التي تقربه من الله تهديه الى طريق الله فَانسَلَخَ مِنْهَا خرج منها كما يخرج الكائن أو الحيوان من جلده ليدل على شدة المعاناة التي كان يعانيها هو يعرف الحق ويتبصره لكنه لا يريده بل يريد الدنيا فهو يخرج من دينه كما تخرج الحية من جلدها فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ متى أتبعه الشيطان؟ حين أنسلخ من آيات الله فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ، فهذا العبد الذي أخذ طريق الغواية الذي أعرض عن أمر ربه عز وجل الذي أراد لنفسه أن يحرمها من الخير الذي أراده الله عز وجل له وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ إرادة الله هي التوبة .. إرادة الله هي الرحمة .. إرادة الله هي دخول الجنة .. إرادة الله عز وجل بالأنسان هي الخير كل الخير، لكن هذا الأنسان بذهاب عقله وعدم أتباعه لأمر ربه يطيع عدوه الذي يعلم الرب عز وجل أن هذا العدو لن يحفظه أو يحافظ عليه بل لا يريد إلا كل شر وكل سوء، فالله عز وجل لا يحب لعبده هذا بل يحب أن يكون قريباً من الله أن يكون سعيداً هادئاً أن يحقق لنفسه الغاية التي يريدها الله عز وجل له وهي السعادة الأبدية السرمدية.
فهذا العبد يصر على هذا ثم تداركه رحمة من الله عز وجل تصله رسالة من رسائل ربه عز وجل فيتذكر رحمة الله عز وجل وبره وإحسانه ويستشعر الضيق والضنك والحرج الذي يعيش فيه بعيداً عن جوار ربه عز وجل فيسارع بالتوبة والأوبة الي الله وحين إذا يستقبله الله عز وجل هذا الأستقبال العظيم الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: الله عز وجل أفرح بعودة وتوبة وأوبة هذا العبد من هذا الرجل الذي أضل رحالته لأنه عاد الى المحل الصحيح عاد الى حيث يحب الله عز وجل ويريد.
إن الله عز وجل كتب كتاباً عنده قبل أن يخلق الخلق أن رحمتي سبقت غضبي. هكذا كتب الله عز وجل كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، فالله عز وجل يفرح وهو الغني عن عبده بتوبة عبده لأنه نجى من الهلكة لأنه نجى من غواية الشيطان لأنه نجى من طريق النار هذا هو ربنا هذا هو ربنا وإلاهنا ومليكنا فهل لعبد بعد ذلك أن يصر على الإعراض عن الله عز وجل؟ أن يسلم نفسه لعدوه ليورده موارد الهلكة؟ هذا لا ينبغي أن يكون في عقل وفي قلب أي انسان يعقل عن الله عز وجل أي يتبين عن الله عز وجل مراده.
فنحن نريد أن نصل بهذه الكلمات الى أن نأوب وأن ننيب إلى ربنا تبارك وتعالى فإنه ليس أسعد ولا أهنأ ولا أشرف ولا أرقى ولا أنعم بالإنسان في دنياه وفي آخراه من أن يكون قريباً من مولاه عز وجل الذي ليس له به عنه غنى طرفة عين قال الله عز وجل قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العلمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في صحيح مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه ذكر قصة الرجل من بني إسرائيل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً، نحن لا نعلم جرما أعظم من هذا الجرم إلى جرائم الرؤساء والملوك الذين نراهم في أيامنا هذه. رجل قتل تسعة وتسعين نفساً كيف يكون حال قلب هذا العبد ، كيف يكون مقدار غلظته وشدته، لكنه في لحظة من اللحظات يجيش في قلبه عاطفة البحث عن الله، العودة إلى الله عز وجل، فهو يتلمس .. يبحث .. يسأل، فسأل عن أعلم أهل الأرض، وهكذا ينبغي أن يعظم العبد دينه ، فهو عندما يريد أن يسأل في قضية لها أهمية فيما يتعلق بأمر الله يتحرى ويجتهد ويسال أو يبحث عن امثل الناس أعلمهم واوضعهم واتقاهم لله ، لكي يحمله هذه الأمانة ، أمانة التبليغ عن الله تبارك وتعالى، فدل على رجل راهب ، وهكذا كثير من الناس لا يفرقون بين المحل الصحيح وغير الصحيح للعلم، فهذا الراهب رجل يتعبد لكن لا يلزم من تعبده أن يكون عالماً بالله أو بأمر الله عز وجل وهكذا كان هذا الرجل، فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة، فاستعظم الرجل ذلك، فقال: لا. وهذا عجب من العجب، هذا رجل يتعبد لله عز وجل سنين متطاولة وهو من أجهل الناس بربه تبارك وتعالى ، لو افترضنا أن هذا الرجل – الراهب نفسه – ارتكب موبقاً او كبيرة من كبائر الذنوب .. ماذا كان يصنع؟ كان سوف ييأس ويقنت من رحمة الله لاستعظامه للذنب وأن الله عز وجل لا يغفر مثل هذه الذنوب الكبار وأن هناك ذنوباً اعظم من رحمة الله عز وجل ، مع أن الله عز وجل يقول قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، فلما أغلق في وجهه باب التوبة قتله فكمل به المائة ، هذا طبيعي ، وهذا الرجل ليس فقط يجهل أمر الله او صفة الله تبارك وتعالى بل يجهل أحوال الناس .. حتى إذا كان هو يعتقد ذلك ربما صرفه بكلمة أو بأخرى .. قال له لا اعلم .. سل غيري .. لكنه فاجأه بهذه الكلمة .. قال لا .. فلما أغلق في وجهه باب التوبة لم يعد هناك إشكال من أن يكملهم مائة ، حتى هذا الرجل رقم أظرف .. مائة .. لكن الرجل رغم أنه أفتى بأنه لا رحم له إلا أنه ما في قلبه مع حاله هذه المتردية، إلا أن ما في قلبه من إحساسه بأن الله عز وجل لا يمكن ان يكون يرد سائلاً او يغلق بابه في وجه تائب أن هذا الرجل لم ينطق بحق.
فعاد يسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم، وفق في هذه المرة، فأتاه فقال إنه قتل مائة نفس، تسعة تسعين والراهب ، فهل له من توبة .. قال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة، من الذي يملك أن يغلق أمام العباد باب الله تبارك وتعالى ، من الذي يحول بينه وبين التوبة؟ ثم قال له وهذا هو واجب العالم ليس فقط يعطي إجابة عن سؤال ثم يمضي، لابد أن يبين للسائل كيف يحقق هذا؟ كيف يطبق هذا؟ كيف يستطيع ان يصل إلى محبوب الله تبارك وتعالى؟ فلم يقل له هذا وفقط .. قال: نعم .. من يحول بينه وبين التوبة؟! ثم قال انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن فيها قوماً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. فهنا لا يستطيع هذا الإنسان أن يثبت على هذا الأمر إلا إذا غير البيئة التي يعيش فيها، ربما هذا العالم لا يعلم الأرض التي جاء منها لكنه استنبط من هذا الكلام الذي قيل له أنها أرض سوء إما أنهم كلهم على هذه الحال والصفة ، او أنهم أناس يقرون فيهم هذه المنكرات العظام ولا يمنعونها فحينما يعود لهذه البيئة مرة اخرى سوف تقوى في نفسه دواعي المخالفة فيخالف.
فإذا لن تتم له توبة حتى يغير بيئته التي يعيش فيها، فانطلق الرجل إلى هذه الأرض ، فأتاه الموت وهو في طريقه، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة ، وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة إنه جاء تائباً مقبلاً بقلبه ، مقبلاً بقلبه إلى الله مخلصاً صادقاً. وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيراً قط .. ولم يفعل في حياته خيراً أو براً قط. فأرسل الله عز وجل إليهم ملكاً في صورة آدمي فقال لهم قيسوا ما بين الأرضين .. فلما قاسوا وجدوه أدنى إلى الأرض الصالحة فقبض إلى رضوان الله عز وجل وغفر الله عز وجل له.
وفي رواية البخاري أن هذا الرجل حينما جاءه الموت نأى بصدره، أي اندفع دفعة باتجاه الأرض الصالحة، هو خلاص هو يجود بنفسه لكنه يريد أن يفعل كل ما يستطيع فعله حتى آخر لحظة، فدفع نفسه باتجاه الأرض الصالحة، ثم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أوحى إلى الأرض الصالحة، إلى الأرض الطيبة التي أراد هذا الرجل أن يذهب إليهم أن تقربي، وأوحى إلى الأرض الأخرى التي أعرض عنها أن تباعدي، فالأرض التي استقبلها بوجهه دنت منه وقربت ، والتي استدبرها بظهره وأعرض عنها بعدت عنه ونأت ثم أمرهم أن يقيسوا فوجدوه أقرب إلى الرض الصالحة بشبر. شبر واحد .. فغفر له.
فهنا لنا ثلاث وقفات، الأولى أنه نأى بصدره، أولا أن الرجل حينما سمع هذه الكلمات لم يتلكأ .. لم يسوف .. لم يؤخر … بل انطلق من فوره إلى هذه الأرض الصالحة ، وهذا هو علامة الصدق.
ثانياً أن الرجل في الحقيقة كان أقرب إلى الأرض الفاسدة، لم يكن أقرب إلى الأرض الصالحة، لكن الله عز وجل لصدق نيته قرب له هذه وأبعد عنه هذه. وقربها بمقدار ما ينجيه وفقط، كان هذا بمقدار شبر .. شبر واحد فقط يفصل ما بين الجنة والنار فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ فالإنسان إذا صدق فعلاً وأراد أن يقترب من الله فإن الله عز وجل يقربه ويدنيه بل يحرك هذه الرض يمنة ويسرة أماماً وخلفاً لكي يقربه من رحمته ورضواناً .. من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ومن آتاني يمشي أتيته هرولة.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
اللهم وفقنا لتوبة نصوح.
اللهم وفقنا لتوبة نصوح تتزب بها علينا يارب العالمين.
اللهم اقسم من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.