الحمد لله، الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره على الدين كله و كفي بالله شهيدا و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به و توحيدا و أشهد أن محمد عبده و رسوله و صلي الله عليه و علي آله و صحبه و سلم تسليما مزيدا ثم أما بعد:
عنوان الخطبة (سآوي الي جبل) وهي تتحدث عن النصيحة لكن ليس عن مطلق النصيحة و انما عن الحكمة و خبرة السنين قال الله تبارك و تعالي:
حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةً۬ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِىٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٲلِدَىَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَـٰلِحً۬ا تَرۡضَٮٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِى في ذُرِّيَّتِىٓۖ إِنِّى تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّى مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡہُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِہِمۡ فيٓ أَصۡحَـٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِى كَانُواْ يُوعَدُونَ وَٱلَّذِى قَالَ لِوَٲلِدَيۡهِ أُفٍّ۬ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِىٓ أَنۡ أُخۡرَجَ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلۡقُرُونُ مِن قَبۡلِى وَهُمَا يَسۡتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ۬ فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلَّآ أَسَـٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فيٓ أُمَمٍ۬ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ إِنَّہُمۡ ڪَانُواْ خَـٰسِرِينَ
يذكر سبحانه وتعالي في هذه الآيات العظيمة الكريمة نموذجان من الاتصال بين الأجيال اتصال المؤمنين و اتصال المشركين.
حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً اكتمل عقله و بلغ رشده و لذلك كان مبعث رسول الله صلي الله عليه و سلم علي رأس أربعين حينئذ أدركته الحكمة فدعا ربه عز و جل مبتهلا بهذه الكلمات رَبِّ أَوْزِعْنِي وفقني و سددني، رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي فهو يذكر نعمة الله عز و جل عليه و يذكر نعمة الله عز و جل علي والديه و يسأله سبحانه و تعالي أن يتم هذه النعمة و أن يقر عينه بذريته من بعده
و هكذا تتواصل أجيال المؤمنين و هكذا يأخذ بعضهم عن بعض علما و فهما و حكمة و سلوكا و خلقا و إيمان
إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، تجاوز مراحل طيش في حياته و بلغ سن النضج و الرشد، فيسال الله تبارك و تعالي أن يعفو عما بدر منه و عما سلف في سالف أيامه، أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ
ثم يذكر سبحانه و تعالي النموذج المقابل، وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ أي:يوم القيامة، فهو ينكر لقاء الله عز و جل، وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي، إن هؤلاء الذين مضوا من الاجيال التي سلفت لم نسمع أن أحد منهم قد بعث أو قد قامت قيامته، وهذا هو الجهل و الحمق في صورته التامة الكاملة
أن رسل الله عز وجل حينما أخبروا العباد أنهم سوف يبعثون لم يخبروهم أنه سوف يبعث كل جيل قد مضي كل من يموت سوف يبعث، و انما سوف تفني هذه الحياة كلها ثم يبعث الناس جميعا مبعثا واحدا للقاء الله عز و جل
فهو يستدل علي إنكار بعثه بأن الأجيال الماضية لم يبعث منها أحد و لم يرجع منها احد، وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ يطلبان منه سبحانه و تعالي منه وفضله ورحمته شفقة علي هذا الولد
وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ، و هكذا حينما يكفر الشباب بالشيوخ و هكذا حينما تنقطع الصلة بين الأجيال قال الله تبارك و تعالي وَقَالَ ٱرۡڪَبُواْ فِيہَا بِسۡمِ ٱللَّهِ مَجۡر۪ٮٰهَا وَمُرۡسَٮٰهَآۚ إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ۬ رَّحِيمٌ۬ وَهِىَ تَجۡرِى بِهِمۡ في مَوۡجٍ۬ كَٱلۡجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُ ۥ وَڪَانَ في مَعۡزِلٍ۬ يَـٰبُنَىَّ ٱرۡڪَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَـٰفِرِينَ قَالَ سَـَٔاوِىٓ إِلَىٰ جَبَلٍ۬ يَعۡصِمُنِى مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَہُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ وَقِيلَ يَـٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِى مَآءَكِ وَيَـٰسَمَآءُ أَقۡلِعِى وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِىَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِىِّۖ وَقِيلَ بُعۡدً۬ا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَنَادَىٰ نُوحٌ۬ رَّبَّهُ ۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِى مِنۡ أَهۡلِى وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَـٰكِمِينَ قَالَ يَـٰنُوحُ إِنَّهُ ۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُ ۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَـٰلِحٍ۬ۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّىٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّىٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِى بِهِۦ عِلۡمٌ۬ۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِى وَتَرۡحَمۡنِىٓ أَڪُن مِّنَ ٱلۡخَـٰسِرِينَ قِيلَ يَـٰنُوحُ ٱهۡبِطۡ بِسَلَـٰمٍ۬ مِّنَّا وَبَرَكَـٰتٍ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ أُمَمٍ۬ مِّمَّن مَّعَكَۚ وَأُمَمٌ۬ سَنُمَتِّعُهُمۡ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ۬
وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا أي في السفينة بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إنما تتحرك باسم الله تبارك وتعالى وحفظه ورعايته وتسكن حين تسكن بحفظه سبحانه وتعالى وكلاءته ورعايته إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ هو سبحانه وتعالى يصف هذا الموج بأنه كالجبال ثم هذا الولد يستدل على نجاته بأنه سوف يآوي إلى جبل فماذا يصنع هذا الجبل مع هذه الجبال وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ في هذه اللحظات العصيبة يرى نوحٌ عليه السلام ولده وهو في معزلٍ في مكانٍ ناءٍ لا يريد أن يلحق بهم ولا يريد أن يركب معهم وهذا هو البلاء والفتنة حينما تصل إلى أَشُدِّها
لقد ابتلي نوحٌ عليه السلام بكفر قومه وابتلي بشرك زوجه وابتلي بمداهنة ولده لقد كان هذا الولد على ما يبدو كان مداهناً في دينه هو على دين قومه ولكنه يداري أباه ولا يكافحه بهذا الشرك وقد كان من البلاء على نوحٍ عليه السلام أن يفقد ولده وألا يركب معه في هذه السفينة وأن يكون من الهالكين لكن البلاء جدُّ البلاء هو أن يراه بعينيه وهو يهلك في هذه اللحظات الشديدة العصيبة وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ إذا به يرى ولده ناءٍ عنه وعن سفينته وعن ركب المؤمنين الذين لحقوا به وهي أخر فرصةٍ لكي يركب في هذه السفينة وينجوا من هذا الغرق ومن هذا العذاب وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ
وهكذا حينما يغيب الله تبارك وتعالى عن قلب العبد وعن إدراكه وعن شعوره وعن تفكيره، هكذا حينما تسيطر المادّية على عقول العباد، هو يظن هذا مطراً مما عهده في حياته لكنه مطرٌ شديد، وهذا المطر الشديد مهما بلغ لا يصل إلى أعالي الجبال، ثم لا يلبث أن تبتلعه الأرض وينتهي هذا المطر ولم يدرك أن هذا عذابٌ من الله تبارك وتعالى لاحقٌ بكل كافر، وأنه لا ينجّي من هذه المهالك إلا هو تبارك وتعالى وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ فيقول نوحٌ عليه السلام بلسان الفهم والعلم والحكمةِ والنبوة قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ثم يأتي الأمر من الله تبارك وتعالى بأن ينتهي كل شيء وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وتتحرك مشاعر الأبوة في قلب نوحٍ عليه السلام إذ هزّه هذا المشهد هزّاً عنيفاً فهو يقول رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي هو يقول هذه الكلمات في هذا السياق بعدما هلك الهالك هو لا يستطيع أن يستدرك حياته
لكن القضية هي أكبر من ذلك وأعظم هو ينظر إلى المآل في دار الآخرة ليست القضية أنه قد غرق ولكن في مآله الذي يؤول إليه بعد الغرق وهو العذاب والخلود في النار عياذاً بالله مع جملة هؤلاء الغرقة من الكافرين ولذلك هو يدعو ربه تبارك وتعالى ويسأله أن يمنّ عليه بأن يجعله في ضميمة أهله الذين وعد الله تبارك وتعالى بأن ينجيهم هو لا يشغله الآن أنه قد هلك في هذا الغرق أو في هذا الطوفان لكنه يشغله مصيره في الآخرة رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، فكان جوابه تبارك وتعالى إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ
طالما أنه قد اختار الشرك والكفر والمحادّة لله تبارك وتعالى فقد انقطعت الصلة بينك وبينه فالنسب نسب الإيمان النسب نسب الطاعة لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وهكذا حينما يأبى هؤلاء أن ينتفعوا بنصيحة الناصحين، وأن ينتفعوا بالحكمة والرشد والعقل حينما تنقطع الصلة بين الأجيال ويأبى هؤلاء الخلف أن ينتفعوا بوصية من سلف من آباء
حينما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة وفتحها الله عز وجل عليهم، بدأ الناس يفيئون إلى نور الله عز وجل وإلى دينه وبقيت بقية على كبرٍ وعوجٍ، أبوا أن يدخلوا في نور الله الذي دخل فيه الناس وأصروا على أن يحملوا سيوفهم ويقاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعت هوازن وثقيف لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم حنين الذي ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه، فجاء دريد بن الصمة – شيخ كبير سنه قد بلغ مائة وستين سنة قد ذهب بصره ولم يقوَ على الحركة فهم يحملونه في شِجار:في هودج صغير على بعير- قد أبَى إلا أن يشهد هذا المشهد لكي يكون ناصحا لقومه مشيرا عليهم، لم يبق منه إلا رأيه وإلا خبرته، فأتى إلى مَحِل الاقتتال ومعسكر قومه فأنزلوه إلى الأرض فلمس تربة الأرض بيده ثم سأل: أي بلد هذا؟ قالوا: نحن في أوطاس، قال: نعم مجال الخيل – المكان دا أو الموقع دا موقع أحسنوا إذ اختاروه – قال: لا حزن ضرس، – لا هو فيه مرتفعات لا تستطيع الخيل أن تتحرك فيها أو فيه أحجار كثيرة – ولا سهل دهس – لا ذا طبيعة طينية ترابية في الآخر لا تعرف الخيل أن تثبت عليها -، ثم قال: ماليَّ أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وثغاء الشاة وخوار البقرة وبكاء الصبي؟ – هو مش شايف لكن سامع أصوات غريبة، فهذا المفروض ميدان قتال، حِمِرَة بتنهق، معيز بتمأمأ، وعيال بتوأوأ، ايه الأصوات الغريبة ديه؟ قالوا: لقد أتى مالك بن عوف -اللي هو القائد أو الأمير أو الزعيم – بالناس بأموالهم وأولادهم ونسائهم، ثم قال: هل شهد معكم من بني كلاب بن ربيعة أحد؟، قالوا: لا، قال: هل شهد معكم من بني كعب بن ربيعة أحد؟، قالوا: لا، قال: هل شهد معكم من بني هلال بن عامر أحد، قالوا: لا، فقال: لو كان خيراً ما سبقتموهم إليه ولو كان ذِكراً وشرفاً ما تخلفوا عنه – يعني هو أول ما نزل سأل عن الوادي وطبيعته وأثنى على المحل ثم تعجب من كون هذه الأشياء وهذه الحيوانات وهؤلاء الصبيان في هذا المكان، ثم سأل عن قبائل وعشائر من بطون هوازن ومن حلفائهم وإخوانهم، سأل عن أقوام بأعيانهم هل من هؤلاء أحدٌ يشهد هذا القتال، قالوا: لا، فرأى أن هذا قتالاً لا خير فيه لأن هؤلاء لا يشهدون هذا القتال، قال: فما جاد الطير بكم إذاً؟ – إذا كان دول مش موجودين أومال مين اللي موجود؟ – قالوا: عمرو بن عامر – اسم قبيلة مش اسم شخص – و عوف بن عامر – اللي منهم عوف بن عامر الأمير أو الرئيس أو الزعيم لهؤلاء المقاتلين -، قال: هم جذعان لا ينفعان و لا يضران – الجذعان اللي هم الخروفين الصغيرين يعني دول خرفان مش بتوع عراك – قال: أين مالك؟ -حيبدأ يتصل بالزعيم عشان يناقشه ويعرف الدنيا ماشية ازاي – فأتى مالك، قال: إنك تقاتل رجلاً كريماً وقد صرت سيد قومك وأن هذا يومٌ له ما وراءه من الأيام – يبقى مقدمة كلامه بيبين له طبيعة العدو اللي هو سيقابله، أنت ستقاتل النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إنك ستقاتل رجلاً كريماً، ثم يشعره بالمسؤلية قال: قد صرت سيد قومك .. مينفعش الأمور تمشي بالنزق والطيش لابد من أنه يأخذ للأمر عُدته، ثم بين له وهي النقطة الثالثة أهمية هذا اللقاء، إن هذا اللقاء سيكون له ما وراءه إما أن تصير هوازن سيدة العرب وإما ألا يبقى لهم ذكرٌ ولا شأن، ثم سأله ماليَّ أسمع غراء البعير ونهاق الحمير وثغاء الشاة وخوار البقرة وبكاء الصبي؟، قال: سُقت مع الناس أموالهم ونسائهم وأبنائهم لكي يقاتلوا عنهم – يعني ميهربوش – يبقى هو جابهم ليه؟ عشان الناس في النهاية يبقى ورائهم النساء والذرية والأولاد فمينفعش يجروا لأنهم لو جروا يبقى خسروا كل حاجة فيحملهم على الثبات في القتال – وهذا هو نفس المنحى الذي سلكته قريش في غزوة أحد – ماجبش حاجة، يعني الإنسان المفروض أنه يستفيد من الخبرة ويستفيد من تجارب الآخرين فهذا لم يُغن عن قريش شيئاً في يوم أحد – فقال دريد: راعي ضأن والله – مش بتاع عراك، أنت اصلا ملكش فيها – ماله وما للحرب؟ قال: وهل يرد المنهزم شيء؟ – قال له أصل في النهاية اللي حيقلق على حياته وحيفر مش حيبص وراه – قال: وهل يرد المنهزم شيء؟ ثم سأله قال: ما فعلت كعب وكلاب؟ – هو لسه سأله من شويا بس هو سأله تاني عشان يبين له أنك على فكرة في موقع مش جيد – قال:ما فعلت كعب وكلاب؟ قالوا: لم يشهدها منهم أحد – محدش منهم هنا – قال: غاب الجِدُ والحدُ – القوة والمنعة لو كان يوم علاء ورفعة لم يغيبوا عنه -، ثم قال: يا مالك إنك لم تصنع شيئا – مفيش فايدة من اللي انت بتعمله – إنك لم تصنع شيئا بأن جعلت بيضة هوازن في نحور الخيل.
ده كده خطأ فإذا صنعت ما صنعت فلا تعصنى في هذا الخطة – طالما انت جاى معاك كده اقبل منى اللى انا حاقوله – قال فاقبل منى هذا ارفعهم – أي النساء و الأولاد الصغار و الأموال – ارفعهم إلى منعة بلادهم – رجعهم ورا و إلى علياء قومهم و عزهم ثم الق القوم على متون الخيل، فإن كانت لك – يعنى انت انتصرت – لحق بك من وراءك وكان أهلك في عزة و منعة فلا فوت عليهم وإن كانت عليك ألفاك ذلك وقد أحرزت أهلك ومالك وولدك – مفيش خساير عليهم رد الفعل ماذا قال مالك بن عمرو؟ قال: والله لا أفعل ولا أغير ما أصنع ثم قال إنك قد كبرت – أنت رجل كبرت و خرفت – إنك قد كبرت وكبر علمك – أنت كبرت في السن و خرفت يعنى في تطور في علم الفنون العسكرية أنت ليس لك علم و لا درايه به – وقد حدث بعدك من هو أبصر بالحرب منك – يعنى أنا جيت الأجيال الجديدة فيها ناس أكتر دراية و أكتر فهم و أكتر علم أنت دقة قديمة فكك اتكل على الله – وقد حدث بعدك من هو أبصر بالحرب منك فقال دريد يا معشر هوازن و الله ما هذا لكم برأى إن هذا فاضحكم في عوراتكم، وممكن منكم عدوكم، ولاحق بحصن ثقيف وتارككم.
وده اللى حصل بالضبط مش بس كده ده هيهرب و يحتمى في حصون ثقيف وهيسبكوا تواجهوا المصير المحتوم مالك بن عوف هيحل المشكلة ده ازاى؟ اخد السيف بتاعه و حطه على بطنه (يا معشر هوازن، لتطيعني أو لأتكئن على السيف حتى يخرج من ظهري. يعنى حل المشكلة لو مش هتسمعوا الكلام انا هانتحر فالناس مش عارفه تعمل ايه قعدوا يفكروا قالوا لو الرجل ده مسمعناش كلامه هيموت نفسه و ده رجل كبير عنده 160 سنة لا بيتحرك و لا بيشوف و مش هينفع يبقى القائد بتاعنا يبقى احنا معندناش حل غير ان احنا نتبع هذا الرجل لأن ده الشاب اللى هيقودنا هنعمل ايه؟
قرروا إنهم هيسمعوا الكلام فحينئذ قال دريد: هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه. لا جيت و لا مجيتش هو عايز يقول انه أدى ما عليه من واجب النصيحة تجاه هؤلاء لكن هوه مش مسئول عن اللى هيحصل فهذا المشهد.
وهذا الحدث بيعكس هذه القضية التى نتكلم فيها قضية الاتصال ما بين الأجيال قضية الانتفاع بالحكمة والخبرة قضية الإنصات والإصغاء قضية قبول النصيحة كما قال الله تبارك و تعالى في الآيات التى ذكرنا أن في اتصال ما بين أجيال المؤمنين أو أجيال العقلاء أو أجيال العلماء تتصل هذه الأجيال بعضها ببعض فتنتقل الحكمة وينتقل الفهم وتنتقل الخبرة من جيل الى جيل أما انقطاع الصلة أما أن يكفر كل جيل بمن سلفه، فيصبح الكبار في حنقاً على الشباب لأنهم ذوى طيش و حمق فيمنعوهم رشدهم و نصحهم و في المقابل أن يكفر الشباب بجيل الشيوخ و يرونهم هم سبب البلاء و علة الفساد وأنهم بتراخيهم و توانيهم أصابهم ما أصابنا فلا ينتفعون بحكمة حكيم و لا ينتصحون بنصح ناصح فهذا هو البلاء و الشر والفتنة والبوار والهلاك.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين بقيت معنا كلمة “لانسر و جيتا” في الطريق ما بين إسكندرية والقاهرة سيارة لانسر ماشية على الطريق، فيها تنبيه لما عداد السرعة يزود عن 100 لما تعدى 100 تبدى تزمر زمارة اتنين تلاتة ماسمعتش انت كلامها دخلت على 120، 130 و نفضت انت كده خلاص باى باى هتسكت الجتا بقى، الحزام بتاع السواق لو السواق ماربطش الحزام تفضل تزمر ابدا يعنى مش هتبطل زمامير لحد ما انت تربط الحزام،
هذا منهج في قضية النصح اللانسر هتنصحك و تقولك كلمتين عديت السرعة المعينة احترم نفسك افرض انت نفضت خلاص تبطل زمامير، عملت اللى عليا وخلاص، الجتا لا هتفضل تزن عليك، تزن عليك، تزن عليك، لحد ما انت إما تسمع الكلام او تربط الحزام انت زهقت من الصوت
سيدنا نوح عليه السلام الذى ذكرنا مشهد من قصته كم مكث في قومه يدعو و ينصح قال تعالى فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا فهو سبحانه وتعالى يخبر عن رسوله نوح عليه السلام أنه مكث هذا الزمان الطويل الذى تتوالى فيه وتتابع هذه الأجيال بدون كلل ولا ملل ينصح ويدعو ويرشد حتى هذه اللحظة الأخيرة التى ذكرنا يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ مكث في نصحه طوال هذا الزمان الطويل و هو يمكث في نصحه يومه و ليلته.
دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا – مش موظف بيطلع عنده دوام ينصح أربع ساعات في اليوم ويلفلوا لفتين ويروح – بكل الوسائل المتاحة ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا خطاب عام للناس، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا يعنى يكلم كل واحد على حدة، وكل واحد على جنب وخطاب عام لكل الناس بكل الوسائل المتاحة لكى يتصل بها مع العباد فينصحهم ويرشدهم هو لا ينقطع عنها حتى أوحى الله – عز وجل – إليه أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ.
فاذاً النصيحة جيتا مش لانسر ليه؟ لأن النصيحة حقيقة منطلقها الحب أصل هية لو أداء واجب مش هتبقى نصيحة، النصيحة منطلقها الحب والحرص فطول مانا شايف أن الشخص الذى أحبه أو الشخص الذى أخاف عليه لازال على حال العوج لازال في محل الخطر يبقى الطبيعى إذا كنت فعلاً بحبه يبقى أستمر في النصح اليه أبداً مينفعش تبقى الجيتا أحسن مننا جيتا العربية أحسن من جيتا بنى آدم، كيف يقابل الإنسان هذة النصيحة؟ في الجيتا لو أنا رابط الحزام على الهواء العربية تسكت هيا بتزن ليه؟؟؟ علشان أربط الحزام على جسمى علشان لو حصل حاجة لاقدر الله يبقى ده يحميني، لا لو أنا أشتغلتها وربط الحزام من من برة برة كدة تسكت، إذاً يمكن أن أوهم الشخص أن أنا استجبت بس دا مش هينفعنى في حاجة، افرض أنا رابط الحزام في الهواء، أنا نعم الصوت الذى كان يزعجنى سكت لكن في النهاية هل أنا أنتفعت بحاجة!!!! دا في أقوى من كده.
أنا ممكن أروح التوكيل وأفصل دا خالص وأبطل الصوت، الصوت هذا هو الصوت الداخلى الذى جعله الله عز وجل في قلب كل إنسان الذى نحن اصطلحنا عليه أن نسميه الضمير الحاجة التى في داخل الإنسان التى تذكره دائما بربنا عز وجل تذكرة دائماً بغاية وجودة بتلومة وتأنبه دائما، التى سماها الله عز وجل النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ التى تلومة وتأنبة أنه في عوج،
الإنسان حاجة من أثنين: الصوت دا هيفضل شغال عالطول أنا هاتعامل مع الصوت دا إزاى، أنا إما أن أستجيب أو إما أن أفصل الكهرباء، هتقبل النصيحة سواء كانت تنبع من داخل النفس أو من الخارج إذا ربنا عز وجل يسر للإنسان حد ينصحة ويرشده هذه نعمة من نعم الله عز وجل على الإنسان أن يضع في طريقة حد ينصحهه أو يوجهه أو يرشده أو يحاول أن يأخذ بيده والإنسان في النهاية هو الذى يأخذ الموقف هو الذى يستجيب للنصيحة، هينتفع بها، هيستجيب لصوته الداخلى ودعاء ونداء ضميره، أو يتجاهل هذا، بناءاً على الاستجابة للزنة دى، على الاستجابة (للزمارة) دى يكون مصير الإنسان أما أن ينتفع فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ.وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ .إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا، فاستجابة الإنسان للنصح، تقبله لصوت الحكمة، تقبله لصوت العقل، أن يفيء إلى ما فيه خيره ومصلحته هذا هو الخير للإنسان في المعاش وفي المعاد ولذلك لابد للإنسان أن يستجيب لداعى النصيحة ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم جعل أن الدين حقيقته أو اكتماله أو اجتماعه إنما يتمثل في هذة الكلمة قال: صلى الله عليه وسلم: الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ.
وأن مفهوم النصيحة أوسع من المفهوم الذى نظنه النصيحة لله أو للكتاب أو للرسول ليس ممكناً أن نوجه عياذاً بالله النصح لربنا، وإنما النصيحة معناها (المنصحة) التى هى الإبرة ماذا تفعل الإبرة؟ تجبر النقص وتخيط الرقع، لما يكون في حاجة مقطوعة الإبرة تلمها، يبقى هيه بتسد الخلل، نصيحة الإنسان لله أن يسد الإنسان الخلل في العلاقة بينة وبين الله عز وجل بالإنابة والطاعة والإتـباع،
النصيحة للكتاب أن يسد الإنسان الخلل الموجود في علاقته بالكتاب بالتزامه هديه ونبراسه،
النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم تكون أن يسد الإنسان الخلل بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع والاقتداء والتأسى،
النصيحة للأئمة أن تسد الخلل مابينك وبينهم أو في سلوكهم ومسلكهم بتوجيههم ورشدهم، وللعامة كذالك أن يسد الخلل في سلوكهم أو في أخلاقهم أو في فكرهم أو في تصورهم ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم جعل أن الدين كلة هو في هذة الكلمة ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ).
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه،
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحينا ما علمت الحياة خيراً لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا،اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحقّ في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى، ونسألك الرضاء بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك نعيماً لا ينفد، وقرّة عينٍ لا تنقطع، ونسألك لذّة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضرّاء مضلّة،
اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين،
اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضليين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم