Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

دوار البَّر

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وليّ الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وصحبه الطيبينن الطاهرين ثم أما بعد:

لقد رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا طريقنا إلى الله تبارك وتعالى، كل إنسان يحتاج في سيره إلى غايته أيّاً كانت الغاية أن يحدد وجهته أولاً، ثم يحدد طريقه إليها ثم يضع معياراً لصواب سيره أو لخطئه، فأنا الآن أريد أن أذهب إلى مكان، أول شيء لابد أن أكون قد تحققت أن هذا المكان الذي أريد أن أذهب إليه هذا هو المكان الذي تتحقق فيه أو منه الغاية التي أريدها، فأنا أريد أن آتي بشيء معيّن، فهذا الشيء موجود في المكان الفلاني أم لا، وهذا المكان أصلح مكان أستطيع أن أحصّل منه هذا الشيء أم يوجد مكان آخر أنسب، وبعد ذلك كيف يذهب إليه؟ ما الطريق بالضبط، وبعد ذلك أنا محتاج بوصلة أو أي جهاز يحدد لي أنا أسير بالشكل الصحيح، وعلى وفق الخريطة الموجودة معي أم لا، فنحن الآن من المفترض أننا نسعى لأن نسير إلى الله تبارك وتعالى، إلى رحمته وإلى رضوانه وإلى جنته.. غاية محددة ولها طريق محدد وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ونريد أداة أو آلية تستطيع بها أن تتأكد أنك فعلاً تمشي على الصراط بإحداثياته أم لا.

رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا الحديث كثيراً وأظن أو اعتقد أن هذه من الكلمات التي لا ينبغي للمسلم أن ينساها، ومن الوصايا التي ينبغي للمسلم ألا يغفل عنها أو يتجاهلها؛

قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وهو يرسله إلى اليمن لكي ينشئ في اليمن ما أنشأه صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة، مكان أرسل إليه رسولاً لكي يضع لبنات الخير، ولكي يشرق نور الإيمان على هذا المحل، فماذا يقول له؟ قال ” إنك تأتي قوماً أهل كتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ” وفي رواية أنه قال له ” فليكن أول ما تدعوهم إليه إلى أن يوحّدوا الله ” ” فإن هم أطاعوك لذلك ” وفي رواية ” فإ هم عرفوا الله ” ” فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم ” قلنا هذا كثيراً، فلماذا نعيده؟

النبي صلى الله عليه وسلم هنا يذكر وصايا محددة بدقّة، أول شيء الناس الذين ستخاطبهم، فكرهم أو ثقافتهم أو عقيدتهم ماهي؟؟

 ” إنك تأتي قوماً أهل كتاب ” هذه الجملة لها معنى أم لا، إذاً مخاطبة هؤلاء الناس ستختلف عن مخاطبة البوذيين، وعن مخاطبة الملحدين، وعن مخاطبة أي طائفة، مثلاً الذي يعبد الفار، والهندوس…، هؤلاء الناس ما هو فكرها ورؤيتها وثقافتها؟ لأنني سأخاطبهم بصورة تتناسب مع مدركاتهم أو خلفياتهم لابد أن يكون هذا الكلام واضح بالنسبة لي، ” إنك تأتي قوماً أهل كتاب ” هؤلاء الناس ماذا سأقول لهم؟ يريد أن يدعوهم إلى أن يوحّدوا ربنا سبحانه وتعالى، وبعد ذلك، وضع له حد ومعيار، يقول إذا أطاعوك، أو عرفوا الله فحينئذٍ انقلهم إلى حيث الصلاة، هذا الكلام الذي نتكلمه كله في هذه الصورة ” صورة القلب في المنتصف، والحقائق الإيمانية تصب فيه فتخرج منه الممارسة الإيمانية ” هو مبني على هذا الكلام، أنه يوجد شيء اسمه المعرفة، المعرفة الإيمانية، أنك تعرف ربنا سبحانه وتعالى وتعرف أشياء فرع عن معرفة الله، ثم تمارس الإيمان عبر الصلاة وعبر أشياء أخرى موجودة بداخل الصلاة.

فما الجهاز المخاطب بالمعرفة الذي سيثمر بالممارسة، الشيء الذي في المنتصف ” القلب ” إذاً ماذا سيفعل هو؟

هؤلاء الناس – أهل الكتاب – نستطيع أن نعتبرهم أهل معرفة أم لا؟ هي معرفة مشوشة ومضطربة وفيها قدر من الفساد، إذاً المعرفة المطلوبة هي المعرفة الصحيحة، والمعرفة غير الصحيحة كالا معرفة بل أحياناً تكون أخطر، فأنا إذا وجد معلومة عنه نهائياً، ليس لدي معلومات وليس لدي تصوّر أني أملك معلومات، فمن السهل أن تعلمني، فأنا لا أعلم.

لك إذا كان لدي معلومة مشوشة أو مغلوطة فأنا أعتقد أن لدي معرفة فلن أهتمّ أن أسمع، لماذا؟ لأنني أرى أني مستغني بما لدي من الإدراك أو العلم أو المعرفة فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ماذا حدث؟ هم لديهم استغناء فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ربنا وصفهم بماذا؟ فهؤلاء أهل الكتاب، ربنا وصفهم بأنهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر،، فهم أليس لديهم الإيمان بالله، وأليس هم جميعهم يعتقدون أن هناك دار آخرة فـلَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ما هذه؟ نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ إذاً هم يؤمنوا بالآخرة ويؤمنوا بالله، ولكن هل يؤمنون بربنا سبحانه وتعالى على حقيقته وعظمته، ويؤمنوا بالآخرة التي شاء ربنا سبحانه وتعالى أن يوقعها ويوجدها، أم يؤمنوا بأشياء هم تخيّلوها أو أشياء هم حرّفوها أو أشياء هم وضعوها وشكّلوها فأفسدت الصورة الحقيقية الصافية، إذاً ربنا سبحانه وتعالى وصفهم بأنهم غير مؤمنين تماماً لأن إيمانهم إيمان مشوش أو مضطّرب أو فاسد أو غير صحيح، فالمعرفة المشوشة كالامعرفة، المعرفة الفاسدة كالامعرفة لماذا؟ لأنها لن تثمر، فالإيمان الصحيح هو الذي يؤتي ثمراته، أما غيره سيصد عن السبيل، فالنبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول لسيدنا معاذ، يقول ردهم إلى حقيقة الفطرة، إلى حقيقة معرفة ربنا سبحانه وتعالى ومعرفة انفراده وتفرّده بالعظمة والجلال، وماذا بعد؟ سيستمرّ في هذا، وحدد له موعد، ما الموعد؟ أن يعرفوا ربنا، فكيف سأعرف هذا؟

إذاً الآن يوجد شيء اسمه تعريف، أنا أعرّفهم بربنا، والشخص استجاب أم لم يستجب؟ هذه الاستجابة سيبدو أثرها، وأنا سأدركه سأظلّ أسير في طريقي أحاول أن أعرّف الشخص بربنا سبحانه وتعالى إلى أن أشعر أنه وصل إلى حقيقة المعرفة، والمعرفة بدأت تثمر، فلها مظاهر، ” فإذا هم عرفوا الله ” أن المعرفة التي أعرّفها له وقعت في قلبه فعلاً، حينئذٍ هو سيكون حابب وحريص على أن يتقرّب إلى الله، هو الذي يريد هذا، هو الذي يبحث عنه، هو عرف ربنا سبحانه وتعالى فيريد أن يطيعه، أحب ربنا سبحانه وتعالى فيريد أن يتقرّب إليه.

قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي ” من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ” فمن هذا الولي؟ ذكر له أوصاف، قال ” وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه ” ما التعبير، ما التعبير الذي اختاره ربنا سبحانه وتعالى ” التقرب ” ما معنى التقرب؟ أنك تسعى وتجهد لكي تقترب من شخص أنت تحبه، الهدف من العبادة هو يريد أن يتقرب، ” وما تقرّب إليّ عبدي ” فالتقرب هذا هو الغاية التي في قلبه، فربنا سبحانه وتعالى يرشده إلى أن أداء الفرائض هو أول وأوجب صور التقرب، فالهدف التقرّب، هو يريد أن يتقرب، ليست شيء على رأسه ملزمه هو مضطّر أن يفعلها، أو شيء هو مضطر أن يؤديها لكي ينجو من العذاب فالموضوع أكبر من هذا بكثير، الموضوع أكبر من هذا بكثير، فنحن لماذا عندنا الدين ليس هكذا؟ لأننا تناولناه على أنه شيء ليس هكذا، ولذلك نحن قلنا قبل ذلك أن الإسلام هذا دين أم أيدلوجية؟ يوجد فرق كبير بين الاثنين، ربنا يقول إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الْإِسْلَامُ إذاً الإسلام هو الصورة الصافية النقيّة للدين، فما هو الدين؟ هو الخضوع والتذلل والتحبب إلى الله تبارك وتعالى هذا هو الدين، نحن ظهرت عندنا فلسفات، أيدلوجيات لإدارة الحياة، كان يوجد رأسمالية واشتراكية، فنحن لانتمائنا للإسلام قدّمنا الإسلام على أننا لدينا شيء بديل، شيء من الممكن أن تكون أحسن من هذا أو أرقى من هذا، فنحن قدّمنا الإسلام على إنه ماذا؟ نظام، أسلوب أو قانون أو فكر أو فلسفة لإدارة الشئون العامة الدنيوية، لا هو دين، هو دين وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وأي شيء آخر هو فرع عن هذا، هو دين، أساسه دين، شيء الإنسان يدين به لله، هو يريد أن يتقرب إلى الله، يريد أن ينال رضوان الله، يريد أن يحظى بالرضا من الله، يريد أن ينال ثواب الآخرة، إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ وكل شيء يفعله في الدنيا امتثالاً لأوامر الله أو اجتناباً لنواهي الله؛ إنما يفعلها ثقةً بالله، تعظيماً لأمر الله، تقديراً لحكمة الله، وابتغاءً لرضوان الله.

 ” فإذا هم عرفوا الله، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلواتٍ في كل يوم وليلة ” وبس؟ بس، هؤلاء الناس من المفترض، أنها شهدت الشهادة وعرفت ربنا وأرادت أن تتقرب إلى الله فمن المفترض أن أقول لهم الإسلام، كل الإسلام، على الأقل سأقول لهم أنه يوجد أركان أربعة للإسلام بعد الشهادة، سأقول لهم يوجد صلاة وزكاة وصيام وحج، النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل له هكذا، قال ” فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة ” لم يأت بسيرة الزكاة، نهائياً، فمتى بدأ يتكلم عن الزكاة؟ عندما بدأت الصلاة تثمر، عندما بدأت الصلاة تثمر،، بعد ذلك تستطيع أن تبني، تستطيع أن تبني على هذا أي شيء تريد أن تبنيه، هكذا يكون دين، أي شيء آخر لا يكون دين، وهذا ما نتكلم فيه، واحد اتنين،، الصلاة تحوي القرآن وتحوي الذكر وتحوي الدعاء، هؤلاء الأركان الأربعة هم أركان التقرب وممارسة الإيمان، الصلاة في الإسلام هي الممارسة التطبيقية العملية للإيمان، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم جعلها الفاصل بين الإيمان وبين الكفر، بين الإيمان وبين الشرك، وربنا سبحانه وتعالى سمّاها في القرآن إيماناً، وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ فالإيمان الذي هو الحقيقة الوجدانية لابد أن يتمثّل في صورة عبادة الصلاة، لا يمارس الإيمان إلا من خلال الصلاة وأي شيء آخر يأتي بعد، فمرحلة، وبعدما تؤتي المرحلة ثمارها تكون مرحلة، وبعدما تؤتي المرحلة الثانية ثمارها يتراكب الدين عليها، وغير هذا لا يكون دين، يكون أي شيء آخر.

النبي صلى الله عليه وسلم بيّن هذا بغاية من البيان والوضوح، فأين نحن من هذا؟ فنحن الآن على نفس السنن التزاماً بتوجيهه صلى الله عليه وسلم نتكلم عن الله هذا هو أساس كل شيء ” فإذا هم عرفوا الله ” ” فإذا هم عرفوا الله ” ماذا سيفعلون؟ سيصلوا، وعندما يصلوا ماذا سيحدث؟ سيحدث اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ سيصلوا الصلاة التي هي الصلاة، فالصلاة التي هي الصلاة ماذا تفعل؟ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ الصلاة تفعل شيئين أساسيين، تقيم ذكر الله وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي وكفرع عن إقامة ذكر الله وتعظيمه في القلب وإحيائه تنهى العبد الذي يعظّم ربنا عن أن يعصي، فهذه وظيفة الصلاة، وهذا ميزان الذي لابد أن تزن به الصلاة، هل نحن نصلي أم لا نصلي، الصلاة تقيم ذكر الله في القلب أم لا، تبعد الإنسان عن الفحشاء والمنكر أم لا، وكل نسبة بنسبتها، أي سأصلي صلاة ضعيفة ستنهى بدرجة ضعيفة، وإن كانت أحسن قليلاً ستكون أحسن قليلاً، فهي بنفس النسب، كلما ارتقت الصلاة كلما ارتقت أثرها وثمرتها، وهذا من رحمت الله، أننا نأخذ من جزاء ومن ثواب الأعمال بمقدار ما نؤدي.

قال صلى الله عليه وسلم في حديث عمّار بن ياسر ” إن العبد ليخرج من الصلاة وليس له إلا نصفها إلا ثلثها، إلا ربعها، إلا خمسها، إلا سدسها، إلا سبعها، إلا ثمنها، إلا تسعها، إلا عشرها ” إذاً الآن النبي قال الصلاة أن الشخص يخرج من الصلاة ما معه منها؟ الغريب أنه بدأ من النصف وظل يقلل درجة درجة إلى العشر، كأن العشر هذا هو الحد الأدنى وأقل من هذا لن تفعل أي شيء، وفوق النصف هذا صعب، فهو يتكلم عن الطبيعي للناس، الطبيعي للناس هو نصف الصلاة أما فوق ذلك فهذا للناس التي تطير، فهو من النصف للعشر، فأنا أستطيع إذا حققت نصف الحضور في الصلاة أستطيع أن أحقق نصف ثمرة الصلاة، فكل الكلام الذي نتكلّمه حول معرفة ربنا سبحانه وتعالى، فمتى نستطيع أن ننقل منه إلى الصلاة، فالمشكلة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل تكلم قليلاً عن الإيمان أو عن المعرفة ثم حدّثهم عن الصلاة، أي ضع مثلاً شهر أو شهرين أو ست شهور، تنتهي من كورس معيّن، ثم تدخل على ما بعده، قال ” فإذا هم عرفوا الله ” فنحن نريد ميزان أو آلية أو وسيلة ندرك بها أن المعرفة وقعت بالشكل الذي تستطيع أن تبني عليه، وهذا ما يجعل الموضوع صعب، وبما أننا ليس لدينا موازين فنحن ليس أمامنا إلا أن ننجز مقدار من التعريف، فنحن نتحدث من فترة عن الخالقية لأنها أصل المعرفة، أصل معرفتي بربنا سبحانه وتعالى على أن ربنا سبحانه وتعالى هو الخالق الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ۝ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ۝ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ هذه الخالقية، نحن كلنا مؤمنين بأن ربنا هو الذي خلق، لكن هذه الكلمة ما بداخلها من العمق وبالتالي ما بداخلها من التأثير، هذا هو الذي نحاول أن نصل إليه أو نحاول أن نقترب منه

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

فنحن عم نتكلم، نتكلم عن أن ربنا سبحانه وتعالى خلق كل شيء، فما هو كل شيء؟ أي أن المخلوقات التي خلقها الله سواءً نحن أو أي شيء آخر مما يوجد في حياتنا أو مما نتعامل معها، لكي ندرك عظمة ربنا في خلقها ما الذي نحتاجه؟ فنحن كنا نتكلم عن قول ربنا سبحانه وتعالى وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ربنا سبحانه وتعالى يقول أن كل هذه المخلوقات هي حقيقةً أمم ومماثلة لأمم بني آدم، فكيف نستطيع أن نفهم هذا الجزء من الآية، – انتبه هذا جزء من الآية، وهذه هي عظمة القرآن – هذه جزء آية، كم يحتاج من العلم والمعرفة والدراية لكي تدرك شيء من عمق هذا، فلماذا يقول لنا ربنا هذا الكلام، لأن كل شيء ربنا سبحانه وتعالى يقولها لابد لها حكمة بالغة وضرورة في بناء الإيمان الشخصي لنا، فهذه المعرفة ماذا ستثمر لدينا، نحن كيف نتعامل مع الحياة ومع الكون ومع المخلوقات؟

فذكرنا أن الإيمان، الإيمان أصل يجمع كل مخلوقات الله تبارك وتعالى، ومن المفترض أنهم شركائنا في الإيمان، والخلل يأتي عندنا فقط أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ كل هؤلاء معاً، هؤلاء لا ينقسموا، ليس فيهم مؤمن وغير مؤمن، ساجد وغير ساجد، لايوجد ساجد وجاحد، وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاس ربنا منّ عليهم فمعهم، وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ فمن الذي أكرمه الله، من هو هكذا، وَمَنْ يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ إذاً ربنا سبحانه وتعالى يقول إن هذا الكون، هذا الكون كون عابد لله تبارك وتعالى، كل شيء، كل شيء.

إذاً الحجر والشجر والحيوان والطائر والدابة، وما نسميه جماد به وصفان،، يعقل ويؤمن،، يعقل ويؤمن هذا ما يقوله الله، قال تعالى وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وذكرنا هذا الكلام كثيراً، بل أقوى من ذلك إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ما معنى فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا شعروا أن هذه مسئولية كبيرة، ” لا لا لا ” قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ اجعلنا هكذا أفضل، في دائرة التسخير، لا إرادة ولا اختيار، لا لا لا، نحن هكذا أفضل

أما الإنسان يرى نفسه أنه يستطيع أن يحمل هذا، وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا

إذاً هذه المخلوقات التي خلقها الله، هي تعقل وتدرك، بل تدركك حجم الأمانة ومدى الخطر والمسئولية منها، وتشفق من الأمانة والمسئولية، فالإنسان على الأقل الذي كرمه الله وشرّفه ورفعه فوق هذه المخلوقات وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا من المفترض أن هؤلاء على الأقل إن لم يكونوا أعلى لا يكونوا أدون من الهوام ومن الدواب ومن الحجر ومن الشجر.

إذاً نحن من المفترض كيف نرى الكون من حولنا في معنى الخالقية؟ نحن عندنا الخلق هو أشياء تتحرك وانتهى، وربنا سبحانه وتعالى عندما قال أمم ما معناها؟ أن بها خصائص الإدارة الموجودة عند الأمم والمثلية قلنا أنها مشابهة مشابهة للإنسان في أشياء كثير، فبماذا فضّل الله الإنسان؟ بأن ربنا سبحانه وتعالى جعله في إطار المسئولية، سخّر هذه الأشياء له، لأنه سيقودها في اتجاه معيّن، أما لو لم يكن فالدنيا تفسد ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ فقط، ليس بشيء آخر، هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا هذا التسخير من أين جاء؟ من فضل ربنا سبحانه وتعالى ورحمته أن جعل هذه الأشياء نحن مسلطين عليها لكي نقودها إلى حيث أراد الله إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً فالإنسان من المفترض أن يتعامل مع هذه الأشياء من منطلق أنه مسئول، وأن أعظم مسئوليته أن تصلح الدنيا أو تفسد وقلنا أن العلاقة بيننا وبينهم علاقة امتزاجية وهذا الكلام ذكرناه أكثر من مرة في الخطبة الماضية، أن معصية الإنسان حينما تستشري ترتب الضرر على كل مخلوق وأن هذه الدواب وهذه المخلوقات تلعن عصاة بني آدم، وفي نفس الوقت تستغفر لمن يصلحون، ” إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة ” كذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلّم الناس الخير ” لماذا؟ لأنه سيقول لهم كيف يتعامل بشكل صحيح يرضي ربنا سبحانه وتعالى ويصلح الحياة، وبالتالي يعود هذا الأثر الحسن عليهم وقلنا أن ربنا سبحانه وتعالى ربما يرزق العباد رحمةً بهذه المخلوقات التي لا ذنب لها في جنايات بني آدم، نحن قلنا قبل ذلك أنن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن المجتمع مركب واحدة، نحن نتكلم عن شيء أوسع، أ الدنيا كلها، الدنيا كلها مركب واحدة مش مجتمع، المجتمع هذا مجتمع البشر، مجتمع الإنس – أناس فوق وأناس تحت – فكل هذه الأشياء تتبادل التأثير والتأثر ناهيك عن أن هناك خلق عظيم – اسمه الملائكة – ربنا أفرده بالذكر بمفرده، ربنا جعل الإيمان بالملائكة ركن، ما معنى ركن؟ أي شيء مستقل، فما معنى الأركان؟ أن كل واحدة منها قائم بنفسه، أنت لكي تكون إنسان مؤمن إيمانك يجزئك عند الله سبحانه وتعالى وينجيك لابد أن تؤمن بأركان ستة لا يمكن أن تسقط منهم واحد، لا يمكن أن تؤمن بأربعة أو ثلاثة، فربنا سبحانه وتعالى جعل الإيمان بالملائكة ركن مستقل من أركان الإيمان، إذاً معرفتنا بالملائكة وارتباطنا النفسي أو الوجداني بهم هو جزء مهم في اكتمال الإيمان، أما الأشياء الأخرى هي أشياء بالتبع،، فلماذا الملائكة بمفردهم؟ إذاً هذا شيء كبير جداً أكثر مما نظن، قال ” أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ” وقلنا الإيمان بالله هو أساس كل شيء، فالملائكة: خلق ربنا سبحانه وتعالى والرسل الذي يرسلهم ربنا، الأنبياء: هم الرسل من البشر الذي يرسلهم ربنا لهداية الناس، الكتب: كلمات الله المنزلة، اليوم الآخر: هو اليوم الذي سيلاقي الناس فيه ربنا سبحانه وتعالى، القدر: هو تصرف ربنا سبحانه وتعالى في الكون، إذاً كل هذا فرع عن ماذا؟ فرع عن الأصل الكبير وهو الإيمان بالله، فلماذا كل واحد وكل فرع من هؤلاء خرج بمفرده؟ لأن له أهميته الأساسية في اكتمال الإيمان والطمأنينة والسكينة والدراية والهداية لكل عبد مؤمن، فالملائكة جزء من الخلق والرسل جزء من الخلق وهذه الكتب كلمات الله، فلماذا كل واحد من هؤلاء بمفرده؟، القدر، ما القدر؟ هو علم الله وقدرة الله،،، فهذا جزء من الإيمان بالله؟ فلماذا يخرج بمفرده؟ لأننا لدينا مشاكل كثيرة هنا، ونخلط كثيراً هنا، ونتقوّل ونفتري كثيراً هنا، علاقة ربنا سبحانه وتعالى بما يجري من مجريات في هذه الحياة سواءً السلوك الشخصي لي.

فمثلا: أنا فعلت معصية، فقلت أن هذه المعصية ربنا كتبها فأنا ليس لي شأن، فكأنني أريد أن أقول أن ربنا سبحانه وتعالى هو الذي ضغط عليّ عياذاً بالله أو هو الذي وجّهني أو هو الذي وضعني في هذا المكان وأنا لم أكن أريد أن أذهب، فلو ربنا حاسبني فسأكون مظلوم، أو مثلاً: الدنيا مختلطة وفيها مشاكل كثيرة، وفيها ظلم كثير، فأين ربنا من هذا؟ ولماذا يترك حدوث هذا؟ وما علاقة ربنا بما يحدث؟

فلماذا الإيمان بالقدر – مع أنه جزء من معرفة الله سبحانه وتعالى – يوضع بمفرده، ليس هكذا، لا يوجد شيء هكذا،، ستة أشياء لا يمكن أن يكونوا خمسة فكل واحد من هؤلاء له بناء أساسي بداخله، موجود في القلب من الداخل، سكة طويلة ليست صغيرة، ونعمة عظيمة، ليست بسيطة، فأين نحن من هذا، أين نحن من هذا، ومن لا يهتم، لماذا لا يهتم؟ والمشغول بماذا ينشغل؟ والمعرض لماذا يعرض؟

هذه الأشياء ربنا وضعها لنا أم علينا؟ لأنها إذا كانت لنا ونحن نتعامل معها هكذا، فيوجد خلل كبير، فأي شيء به الخير بالنسبة لك ومصلحتك وهي متاحة أمامك وقريبة منك وفي يدك وأنت تحتاجها ضروري، لو أعرضت عنها، فبي خلل واضح في إدراكي أو رؤيتي، فأنا مشوش إذاً، مشوش وتائه، ولذلك لابد على الإنسان دائماً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ لابد أن يقف الإنسان مع نفسه إلى أين يذهب، فنحن قلنا أن الحياة تسير على أنها ماكينة تدور بسرعة ونحن مستغرقين فيها تماماً، فلابد أن نخرج، وهي استمرارية مللة، كل يوم مثل كل يوم بالضبط، ثم ماذا؟ لابد أن أقف وقفة أنا ماذا أفعل وإلى أين أذهب؟ وهل أنا بهذه الصورة أرضى عن نفسي إزاء ربنا سبحانه وتعالى، هل أطمئن على وقوفي غداً بين يدي الله بهذه الصورة أم لا، فهذا سؤال مهم وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا الله فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أثر النسيان أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ الموضوع ليس سهلاً، كنّا ذكرنا المرة الماضية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قريش آذته حتى أن بعض سفهاؤهم اعتدى عليه بالضرب فأصيب وسال منه الدم، النبي صلى الله عليه وسلم جلس حزين، لماذا حزن؟ لماذا حزن؟

عظمة النبوة هو لا يحزن لنفسه، هو يحز لأجلهم، قال تعالى لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في هذا الوضع؛ سيدنا جبريل ربنا سبحانه وتعالى أرسله، فنزل إليه لكي يهدّء من روعه ويواسيه – قلناها الجمعة الماضية – ماذا فعل سيدنا جبريل، ناديها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لها تعالي، فقدمت ووقفت أمامه، فقال له: قل لها أن ترجع، فقال لها فرجعت، ووقفت في مكانها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ” حسبي ” وقلنا ما معنى حسبي، أي أن هذا يكفيني، فلماذا؟

إذا كان هذا رد فعل الإن، هذا رد فعل الإنس وموقفهم من النعمة التي أعطاها لهم ربنا، فربنا سبحانه وتعالى يخلف عليه بكائن من هذه الكائنات ومخلوق من هذه المخلوقات التي تؤمن بالله وبرسوله، وتسمع الكلام، تسمع الكلام.

قال له: قل لها تعالي، لم تتلكّأ، فقال له: مرها فلترجع مكانها، فقال لها: ارجعي، فرجعت، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ” حسبي ” فما معناها؟ أن ربنا سبحانه وتعالى وضع هذا في هذه اللحظة كبديل مغني، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو راجع من الطائف على أصعب ما يكون، هو نفسه يقول للسيدة عائشة ” لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم الطائف ” ثم بدأ يحكي ماذا حدث، فربنا سبحانه وتعالى ماذا قال؟ قال وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فخلاص هؤلاء لا يريدون، يردوا ويعرضوا، فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ۝ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ الله فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ هم بمجرد أن سمعوا مرة، نحن كم مرة سمعنا قرآن، هذه مرة واحدة فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا وقلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ولم يكن يعرف.

عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه سال مسروق قال له من الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أن الجن يسمعوا له حينما صرفهم الله إليه، قال: ” سألت أباك – أي عبدالله بن مسعود – فقال لي: آذنته بهم شجرة ” هي التي قالت له، لأنه لم يرى ولم يعرف، ثم بعد ذلك ربنا أنزل القرآن فبيّن هذا وأوضحه لكي نعرف، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف، فقالت له أنه يوجد هنا جماعة كانوا يسمعوا، قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ۝ قَالُوا يَا قَوْمَنَا هم قلوبهم مفطورة على الحرص على إرادة الخير والحرص على هداية أقوامهم فبمجرد أن سمعوا هم تحولوا أنفسهم إلى رسل من مرة واحدة فقط يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ماذا نفعل يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ ماذا يحدث يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ الله أين سيذهب؟ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا أين سيذهبوا؟

فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ۝ إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ يشدد عليكم في طلب المال تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ ۝ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ الله فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَالله الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا لأن الدين هذا دين الله، فنحن لا نساوي شيء وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ هذه سنّة ربنا سبحانه وتعالى عندما يعطينا ربنا نعمة ونجحدها، يمنّ علينا بشيء ولا نعرف قدره، فهو لن يبقى معنا إلى يوم القيامة، لن يبقى معنا إلى يوم القيامة وَاعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ليست هذه القضية، أنها كانت متزوجة قبل ذلك أم لا، ليس هذا هو الموضوع، لا لا لا، أين هم من الإسلام والإيمان والقنوت والطاعة، هن أزواج النبي نفسه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن، ضايقوه أو شددوا عليه في طلب المال، فربنا يقول لهن هكذا عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ فنحن لدينا طمأنينة في غير محل، نحن في خطر، ما الذي يؤمننا أن ندخل في هذه الآية، ما؟ وإلام؟ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فالدعاء والتضرع والإيمان والابتهال هي الشيء الذي ينظر ربنا به للخلق وينجيهم بها فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا فالموضوع ليس سهلاً، الموضوع ليس بسيطاً، مثلما قلنا هو كله يتمحور في هذا، نحن كم نعرف ربنا سبحانه وتعالى معرفة حقيقية مؤثرة مثمرة، ثم بعد؛ ما موقفنا من العبادة العظمى – الصلاة – فقط.

إذا استقام إيمان المرء واستقامة صلاته استقامة أحواله، وحتى بعد ذلك أي خلل جزئي يمكن أن ينجبر، فأي مشكلة من الممكن أن تعالج، فالصلاة دواء، والقرآن دواء، هو دواء، هو هكذا، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ، فنحن مرضى وهذا طبيعي، وقلوبنا فيها أمراض وهذا عادي للبني آدمين، فبماذا ربنا ابتلاه؟ أن يعالج نفسه بماذا؟ بالقرآن وبالصلاة، نحن قلنا قبل ذلك كثيراً أن سيدنا أبوهريرة يقول أن شخص أتى للنبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق – قمة التناقض، قمة التناقض – يصلي قيام، ليس يصلي خمس صلوات، محافظ على القيام كل يوم، وفي الصباح، في الصباح يمارس العمل الذي اعتاده قبل أن يمنّ الله عليه بالإيمان، فهو مازال لا يستطيع الخروج، فواحد يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟ يعمل هذا ويعمل هذا؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال ” سينهاه ما تقول ” هذه خطيرة وليست بسيطة، يقول له إن الصلاة، الصلاة ستأخذه، الصلاة ستأخذه، الصلاة هي التي ستأخذه ” سينهاه ما تقول ” الصلاة التي تقول عليها هذه هي التي ستمنعه، فإذاً أنت ماذا تفعل؟ أنت تبني، تبني بناء الإيمان وبناء العبادة الذي سيرقّينا ويعالج الآفات التي بنا، فالموضوع هكذا، الموضوع هكذا، وعلى مدى استثماري في الإيمان والصلاة، على مدى ما أستثمر في بناء التهذيب والأخلاق وأرتقي، لكن الطريق لربنا سبحانه وتعالى طويل وليس بسيط، القانون العام له وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ هذا هو القانون، إن الله لا يضيع أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ هذا أعلى صيغ التوكيد لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ

اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل اللهم إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا

اللهم كن لنا ولاتكن علينا، وأعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى إلينا، واهدنا ويسر الهدى إلينا، واهدنا ويسر الهدى إلينا، وانصرنا على من بغى علينا

اللهم اجعلنا لك ذكّارين، واجعلنا لك شكّارين، واجعلنا لك رهّابين، واجعلنا لك مطواعين، إليك أوّاهين منيبين

اللهم تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وامح خطيئتنا، وثبّت قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم