Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

رجال الدين

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيدا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً

ثم أما بعد ،،،

تكلمنا في الخطبة الماضية عن محورين أساسيين؛ المحور الأول محور التكرار في القرآن، قلنا أن ربنا سبحانه وتعالى لم يعامل القضايا التي تكلّم عليها سبحانه وتعالى في القرآن معاملة واحدة، لأن الهدف من القرآن ليس مجرد هدف معرفي، إنما جاء القرآن لبناء الإنسان عبر بناء وصناعة الإيمان، بناء الإيمان وبالتالي بناء الإنسان كيف سيتم؟ هل فقط بأن الإنسان يحصل على قدر من المعارف والمعلومات، أم أن هناك أمر آخر؟

فذكرنا أن ربنا سبحانه وتعالى القضايا الإيمانية الأساس، القضايا المحورية التي ينبغي أن يقوم عليها بناء الإنسان، ربنا سبحانه وتعالى رددها كثيراً في الكتاب، قلنا سواءً ما يتعلق بعظمة الله، خلق ربنا سبحانه وتعالى، تدبير ربنا سبحانه وتعالى للأمور، لقاء ربنا سبحانه وتعالى، صفة الجنة، ذكر النار، ذكر قصص الأنبياء والمرسلين، هذه أشياء ربنا سبحانه وتعالى بناها على التكرار والإعادة، لماذا؟ لكي تستمر هذه المعاني حيّة في قلوبنا، أما الأشياء التي هي معرفية أو حكمية لا تتكرر وذكرنا أمثلة على هذا لن نعيدها.

ربنا سبحانه وتعالى يقول لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ يذكر سبحانه وتعالى منّته على أهل الإيمان ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر مهمّته، قال يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ فالمحور الأساس هو القرآن.

وقلنا ما معنى الآية؟ نحن نتكلّم عن معجزات الأنبياء، وربنا يمّى معجزات الأنبياء آيات، ما معنى آيات؟ أي علامات ودلائل واضحة ظاهرة على صدقهم وعلى أنهم مؤيدون من قبل الله تبارك وتعالى، إذاً العصى التي جعلها ربنا سبحانه وتعالى آية لسيدنا موسى، ربنا سمّاها آية، قلنا أما القرآن فربنا لم يسمي القرآن آية، سمى كل مقطع فيه آية، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ” ما من الأنبياء نبي إلا أوتي ما مثله – ما مثله – آمن عليه البشر ” ما مثله يستحق أن يكون دليل ظاهر على صدق المرسلين، ” وإنما كان الذي أوتيته وحياً ” كلام ” وحياً أوحاه الله إليّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ” إذاً النبي صلى الله عليه الوسلم يريد أن يخبر أن الذي آتاه ربه إياه من الكلمات أعظم من كل آية حسّية أيّد ربنا بها رسول من المرسلين، قال تعالى وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا كلام يقرأ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ تقرأه على جبل فيزول من مكانه أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى أي فبعثوا، أو عادوا إلى الحياة لكانت هذه الكلمات، لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الوظيفة التلاوة، ما وظيفة التلاوة؟ التزكية، التزكية قبل التعليم، وقلنا قبل ما معنى التزكية؟ التزكية: هي التطهير والإنماء، وذكرنا أن كلمة ” الزرع زكا ” أي نما وذهبت عنه الآفات، إذاً الإنسان يرتقي أو ينمو في جوانب الخير والأخلاق الفاضلة والسلوك الطيّب وتزول عنه أدران النفس والأخلاق السيئة والرذائل التي كان متّصفاً بها، هذه وظيفة القرآن، حصول التزكية، بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم، يتلو عليهم آياته لكي يزكّيهم، وبعد التزكية تعليم وليس العكس.

وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ معانيه وَالْحِكْمَةَ قلنا ما معنى الحكمة؟ كيف سأستعمل الكتاب؟ كيف سأطبّق القرآن في المواقف المختلفة، في كل موقف كيف سأتصرّف؟ قلنا الحكمة ما أصلها؟ ” وضع كل شيء في محله اللّائق به، ففي جملة من الممكن أن تقال في موضع لكنها لا يصلح أن تقال في موضع آخر، ليس معنى ذلك أن الجملة خطأ، لكنّ هذا الموضع ليس محلّها، الجملة ليست خطأ لكنّ هذا المكان ليس مكانها، ولذلك قال ابن مسعود ” ما أنت بمحدّث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم ” هو كلام حسن وليس خطأ هو صحيح، لكن الأشخاص المخاطبين لن يستوعبوا هذا، قال ” إلا كان لبعضهم فتنة ” أشدّ من هذا قول عليّ رضي الله عنه ” حدّثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله ” فلايوجد شخص مؤمن سيكذّب كلام ربنا، لكن الكلام الذي يسمعه لا يستوعبه فسيستنكر أن ربنا قال هذا، أو يستنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم وجّه هذا التوجيه، فيكون المآل أنه في الحقيقة يكذّب بما هو حقٌّ وصدق،، فمن المدان في هذا الأمر المكذّب أم الذي خاطب؟ لا، الذي تكلّم ووضع الكلام في غير محلّه.

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إذاً ما وظيفة القرآن؟ التزكية وبعد ذلك التعليم، إذاً أنا أستهدف من قراءة القرآن أو من سماع القرآن أن يرزقني ربنا هذه التزكية، أن ترتقي نفس الإنسان في الخير ويبعد عنه كل شر، وكل سوء، إذاً ما وظيفة التكرار؟ أن يحقق هذا، أن يحقق التزكية، ليس المقصود مجرّد المعلومة، هذه هي النقطة الأولى التي تكلمنا عليها، أما النقطة الثانية أن ربنا سبحانه وتعالى اختزل الغاية من الوجود، ليس الوجود الإنساني، الغاية من الوجود الكوني، والغاية من التنزّل القرآني، أن نوقن بكلمتين الله الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لماذا؟ هذه لام تعليل، لماذا؟ لِتَعْلَمُوا أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا بس.

ربنا سبحانه وتعالى خلق الكون – ليس خلق الإنسان – خلق الكون، وأنزل القرآن لكي نتيقّن من هاتين الكلمتين.

إذاً ربنا سبحانه وتعالى حينما يقول وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ما هذه العبادة؟ أن الإنسان قلبه يتوجّه إلى الله، قلبه يتعلّق بربنا سبحانه وتعالى، يصمد إلى ربه سبحانه وتعالى، هذا بناءً على ماذا؟ بناءً على هاتين الجملتين، أن ربنا سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وأن ربنا سبحانه وتعالى قد أحاط بكل شيء علماً، وبالتالي أنا لا أرى إلا ربنا سبحانه وتعالى، وبالتالي قلبي لن يتوجّه إلا لما يراه، وبما أنه لا يرى غيره لن يتوجّه لغيره، هذه هي القضية وهذه هي الغاية، لذلك كنّا نتكلّم عن أننا محتاجين أن يكون بيننا وبين القرآن صلة حقيقيّة، نحن تكلمنا من خطبتين أنك حينما تريد أن تعرف أن هذا الموضوع مهم أو ليس مهم، ما قيمته عند ربنا سبحانه وتعالى، كم ذكره ربنا سبحانه وتعالى؟ الأشياء التي تكلّم عنها ربنا كثيراً، هذه هي الأشياء التي أراد ربنا سبحانه وتعالى أن يوليها أهمية كبيرة وأراد أن تكون في قلوبنا كبيرة، أما الأشياء الأصغر لابد أن تكون في المساحة التي أراد ربنا سبحانه وتعالى أن تكون فيها، ولذلك نحن قلنا أننا عم نتكلم؟ نتكلم عن أن هناك شيء اسمه حقائق الإيمان، ربنا سبحانه وتعالى يخاطب بها هذا القلب، الذي حينما تستقر فيه هذه الحقائق فيصبح قلب صالح، سيكون الإنسان جوارحه وأعماله وسلوكه كلها صالحة، لو أن هذا انتشر في وسط من الناس يتحول هذا الوسط إلى ما يسمى المجتمع الصالح، فما هي الحقائق الإيمانية التي أراد ربنا سبحانه وتعالى أن تستمرّ، فقلنا أول شيء الخالقية، منذ أربع أو خمس جمع نتكلم في هذه الجملة؛ أول شيء وأعظم شيء ربنا سبحانه وتعالى أراد أن تستقرّ بداخلنا هي هذه الحقيقة الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ۝ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ هذه هي الجملة، الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ فما الذي نحتاج إليه لكي نؤمن بهذه الجملة؟ ليس لنعلم أو لنقرّ، ربنا سبحانه وتعالى لم ينزل القرآن لمجرد أن نقرّ أو نسلّم أو نهزّ رؤوسنا أو أن نقول أن هذا الكلام نحن مسلمين به، لأن المخاطبين الذي أخبرنا ربنا عنهم، قلنا مراراً أن ربنا سبحانه وتعالى نصّ وذكر أنهم كانوا مقرّين بالمعاني النظرية، مقرّين أن الذي خلق الكون هو الله، وأن الذي خلقهم هو ربنا سبحانه وتعالى، وأن الذي يرزق هو الله، وبما أن هذا الموضوع كان مستقرّ وموجود، فلماذا يتكلم ربنا عنه كثيراً – ما كان خلاص بقى – لأنهم في الحقيقة لم يكونوا شاعرين بهذا، وقلنا قبل ذلك كثيراً أن الإيمان أن أكون شاعر ليس أن أعرف.

 ” أنا عارف ” هذه هنا، العقل يدرك ويقرّ ويسلّم، ليس هذا هو الإيمان، القلب يحسّ ويشعر ويتحرك، الذي سميّناه التفأّد وقلنا اسمه فؤاد من ذلك، أنه يتحرك وينبض بمعاني معيّنة، وربنا خلقه هكذا أنه لابد أن يتحرك ولابد أن ينبض، ولكننا إن لم نضع بداخله الأشياء التي من المفترض يتحرك نحوها أو ينبض بها سيتحرك وينبض بأشياء أخرى، القلب لايمكن أن يكون فارغ، هو سيملأ بشيء، ولذلك الشافعي يقول أنا صحبت الصوفية تعلّم منهم جملتين، إحدى هاتين الجملتين هو هذا المعنى ” هي نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، لن تكون فارغ، القلب لن يكون فارغ، القلب لا يكون فارغ، قال صلى الله عليه وسلم ” كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها، لايوجد بديل ثالث ” قال الله تبارك وتعالى لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ الوضع الساكن غير موجود، إذا لم أتقدم للأمام فأنا أتأخر للوراء، قال صلى الله عليه وسلم ” أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن ” لماذا أحب الأسماء إلى الله؟ لأن هذه أعلى صفة يكون عليها الإنسان ” ارتباطه بربنا ” سبحانه وتعالى، فهذه أحب الأسماء إلى الله، ثم قال ” وأصدق الأسماء ” فهل عبد الله وعبد الرحمن ليس أصدق الأسماء؟ ما معنى أصدق الأسماء؟ أصدق الأسماء أي التي لا يتخلف وجودها، أي يوجد شخص ممكن أن يكون اسمه عبد الله وهو ليس كذلك، هذه هي الغاية العليا، من الممكن للإنسان أن يحققها ومن الممكن أن يكون بعيداً عنها في الحقيقية، فمسمّاه أو حقيقته لا توافق اسمه، لكن الاسم الذي ينطبق على مسماه دائماً ولذلك سماه ” أصدق ” صلى الله عليه وسلم، كلمتين؛ حارث، وهمام، حارث أي يعمل، وهمام أي لديه هموم وأفكار ونيّات وعزائم وتوجّهات للمستقبل، هذه لا يخلو منها إنسان، وهذا الحرث والهمّ في أي الوجهات؟؟ قال تعالى وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ يوجد طريقان قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا إذاً الإنسان لابد له أن يتوجّه، فأين سيتوجّه؟ وبماذا سيملأ قلبه، أول شيء ربنا سبحانه وتعالى أراد أن تمتلئ قلوبنا بها هي قضية الإيمان بالخالقية، فما حجمها في القرآن؟ فنحن قلنا أن ميزان الأهميّة حجم القضية في القرآنن كيف سنعرفه ونحن بمعزل عن القرآن، فالإشكال هنا.

نحن كنّا دائماً نتمدّح أن ربنا سبحانه وتعالى منّ علينا بدين ليس فيه رجال دين، ما معنى أنه ليس به رجال دين؟ أي ليس هناك رجال محتكرين الدين كفهم أو كإدراك، فالدين متاح للكافة، لكن هناك أناس اسمهم علماء، علماء أي أناس متخصصين في مسائل الفتوى والنوازل عندهم ميزانها فنحن نرجع إليهم لكن ليس في الدين، أي أن الأشياء التي تعتبر ضرورية، والعلم الضروري للنجاة ربنا أتاحه لكل الناس، ولذلك ربنا أمرنا كلنا ولم يستثني منا أحد أن نتدبّر القرآن، ونعى وأنكر على من لا يتدبّر القرآن ووصفه بأن قلبه كأن عليه قفل، أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا نحن قلنا الحمد لله أن ربنا منّ علينا بدين لا يوجد له أناس محتكربن الدين، لكننا واقعيّاً حولّناه لهذا لأننا عزلنا أنفسنا عن القرآن، قال تعالى وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ فما النتيجة المترتبة على هذا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ

إذاً ما الذي جعل الأديان تتحول ووجود أشخاص أصحاب اكليروس، ليس أنهم احتكروا، الناس هم الذين تركوا هذه المساحة وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ما معنى أميّ؟ الأميّ الذي يبقى على ما ولدته عليه أمه من العلم والمعرفة وَالله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ هذه أدوات اكتساب العلم، وإن لم يكتسب العلم؟ يبقى على أصل الولادة الأولى وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ ألفاظ تقرأ ليست مفهومة، فهل هي لا تفهم لأنها ليس متاح أن تفهم، أم أنهم لم يهتموا أن يفهموها، فلما حادوا عنها ولم يهتموا أن يفهموها أصبح أنهم تحولوا من العلم إلى الجهل، وبالتالي أصبح يسهل على أي شخص أن يقودهم إلى حيث بشاء لأنهم ليس لديهم لا موازين ولا معايير، فنحن قلنا أن نعمة ربنا علينا أنه لم يجعل الدين محتكر بأيدي أناس اسمهم رجال دين، ولكننا واقعيّاً نفعل مثلهم، طالما أننا سنحيد عن القرآن تدبّراً وتفهّماً واتّصالاً سيؤول الأمر لا محالة إلى هذه النتيجة؛ أننا في النهاية لا نعرف، وبالتالي يمكن بسهولة أن نكون مضللين، وبالتالي لا تشكر نعمة القرآن إلا بالتدبّر والاتصال، وحسن الاتصال كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ بركاته لا تنتهي، بركاته وخيره لا تنتهي، فما المطلوب؟ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وما النتيجة؟ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ فالمطلوب أننا كلنا نتدبّر، وأصحاب الألباب الذين سيعملوا عقولهم ويجهدوا في تفهّم القرآن ربنا سيعطيهم منزلة التذكر، فما الفرق بين التدبّر والتذكر؟ التدبّر: أن أفهم، والتذكر: أن أتّعظ وأتأثّر إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ

أقول قولي هذا أستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

نحن للأسف لا نستطيع أن نقول أننا لدينا سعة في أمرنا فيما يتعلّق بهذا، لماذا؟

في صحيح ابن حبان يحكي عبيد بن عمير رحمه الله أنه سأل عائشة رضي الله عنها؛ قال: أخبريني بأعجب شيءٍ رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسكتت، ثم قالت: قال لي يوماً: يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي، فقالت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرّك، قالت: فقام فتطهّر ثم قام يصلي، فبكى، فمازال يبكي حتى بلّ حجره، ثم بكى فمازال يبكي حتى بلّ لحيته، ثم بكى فمازال يبكي حتى بلّ الأرض، فأتاه بلال يؤذنه بالصلاة.

فالنبي صلى الله عليه وسلم من أول الليل يصلي ويبكي، حتى أن جاء أذان الفجر ؛متصل؛ تقول: فبكى، فمازال يبكي – اتصل بكاؤه – حتى بلّ حجره، ثم بكى ” ما معنى فمازال يبكي ثم بكى؟ – عارف لما حد بيتأثّر بحدث كبير بيعيّط – ويهتاج قلبه بلوعة الحدث فيبكي كثيراً، ثم يسكن قليلاً ثم ترد عليه الفكرة مرة أخرى فيبكي مرة أخرى أشد، ثم يهدأ قليلاً، ثم يبكي أشد، هي كذلك بالضبط.

 ” فبكى فمازال يبكي حتى بلّ حجره ثم بكى، فمازال يبكي حتى بلّ لحيته ثم بكى، فمازال يبكي حتى بلّ الأرض فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدّم وما تأخّر، – لم يقل من ذنبك، لم يقل من ذنبك،، قال ما تقدّم وما تاخّر – فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد نزلت عليّ الليلة آيات ويلٌ – كلمة ثقيلة تخرج من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلمة ثقيلة جداً تخرج من رسول الله – ويلٌ، ويلٌ – هذا دعاء بالهلاك – ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكّر فيها، ايه؟ ما الذي استحقّ هذا إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ فنحن في الحقيقة لسنا في سعة من أمرنا، لأننا بدون هذا سنكون داخلين في هذه الدائرة، ” ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكّر فيها ” عم تتكلم إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع هذا في دائرة الإلزام، وجعل تنكبه والبعد عنه وإهماله في دائرة الخطر والوعيد، وبالتالي لا يمكن أن نتعامل مع هذا بقدر من قلّة الاكتراث، لأن هذا يضعنا في دائرة الخطر، الموضوع ليس سهلاً، هذه القضية ليست بسيطة، هذه القضية ليست بسيطة، أننا أمرنا أن نتفكّر في عظمة ربنا سبحانه وتعالى وفي عظمة الخلق التي تورث العبد التعظيم والإجلال لرب العالمين سبحانه وتعالى.

كيف نفعل هذا؟ فنحن لابد أن نضع هذا في دائرة الإعمال، لا نضعه في دائرة الإهمال لأن هذا سيدخلنا في دائرة الخطر، قال الله تبارك وتعالى قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ الله ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ۝ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا هذا أمر له حكمة، العلم الذي أتاحه الله سبحانه وتعالى للناس في هذه الأعصار المتأخرة، هذا ليس هكذا، ربنا سبحانه وتعالى يريد أن يسوق الناس في النهاية إلى اليقين بأحقيّة القرآن، هذا هو المآل النهائي سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا وهذا كلام مخاطب به بالأساس الناس المنكرين للقرآن، ولذلك إنما تبدو دلائل العظمة القرآنية على أيديهم، ونحن ننقل عنهم – لو بننقل يعني – سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ۝ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا هذا أمر وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا الثاني وَغَرَابِيبُ سُودٌ ۝ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ ثم التعقيب العظيم على كل هذا، إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ ربنا سبحانه وتعالى يذكر طريق الخشية والتعظيم من أين يأتي، يأتي من هذا العلم، هنا ربنا سبحانه وتعالى لا يتحدث عن العلم بالوحي أو بمعاني القرآن أو بالسنّة، لا يتكلم عن العلم بعظمة الخالق من خلال العلم بعظمة الخلق أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً هذا أول أمر، وهذا علم وربنا ذكره كثيراً، السحاب والريح والمطر علم، فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا أشكال وأنواع، وَمِنَ الْجِبَالِ هذا علم آخر جُدَدٌ جبال وطرائق في الجبال، الجدد هي السكك التي بين الجبال، طرق جبلية وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وجبال وجدد سوداء تماماً، وَغَرَابِيبُ سُودٌ هذا علم آخر وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ كل ما يتعلق بعلم الإنسان والحيوان مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ أنواع لم يأتي عليها العد والحصر.

ولذلك دارون هو سمى كتابه ” أصل الأنواع ” بأن هناك خليّة هذه الخليّة أصل كل الأنواع، ربنا لا يقول ذلك، ربنا يقول أن كل هؤلاء الأشياء ألوان وأنواع خلقها الله تبارك وتعالى كذلك، ليست شيء مشتق من شيء ولا شيء خرج من شيء، ولا شيء متحول من شيء، ولا شيء متطوّر من شيء.

ثم قال تعالى معقّباً على كل هذه العلوم، قال إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إذاً هذا العلم، هذا العلم من المفترض أن يقود إلى أين؟ إلى إدراك عظمة ربنا سبحانه وتعالى وبالتالي عظمة مقام الله، وخشية عذاب الله وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى إذاً دائرة العلم هذه ما المراد منها بالأساس؟ معرفة ربنا سبحانه وتعالى وتعظيم الله يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فما المطلوب مننا، نحن في هذه الأيام وفي هذه الأعصار، ربنا سبحانه وتعالى آتانا من أدوات التفكر والمعرفة والاضطلاع على عظمة الله سبحانه وتعالى وإتاحة هذا بالنسبة لنا ككتب وأبحاث وفديوهات، أشياء لم يأتي عليها العد والحصر، أين نحن من هذا، هذه عبادة من أعظم العبادات التي أمرنا ربنا بها، هذه هي العبادة التي ستقود الإنسان لتعظيم الله، وبالتالي ستقود الإنسان لمراقبة الله سبحانه وتعالى، ستقود الإنسان لخشية الله، ستقود الإنسان لتعظيم ربنا سبحانه وتعالى، ستقود الإنسان للإحساس بنعم ربنا التي تغمرنا، وبالتالي الشكر والإحسان، وبالتالي الجزاء الحسن في الأولى وفي الآخرة.

هذا مدخله، هذا هو الباب الذي من المفترض أن ندخل منه، هذا هو الأمر الذي وجّهنا ربنا إليه قُلِ انْظُرُوا ربنا الذي يقول قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ قُلِ انْظُرُوا أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ الله مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ۝ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ۝ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ۝ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ۝ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ما العلاقة ما بين الآيتين؟ هل هناك علاقة بين هذا وذاك؟، هل هناك علاقة ما بين الإعراض والإشراك؟ نعم، هذا التعقيب لم ياتي هكذا، الإدراك الحقيقي لعظمة ربنا سبحانه وتعالى هو السبيل الوحيد أن الإنسان يوحّد ربنا تبارك وتعالى، ولو لم يكن، إذا وضع نفسه في دائرة الإعراض، لابد أن يصيبه هذا بأن يدخل في دائرة من دوائر الإشراك، لماذا؟ لأن انتقاص التعظيم، لأنه من أين يأتي الإشراك؟، يأتي من أن الإنسان ينتقص المقام الإلهي العظيم، أو يرفع شخص يضعه مسامي لهذا المقام أو له فيه حظٍ ونصيب، وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ۝ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ربنا لن يسلّمنا من هذا ويدخلنا في دائرة الإيمان الكامل واليقين الخالص إلا بهذا التفكّر، لا طريق آخر، وهذا الذي سيخرجنا من دائرة الهلكة إلى دائرة النجاة إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ إذاً ما المطلوب؟ أننا نمتثل أمر ربنا سبحانه وتعالى، فهل هذا صعب؟ لا هذا سهل جداً ومتاح، – وعلى فكرة – نحن أحياناً نفعله ولكننا نفعله للأسف في دائرة من دوائر الغفلة.

فمن الممكن أن تشاهد في الفضائيات على الافتراس والبحر والكواكب والمجرات، لكن للأسف هو يكون غالباً في دائرة التسلية أو في دائرة الغفلة أيضاً، فهذا نحن نشاهده على أي اعتبار؟ هذه هي الأشياء التي تقود الإنسان لدائرة العظمة والتعظيم هَذَا خَلْقُ الله فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ قال تعالى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ۝ هَذَا خَلْقُ الله فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ هذا لكي يوصلنا إلى هذه الكلمة، عظمة الخلق هَذَا خَلْقُ الله فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ۝ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الله لَغَفُورٌ رَحِيمٌ

إذاً لابد أن نمتثل الأمر هذا القرآني العظيم، وإلا ندخل في دائرة الويل والثبور، هذا هو المطلوب، ونحن مطلوب مننا أول ما طلب، أن نؤمن بالخالقية، ليس هذا الإيمان الذي نتصف به، فهذا لا ينتج شيء، بل الإيمان الحقيقي المؤثّر الذي ينبض في القلب، وبالتالي يعظّم الإنسان الرب سبحانه وتعالى.

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، ذهاب همومنا وجلاء أحزاننا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا

اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك

اللهم إنا نسألك علماً نافعا، وقلباً خاشعا، ولساناً ذاكرا، ويقيناً صادقا، وعملاً صالحاً متقبلا.

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم