إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد،،،
حديثنا اليوم عن سلطان الحق ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الحق هو الله سبحانه وتعالى وهو ما يحكم الله عز وجل به وما يخبر الله عز وجل به وما يقضي الله عز وجل به فهو الحق ومنه الحق، قوله الحق لقاؤه حقّ، أنبياؤه ورسله حق، كتبه حق والجنّة حق والنار حق، والنبيّون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حقّ.
الحق هو القيمة العليا والمعنى الكبير في هذه الحياة، الحق هو الشيء الذي يستحقُّ أن يحيا له المرء، كثيرٌ من الناس باتوا لا يبالون بهذا المعنى الكبير وهذه القيمة العظمى وهي قيمة الحقّ، فهم يحيون كيفما اتّفق ويسعون لنيل أغراضٍ وأهواءٍ وشهوات لا يبالون أوافقت الحقّ أم خالفت، بل لا يعنيهم هذا المعنى ولا هذه القيمة، هذا الحقّ لما كان من عند الحقّ تبارك وتعالى كان له عظمته وقوّته وسلطانه على قلوب العباد شاؤوا ذلك أم أبوا لا يملكون أن يدفعوا عن أنفسهم سلطان الحقّ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ هذا السلطان الذي ذكره الله تبارك وتعالى فقال فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ الله سبحانه وتعالى يخبر عن موسى عليه السلام وقد أرسله الله تبارك وتعالى بالآيات البيّنات والحجج الباهرات وصفها الله عز وجل بأنها آياتٌ مبصرة، والآيات هي العلامات اللينات والدلائل النيّرات التي يتجلى بها الحق ويتميز بها عن الباطل وصفها الله عز وجل ليس فقط بأنها آيات وكانت كافية بأنها مبصرة، أي جلية واضحة لا تحتمل شكّاً ولا لبساً ومع ذلك قالوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ لم يكتفوا بوصفها بأنها سحر بل قابلوا كون هذه الآيات مبصرة واضحة جليّة، قابلوا ذلك بأن وصفوها بأنها أيضاً سحرٌ بيّنٌ واضحٌ جليّ، لكي يوهموا أنفسهم ومن سلك سبيلهم بالصدق وحقيقة ما يقولون لكن الله عز وجل العليم الخبير المطّلع على ما في قلوب العباد يخبرنا أن وراء هذه الكلمات حقيقة أخرى مغايرة مخالفة لمنطوق هذه الكلمات تماماً، فيقول تعالى وَجَحَدُوا بِهَا بألسنتهم، أنكروها ظاهراً وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا هذا تعليل للجحود والنكران، هم جحدوا بألسنتهم لكنّ قلوبهم أيقنت أن ما جاء به موسى عليه السلام هو الحقّ المبين لكنهم لما أرادوا أن يعيثوا في الأرض فساداً، لما أرادوا أن يستكبروا وأن يعلو في الأرض، علموا أن هذا الحق الذي أنزله الله تبارك وتعالى لن يمكّنهم من ظلمهم، لن يمكّنهم من استعلائهم لن يمكنهم من أن يطغوا ويتجبروا فحينئذٍ جحدوا بهذه الآيات مع وجود اليقين في قلوبهم.
هذا اليقين الذي وقع في قلب فرعون نحن إنما نتكلم ليس عن رجل من آحاد الناس، إنما نتكلم عن فرعون الذي يقول مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي الذي يقول أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ثم يصف موسى عليه السلام أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌهو يتكلم عن موسى عليه السلام وَلَا يَكَادُ يُبِينُ لا يعرف أن يتكلم فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ نحن نتكلم عن فرعون الذي سطّر الله عز وجل عنه في كتابه أنه قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىإذا كان موسى يزعم أن له ربّاً وأنه في السماء فأنا فوق ذلك وأكبر وأعلى، هذا الفرعون الموصوف في كتاب الله بهذه الأوصاف الناطق بهذه الكلمات هو هو يخبر الله عز وجل عنه بأنه على يقين تام من هذه الآيات وهذه البينات ومن صدق موسى عليه السلام، فهو لا يملك، هو لا يستطيع أن يدفع هذا اليقين عن قلبه، هو لا يملك ذلك لأن لهذا الحق ولهذا اليقين قوّةً وسلطاناً لا يمكنه أن يدافعها، هو كل ما يملكه أن يجحد بلسانه، أن ينكر بظاهره لكنه لا يستطيع أن يدفع عن قلبه هذا السلطان ولذلك الله سبحانه وتعالى قال وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ولم يقل ” وأيقنت بها نفوسهم ” استيقن، هذه الألف والسين والتاء، تطلق في لغة العرب على طلب الشيء يعني استيقن: بحث هو عن اليقين، استغفر :طلب هو المغفرة، استسمح: طلب ممن يخاطبه أن يسامحه ويعفو عنه، وهم ليسوا في الحقيقة ممن يطلب اليقين أو يطلب دلائله، ولكن الله سبحانه وتعالى مع ذلك عبّر بدل أن يذكر ” وأيقن ” ذكر ” استيقن ” كأن هذه الآيات من عظمتها وقوّتها واختراقها لقلوبهم كأنهم هم الذين استدعوها وهم الذين بحثوا عنها وهم الذين طلبوها، إظهاراً لقوّة هذا السلطان الذي يقتحم على الناس قلوبهم، فلا يملكون له دفعا، ولا يملكون له ردّا، فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ.
قد ذكرنا منذ عديد من الخطب قصّة زعيم ورئيس بني النضير حيي بن أخطب، وذكرنا في أوائل كلامنا عن هذه القصة أن هذا الحبر العالم من أحبار يهود أتى وأخوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة لينظر في صفته ويعلم أنبيٌّ هو أم ليس كذلك.
فخرج يوماً صباحاً ثم عاد متأخرّاً في آخر يومه وهو متثاقلٌ كئيب، فقال له أخوه والذي خرج معه لينظر في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي شكله وهيئته، قال مسائلاً إياه، قال: أهو هو.
هل هذا الرجل الذي رأينا هو الرسول الموصوف المذكور عندنا في الكتاب، قال: نعم والذي نفسي بيده، قال: تعرفه وتثبته، قال: أعرفه وأثبته، قال: فما شأنك معه؟، قال: عداوته ما حييت.
هذا الرجل لم يملك أن يدفع عن قلبه سلطان الإزعان والإقرار لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة، لكنه سوف يظهر العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حسداً منه لأنه ليس من بني إسرائيل.
ولذلك ذكرنا أيضاً في ذات القصّة أن آخر كلمات نطق بها هذا الرجل وهو يقدّم لتضرب عنقه جزاءً لخيانته وحربه لله والرسول صلى الله عليه وسلم أنه نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعد تاريخٍ طويل من الحرب من حين ما ذكر هذه الكلمة، من حين ما ذكر هذه الكلمة ” عداوته ما حييت ” إلى أن انتهت حياته بهذه الكلمات، يقول: والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكن من يغالب الله يغلب، هذا عجيب
انظر إلى هذه الكلمات، هو يقول: ما لمت نفسي في عداوتك – هذا مفهوم – ، ثم يعقّب فيقول: هذه نتيجة طبيعية لمن يحارب الله عز وجل كفاحاً، بما أنني كنت أحارب الله ورسوله فسوف يكون عاقبة ذلك الخسار والبوار، ” ولكن من يغالب الله يغلب ” كما كان كعب بن مالك رضي الله عنه يقول في خاتمة أبياتٍ له يتحدث عن قريش وعن حربها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبنّ مغالب الغلّاب
” ولكن من يغالب الله يغلب “
أبو جهل بن هشام الذي وصف في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه فرعون هذه الأمة، يأتي إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنّعاً متستّراً ليلاً ليصغي وينصت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن، ويشاركه في هذا الفعل من غير اتّفاقٍ ومن غير مواعدة أبو سفيان بن حرب والأخنس بن شريق، يأتي كل رجل منهم في خفية من صاحبيه، وفي استتار عن الناس، فيأتي في الليل إلى أن يبزغ الفجر، فيلاسق جداراً من جدران بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستمع إلى القرآن، فإذا بزغ الفجر، انصرف كلٌ إلى بيته فجمعهم الطريق فأنكر بعضهم على بعض هذا الفعل، قالوا: إذا رآكم بعض من سفهاء قريش ربما مالت قلوبهم إلى محمد صلى الله عليه وسلم وإلى كلامه وإلى ما يأتيه، فتوعّدوا واتّفقوا على ألا يكرروا هذا مرّة أخرى، ثم يأتي سلطان القرآن فلا يملك رجلٌ من هؤلاء الثلاثة أن يبرم أو ان ينفذ ما تواعد عليه مع صاحبيه، فيأتون في الليلة الثانية فيفعلون ذات الفعل ويجتمعون ذات الاجتماع عند بزوغ الفجر، فيتواعدون على ما تواعدوا عليه بالأمس، ثم لا يملكون من سلطان القرآن إلا أن يأتوا إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثالثة فلما جمعهم الطريق حين الفجر أخذوا على أنفسهم أيماناً مغلّظة ألا يعودوا إلى مثل هذا الفعل، وفي ظهيرة اليوم الثالث يأخذ الأخنس بن شريق عصاه ويتوجه إلى بيت أبي سفيان رضي الله عنه وكان إذ ذاك على الشرك فيسأله فيقول: ما تقول فيما سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم يقول :سمعت أشياءً أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياءً لا أعرفها ولا أعرف ما يراد بها، فقال: الأخنس: وأنا والذي نفسي بيده، أي وأنا أيضاً كذلك،، أشياء أفهمها وأدركها وأشياء يقصر عقلي عن فهما وإدراكها.
ثم يخرج الأخنس من دار أبي سفيان ويأتي أبا جهلٍ في داره فيسأله نفس السؤال.
ما تقول فيما سمعت من محمد صلى الله عليه وسلم، يغضب،ولا موجب للغضب وينفعل ولا موجب للإنفعال، ويقول: وما سمعت – عادي يعني – ثم يقول بعدها مباشرةً: تنازعنا نحن وبنو عبد منافٍ الشرف.
هو يقصد نحن – أي بني مخزوم – بطنه وقبيلته، تنازعوا مع بني هاشم – رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشرف أي المكانة والرفعة والعلو في قريش أي القبيلن يكون أعلى مكانة ومنزلة.
فيقول: فأطعموا وأطعمنا، أي الحجيج والفقراء والمساكين، وسقوا وسقينا حتى إذا تحاكت الركب وكنا نحن وهم كفرسي رهان، تحاكت الركب: يعني بقينا متساويين تماماً في المكانة، ركبتي في ركبته كأنهم يجروا أمام بعضهم البعض، وكنّا كفرسي رهان، فرسين في سبق متقدمين الاثنين مثل بعض بالضبط، قالوا: منّا نبيّ، فأنى لنا بهذا، فوالله لا أومن به أبداً.
فهذا أبوجهل يخبر عن نفسه أنه لن يقبل هذه الدعوة، لن يسلّلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم للنبوة لأنهم لا يمكنهم أن ياتوا هم أيضاً بنبي، فهو لم يستطع أن يدفع عن نفسه وعن قلبه سلطان كلمات الله عز وجل التي استمع إليها، بل وقعت في قلبه موقعها، وعلم أنها الحقّ ولذلك لم يتكلم عن القرآن بشيء، لم يزد على أن قال: وما سمعت، كان ينبغي بعد هذه الكلمة أن يطعن في كلام الله، فهو لا يستطيع، بل أفصح وبيّن ما بداخل نفسه والعلّة التي دفعته إلى ردّ الرسالة قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا الله سبحانه وتعالى قال قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وقال تعالى وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ من أقل شيء منه وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
القمّة في التحدي لهم والجزم بأنهم عاجزون أن يحاكوا القرآن أو يحاكوا ولو شيئاً بسيطاً يسيراً منه، وإغراؤهم بقبول التحدي وأن يجمعوا إليهم كل من شاؤوا أن يجمعوه من البشر وتعجيزهم وبيان أنهم لا يستطيعوا هذه المعارضة، بل وقرنهم بالحجارة التي لا تعي ولا تعقل ولا تفهم، ومع كل هذا لم يستطع أحدٌ منهم أن يعارض كلام الله عز وجل، بل كان قصارى ما قالوه هو ما سطّره الله عز وجل عليهم بأنهم قالوا وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ قد سمعنا: أي قد أكثرت علينا بهذه الآيات وبهذا التحدي – خلاص يعني تعبتنا، احنا لو عاوزين نقول هنقول بس احنا مش فاضيين، أصل احنا مش فايقين – أقصى حاجة مع شدّة التحدي لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا أنا لو عاوز أقول هقول، فهذا هو أقصى ما وصل إليه هؤلاء مع هذا التقريع الإلهي المتتابع المتكرر، فهذا السلطان الإلهي وهذه الحجج الربانيّة لا يملك إنسان أن يدافعها عن نفسه.
حينما جاء وفد نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا من النصارى يناظرونه ويحاجّونه صلى الله عليه وسلم وكانوا ستين راكباً منهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم فيهم ثلاثة هم مرجع الأمر فيهم العاقب وهذا كان أميرهم وسيّدهم واسمه عبدالمسيح، ومعه الأيهم وهو صاحب رحلتهم، ومعهم رجلٌ اسمه أبوالحارث بن علقمة، وهو رجلٌ من بني بكر بن لؤي،هو من العرب أصلاً ثم دخل في دين النصرانية، فكان هذا أسقفهم وإمامهم وحبرهم وصاحب مدراسهم، المدراس: هو المدرسة العلمية عندهم، هو أعلم رجل فيها، فكان هذا الرجل قد اجتهد في دينهم ودرس كتبهم حتى عظم قدره ومكانه فيهم، ولذلك لما كان في هذه المنزلة عظّمته ملوك النصارى من الروم، هو في اليمن، وهؤلاء الملوك في الشام فشرّفوه ورفعوا قدره وموّلوه – أي أعطوه مالاً كثيراً وأخدموه، أعطوه خدماً وبنوا له الكنائس وبسطوا له من أنواع الكرامات لما بلغهم عنه في الشام وهو في اليمن من سعة علمه واجتهاده في دينهم.
فلما أن خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج أبو الحارث وهو يركب وهو يركب بغلة له، وإلى جواره أخوه، كرز بن علقمة فعثرت به البغلة – اتكعبل – فقال أخوه: تعس الأبعد يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خارجون إليه ينظرون في حاله وأمره، يدعو على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تعس الأبعد، فقال أبوالحارث: أسقفهم وعالمهم حبرهم يخاطب أخاه، قال: بل أنت تعست، فقال: ولم يا أخي – أنت لماذا تقول لي هكذا – ، قال: إنه النبي الذي ننتظر – هذا وهم ذاهبون لم يكن رآه بعد فقالوا، لا لا مما بلغه من علمه أدرك أنه النبي المبشّر به في الكتب وأنه النبي الذي ينتظرون.
فقال: فلم لم تتبعه، أنت تعرف هذا من الأول فلماذا لم تتبعه،، فقال: إن هؤلاء القوم يقصد هؤلاء الملوك الذين ذكرنا، قد شرّفونا وموّلونا وأخدمونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه، فلو فعلت، لو أنا خالفتهم واتّبعته لحجبوا عنّا ومنعونا كل ما أعطونا من الأموال والخدم وكل هذا الأشياء.
فلما قال هذه الكلمات وسمعها وعقلها أخوه أضمر في قلبه الإسلام فأسلم بعد، فهذا السلطان الذي نعني والذي نريد، الذي لم يملك معه هذا الرجل إلا أن يصرّح بلسانه بأن هذا هو الحقّ وأن هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم حقّاً وصدقاً، ثمّ انظر إلى رحمة الله عز وجل كيف ساق الإيمان إلى أخيه بعثرة هذه البغلة فلو لم تعثر الدابّة لم يدعو هو على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن أخوه قد تعقّب كلامه وصرّح فيه هذا التصريح الذي ألقى في قلبه هذه الكلمات حتى أضمر الإسلام فأسلم بعد، وهكذا رحمة الله عز وجل بالإنسان، يسوق إليه الحقّ سوقاً، يسوق إليه الهداية سوقاً، لكن منهم من يقبل ويزعن ويرضى ومنهم من يأبى ويعاند ويستكبر وسلطان الحقّ في قلبه قائم، ولكنهم كما قال الله عز وجل يجحد بلسانه.
ثم انظر إلى هؤلاء القوم الذين ينطق عالمهم بهذه الكلمات كيف أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وأكثروا عليه وجادلوه وعارضوه بباطلهم حتى ضاق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم بهذا فأنزل الله عز وجل الرحيم لعبده ونبيّه محمد صلى الله عليه وسلم أنزل عليه هذه الكلمات فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ أمره الله عز وجل بالمباهلة، الابتهال إلى الله فنجتمع جميعاً، الذين تنازعنا في هذا الأمر وفي هذا الحق الذي يخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فندعوا الله عز وجل أن من كان منّا كاذباً مبطلاً مفترياً على الله عز وجل أن يهلكه الله عز وجل فحينئذٍ نكبوا، لمّا نزلت المباهلة أبوا أن يبتهلوا إلى الله لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم لو باهلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هلكوا وهلكت نساؤهم وهلكت ذراريهم، وهلكت أنعامهم وذهبت أموالهم، فحينئذٍ قالوا: نحن ندفع الجزية، أيضاً وأبوا الإسلام، هم يقبلون أن يدفعوا المال ليبقوا في هذه الحياة الدنيا، لأنهم إذا باهلوا هلكوا وماتوا، هم يدفعون الأموال لكي يبقوا في هذه الحياة الدنيا ماذا يكون يبقوا في هذه الحياة الدنيا ثم ماذا يكون بعد، يعني هم سوف يبقون في هذه الحياة الدنيا إلى منتهى آمالهم ومنتهى آجالهم، ثم يكون ماذا أليسوا يصيرون إلى عذاب الله تبارك وتعالى أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَماذا يبقون في الدنيا كما قال الله عز وجل يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
قال الله تبارك وتعالى وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ثم قال بعد وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ الله عز وجل ذكر عهداً ويثاقاً في فطرة الإنسان طفره الله عز وجل عليه أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا لئلا يعتذروا عند ربهم أنهم ضلّوا عن ربهم أو أضلوا ربهم، لكنّ الله عز وجل بمنّه ورحمته وكرمه وفضله لم يؤاخذنا بهذه الفطرة التي فطرنا عليها حتى يرسل إلينا الرسل مبشّرين ومنذرين، رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا وما من أحد أحب إليه العذر من الله عز وجل يريد أن يعذر الناس ولذا أرسل الرسل مبشّرين ومنذرين، ومع هذا ينزل الله عز وجل آياته ويؤتي عباداً من عباده هذه الآيات فيعقلونها ويقوم سلطانها في قلوبهم ثم بعد ذلك ينسلخون من هذه الآيات وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا وهبناه أي: وهبنا له ومنحناه وأنعمنا عليه وأعطيناه، الله عز وجل هو الذي أوصل هذه الآيات إلى هذا العبد بمنّه وكرمه وفضله ويسّرها له، ثمّ فَانْسَلَخَ مِنْهَا شبّه حاله ومعاناة هذا الشخص بالحيوان الذي يسلخ عن جلده سلخاً، هو حينما يريد أن يخرج من هذا السلطان لهذا العلم، وهذا الإيمان وهذا الدين وهذا القرآن على قلبه الذي لا يملك له دفعاً هو يعاني معاناة الحيوان الذي يسلخ عن جلده سلخاً وهو لازال على قيد الحياة، يخرج من إهابه ومن جلده الذي يقيه والذي يحميه فتكون عاقبته فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا بهذه الآيات وهي حقيقةٌ أن ترفع من اتّصل بها لكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه هو آثر الدنيا على الآخرة حارب سلطان الله عز وجل الذي يسيطر على قلبه وفؤاده وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ ركن إليها وإلى وحلها وطينها وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ هو لا يطمئن ولا يسكن في حال، حينما تحمل عليه أي تدعوه وتنصحه وتزجره وتذكّره بآيات الله وبما كان عليه من علمٍ، هو لا يستجيب، وإن ودعته وتركته وأهملته هو أيضاً لا يطمئن ولا يستقرّ ولا يسكن ولا يهنأ لأن الصراع في قلبه لا يمكن أن يتركه لحظةً واحدةً وادعاً فهو في قلبه يعلم أنه مبطلٌ محادٌ لله عز وجل ولرسوله مصارعٌ لما استقرّ في قلبه من سلطان الحقّ ومن قوّة البرهان ومن دليل الإيمان
فهذا هو أتعس وأشقى عبد على وجه هذه الأرض، لأن الصراع يكمن من داخله، حملت عليه أو تركته هو لا يسكن ولا يهدأ ولا يطمئن لأن آفته من داخل نفسه، من الصراع في داخله، هو يلهث ويلهث ويلهث لكنه دائماً لا يسكن ولا يهنأ ولا يستريح ولا يطمئن بل لا يدعه الشيطان لحظة واحدة حتى يتمتّع بآثار هذا الهوى الذي يهوى فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ يزجره دائماً، يسوقه بسوطه لا يتركه يهنأ ولا يطمئن، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلًا ليس هناك مثلٌ أسوأ من هذا المثل، هذا المسخ، إنسان يمسخ في هذه الصورة التي تنفر منها النفوس، يخلد إلى الأرض يصيبه وحلها وطينها، ولكن سبحانه وتعالى يقول سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ هم لا يظلمون الحقّ ولا يظلمون الحقيقة وإنما يقع ظلمهم على أنفسهم يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فلا يضرّ إلا نفسه ولا يضر الحقّ ولا الحقيقة شيئاً بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
ولذلك جعل حق هذا العبد الذي هو بهذه الصفة ألا يبقى في الحياة بعد فعلته هذه، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن ابن مسعود: لا يحلُّ دم امرئٍ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة.
ذكر ثلاث أحوال تستوجب هذا الحكم الشديد أن تزهق روحه، الذي ينتهك الأعراض والذي ينتهك حرمة الدماء والذي ينتهك حرمة الحقّ، وهذه في كلام أهل العلم هي أصول ومقاصد شريعة الإسلام؛ حفظ الدين وحفظ الأنفس وحفظ الأعراض والعقول والأموال، إنما أنزل الله عز وجل شرعته لتحفظ هذه الأركان الخمس، وذكر الثيب الذي له زوجٌ لأنه لا عذرٌ له على الإطلاق في فعلته الشنعاء هذه، الذي ليس له زوج جعل له نوع عذرٍ فهو يجلد ويترك، أما هذا فما الذي حمله على هذا الجرم الشنيع، وفي مقابله حقّ القصاص، وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ هو قتل نفساً معصومةً فاستحقّ أن يقابل وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْس أما الثالث، فهو الذي يعتدي على الحقّ وانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ” التارك لدينه المفارق للجماعة ” لم يقل التارك للدين المفارق للجماعة، أو التارك لدينه المفارق لجماعته، قال:التارك لدينه المفارق للجماعة، فهو حينما يترك دينه هو لازال له ديناً، نحن قلنا إن للحق سلطاناً، هو لا يستطيع أن يدفع عن نفسه سلطان هذا الدين، فهو يتركه وهو لازال داخلياً يدين به لأن له سلطاناً على قلبه وفؤاده، لكنه صلى الله عليه وسلم جعله حال انفلاته من الدين والحق يترك دينه ويفارق ليس جماعته، هو فارق هذه الجماعة فعلاً، هو ينابذها ويعاديها ويفارقها شانئاً لها مبغضاً لها، أما الدين فهو لازال ديناً له في قلبه وفي باطنه، لا يستطيع أن يدفعه عن نفسه لكنّه يشوّه صورة الحقّ في الظاهر، يخدع الناس عنه يضلّ الناس عن دينهم وهو يكذب عليهم فهو في الدنيا أسوأ حالاً من المنافق لأن المنافق إنما يجني على نفسه ولا يجني على الحق، هو يبطل الكفر لكنّه يظهر الإيمان فهو في إظهاره للإيمان لا يجني على الإيمان ولا على الحق، أما هذا فهو بعكس المنافق هو في باطنه يعلم أن هذا هو الحقّ يعلم أن هذا هو نور الله حقا لكنّه يخادع الناس ويغشّهم ويبغي فتنتهم بما يظهر لهم من رفضه للحقّ وعدم قبوله له وتكذيبه له وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.
اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر الله منها وما بطن، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر الله منها وما بطن
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة
اللهم إن نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم