Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

سر عظمة آية الكرسي

بسم الله والحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد إن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

لا زلنا مع أعظم آيه فى كتاب الله عز وجل وحديث أبىّ بن كعب الذى مازال معنا منذ ثلاثة أيام وتحصل معنا ثلاثة أسئلة ..

السؤال الأول: لماذا عدت هذه الآية العظيمة – آية الكرسى – أعظم آية فى كتاب الله.

السؤال الثانى: كيف إهتدى أبىّ بن كعب رضى الله عنه إلى هذه الحقيقة من قبل أن يخبره بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السؤال الثالث: لماذا اختص النبى صلى الله عليه وسلم أبىّ بن كعب لكى يساله هذا السؤال.

أما السؤال الثالث فجوابه فى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فى صحيح البخارى عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إستقرءوا القرآن من أربعة .. عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبى حذيفة وأبىّ ومعاذ بن جبل رضى الله عنهم أجمعين.

النبى صلى الله عليه وسلم جعل واحداً من أربعة ممن أوصى الصحابة بأن يتعلموا منهم القرآن وأن يأخذوا منهم القرآن لحرصهم الشديد عليه وإتقانهم له وتفرغهم لتعلمّه وتعليمه.

ننتقل درجة أعلى، فى مسند الإمام أحمد وسنن الترمذى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم أمتى بأمتى أبو بكر وأشدهم فى أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأقرؤهم لكتاب الله أبىّ وأفرضهم زيد بن ثابت ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.

النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث ذكر فضائل لبعض أصحابه رضى الله عنهم. والصحابة كلهم خير وفضل لكنه صلى الله عليه وسلم اختص كل واحد منهم بصفة فيه تميزه أو ترفعه عن غيره وهذا يدل على علم النبى صلى الله عليه وسلم بأصحابه وحوارييه وتلامذته، وتنبيه الناس على فضل كل رجل منهم وكيف أنه بإجتماع هذه الفضائل تقام الأمم ويعلو الدين ويرتفع مناره.

فذكر الرحمة فى صفة أبى بكر رضى الله عنه وذكر القوة فى إقامة الدين فى عمر رضى الله عنه وذكر الحياء الصادق فى عثمان رضى الله عنه وهذه صفات خلقية معنوية. ثم ذكر بعدها صفات علمية .. أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، أقرؤهم لكتاب الله أبىّ، أفرضهم أى أكثرهم علما بالمواريث زيد بن ثابت ثم ختم بصفى الأمانة العظيمة لأبى عبيد بن الجراح رضى الله عنه.

إذن ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن أبىّ بن كعب كان أقرأ الصحابة لكتاب الله ولذلك كان حريصا أن يوجه إليه هذا السؤال ولذلك كان أبى بن كعب رضى الله عنه هو أول إمام لهذه الصلاة التى نصلى. فى صحيح البخارى عن عبد الرحمن بن عمر القارى أنه خرج من المسجد – مسجد النبى صلى الله عليه وسلم فى خلافة عمر – فرأى الناس أوزاعا متفرقين، يصلى الرجل لنفسه .. ويصلى الرجل فيصلى بصلاته الرهط، وكان ذلك فى صلاة التراويح برمضان، فقال عمر رضى الله عنه لو جمعتهم على إمام واحد لكان أمثل أى أفضل من هذه الصورة لئلا يشوش بعضهم على بعض أن يجتمعوا على إمام واحد، ثم عزم فجمعهم على أبىّ بن كعب رضى الله عنه.

فعمر رضى الله عنه اختار أبياً لكى يكون أول إمام من الصحابة لهذه الصلاة العظيمة التى نصليها ” صلاة التراويح ” وفى ضمن هذا الحديث أهمية الإجتماع على الخير وأهمية الإجتماع عموماً لأن هذا أصل عظيم من أصول الدين .. هم يصلون أوزاعا متفرقين فأراد عمر رضى الله عنه أن يجمعهم فاجتماع المسلمين واجتماع كلمتهم هوأصل عظيم من أصول الدين بإقامته يقام الدين وبتركه يهوى بنيان الدين ولذلك قال تبارك وتعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا. أعظم من كل هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى إلى أبىّ بن كعب يوما فقال له إن الله أمرنى أن أقرأ عليك لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا فقال أبى آالله سمّانى لك؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم نعم الله سمّاك لى .. فجعل أبىّ يبكى. وفى رواية فى المسند أنه قال الله سمّانى لك؟ فالنبى صلى الله عليه وسلم قال نعم الله سمّاك لى فقال أبىّ ذكرت عند رب العالمين؟ قال نعم فجعل يبكى.

فالله سبحانه وتعالى أمر نبيه أن يقرأ سورة البيّنة خاصة على أبىّ بن كعب خاصة وذكره باسمه وذكره فى الملأ الأعلى تكريما وتشريفا له هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ

هذا الرجل العظيم من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لما كان حريصاً على كتاب الله وبذل عمره حريصا فى تعلم كتاب الله عز وجل كان حقيقاً أن ينيله الله تعالى هذا الشرف العظيم بأن يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتى إليه فيقرأ عليه هذه السورة العظيمة سورة البينة ولذلك كان حقيقاً بأن يختصه النبى صلى الله عليه وسلم بهذا السؤال وأن يكون مظنة إجابة هذا السؤال.

فسأله أى آية فى كتاب الله معك أعظم؟ فقال أبىّ الله لا إله إلا هو الحى القيوم، وهذا إجابة السؤال الأول. كيف توصل أبىّ إلى هذه الحقيقة؟ هذا مبنى على أصل أن أعظم ما فى هذا الكون هو الله تبارك وتعالى، أعظم حقيقة فى هذا الكون هى حقيقة ذات الله تبارك وتعالى ولذلك كان أعظم ما فى كلام الله هو ما إختص ببيان عظمة الله تبارك وتعالى.

فهذه الآية العظيمة – آية الكرسى – لاتتكلم عن شىء إلا عن عظمة الله. إختصت ببيان عظمة الله سبحانه وتعالى وعظمة صفاته وعظمة جنا الله تبارك وتعالى ولذلك كانت أعظم آية فى كتاب الله. ولكن كيف إهتدى أبىّ إلى ذلك؟ وصوله إلى هذه الحقيقة مبنى على أصل مستقر عنده فهو يفهم إن أعظم شىء هو قدر الله تبارك وتعالى وبالتالى أعظم آية مرت عليه فى القرآن كله هى هذه الآية وهذا يدل على عظيم تدبر الصحابة للقرآن، فهو استعرض كلام الله كله ومر على كل الآيات التى إستوقفته آية آية حتى انتهى من خلال إستعراضه للقرآن أنه لم ير فى كل آيات كتاب الله آية أعظم من هذه الآية لأنها تضمنت أعظم مقصود وهو ذكر عظمة الله تبارك وتعالى وكان ذلك الأمر مستقر عنده معلوم لديه لذلك لما سأله النبى صلى الله عليه وسلم لم يأخذ وقتا فى التفكير بل أجاب مباشرة بهذا الجواب المبين للحقيقة.

وسبب إيرادنا لهذا الحديث أو ذكره هو السبب الذى تكلمنا فيه مراراً ونؤكده أن أعظم ما فى الكون هو الله وأن أعظم ما فى الدين هو ارتباط الإنسان بالله وان لب هذا الدين وحقيقته هو أن لهذا الكون إلهاً عظيماً على مقدار إرتباط الإنسان بالله .. على مقدار ما يحقق سعادته.

ولذلك كانت هذه الاية تحقيقا وتطبيقا لهذا المعنى وكان عدّ هذه الآية أعظم آية فى كتاب الله هو تأكيد على هذا المعنى، أن اعظم ما فى القرآن هو بيان عظمة الله تبارك وتعالى.ولذلك سوف يأتى معنا فى الركعات القادمة قول الله تبارك وتعالى قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ۝ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ عديد من الآيات تدل وتبين هذه الحقيقة العظيمة .. حقيقة عظمة الله سبحانه وتعالى … وأن هذه الحقيقة هى أعظم ما فى الكون وأن أعظم ما يطلب من الإنسان هو أن يتعرف على الله تبارك وتعالى.

معاذ بن جبل رضى الله عنه عندما بعثه النبى صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا ومعلماً وداعياً قال إنك تأتى قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله. ثم قال فإذا هم عرفوا الله فأعلمهم أن الله إفترض عليهم خمس صلوات فى كل يوم وليلة. فأول حقيقة هى أن يعرف الإنسان ربه تبارك وتعالى، فإذا عرفه أحبه كما قال أهل العلم من عرف ربه أحبه، ومن كان لله أعرف كان لله أخوف.

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.